بارت من

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -18

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي - غرام

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -18

في كل مكان .. قررت ان تتحدث وتوقفه الان .. الان سوف تنهي الموضوع وللأبد ..
بدء هو الحديث مجددا – لقد كان ذلك منذ ثمانية عشر سنه ..
قطعت عليه حديثه وهي مصدومه – لا يمكن ان تقصد انه كان علي ان انسى واعذرك .. لا يمكنك ان تكون بهذي
الانانيه ..
نظرتها الان طعنته لم يستطع ان يقول شيء اخر .. عرف انه كان طوال حياته اناني ورغم عشقه لها
فهو دائما يفكر بأشياء تافهه قبل ان يفكر بها .. يعرف انه عندما خرج من السجن و سافر كي يبدأ حياة جديده لا يعرفه فيها
احد سوى على انه رجل اعمال كان اكبر انانيه قام بها في حياته .. في وقتها كان يعطي نفسه اعذارا وهو يحاول
الاقتناع بان هذا من اجلهم .. ولكن هو يعرف ان هذا كان حماقه منه .. المال لم يكن يوما مركز اهتمام روزا وكما يبدو
فأن ابنتها تشبهها في كل شيء .. كل شيء داخلي ..
_ انت اناني
قطعت عليه الان روزا حبل افكاره فأستدار لها ..
اكملت بهدوء – لقد كنت عمرك كله اناني .. منذ ان تعرفنا على بعضنا .. منذ ان حطمتني عندما كنت صغيره
لم تفكر كيف ساعيش بعد ان تخلت عائلتي عني ولكن كل ما كان يهمك هو ان تتزوج بي .. ان تحصل علي
ولم اعد متأكده ان كان دافعك في ذلك الوقت الحب ام شيء اخر .. كنت داخل عالم المخدرات والمهربين
والمجرمين وهذا كله لم يمنعك من تعليق فتاة عرفته بأنها حمقاء واستمرارك في جعلها لا تستطيع العيش بدونك ..
اقحمتني في عالم لم اتخيل نفسي سأسمع عنه في حياتي .. جعلتني اعمل اكثر الاعمال ذله ومهانه فقط لكي لا تشعر
ابنتي بالنقص .. بعد كل هذا تخرج من السجن لتختفي لأربع سنوات كي تأمن حياتك .. يجب ان تعرف ان هذا فقط ما اذكره
خلال هذي السنوات .. تعود بعد كل هذا لتقول اسف .. وكأنك تسخر مني ..
قال بعد صمتٍ دام دقائق طويله احست به روزا بحقد نحو هذا الرجل الجالس بقربها بعد ان تذكرت كل المآسي التي قدمها
لها .. ومع جميع تلك المآسي كان حبه لم يفارقها ليزيد من عذابها .. ولكن هذا يجب ان يتوقف الان
يجب ان تعترف لنفسها ان كل ما حدث سابقا كان اخطاء يجب اصلاحها الان ..
سأل بتخوف وهو يشعل سيجاره جديده – هل تعرف كلوديا بهذا ..؟
قالت وهي تحاول ان تبدو ساخره – اهنئك .. هل بدأت تشعر بالخوف على مشاعر الطفله اللتي لم تسأل عنها طوال حياتك
_ لا تعذبيني اكثر
قال وهو يصرخ بوجهها فلم تقل شيء .. هي تعرف انه رغم كل ما يفعله فهو يحبها ..
انه شخص لا يستطيع ان يكون سوى هكذا .. يريد كل شيء ولكن هو ليس مستعد عن التنازل لأصغر الامور اهميه
في حياته .. وهذا ما لا يمكن لأحد ان يتحمله مهما كان حجم الحب الذي يحمله له ..
قالت بعد هذا وهي تفتح باب السياره – تعرف فقط بانك كنت في السجن .. هذا ما لم استطع اخفائه عنها ..
لم استطع ان اقول لها ان والدك كان مهرب مخدرات ومجرم
_ تعرفين انني تركت تهريب المخدرات بعد ان تعرف عليك
صرخ بوجهها فصرخت هي وهي ما تزل ممسكه بباب السياره – واعرف ايضا انك لم تترك شلة المجرمين تلك حتى بعد
تركك للتهريب .. اعرف ايضا انك قتلت احدهم فقط لانه هددك بان يبلغ عنك ..
لم يعد يستطيع ان يهاجمها .. لم تعد تلك الفتاة التي يذكرها بل اصبحت عنيده .. اصبحت امرأه ناضجه
تعرف كيف تدافع عن حقها .. نظر لها بأبتسامه معذبه وقال – لقد كبرتي .... صغيرتي
شعرت الان انها عادت ثمانيه عشر سنه للخلف .. انها نظرته تلك التي كانت تعشقها في السابق ..
عندما يناديها بصغيرتي .. لم تعد تستطيع تحمل هذا ..
_ ارجوك جورج .. اترك انانيتك ولو لمره واحده وفكر في غيرك .. دعني .. اتركنا انا وكلوديا وابتعد عنا ..
عرفت انها الان حطمته كليا ولكن لم يكن امامها الا هذا .. خرجت من السياره ولم يحاول ايقافها او ان يقول لها شيء ..
لم تستدر .. عادت لها تلك الليله التي تركها فيها وذهب .. لم تعرف هل يجب ان تكون الان قد
انتقمت لهجرها ام ان العذاب هذا هو نفسه الذي قاسته في ذلك اليوم ..
عادت للمطعم وعرفت انها تأخرت كثيرا ..


شعرت كلوديا بان مزاج كلارا متغير .. انها تبدو منزعجه وتحاول ان تضهر مرحه بدون جدوى ..
لقد اتفقت مع جدت كلارا على راتب جيد جدا واوقات العمل ايضا .. افهمتها انها ليست ثابته ولكن في الوقت الحاضر
ما افقتها عليه سيسير .. وان تغير شيء ستعلمها قبل فتره .. كانت خائفه جدا من العوده للمنزل ومقابلة
والدتها بعد ان اتفقت مع العجوز على كل شيء ..
ولكنها كانت تحاول ان تترك تلك اللحضه لوقتها .. ذهبت السيده ماريا جدة كلارا فكما قالت حان وقت راحتها ..
بقيت كلوديا وكلارا في الغرفه وكان الصمت هو سيد المكان ..
لم يكن لدى كلوديا ما تقوله .. شعرت ان الجو مشحون قليلا .. وقفت بعد هذا كلارا محاوله الحديث بمرح
_ ما رأيك ان نخرج .. نذهب لمكان لنأكل اشعر بالجوع ماذا عنكِ ..
ابتسمت كلوديا – كما تشائين ..
تنهدت – الا يعجبك الامر ..؟
قالت بحزن فقالت كلوديا بسرعه – بالطبع يعجبني .. انا ايضا اشعر بالجوع لنخرج ..
انتظرت كلوديا في الرده بينما ذهبت كلارا لتغير ملابسها ..
خرجت بعد هذا بعد ان ارتدت معطفها اذ انها شعرت بالحر .. كان الجو في الخارج جميل جدا
ويشعر بالراحه .. بالاخص منظر الثلج الذي يصفي القلب تماما .. سمعت كلارا عندما فتحت الباب فأستدارت لها
ابتسمت كلارا لها وسارت امامها نحو السياره .. شعرت كلوديا ان هذي المره الوضع بينها وبين كلارا
غريب فهي لم تخجل يوما منها هكذا ولم ترتبك عند تعاملها معها ولكن كلارا تبدو اليوم طفله.. انها منزعجه من شيء
ولكن لا تريد ان يرى احد ذلك .. فكرت انه ربما حدث بينها وبين ادوارد مشكله .. ازاحتهم عن فكرها وركبت سيارت كلارا
اللتي ابهرتها .. لونها احمر قاني وكأنها خرجت للتو من الصيانه ..
اشعلت اغنيه عندما حركت السياره ففهمت كلوديا انها لا تريد ان تتحدث ..
سألت بخوف – هل يعرف ادوارد انني لن اذهب معه ..
يبدو ان هذا السؤال كان ما حطم كل شيء .. امتدت يد كلارا لتطفئ الاغنيه وقالت بتمتمه ..
_ نعم .. لقد قلت له انني سوف اوصلك ..
حاولت كلوديا ان تبتسم .. شعرت الان ان اسم ادوارد يسبب لها مزاج سيء .. هم بالتأكيد متشاجران ..
ولكن حصل ما لم تتوقع حدوثه كلوديا .. لم تكن مستعده لهذا ابدا ..
_ هل تحملين شيء تجاه ادوارد ..؟
سألت كلارا بينما تمثل دور اللامباليه وكأنها تسأل كلوديا عن اللون المفضل لديها .. بينما شعرت كلوديا
بصوتها يرتجف وهي تحاول ان تجعل نفسها طبيعي ..
يبدو ان المسأله سوف تكون صعبه ان كانتها كلتيهما متوترتين .. قررت كلوديا ان تحسم الامر الان
لن تعذب كلارا اكثر ولن تعذب نفسها .. سوف تكذب وتُخرج نفسها من هذي المسأله نهائيا ..
_ ربما لان امي مشغوله جدا في العمل وليس لدي احد فأدوارد يساعدني كثيرا في هذي الايام ...
انا اسفه ان كان هذا يزعجك لم اعرف هذا ..
_ هل يساعدك فقط لهذا
كانت كلوديا تشعر بالشفقه عليها .. هل ستبقى هكذا دائما .. غير واثقه من مشاعر ادوارد
انها حقا فتاة مسكينه ..
_ نعم لهذا فقط .. ربما امي او السيده كاميليا اصلا من طلب منه هذا ..
ولكن ليس هناك شيء .. لا تفسدي مزاجك لشيء لا يستحق فبوجود فتاة جميله مثلك معه
لا اعتقد ان ادوارد سوف يفكر بسواك ..
ابتسمت لها كلوديا مطمئنه وهي تشعر بانها تريد ان تبكي على حالها .. يبدو ان السنين هذي جعلتها
تكبر كثيرا حتى اصبحت تبدو عجوز تعطي نصائح للشابات وتطمئنهن بينما هي ليست قادره على حسم
مشاعرها التي تسبب لها كل هذي المشاكل والعذاب في حياتها ..
_ لقد ازعجته اليوم .. اريد ان اذهب لأعتذر منه
قالت هذا بصوت منخفض وصوتها بدى مختلف .. يبدو ان كلام كلوديا كان مقنعا جدا ..
_ اريد ان اعود للمنزل ..
قالت كلوديا هذا وهي تشعر انها اصبحت مزعجه لهذي العاشقه اللتي تريد ان تذهب لحبيبها ..
لو كانت هي كلوديا القديمه لكانت حاولت بشتى الطرق منع لقائهم ولكنها الان تريد ان تتعذب
وان تنهار ولكن في النهايه هي تريد ان تنسى .. متى تصل الى النهايه وتنساه ..
متى يخرج من حياتها وتصبح حره ..
حاولت كلارا ان تتأسف وتعدل رايها كي يذهبون اولا للغداء وبعدها هي تذهب للقاء ادوارد
ولكن هذا لم يكن مجدي ..
_ ارجوك ليس الامر هكذا .. ولكن لدي ما يجب ان اخبر امي عنه ..
_ اه ان كان الامر هكذا اذن لا بأس ..
اعادتها لمنزلها ..
_ ارجوك سامحيني لما قلته سابقا .. لقد كنت حمقاء ولكني كنت اغار
ابتسمت كلوديا لبرائت هذي الفتاة التي شعرت بانها تشبهها بصراحتها ..
_ لا عليك .. قولي لي ما تشائين .. لن اغضب منكِ ..
ابتسمت كلارا لها وحركت السياره ..
عادت كلوديا للمنزل وهي تبتسم بسخريه لأحداث اليوم التي بدت لها كوميديه جدا ..
لو ان ادوارد يسمع تلك الحماقات التي تفوهت بها للتو ..
ربما سيموت من الضحك .. هزت رأسها – ليس هناك شيء اخر افكر به سواك ..
قالت بصوت خفيض جدا لنفسها وهي تسير بأتجاه المنزل ..
فتحت الباب وخلعت معطفها وهي مكتئبه جدا .. لقد حصلت على مكان عمل جيد
معاملت ادوارد لها اصبحت جيده ووالدتها تعمل ويملكون منزل .. لماذا اذن هذا الاكتئاب كله ..
سوف تتفاهم مع والدتها هي متأكده من هذا ولكنها تعرف ما يجعل قلبها مقبوض هكذا ..
انه ادوارد الذي بدأ يضهر لها في كل مكان .. الذي تشعر به الان اكثر من اي وقت مضى
هي تشعر بتطور مشاعرها تجاهه بسرعه لا تصدق .. باتت لا تشعر كما كانت سابقا والالم الان مختلف ..
الامر الان اصعب بكثير مما كان عليه .. لا تذكر انها تذكرت ايفان في هذان اليومان كثيرا ..
بينما ادوارد لا تتذكر ان كانت قد نسيته للحضه ام لا .. رمت نفسها على السرير وهي تنظر لسقف الغرفه ..
_ هل سياتي يوم انساك فيه ..
رن هاتفها فأفزعها .. وقفت بسرعه وتحركت للصاله كي تحضره ..
رأت الرقم فشعرت بالاحراج .. كان ايفان المتصل كانت يدها في طريقها للضغط على الزر عندما فتحت والدتها
الباب .. لم تستطع ان تجيب الان .. اقفلت الهاتف كله واستدارت لتنظر لوالدتها ..
كانت روزا تبدو منزعجه جدا وحزينه فلم تعرف هل الوقت مناسب لعرض موضوعها ..
رمت روزا بنفسها على الاريكه ورما حقيبتها عنها لترتاح قليلا ..
نظرت بعد هذا لكلوديا التي كانت تنتظر منها اي شيء تقوله ..
_ ماذا ..؟
سألت وكأن الصباح لم يحدث بينهم شيء فجلست بقربها وتحدثت بهدوء
_ هل يمكن ان اتحدث ..؟
_ ان كان عن موضوع العمل .. لا
_ امي .. لماذا تفعلين هذا .. انها الاجازه ما المشكله ان جربت ان اعمل
استدارت لتنظر لها – هل ينقصك شيء ؟؟
_ اشعر باني عبء عليك ..
_ ماذا ..؟
صدم هذا روزا – ماهذي التفاهات ..
_ انه عمل لدى جدة كلارا .. كاتبه على الحاسوب
استدارت لتنظر لها كي تستوعب ما قالته ..
شعرت بالراحه بعد ان سمعت ان العمل لدى جدة كلارا خطيبة ادوارد ..
لم تعرف ما تقول ولكن ربما كان هذا سيجعل كلوديا تشعر بالتعب وتكف
عن الحاحها المتواصل عن العمل الجزئي
فقالت – افعلي ما تشائين ..
وسارت نحو الغرفه فصرخت كلوديا بفرح – حقا .. هل انتي موافقه ..؟
لم تجبها بل دخلت للحمام فتركتها كلوديا كي تهدئ ..
مرت الايام بهدوء .. كانت تمر على كلوديا بهدوء .. لقد كان ادوارد يأتي في بعض الاحيان عند انتهاء
عملها ليرى خطيبته ويأخذها معه للمنزل قبل ان يعود للشركه .. يبدو ان لديه في هذا الوقت
استراحه لذى هو ياتي ليرى كلارا .. عندما تشعر ان ادوارد يتعامل مع كلارا بعاطفيه
او يفعل شيء يبدي حبه لها تكرهه كلارا وتكرهه هذا المنزل الذي يلتقيان فيه .. تشعر بألم
شديد يجعلها تتمنى ان يختفي ادوارد عن الارض فقط كي لا تراه كلارا .. لقد اصبحت غيرتها من كلارا
لا تطاق وتتعبها جداً .. تمثيلها بأنها غير مباليه به اصبح يثقل عليها جداً ..
عندما كان يعيدها للبيت لم يكونا يتحدثان كثيرا .. كلمتان تكونان احيانا تحيه عند الدخول والوداع فقط ..
كانت تريد ان تطلب منه ان يكف عن توصيلها ولكنها لا تريد ان تكشف له كم يؤذيها رؤيته مع كلارا
وكم يجرحها بحضوره للقائها ..
بعد ان يوصلها اصبحت لديها عاده ان تبكي قبل مجيء والدتها .. الامر اشعرها بالراحه ..
والدها لم يعد يرسل لها منذ فتره .. هل تعب منها لانها لم تجبه .. لقد اشتاقت لرسائله التي تشعرها بان
هناك من يهتم بأمرها غير والدتها .. كانت رسائله تبعث بعض الفرح في نفسها ..
هي لم تشعر بيوم ببغض لوالدها بل كانت دائما تفكر لو كان معها كيف سيكون تعامله ..
وبعد ان عاد احست ببعض الفرح لو لا ان تصرفه مع والدتها ضهر لما كان لديها مشكله معه ..
اتصلت بأيفان بعد مده من بدأها العمل .. شعرت انها وقحه بتركه كل هذي المده وهو الذي
يحاول الاتصال بها يوميا وارسال الرسائل لها ليخبرها بانها تستطيع ان تجيب كما تشاء ولكن لا تقطعه ..
تشجعت واتصلت به .. لم يرن الهاتف سوى مره فأجاب بسرعه – كلوديا ..
كان صوته دافئ جدا كما عهدته عندما يتحدث معها ولكنها لم تستطع ان تتصور ان يكون ايفان هو شريكها المستقبلي ..
حتى ان كان ذلك بعد مده لانها مازالت صغيره الان ولكن كلما فكرت به كان ادوارد يحطم كل شيء ليقتحم مخيلتها
عنوه .. فيجبرها على ترك ايفان لتفكر به فقط ..
_ نعم .. انا اسفه ايفـ..
لم يتركها تكمل بل قال بهدوء – لا تعتذري .. قلت لك لديك الوقت لتفكري ولكني لم اقل ان تقطعي علاقتك بي حتى تصلي لجواب
_ انا اسفه .. لم اعرف ما اقول ولا اعرف الان ايضا ..
_ لا داعي لان تعرفي .. لقد قلت لك انني لست مستعجل ولكن لا تجعليني اشتاق لك هكذا ..
لا تريد هذا .. لا تستطيع ان تسمع هذا الكلام منه فهي تشعر بانه ليس في مكانه .. هي لا تشعر بشيء عندما يقول
هذا لها .. كم هي حقيره .. لم تستطع ان تقول له هذا ولم تستطع ان ترفضه الان ..
ربما لانها تحتاج ان يكون معها الان او ربما لانه اشعرها بانه يحتاجها فعلا ولم يشعرها احد من قبل بهذا ..
فهم انها خجلت فقال لها – هل نستطيع ان نخرج اليوم ..؟
_ لا اعتقد ذلك .. لدي عمل
_ عمل ..؟ اليس لديك الان عطله ..؟
_ بلا .. ولكني اعمل
_ تعملين ..؟ اين ومتى بدئتي .. لما لم تخبريني
_ حسنا اعمل لدى جدة كلارا .. هل تعرفها ..؟
_ ااه السيده ماريا .. بالبطع اعرفها .. لقد مثلت في السابق عمل من تأليفها .. هل تعملين لديها ككاتبه ..؟
_ نعم .. كيف عرفت
_ اعرف انها كانت تبحث منذ مده عن فتاة تعمل لديها .. كيف هو العمل ..؟
_ جيد .. ليس صعب ولكنه متعب اذ ان الجلسه طوال اليوم وراء الحاسوب تحطيم للضهر
ضحك – بالطبع هو كذلك .. متى يوم اجازتك ..
عرفت انه سوف يطلب منها الخروج وهي لن تستطيع سوى ان توافق .. ليس لديها سبب للرفض

_ يوم السبت

_ واليوم الاربعاء .. هل يناسبك اذن ..
ابتسمت لأنه تحدث وعرف انها خمنت ما يريد فقالت – نعم يناسبني ..
_ الى اين تريدين ان تذهبي ..؟
فكرت قليلا .. كانت تريد ان تقول له كما تشاء ولكن خطر ببالها فكره فقالت بسرعه – فلم
_ ماذا ..؟
قالت بسرعه – اقصد السينما .. اريد ان ارى فلم في السينما
_ لقد مللت الافلام .. اليس لديك مكان افضل
قالت بعناد – لا
ضحك عليها وقال – كما تشائين .. لانها اول مره تطلبين مني شيء لا استطيع سوى ان اوافق
تحدثا بعد هذا قليلا قبل ان تعتذر له بأنها يجب ان تذهب لتكمل عملها .. كان وقت استراحة السيده ماريا
وهي كانت تقف امام الشرفه تتحدث مع ايفان .. سمعت صوتا من خلفها فاستدارت بسرعه
_ مع من ستذهبين لليسنما ..؟
كانت كلارا .. لم تعرف ما تقول احرجها السؤال ولكنها قررت ان لا شيء بينها وبين ايفان حتى الان
اذن فخروجهم مع بعض بريئ للغايه .. – ايفان ..
_ ايفان ..؟ يبدو ان هذا الرجل معجب بك جدا ..
_ لماذا تقولين هذا ..؟
_ لقد سمعت انكم بدأتم مؤخرا بالخروج مع بعض اليس كذلك ..؟
ازعج هذا كلوديا فقالت بسرعه – خرجنا مع بعض ولكن ليس هناك شيء بيننا .. اننا اصدقاء فقط
_ هل تريدين ان تخفي عني .. انا صديقتك هل تضنين انني سوف انشر هذا
_ ان كنت على علاقه خاصه بأيفان لما كان سيمنعني الاعلام عن قولها
_ اذن فهي الشائعات فقط ..
ابتسمت لها كلوديا .. لقد عادت كلارا لأنزعاجها السابق من كلوديا .. كانت كلوديا
تشعر بهذا مع محاولت كلارا اخفائه الدائم .. لم تعرف السبب ولكن لم يكن لديها مزاج لتدخل
خلاف مع كلارا تعرف انها ستخسره ان طال ..
استأذنت منها بعد هذا لتعود للسيده ماريا التي نادتها ..
عندما دخلت الغرفه اخذت مقعدها المعتاد وانتظرت ان تملي عليها الكاتبه كي تكتب ..
كانت متحمسه الان لانها تريد ان تعرف ماذا سيحدث للبطل بعد ان ترك العصابه وقرر ان يعيش حياة
جيده من اجل من يحب .. لقد كانت تشعر بالتشويق من هذي القصه رغم طولها و التعب اللذي تشعر به وهي تكتبها
وتنتظر ان تتحرك الاحداث .. قالت السيده ماريا انها من مؤلفاتها اللتي ستصبح فلما سينمائيا ربما لذا
يجب ان يكون كل شيء فيها دقيق وكل حركه مفصله تماما ..
بدأت السيده ماريا بسرد الروايه – احضروه لرئيس العصايه وهو محمول من قبل اربع اشخاص اقوياء يرتدون ملابس سوداء
وكانو مسلحين بانواع كثيره من الاسلحه .. هناك كدمات واضحه على جسده ووجهه ويبدو انه تعرض لعذاب من قبل
هاؤلاء الرجال قبل ان يحضروه .. رفع بعد هذا زعيم العصابه مسدس ليطلق منه رصاصه اخترقت جسده الذي قد مزقوه
بسكاكينهم الحاده ..
توقفت كلوديا هنا عن الكتابه والتفتت للسيده ماريا مصدومه – هل سيموت برايان
كانت ملامحها توحي بالخوف عليه فأبتسمت العجوز لها وقالت – ان كنتي ستتأثرين هكذا فلن تكون مهمتك سهله معي
اخجل هذا الكلام كلوديا فقالت – لن اتوقف هكذا بعد الان .. انا اسفه .. ولكن هل سيموت ..؟
_ سنرى .. تابعي بصمت
قالت هذا فعرفت كلوديا انها تريد ان تكمل .. يبدو ان مخيلتها اليوم تجود بالكثير ..
اكملت وطال هذا الجزء هذي المره .. يبدو ان السيده ماريا اليوم لديها مزاج جيده للكتابه ولكن كلوديا بدأت تشعر بالتعب
عندما نظرت للساعه وجدت ان الوقت تأخر وسينتهي عملها بعد ساعه .. اذن ليس هناك استراحه ..
حركت عضلاتها قليلا واكملت الكتابه ..
كلارا كانت تقف امام النافذه تنظر للخارج .. الجو كان هادء ولقد بدأ الضلام في هذي الايام يأتي مبكرا
جدا لذى اصبحت السماء الان مضلمه .. كانت انوار حديقتهم تنير الثلج فتجعل من المنظر رائع .. لمحت سياره
ادوارد تدخل من البوابه الكبيره .. جرت نحو الباب وارتدت معطفها مسرعه وخرجت بسرعه كي تستقبله ..
عندما خرجت كان هو قد اصبح في الحديقه .. اقتربت منه لترحب به وهي مبتسمه – لقد اشتقت لك
_ الم اكن هنا بالأمس ..
قال هذا ببرود وكأنه لا يريد منها ان تشتاق له فقالت – حتى ان غبت عني ثواني فسأموت من الشوق ..
همست له يائسه – ادوارد انا احبك .. الا تستطيع ان تشعر بهذا
قال بهدوء وهو يسير نحو المنزل – اعرف هذا .. ولكن هل استطيع ان ادخل لان الجو بارد
لفت يدها على كتفه والتسقت به .. بعد ان دخلو للمنزل خلع ادوارد معطفه و دخل ليجلس في غرفة الضيوف ..
جلست بقربه وقالت – ادوارد اريد ان اخرج معك
استدار لها وقال – معي ..؟ الى اين
_ الى اي مكان .. نحن لم نخرج منذ وقت طويل ..
_ لدي عمل ولا استطي..
لم يكمل جملته كانت كلارا قد انتفضت وهبت واقفه من مكانها امامه لتصرخ
_ لماذا تأتي لها كل يوم اذن ان كنت مشغولا .. لماذا هي فقط تترك عملك لأجلها
لماذا تفعل هذا ادوارد ..؟
نظر لها وقال بدون مبالاه – ماهذا الحمق ..
_ انه ليس حمق
صرخت بوجهه فقال بسرعه – توقفي عن الصراخ في وجهي كلارا ..
_ لماذا تفعل هذا

جلست امامه على الارض وبدت تبكي فجلس على ركبته امامها وامسكها من كتفيها

_ ما بك ..؟
_ انت لا تشعر بي .. انك لا تراني ادوارد .. لماذا
_ ماهذي التفاهات الان .. انتي عاطفيه اكثر من اللازم
_ لماذا هي فقط من تهمك .. انا ايضا جميله .. انا احبك ادوارد وهي لا تحبك .. انها تحب ايفان فلما
كانت ستكمل لولا صوته الذي بدى قد حطم كل شيء حولها – توقفي
خفف نبرته الان بعد ان شعر بها ترتعش – توقفي .. كل هذي تفاهات .. ولكن ان كنتِ تريدين ان ننفصل فليس
لدي مشكله بهذا .. اعتقد انك تعرفين هذا
نظرت له بخوف عندما سمعت ما قاله وقالت بسرعه – لا .. لا ادوارد انا لا استطيع العيش بدونك ارجوك
_ اذن لماذا قمتي بهذي الدراما كلها ..
_ لأنني احبك .. واريد منك ان تشعر بي .. قليلا سيفي بالغرض ارجوك
قال بعد ان رفع وجهها لتنظر له وهو يمسح دموعها – تعرفين ان هذا مستحيل ..
كان يتحدث بهدوء وكأنه لا يشعر بما يقول .. وكأنه لا يشعر بالسكين اللتي غرزها بقلبها ببطئ
بأعترافه القاسي هذا .. لم تعد تقوى على الحراك وهي تنظر له ..
فُتح باب الغرفه بهدوء ودخلت كلوديا بابتسامه مشرقه ونادت – كلارا ..
اختفت ابتسامتها تلقائيا
رأت منظرهم امامها .. كان ادوارد يضع يده على وجهها ولاكن ملامح كلارا مخفيه عنها لانها
كانت تعطيها ضهرها .. لم تعرف انها تبكي ولم تهتم لتعرف المزيد .
كان هذا يكفي ليحطمها .. نظرت لادوارد الذي لم يبعد عينيه عنها فيما صرخت وهي تحاول السيطره على يدها
اللتي تمسك المقبض – انا اسفه لم اعرف انك هنا ..
قالت هذا بسرعه وفي نفس واحد لتصفق بعد هذا الباب وتستند عليه كي لا تقع .. بدت دموعها تتساقط عنوه من عينيها
ومحاولاتها في منعها من النزول لم تفلح فتوجهت بسرعه نحو الباب لترتدي معطفها وحذائها وتخرج ..
لقد انتهى وقت عملها ولا حاجه بان تقول لكلارا وداعاَ .. خرجت بسرعه بعد هذا وبدأت تركض حتى خرجت من بوابه المنزل ...
بدت الان تخفف سرعتها بعد ان احست بتنفسها يصبح صعبا من جراء البروده اللتي لفحت وجهها ..
توقفت قليلا وهي تتنفس واكملت السير .. قلبها ما زال يخفق بقوه شديده .. احست بحزن والم لم يمر عليها من قبل عند
رؤيتها لهم معا .. ان هذي الغيره التي تشعر بها ليست في محلها .. فكرت انه كان خطئها كليا عندما وافقت ان تعمل في
منزل كلارا .. عرفت انها لن تستطيع ان تستمر بهذا .. لن تستطيع ان تبقى في المكان الذي تلتقي فيه بادوارد يوميا ..
ادوارد وحبيبته .. عنما عاد المشهد لها شعرت ان ارتجافها اصبح يمنعها من السير جيدا .. جلست على احدى الكراسي الموضوعه في طرف الشارع لترتاح قليلا .. عندما نظرت للأمام عرفت انها لم تسر في طريقها الصحيح ..
لقد كانت مشوشه جدا .. بعد ان عاد تنفسها ليصبح طبيعيا وكفت عن الارتعاش وقفت لتكمل طريقها فرن هاتفها ..
اخذته واجابت وهي تشعر بوهن شديد في جسدها .. لم تنظر لأسم المتصل فردت بفتور – نعم
_ كلوديا اين انتي ..؟
كان هذا صوته .. لماذا يتصل ادوارد الان .. الا يكفيه انها تركته وحده مع حبيبته لماذا يتصل بها اذن ..
لم تجبه فعاد ليصرخ عليها – اين انتي ايتها الحمقاء .. تكلمي
_ لا شأن لك ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات