بارت من

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -40

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي - غرام

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -40

كانت تغالب دموعها كي لا تقع فأمسكها امون من كتفيها – لا تبكي صغيرتي .. سنأتي قريبا .. كوني بخير ..
احتضنها وابعدها بعد هذا ليحمل الحقيبه ..
_ حسنا كلوديا .. وداعا اذن ..
تحرك امون ولامار بعد هذا ليدخلان ويختفيان عن الانظار .. لم تتحرك كلوديا وبقيت تنظر للمكـان الذي يدخل منه المسافرين
حتـى احست بيد ادوارد تلمس ضهرها ويحركهـا كي تتقدمـه ..
ارتعشت ورفعت وجهها له لتفهم ماذا يريد فقال – لنذهـب ..
هل هو مزعـوج ام غاضب .. ربمـا الاثنيـن .. لذهاب كلارا ..؟ هل يعقل هذا ..
ربما لا .. لانه لو اراد منهـا البقاء لما تأخرت دقيقه عنه ..
تقدمته وسارت امامه حتى خرجو من المطـار .. توجهت لسيارته ووقفت تنتظر منه ان يصل ..
فتح السياره بدون ان يلتفت لهـا ودخل .. فعلت هي الامر ذاته ولم تنبس ببنت شفه حتى حرك السياره ..
نظرت لساقه التي بات يحركها بسهوله بالغه .. يبدو ان الجرح لم يعد يحرك شيء به ..
اشعل سيجاره وبدأ يدخنها .. هاتفه كان يرن ولكنـه لم يجب عليه .. نظر للرقم واعاده بدون ان يجيب ..
استغربت كلوديا .. كانت تشعر ببعض السعاده لجلوسهـا ومراقبتهـا له .. ولكنها تشعر بان ما تقوم به خاطئ ..
لم تفهم شعورها ولكن هذا مزعج للغايه ..
بعد طريق طويل للعودة لمنطقتهم من المطـار اوقف ادوارد السياره امام مطعـم ..
لم يتحرك ولم تفهم هي ماذا يريد ..
مرت برهة زمن قالت له بعدها وهي تحاول ان يخرج صوتها طبيعيا – الن نذهب ..؟
اسند هو رأسه واداره لينظر لها .. احست ببعض الخجل من تحديقه بها حتى قال – الى ايـن ..؟
ابعدت عينيها عنه وقالت – الى البيت ..
بدأ قلبهـا ينبض بقوه مزعجه .. وبدت ترتعش حين حرك اصابعه لتلمس خدها وهو يدير وجهها له ..
كأنه اخذ صعقـه كهربائيه من جلدهـا .. او انـه انزعج منها كلها .. ابعد يده فورا بأنزعاج وقال ..
_ كم السـاعه ..؟
انهـا امامه .. لم لا ينظر لها وحسب .. انزعجت من تصرفه الذي بدى لها وكأنه يريد ارباكها به فقط
وقالت – انهـا الرابعـه ..
نظر نحو المطعم وفتح الباب وخـرج .. لم تخرج هـي ففتح بابهـا وقال – هيا ..
_ الى اين ..؟
سألته منزعجه وهي تحاول عدم النظر لعينيه .. فقال – انا جائع .. هيا لنأكل شيء قبل ان نكمل الطريق ..
_ سأنتظر هُنـا .. شكـرا لستُ جائعه ..
انها حقا لا تريد النزول معه .. ليفهم الامر ويتركها .. ولكنه لم يفهم كما بدى .. بل ان انزعاجه زاد
وبدى انه يريد ان يصب جام غضبه كله عليها – توقفي عن التصرف كالاطفـال .. هيا تحركي ..
ابعدت يده بسرعه وهي غاضبه ونزلت – كم انت وقـح ..
قالت هذا فأنزعجت من نظرته الساخره لها وكأنها تضحكه .. سارت خلفه مكرهه وهي لا تريد ان
ينتبه الناس عليهم ان قامت بالرفض اكثر .. يبدو ان اليوم ليس بيوم سعد ادوارد بتاتا ..
ولماذا يجب ان يتصادف هذا مع بقائهم وحدهم .. نظرت له وهي تسير خلفه وقالت – اللعنه عليك ..
لم يسمعها .. فقط اخفضت صوتها جدا .. خوفا منه ..
جلس على احـدى الطاولات المنزويات قليلا .. فجلست هي امامه ..
تقدم منهم النادل بسرعه واخذ طلبات ادوارد ..
ما استغربت منه انه عندما قال له النادل بأن الطبق الرئيسي هو طعام بحـري طلب شيء اخر ..
رغم انها تعرف جيدا كم يعشق ادوارد الاطباق البحريه .. وتعرف ايضا كم حاولت هي ان تجربها وتحبها
من اجله فقط ولكنها لم تنجح .. فالشيء الذي لا تطيقه في الارض هي الاطباق البحريه ..
هل يعقل انه فعل هذا من اجلهـا ..
كانت تحدث نفسها عندما ابتسمت وهي تشعر بغبائها ..
ومن اين لأدوارد ان يعرف بانها لا تحب الاطباق البحريه ..
_ هل الامر مسلي لهذه الدرجه ..؟
سألها فرفعت وجهها له .. انتبهت للتـو على ابتسامتهـا .. شعرت بأنها حمقاء ..
لم تجبه بل تصنعت الانزعاج من سخريته .. ولكنها لم تتصنع شيء بل هي حقا كانت منزعجه
منه كليا .. ولكن رغم هذا كله .. فقلبهـا مازال ينبض بقوه لمجرد وجوده معهـا ..
كيف ستتخلص من هذا .. انها لا تعرف ماذا تصنع بمجرد رؤيته على بعد اميال واميـال ..
كيف ستتصرف ان صادفهـا مع ايفان .. ستجـن .. لن تستطيع اخفاء ارتعاشتهـا ..
ولا شوقهـا الدائم له .. احست فجأ بالتعاسه ..
انهـا لا تريد ايفـان .. هذا ما شعرت به .. ان كان الامر بهذه الصعوبه لمجرد رؤيتها له ..
فكيف ان تزوجت بأيفان .. هل يمكن ان تنسا ادوارد ..
نفخ دخان سيجارته بوجهها فأختنقت وبدأت تسعُل . . انتبهت للتـو انها كانت تحدق به وهي تفكر ..
كم هي ساذجه .. نظرت له بعد هذا بغضب من تصرفاته المزعجه .. وقالت – الا تكف عن التدخين ..؟
_ ولم اتـوقف ..؟
سأل وكأنه يجاريها في الحديث فقط .. فقالت – لانـه قاتـل ..
قال محدقا بها – انكِ على حق .. ولكن .. هل تعلمين ان الدخـان يقلل نسبة الغضب ويهدئ الانسان كثيرا ..
_ وهل تريد ان تقول ان الدخان يأتي بمفعوله المطلوب معك ..؟
ردت عليه منزعجه فنظر لها قليلا قبل ان يقول – ما رأيك انتي ..؟
لم تجبه .. اكتفت بالنظر لديكـور المطعم .. عادت بعد هذا وامسكت بباكيت الدخان الموجود امامه ..
فتحته فقال لها – ماذا الان ..؟
اخرجت واحده وقالت – اريد ان اُجرب ..
نظر لها مستغرب في بادء الامر وقال بعدها بهدوء – اعيديها ..
لم تقم بتلبية ما امر به فقال بصرامه اكبر – ماذا قلت ..
انزعجت الان واعادتهـا .. قالت بعدها – ما شأنك انت بي ..
_ انها سيجارتـي ..
_ كم انت بخيل ..
ابتسم ساخرا وقال – سأدعك تجربينها بعد الاكل ..
_ لا اريد منك شيئا .. اريد ان اذهب للبيت فقط ..
_ يبدو اني لم اقل لكِ سابقا اني لا اعرف التعامل مع الاطفال بتاتا ..
لم تعد تتحمل .. انه يستفزها بطريقه مزعجه جدا .. قررت ان تلتزم الصمت بعد هذا ..
حتـى وضعو الطعـام .. كان يبدو شهيا للغايه .. في بادء الامر لم تأكل شيء ..
ولكنها بعد هذا لم تهتم له بل بدأت تأكل وكأنه ليس موجود .. تفتح هاتفها بين الحين والاخر
وهي تتصنع انهـا ترسل رسائل .. لم يكن هناك شيء من هذا ولكنها ارادت فقط ان تلهي نفسها
عنه .. بينما بدا ان ما تقوم به ازعجه للغايه .. هو يحب الهدوء على طاولة الطعام اذن ..
فكرت بهذا فأرادت مضايقته اكثر ..
عند الانتهاء من الطعـام وقفت بسـرعه وقالت .. – هيا لنعد ..
نظر لهـا – هيا اذن ..
وقف فسارت خلفه حتى وصلو للسياره .. جلست في مقعدهـا وجلس هو الاخر ايضا ..
قالت قبل ان يحرك السياره – الم تعدنـي بان اجرب بعد ان نأكل ..؟
قالت مستفزه فقال – هذا صحيح .. انها مشكله ان الاطفال لا ينسون الوعـود ..
_ توقف عن قول طفله ..
اخرج سيجاره واستدار لها – لا يريد تجربة الدخان الا الاطفال ..
قالت ساخره – بالطبع فأمثالك يرون الناس الجيدين اطفال ..
اقترب منهـا وقال – جيديـن ..؟ هل من يدخن السيجاره هو سيئ ..؟
حدقت به وقالت – لا .. ولكن انت كذلك ..

_ هل ترين اني سيئ ..؟

_ الا ترى ذلك ..؟
_ بلى .. ولكنكِ مختلفه .. الا يقولون ان من يعشق لا يرى عيوب عشيقه ..
تلعثمت وبدى قلبها ينبض بقوه .. كم هو مزعج .. اخذت السيجاره منه عنوه واستدارت ..
وضعتهـا في فمها بارتبـاك .. كان هناك علبة ثقاب امامهـا .. اخذتهـا واخرجت احدى الثقاب
لتشعلهـا عندما امسك ادوارد بيدهـا .. – لم نصل لهذه المرحله بعد ..
عقدت حاجبيها مستغربه وهي تنظر له فأمسك السيجاره التي كانت بين شفتيها وسحبها منها ..
ضلت تحدق به فقال – ان هذه التجربه تكفيك .. طفلتـي ..
_ انك غشاش .. لم يكن هذا هو الوعد ..
حرك السياره بدون ان يقول شيء .. احست انها حقا تبدو كالاطفـال بتصرفاتهـا معه ..
ولكنها لا تعرف ماذا يحدث لها .. فهي تتغير ولا تعرف ماذا تقول عندما يكون موجود ..
تفكر بالشيء بعد ان تقوله فقط ..
بدأ هاتفهـا يرن .. اخرجته من الحقيبه وكـانت الصدمه انه ايفـان ..
ليس وقته بتاتا .. قررت ان لا تجيـب .. ضلت تنظر قليلا للشاشه حتى قررت ان تعيده للحقيبه
.. ولكن باغتهـا هجوم ادوارد الذي انتشل الهاتف من يدهـا ..
_ ماذا تفعل ..؟
صرخت قبل ان تستطيع فهم الامر .. نظرت له فرأته يحدق بالشاشه قليلا قبل ان يبتسم بسخريه ..
_ انـه العاشق المسكين اذن ..
انزعجت من سخريته على ايفان وسحبت الهاتف من يده ..
_ لم لا تجيبين اذن ..؟
_ ليس من شأنك ..
قالت وهي تشتعل غضبا فقال – هل تشعرين بالذنب ..؟ انكِ تقومين بخيانتـه ..
صرخت بوجهه بعد ان امتلئت بغضا منه – كم انت وقح ..
اوقف السياره على جانب الطريق واستدار لها .. بدا غاضبا .. منزعجا .. هائجا جدا ..
امسك بكتفيها فحاولت دفعه – توقف عن هذا ..
كان يعصرهـا بقوه .. يوجعها .. انه غاضب حقا .. خرج بعد هذا صوته مما جعلهـا ترتعش خوفا منه ..
لم يصرخ .. بل كان هادئه جدا .. ولكن نبرته مخيفه .. قال من بين اسنانه – سأقتلك يوما ما ..
مابه .. لم هو منزعج هكذا .. او بالاحـرى غاضب ومشتعل هكذا ..
هل هو غاضب من شيء اخر وينفذ غضبه بوجهها .. ام انها هي السبب في هذا ..
يستحيـل .. هل كلمة وقح قامت بكل هذا ..
ضلت تحدق الطريق المتبقي من خلال النافذه وهي لا تجرأ على النظر له ..
كانت خائفه . متوتره . منزعجه .. مجروحـه منه .. انه لم يفعل شيء مع كلارا ..
هو هادئ جدا معهـا .. ولكن عندما يكون مع كلوديا فهو يصبـح كالوحش ..
لماذا .. هل يكرههُـا الى هذه الدرجه ..؟ لماذا اذن .؟ لم تفعل له شيء ..
لم تفعل شيء سوى انهـا غارقـه في عشقـه ..
اكملو الطريق بهدوء مزعـج ومحطم لكليهمـا .. حتى اوصلهـا للبيت ..
لم تقل شيء بل فتحت الباب بسرعه وتحركت مسرعه نحو المنزل ..
لم يوقفهـا .. فهـو ايضا لم يكن يملك شيء ليقوله لها .. او ليبرر انفعالاته ..
توجهت هي بسرعه نحو المنزل واكملت الطريق راكضه حتى وصلت .. فتحت الباب بسرعه
واغلقته بقوه .. صرخت – حقير ...
كانت غاضبه جدا .. رمت بحقيبتها ودخلت للغرفه تغير ملابسهـا .. لقد كان مزاجُهـا منذ البدايه
متعكر .. والان اكمل هو ليجعل من يومهـا هذا هو الافضـع ..
اكملت يومها منزعجه كلما تذكرت كلامه .. كيف يمكن ان يكون واثقا هكذا من انصياعها له ..
لماذا يبقى متأكد من مشاعرها رغم كل ما تحاول ان تقوم به من تجاهل ..
جاء والدها في وقت متأخر وتغير مع حضوره مزاجهـا قليلا ..
مرت بعد هذا الايام المقبله بدون تقلبات .. العوده للمدرسه ..
في بادء الامر احبت العوده للمدرسه .. رؤيت صديقاتها مجددا والمشاغبه مع الجميع ..
ولكنها بدت تنزعج من هذا كله .. حتى صديقاتهـا قالا لها انها تغيرت .. بدت تحب الجلوس وحيده ..
والصمت الطويل والشـرود .. كانت تحاول ان تبدو طبيعيه ولكن هذا كله ممل ...
لقائاتهـا بأيفان زادت .. ولكن لم يزد بها شيء .. يذهبون للمطاعم .. او للسينما ..
او يأخذها احيان لأماكن اخرى ولكنها كانت تحاول دائما الابتعاد عنه .. وعدم التحدث معه
بشيء عاطفي .. لم تستطع .. ليس الامر بيدها ولكنها لا تستطيع ان تقول له شيء ..
فهي تراه صديق .. صديــق وحسـب ..!!
لقد عرفت ان قرارُهـا كان خاطئ .. ولكن هل تستطيع التراجع الان ..
ام ان الامر سيتغير مع مرور الوقت .. لم تر ادوارد منذ اكثر من اسبـوعين ومع هذا لم يتغير شيء ..
فهي مازالت تتمنـى في كل مره تخرج فيها مع ايفان ان يكون ادوارد هو من ينتظرهـا في الخارج ..
كانت تحب ان تقضي معضم الاوقات في المنزل .. وتريد ان يأتي والدها في كل يوم ..
ولكن هذا كان صعب بنائه على قوله ... فعمله يحتاج لتواجده الدائم ..
لقد جائهم ايفان في احـدى المرات وطلب منها ان يلتقي بوالدتهـا .. ولحسن الحض ان ابيها ايضا كان هناك
استغربت روزا بالطبع هذا التواجد الغريب ولكنها استوعب بسرعه انه قادم لطلب يد ابنتهم منهم . .
رحبو به وكان يبدو على ابويها ان ايفـان اعجبهم .. ازعجهـا الامر بعض الشيء ولكنها لم تعبر ..
بعد ان ذهب تحدثا معها قليلا .. كانا يبدوان كعائله كامله .. احست بالسعاده في تلك الليله ..
لقد بدأت درجاتها في المدرسه تتحسن شيئا فشيئا ..
وكانت تتصل بلامار دائما .. لقد بدأت تشتاق لهم جدا .. ولكن امون قال انه مشغول
في هذه الايام ولن يأتو الا في الاجازه الصيفيه ربمـا .. هذا جيد .. على الاقل هناك موعد لقدومهم ..
فكرت انه ربمـا سيكون وقت انجاب لامار وهي هُنــا .. كم سيكون الامر رائـع ..
بينمـا الوضع لـدى لامار لم يتغير منذ شهـر من وصولهم ..
امون مازال وكأنه لا يراهـا .. كانت تحدث بعض المشاجرات بينهم ولكنها تنتهي
دوما بخروج امون غاضبا من المنزل .. ما اراحها انه لم يكن ينام خارج الغرفه على الاقل ..
فوالدته لم تنتبه عليهم .. رغم ان ما اضهرته من غضب على حمل لامار لم يكن اقل من غضب
ابنهــا .. لم تكونا يوما على وفـاق .. ولـن تكونا .. هذا ما فهمته لامار متأخره ..
كانت تجلس امام الشرفـه وهي تقرأ على ضوء خافت في الغرفه عندما احست به يدخل ..
بات امون يتأخر كثيرا .. او ربما يتأخر متعمدا كي يعود ليجدها نائمه ..
هي كانت تشعر بالبرد ولكنها كانت متكاسله لتحضر شالها .. فبقيت تقرأ منكمشه في مكانها ..
يبدو ان امون كان يحدق بها .. تصنعت عدم الاهتمام واكملت القرائه ..
سمعت خطواته تتقدم منها حتى وصل لباب الشرفـه .. اغلقه بقوه واستدار لينظر لها ..
ارتبكت قليلا .. رفعت عينيها بعد هذا لتنظر له كي تفهم ماذا يريد .. اقترب منها وجثى على ركبتيه امامها ..
_ هل كنتي اليوم في المشفـى ..؟
استغربت سؤاله وقالت – نعم ..
كأنها تهمس .. رد عليها – لما لم تقولي لي ..؟
_ كي لا نتشاجر ..
جلس ارضا وضل يحدق بها – لقد تعبت ..
_ اتصلت بك امانـدا ..
رفع عينيه لها واحس بها ستنفجر .. ولكن الكئابه التي كانت تخيم على وجهها الجميل قتلته ..
_ على البيت ..؟
_ لا .. على جهازي ..
استغرب هذا .. اخرج جهازه من جيبه فوجد انهـا قد اتصلت عليه ولم يجبها ..
لقد وضع هاتفه على الوضع الصامت منذ ساعه تقريبا .. اذن فقد اتصلت في هذا الوقت المتأخر ..
_ ماذا تريد ..
انزلت قدميهـا وضمت الكتاب لصدرها وقالت له هامسه قبل ان تقوم – تريدك انت ..
امسك بثوبهـا بهدوء كي لا تقـع .. وقفت ولكنها لم تلتفت له .. قال لها بعد ان افلت ثوبها ..
_ اجلسـي ..
بدون ان تستدير له – اريد ان انـام ..
_ هل قال لك الطبيب شيء ..؟
_ لقد كان فحص روتيني ..
_ اعرف .. ولكـن ..
لم يكمل .. عرفت انه يريد منهـا تأكيد لعدم حدوث اي اعاقه لولده .. قالت له وعينيها قد اُغرقت بالدموع
جراء تفكيره – لم يكتمل الطفل بعد ..
سارت بسرعه لتدس جسدها النحيل تحت الغطاء بينما ضرب هو الكرسي بساقه وتمدد على الارض منزعج ..
ماذا يفعل .. مالذي يقوم بفعله بهـا .. انـه يعرف كم يجرحُهـا هذا ..
لمــا سأل .. اراد ان يتحرك .. ان يذهب ليوقضها ويحتضنها بقوه ..
ولكنه لم يستطع .. انه مشوش تماما .. وهي لم تعد لامار التي عرف .. انها تقوم بما يقوم به حرفيا ..
هي لا تحاول الاقتـراب منه .. هل تفعل هذا لانهـا تعرف بكمية اليـأس الذي تسببه بأبتعادهـا ..؟
اغمض عينيه .. ولم يستطع التفكير اكثر بعد ان بدأ يستمع لتنفسها الذي كانت تحاول معه منع شهقاتها
من الخـروج .. ناما على هذه الحاله ..
استيقضت لامار ليلا وجلست حتى تفهم وضعيتها .. انتبهت لآمون الذي كان ينام ارضا ..
كان الجو باردا بعض الشيء في الغرفه .. تحركت من على السرير وتوجهت نحوه ..
ايقضتـه بهدوء – امون ..
فتح عينيه بهدوء وضل ينظر لها .. وقف وسار معهـا ورمى جسده على السرير ..
لم تفهم ان كان قد استيقض او انه استوعب الامر .. ولكنـه بدى متعبا جدا ..
لقد اكمل نومـه وهو يلف يديه حولها ويضمهـا ..
..

كلوديا كانت دائما تتحجج بالانشغـال عندمـا يطلب منها ايفان الخروج ليلا .. للعشـاء ..

فهي لا تحب ان تخرج معه في وقت متأخر .. الخروج في اوقات الغداء افضل ..
ولكن هذه المره ايفان اصر على ان تخرج معه للعشـاء .. وطلب هذا من والدتها فوافقت ..
كان هذا مزعـج ولكنها قررت ان تتغير وتبدا في محاولات جاده للتقرب من ايفـان ..
فحبها لأدوارد لن يزيد الا من يأسهـا ..كان والدهـا في ذلك اليوم لديهم في وقت الغداء ..
اذ ان والدتهـا قالت بأنها لن تأتي للغداء فطلبت كلوديا منه ان يأتي . ..
لقد احضر معه طعام من الخارج .. بعد ان اكلـو جلسا كليهما امام التلفـاز ..
قالت كلوديا بعد ان دام صمت طويل – هل مازالت امي غاضبه منك ..؟
استغرب سؤالها في بادء الامر وقال بعدها – ما رأيك انتي صغيرتي ..؟
_ لا اعرف .. ابي الا تريد ان تعود لها .. ان نكون عائله واحده ..؟
قال جورج مبتسما بالم – ربما مازالت جراح روزا غير ملتئمه كليا .. لننتظر قليلا ..
ابتسمت بأشراق – هل تعني انكما ستعودان ..؟
_ بالطبـع .. فأنا لن اتركهـا حتى تقبل العوده ..
_ كم سيكون هذا رائع ..
رفع يده ليحرك شعرها وقال – لقد تغيرت حياتي منذ ان دخلتي لها .. هل تعلمين كم اشعر بالندم على
كل لحضه عشتهـا بعيدا عنكِ ..
ابتسمت له واقتربت لتحضنه – المهم انك الان هُنـا .. اليس هذا جميل ..
_ بالطبع صغيرتي .. انه جميل جدا ..
لم تقل شيء فقال لها – اليس لديك موعد ..؟
_ بلا ..
قالت منزعجه فقال – لم انتي منزجعه اذن .. اليس الموعد مع خطيبك ..؟
_ لستُ منزعجه ..
قالت متوتره فقال لها – كلوديا .. انا اعرفك جيدا .. ماذا هناك ..؟
_ لا شيء ابي حقا ..
_ هل انتما على خلاف ..؟
بدت تحرك يديها بسرعه – لا لا .. ابدا .. ايفان طيب جدا ..
_ هذا جيد ..
احست انه لم يصدقها .. ولكن لا تملك شيء لتقوله لوالدهـا ..
بعد هذا انشغل والدها واستأذن منها ان يخرج .. فقد كان لديه عمل كما قال ..
ضلت هي تفكر كثيرا بان تتصل بأيفان وتقول له انها لا تستطيع الخروج اليوم .. ولكن ماهو السبب
غدا ليس هناك دوام .. وان قالت انها مريضه فسيقلقل ..
قررت ان تذهب .. توجهت لغرفتهـا كي ترى ماذا ستردي .. اذ انها بالطبع ستكون سهره في مكان
راقي كما هي عادات ايفـان ..
بعد ان ارتدت ثوبـا ناعما ازرق اللون ولفت شعرهـا للخلف .. ارتدت عقدا ناعما من امهـا ..
وجلست على السريـر تنافخ .. ان هذا اليوم مزعج .. لا تعرف هل هي متملله لأنه تأخر ..
ام لأنه سيصـل قريباً ..
اتصلت بهـا ولدتها في هذه الاثنـاء ..
_ هل ما زلتـي في المنزل ..؟
_ نعم .. مازلت هنا ..
_ هل تأخر ايفان ..؟
_ سيصل قريبا ..
_ اذن عزيزتي .. اردت ان اخبرك انني سأذهب لكاميليا .. لقد اتصلت وطلبت مني ان ازورهـا ..
_ حسنا امي .. ولكن هل ستتأخرين ..؟
_ لا .. لا اعتقد .. لا تتأخري انتي ايضا ..
_ حسنـا ..
_ وداعا اذن عزيزتي .. استمتعي بوقتك ..
_ وانتي كذلك امي .. وداعا ..
اغلقت الهاتف بعد هذا فكـان ايفان يتصل بهـا .. اجابت بسرعه وكان ينتظرهـا في الخارج ..
عندمـا خردت ارتدت معطفها وحملت حقيبتها حيث وضعت الهاتف .. كان الجو باردا ومضلما جدا ..
يبعث على الاكتئاب بعض الشيء .. كان ينتظرهـا في السياره .. دخلت ولم تلقي عليه التحيـه ..
_ ما بـك ..؟
التفتت محاوله الابتسـام .. – ااه ..؟ لا لاشيء ..
_ كيف حالك .؟
_ بخير ..
صمت قليلا وقال – انا ايضا بخير .. ان كان يهمك ..
ابتسمت – اسفه ..
_ لا عليك ..
حرك السياره .. لم يتحدثها خلال الطريق .. او بالاحـرى هي لم تتحدث واحس هو انها
ليست بمزاج جيد .. كان تفكيرها اليوم غريب .. لا تعرف ان كان من الجيد الاستمرار بهذه العلاقه ..
تشعـر ان ما تقوم به ليس جيد لأيفان .. هي لم توضع مشاعرها له .. ولا تعرف بماذا يفكر هو تجاهها ..
قال لها – هل تريدين ان نذهب لنأكل اولا ..؟
_ لستُ جائعه بعد ..
_ اذن ما رأيك ان نذهب للملهـى ..؟
كانت هذه صدمه لهـا .. نظرت له وهي عاقده حاجبيها وقالت – ماذا ..؟؟
لقد كان متردد ولكنه لم يعرف ماذا تقصد بصدمتها .. قالت له – هل انت جاد ..؟
_ نعم انا جاد بالطبع ... لماذا ..؟
_ اسمع ايفان .. انا لا اذهب لأماكن كهذه .. بالاحـرى لا احب من يرتادها ..
_ ليست كتلك التي ترينهـا .. ليست حانه .. انهـا كالمطعم ..
_ تريد ان تذهب لتشرب ..؟
_ كلوديا انه امر عادي ..
_ ليس بالنسبه لي .. ماذا تقول .. انت تعرف انني يستحيل ان ادخل اماكن كهذه ..
_ ولكن ..
_ اسمع .. لم افكر يوما ان تأخذني بنفسك او انك تقبل ان اذهب لأماكن مشبوهه كهذه ..
كيف تفكر انت ..؟
_ حسنا اذن .. انا اسف ..
_ ليست مسألة اسف .. انها فقط ..
_ انتي منزعجه اليوم ..
_ ادوارد انت لا ..
انتبهت لنفسهـا .. نظرت له محرجه وقالت – اسفه .. اقصد ايفـان انا ..
قاطعهـا بسخريه – لقد تعـودت .. ليست المره الأولـى ..
نظرت له مستغربه .. لم تعرف بماذا تجيب .. ماذا يقصد ..؟ هل اخطأت بسامه
من قبل ..؟ هل يعقل انها قامت بهذا بدون ان تعي او ان تنتبه ..
كان قد اوقف السياره امام المطعم .. فتحت الباب ونزلت بسـرعه وهي لا تعرف ماذا تقول ..
نزل بعدها وسار معهـا .. لم تدخل المطعم بل بدأت تسير حوله حتى اوقفها ..
_ ماذا الان ..؟
_ ماذا ..؟
قالت بهمس وهي لا تستطيع ان تنظر له .. فصرخ بوجهها – اللعنه .. هل هو ذاك اللعين ادوارد ..؟
استدارت فأمسك بها بقوه ما جعلها تصرخ – دعنــي .. انك تؤلمنـي ..
نظر لها قليلا ورمى بها بعد هذا منزعج .. ضل يحدق بها فقالت – لقد قلت لك من قبل ..
_ هل تسخريـن مني .. هل بينكـم .
صرخت بوجهه قبل ان يكمل – توقـف .. انت لا تفهم شيء .. انه لا شيء .. حقا لا شيء ..
كادت تبكي فسار عنهـا وتبعته .. – لنعـد ..
استدار لينظر لها – ماذا الان ..؟
_ ماذا ..؟
_ لماذا وافقتـي ..
_ انا اسفه ..
_ كفاكي اسفا ..
صرخ بوجهها فارتجفت وانكمشت ..
احس بأنه قسـى عليها .. انهـا كالاطفـال .. تبدو ضائعه ..
اقترب منهـا واراد ان يحتضنها فأبتعدت .. ابتعد هو الاخر وقال – تعالي ..
عادا للسياره .. بعد ان دام صمت مزعج بينهم قطعه ايفان – هل تسافرين معي ..
لم تجب .. قال – انا لا اريد تركك ..
لم تستطع ان تقول شيء .. لا تعرف بما تجيب ولكنها تريد ان ترفض طلبه ..
اكمل – ستأتين معي .. لا اعرف كيف لفتاة بريئه مثلك ان تقع بحب رجل الثلج ذاك ولكن
هذا لا يهم الان .. لقد وافقتي وهذا يعني انك تريدين ان تبدئي من جديد .. اليس كذلك ..؟
لا .. ليس كذلك .. هذا ما خطر ببالها .. لا تريد ان تبدأ من جديد ..
لم تستطع ان تترجم حديثها .. ولكنها مستغربه من تفهم ايفان .. ماهذا العالم الذي يعيشه ..
يفكر بحب حبيبته بهذه الطريقه .. لقد كان للتو كالوحش والان هو متفهم للغايه ..
امسك بيدها ولف ذراعه حول كتفيها وقربهـا منه .. للحضات احست بالاحباط ..
بعدهـا فكرت انه ربمـا سينفـع .. ولكن ابعدته بالاخير وقالت بهمس – لا استطيع ..
استغرب جوابها .. او بالاحرى لم يفهمه ..
_ ماذا تعنين ..؟
_ اعـدني للبيت .. انا اسفه ايفان .. ولكن ..

يتبع ,,,

👇👇👇

تعليقات