بارت من

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -1

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي - غرام

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -1 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
كلمة الكاتبة سيرين بوسيدون 
أنهـا الروايـه الأولـى لي 
اتمنــى ان تصل الى مستـوى ذائقتكم 
وان تتابعـوها معـي .. 
ليس لدي الكثير لأقوله 
لذا سأبدى في سرد الروايه .. ^^ 

لَن تعشَقـي غيريِ فأنتـي . . فتأتيِ . . ! 

الجزء الأولــ.. 

ماذا اكتب وكيف ابدا الموضوع .. لا استطيع التفكير بأي كلمة مناسبه
الامر صعب جدا .. لم اتوقع ان تحتاج رساله غراميه لكل هذا التفكير .. لقد تعبت حقا
افكر منذ ساعه ولم اضع اي حرف على هذي الورقه ..
كانـت كلوديا تفكر بصوت مرتفع وهي تحدث نفسها .. امسكت رأسها باحكام وصمتت للحضه
قبل ان تعاود الحديث مع نفسها كالمجانين
- لن اكتب سوى كلمة واحده .. لن استطيع خط رساله جميله مهما حاولت.. سوف اكتب له فقط
( أني احبـك ) ..فقط
وهذا فعلاً ما حدث .. كتبت الكلمه ووضعت اسمها في اخر سطر واغلقت الرساله بسرعه قبل ان تغير رأيهـا ..
بدا خطها سيئ للغايه ولاكنها لم تهتم .. لم تعد تريد التفكير اكثر
مضى على هذي الفكره اسبوع وفي كل ليله تحاول كتابة رساله لم تنجح
لانها كانت تشعر بان كل رساله خطتها كانت تافهه ومضحكه جداً ..
اخذت احدى الظروف الموجودة على الطاوله ووضعت الرساله فيه ثم كتبت عليه ( أدوارد )
ونضرت له مطولاً وهي تفكر .. ماذا ستكون ردة فعله ؟
هل سيتقبل الرساله .. هل ستحدث هذي المعجزه في حياتها ويبادله الشعور نفسه
سخرت من افكارها وقالت بصوت مسموع
- حسنا . ادوارد سوف يمزق الرساله اولاً ثم يرميها في القمامه ولن يأبه لها ابداً .
ان كانت تعرف هذا لمى تكتب الرساله اذن ..؟
- كي اقنع نفسي بان ادوارد هو المستحيل بعينه
كانت تفكر بالأسأله ثم تجيب عليها .. تعودت منذ صغرها ان تتحدث مع نفسها بصوت
مسموع واحياناً تنسى نفسها فتتحدث امام صديقاتها
كن يتعجبن في بادء الامر ولاكن بعد مرور فتره تعودن عليها وعرفن ان هذا شيئ
طبيعي بالنسبه لها .. حاولت مراراً التخلص من هذي العاده ولاكنها لم تنجح .
وضعت الظرف في حقيبتها وفكرت انها بالتأكيد لن تجد فرصه مناسبه لتقديم الرساله له غداً
ولاكنها سوف تاخذ الرساله معها على كل حال .. هكذا انهت هذي المهمه اللتي اخذت الكثير من وقتها
وطاقتها ..
سمعت بعد هذا امها تناديها للعشاء فقفزت من على الكرسي وركضة للمطبخ
حيث جلست على الطاوله وامها تضع اطباق الطعام امامها
بدأت الاكل قبل ان تجلس امها .. فهي كانت جائعه جداً
- هل انهيتي واجباتك ؟
نضرت كلوديا لأمها وقالت - نعم .. حسنا تقريباً
- لم تقومي بكتابتها اليس كذلك ؟
- حسنا امي سوف افعل ذالك بعد العشاء
جلست امها على الطاوله امامها وقالت بصوت حزين
- كلوديا الى متى تريدين ان تبقي هكذا ؟
- ماذا تقصدين بـ هكذا امي ؟
- انتي تعرفين ما اقصد .. اقصد الى متى ستبقين غير مهتمه بدراستك . انهى السنه الاخيره لك في الثانويه وانتي لا تهتمين
- امي سوف انجح .. كما انجح في كل سنه سوف انجح
- في كل سنه .. هذا ما يفرحك .. تنجحين في كل سنه وتكونين من العشره الاواخر هل هذا جيد لكِ؟
- لا احب الدراسه وانتي تعرفين هذا .. ولا استطيع فعل شيئ لهذا .. لقد قلت لك ان اترك وابدئ عمل مـا ولاكنك ..
صرخت الام بسرعه قبل ان تكمل كلوديا جملتها
-لقد قلت الف مره انك لن تعملي قبل انهاء الدراسه الا تفهمين ؟
- حسنا حسنا .. لقد فهمت .. دعيني أأكل الأن
صمتت الام وهي مستائه جداً من تفكير ابنتها بالدراسه وعدم مبالاتها في تحصيل اختصاص جيد
ولاكنها تعرف ان الوقت قد فات لجعل كلوديا تحب الدراسه .. لقد اهملت هذا الجانب كثيراً في ما مضى ولم تصر على كلوديا
يوماً ان تقوم بواجباتها ولا ان تكون مجتهده في دراستها .. كان جل اهتمامها كيف ستأمن مصاريف حياتهما بعد ذهاب زوجها ..
وهكذا بدت كلوديا تهمل كل شي وكرهت الدراسه بشدة لانها لم تكن ناجحة فيها ..
كانت تحصل على علامات سيئ جداً منذ الابتدائيه حيث ان امها كانت تمضي وقتاً طويلاً في العمل ولم تكن معها كثيراً
في تلك المراحل .. ولم يكن هناك احد بجانبها ليعلمها .. روزا تشعر ان كل ما يحدث مع كلوديا في المدرسه
هو بسببها ولهذا السبب هي لا تصر كثيراً على ابنتها في عمل شيئ لا تحبه ..
بعد الانتهاء من الطعام قالت روزا لابنتها عندما همت بالوقوف
- انتضري كلوديا .. لدي شيئ اريد التحدث بشأنه معك ..
نضرت كلوديا مستغربه لامها وقالت - ماذا هناك ..؟
وجلست بعدها لتنتضر ماذا ستقول امها
قالت الام بعد تفكير - سوف ننتقل من هنا ..
عقدة كلوديا حاجباها - ماذا .. ؟
- المطعم اللذي اعمل فيه سوف يقفل وهكذا فعملي قد انتهى هناك ..
ليس لدي ايضا مال كاف لدفع اجار هذا المنزل فكما تعرفين ان اجاره مرتفع بعض الشيئ وحتى اجد عمل جديد
يجب ان نغير سكنن..ويبدو الامر صعباً
- حسناً ..
هذا فقط ماقالته كلوديا
- اليس لديك شيئ تضيفيه ..؟
سألتها امها ..
- لا .. لا اعرف ماذا اقول ولاكن الم يكن يجب عليهم ان يخبروك باقفال المطعم قبل فتره اطول ؟
- لقد فعلو .. وانا لم ارد اخبارك بالأمر كي لا تنزعجي .. ولاكن عندما وجدت ان امر ايجاد عمل صعب جداً
وانني لن اتمكن من دفع اجار الشهر القادم قررت اننا يجب ان ننتقل
- انا موافقه امي .. صحيح ان هذا المنزل هو اغلى شيئ في حياتي حيث انني امضيت كل سنواتي هنا
ولاكنه ليس اغلى منك .. سوف اقبل بالعيش حيث تجدين منزل تستطيعين دفع اجاره
-لقد وجدت
استغربة كلوديا ونضرة لامها بأستفهام - بهذي السرعه ؟ ايـن ..؟
- حسنا .. انه ليس منزل .. بل هو .. ملحق
- ماذا يعني هذا ؟
- اعني انه ملحق لمنزل لأحدى صديقاتي .. قالت انهم لا يستخدمونه وسوف تقوم بتأجيره لنا
- ملحق .. اي انه قطعه من منزلهم .. ولاكن امي اليس من الصعب ان نسكن في منزل اناس أخرين؟
- لا..لا .. الامر ليس كذلك
كانت الام مرتبكه عندما تحدثت عن امر الملحق ولم تفهم كلوديا لما هذا التوتر كله
تابعة قائله - انه ملحق لمنزلهم صحيح ولاكنه بناء وله بابه الخاص وهو منعزل عن منزلهم .. انه فقط بجواره
- حسنا امي .. هل رأيته .. ان كان كما تقولين فلا مانع لدي .. فما دمنا سندفع الاجار
-بالطبع هو كذلك .. سوف يعجبك جدا .. وسترتاحين فيه جداً .
عند موافقة كلوديا اختفى التوتر من على ملامح روزا وبدت مرتاحه ..
حسنا ربما ضنت اني لن اتخلى عن هذا المنزل بسهوله وهذا ما اربكها في فتح الموضوع
هذا ما فكرة به عندما القت على امها تحية المساء وذهبة لتنام ..
دخلت كلوديا غرفتها و بقيت واقفه قليلا تنظر للحقيبه وهي تفكر هل من الصواب اعطاء ادوارد هذي الرساله
سوف تعطيها له ولن يحدث اكثر من ما يحدث الأن .. فهي تريد ان تقول له بما تشعر به حقاً نحوه .. هي تحبه
بشده منذ اول مره رأت فيها كان مختلف عن الجميع وكان هو الوحيد اللذي ترك فيها هذا الاثر .
مع انه لم يهتم بها يوماً ولم يبد عليه انه يراها اصلاُ ..
هكذا نامت وهي تفكر بأدوارد ونسيت تشغيل المنبه ..
في الغرفه المجاوره كانت روزا تجلس على السرير وهي تضع رأسها بين راحتيها وتفكر
في كلوديا .. ماذا ستفعل ان علمت حقيقة الامر .. كلوديا صاحبت مفاجأت ولا يمكن التنبأ
بما تفكر به .. لها في كل موقف رأي مهما كان الموقف متشابه ..
كانت الام قلقه جداُ ولم تكن تعرف هل ما تفعله صحيح ام خطاُ .. ولاكن مهما حاولت
فالمسأله خرجت عن سيطرتها وهي اعطت الموافقه و لن تعود عن ما قالته ..
سوف تتفهم كلوديا ذلك بالتأكيد .. لقد كان رحيل زوجها السابق صدمه كبيره وهي لن تتحمل
صدمة اخرى بكلوديا مهما حدث .. سوف تتمنى ان تسير الامور على خير ما يرام
خرجت الى الشرفه لترى ان المطر بدأ بالهطول .. لقد كانت زخات المطر بارده جداً وكان
نزولها على جسد روزا مميت .. فهي تكره المطر .. تكرهه منذ ذالك اليوم اللذي فارقت فيه زوجها
كلما امطرت كانت هي تتذكر ذالك اليوم اليائس اللذي حطم عالمها كله
ذاك كان بداية النهايه .. ولاكن الأن الامر مختلف بالنسبه لها .. سوف تنسى ..
سيغسل هذا المطر كل شيئ مرت به سابقاً .. سيمحي كل العذاب اللذي قاسته
سوف يمحي ذكرياتها عن ذلك المجرم اللذي عشقته ..
وفي حياتها القادمه لن تفكر بشيئ من ماضيها البائس وسترمي كل ما مرت به في هذا الفضاء الواسع
فهو يستطيع حمله دون ان يتعذب بعكسها هي ...
عادت الى سريرها وهي مبلله كلياً وارتمت في احضانه ودموعها تتشابك مع قطرات المطر اللتي غسلت وجهها
قالت وهي تدفن رأسها في الوساده اللتي تبللت كلياً
- هذا أخر يوماً سأبكي فيه عليك .. لن اتذكرك بعد الأن مهما حدث .. ارجوك لا تعد لأحلامي .. وكف عن تعذيبي ..
نامت بعد هذا كله ودموعها تبلل وسادتها ..
دخلت اشعت الشمس لتزعج نوم كلوديا اللتي وضعة الوساده على عينيها
وحاولت عدم الاستيقاض ..
ابعدت بعد ذلك الوساده قليلا لترى ان الساعه قد تجاوزة السابعه
اي انها تأخرت على موعد استيقاضها المعتاد
فقفزت بسرعه من على السرير ودخلت الحمام .. ارتدت ملابسها بسرعه
بعد ذلك ورفعت شعرها الاسود بأهمال ثم خرجة بسرعه لتجد ان امها لم تستيقض بعد
ولم يجهز الفطور .. لقد كانت متأخره بما فيه الكفايه وان اكلت لن تستطيع اللحاق بالحافله
لهذا سوف تستغني اليوم عن الفطور ..
جرت نحو موقف الحافله ولحسن حضها ان الحافله كانت ستسير لو انها لم تؤشر لها بالتوقف..
ركبت بسرعه وبحثت عن مقعد فارغ فوجدت ان صديقتها سارة قد حجزت لها واحداً
جلست بجوار صديقتها وهي تلتقط انفاسها بصعوبه
- لقد ضننت انكِ لن تأتي اليوم
- نسيت تشغيل المنبه وامي لم توقضني ايضاً ..
- أأه .. حسناً جيد انك لحقتي بنا في اخر المطاف
تحدثتا كثيراً ولاكن كلوديا لم تخبر ساره بموضوع انتقالهما ولا بترك امها للعمل
مع ان العادة تقتضي ان تقول كلوديا كل ما يحدث معها لساره مهما كان صغيراً
وصلتا اخيراُ للمدرسه وبدأت كلوديا يوماً دراسياً ممللاً كما تسميه دائماً ..
انتهت الحصص الثلاث الاولى وكانت كلوديا تشعر بالجوع الشديد
فهي لم تأكل شياً هذا الصباح ..
الان وقت الطعام سوف تذهب مع صديقتاها فيفيان وساره لمطعم الجامعه
ففي ثانويتهم ليس هناك مطعم ويسمح للطلاب لهذا السبب بشراء الغداء من الجامعه
لم تعرف كلوديا لماذا ولاكنها سحبت الرساله خفيه عن صديقتاها وخبأتها في جيب سترتها
عند ذهابهم للجامعه ..
لقد كان قلب كلوديا يدق بشده كلما اقتربو من الجامعه ..السبب في ذلك ان
ادوارد يدرس في هذي الجامعه .. انه في السنه الاخيره وتخصصه هو التجاره
لا عجب في هذا فـ هو ايضاً يعمل في شركة والده وان كانت الشائعات صحيحه
فـ هو مدير لشركه ما .. انه رائع .. كلما فكرة فيه تجد نفسها تبتسم بغباء وهذا الامر يحرجها جداً
لقد اعجبت به منذ اول مره رأت فيها .. انه وسيم للغايه بل يكاد يكون اوسم رجل رأته كلوديا في حياتها
لقد استغربت في ما مضى انه في السادسه والعشرون من عمره وهو في السنه الثالثه في الجامعه
بينما يقول الجميع انه الاكثر تفوقاً في فصله على الاطلاق ولم تترك الامر يمر هكذا بل سألت
حتى عرفت انه ترك بعد اول سنه جامعه له وغاب ثلاث سنوات حيث كان يعمل مع والده
وعاد ليكمل ما تبقى له منذ ثلاث سنوات ..
انه كبير بعض الشيئ .. وتصرفاته تجعل منه اكبر مما هو عليه .. فـ كلوديا لم تره ابداً يبتسم
ولم تره ايضاُ يتكلم كما يتكلم الشبان عادتًاًُ .. انه جامد وغير مبالي دائماً .. وفوق كل هذا
هو متغطرس لابعد الحدود .. ولاكنها تقول لصديقاتها دائماً ان من حقه ان يتكبر ويكون مغروراً فـ هو الافضل في كل شيئ ..
وصلتا للجامعه ودخلتا مباشرتاً للمطع حيث كان هناك طلاب كثيـرون جداً ..
ذهبة ساره لتطلب لهن ثلاث وجبات بينما راحت فيفيان وكلوديا يبحثان عن طاوله فارغه ..
عندما وجدا طاوله فارغه استأذنت كلوديا من فيفيان بالذهاب للحمام ..
ذهبت للحمام وهي تبحث بنظرها عن ادوارد علها تلمحه من بعيد ولاكنها لم تجده ..
- يبدو انه ليس هنا ..
هذا ما قالته عندما دخلت للحمام ..عند خروجها من الحمام كانت تضع يدها في جيبها وهي تمسك
بالظرف اللذي يحوي كل حماقتها وتهورها .. سارت خطوتان قبل ان تتوقف وهي تنظر له ..
انه هناك امامها بالضبط .. يستند على الحائط وبيده كتاب يقرأه..
كانت ملامح وجههِ هادئه جداً .. لم تره بهذا الشكل من قبل
لقد كان قلبها يدق الى درجة انها شعرت به يخرج من بين ضلوعها ..
امسكت الرساله بقوه وخافت من تفكيرها المتهور ..
هل ستعطي هذا الرجل الرساله ..يجب ان تتأكد .. فـ هو لا ينتمي الى هذا الجو ولا الى عالمها الصغير
هو مخيف بالنسبه لها .. سيكون افضل لو احبته من بعيد .. هذا ما فكرت به قبل ان تجر نفسها
لتتقدم نحوه .. كانت تشعر بخدر في اطرافها وبمغص وتحاول السيطره على نفسها كي لا ترتعش..
ايقنت انها ان فوتت هذي الفرصه ستندم كثيراً .. لهذ السبب تقدمت نحوه
لم يرفع نضره لها حتى وصلت واصبحت امامه مباشره ..
عندها فقط رفع نظره وليته لم يرفع .. كانت نظرته في بادء الامر عدائيه وبعدها انقلبت الى
عدم اهتمام .. حاولت اخراج الرساله بصعوبه ومدتها له
لم تقل كلمة واحده .. لقد حاولت ولاكنها كانت تحرك شفتاها فقط ولم يخرج صوتها ابدا
نظر شضراً للرساله الممدوده امامه ورفع عيناه لينظر لها بأنزعاج
هي الان حقاً خائفا .. ماهذي النظرات العدائيه .. لما يتصرف بهذي الطريقه
فليأخذ الرساله وينهي الامر .. ماباله .. لقد بدى الامر يصبح اصعب .. احست ان هذي الثوان كأنها ساعات
كانت نظراتها نحوه متوسله وكأنها تطلب منه ان يأخذ الرساله وينهي الأمر ..
ولاكن شيأ مماا ارادته لم يحدث ..
طال الامر بها حتى قفزت للخلف متفاجأ عندما ضرب ادوارد الرساله بعنف ليسقطها على الارض ..
بقيت صامته وهي تنظر للرساله الملقاه وبدت الدموع تتدفق بغزاره الى عيناها
يتبــع ..

الجزء الثــانيــ ..

كانت نظراتها نحوه متوسلة وكأنها تطلب منه أن يأخذ الرسالة وينهي الأمر ..
ولأكن شيء مما إرادته لم يحدث ..
طال الأمر فيها حتى قفزت للخلف متفاجئه عندما ضرب ادوارد الرسالة بعنف ليسقطها على الأرض ..
بقيت صامته وهي تنظر للرسالة الملقاة وبدت الدموع تتدفق بغزاره إلى عينيها
كان هناك مجموعه من الطلاب اللذين انتبهوا للوضع ويقو يتفرجون على
ما يحدث باستغراب .. هذا كان أسوا كابوس يمكن أن تكون كلوديا تخيلت حدوثه .. الطلاب المتفرجون في ازدياد
وهي ألان لا تستطيع التفكير بشيء .. لقد توقف عقلها عن التفكير
هذا شعور مروع .. لم تنظر لأحد من الطلبة ولم ترفع نظرها أيضا لإدوارد ..
ملأت الدموع عيناها وحجبت الرؤية عنها .. تريد الخروج من هذا الوضع بسرعة
استطاعت توقع أي شيء من ادوارد إلا أن يكون بهذي الحقارة
هل يحاول إذلالها .. لماذا ..؟ هو لا يعرفها أصلا .. هي لم تحاول التكلم معه من قبل حتى ..
لم تزعجه ولم تقترب منه من قبل .. لما إذن ..
أفاقت من تفكيرها عندما شعرت بهي يضع الرسالة في يدها ..
رفعت عيناها الدامعتين له وهي مصدومة .. نظر لها قليلا قبل أن يستدير ليذهب وهو يقول بنبره خاليا من اي شيئ
- توقفي عن إرسال هذي التفاهات .. لقد بدأت تزعجني حقاً..!
تفاهات ..؟ بقيت ألكلمه ترن في أذنها ..ما هذا الجحيم .. نظرت له وهو يسير مبتعد حتى وصل لأخر الممر واختفى بين الطلاب ..
هي ألان تريد العودة للبيت .. لغرفتها .. لا شيء أخر.. ولأكن هذا صعب
لن تستدير لتنظر للطلاب المجتمعين خلفها ..لن تتحمل نضرتهم .. لماذا يجب أن يحدث هذا لها
هي لم تفعل شيء يستحق كل هذا .. هل الاعتراف بالمشاعر جريمة .. كان يستطيع رفض الرسالة
بدون هذا كله ..
أجفلت حين شعرت بيد على كتفها فاستدارت بسرعة لتلتقي بنضرة شفقه على حالها
وكان يبدو على الفتاة أللتي أمسكتها أنها تريد المساعدة ولأكن كلوديا لم تترك لها مجال .. استدارت
بسرعة لتهرب من عيون الطلاب أللتي كانت مسمره عليها ..
عندما وصلت لباب ألجامعه الخارجي توقفت لتلتقط أنفاسها وهي تفكر لو أنها تعود كي لا يقلقا سارة و فيفيان عليها ولأكنها لن تستطيع .. لا يمكنها الكفاف عن البكاء .. أكملت طريقها نحو الثانوية
وكان الجميع ينظر نحوها .. مسحت دموعها عند باب الثانوية وحاولت التقاط أنفاسها علها تستعيد بعضاً
من هدوئها .. دخلت متجهه نحو فصلها وهي تنظر للأسفل طوال الوقت ولم تتجرأ على رفع عينيها ابدآ .. انتشلت حقيبتها بسرعة وهرولت نحو الخارج ..
شعرت بالأمان عندما أصبحت بعيده قليلا عن ألجامعه والثانوية .. كان الأمر مروعاً برمته وهي لن تستطيع إكمال اليوم في المدرسة ابدآ .. الآن سينتشر الخبر بسرعة
والجميع سوف يعلم .. هذا سيئ جداً .. سوف يسحرون منها بالتأكيد غداً .. عادت الدموع لتملأ عينيها بعد تفكيرها بوضعها الحالي ..
بقيت تسير في الخارج وهي لا تعرف إلى أين تذهب .. لن تستطيع العودة للبيت سوف يدفع هذا أمها للاستغراب والتساؤل عن سبب عودتها مبكراً .. وان عادة ألان
لن تستطيع إخفاء دموعها وصدمتها عن أمها .. يجب أن تهدئ قبل آن تعود للبيت .. ضلت تسير قليلا قبل أن تجلس على كرسي في إحدى الحدائق ألعامه ..
كان هناك الكثير من الأطفال اللذين يلعبون ويمرحون وصرخاتهم تملأ المكان .. بعضهم كان يلعب ويضحك والبعض الأخر كان يتذمر من أشياء تافهة جداً ..
ولأكن هذي هي الطفولة .. ليتها تعود طفله ولا تفكر بما سيحدث غداً .. رفعة رأسها وهي تحدق للسماء الصافية وكانت تشعر بتعب شديد من شدة البكاء والجري في ممرات المدرسة ..
- كل هذا حدث بسببي .. كان يجب أن أفكر قبل أن أخطو هذي الخطوة الحمقاء .. حسنا أعلن إنني حقاً فتاة غبية
ولأكن ألان يجب أن أهدئ واكف عن الدموع ..
كانت تحدث نفسها ولأكن بصوت غير مسموع وبدأت تمسح دموعها وهي تقف كي تعاود السير لمحطة الحافلات ..
وصلت أخيرا للمحطة ولأكن مع ذلك فهناك نصف ساعة متبقية على وصول الحافلة لذا جلست على مقعد الانتظار وعاودها التفكير بموضوع الرسالة ..
تذكرت فجئ كلام إدوارد لها (( كفي عن إرسال هذي التفا هات )) بحق الجحيم ماذا كان يقصد
أنها أول تفاهة ترسلها له .. لما يقول لها كفي وفوق كل هذا قال أن الأمر بدا يزعجه ..
كيف بدأ الأمر يزعجه وهي لم تقل له شيء من قبل .. انه إنسان مريض .. يحرجها ويجرحها بتلك ألطريقه لمجرد رسالة ..
كان يستطيع رفضها بكل سهوله .. الأمر سوف يجرحها بالطبع ولأكن على الأقل ليس ما فعله ألان ..
بدا الأمر صعب من ناحية أخرى أيضا .. ماذا سيقولون عنها غداً .. وبالتحديد لين الحقيرة ماذا سوف تنشر من إشاعات .. لن تكتفي بما حدث فقط
سوف تحاول جعلي سخريه لباقي العام مهما حدث ولاكني لن اترك لها ألفرصه .. تلك البائسة ..
استندت على الحائط وهي تفكر كيف ستوقف لين عند حدها وغفت بدون أن تشعر ..
كانت بين النوم وال يقضه عندما شعرت بيد تلمسها وتوقظها .. وقفة بسرعة وأسقطت حقيبتها من شدت الفزع .
نضرت حولها لتجد ثلاث فتيات ينضرن لها بسخرية ..
-ماذا هناك ..؟
قالت كلوديا بعدائيه واضحة ..
يبدو أن هذي الشقراء الجميلة أللتي تقف وسط الفتاتان هي من لمستها ويبدو أنها ليست جيده أيضا ..
نضرت الفتاة الشقراء لكلوديا باشمئزاز من رأسها حتى قدميها وابتسمت ابتسامه شيطانيه
- يبدو أن مراهقتنا الصغيرة ما تزل مصدومة من ردت فعل فارسها .. هل تعرفين انك حقاً حمقاء ولأكن جريئة جداً أيضا
بدا صوت الشقراء بالعلو شيء فشيء ..
- كيف استطعت تخيل أن ادوارد يمكن أن يقبل اعتراف حقير منك ..
علت بعد هذا ضحكه بشعة جدا من فمها أللذي كان جميلاُ عندما كانت صامته ..
وضحكن رفيقتيها معها أيضا .. الأمر ألان يبدو غريباً جدا بالنسبة لكلوديا ولأكن لما تقول هذي الفتاة هذي الكلمات الجارحة
بقيت كلوديا تنضر لهن باستغراب علها تتعرف على واحده .. ولأكن هذا لم يحدث هي لا تعرف الفتيات هؤلاء ويبدو أيضا إنهن اكبر منها سننا
لماذا يسخرونه منها إذن .. ماذا فعلت لهن .. بدت الدموع تتدفق إلى عينيها ولأكنها حاولت السيطرة على نفسها وعدم البكاء إمامهن ..
صرخت بوجه الفتاة الشقراء بعصبيه
_ ماذا تريدين مني .. ولما أنتي فرحه جداً بما حدث ..؟
بقيت الشقراء تحدق فيها بحقد ولأكن كلوديا لم تتحمل أكثر فسارت مبتعدة عنهم حتى وصلها أخر ما قالت
الشقراء و أللذي جعلها كالحجر لا تستطيع الحراك ..
_ اسمعيني جيداً .. ادوارد خطيبي ولن اسمح لكي بالاقتراب منه مره أخرى
خطيبي .. خطيبي .. بقيت ألكلمه تتردد في إذنها..
جيد أنها كانت تعطيهم ظهرها فلم تستطع بذالك الشقراء ملاحظة ملامحها البائس ..
هذا ما فكرت بهي كلوديا وهي تحاول الابتعاد عن هذا المكان .. فكرت أن تقول شيء قبل ذهابها ولأكن
لم يخطر أي شيء ببالها .. فحملت حقيبتها وجرت مبتعدة عن كل شيء ..
ركضت مطولاً وهي تبكي بشده .. لم تعرف لماذا أحزنها جداً أن يكون لإدوارد خطيبه..
هل كانت تتوقع أن تكون بينهم قصت حب حقيقية .. هل يمكن أن تكون بهذا الحمق ..
توقفت بعد مسافة طويلة عن المحطة وقررت أن تذهب للبيت سيراُ فهي لن تعود إلى المحطة مهما حصل
ومهما كان فبيتها أصبح اقرب لها من المحطة بعد الطريق أللذي ركضت ..
وهي تسير نحو البيت كانت تفكر بخطيبة إدوارد وكم هي جميله .. أنها تبدو من طبقه راقيه وغنية جداً
مثل ادوارد بالضبط .. حسنا هم متشابهان في كل شيء ليس في المال فقط ..
يملكان نفس الأخلاق وعدم المبالاة لمشاعر الآخرين .. سيكونان مناسبان جداً ..
أحزنها التفكير بهم على إنهما ثنائي جداً وبدت تمسح دموعها أللتي لم تتوقف ..
ولأكنها لن تكون حمقاء مره أخرى .. وحتى لو أرادت ذلك فإدوارد لن يترك فتاته الجميلة الغنية تلك
ليلتفت لها .. هي الحمقاء أللتي لا تعرف شيء من هذي الدنيا ..
وصلت أخيرا للبيت بعد عناءٍ طويل مع دموعها وتفكيرها المتعب .. وقفت أمام الباب لتمسح وجهها جيداُ
ودخلت بعد ذالك المنزل ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات