رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -37
لم يتحرك بل قال لهـا فقط – لم انـم منذ الأمـس ..
_ ومن قال لك هذا .. انا لم اعد اتحمل ان تجعلني اعيش على اعصابي هكذا ..
لم يجبهـا فصرخت – توقف عن هذا .. يجب ان تقول شيء .. لا يمكنـك ان تبقـى هكذا فقط ..
يدها كانت موضوعه على صدره فرماها بسرعه ورفع رأسه من على الوساده وامسك بها من كتفيها بقوه وهو غاضب ..
_ اقول شيء ..؟ مثل ..؟
بدت تبكـي – امون انك تؤلمنـي ..
_ حقا .. وانتي .. ماذا تفعليـن ..؟
اخافهـا جدا .. بدت تنكمش وهي تحاول ان تجعله يتركها فقد آلمهـا جدا ولكنه لم يتحرك فقال ما ندمت عليه قبل ان تنهيه ..
_ ان كان الامر مرفوض الى هذه الدرجه لك .. فلننفصل ..
هناك شيء يشبه الصدمه على ملامحه .. ربمـا جمـود هو الكلمه الاقرب هو لم يحرك شيء من ملامحه ولا جسده ..
حتى افلت يديه وتركهـا .. صرخت بسـرعه وهي تحاول ان ترتب كلماتهـأ – ليس .. لا .. هذا ليس هو ما قصدته ..
_ انتي لا تعـرفين ماذا تريديـن .. انكِ مشتته لامار ..
قالت من بين دموعها .. - انت من فعل هذا بـي ..
_ ربمـا ..
قال بألم واكمل – ولكن هذا اصبح صعب جدا .. العيـش معك صعب للغايه ..
_ الم تعد تتحملنـي ..
امسك وجهها وقال – يجب ان تفكـري .. ماذا تريدين انتـي ..
ردت بدون تردد قبل ان يكمل حتى – انت .. اريـدك .. انت ..
_ والطفـل ..؟
بصـوت هامـس – هو ايضـا ..
_ هل تضحيـن بـه من اجلـي .. ؟
بدأت تهز رأسها بقوه – لا .. لا لا استطيـع ان اقتلـه ..
احـس بنفسـه مجـرم بعد ما قالتـه .. لم يستطع ان يقول شيء اخر ..
_ دعينـي انـام .. ربمـا سأقوم بقتله ان لم احصل على بعض الراحه ..
لم تفهـم هل كان يمزح او انه غاضب .. نظرت له مستغربه ووقفت بسرعـه ..
عرف ان ما قاله لم يعجبهـا بتاتا .. ولكنه الان يحتاج للنـوم اكثر من اي شيء اخر ..
سيجـد حل لما يحـدث عندمـا يستيقـض .. وهكذا نـام واراح جسـده المنهـك جراء تسكعه طوال الليل ..
تحركت بتكاسـل واخذت منشفه وبعض الملابـس من حقيبتهـا ودخلت الحمام ..
كـانت تريد ان تنسـاه .. نظراته .. كلامه ..
تريد ان تنسى تصرفاته المجنـونه منذ ان عرف انهـا حامل .. لقد انقلب حاله كليا ..
اصبـح شديد القسـاوه .. مابـه ..؟
هذا ما كانت تفكر به لامار وهي تحت الماء .. ~
رن جـرس البـاب فجـرت كلوديا لتفتحه وهي تحاول ارتداء قميصهـا ..
وقفت امام الباب واحكمت ازراره وفتـحت الباب بعدهـا .. كانت السيده كاميليا الواقفه امام الباب ..
نظرت لها مستغربه حضورهـا في بادء الامر ثم ابتسمت – اهلا ..
_ اهلا بك عزيزتي .. هل انتهيتـي ..؟
_ انتهيــت ...؟
دخلت خطوتين واغلقت الباب خلفهـا .. – اقصد ملابسك .. الن تأتي معـي ..؟
_ ااه .. لم تقل لي امي انك من ستأتي لأخذي .. ضننت اني سأذهب وحدي ..
_ نعم هذا صحيح .. ولكني كنت في الخارج لذا قررت ان آتي لأخذك ..
_ شكرا لك سديتي .. سأجهز بغضون دقائق ..
_ حسنا عزيزتي .. سأنتضرك ..
حاولت ان تجد ملابسها بسـرعه .. لم تعرف لماذا ولكنها كانت محرجه لان السيده كاميليا بنفسهـا اتت لتحضرهـا ..
تمنـت ان ادوارد لم يعـد بعـد للمنـزل وكانت تريد اكثر ان يبقى في المشفـى الى الغـد حتى لا تراه ..
خرجت بعد ان غيرت ملابسهـا وخرجت بعد هذا مع السيده كاميليا نحو السياره التي كانت تنتظرهم في اخر الشارع ..
بعـد ان تحركت السياره قليلا قالت السيده كاميليا – سنذهب اولا لأحضار ادوارد من المشفـى .. هل يناسبك ..؟
ان ما قالته صدمه حقيقيه .. هل يمكن ان يكون حضها في الارض لهذه الدرجـه .. ولكن ماذا تقصد بهل يناسبـك ..؟
ان كان لا يناسبها الن يذهبـو ..؟ لم تفهم ولكنها حاولت ان تبتسم – بالطبـع لا ..
هذا ما استطاعت ان تقوله .. تحدثتا في بعض الامـور الخارجه عن مناطق تفكيرهما كليا .. كانتا تريدان
ان تلهيا نفسيهمـا قبل ان يصلـا باي شي ..
عندمـا اصبحـو امام المشفـى ضلت كاميليا قليلا وكانت كلوديا قد قررت انها لن تنزل بل ستنتظر في السياره حتى
وصولهم .. عندما قالت السيده – هل يمكنـك ان تذهبي لتحضريـه ..؟
_ انـا ...؟؟
كانت علامات الاستفهام واضحه على ملامحهـا .. لماذا هي .. ولماذا اصلا يجب على احد ان يحضره ..
اليس ادوارد كبير بما يكفي ليحضر لوحده .. ام هل يجب ان يساعده احد في حمل الامتعـه ..؟
_ اسفه عزيزتـي ولكن .. اشعـر انه ينزعـج حين اكـون معه .. هل يمكنك ان تقومي بهذا من اجلي ..
كانت مجـروحه .. والدته كانت مجروحه حقا .. ولكنها تحاول بكل قوتهـا ان لا يشعر احد بهذا ..
فهي لا تستطيع ان تلوم ادوارد ابدا .. ولكن هذا قاسي جدا ..
كم شعرت كلوديا بالشفقه عليهـا . كم هو قاسيٍ ادوارد .. انه حقا متحجـر القلب ..
كيف يستطيع ان يفعل هذا بهذه الانسـانه التي تعشقـه .. انها تتحمل كل شيء من اجله ..
فقط لكي لا ينزعـج هـو .. كيف يمكن هذا .. كيف يستطيع احد ان يكـون فاقد الاحسـاس هكذا ..؟
ابتسمـت لكاميليا وقالت لها – بالطبـع استطيـع ..
كانت تشعر بالاحراج لانها تشعر بالشفقه نحو هذه السيده .. ولكن لو كان الامر يعود لها
لكانت قالت فليأتي لوحده .. او ليبقـى هنا الى الابـد لوحده ان كان هذا ما يريده ..
كم هـو لعيـن .. هذا ما فكرت به وهي تنزل من السياره متوجه لجناحه ..
عندمـا اصبحـت امام غرفتـه اخذت نفسا عميقا وقبل ان تحرك يدها لتفتـح الباب فُتح الباب ففُزعت قليلا
حتى رأت كلارا تخـرج من غرفتـه وهي تقـول – سنتحـدث في الأمر لاحقا ..
ولكن ادوارد لم يقـل شيء .. وقفت كلوديا كالتمثـال لا تستطيع الحركـه .. نظرت لها كلارا وكأنها لا تعرف هذه الشخصيه ..
رغم هذا كانت في نظرتهـا علامات الاحتقـار التي لم تستطع كلوديا تحملها ..
كل شيء يحـدث وكأنه لتحطيمهـا فقـط .. كم تبقـى من قوة احتمالهـا ..
لم تقل كلارا شيء .. بعد تلك النظرات تحركت حتى اختفت عن عيني كلوديا التي مازالت
تحت تأثير الصدمـه بقـوه ..
_ ما الذي اتى بـك ..؟
عندما كلمها فقط استطاعت ان تعـود للواقـع .. استدارت لتنظر له وعقدت حاجبيها قليلا ..
ربمـا كانت تنتظر منه تفسيـر لما شاهدت للتـو .. ولكنه استمر بالصمت والنظر لها حتى حركت رأسها ..
دخلت بعد هذا وحاولت ان تتذكر لما هـي هُنـا ..
_ ااه .. نعـم ... ولدتـك .. اقصد لقد جائت لتأخذك للمنـزل ..
_ وانتـي ..؟
عندما شعرت بانه عاد لطبيعته الاستفزازيه التي يحاول معها احراجها قالت وهي منزعجه ..
_ بمـا ان ابنها شقي للغايه فهي طلبت منـي مساعدتها ..
ابتسم بسخريه ووقف وهو يتحرك بصعوبه .. ساقه كما عرفت مازالت تؤلمه ومازال لا يستطيع السير
عليها كما في السابـق .. لم تتحـرك حتى اصبـح امامهـا ..
_ الم تجـد غيرك اذن للمسـاعده ..؟
نظرت له بتحـد .. – تستطيـع سؤالهـا عندما تراها ..
قال لها وكأنه سئم - كفاكِ .. لا احب ان تصبحي بارده هكذا ..
تراجعت خطوتيـن للخلف عندما تقدم منهأ وقالت – انهـا تنتظر ..
لقد وترهـا مجددا .. لو انها لم ترى كلارا هنـا لفكـرت انه حقا بدى ينظر لهـا بطريقه مختلفه ..
ولكن لا .. هـو كما قال آمون .. يبعـد عنه الملل فقط .. يستعملهـا للتسليه ..
قال لها فأستدارت لتنظر حيث اشار ..
_ قومي بترتيبها حتى اغير ملابسي ..
هزت راسها وابتعدت عنه .. توجه للحمام بينما ذهبت هي لترتب اغراضه المتناثره حول حقيبته الصغيره ..
رتبت المناشف .. استغربت وجودهم رغم ان في المشفى الكثير منهـا ..
هي لا تفهم هذه العائله ..
بعد ان انتهت من ترتيب الاخراض اغلقت الحقيبه و وضعتها قرب الباب .. لقد تأخر ..
يبـدو ان ساقه تؤلمه لهذا فتغير ملابسه صعب بعض الشيء ..
وقفت امام النافذه وهي تنظر .. هل عادا اذن .. بهذه السرعـه ..؟ لم يكن الامر يستحق ان يغضبا
من بعض اصلا ان كانا سيعودان هكذا بسرعـه ..
شعرت انهـا ستنفجر من القهـر .. من الغبطه .. رفعت اصابعها وبدت بالطرق بتوتر على الزجاج .. سمعت الباب
يُفتح وخرج منـه .. بدت تتنفس بهدوء وهي تحاول ترتيب كلامهـا ..
استدارت له وقالت وهي تحاول ان تكون جاده – اسمع .. عندما ترا امك توقف عن التصرف معها بطفوليه ..
كان مازال يغلق ازرار قميصه .. نظر لها مستغرب طريقتها فأكملت هي – الا تخجل من نفسـك ..؟ بحق الله مالذي فعلته امك
لتستحق منك كل هذه المعامله الجافه .. هل تعاقبهـا على عدم اهتمامهـا بك عندما كُنت طفلا .. هل تضن انك بهذه الطريقه
تثأر لنفسك ..
تنفست بعد هذه الانفعالات التي باغتت بها نفسهـا قبل ان تباغته .. صمتت وهي تنظر له بعصبيه
بينما ضل يحدق هو بهـا .. رفع يديه بعد هذا وصفـق لهـا ..
_ كان خطابا جميلا ..
بعد ان سخـر منهـا لم تستطع السيطره .. لقد كانت تتكلم بأحساس عالي .. كانت تريد منه تجاوبا مختلف ..
هي تريد مساعده كاميليا ولكن لا .. لا يمكـن ان يكون بهذا الجمـود ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وتحركت بسرعه نحو الباب وهي تحاول السيطره على جسدها الذي بدى يرتعش من شدة
بروده .. ولكنه امسك بيدها وسحبهـا بقوه ليضمها .. كان يمسك بها بيد وبيده الاخرى يمسك بالحائط ..
حاولت دفعه ولكنه احتضنها بقوه .. – لا تغضبي .. هيا ... لن اقوم بالسخريه من حديثك مجددا ..
لم تعرف كيف تتجاوب مع الوضـع .. كانت مشوشه للغايه فماكان منها الى ان ضلت ساكنه بين يده حتى احس
ان هذا طال .. افلتهـا فأبتعدت عنه بدون ان تقول شيء .. توقفت قليلا حتى تسمح له بالخروج قبلهـا
وهي لا تستطيع النظر له .. كان يريد ان يحمل الحقيبه عندما قالت بهمس – سأحملها عنك ..
توقف قليلا للتفكيـر وقرر بعدهـا ان هذا سيسهل عليه عملية السير ..
خرج وتركها تحمل الحقيبه وتلحـق بـه .. التقو بالطبيـب عند الباب ..
_ لقد قالو لي انـك ستخرج .. فحاولت ان اُسـرع لاودعـك قبل هذا ..
هذا ما قاله ادوارد .. فقال الطبيب – هل انت متأكد انك لست بحاجه لعكاز ..؟
_ بالطبـع .. انه مؤلم ولكن ليس لدرجه احتاج معها لعكاز ..
_ هذا صحيح .. ولكن سيكون من السهل عليك ان لا ترهقها بالعكاز ..
_ لا تقلق سأكون بخير ..
_ اتمنى هذا .. يجب ان تنتبه .. لا يجب ان تسير عليها كثيرا في البدايه ..
اسبوع على الاقل ..
هز ادوارد رأسه موافقا كلام الطبيب وبعدها القيا التحيه وتحرك ادوارد فتبعته كلوديا بصمت ..
وقف امام المصعد ينتظر وصوله .. عندما وصل دخلت هي قبله فدخل بعدهـا ..
قال لهـا عندما وقفت في الزاويه المقابله له – ما بكِ ..؟
نظرت له مستغربه .. يسألها وكأنه لم يقم بشيء .. هل كان ما فعله شيء طبيعي ..؟
بالنسبه لها اعاد ذاك التقارب بينهـم كل شي حاولت نسيانه ..
اعاد ادوارد ليحتل مكانه الذي حاولت ازاحته عنه في قلبهـا .. لقد فجـر مشاعرهـا
مجددا بدون ان يشعـر بدوره بشيء .. انه يحطمها من جهه ويقـوم بأعادة علاقته مع كلارا من جهه
اخـرى .. لماذا ..؟
_ لا شيء ..
قالت هذا وادارت وجهها عنه ..
رد عليها – هل انتي غاضبـه لان كلارا كانت هنـا ..؟
هل همـا حبيبـان ..؟ لماذا يسأل هذا ..؟ ما شأنها هي بكلارا ولماذا ستكون غاضبه ..؟
بالطبع هي منزعجه ولكن لماذا يسألها ..
_ لماذا عساي اغضـب ..؟
ضل يحدق بها مبتسما بسخريه بدون ان يقـول شيء ..
قالت بدون ان تفكر بما تقوله .. لقد ارادت ان تثبت له فقط انهـا لم تعد تهتم به – ربمـا سأنزعج لو كان ايفان مكانك ..
فتح عينيه وبدت عدستاه الفضيتان تلمعان وهو ينظـر لها ..
ولكن كان الوقت هذا هو افضل وقت لكي يُفتح باب المصعـد .. هربت من عينيه قبل ان تسمع اجابته
وتحركت بسـرعه لتقف قرب السيـاره تنتظر وصوله ..
يتبـــع ..~
الجزء الواحد والعشريــ 21 ـــن
_ لا شيء ..
قالت هذا وادارت وجهها عنه ..
رد عليها – هل انتي غاضبـه لان كلارا كانت هنـا ..؟
هل همـا حبيبـان ..؟ لماذا يسأل هذا ..؟ ما شأنها هي بكلارا ولماذا ستكون غاضبه ..؟
بالطبع هي منزعجه ولكن لماذا يسألها ..
_ لماذا عساي اغضـب ..؟
ضل يحدق بها مبتسما بسخريه بدون ان يقـول شيء ..
قالت بدون ان تفكر بما تقوله .. لقد ارادت ان تثبت له فقط انهـا لم تعد تهتم به – ربمـا سأنزعج لو كان ايفان مكانك ..
فتح عينيه وبدت عدستاه الفضيتان تلمعان وهو ينظـر لها ..
ولكن كان الوقت هذا هو افضل وقت لكي يُفتح باب المصعـد .. هربت من عينيه قبل ان تسمع اجابته
وتحركت بسـرعه لتقف قرب السيـاره تنتظر وصوله .. فتحت لهأ كاميليا باب السياره فتصنعت انهـا اسرعت لانها
احضرت الحقيبه معهـا .. خرج السائق واخذ الحقيبه منها ووضعها في الخلـف .. جلست هي بقرب كاميليا عندما وصل
ادوارد .. لم ينظر لها ولا لوالدته بل جلس في المقعد الامامي بقرب السائق ..
قالت كاميليا – كيف حالك الان عزيـزي ..؟
اجاب بهدوء كما هي عادته مع امه – جيد ..
ابتسمت عندما نظرت لها كلوديا .. وكأنها تخبرهـا ان اهم شيء هو ان يكون ادوارد بخيـر ..
كلوديا كان الغضب يشتعل في داخلها .. لم يحرك ساكنا .. كم هو متحجر ..
ادارت وجهها لتنظر من خلال النافذه .. بدت تحدث نفسها – ماذا كنت اتوقع اذن .. ان يغـار ..؟ هل يمكن ان اكون بهذه الحماقه ..؟
وصلو اخيرا بعد معاناة الطريق الصامت .. كم هو تعذيب هذا الطريق .. احست كلوديا انها ستنفجر من التوتر والانزعاج ..
كان الجميع في انتظار السيد ادوارد في البيت ..
جـون . السيد مايكل . مدبرة المنزل تلك العجوز . السيد رالف و ميا ..
قام الجميع بالأقاء التحيه عليه بينما تقدم رالف ليحتضنه بقوه .. شعرت معها كلوديا انهم حقا اب وولده ..
بعدها اقترب جون من كلوديا ليرحب بها .. شعرت انه سعيد بحضورها فجعلهـا هذا تبتسم بفرح ..
كانت ميا تنظر لها بسعاده فتقدمت كلوديا منها ..
_ كيف حالك ميا ..؟
_ ايتها اللئيمه .. لقد اشتقت لك لما لم تأتي لزيارتي ..
¬_ تعرفين رقم هاتفي ولم تتصلي ولا مره ..؟
_ لقد كُنت غاضبه منك ..
احتضنتها كلوديا – توقفي عن هذا هيا ..
بعد ان تحدثتا قليلا كان الجميع في طريقه لغرفة الجلوس ولكن ادوارد
توجه نحو السلالم ليصعد لغرفتـه فور دخولهم .. توقف ليستدير لكلوديا ويقول وكأنه يحاول احراجها ..
_ هل يمكنك ان تساعدينـي ..؟
كانت نظرتهـا مستغربه جدا .. الجميع ينظر لهـا فحاولت ان تكون طبيعيه – هم ..؟
توجه الجميع بعد هذا ليتركوهـا وحدها .. اذن فمساعدته اجباريه .. لن تبدء بالألقاء الحماقات
امام اهله بالطبـع .. ابتسم لها جون بخبث قبل ان يتوجه لغرفة الجلوس ..
كم هو لئيم ذاك الطفل .. ستريه بعد ان تهتم بمساعدة ادوارد الذي لا يحتاج لمساعدتها بالاصل ..
تحركت بهدوء و توازن .. ستكون كما لو كان اي شخص من الشارع وهي تقوم بمساعدته فحسب ..
انتظر هو حتى اصبحت تقف بقربـه .. رفع ذراعه واراحهـا حول كتفهـا ..
ارتجافه خانتهـا ولم تستطع منعهـا من الخـروج .. ولكن لا يهـم .. عزائها بأنه على علم بمقدار شوقها له ..
كم هـو كاذب .. يحاول ان يرفع ساقه بهدوء .. ويتحرك بسلاسه .. هـو يستطيع ان يتحمل الألم الذي يأتيه
جراء سحقه عليهـا .. ولم يحتجهـا في شيء ... لم تشعر بأنها ساعدته .. كانت تسير بقربه فقط
بينمـا يمسكهـا هـو بخفه وكأنها فراشه يخاف ان يؤذيهـا ان رمى بثقله عليها ..
هي مهتمه في تماسك جسدها وعدم ارتعاشه .. اما قلبها ليذهب للجحيم .. نبضه لا يسمع للخارج ..
حتى لو اراد ان ينفجر فكما يشاء .. المهم ان لا يشعر بالذي يسببه لها بأقترابه منهـا هكذا ..
هذا ما كان يدور في رأس كلوديا الصغيره عندما وجدت نفسهـا معه امام باب غرفتـه ..
فتح الباب بينما ضلت هي واقفه .. لم يتركهـا فحاولت ان تبعد يده – سأذهب الان ..
قالت محاوله ان تبدو مهذبه وهي تضع ابتسامه على شفتيها .. فأنزل يده عن كتفها وامسك بأصابعها ..
سحبها خلفه فأبت ان تدخل ..
_ هناك ما سأسئلك عنه ..
قال بأنزعاج فدخلت معه ..
توجه نحو السريـر وجلس عليه بينما رفع ساقه ليمددها قليلا .. بدا انه تألم كثيرا ..
ضلت هي واقفه امام الباب تنتظر ان يقـول شيء .. نظر لها وقال بينما بدى وكأنه يحاول كتم
غضبه منهـا – لقد كان هناك اوراق بيدي ..
نظرت له مستغربه – ماذا ؟
لم تفهم ماذا يقصد فقال وكأنه تضايق منها جدا – في الغابه .. عندما اصبت ..
_ اااه ...
بدت تتذكر قليلا وقالت بعدها – لا .. لم ارى شيء ...
احست انه لم يصدقها لوهله .. قال بعدها – اين ذهبت اذن ..؟
_ ربما اسقطتها بينما كنت تشرب .. لم تكن بوعيك لذا لم تكن لتشعر بالامر حتى ..
قالتها متعمده ان تبدو منزعجه .. فقال – ربما ..
هز رأسه بعد هذا وكأنه اقتنع بجوابهـا .. اراح رأسه على الوساده وامسك ساقه بقوه ..
اقتربت قليلا وهي تشعر بالقلق عليه – هل تريد مسكـن ..؟
قالت فحدق بها وكأنها قالت شيء تافه للتـو – مسكـن ؟
ابتسم بسخريه وقال – بماذا يفيد ..؟
سألها وكأنها طفله .. اجابت – هل اخرج الان ..؟
_ هل تريدين ..؟
_ انا .. نعم اريد .. ان لم يكن لديك شيء ..
_ انا لا اريد شيء .. ولكن تستطيعين ان تبقي .. لن يسبب لي اي ازعـاج ..
قالت وهي غاضبه – ولكنه يسبب لي ازعـاج ..
ابتسم ساخرا وقال – اوه .. كم هذا محبط ..
صرخت بوجهه – انــت غير محتمل ...!!
استدارت بعدها ولكنه كان يريد ان يقول شيء عندمـا جاء له اتصال ..
اخرج الهاتف وقال بعد ان سمع الطرف الاخر ..
_ نعم كلارا ..
قال بعفـويه .. بدون ان ينتبه لهـا .. ارتعش جسدها كليا عندما خرج اسمها من شفتيه ..
لقد احست ان المتصل كان كلارا .. لما لم تتحرك وتخرج بسرعه ..
خرجت ولم تعي لنفسها الا عندما سمعت صفق الباب بقوه ..
لقد ضربته بقوه كبيره وهي غاضبه ..
نزلت للطابق السفلي وهي تحاول نسيان ما حدث للتـو ..
لقد اشتاقت لهذا المنزل .. كم هو جميل . هناك بعض القطع قد تغير مكانها وهناك اشياء اخرى قد ذهبت كليا ..
انهـا تتذكر كل شيء كان هنا .. لقد كانت تتأمل الاثريات الموجوده بشكل دائم ..
ولكن كما توقعت .. السفينه الفضيه مازالت في غرفة الجلوس .. انهـا الاروع في هذا المنزل ..
ابتسمت عندما دخلت .. كان جـون يجلس هناك لوحده يتابع احدى البرامج ..
_ جيد انك اتيتي اخيرا ..
ابتسمت – كيف حالك ..؟
_ بخير ..
_ هذا جيد ..
_ وانتي ..؟ كيف حالك ..؟
¬_ انا .. بخير تماما .. لولا ان العطله ستنتهي بعد يومين ..
ضحك – بالطبع .. ايتها الكسوله ..
_ هذا صحيح .. ولكن ربما من الجيد ان تبدء الدراسه .
_ نعم .. فبعد ان عدنا من الرحله لم يعد هناك شيء .. البيت ممل جدا
_ نعم .. معك حق ..
اكملا حديثهم حيث تناولت حواراتهم كل شيء يدور حولهم ..
كانت تسأل احيان عن طفولته .. وعن اصدقائه .. حاولت بقدر الامكـان ان تبتعد عن
ادوارد والحديث عنه ..
~~
لامار كانت منكمشه على نفسها وهي جالسه على الاريكه .. لم يستيقض حتى الان ..
او ربمـا هو لا يريد ان يتحدث معهـا بعد الان ..
دموعهـا لا تكاد تتوقف حتى تبدء بالانهمـار مجددا .. دموع بدون صوت بكـاء ..
لا تريد ان تزعجـه اكثر ..
بدت تفكر بعقلانيه اكثر .. هل يعقل ان يكون هذا النائم على السرير امون الذي تعرف ..؟
تحول فجأ لوحش .. لمجرد كونهـا حامل .. هل فكرة امكان ان يكون طفله ليس كباقي الاطفال تستحق هذا كله ..
هي لا تفكـر هكذا .. انه طفلهـا .. شيء خُلق ليكون لها معه .. كيف يمكن لأمون ان يفكر هكذا ..
كيف يستطيع ان يكون قاسيا هكذا ..
حتى ان كان طفلهـا معـاق .. انه صغيرهـا .. هي ستربيه .. ستجعل منه الافضـل ..
بدت تبكي .. ان فكرة كونه معاق او لديه تشوهه محزنه .. محطمـه .. بل انها فكره تجعلها تنهـار داخليا ..
ولكن .. ليس كآمون .. ليس بأن تتخلى عن الطفل .. ليس بأن تبقي امنية حياتها امنيه فحسب حتى موتهـا ..
ليس بأن تعيش معه وهي تشعـر بهذا النقص الكبيــر في حياتهـا ..
انهـا الان امرأة كبيره . كبيره بما يكفـي لتعرف كيف تعيش .. بما يكفـي لتتعامل مع الامور بعقلانيه ..
يجب ان يفهم آمون انهـا لم تعد طفلته التي تستمع لكل كلامه بدون مناقشه ..
توافق على كل شيء يقوله حتى لو كان فيه المها .. فقط كي لا ينزعج هو ..
فقط كي لا يغضب هو .. فقط كي لا يتركهـا هو ..
كل شيء حتـى الان كان من اجل آمون .. كل شيء عاشته في حياتهـا كان لآمون ..
لسعادت آمون .. لنجاح آمون .. لحياة افضل لآمون .. حتى والدة آمون ..
تتعامل معهـا وكأنها اداة لأسعاد آمون ..
لم تتخلى عنها لأن امون كان سيغضب .. لم تتركها تذهب لان آمون كان سيحزن ..
تركتهم يتزوجون لان هذا يسعد امون .. والان ..
يجب ان تقتُل طفلهـا لان هذا سيوئثر على آمون .. بالطبع لا ..
صرخ صوت في داخلهـا .. صوت جعلها تنتفض كليا ..
ان الطفل بدى يكبر .. لم يعد هناك مجال للتخـلي عنه .. وحتى لو لم يكن كذلك فهي لن تتخلى ..
لقد تعبت من آمون ..
يقول ان العيش معهـا متعب .. ولكنه لا يعرف ما قاسته هي كي تبقى معه ..
لا يعرف ما يحدث لها عندمـا يتأخر ليلا في حفلاته .. لا يعرف كيف تعيش بينما يسافر هو بالايام والاشهر
لتصـوير عمل سخيف .. لا يفهم انهيارهـا عندما تخرج اشاعات بعلاقاته مع زميلاته الممثلات ..
يتهمها بعـدم الثقه .. بأنها لا تستطيع العيش بـدون ان تشك به ..
يتهمها بهذا كله ولكنه نسي .. نسي ان يجعلها تثق به .. نسي ان يبرر لها الاشاعات ..
نسي ان يقول لها كم هي مهمه في حياته .. نسي ان يعبر لها انها الانثـى الوحيده التي يريد ..
انه ينسـى كل هذا .. ويطلـب منهـا ان تتذكر كل شيء ..
رأسهـا يكاد ينفجـر .. هل يعقل ان يكون الشرخ بين علاقتهـم كبير هكذا ..
هل كـانت عمياء .. هل عشقهـا له جعلها تمرر كل هذا .. جعلها تتغاضى عن كل هذا ..
ورغـم هذا كله .. انه لا يعترف بشيء لها .. كل النقاط له ..
انهـا خاسره .. في كل الحالات خاسره ..
فكل شيء تقـوم به هي خاطئ .. كل شيء لا يتناسب معه فهو خاطء ..
كيف كان يريها هذا .. وكيف كانت ترا انه صحيح .. كيف كانت تريد ان تغير من نفسهـا ..
لأرضائــه ..؟
رفعت عينيها الدامعتـين له ..
قالت بهمس مما جعل صوتها لا يصل لها حتى – لكني لا استطيع .. هذا كله في حياتنا .. هذه الاخطاء المتراكمه ..
ولكن .. انـا اُحبُــك ... رغم هذا كله ما زلت اتمتع بهذا القدر من الغباء وما زلت اعشقك ..
عضت على اصابعهـا عندمـا كادت تخرج منها شهقه مكتومه ..
وقفت بعد هذا بسرعـه وقامت بتغيير ملابسها .. لم تعرف ماذا سيحدث ..
ولم تعرف ماذا ستفعل .. كل ما تعرفه انها ستفكر عندما تصبح خارج الغرفه هذه ..
غرفه فيهـا نفس آمون لا تسمح لها بالتفكير بشكل سوي ..
فقلبهـا لا يسمح لها بشيء يؤذيه .. ولا يقبل بالابتعـاد .. يريد حل ..
ولكنه ليس موجود لديهـا .. لقد اعطت الخيوط جميعهــا له .. بينما ابى هو ان يحرك شيء ..
حملت حقيبتهـا واخرجت منها ورقه صغيره .. كتبت عليها بضع كلمات له وتوجهت نحـو باب الغرفه ..
ضلت ساكنه قليلا كي تفتح الباب بهـدوء .. ولكنها لم تفتحه حتى سمعت صوته وهو يبعد الغطاء عن وجهه
ويستدير لها – الى ايــن ..؟
وقعت الحقيبه منهـا .. لقد افزعهـا .. كان الصمت يخيم على الغرفه وهي في اوج افكارها عندما اقتحم هو سلسلة
افكارهـا .. استدارت بعد هذا له .. لم تنظر في عينيه .. هذا افضل .. كانت تتفاداه وهي تقول – سأخرج قليلا ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك