بارت من

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -17

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي - غرام

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -17

عملها يأخذ منها وقتا طويلا لهذا هي لا تجد وقتا كافيا لأبنتها ..
بعد مرور يومان لم تخرج كلوديا من المنزل ولم تتصل بأيفان بتاتا .. اتصل هو بها مره واحده فقط فلم تجب عليه
ولم يعاود بعدها الاتصال .. كان فكرها مشوشاً جدا .. سألتها والدتها
اكثر من مره عن سبب شرودها الدائم وضيقتها
فلم تكن تجب .. كان تفكيرها على الدوام بأدوارد .. لم يعاود الاتصال بها من اجل العمل .. لماذا ..؟
هل غير رأيه ام ان الكاتبه لم تعد بحاجه لي .. كان الوقت ليلا وامها كالعاده في العمل وهي امام التلفاز بتفكر بما قاله ايفان ..
سوف يعاود سؤالها عن رأيها في الاخير .. كيف يجب ان ترفض بدون ان تجرحه ..
ترفض ..؟ فكرت مجددا انها وضعت احتمالية الرفض مقدما لماذا ..؟ حتى ان كانت لا تحبه كما هي الحال مع ادوارد
فلماذا يجب ان ترفض ..؟ ماذا تنتظر ..؟ ان يعود ادوارد ليعترف لها انه يحبها وانه سوف يترك كلارا ..؟ ماهذا الحمق كله ياكلوديا .. يجب ان تفكر بتعقل .. ولكن الان هي ليست مستعده لأيفان بتاتا
كيف ستقول له انها تقبل به ولكنها لا تحبه بل تحب ادوارد .. حركت رأسها وهي تحاول طرد هذي الافكار
سوف تتركه وحسب .. تطلب منه فقط انها لا تريد ان تلتقي به .. اخذت نفسا عميقا .. فكرت بعد هذا انها هي من تريد العمل
وان لم يكن ادوارد مهتم بالمسأله فهي على الاقل يمكنها ان تسأله بشأن عملها .. ضلت تنظر لأسمه قليلا قبل ان تغمض عينيها وتضغط على زر الاتصال .. فكرت وهي تنتظر منه ان يرفع هاتفه كم ستضل على هذي الحال
حتى عندما تتصل به تشعر بالخوف منه ..
جائها صوته وكأنه من مكان بعيد .. كان يتحدث بتثاقل لم تعهده منه – من هناك
لم يقل الو .. او مرحبا او شيء من هذا .. كم هو بارد
ردت بهدوء – انا كلوديا ..
_ همم ..
قال بهدوء فعرفت حينها انه نائم .. ارتعشت وقالت له بسرعه قبل ان تغلق – انا اسفه لم اعرف انك نائم ..
اغلقت قبل ان تسمع حتى منه شيء .. – لماذا ادوارد نائم في مثل هذا الوقت ..؟ لم يسبق له ان جاء من الشركه قبل منتصف الليل على الاقل عندما كانت تسكن معهم والان بعد ان اصبحت لديه شركه جديده الا يجب ان يكون اكثر انشغالاً ..
اتمنى انه لم يشعر بشيء .. يجب ان يعود الان للنوم وكأنه شيئ لم يحصل .. اتمنى ان يحدث هذا ربااه ..
ولكن ما ان توقفت عن التحدث رن هاتفها مجدداً رأت اسمه فخافت ان يبدأ الان بالصراخ عليها
بالطبع هو ينزعج من كل شيء فكيف سيكون الامر عندما اوقضه من النوم .. تأخرت قليلا بالرد ولكنها في نهاية الامر
عرفت انها يجب ان ترد كي لا تزيد غضبه – الو ..
قالت قبل ان يتحدث حتى فرد عليها متسائلا ومازال صوته متعب – كلوديا ..؟
احست بدفئ في صوته جعل قلبها يخفق بشده – نعم ... انا اسفه لم اكـ..
_ حسنا حسنا فهمت .. ماذا هناك ..؟
لم يكن غاضب .. صحيح انه منزعج ولكنه غير غاضب كانت سعيده جدا بهذا .. ابتسمت وهي تشعر بالفرح بمحادثته
حتى لو كان الموضوع عن عملها .. اعاد لها هذا جملت ايفان.. انه يشعر بالسعاده بالحديث معها مهما كان الموضوع المهم انه
يكون معها ..هذا ما قاله لها احست بشيء من الضيق تجاه ايفان .. بدت متشابهه معه قليلا اخذتها هذي الفكره بعيدا حتى اعادها ادوارد
لعالمه – لا تقولي لي انك ايقضتني من نومي لانكِ مشتاقه ..
لم تدعه يكمل جملته بل قالت منزعجه – لم اعرف انك تنام قبل منتصف الليل من قبل
_ لم اعرف انك تعرفين مواعيد نومي كلها ..
انزعجت منه هو لا يستطيع ان يتحدث بطريقه طبيعيه يجب ان يزعجها بكل جمله يقولها ..
لم ترد عليه فقال بعد ان تنهد ويبدو انه استفاق – لقد كان لدي هذا الاسبوع عمل كثير لذا حالما اجد وقتا للنوم لا اتنازل عنه
بدت نبرته الان مختلفه عن نبرت ادوارد اللتي تعرفها .. كانت تريد ان تقول له ان لا يتعب نفسه في العمل وان يهتم بصحته ولكنها تعرف انه سوف يسخر منها ان فعلت فقررت عدم الدخول في هذي المسائل خصوصا انه موخرا بدى
بالحديث عن مشاعرها نحوه دائما وبالسخريه منها .. _ يجب ان تضع لك جدول عمل كي لا تنهي نفسك نهائيا جراء العمل
_ هل تخافين من ان اموت جراء عدم نومي
_ لم اسمع من قبل بأحدا مات من قلة النوم ..
– جواب جميل ..
_ اشكرك لأنك وجدت في حديثي شيأ جميلا
_ ان كل مافيكِ جميل
فاجأ كلوديا فلم تعرف ما تقول .. لم تعرف لما قال لها هذا .. ما به ادوارد هل هو مريض ..؟
لماذا يتحدث هكذا .. ( كل مافيك جميل ) هل قالها حقا ..؟ بدت تشعر بدقات قلبها وكأنه سينفجر
خافت ان يسمعها فوضعت يدها على صدرها تحاول اخفائها ولكنه قطع تلك اللحضه بعودته للحديث بصوته السابق اللذي
لا يحمل اي تعبير ولا تستطيع ان تميز منه ان كان ذلك الرجل غاضب ام هادء ام ان كان ينوي قتلك ..
_ هل هناك شيء ..؟ لماذا اتصلتي في هذا الوقت ..؟
لقد كانت مرتبكه جدا وهي تشعر بعدم توازن مشاعرها الان .. يجب ان تحدثه بشأن العمل ويجب ان يكون صوتها هادئا
_ لقد كنت اريد فقط ان اسأل بشأن العمل .. لقد بدأت العطله و ..
لم تعرف ماذا تقول بعد .. صوتها لم يعد يسعفها وهي تشعر بالارتعاش في اطرافها .. احست بصعوبه
في امساك الهاتف ..
_ العمل .. نعم العمل .. هذا صحيح بما انكِ كنتي مشغوله في ذلك اليوم الذي اتفقت به مع الكاتبه نستطيع ان نذهب غدا ان كنت غير مشغوله ..
كان يتحدث ببرود تام ولكن كان هناك بعض الانزعاج بصوته شعرت به وازعجها ..
هل هو منزعج منها الان هل هو مشغول وهي تزيد اعماله
_ ان كنت مشغولا وليس لديك الوقت فلا بأس ..
_ مشغول ..؟ لما تقولين هذا
_ لا لشيء .. فقط لانك مشغول في العمل
_ غدا في الساعه التاسعه صباحا سوف انتضرك
_ اعطني عنوان المكان وانا استطيع المجيء .. ليس عليك ان تأتي الى هنا
_ سأعود للنوم لا تبدئي بأزعاجي .. توجهي انتِ ايضا للنوم كي لا تتأخري
اغلق بعد هذا السماعه .. لم تستطع سوى الابتسام .. تشعر حقا بالراحه بعد التحدث معه
لماذا هو فقط يشعرها بهذا الشعور .. عندما تتحدث معه تنسى كل شيء حولها بينما ان كانت تتحدث او تفعل اي شيء اخر
ليس في بالها سواه ايضا .. ان هذا متعب للغايه .. كلما ابتعدت اكثر عنه اشتاقت له واحبته اكثر ..
كيف تستطيع ان تمحوه من ذاكرتها .. كيف لها ان تدع كلارا تأخذه .. توجهت لتخرج دفترها اللذي تدون فيه كل شيء يخص ادوار د .. لقد كتبت فيه كل شيء يحبه وكل شيء يكرهه .. تصرفاته في المواقف المختلفه وكل كلمه قالها وضلت في بالها كانت تكتبها فيه ..
فتحت صفحه جديده لتضع لها عنوانا ( كل ما فيك جميل ) تلك الجمله اللتي لا تعرف هل خرجت منه بالغلط
ام ماذا كان يقصد بها ولماذا قالها ..
كتبت تحتها _ انها اول كلمه احصل عليها من ادوارد اشعرتني ولو لجزء من الثانيه انني حبيبته ..
اغلقت الدفتر ودسته بين اغراضها كما تفعل دوما وتوجهت للنوم كما طلب منها .. اليوم لن يزور احلامها سواه كما يحدث
في كل مره تتصل به .. ولكنه يأتي في احلامها كما تريده هو .. ليس ادوارد اللذي لا يبتسم ولا يفرح بتاتا بل هو في حلمها
فارس رائع له ابتسامه رائعه يسير معها ويتحدث معها بلطف شديد .. انه رجل من خيالها فقط لا وجود له ..
عندما رن هاتفها صباحا معلنا ان الوقت الان الثامنه نهضت بسرعه وهي متحمسه لهذا اليوم الجديد ..
بعد ان اخذت حماما سريعا وخرجت لتأكل شيئا وجدت والدتها تتجهز للذهاب للعمل ..
حينها فقط تذكرت انها لم تخبر والدتها عن العمل .. لقد كانت مشغوله مؤخرا جدا بحيث لم ترها دوما وعندما تراها لا يتحدثن كثيرا ولم يخطر ببالها ان تخبرها لان ادوارد لم يعطها جوابا نهائيا الى حد الامس .. قررت ان تقول لها الان
فهذا هو الوقت المناسب قبل ان يصبح متأخر جدا ..
_ امي
قالت وهي تجلس لتأكل افطارها بينما كانت روزا تمشط شعرها ..
_ ماذا هناك كلوديا ..؟
_ وجدت عملا ..

قالتها وهي تنظر لروزا تنتظر ان ترا ردت فعلها

_ اعتقد اننا انتهينا من هذي المسأله كلوديا
قالت بهدوء وكأن شيئا لم يحدث ..
_ امي الموضوع ليس سئئ ارجوك .. فقط في العطله .. تجربه فقط
_ كلوديا
صرخت روزا فوقفت كلوديا بسرعه وهي تحاول افهام والدتها الوضع
_ ارجوك امي انه عمل سهل جدا وليس فيه تعب اسمعيني فقط
_ لن اسمع شيء .. قلت انك لن تعملي اذن لن تعملي
_ امي .. اسمعيني فقط
_ لقد سمعت ما يكفي لأفهم .. والان توقفي عن قول الحماقات
ارتدت معطفها وصفقت الباب خلفها وخرجت .. ضلت كلوديا مصدومه من ردت فعل والدتها المبالغ فيها
ماذا يحدث لها انها ليست طبيعيه .. لم تقم بهذا التصرف من قبل
الامر لا يستاهل هذا ..
مهما كان الامر ومهما كان رد والدتها هي يجب ان تعمل .. على الاقل لتأمين احتياجاتها ان كانت والدتها
تريد ان تأمن المعيشه كلها .. توجهت وهي منزعجه لتغير ملابسها .. وخرجت بعد هذا لتنتظر ادوارد ..
لقد كانت في انتضاره قبل موعدهم بعشر دقائق وكان الجو باردا في ذلك اليوم جدا .. وكانت الارض بيضاء تماما
من الثلج .. جائت سيارة ادوارد متأخره خمس دقائق عن موعدهم وتوقف بالقرب منها لتصعد وتجلس بالقرب منه ..
لم تقل شيء حتى انها لم تلقي التحيه فاستغرب هو منها واستدار لينظر لها والسياره مازالت لم تتحرك ..
_ ما بكِ ..؟
انتبهت له بعد ان ناداها اكثر من مره فقالت بسرعه – اسفه .. لم اسمع ماذا قلت
نظر لها قليلا وعاد ينظر للطريق وحرك السياره .. يبدو انه انزعج لانها لم تنتبه له
ما المشكله ان شرد الشخص قليلا .. هل يجب ان اكون دائما انتظر ما سيقوله والتقط كل كلمه تخرج منه ..
فكرت قليلا انها كانت كذلك حقا حتى البارحه .. فلماذا هي مستغربه هكذا .. تنهدت وانزلت رأسها وهي تشعر
انه سوف ينفجر ..
_ ماهذي الكارثه اللتي حلت عليك
استدارت تنظر له وقالت بعدها رغم انها احست ببعض السخريه في صوته ..
_ امي كادت ان تحطم المنزل فوقي عندما علمت انني ابحث عن عمل
هز رأسه بهدوء – اليوم فقط اخبرتها ..؟ ليست عادتك
_ لم تسنح لي الفرصه .. لا اعرف لماذا ولكن لم يأتي وقت اخر
_ وماللذي كان يشغلك هكذا
الان نبرته منزعجه .. لماذا ..؟ نظرت له مستغربه وقالت له
_ لماذا انت دائما منزعج مني
قال لها منزعجا بسخريه آذتها – لا تضعي لنفسك اهميه اكبر مما ينبغي
كانت هذي الكلمه قويه جدا عليها .. لقد اشعرتها كلمته بأنها مكروهه بالنسبه له وانها فتاة مثيره للشفقه حقاً ..
لم تقصد شيء عندما قالت له ذلك فلماذا يجرحها دائما هكذا .. ادارت وجهها للنافذه ولم تقل شيء ..
فكرت ان الحديث بينهم دائما ما ينتهي بكلام جارح وكأنهم اعداء .. تنفست بعمق كي لا تخرج دموعها ولا تبكي ..
اوقف السياره بعد طريق طويل امام منزل كبير فخم .. ولكنه لم ينزل بل بدأ بتحريك عضلات جسده وجلس بعدها يدخن ..
هي ايضا لم تستدر له بل كانت تنظر للخارج فقط وهي تنتظر ان يقوم بحركة البدايه ..
استدارت بعد هذا لتنظر له وهو يدخن فوجدته قد اغمض عينيه ولكنه لم يكن نائم ..
_ الن ننزل ..؟
قال لها بعد ان فتح عينيه ليركز نضره في عينيها .. لم ترى عينيه منذ زمن طويل
لقد اشتاقت جدا للونهما الرمادي .. قالت بهدوء وهي تفتح باب السياره – كما تشاء
نزلت ونزل هو بعدها ورمى السيجاره ليسحق عليها تحت قدمه ويسير نحو المنزل ..
كانت تسير بهدوء خلفه وهي تحاول التوازن في الثلج فلقد كان الطريق زلق جدا .. فزعت عندما سمعت صوت كلب ينبح بقوه فجأ فامسكت بكم ادوارد بسرعه وهي تصرخ ..
_ اهدئي .. ليس هناك شيء انه كلب فقط
ضلت ممسكه به وهي تنظر للكلب كبير الحجم اسود اللون وكان يبدو مخيفا جدا ..
بدت ترتعش من الخوف وهو يقترب منهم – انه مخيف
كانت الكلمات تخرج بصعوبه من فمها فأمسك ادوارد بيدها وقال بهدوء – توقفي انه لا يؤذي
وسار معها ممسكن بيدها حتى وصلو لباب المنزل فافلتها .. ضلت تنظر للخلف طوال الطريق خائفا ان يكون الكلب
قد لحق بهم .. عند الباب تنفست بأرتياح ووقفت خلفه منتظره من يفتح الباب .. فتحت الباب احدى خدم المنزل كما يبدو
واشارت لهم بالدخول .. سمعت صراخاَ حالما وصلت فصدمها انه كان من كلارا اللتي جائت تجري وتصرخ بأسم ادوارد
واحتضنته بقوه عند الباب ..
_ ادوارد حبيبي اخيراَ جأت ..
تحركت كلوديا قليلا للخلف لتفسح لهم المجال ولم تستطع ان تدير عينيها عنهم .. لقد كانت تلك اللحضه
كأنها سكين يغرز في قلبها .. كل شيء كان يصدم .. ولكن اكثر ما حطمها يداه ادوارد اللتان التفتا حول خصر كلارا
_ هيا توقفي الان ..
هذا ما قاله وهو يحاول ابعادها عنه ولكنه كان يحاول ابعادها بلطف .. انزلت بعد هذا رأسها وهي تحاول كتم صوتها كي لا
تخرج منها شهقه وتحاول كبت دموعها بصعوبه بالغه ..
الجزء الثــالث عشـر
_ ادوارد حبيبي اخيراَ جئت ..
تحركت كلوديا قليلا للخلف لتفسح لهم المجال ولم تستطع ان تدير عينيها عنهم .. لقد كانت تلك اللحضه
كأنها سكين يغرز في قلبها .. كل شيء كان يصدم .. ولكن اكثر ما حطمها يداه ادوارد اللتان التفتا حول خصر كلارا
_ هيا توقفي الان ..
هذا ما قاله وهو يحاول ابعادها عنه ولكنه كان يحاول ابعادها بلطف .. انزلت بعد هذا رأسها وهي تحاول كتم صوتها كي لا
تخرج منها شهقه وتحاول كبت دموعها بصعوبه بالغه .. كان هذا المنظر هو اخر ما توقعت حدوثه امامها اليوم ..
يجب ان لا تهتم هذا ما كانت تقوله لنفسها بقوه وهي تأنب قلبها على تصرفاته الحمقاء .. لماذا عساه يتحطم ..
رجل يحتضن خطيبته هل هناك ما تعترض عليه انت .. ولكنها تعرف ان هناك الكثير مما تعترض عليه ..
ابتعدت كلارا الان عن ادوارد بعد ان سمعا صوتاً يأتي من خلفها – الا تتمتعين بقليل من الاحترام لضيوفك حتى الا ترين كم هذي الطفله خجله من تصرفاتك ..
رفعت رأسي لأر امامي امرأ يبدو عليها انها تعدت الخمسين ولكنها كانت تبدو كسيده من سيدات العصور والسنين الماضيه
تبدو انيقه جدا وفيها ملامح تشعرك بالراحه .. كانت تقصدني بالطفله الخجله
جيد انها ترجمت ما يحصل على وجهي بكلمة خجل ولكن نظرت ادوارد لي كانت اخر ما كنت اتمناه ..
بالطبع هو يعرف لماذا توترت هكذا وبدوت منزعجه جدا .. يالهي متى ينتهي هذا العذاب
لماذا احضرني الى هنا ..
_ اه كلوديا انتي هنا ..؟
كانت جملتها خاليه من الفرح .. هل يخيل الي ام انني ارى غضبا في عينيها .. مامعنى معاملتها هذي لي
انها غريبه اليوم .. لم اهتم كثيرا فبالبطع لدى كلارا مشكله ما لتجعلها منزعجه هكذا .. اجبرت نفسي على الابتسام
وتحيتهم .. نادتنا العجوز للجلوس انا وادوارد فذهبنا خلفها الى غرفه جميله تشعرك وكأنك في قصر احد ملوك روما القدماء ..
كل شيء فيها كان تاريخي لم يكن هناك قطعة اثاث واحده من عصرنا هذا .. كان المكان يبدو كأنه متحف ..
كنت انظر حولي بأبتسامه فقالت لي العجوز – هل اعجبتك ..؟
قلت بحماس متأثره بغرابت وجمال الغرفه – انها حقا مبهره ..
ابتسمة العجوز بغرور و استدارت لتتحدث مع ادوارد الذي جلس بأريحيه وقد خلع سترته .. يبدو انع معتاد على هذا المنزل
هذا ما فكرت به كلوديا وما ازعجها جداَ .. ولكنها تحركت لتجلس بعيداَ عنه وقريبه بعض الشيء من العجوز
_ لا تقل لي ان هذي الطفله هي الكاتبه التي جلبتها لي ..؟
نظرت لها مستغربه طريقتها التي تغيرت فجأ .. كنت منزعجه من تصرفات ادوارد هذا الصباح وجائتني
كلارا التي حطمت ما تبقى من مزاجي الجيد والان هذي العجوز تقول عني طفله .. قررت في تلك الحضه
ان لا اسكت ولن اترك ادوارد ليجيب عني – انا لست طفله ..
نظرت لي العجوز مستغربه وبعدها تحرك فمها مضهرا ابتسامه غريبه لم اعرف معناها
ان كانت راضيه ام انها تسخر مني ولكني لم اهتم .. لم اقلل من ادبي ولم ارفع صوتي قلتها فقط احتجاجا على سؤالها ..
قالت وهي تضحك – حسنا اذن .. لنغير السؤال .. هل هذي المرأة الناضجه هي التي ستعمل لدي ..؟
كانت تبدو كأنها تسخر من كلوديا فلم تتحمل كلوديا نفسها .. وقفت وقالت وهي تدير برأسها علامه على مزاجها
الذي قلبوه لها كلهم اليوم – لا داعي للسخريه ان كانت المواصفات المطلوبه ليست موجوده عندي تستطيعين قول الامر مباشرتاً ..
نظرت العجوز في بادء الامر بأستغراب وادوارد ايضا كان مستغربا منها ولكن بعدها ابتسمت وضحكت بصوت عالي
وهي تبدو سعيده حقا .. اشعر هذا كلوديا بالقهر لانها مازالت تسخر منها ولكن العجوز وقفت لتتحدث
_ انتي رائعه حقا ولكنك تملكين لسانا سليطا قليلا
نظرت لها كلوديا بخجل ولكن الانزعاج لا يزل موجود على ملامحها .. جاء ادوارد اتصال في هذا الوقت
فأعتذر للعجوز وخرج يتحدث خارجاً ..
بقيت الان كلوديا مقابل العجوز وحدهما .. كانتا كلتاهما واقفتان بينما العجوز تنظر لكلوديا ..
_ هل تريدين حقا ان تعملي معي ..؟
نظرت كلوديا لها مستغربه سؤالها الان .. للتو اعربت عن عدم رغبتها بكلوديا والان تسألها ان كانت
ترغب بالعمل .. اجابتها بقليل من اللؤم – ان لم اكن اريد لما اتيت ..

_ انا صعبه في العمل

_ صعبه ..؟
_ حسنا ربما دقيقه تكون عباره افضل ..
_ الدقه ليست مشكله ولكن ان لم تكن لديك ثقه بقدرتي على انتاج شيء جيد لا يوجد مشكله
_ لا تعتقدي انني سوف اجعلك تعملين عندي من اجل ادوارد .. سوف تعملين لمدة شهر تكونين فيها تحت التجربه
وبعدها سوف اقرر ان كنت سأخذك ام لا ..
_ شهر ..؟ هل تقصدين بدون راتب ..؟
ابتسمت العجوز وقالت – بالطبع سوف يكون لكِ راتب ولكن بهذا الشهر يكون لدي الحق بأن اطردك متى شأت .. بالبطع ان فعلتي شيء خاطئ ..
كانت كلمت اطردك قويه بعض الشيء ولكن هذي ليست مشكله .. يجب ان تعرف الراتب اولا .. ان كان يستحق هذا العناء
فلن ترفض ولكن ان كان ليس بالكثير فهي لن تقبل حتى ان كان هذا العمل من ادوارد ..
كان يتحدث على الهاتف مع احد موضفي الشركه .. يقف امام النافذه ينظر للخارج للحديقه امام المنزل ..
تلك الحديقه اللتي اصبحت بيضاء لا يدخل فيها لون اخر .. انتهى من مكالمته التي طلب فيها ان يعود لأمراَ ضروري
وتنهد قبل ان يمسك بعمود النافذه بقوه كي لا يقع .. لقد رمت كلارا نفسها عليه وهي تحتضنه فأستدار لها ليبعدها عنه
وهو يقول بأنزعاج – كم مره قلت لكِ ان تدعي تصرفات الاطفال عنكِ ..
قالت وهي تتصنع الزعل – كم انت لئيم
لم يعرها اهتمام بل تجاوزها ليقول – نادي كلوديا .. يجب ان اعود للشركه
قالت بأنزعاج اثار استغرابه – لماذا اناديها .. ثم لما يجب ان تذهب انت لم تجلس معي حتى
قال بنفاد صبر – ليس لدي الوقت الان هيا ناديها
_ استطيع انا ان اوصلها
بقيت نظرته قليلا عليها وهو مستغرب من تصرفاتها ولكن بعد لحضه هز رأسه وخرج بدون ان يقول
كلمه اخرى .. كانت كلارا مغتاضه منه جداً .. لم يعرها اي اهتمام بل لم يتحدث معها بشيئ ولم تحصل منه سوى
على اجابات على اسأله تافهه ..
سارت عائده الى غرفة جدتها وهي تهدء من اعصابها ..
في المطعم كان لدى روزا الان وقت الغداء .. لديها نصف ساعه استراحه كانت تريد ان تعود بها للبيت ولكن
فاجئها جورج عند خروجها من المطعم وهو ينتظرها بسيارته في الخارج ولكنها لم تستدر له بل اكملت طريقها
مما اضطره للخروج من السياره والحاق بها ..
_ توقفي عن هذي التصرفات ..
وقفت وهي تبعد يده عنها وقالت بهدوء – ارجوك جورج كفى .. الا تمل من المجيء كل يوم
_ تعالي معي
قال بدون ان يرد عليها فقالت بانزعاج – الى اين ..؟
_ الى الجحيم .. الى اي مكان المهم ان نتحدث ..
_ ليس لدي شيء لأقوله لك ..
_ انا لدي .. الكثير
_ لا اريد سماع شيء
_ تعالي ..
عرفت انه لن يكف عن هذا حتى تذهب معه .. قررت منزعجه الذهاب معه .. عندما سألها عن المكان الذي
تريد ان تذهب اليه قالت له ان يبقيا في السياره لانها لا تريد
ان تطيل الجلسه معه .. كان منزعج من طريقتها معه ولكنه عرف ان ما فعله يجبره على تحملها ..
طال صمتهم بدون ان ينطقو بشيء فقالت منزعجه وهي متوتره من وجوده بقربها – كان لديك الكثير لتقوله ..؟
قال وهو يدخن سيجارته بتوتر – لا اعرف كيف ابدء
لم تقل شيء اذ انها بالكاد كانت مسيطره على دموعها من الانفجار امامه ومن ابداء اتهاماتها العاطفيه ..
_ هل تكرهيني ..؟
كان يتمتم بينما تجمدت هي من سؤاله .. لم تستدر له بل لم تعرف ماذا تفعل ..
استطاعت ان تسأله بدون ان تجيب – كيف استطعت ان تعتذر لي .. .... بعد هذا الغياب
_ لم اكن اعرف ماذا افعل .. كان الامر صعبا علي انا ايضا روزا ..
استدارت له وهي تضع يدها امامه لتوقفه – كفى .. لا تحاول ان تفتح هذا الموضوع اصلا .. مالذي كان صعب عليك ايضا .
هل انت ايضا عانيت ..؟ انت ايضا تحطمت ..؟ انت ايضا اصابك الذل من جميع الناس ..؟ انت ايضا كانت نضرات
العالم لك قاتله ..؟ متهمه ..؟ انت ايضا هُجرت ..؟ هل حدث هذا لك ..؟
لم يعرف بما يجيبها بعد ان اخرجت من قلبها تلك الكلمات .. كانت ترتجف وكأن الذكريات تمر من امامها
وترعبها ..
_ روزا
بدت دموعها الان تسقط لم تعد تستطيع الحديث ..
_ لم ابتعد عنك بأرادتي .. تعرفين هذا
صرخ بقوه وهو يحاول جاهدا ان يجعلها تسمع منه تبرير واحد لحماقاته فردت عليه بحده
_ لم تبتعد بأرادتك ..؟
_ لقد كان ذاك السجن .. ليس هناك شيء يقف امامه
بدت تنظر له بعصبيه بالغه وهي تحاول ان تسيطر على نفسها كي لا تنهار كليا – السجن .. لا تجعلني اضحك ..
لما تبدو نبرتك وكأنك كنت مضلوماً .. انت قاتل جورج .. قــاااااااتـــل ..
صرخت بوجهه وبدت تبكي فلم يستطع ان يتركها بدون ان يضمها بقوه ويحاول تهدئتها .. شعر انها انهارت كليا
الان .. كانت تحاول ان تضهر قوتها امامه منذ ان عاد ولكنها الان لم تعد تستطيع ..
بدت تهدء بعد مرور زمن وهو يعتصرها بين ذراعيه بقوه.. خرج صوتها بصعوبه من بين دموعها وهي لا تقاومه
ولا تحاول ان تبتعد عنه .. – اكرهك ..
امسكها من كتفيها وابعدها عنه لينظر لها وهي تبكي .. لقد توقفت الان عن البكاء ولكن من جراء
ما ذرفت من دموع كان وجهها يبدو شاحبا جدا .. حركت كتفيها بعنف وبدت تمسع دموعها ..
هدءت من نفسها وعرفت ان ماقامت به سوف يجعله يصر على ما يفعله ولن يتوقف عن الضهور امامها
في كل مكان .. قررت ان تتحدث وتوقفه الان .. الان سوف تنهي الموضوع وللأبد ..
بدء هو الحديث مجددا – لقد كان ذلك منذ ثمانية عشر سنه ..
قطعت عليه حديثه وهي مصدومه – لا يمكن ان تقصد انه كان علي ان انسى واعذرك .. لا يمكنك ان تكون بهذي
الانانيه ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات