رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -43
بصوت استطاع جميع من في القصر سماعه – لقد مات ابي .. لقد قتلو جــورج ..
احتضنها جون بقوه وهو لا يزل مصدوم مما سمعه .. لم يقم ادوارد بفعل شيء ..
ضل ينظر لهـم وهي جالسه تبكي بأحضان جـون الذي كان حجمه يقارب حجمهـا قليلا ..
كان يريد ان يتحرك للخلف عندما فُتح الباب ودخلت روزا مع والديه ..
لم تسيطر روزا على نفسها عندما رأت كلوديا منهاره ارضا .. جرت نحوهـا واخذتها لتضمها لصدرها ..
لقد كان من الصعب اسكات كلوديا وايصالها للغرفه في ذلك الوضع ..
مر ذلك اليوم على الجميع وكأنه لا يريد ان ينتهـي .. كان يطول ويطـول .. بدون ان يرو ضوء الصباح ..
حتـى نامت كلوديا في ذلك اليوم بحضن والدتها وهي تبكي بدون ان تشعر بنفسهـا ..
تركـوها صباحا بدون ان يوقضهـا احد .. وفي ذلك اليوم وصل امون ولامار ..
لقد كانت الصدمه كبيره جدا .. لم ستطع احد فهم ما حدث .. كل ما استطاعو معرفته ان هناك شخص
مجهـول احضر جورج مصابا للمشفـى وهرب .. لم يتحمل جورج الاصابه فقد كان قد خسر من دمه
اكثر مما ينبغـي لذا لم يستطع الطبيب مساعدته .. اذ ان وصوله كان متزامن مع
موعـد موتـه .. ببعض التفكير يمكن لجميع من يعرف جورج ان يفهم المشاكسات التي يمكن ان يصاب
من جرائها بأصابه مميته .. وهـو بالطبع لم يكن ليستغني عن تلك المشاكل ..
احست كلوديا عندما رأت امون وكأن الموضوع حدث للتـو .. بدت تتحدث معه عن والدها وكيف تركهم
وكأنها تريد منه ان يشعر بما تمر بـه .. كان يحاول كبت دموعه وهو يحضتنها بينما لامار تبكي بقربهـا بدون
ان تتوقف دموعهـا عن النزول .. كان حالهـم سيء جـداً ..
كلوديا لم تقبل ان تأكل بتاتا .. كانت تصر يوميا على الذهاب للمشفـى لرؤية والدهـا ولم يكن منعها
امرا سهلا .. الجميع يعرف انها ستنهـار ان ذهبت .. ولهذا لم تكن روزا تستطيع ان تقبل بأن ترى
ابنتها ما رأته هـي . .
ولكن بعـد مرور اسبـوع كـان يجب ان تدفـن الجثـه . . وهذا ما وافقت عليه روزا ..
لقد استطاعت تقبل الامر بشكل ما .. واستطاعت ان تتماسك نفسها من الانهيار امام كلوديا
فهي تعرف كيف سؤثر انهيارهـا هي امام ابنتهـا .. هكذا كان حالهم .. بكاء كلوديا المستمر وعدم سماحها لأحد بالاقتراب منهـا كاد يصيب روزا بالجنـون .. كانت تعزل نفسهـا في الغرفه
لتبكـي بأستمرار بدون توقف .. حتى تنام بدون وعي منهـا .. استيقاضها صباحا بات امرا فضيعا ..
فلامار تذهب ليقاضها احيانا ولكن كلوديا تستمر بالتمدد على السرير والنظر للسقف بدون فعل شيء
اخر .. مهما حاول الجميع معهـا لم تكن تستجيب لأحد .. لقد عزلت نفسهـا عن الجميع ..
توقع الجميع انها لن تحضر الجنازه .. وكـان هذا رأيهـم ايضا .. فهي لن تتحمل ابدا ..
ولكن رغم هذا عندما كانو في الخارج ينتظرون وصول السياره لتقلهم للمقبره انتبه الجميع لكلوديا التي خرجت من القصر بملابسهـا السوداء التي لم تغيرهـا منذ وفات والدها ..
كانت قد رفعت شعرهـا بقوه للأعلا وهي تسير بهدوء حتى اصبحت قرب والدتهـا ..
امسكت بها ولكن كلوديا انكمشت بسرعه وابتعدت خطوه كي لا تلمس روزا ..
اثار هذا بؤس روزا بشده ..
عندمـا اتو بجثمان جـورج كانت حالة روزا مزريه للغايه .. دموعها لم تتوقف بينما صوتهـا لم يكن يخرج ..
نظرتها لم تتحرك عن الجثمان المغطـى وهي ترتجف بينما كانت كاميليا تمسكهـا ..
اما كلوديا فكانت بين احضان لامار .. ولكنها اقتربت بعد هذا من ادوارد لتطلب منه ان ترى والدهـا للمره الاخيره ..
نظر لها ادوارد وهي تمسك بكم قميصه كما كانت تفعل دائما عندما تريد منه شيء ..
ولكنه هذه المره كما هي سابقاتها لم يستطع تلبية طلبهـا .. لقد بدأ الدفانون بأنزاله ..
وكان من المستحيل رفع الغطاء عنه فحالت الجثه باتت سيئه للغايه .. لن يزيد هذا من حزنها سوى
الخوف وسؤء حالتهـا النفسيه .. ارادت ان تتحرك لترتمـي على قبره عندما بدؤو برمي التراب ولكنه امسكها
بقوه وخبء وجهها لتبدا بالبكاء ورجاء الكل في السماح لها برؤيته مجددا .. لم تعد تعي ما تفعل ..
كانت تطلب ان تراه .. وتطلب ان يعيدوه .. وتصرخ بان لا يغلقـو الحفره عليه ..
بدأت تشعر بالخوف والحزن والاسى والظلم .. لم يكن هذا الموقف حزينا فحسب ..
بل كان يحمل كل انواع البشاعه .. بدأ تفكيرها يتوجه في كل شيء قد سمعته او قرأته في رعب وحزن
وكئابه وخوف ووحـده .. انها تخاف الان .. والدهـا قد ذهب كليا .. لا يمكن ان يعود بعد ان وضعوه في هذه
الحفره .. كان هذا اليوم هو اصعب يوم تمر به في حياتهـا .. انه اصعب من سماعها بخبر وفاته ..
عندمـا ادخلوه الحفره احست ان اخر امل لهـا قد زال .. لم تستطع توديعه حتى .. لم تستطع تقبيل جبهته القبله الاخيره بعد ..
لقد قام هو بتقبيلها قبل ان يذهب تلك الليله .. ولكنهـا لم تفعل .. هي لم تضمه حتى .. لم تقل له
كم تشعر بالامان لعودته لهم .. لم تخبره كيف اصبحت سعيده بعيشه معها ..
انها حتى لم تقل له بقرارها الاخير .. قرارها بأن تعيش معه ومع والدتها فقط حتى نهاية حياتها ..
كيف ذهب هكذا .. مع من ستعيـش الان .. من سيحميهـا ..؟ من سيساعد روزا في حمل هذه المأسي ..
كم ستصبر .. بدأت بعد هذا بفتح عينيها قليلا حتى فتحتهما كليا .. كان هناك من يضمها .. ابتعدت قليلا لتجـد والدتها نائمه بقربها وهي تخبئها بين ضلوعهـا .. ضلت تنظر لهـا طويلا قبل ان تتسلل من الفراش وتخرج
حلـم مزعــج .. مر الان اسبوعـان على ذهابه .. اسبوعان لم تستطع معهما التفكير بشيء سواه ..
اسبـوعان كانت تحلم به كلما غفت .. كلما اوت الى نفسها ليلا تبـدا رحله الحزن من جديد في تذكر كل
اللحضات التي عاشتهـا معـه .. تلك اللحضات القليله جدا من عمرهـا ..
ولكنها الان اصبـحت اللحضات الوحيده التي تذكرهـا .. كـان من الصعب تخيل الحياة بدون جورج بعد عودته ..
كان يجب ان لا يعـود .. هذا ما كانت تفكر به طوال الوقت .. ولكن لو انه لم يأتي لما احست بكل
تلك اللحضات السعيده .. اللحضات القليله جدا ..
لم تعرف الى اين ستذهب حتى وصلت للشرفـه التي كانت مغلقه .. فتحتهـا وكان الجـو باردا للغايه ..
بينما هي لم تكن ترتدي سوى ثوب نوم اسود خفيف .. يتسرب الهواء منه ليجمد اجزاء جسدها
بأكمله .. احتضنت بعضها علهـا تجد الدفء .. ولكن هذا لم يحدث .. فقد كانت اجزاء جسدهـا
بارده ايضـا .. جلست بعد هذا على الكرسي وهي تنظر للسماء الممتلئه بالنجـوم .. كم كان منظرها
جميل .. وكـم كان سيكون اجمل لو ان جورج هُنـا .. لم تعد تستطيع ان ترى شيء جميل بدونه ..
تبـدا بذتكره في كل شيء .. بدأت دموعها بالهطول لترسم خطا على وجنتيها بينما كان قلبها
يكاد يتفجر بين اضلعها من تفكيرها المتواصل بوالدهـا .. عندمـا تفكر انها لن تراه مجددا يبـدا جرحها
بالتفكك مجددا لينزف وكأنه سمع خبره للتـو .. ان يكون الموت هكذا فهو صعب جدا ..
يبدأ عقلها رغما عنها بالتفكير بأنها ستخسر الجميع في يوم ما .. يكاد يصيبها الامر بالجنون .
لا تريد التفكير هكذا ولكن الموت سيأخذهم يوما ما .. وسيتركها حزينه مكسوره هكذا مجددا ...
مرارا وتكرارا ... كم هو رائع ان لا نُحـب .. ان لا نكون متقاربين هكذا مع بعضنا ..
رفعت يدها لتخبه وجهها عندمـا بدأت بالبكاء بصوت اشبه بالهمس .. احست بحركه خلفها ولكنها
لم تلتفت .. خافت في بادء الامر حتى سمعت همساته التي عرفتهـا بدون ان يتحدث حتى ..
انـه هو .. الرجل الذي لم تعد تريد التعلق به اكثر .. الرجل الذي باتت تريد الابتعاد عنه وحسب ..
رفع يده ليلمس شعرها بهدوء .. احست بعد هذا بشفتيه وهو يطبع قبله على رأسها قبل ان يجلس
بقربها .. لم يقل شيء ولم تلتفت هي ايضا .. احست به بعد هذا يخرج سيجاره ويشعلها ..
عندما بدأ بنفخ دخانها وقفت هي وتحركت لتمسك بسياج الشرفه وترفع عينيها للسماء ..
احست بيده التي وضعها على كتفيها عندما لف عليها سترته .. وامسك بعد هذا بكتفها ليقربها منه
ويعصرها .. لقد احست بدفئه .. ارادت ان تبكـي الان .. ذكرها بوالدها عندما كان يحتضنها هكذا ..
ادوارد لم يكن هكذا .. ولكنه يريد ان يزيد من المها .. رفعت عينيها له بعد هذا .. انه يدخن كما يفعل والدها ..
ينفخ دخان السيجاره بعيدا دائما عندما تكون هي معه .. وكأنه بهذا يبعده عنهـا هي فقط ..
يحميهـا من هذا السـم .. كم كانت تضحك عليه عندما كان يفعل هذا ..
احتجاجاتها الدائمه على كمية السجائر التي يدخنها .. ومحاولاتها لجعله يقلع عن التدخين ..
سيجاره واحده يتلاعب بها ادوارد بشفتيه قامت بكل هذا .. استطاعت تبش هذه الذكريات كلها
وجعلها تتلوى من الالم بدون ان يشعر .. لقد باتت لقائاتهم تكثر موخرا .. ولكنها صامته جميعها ..
يحتضنها فقط احيانا واحيان اخرى يجلس فقط في فرغتها حتى تنـام ..
لم تفهم لمى يقوم بهذا ولكنهـا لم تكن تريد ان تفهم .. لم تعد تريد التفكير به ..
عادت في تلك الليله للنـوم بعد ان انتهـى هو من سيجارته واعادهـا للغرفه ..
_ لا تخرجي مـره اخرى .. نامي .. حتى الصبـاح ..
هذا ما قامت به تماما .. تمددت على السرير حتى الصباح ولكنها لم تنم .. بل كانت تبكي
فقط .. احست بان روزا استيقضت واحتضنتها بقوه ولكنها لم تشأ ان تريها هذا ..
امون ولامار كانا معهـا طوال الوقت .. لامار كانت اقرب لها من اي احد في تلك الاوقات ..
لم تتركها لوهله .. بينما امون كان يحاول اخراجهـا من حالت البؤس التي هي فيها ..
فحالتهـا النفسيه تغيرت بعد تلك الحادثه كثيرا ..
فبعد ان عادو للمنزل بشهر لم تخرج كلوديا من المنزل كليا .. ولم تكن تتحدث مع احد ..
رغم ان صديقاتها كانا يزوراها ولكنها كانت تستقبلهم فقط لتجلس بصمت حتى يخرجو ..
لامار وامون كانو معهم في المنزل ولكن هذا لم يساعد في تغير حالة كلوديا ابدا ..
احس الجميع بأنها لم تعد تريد علاقه مع احد .. هي تريد ان تنعزل الان ..
ان تترك العالم كلـه .. لقد كان موت جورج صدمـه لم يكن احد يتوقع ان تؤثر عليها هكذا ..
تجعلها بهذه السلبيه .. كلوديا التي كانت تحب كل لحضه من حياتها مهما كانت بائسه باتت تكرهه رؤية
الناس .. باتت تبتعد عن اي حديث يحاول ان يبدأ احد معها .. حتى جون لم يستطع ان يفعل لها شيء ..
ادوارد زارهم مره بعد عودتهم للمنزل .. وكان ذلك كافيا له ليعرف ان كلوديا في حاله من اليأس
ما لا يستطيع هو فعل شيء معه لها .. طلب منه آمون اكثر من مره ان يزورها ولكنه لم يكن يفعل ..
كان رؤيتهـا تتألم هكذا وكأنها جسد بلا روح امر يزعجه اكثر من ان يحزنـه ..
مشاعره لم تكن ثابته .. فهـو لا يريد ان يرى كلوديا هكذا .. ليست تلك الطفله التي عرف ..
ليست تلك الفتاة المليئه بالحياة .. لم تعد تلك المراهقه التي كانت تسليه بكل حركه تقوم بها ..
بعـد مرور شهرين على كل هذا كانت روزا قد عادت للعمـل بعد ان اصبح وضعهم المادي سيء ..
ولكن كلوديا لم تقبل بالعوده للمدرسه .. لم تكن تريد الخروج من المنزل اصلا ..
كانت تحدث مشاجره بينها وبين والدها بصدد هذا .. فهي كانت تقول انها لم تعد تريد شهاده
وهذا ما كان يجعل روزا تصرخ بحده عليها .. ولكن كلوديا كانت تستمع لكل ما تقوله والدتها وتتوجه بعد
هذا لغرفتهـا بدون تطبيق شيء .. تحدث معها لامار وامون وحتى السيده كاميليا ولكن احد منهم لم يفلع
في اقناعهـا بالعوده ..
في البيت كانت هي تجلس لوحدهـا بعد ان ذهبت لامار لفحص جنينها بعد شعورها ببعض الألام ..
وقد اخذها آمون للمشفـى .. والدتها في العمـل كما هي العاده ..
اتصل بهـا ايفان في ذلك اليوم وكانت صدمتها كبيره .. لقد تأخر كثيرا ان كان يريد ان يعزي .
اما ان كان يريد الحديث بشيء اخر فهي ستغلق الهاتف بوجهه وحسب ..
ولكنه كان مهذب للغايه واحست انه حزين للغايه عليها – كيف حالك ..؟
سألها بهدوء فأجابت – بخير .. شكرا ..
_ تعازي لك .. لم اعرف سوى الان حقا ..
_ لا عليك ليس هناك مشكله .. شكرا لأتصالك ..
_ كيف حالك الان كلوديا .. ؟
_ بخير ..
كانت تحبس بكائها .. لم تعرف لم احست فجأ بأنها في حاجه للبكاء .. انها تشعر بالاختناق ..
تذكرت تلك الليله .. الليله التي انفصلت بها عن ايفان ..
هي الليله نفسها التي عرفت بها خبر والدهـا .. ولكن لحضه ..
بدأت تتذكر احداث تلك الليله المشؤمه .. ادوارد .. ماذا كان وضعه فيها ..
لقد قال اشياء كثيره .. اشياء غريبه حقا .. كطلب يدها للزواج .. واعترافات بأشياء تشبه الحب ..
الشفقه التي كان ينظر بهـا لها في تلك الليله .. هو كان يعرف بالتاكيد ما كان سيحصل ..
طلب يدها للزواج ..؟ ادوارد ..؟ لم تفكر ابدا في هذا .. لم تتذكره سوى الان ..
مع اتصال ايفان ..
_ كلوديا ...؟ اين ذهبتي ...؟
_ ااه .. لا شيء ..
همس فقط .. احس بهـا حزينه للغايه .. همسات تخرج من شفتيها انهت المحادثه ..
بعد ان ودعته اغلقت الهاتف ووضعته على الطاوله ..
سمعت الجرس يرن فتوجهت للباب وهي تجر بجسدها كي تتحرك ..
كان الوقت نهاية النهار ولكن الشمس مازالت موجوده .. لون الجو هو الاحمر ..
وقت الغـروب .. كم هو حزين .. انـه وقت بكائهـا يوميا .. فتحت الباب لتراه يقف امامه كمـا هو دائما ..
بذلك العنفوان كله .. وتلك القساوه التي لم يعد يستطيع التعبير بشيء غيرهـا ..
كم كان شوقهـا له كبير .. انـه اكثر من شهر ..
منذ تركت منزلهم .. ومنذ اخر مره رأته فيها .. لقد تغير ..
بدأ انه لم يحلق منذ مده .. ولكن هذا كان يزيده وسامه غريبه .. مخيفه قليلا ولكنه مازال ادوارد الذي تعشق ..
هذا ما احست به مع نبضاتها التي بدت تتزايد بأقترابه من الباب .. ابعدت عينيها بعد هذا لتدخل وتترك له مجال
للدخول ..
بعد ان دخل خلفها جلس على الاريكه وضلت هي واقفه بباب المطبـخ ..
انهـا تلك اللحضه .. لقد مر هذا المشهد منذ فتره امامها .. في حينها كان طلبه يدها للزواج ..
شيء مثل .. كلوديا تزوجيني .. هل يعقل ان تلك الكلمات خرجت من هذا الفم الصارم الذي لا يبدو
وكأنه ابتسم في حياته .. لم تعد تريد التفكير اكثر بكيفيه فهم ادوارد للأمور ..
قالت فشعر كيف تريد تحريك الوضع فقط – هل تريد قهوة ..؟
_ لا .. لا اريد شيء .. تعالي اجلسي ..
نظرت له وقالت هامسه – ماذا هناك ..؟
لم تعرف لما احست بالخوف .. هل يمكن ان يعود ذاك المشهد لتحدث لها كارثه اخرى الان ..؟
انـه ادوارد .. ليس في حياتها سواه .. يحدث لها كل شيء بسببه هو فقط . .
_ لا شيء .. تعالي فقط ..
ضلت تنظر له قليلا قبل ان تقترب وتجلس بعيده عنه ..
كانت تنظر للأرض طوال الوقت فقال – ما زلتي بحاله سيئه ...
رفعت عينيها له مسغربه فاكمل – المدرسه تركتها اذن ..
لم تقل شيء .. اكمل – لن يعيد هذا شيء .. الم يمر من الوقت ما يكفي لتكبري قليلا ..
ضلت تحدق به فأكمل هو بذاك الصوت الذي لا يدخله اي شعـور – ما تقومين به حماقه ..
اجابته – هل يزعجـك بشيء ..؟
لم يقل لها شيء فصرخت بعد هذا – هل يزعجكم بشيـــئ ....؟؟ ماذا تريدون مني .. لم اعد اريد ان ادرس
.. انـــا..!! لم اعد اريد ان ادرس ... اريد ان احطم مستقبلي .. ما علاقتك انت بالامر ..!!!!!
وقفت وهي تتحدث معه بعصبيه وكأنها تريد ان تحرق طاقه فقط .. تريد ان تصرخ لتزيل كل الكئابه في قلبها ..
ان ما تمر به الان شيء لا تستطيع تحمله .. ولا يستطيع احد منهم فهمه .. انهم يتعاملون معها وكأنها طفله متمرده .. ولكنها ليست كذلك .. هي كبيره . . انهـا امراه خائفه من التقدم ..
هي لا تستطيع فعل شيء الان .. لا تعرف ماذا يحدث ولكن الخروج من هذا المنزل اصبح مخيف ..
مخيــف للغايه ..
_ حسنا اذن .. اتركي المدرسه فهذا لن يزعجني انا ..
بعد اجابته التي لم تشاركها انفعالاتها احست بتفاهت الحوار .. انهما يتحدثان كليهما عن اشياء
غبيه .. اشياء لا يريدان ان يناقشاها بتاتا .. لديهما مواضيع مختلفه ولكن ليس لدى احدهما الجرأ في
بدأ الحديث .. لم يجدا الفرصه .. فكليهما اغلق ابوابه امام الاخر ..
هي لم تعد تريد منـه اي شيء .. الابتعـاد فقط .. ليست مستعده لخساره جديده ..
بتاتا .. جرح جديد سينهيها كليا .. يجب عليه ان يفهم هذا ويبتعد ان كان يريد مساعدتهـا ..
ولكن كيف ستقول هذا له .. هي لا تقوى على ابعاده .. وقف بعد هذا واقترب منها .. لم تبتعد كما تفعل دائما بل ضلت تحدق به حتى وصل ليقف امامها ..
_ الى ما تريدين ان تصلـي ..؟
_ لا اريد شيء ..
اغمض عينيه قليلا وبدا بعد هذا يغلق يده بقوه ويفتحها .. انـه متوتر .. او غاضب ..؟
منزعـج ..؟ ماذا الان .. ابتعدت خطوه للخلف فقال – ماهي الخطوه القادمه اذن ..؟
_ لماذا تزعج نفسك بي .. لا داعي لأن تهتم بشيء يخصني .. انا ..
لم تقوى على الاكمال .. ولكنها همست رغم هذا – انا بخير كما انـا ..
شعرت ان انزعاجه زاد حده .. وبشكل مفاجئ انهـى الحوار الذي لم تفهم منه شيء ..
ولم تستوعب سبب مجيئه اصلا .. استدار ليعود للباب .. بدأ بأرتداء سترته وحذائه بينما
سارت هي خلفه لتقف في الردهه تتابعه .. هي لم تساعد في ان يبدا ما جاء من اجله ..؟
ربمـا ..؟ ولكن ادوارد لا يحتاج لشيء كي يقول ما يريد قوله .. ماذا الان ..
ولماذا تصرفت هكذا معه .. هل هذا افضل ..؟
لا تعرف ان كانت نادمه ام لا المهم انها منزعجه لأنه سيخرج قبل ان يقول ما جاء من اجله ..
عندمـا فتح الباب بدون ان يلتفت لهـا نادته – ادوارد ..
وقف قليلا واستدار لينظر لهـا متسائل .. قالت له – هاتفك .. انه في الداخل ..
لم تعرف لم انتظرت منه ان ينتهي من ارتداء ملابسه حتى قالت ..
_ احضريه اذن ..
قال لها وكأنه امر بديهي كان يجب ان تفهمه .. تحركت واحضرته ..
اعطته اياه وهي تبتسم له .. – شكرا لحضورك ..
حاولت ان تكـون مهذبه .. فقال لها عندما اخذ الهاتف ووضعه في جيب سترته – لم ..؟
رفعت كتفيها – فقط ..
_ هل تحاولين اخباري ان لا اعود مجددا بهذه النظره ..
_ هل تريد ان تعـود ..؟
ردت عليه وهي تحاول ان لا تضهر شيء من الاهتمام فقال – سأرى ..
تراجعت قليلا للخلف وهي تضع على وجهها قناع الابتسامه الباهته التي تضهر مدى حزنها
ومدى تصرفها معه بطبيعيه وكأنه اصبح شيء من الماضي حقا ..
كادت تصدق ذلك قبل ان يقول – كـوني بخير اذن ..
ويخـرج وكأنه لن يعـود مجددا .. لم يغلق الباب فتحركت لتقف وتنظر له وهي تتمنى ان يعود
ليجلس معهـا قليلا .. قليلا فقط حتى عودة احدهم للمنزل ..
كم هـو مخيف بقائها وحيده .. انـه يجعلها تفكر كثيرا .. تفكر بأشياء لا تريد التفكير بها ..
لقد كانت زيارته مبهمه للغايه .. لم تقم بشيء سوى انها زادت من حيرت كلوديا في معرفة
ما حدث له .. انـه مختلف عن ذي قبل .. تعامله تغير ولكن لماذا ..؟
لانها فقدت والدها ..؟ لأنه رئاها بذلك البؤس ..؟
ادوارد يعرف كيف هي الشفقه ..؟ هل يعقل هذا ..؟
عادت لتمسك بصورة والدها في غرفتهـا وهي تفكر بحياتها القادمه وما يمكن للايام ان
تخبئها لها ..
في طريق العوده قالت لامار لآمون بقلق – هل من الجيـد تركها الان وحدها ..؟
لم ينظر لها بل قال وهو يقود – لا اعرف .. ولكننا لا نساعد في شيء ..
قالت بعد هذا بحماس – ما رأيك ان تأتي معنـا ..؟
استدار لينظر لها منتضرا ان توضح ما تقصده فقالت – تغيير جو .. انهـا هنا لا تستطيع نسيان شيء
ولا يمكنها التفكير بشيء اخر .. الجـو هناك سيكون رائع الان .. وسيكون وجودهـا في مكان جديد شيء
جيد لنفسيتهـا .. الا تعتقـد هذا ...؟
فكر قليلا وقال – هل تضنين انهـا ستقبل ..؟ وروزا ..؟
_ بالطبـع روزا ستقبل .. فما يحدث مع كلوديا يؤلمهـا جدا .. وانت تعرف انها قررت ان تترك العمل
في ذلك المطعم بعد ما وصلهـا من ارث جورج .. او بعد ما وصل لكلوديا ..
_ هل تقصدين ان تأتي روزا ايضا .. ؟
_ بالطبـع .. فليس من الجيد اخذ كلوديا وحدها ..
فكر قليلا وقال بعدها – ان كان هذا يناسبهم فسيكون من الجيد ان تغير بيئتها قليلا ..
_ اعتقد هذا .. انها في حاله نفسيه سيئه جدا ..
_ نعم هذا صحيح .. ان ما حدث لها امر صعب جدا ..
اطبق بعد هذا صمت عليهم .. فقالت لامار – هل نعـود في السياره ..؟
اوقف السياره امام الشارع الذي يوصل لمنزل روزا واستدار لها – لم ..؟
_ حسنا .. انـه ..
لم تعرف كيف تكمل فقال – هل من السيئ ان تركبي الطائره ..؟
انزلت رأسها وقالت بتوتر – نعم .. شيء من هذا ..
_ حسنا اذن .. سنعـود في السياره ..
نظرت له مستغربه وهي تبتسم – حقا ..؟
_ لما الاستغراب ..؟
ابتسمت – لم اتوقع ان تكون بهذه السهوله ..
نظر لها مستغرب فقالت – لقد بت تتصرف بلؤم مؤخرا ..
نظر لها مستغرب قبل ان يضحك بصوت عال – طفله ..
لم تقل له شيء فقال – لما انتي صامته ..؟
_ اخاف ان اقول شيء يجعلنا نتشاجر ..
_ لو كُنت اعرف ان ما اقول به سيجعلك تهتمين بي هكذا لكنت فعلت منذ زمن
ضربته بخفه على كتفه – انت لئيم حقا ..
امسك بيدها بهدوء وقام بتمريرها على شفتيه – لقد كبرت بطنـُك ..
اخجلها ما قاله ونظرت لنفسها .. لقد كانت ترتدي ملابس خاصه للحامل كي لا تُضهر
كيف اصبح حجم بطنهـا .. فقد بدأت موخراً بالنمـو .. امسك بوجهها ورفعه بهدوء لينظر لها
ابتسمت له بطفوليه وكأنها تمازحه فقال – ما بك ..؟
_ لا شيء .. انا سعيده انك بت تتحدث معي كما في السابق ..
_ حقا ..؟
_ هل تشك ..؟
_ اعتقد انني بدأت اشك حتى الامس بأني مازلت في نفس مكاني بقلبك ..
_ انت تكذب ..
ضل ينظر لها مستغرب ما قالته .. انزل يده فقالت بعد ان استدارت لتنظر من الزجاج ..
_ انت تعرف مكانك جيدا .. وتعرف كم تعذبت في هذه الاشهر التي كنت تتصرف معي بذلك البرود ..
ولكنك لم تكن تفعل شيء .. اعرف مدى انزعاجك مني ولكن لم يكن لك الحق في ما قمت به باي شكل ..
لا يمكن ان تعطيني سببا اقتنع به للبشاعه التي قمت بها ..
_ ربمـا معك حق .. ولكن
قالت بعد ان وضعت اصابعها على شفتيه – لا تقل لاكن .. انه هكذا فقط .. سيكون جيد ..
السعاده شيء نصنعه نحن .. وليس الجمال والكمال ضروري .. اليس هذا ما كنت دائما تؤمن به ..؟
_ هذا صحيح ..
توقف قليلا عن الحديث وقال بعدها – هيا بنا ..
نزل من السياره ونزلت هي بعده فأنتظرها حتى وقفت بقربه وسارا معا ..
عندما رن جرس الباب فتحت الباب كلوديا بهدوء ودخلت قبلهم بعد ان القت عليهم التحيه ..
نادت عليها لامار – هل عادت روزا ..؟
_ قالت انهـا في الطريق ..
قالت هذا وجلست على الاريكه .. فأقتربت لامار منها لتجلس بقربها ..
_ كيف حالك الان ..؟
_ بخير ..
_ فقط ..؟
نظرت لها مستغربه – ماذا ..؟
_ اممم .. حسنا قولي شيء اضافي .. بخير بخير .. انتي لا تقولين شيء اخر ..
ابتسمت لها بتعب – لامار .. اسفه ولكن ليس لدي مزاج للحديث ..
_ يجب ان يكون لديك .. توقفي ارجوك انكِ تقومين بأيلام الجميع ..
نظرت كلوديا لها ووقفت بعد هذا – لم تهتمون بي .. انا حقا بخير ..
_ نهتم بك لأننا نحبك .. اليس هذا طبيعي
اقتربت كلوديا منها وقالت مبتسمه – وانا ايضا احبكم .. لهذا اقول انني بخير ..
_ اذن اسمعي .. ستأتين معنا ..
_ معكم ..؟
_ نعم .. معنا نحن .. انا وامون سنعود للمنزل وستأتين انتي ايضا ...
نظرت لها مستغربه – من قال هذا ..؟
_ انا .
ابتسمت كلوديا لها – ولكني لا استطيع ...
_ لماذا ..؟
نظرت ورفعت كتفيها – ليس لسبب معين .. ولكن
_ اسمعي .. ستأتين انتي وروزا .. هل تفهمين
_ امي ايضـا ..؟
_ بالطبع ..
_ سنرى عندما تعود امي ..
هذا ما حـدث .. بعد اسبـوع كانو قد جهزو انفسهم للعوده لمنزل امون ..
وهكذا قررت روزا ان تذهب مع كلوديا لزيارتهم لبضعة ايام بعد ان اقنعوها بان
هذا سيكون جيد لكلوديـا ..
كانت كلوديا تفكر بان هذه الرحله ستكون بدايه جديده لهـا .. لقد كبرت واصبح الوضع الان مختلف
عما كان عليه فيما مضـى ..
عما كان عليه فيما مضـى ..
الان يجب ان تعرف جيدا كيف ستعيـش وماذا سيكون عليه الحال معهـا ..
كان لقائهم بوالدة امون جاف بعض الشيء ولكن هذا لم يدم طويلا .. فقد قامت هي ووالدتها
بحجز شقه لمدة شهـر قرب منزلهم كي يرتاحو فيه جيدا ..
كانت البدايه مزعجه بعض الشيء .. خصوصا ان المنطقه مختلفه تماما عن ما تعودت عليه كلوديا ..
و لكن جمال الجو جعل من كل شيء جميل .. خصوصا ان البحر كان قريب جدا من شقتهـم ..
فكانت كلوديا تذهب يوميا الى هنـاك لتتمشى .. تحسنت نفسيتها قليلا واصبحت شخصيتها القديمه تعود
قليلا .. باتت تشارك لامار زياراتها بعضها واحيان اخرى تذهب معها للسوق لتتبضع للطفل الجديد
الذي اتضح انـه سيكون ولـد .. الخبر افرح امون جـدا .. ولكن قلقه مازال قائم رغم كل شيء ..
يتعامل مع لامار كما في السابق وعلاقتهم عادت طبيعيه .. ولكن هناك قلق يشارك كلوديا به
احيانا حول وضع طفلهم .. كانت هي و امون في ذلك اليوم يجلسـون على البحر ..
لقد مضى على وجودهـم هنا قرابة الشهر .. وكان الوضع لدى كلوديا مريح جدا ..
بدأت تشعر بأن هناك اشياء جميله في الحياة يجب ان تراها .. وان هناك اشياء يجب ان تعيشها
ليكون والدها سعيد حيث هو ..
لقد كان ادوارد يمر عليها في اوقات كثيرا .. خصوصا عندما تكون وحيده ..
اما الان فهي تتحدث مع آمون بشكل مريح جدا ..
_ لم يعد هناك وقت طويل قبل ان تلد لامار ..
قال لها مبتسم – ان هذا مربك بعض الشيء ..
_ اووه . كم هذا رائع .. النجم الصاعد يرتبك بشأن ولادة زوجته
ضحك عليها .. – لم اعد النجم الصاعد
_ كيف هذا .. حتى ان كُنت ستغتزل .. هذا لا يلغي ابداعاتك التي قدمتها
_ هههههههههههه .. جيد انك تعرفين هذا
_ سيكون شيء رائع ان يصبح لديكم طفل ..
_ انا اعرف ..
قال هذا منزعج واكمل – ولكن انا خائف جدا ..
_ لا يحتاج الامر لهذا كله ..
_ هل تشعرين انه تافه اذن
ضحكت معه محرجه – ليس هكذا ... ولكن لم لا تكون كلامار .
_ لاني لا استطيع ..
_ حسنا اذن .. حاول .. انك تقوم بأيلامها بتصرفاتك
_ حسنا اذن .. كما تشائين سيدتي ..
ابتسمت فقال – هيا بنا اذن .. البحر يصبح بارد ليلا .. لنعود
_ سأعود بعد قليل .. اسبقنـي انت ..
_ حسنا .. لا تتأخري ..
ابتسمت وهزت رأسها له ..
وقفت وسارت بعد هذا لتخلع حذائها وتدخل البحر ..
سارت قليلا فأحست بالبروده .. ولكن الليل كان يجعل من منظر القمر على سطح
البحر رائع .. مبهر للغايه .. كانت تنظر للقمر وهي تبتسم وتحاول الوصول للوقوف في وسطه ..
لم يكن عميقا جدا لذا وصلت لمكان صورة القمر بدون ان تتبلل كليا ..
وقفت في وسطه لتزعج البحر وتجعله امواجه تتحرك قليلا لتفسد صورة القمر ..
ابتسمت وانزلت اصابعهـا بهدوء لترفع ملابسها اكثر ..
_ لـو كان لدي آلة تصوير ..
سمعت صوتا اتى من خلفها ففزعت وكادت تسقط حتى باتت تترنح لتتوازن
استدارت بعد هذا لترى ادوارد يقف امامهـا على ضفة البحر .. صعقت وجمدت ..
لم تتحرك ولم يفعل هو ايضا .. كان يمسك بسترته ويبدو انه مرهق بعض الشيء ..
_ الجو بارد .. هيا اخرجي ..
صاحت – ماذا تفعــل هُنـا ..؟؟
_ لا شيء محدد ..
_ سأعود لوحدي للمنزل .. تستطيع ان تذهب لبيت آمون ..
_ لم آتي لزيارة امون ..
قال لها وقد اقترب قليلا .. فصاحت بسرعه – سآتي .. لا تتقدم ..
ابتسم ساخرا عندما احس بها خائفه ان يقتح عليها وجودها في البحر وهي غير متوازنـه ..
تحركت بصعوبه مع تبلل ملابسها وافلتت بعد هذا ثوبها عندما خرجت كليا ..
سارت لتأخذ حذائها من على الرمال فسار معهـا ..
لم يقل شيء لبضع دقائق وهم يسيرون على الضفه عندما وقفت واستدارت له – لم انت هنـا ..؟
استدار لينظر لها قليلا وقال بعدها وهو يرفع يده ليحركها مع حديثه – حسنا .. لقد جئت لرؤيتـك ..
ابتسمت بهدوء واكملت سيرها – شكرا لك .. انا بخيـر ..
_ لم اسألك عن حالك ..
كم هو لئيم .. يسخر منها اذن مجددا .. ماهذا الرجل ..
_ اسفه اذن ..
لم يكمل الحديث .. احست انه يريد قول شيء ..
تحركت بعد هذا اصابعه ليمسك بيدها ويوقفها ليديرها له بقوه ..
_ ما بك ..؟
قالت غاضبه من تصرفه فقال – لقد اكتفيت .. ماذا تقصدين بتصرفاتك هذه
استغربت وقال – ماذا تقصد ..؟
_ اسمعي .. لقد طلبتك للزواج .. ولم تقومي بتقديم اي اجابه ..
نظرت له مستغربه .. انه دائما يدخل في المواضيع بدون تحذير ..
بدون ان ينبهها .. ضلت جامده لفتره فقال – ماذا ..
قالت – لم تريد الزواج بي ..
نظر لها مستغرب سؤالها .. ابتسم بعد هذا – هل هذا السؤال مهم ..؟
عقدت حاجبيها – ما رأيك انت ..؟ الا تعرف لم تريد ان تكمل حياتك معي ..؟
_ تكمل حياتك معي .. اممم
بدا يفكر فأحست انه يسخر منهـا وهو يفكر وينظر للسماء ..
قالت وهي تتقدمه وتستدير لتنظر له – لماذا تسخر مني
انزل وجهه ونظر لها – اسخـر ..؟ انـا ..؟
_ ماذا تريد الان
قالت وهي تريد انهاء الحديث فقال – لقد قُلت .. تزوجيني
_ ماذا ستفعل ان قُلت لا
نظر لها مستغرب واقترب ليمسك بكتفيها – لن افعل شيء .. سأعود من حيث اتيت
ضلت تنظر له فقال – ولكن انتي لا تستطيعي ان تقولي لا ..
_ لا تكن واثقا جدا ..
اقترب من وجهها فأغمضت عينيها وحاولت ابعاد وجهها للخلف ..
قال – ما بك
_ دعنـي ..
_ هل تخافين ان تضعفي امامي ..
_ هل تحب هذا ..
قال مبتسم – جدا ..
فتحت عينيها .. قالت له بهمس – هل تُحبنـي ..؟
نظر لها .. ضلت عينيها معلقتان بعينيه الفضيتين .. تنتظر ان يقول لها ..
انهـا تشعر به مختلف .. هـو يريد ان يقول شيء .. ولكن لم لا يقوله ويُنهي الامر ..
قال بعد هذا وهو يحرك اصبعه على انفها بخفه – اخاف ان تصابين بالاغماء ان اجبت ..
عقدت ححاجبيها قليلا وابتعدت عنه بعد هذا غاضبه عندما فهمت قصده ..
صرخت – كم انت مغروور ..
_ انكِ جميله ..
قال هذا فجلعها تجمد في مكانها .. لم تتحرك حتى تقدم منهـا ..
امسك يدها ورفعها ليقبل راحتها .. اخرج بعد هذا خاتم من جيبه ..
ضلت هي تنظر له عندمـا امسك اصبعها والبسهـا الخاتم .. لم تستطع قول شيء
او تحريك يدهـا .. قال لها – ليس ذوقي ... ان لم يعجبك فقومي بتوبيخ لامار ..
انزلت عينيها على الخاتم الذي كان يضيئ تحت ضوء القمر بجنون كجنونها ..
سحبت بعد هذا يدها بهدوء من بين اصابعه .. ولكنا لم تتحرك ..
قالت له هامسه – انا .. اُحبـُك ..
اجابها مما اغاضها – اعرف ...
_ وانت ..؟
قالت له فعقد حاجبيه – انتي مصره على احراجي بسؤالك الصعب هذا ..
نظرت له مستائه فقال – لا اعـرف ..
استغربت اجابته ولكنه اكمل - ولكني حاليا .. لا اريد اي شيء غيرك ..
بدأ قلبها ينبض بقوه جعلتها ترتعش .. لم تستطع تمالك نفسها ..
قالت وهي تحاول الصمود – حاليـا ..؟
_ هل ستتوقفين عند كل كلمه اُخرجها ..؟
رفع يديه ليعبث بشعرهـا ..
تركها بعد هذا ليبتعد قليلا و يستدير فأمسكت بقميصه ..
استدار لها فقالت – الى اين ..؟
_ هل نعـود ..؟
لم تقل شيء فقال – ما بك ..؟
_ اشعر اننا ان ذهبنا من هُنا .. ستعـود لتصبح ادوارد القديم ..
عقد حاجبيه وابتسم ساخرا – ادوارد القديم ..؟ وماذا اصبحت الان ..
لم تجبه فقال ليحرجها – هل نقضي الليل هُنا اذن ..؟
تركت قميصه وقالت منزعجه – لم اقصد هذا ..
لف يديه حولها وقال هامسا بأذنها – سيكـون من الصعب ان اعـود للوراء بعد الحرب التي
احدثتهـا في حياتـي ..
النهـايه ...
او ربمـا هذه البدايه فقط ..
انتضرونــي ..
^^
عشقــي لكم . .
تجميع ورد جوري
ما اسامح ولا احلل الي يمسح اسمي من اخر الروايه
ودي وشوقي لكم
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك