رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -35
فقال لها - مرحبا بك .. مابه صوتـك ..؟
بدت تسعل قليلا – لا شيء .. بعض الزكـام ..
_ هل ايقضتـك ..؟
_ لا .. لم انـم بعـد ..
_ هذا ما خمنتـه .. لقد اردت ان اهنئك بالسنـه الجديده ..
نظرت للسـاعه امامهـا عندمـا قال هذا .. انهـا تشير الى الثانيه عشر ليلا .. كم هو دقيق ..
ابتسمت رغما عنهـا – في الوقت تماما ..
_ اتمنـى ان تكـون سنه جميله لك .. ولـي ..
_ يجب ان اتمنـى لك انـا ..
_ يكفينـي ان تكـوني معـي ..
نظرت للامـار التي كانت تتابع حديثهـم .. وقفت بعد هذا وابتعدت عنها لتقف بقرب النافذه ..
لم تعـرف ماذا تجيب .. فضلت صامته حتـى قال – هل ستعـودين غـداً ..؟
_ نعـم ..
لقد كانت تشعر بتشوش كبير في مشاعرهـا .. انها لا تريد ان تتحدث مع احـد ..
ولكن ان اغلقت الهـاتف فلن تفكر بشيء سواه .. لن ترى امامهـا سوى ادوارد .. يجب ان تجبر نفسهـا
وهذا لا يجب ان يكون صعب .. ايفـان بـات قريبا منهـا جدا ..
_ هل استطيع ان أراكِ اذن ..؟
_ ان كنت تـريد .
لا تعرف كيف خرجت تلك الكلمات .. ولكنهـا لم تندم عليهـا .. انهـا خطوه جيده ..
يجب ان تبتعـد عن ادوارد من الان فصاعدا .. وايفـان سيساعدهـا كثيرا ..
_ هل تقولينهـا بأقتناع ..
قال لها بخُبث فردت – الن تسـافر بعـد ..؟
ضحك – ماذا تقـصدين ..؟
_ لا شيء .. فقط ان سفرتـك طالت ومكوثك لدينـا ايضا ..
_ ايتهـا .. لو كنت فقط هنـاك
ضحكت عندمـا قال لها هذا .. نظرت لها لامار مستغربه .. كيف استطاع ان يقلب مزاجهـا هكذا ..؟
_ متـى ستصليـن اذن ..؟
_ لا اعـرف .. سنخرج صباحا .. ولكن لستُ متأكده ان كنت سأراك ..
_ لم يعـد ينفع .. سأراكِ حتى ان لم تشائي ..
_ وكيف سيكـون هذا ..
_ سأزورك في منزلـك ..
_ لن تفعـل هذا ..
_ اريد ان اتحـدث معـك .. حديث جـاد ..
قال هذا فجأ فصمتت .. سيعـاود ذاك الحديث مجددا .. هي متأكده ..
ولكن ماذا ستقـول هذه المـره .. هي تـريد ان ترفض ولكن .. هل سيتركهـا ..؟
_ الا يمكنك ان تأجلـه ..؟
سألت وهي تحاول ان تبدو ضريفه فقال وكأنه انزعـج – لا .. ولا اعتقد اني اطلب الكثير ..
_ نعـم ..
سمعـت صوت امرأه يقتـرب من ايفـان ليناديه بطريقه مزعجه .. – ايفـان .. مع من تتحدث كل هذا الوقت ..؟
ابعد الهاتف قليلا ولكنهـا استطاعت ان تسمـع ماقاله للمراه – سأتي حالا ..
عندمـا عاد ليتحدث معهـا سألت بعفويـه – من هذه ..؟
_ انـا في حفل الأن ..
_ ااه ..
قالت فسألها – هـل انزعجتـي ..؟
ردت بسرعـه – لا .. لا ابدا ..
_ اكيـد ..؟
_ نعـم .. بالطبع اكيد .. لماذا انزعـج ..
_ لأنكِ تغـاريـن مثـلا ..؟
احست بالخجـل .. لم تشعـر بهذا بتاتا .. ولكن بالطـبع اي شخص مكـان ايفـان بوسامته وجاذبيته سيشعر ان
اي فتاة يحادثهـا بهذه الطريقه ستغـار ان كان مع فتاة اخـرى .. ابتسمـت ..
_ انا لا اغـار ..
_ لماذا ..؟
_ لا يوجـد سبب لأغار من اجلـه ..
_ الـن تستائـي ان كنت مع فتاة اخـرى ..؟
لم تعـرف بما تجيبـه .. ان قالت انهـا لن تستاء فهذا سيكون قاسيا بعض الشيء ..
امـا ان قالت انهـا ستستاء فسيكـون الأمر قد حُسـم بالنسبـه له ..
فكرت قليلا .. هل ستستـاء هي حقا ان خرج ايفـان مع فتاة اخـرى .. الن تشعر ببعض الانزعـاج ..؟
هـو الان بالطبـع مع احـدى الفتيات الجميلات .. فهو لن يذهب لحفل بـدون مرافقـة حسنـاء له كما هو الحال
مع جميع الممثليـن .. – لا اعـرف ..
هذا انسب جـواب .. رد عليهـا – انـا لن اتحمـل ان تخرجـي مع رجل اخر ..
احست بالانزعـاج فقالت – انا لستُ صديقتك ..
_ بل انتي لـي ..
لمـاذا يتصـرف فجأ هكذا ..
انتـي لي .. انهـا كلمـات ادوارد .. لقـد قالها ادوارد لهـا .. احست بالغضب لأنه قال كلمات حبيبهـا ..
انهـا كلمات خاصه بهـا .. لا تسمـح له بالتفوه بهـا ..
لم تشعر بنفسهـا الا بعـد ان صرخـت بوجهه – لستــُ كذلك ..
كانت لامار تنظـر لهـا مستغربـه بعد كل كلمـه تنطقهـا .. لم تستـوعب شيء من تصرفـات كلوديا ..
قال ايفـان – ما بكــِ ..؟
كان سؤاله هادئ جدا ..فأجابت – لا شيء .. ادوراد سأغلق الان .. وداعاً ..
لم تعـد تريد اكمـال الحديث معـه .. اغلقـت الهـاتف امام ذهـول لامار .. لقد انهـت المكالمه بصاعقه لم تنتبه لها ..
نظرت للامار – ماذا هنـاك ..؟
_ هل تهربيـن من ادوارد هكـذا ..؟
انزلت رأسها محرجـه .. – لم اهـرب ..
_ هل تستغليــن حُب ايفـان لكِ ..؟
_ هل ابـدو حقيره هكذا ..؟
سألت كلوديا وهي تحاول المحاربه ضد دموعهـا .. احست لامار انهـا قست عليها كثيرا ..
_ لا .. اسفـه حبيبتـي .. ولكنك ترميـن نفسك في جحيم اخر ..
_ انا لم اقل له شيء ..
_ لهذا السبب هو مجنـون بك ..
_ هـم ..؟
سالت مستغربه من لامار فقالت لها – لم تقم فتاة من قبل بأخذ فرصه للتفكير بطلبات ايفـان ..
_ تعرفيـن كل شيء ..؟
_ اعرف انه طلبك للخطوبـه ..
_ هل سيتركنـي ان قبلت اذن ..؟
_ لا .. لم اقصد هذا .. ولكن ان تهربي من ادوارد برمي نفسك مع ايفان هذا شي غبي ..
_ لم افعل حتى الان سوى الاشيـاء الغبيه .. ربمـا ما ترونه غبي سيكـون فرصتـي الاخيره ..
_ هل تعتقـدين انك ببدء علاقه جديده ستنسيـن ..؟
_ ربمـا اسـافر معـه .. ولن اراه مجددا ..
_ هل ستحبيـن ايفـان اذن ..؟
نظرت لهـا كلوديا .. لم تفكـر بهذا .. لم يخطر ببالهـا شيء حول ايفـان .. ماذا سيحدث له ..
فقط ما تريده ان تبتعـد عن ادوارد .. ان تنسـى ادوارد .. هل يعنـي هذا انهـا اصبحـت متحجره كأدوارد ..
هل قامت بأستغلال ايفـان حقا ..؟
_ اريد الخـروج من هذا العـالم ..
قالت هذا للامار وهي تشعـر بالقـرف من نفسهـا .. لم تعد تستطيع اكمـال شيء ..
نسيـان ادوارد مستحيل .. علاقه مع ايفـان لن تنتهـي سوى بكارثـه وتحطيم كل شيء ..
العـوده مع والدتهـا .. وعيـش حياتهـا كما كانت هي الحـل ..
_ ساترك كل شيء ..
_ كلوديا عزيزتـي ..
_ هذا افضل حل .. لم اعد اطيق هذا ..
ضمتهـا لامار فبدت كلوديا تبكـي .. – ربمـا سيكـون افضل حل .. لا اعرف ماذا حدث ولكن انتي بريئه جدا
لتدخلي عالم ايفـان ..
احست كلوديا بالسخريه .. عالم ايفـان .. كم هذا تافه .. لم تفكر بهذا بتاتا ..
لو كان الامر بيدهـا لدخلت عالم ايفـان بكل مافيه من مصائب ولما دخلت عالم ادوارد الذي جعل منها
رن هاتفهـا مجددا .. ابتعدت عن لامار قليلا وتوجهت نحو الهاتـف ..
كـان المتصل الان آمون .. شعرت بفرحه – الـو ..
_ مرحبا صغيرتـي ..
بعد صمت قليل قال – ما زلتـي تبكيـن اذن ..
مسحت دموعهـا وكأنه يراها – لا .. حقا لا ..
قالت بعد هذا بأحراج – كيف هو ..؟
_ انه بخير .. لقد قُلت لك ان اصابه كهذه لن تأثر بهذا التنـين ..
_ هل هو بخير حقا ..؟
_ نعم .. لقد قامو بخياطة الجـرح .. هناك حمى ولكن سيكـون بخير ..
_ هل استيقـض ..؟
_ نعـم .. قليلا ولكنه عاد للنـوم ..
لم تعـرف ماذا تقـول بعد .. هل تقول له انها لم تطمئن عليه بعـد ..
هي لن ترتـاح حتـى تراه ..
_ اذهبـي للنـوم .. كفاكِ ما جرى اليـوم ..
ابتسمت – هذا صحيـح .. سأذهب للنـوم اذن ..
_ اتمنـى لكِ سنـه جديده مليئـه بالسعـاده ..
قال لهـا فردت عليه – انك الافضـل دائما امون ..
ابتسم وفعلت لامار ايضـا .. احست كلوديا ان امون حقا هو الافضل من بين جميع
من تعرفت عليهـم هنـا ..
قالت له بعد هذا .. – سأذهب للنـوم .. لامار تريد ان تتكلم معـك ..
اعطت الهاتف للامار قبل ان تسمع اجابته .. وخرجت بعدهـا ..
_ مرحبا ..
قال امون فردت عليه لامار بهدوء – مرحبا ..
_ ماذا هنـاك ..؟
سألها .. لم تجب فعاد يقول – ما بكِ ..؟
_ لا شيء ..
_ اذن هل اشتقتـي لي ..؟
ابتسمت – انا دائمة الاشتيـاق لك ..
_ اُحبُـــكِ ..
لم يعرف لماذا قالهـا .. احس انها تحتاجهـا .. ولكن الاهم من هذا هو انه بـدء يشعـر بهـا تبتعـد عنه
في الأاونـه الاخيـره .. لم يعـرف ان تفكيرهـا المنفـرد وعـدم سؤاله واخباره عن كُل شيء يحدث معهـا
سيصيبـه بالجنـون هكذا .. لقد كان دائما يريد منهـا ان تستقل قليلا .. ان تعتمد على نفسهـا بـدون ان تأخذ رأيه في كل
شيء .. كان يريد منهـا ان تبتعـد قليلا وان تعاود النظـر لما وصلت اليه حياتها .. ولكن عندمـا بدى الامر بالحـدوث
احس بانه ليس قادر على هـذا .. فهـو لا يستطيـع ان يتخيل لامار غير انهـا طفلتـه التي عاشت حياتهـا كلهـا وهي لا ترى
في العالم باسره سواه .. ان تبتعد فجأ هكذا وتبدأ بأخفاء امور عنه هذا ما لم يتحمله ..
بينمـا هي احست وكأنها مراهقـه قام حبيبهـا للتـو بالأعتـراف لها بحبـه .. احست بنبضات قلبهـا تتزايد
وبدمهـا يتفجر في عروقهـا .. لم تعـرف ماذا تقول له .. هو لم يتحـدث ..
كان في انتظارها ان تجيب بشيء .. عندمـا صمتت طويلا قال – اليس لديك جواب ..؟
_ هل تحتاج لجواب ..؟
صمت واعاد رأسه ليريحه على الاريكـه .. – نعـم .. احتـاج ..
استغربت وقـالت له – لم تحتج في يوم لجواب منـي ..
_ لم تصتعصي عليك يوما كلمـات الحُــب ...
_ لم تشعرنـي يوما انهـا مهمه ..
_ حقــا ..؟
_ ما بــك ..؟
سالته عندمـا احست بأنزعـاجه .. فقال لها – ما بكِ انتـي ..؟ هل مللتـنــي ..؟
_ لماذا تقول هذا ..؟
_ لقـد تغيرتـي ..
انزعجت منـه وقالت – اليـس هذا ما تريده .. اليس هذا ما تركتنـي من اجله ..؟
_ لامار ..
قال اسمهـا ولكنـها لم تسمـح له بالأكمـال – لقـد اتعبتنـي جدا امون .. الى ماذا تريد ان تصـل ..
_ اليكـِ ..
_ لقد كنت دائما امامـك ..
_ اريد ان يستمـر الامر للأبـد ..
_ انـا وانـت فقـط ..؟
لم يفهـم ماذا تقصـد .. – ماذا تعنـيـن ..؟
_ انت تفهـم ..
صمت قليلا - هل هـو الطفـل ..؟
_ اجل ..
_ انـا متعب جدا .. لستُ في مزاج لأتخاصم معك عن هذا ..
_ لا داعـي لأن تفعـل ..
لم يقل لهـا شيء .. انه يعـرف حبهـا الشديد للأطفـال وامنيتهـا في ان تصبح اماً .. لكنه لا يريد منهـا
ان تتعذب .. ورغم حبه الشديد للأطفال ورغبته في اكمـال عائلتهـم الى ان تخيل انهم ربمـا يحضرون للعالم
طفل معـاق يتعذب ويعيش في هذه الحياة التي تصعب على البشـر السليميـن عيشها يتـوقف عن التفكيـر بالأمر ويمنعهـا
هي ايضـا عنـه ..
بهـدوء .. احس معه انها تحاول متعمده ان لا يسمعهـا – انا حـامل ...
بدى صوت تلك الكلمه التي بالكاد انتقلت عبر الهاتف يتردد في الممر الذي كان يجلس فيه ..
صاعقـه وقعت عليه .. لم يعرف معهـا ماذا يقـول .. ولكن استطـاع بعد معاناة مع لسانـه ان يخرج كلمه بعصـوبه ..
_ مـاذا قلتـي ..
تشجعـت الأن بعد ان اعتـرفت .. – هنـاك طفل في داخلـي ..
اغمضت عينيها ودفعت رأسها للخلف .. كانت تنتظر منـه شيء ..
اي شيء .. حتى ان كان صراخ ولكنه لم يقل شيء ..
للحضـات احست انه لم يصدقهـا .. بعد هذا احست بـه غير مهتـم .. ولكن قال اخيراُ ..
_ لـن تفعليهـا ..
ماذا يقصـد ..؟ الم يصـدق ..؟ ان تقـوم طفلته بفعل شيء كبيـر كهذا .. واخفائه عنه ..
لم تجب عليه .. لم تكن تملـك جواباً .. كل ما تملكـه هو امنيـه ان يقـول لهـا ~ مبـروك ~ وينهـي الامـر ..
فقـد اصبـح خوفهـــا من فقدانـه ان جائ هذا الطفــل كبيــر جـداً ..
ولكنه لم يكـن كبير لدرجه تجعلهــا تتخلـى عن طفلهـــا معـه .. ~
الجـزء العشـــ 20 ــريـن ..
بهـدوء .. احس معه انها تحاول متعمده ان لا يسمعهـا – انا حـامل ...
بدى صوت تلك الكلمه التي بالكاد انتقلت عبر الهاتف يتردد في الممر الذي كان يجلس فيه ..
صاعقـه وقعت عليه .. لم يعرف معهـا ماذا يقـول .. ولكن استطـاع بعد معاناة مع لسانـه ان يخرج كلمه بصعـوبه ..
_ مـاذا قلتـي ..
تشجعـت الأن بعد ان اعتـرفت .. – هنـاك طفل في داخلـي ..
اغمضت عينيها ودفعت رأسها للخلف .. كانت تنتظر منـه شيء ..
اي شيء .. حتى ان كان صراخ ولكنه لم يقل شيء ..
للحضـات احست انه لم يصدقهـا .. بعد هذا احست بـه غير مهتـم .. ولكن قال اخيراُ ..
_ لـن تفعليهـا ..
ماذا يقصـد ..؟ الم يصـدق ..؟ ان تقـوم طفلته بفعل شيء كبيـر كهذا .. واخفائه عنه ..
لم تجب عليه .. لم تكن تملـك جواباً .. كل ما تملكـه هو امنيـه ان يقـول لهـا ~ مبـروك ~ وينهـي الامـر ..
فقـد اصبـح خوفهـــا من فقدانـه ان جاء هذا الطفــل كبيــر جـداً ..
ولكنه لم يكـن كبير لدرجه تجعلهــا تتخلـى عن طفلهـــا معـه .. ~
اغمـض آمون بعد هذا عينيه وقال لها وكأنه مخدر .. – سأرتـاح قليلا .. وداعاً ..
ثـم اغلق الهـاتف وكأن شيءً لم يـكن .. اصاب لامار الذهـول .. هل هو غاضب ..؟ بدى لها وكأنه لم يستوعب الامر ..
امسكت الهاتف قليلا وهي تنظر له .. لم تجرؤ ان تتصل به مجددا .. وضعت هاتـف كلوديا على الطاوله وتوجهت لغرفتهـا ..
رمت بجسدهـا النحيـل على السـرير وحاولت مجبره نفسهـا على النـوم رغم الافكـار التي تقتحم رأسها وتخيفهـا مما سيحـدث ..
سقـط الهـاتف الذي كان يمسكـه بيـده ليُحدث ضجه في ذالك الممر الخالي من اي صـوت ..
جعلته الضجـه يتحـرك مفزوعا حتى فهـم ايـن هـو .. كـان هذا آمون .. الذي ما ان اغلق الهاتف بعد
حديثه مع زوجتـه غط في نـوم جعله ينسـى ما حوله ..
هز رأسه بمحاوله للأستيقاض ووقف بعدهـا ليتوجه نحو غرفـة ادوارد .. فتح الباب بهـدوء شديد
فدخل للغرفه التي كانت تغط في ضلام كامـل .. ادوارد كـان مازال نائم ...
يهـذي بكلام غير مفهـوم في بعض الاوقـات فالحمـى ما تزل مرابطه لـه .. اقترب آمون منه فحـرك احدى الكراسي القريبـه
من سريره مما ادى الى سقـوط الكرسـي واصـدار ضجه مزعجـه جعلت ادوارد يغمض عينيه بقـوه منزعجا ..
وقف آمون بعد هذا امام الفنافذه وجاء حديث لامار فجأ وكأنه نسي تماما ما حدثـ ..
عقـد حاجبيه وهـو يحاول ان يتذكر ما قالتـه .. لقد كان النـوم يغالبه في ذلك الوقـت ولم يكمل الحديث معهـا ..
لاكنها قالت شيء عـن الحمـل .. نظر الى الامام نحو البنايات العاليه التي كانت تضيئ في هذا الضلام . _ لقد قالت
انهـا حامل .. هذا صحيح ..
بدى يستـوعب الان الوضـع .. ولكن هل يعقل ان يكـون الامر كذلك ..؟ هل يجرء ان يصـدق ام انهـا كانت
تختبره فقـط ..؟
قال بعد هذا – انهـا مجنونه ..
اخـرج هاتفـه وكان يريد ان يتصـل بهـا عندما جاء صوت ادوارد – كلاكمـا مجانـين ..
استـدار له آمون بسـرعه .. نظر له قليلا وهو يحاول ان يركز كي يعرف ان كان ادوارد تحت تأثير الحمى ام انه
استيقض حقا ..
_ ما بـك ..؟ لم تنظر هكذا ..؟
_ احاول ان ارى ان كنت ما تزل تهـذي ..
_ اهـذي ..؟
قالها مستغرب فرد آمون عليه .. – لقد احضرت الماضي كله في هذه السـاعات التي نمت بهـا ..
كان امون يتحدث بسخريه فلم يقل ادوارد شيء .. مما جعل امون يكمل ..
_ لقد كنت تنادي كلارا ..
حرك ادوارد عينيه الفضيتان لينظر نحـو آمون منزعج فرد عليه الاخر – الم تنس بعـد ..؟
_ لما يجـب ان انسـى ..؟
قال بهـدوء فرد عليه آمون – كي تعطي فرصـه لكاميليا ..
ضحك ساخرا مما جعله يتألم قليلا – هل تريد كاميليا ان تتنافس مع امرأة ميته ..؟
_ انك لا تنسـى ..
لم يجب ادوارد فقال آمون .. – كيف تشعـر الأن ..؟
_ بطريقه ما .. بخيـر ..
بدا وكأنه منزعج من الحديث مع ان الحديث لم يتضمن شيء مزعـج ..
لم يقـل امون بعد هذا شيء وضل ينظر من خلال النافذه .. خرج صوت ادوارد وكان منفعلا منزعـج ..
_ اين كلوديـا ..؟
_ لم تأتي ..
بدى ان الجـواب ازعجه اكثر من ذي قبـل .. قال بعدهـا – لقد كان معي بعض الأوراق في الغابه ..
_ لم يكن في حوزت كلوديا شيء ..
صمت ادوارد وهو يفكـر فقال آمون – هل هي اوراق مشروع المنتجع ..؟
لم يجب عليه فعاد آمون ليقـول – اعرف انك لست بصحه تسمح لك بهذا الحديث ولكن فكر بوالدتـ..
لم يكمل حديثه حين انفعل ادوارد – اللعنه عليكم .. فليذهب المشروع للجحيـم الن تكفو عن الثرثره في هذا الموضوع ..
_ هل هذا لأنك بدأت تشعر بانك على خطأ ..؟
قال امون يستفزه .. رد عليه ادوارد – هل تريد ان اقتلـك ..؟
_ هل تستطيع وانت في هذا الوضـع ..
رد عليه ساخرا فجلس ادوارد – هل تريد ان تُجرب ..؟
ضحك امون الان وعاد ليقف امام النافذه – رغم هذا .. فذاك المشروع لن يجلب لك سوى الاحتقار من الجميع ..
_ وكأن هناك من يهمنـي ..
قال امون وهو يبدو منزعج بقـوه – اللعنه عليك .. لقد فقدت صوابك تماما ..
اعاد ادوارد رأسه للوساده واغمـض عينيه بهـدوء .. خرج امون من عنده بعد ان فهم ان عقلية ادوارد لن تتغير مهما
حاولو اللعب على اوتار مشاعـره التي لا تتحـرك ..
..
لقد كانت تلك الليله مزعجـه جدا لكلوديا .. لم تنم سوى لحضات متقطعه تستيقض مفزوعه كل مره بعد رؤيتها لحلم
ينغص عليهـا نومهـا .. كم شعرت بالسعـاده عندما اشرقت الشمـس معلنـه يومها الجديد والاخير في هذه البقعـه التي
لم تعد تتحملهـا .. عندما استيقضت لم يكن هناك احد قد استيقـض غير السيده كاميليا .. وجدتها كلوديا تجلس في الطابق السفلي ..
كانت تجلس في غرفة الجلوس لوحدهـا وبدت وكأنها لم تنم ابدا ..
_ هل اقوم بصنـع القهـوه لكِ ..؟
سألتها كلوديا بهدوء فأبتسمت لها وقالت – نعم .. شكرا حبيبتي ..
توجهت كلوديا للمطبخ بعد ان اخذت هاتفها من على الطاوله .. فتحته وابتسمت بمراره عندمـا وجدت ان اليوم هو اول
يوم من السنـه الجديده .. يبـدو ان هذه السنه ستكـون مغزعـه ان كان اول يوم فيهـا هكذا ..
لم يحتفل احد ولم يكمل احد السهـره بالامس اصلا ..
قامت بصنع القهوه ولكنها زادت العدد .. ربمـا سيستيقض احدهـم الان .. سكبت كوبين
وحملتهمـا للغرفه .. اخذت كاميليا احدهمـا وجلست كلوديا على الاريكه المجاوره لها وهي ترتشـم من كوبهـا
الساخـن .. لقد دفء قلبهـا قليلا .. لم يتصـل امون .. اذن ادوارد لابد انه بخيـر ..
فكرت قليلا انه حتى ان حدث لأدوارد شيء فأمون سينتظر حتى ذهاب كاميليا بنفسهـا .. لن يخيفهـا عليه
اكثـر ..
لقـد كانت كلوديا تريد ان تقول شيء لتخفف عن المراة الجالسه امامهـا .. بدت كاميليا وكأنا اصبحت عجوز فجا ..
لم تضع اي مساحيق تجميليه على وجهها وكانت هناك دوائر سوداء حول عينيهـا ..
يبـدو ان الليله الماضيه لم تكن هي الوحيده التي سهـرت بهـا ..
_ سأقوم بايقاض مايكل ..
قالت هذا ووقفت وكأنها لم تعد تتحمل الصبـر ..
بعد لحضات كان كل من في المنزل مستيقض .. وقد ارتدو جميعـا ملابسهـم وتجهزو للذهـاب ..
_ هل ستأتين للمشفـى ..؟
سألت لامار روزا وهي ترتدي معطفهـا .. فأجابت روزا والتي كانت كلوديا تتابعهـا بشغف ..
_ بالطبـع ..
لم تعـرف هل تفرح ام تحزن .. ولكن ما تأكدت منـه انها يجـب ان تطمئن على ادوارد قبل حدوث اي شيء اخـر ..
هكذا ركـب الجميع في سيارة السيد مايكل .. تركو امتعتهم هنـاك .. فكما قال لهم السيد مايكل ..
سيقوم احد الخـدم بأحضارهـا خلفهـم ..
لم يتحـدث احد في السياره .. كان الوقت فجراً و هنـأك كئابه في الجو وكأنه يتقصد ان يزيد همهم هماً ..
اكتفـى الجميـع بالنظر من خلال النوافـذ والانشغال في افكارهـم الخاصه ..
بعـد طريق طويل دام عدة ساعـات جعل كل من كلوديا وكاميليا تشعـران انه لن ينتهـي وصلو للمشفـى ..
عندمـا اوقف السياره هرعت كاميليا منهـا بسرعه فناداهـا مايكل – كاميليا .. توقفي لحضه ..
توقفت وهي تنظر له بعد ان غالبتهـا دموعهـا .. استطاعت ان تنتظر قليلا حتى خرجو جميعا من السياره وتحركو نحو المشفـى ..
بعد ان استفسـرو عن غرفة ادوارد وعرفـو انهـا في الطابق الثالث من المشفـى توجه الجميـع الى هنـاك ..
آمون كان يجلس في المقاعد امام الغـرفه وهو يسند رأسه على الحائط ويغط في نـوم عميـق ..
بدى مرهقا للغـايه .. انقبض قلب لامار وهي تراه هكذا .. تحركت ووقفت امامه توقضه بهـدوء – آمون ...
فتح عينيه بهدوء وبدا يفركهمـا محاولا الاستيقاض .. وجد وجهها مقابله فضل ينظر له لوهله وكأنه في حلم حتى شعر بالجميـع حوله ..
وقف بسـرعه وتوجهه للسيده كاميليا التي حطمته عندمـا رئا حالها ..
_ تفضلـي كاميليا .. انـه هنـا ..
لم تعرف كلوديا لما لم تتحرك ولكن هذا ما قام به الجميـع .. فقد كاميليا والسيد مايكل هم من دخل في بادء الامر ليروه ..
ودخل آمون معهم وهو يشرح حالت ادوارد التي سمع الجميع انهـا استقرت بعض الشيء ..
جلست لامار وروزا بينما ضل جـون واقف وهـو ينظر للغرفـه .. اقتربت كلوديا لتقف بقربه وهمست له – لما لا تدخل ..؟
استدار لينظر لها وقال – ليس من شأنك ..
ابتسمت له – ليس سيء ان تخاف على اخـوك .. بل هو شيء رائع ..
نظر لها منزعج وابتعد عنهـا .. ضلت الابتسامه على وجهها وهي ترى انزعـاج جـون من المشاعر التي تجعله
قلق على ادوارد والتي كما يبدو لا يتقبلهـا كليا .. كمـا هو الحال مع اخوه المتجـر ..
بعد ان طـال مكوثهـم في الداخل خـرج امون وقال لروزا – تفضلـو .. لقد استيقـض ..
دخلت لامار التي كان امون يتحاشى النضر لهـا لسبب ما وبعدها روزا ثـم تحركت كلوديا بصعوبـه وجـون دخل في الاخير ..
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك