بارت من

رواية قلوب محرمة على النسيان -7

رواية قلوب محرمة على النسيان - غرام

رواية قلوب محرمة على النسيان -7

كّـلـما فــزّ مـكسور الـنواهض هـوى
" والله يا ولدي ذا قصيدٍ زين .. " ردت منيرة اللى كانت تحب القصيد .. " هذا دايم السيف يا يمه .. كل قصيده زين .." رد عليها ماجد وهى يشوفها في المرايه اللى قدامه .. " أقول يا ولدي ما تبي فنجال قهوة .." تذكرت منيرة انهم ما قهووه .." اي والله ولا عليس أمر يا يمه .." رد عليها ماجد .. " أبشر وأنا أمك .. مها الدلال عندس صبي على ماجد .." بدون ما تتكلم .. دنقت تطلع دلة القهوة والفناجيل والتمر .. مدت له الفوالة يتفاول " شلونس يا ام الجوهرة .." نشدها بدون ما يلتفت لها .. "بخير .. " ردت وهي مغصوبة مدت له الفنجال وصدت وراها .. ورجع صوت دايم السيف يتردد ..
" قالوا علامـك "
قالوا علامك قلت ما بي خلاف
ما بي بلا يا كود فرقى المحبين
الحب لو يجحد عليله يشاف
يدري به اللي عارف لوعة البين
شئ يشاف وشئ بالجوف خاف
عشر تبين وخافي منه تسعين
رد فنجاله عليها .. وصبت له مره ثانيه .. مدت الفنجال ولمست ايده وهو ما انتبه كان مركز على الطريق .. التفت لها بلحظة من الزمن ورجع صدّ .. شكت أنها تخيلت أنه اصلاً التفت لها .. تذكرت دوا أمها .. " يمه خذيتي حبة السكر .." التفتت مها ورا لأمها تنشدها .. " لا والله يا بنتي زين ذكرتيني .." فتحت منيرة شنطتها تطلع حبوبها .. " ماعليس شر يا يمه .." كلمها ماجد .. " الله يسلمك يا ولدي .." وعمّ الصمت بشكل طبيعي يوم رجع صوت الفيصل يتردد بعذوبة ..
" هب نسنـاس "
هب نسناس الهوا لي من شمال
حامل ريح الخزامي والنفل
من فياضٍ ظبيها يلعب دلال
لى لمح ظله من النشوه جفل
يذبح العشاق صعاب المنال
كم شطير بالقناصة قد قتل
مثل شمس العيد فضاح الجمال
كل نجم لا ظهر نوره افل
خصني بمواجه السحر الحلال
واشهد ان السحر في قلبي نزل
ضاري بمقابل فحول الرجال
وارتعش قلبي من الفتنه خجل
قلت راح العمر من دون الوصال
قال لو حاولت يا القاطع حصل
قلت لوني طامع لو بالخيال
كان بدلت التوجد بالأمل
يا ندى الغيمه على ورد الجبال
يا عبير زهور ريضان السهل
اجتمع حسن الحلا بك والجلال
ما تبدل بك مع العالم بدل
كان ماجد يردد الأبيات بصوت هامس .. سمعته مها اللى قاعده جنبه .. كانت تسمع ان ماجد شاعر بس ماعمرها سمعت له قصيده .. بس شكله يحب الشعر ويحب يسمعه .. مد لها الفنجال وهزّه وهو ساكت .. خذته .. وصبت له بيالة حليب وحطتها بينه وبينها لين تدفا .. التفتت مها ورا تشوف الجوري اللى رقدت على الهدوء وصوت القصيد بين جدتها وخالتها .. وشكل ساره بعد رقدت .. الله يفشل عدوها .. عاد هذا وقت ترقد فيه .. لا وشكل أمي تنعس بعد .. كملت .. التفتت بهدوء تراقب ملامح ماجد من الجنب وهو مركز على الطريق ويردد قصيد الفيصل بهدوء .. ما قدرت تشوف عيونه .. اللى كانت غايبه ورا النظارات الشمسية ..
" حدنـي وقتي "
حـدّني وقتي على شيٍ جديدي
السهر ماهوب من عادة عيوني
أبعدوني عن هوى بالي وسيدي
ومنعوا عنّي خطوطه ياصلوني
شـطروني عنه في دارٍ بعيدي
حـسبي الله كانهم منه قطعوني
صـارت الفرقا لنا علمٍ وكيدي
لـيتهم راحوا وانا عنده نسوني
عاقني عن صاحبي سورٍ حديدي
دونـه الـبحور حرّاسٍ ودوني
الرجا بك يابو خالد يا عضيدي
لا تـخليني تـراهم عـذّبوني
مد ماجد ايده لبيالة الحليب ياخذها .. وهو ساهم بالقصيدة .. كانت مها تراقبه من طرف عينها .. اكيد تذكر حبيبته اللى عيا ابوه عليه ياخذها .. والله ما ينلام .. لو انه خذاها كان ما نشب في حلقي ذلحين وكان أنا مرتاحه منه .. مرتاحه ؟؟ .. التفت ماجد صوبها مع مطلع القصيدة الثانية .. ماقدرت تقرا عيونه اللى ورا النظارات .. بس كان يبتسم ابتسامه غريبة .. نزلت راسها وصدت عنه ..
" طال السفر "
والمنتظر مل صبره
والشوق يا محبوب في ناظري شاب
رد النظر
خليت بالكف جمره
سعيرها في داخل القلب شباب
عز الخبر
والمهتوي ضاق صدره
يا من يرد العلم عن هاك الأحباب
طيفه عبر
ما أرسل مع الطيف عذره
هو خاطره من لوعتي ما بعد طاب
هو ما ذكر
أن الجفا فيه كسره
للخافق اللي من هوى صاحبه ذاب
يا ما سهر
طرفي على حبس عبره
اردها والوجد للدمع جذاب
دمعٍ حدر
جاله على المنع جسره
عظيم وجدي للدمع شرع الباب
يوم وشهر
عزاه والعمر مره
والناس واجد لكن الولف غلاب
مدّ لها البيالة .. ولمس ايدها بطرف اصبعه متعمد .. شرارة سرت فى طول يدها .. من لمسته .. وكلمات القصيده وصوت الشاعر .. وهدوء المكان اللى حست صوت خفقات قلبها يزعج هدوءه .. حتى وصل صوت هالقلب لماجد .. اللى شكله انسان ثاني .. غير اللى شافته من قبل .. انسان كله احساس .. حتى تعابير وجهه تغيرت .. خذتها الهواجيس بعيد .. دربٍ طويل وكل واحد غارق في أفكاره .. ياخذه موج الفكر مره بعيد ومره قريب ..
" يابنت خالد .." ناداها بصوت واطي .. " لبيه .." التفتت له لا شعورياً .. ابتسم لها يمكن لأول مره ..
::؛::

العايلة .. 

حبل مهما بلى ما ينقطع .. والدم مهما سال ما يتحول لماء .. والقلب مهما تجمد من الألم .. هبّات الريح تذوب هالجليد شوي شوي .. ترى كلنا بشر .. لنا طاقة تحمل .. ولنا حاجات للمشاركة والمحبة والسكن ..
الجزء التاسع
" يابنت خالد .." ناداها بصوت واطي .. " لبيه .." التفتت له لا شعورياً .. ابتسم لها يمكن لأول مره .. ماعندكم عيشة .. ترانى ما ذقت شي من اصبحت .." تكلم وهو يبتسم بهدوء .. " أبشر .." ارتبكت مها وقعدت تدور في الاغراض اللى عندها عشان تخفى توترها .. والله انى خبل .. لازم اهدا وامسك عمري شوي وهو كلما ناداني فزيت .. " فيه فطاير وفيه قرص .. وش تبي .." خيرته مها .. " اى شي .. " رد عليها ماجد .. شافت أن الفطاير أسهل له ياكلها وأنظف لا يوسخ المكان .. خذت لها صحن وحطت فيه فاين وحطت عليه كم قطعه وحطت الصحن بينها وبينه .. " تبي حليب بعد .. "سألته بدون ما تلتفت له وهى ترجع حرارة الفطاير عند رجيلها .. " ايه ولا عليس أمر .." رد ماجد وهو يسمّى ويمد ايده للفطاير .. صبت له الحليب ومسكته بين ايديها لين يدفأ له ..
الذاهبة
يالمعرفه ياما سعيت
ادّورك وأنتي شرود
امشي واصوت بالحياة ... يامن لقيت الذاهبه
دخلت أدور كل بيت
وظهرت أدّوج بالنفود
واسـأل مراكيب الزّمان ... الشارقه والغاربه
ولساري النجّمة سريت
لعل نجمـاتي تجودْ
يـا شـاهدةْ سرّ الزمان ... عطيني سرّ الغايبه
سافرت للبعد ومشيت
اتبع فوانيس الزمان
وازور واحـات الـقلم ... عـند العجم والعاربه
عوّدت للحرف وقريت
أبي من الكلمة ردود
لقيت كتّـاب الـفـلاه ... تطرد نياقٍ هـاربه
يالمعرفة دونك غديت
والحد من فوقه حدود
والـمدّعين الـمعرفه ... أجـهل من اللي طالبه
أبعد من أيامي مشيت
والحمل بالكاهِل يزودْ
رِجلٍ تورّدني خـطر ... ورِجلٍ تـأخر هـايبه
لله توجّهت ودعْيت
الخالق الفرد الودود
يدّلني درْب الرشـاد ... درْب الـعباد الـتايبه
غامت النظرة في عيون ماجد وهو يسمع القصيدة .. رجع له الماضي كله فى لحظات .. الماضي اللى حاول يتجاهله .. " تهقين من ضيّع يدل يا أم الجوهرة ..؟" سألها بصوت واطي بمرارة كانت واضحه في حروفه .. " إن مادلّ .. يدله الوقت يابو عبدالله .." انقبض قلب مها من سؤاله وسكتت .. " صدقتي .. وإن مادلّه الوقت .. يدلّه الدليل غصب .." التفت صوبها .. وتعابيره متغيره كأنه يهدد .. اختلف مزاجه .. ورجع ماجد القديم اللى تعرفه من زمان .. " تبي بيالتك .." سألته تغير الموضوع .. " ولا لس لوا .. شبعت .." صدّ عنها يطالع الطريق ..
وعت الجوري وصارت تلعب بغترة ماجد من الكرسي اللى ورا .. انتبه لها وضحك .. ومد يده لها يلاعبها .. مد لها قطعه فطاير خذتها منه وقعدت تاكل .. صاح جوال ماجد .. ورد عليه " مرحبا يبه .. لا فديتك وراكم .. خوياي بخير وسهالة لا تحاتيهم .. تركي شأخباره .. بتمرون السوق ؟؟ .. ما ظنيت .. خلاص سقها وتوكل على الله .. ان شاء الله .. فمان الله " ..
::
::
::
وصلوا للمخيم قريب الظهر .. وقفت السيارات ونزلوا الجميع وتحمدوا الله على السلامة ..
كانت خمس خيام .. الكبيرة منها كانت صاده وجهها شرق وهذي كانت المجلس .. ووحده قريبه جنب المجلس وكانت للشباب وثلاث قريبه من بعض كانت للنسوان .. قرب ماجد سيارته للخيمه الأخيره ووقف هناك .. ونزل .. " الحمدلله على السلامه .." تحمدّ لخوياه السلامه .. " يمه هذي خيمتكم حطوا أغراضكم فيها حياكم الله المكان مكانكم .. عطوني الشيخه الجوهرة .." وخذا الجوري وراح للمجلس .. نزلت منيرة وبناتها .. ونزلوا اغراضهم في الخيمة ..
كانت الشمس ساطعه .. والهواء نظيف فيه برودة خفيفة .. وعلى مدّ النظر الشوف واضح .. ما يكسره بناء ولا حاجز .. طلعت سارة عند باب الخيمة تشوف المكان .. " يمه شكل بيت عمى عبدالله خذوا الخيمه اللى على طرف .. وهذي اللى في النص شكلها لموضي وعيالها " كان المكان حلو والجو زين .. " يالله اخلصن وامشن سلمن على الجماعه .." كلمت منيرة بناتها وهى تسلم عقب ما صلت الظهر .. ولبست جلالها عشان تطلع ..
" زين يمه خلينى أصلي الظهر بس .." ردت مها وهى ترتب الشنط .. " كلكن صلن وحياكن باسبقكن أنا .." طلعت منيرة وخلتهن .. حطت مها الأغراض وقعدت على الأرض وهى تتنهد .. التفتت لها سارة وهى تفصخ عباتها وتطلع لها جلال من الشنطة .. " وش بلاس تنهدين .." طلعت اللى تبي ورجعت سكرت الشنطه .. " والله مادرى كيف ذا العطلة بتمر .." ردت عليها مها .. " هي بتمر بتمر .. بالطول والا بالعرض المهم نعيش كل يوم بيومه ونطنش اللى ما يعجبنا .. والا بتصير طوييييييييييله ومممممممممله .." رفعت مها راسها لأختها اللى كانت واقفه تلف جلالها على راسها عشان تصلي.. " يا حظس بقلبي بس .." نقدت عليها مها .. التفتت لها ساره وهى واقفه على سجادتها " تبيني اصير مثلس ؟؟ كل كلمة تضايقني وكل شي احسب له الف معنى ومعنى ..؟؟ ممكن أسوي هالشي مع الشخص اللى أحس أني أهمه ويهمني .. واللي أدري لو تكدرت هو بيتكدر .. لكن مع ناس أدري أن همها الأول والأخير أنها بس تضايقني وتنكد علي لا والله .. اسمحي لي أكون غبية لو سويت كذا .. وأنتي فاهمه قصدي ..".. كانت مها تطالع أختها وهى تكلمها .. " خلي اذن من طين واذن من عجين عشان ترتاحين .. لأنه ماحد بتعبان الا أنتي .." وصدت عنها سارة تصلي الظهر .. كان كلام ساره منطقي وهو الشي اللى مفروض يصير .. الله يعين وتمر هالعطلة على خير بس .. من صاح من شي(ن) ما نجا منه .. قامت مها وراها تصلي ..
لبست ساره نقابها وجلالها وقعدت تنتظر مها تخلص .. سلمت مها وقعدت مكانها التفتت على أختها " شفيس .." استغربت شكلها .. " مافيني شي انتظرس تخلصين عشان نروح .." ردت ساره .. " وين نروح .. " ردت عليها مها وهي تطوى سجادتها .. "وين يعنى .. عرين الأسد .." سكتت مها ودنقت وصدرها كل ماله ويضيق .." أنتي مواجهتهم مواجهتهم قويّ قلبس مثل الدعاية " ابتسمت لها سارة من تحت النقاب " وعلى راي الشاعر : الهجوم خير وسيلة للدفاع .." قالت لها وهي تضحك ومدت ايدها تقوم أختها .. " والله يالسوري مادري منين تجيبين ذا الكلام اللى ماله وجه من قفا .." ضحكت مها وهي تلبس نقابها .. " كلام درر بس أنتي شعرفس .. لكن انتبهي أن الهجوم اللى يقصده الشاعر ان الهرب مامنه فايده واجه الشي اللى تخاف منه .. مهوب نشّب على العرب ونهاوشهم .." ابتسمت مها لعيون اختها اللى كانت تبتسم لها من ورا النقاب .. " على رايس .. نهجم ماراح يصير اكثر من اللى صار .." شدّت سارة على ايد أختها وطلعن من الخيمة صوب خيمة مرة عمها اللى ما تبعد عنهم واجد .. " تدرين .." تكلمت ساره وعيونها في الأرض تشوف كيف الرمل يتشكل تحت خطوتها كل ما خطت .. " وش .." ردت مها .. " قلبي يقول لي ان حنا بنستانس في العطله ذي وكل شي بيرجع مثل اول واحسن .. وأنتي تعرفين كلام قلبي .. ما ينزلش الأرض .." كانت ساره فعلاً تحس بالشي هذا وتحس ان قلبها مرتاح للرحله هذي برغم صعوبتها .. " الله يسمع منس .." ردت مها .. " تظنين بنغرز ذلحين والا شوي ؟؟.." علقت ساره وكانت تمشي على الرمل بصعوبة .. ضحكت مها على أختها اللى تحاول تخفف من التوتر اللى فيها " لا شوي .. توس أول يوم .. " و شدّت على ايد ساره وهي تدعي في قلبها أن الله ما يحرمها منها ..
::
::
::
كانت مها تسمع صوت ضحك وسوالف وهى تقرب من الخيمه .. شوى وانتبهت ان الجورى تركض برا وهى تضحك وماجد يلحقها وشلها وهو يلاعبها .. يالله شكثر تعقدت الأمور وصارت الجورى تعتبر ماجد جزء ثاني لها وما تستغنى عن وجوده .. تفقده لمن غاب .. وما تقعد الا عنده اذا كان موجود .. أنا ادري ان حبه لها حب حقيقي .. لكن ..
"ماما .. " ماكملت أفكارها نادتها الجورى بفرح يوم شافتها .. وانتبه ماجد لمها وسارة اللى مقبلات على الخيمه .. نزل الجوري على الارض اللى راحت تركض لامها .. وتطير الرمل تحت خطواتها الصغيرة وهى تضحك .. شلتها مها وباستها .. وقف ماجد ينتظرهن يوصلن الخيمة .. " حي الله من جا .." تحفاهن عشان اللى في الخيمة يدرون ان به أحد جاي .. "الله يحييك .." ردت مها عليه بهدوء .. سبقهن ماجد ودخل قدامهن .. كان قلب مها يضرب بقوة .. سمت بالله ودخلت .. " السلام عليكم .." سلمت عليهم كانت امها قاعده جنب نورة ام محمد ونوف جنبها وروضة قاعده قدام الدّلال تقهويهن .. " عليكم السلام .." ردوا السلام وماعرفت مها من اللى رد ومن اللى تجاهل سلامها من رهبة الموقف كانت تحس بضغط شديد على أعصابها .. ماجد كان يراقب الوضع من بعيد بدون ماحد ينتبه له .. امه برود كامل ولا كأنه دخل عليهن أحد .. نوف مركزة على موقف أمها وعلى مها اللى تجرأت ودخلت تسلم بكل بساطة .. وروضه باين انها مستانسه وقفت تسلم على بنات عمها .. دنقت مها على مرة عمها " شلونس يمه " حبت خشمها وراسها .. " بخير الله يسلمس .." ردت نورة اللى ماتحرك فيها عصب .. التفتت مها على نوف تسلم عليها وكانت ساره وراها تسلم على مرة عمها .. " شلونس يا نوف .." نشدتها مها " الله يسلمس بخير .." ردت بصوت بارد .. وقفت روضه وحضنت مها بقوة " شلونس يا مهوي .. والله وحشتينا .." كانت فرحة روضه واضحه بعكس نوف .. " شوي شوي على مرتي كسرتي ضلوعها .." تكلم ماجد .. التفتت عليه أمه ببرود .. وعيونها من ورا البرقع تشتعل نار .. كان ماجد مقرر يوضح كل شي من البداية .. ويحط حد للماضي اللى يفصل بين العائلتين .. مها اللحين مرته ولازم الكل يفهم هالشي .. وأولهم مها .. " ندري مرتك ماقلنا شي بس لنا فيها نصيب .. " ردت روضه وهى تضحك وتوسع المكان لمها وسارة .. " ماحد له فيها شي .." تكلم ماجد بمزح لكن بصوت جاد " ويا ويله اللى بيزعل أم الجوري .." قال كلامه الأخير وهو يدغدغ بطن الجوري اللى كانت تضحك ..
مها ماتت في ثيابها من الفشيلة حاولت تطلع من هالموقف وهى تشوف نظرات عمتها نورة لها .. ونظرات نوف لأخوها .. "يمه نورة شلونس .. وشلون عمي .." كان هذا اول ماطرى على بال مها تقوله المهم تقطع الكلام اللى بين ماجد وروضه اللى يشعل الموقف اكثر .. " بخير انتي شلونس وشلون بنتس .."ردت عمتها .. " يسرس حالها الله يسلمس .. " ردت عليها مها وهى تلاحظ شلون شدت عمتها على كلمة (بنتس) كأنها مهي ببنت ولدها ولا لحمها ودمها .. التفت نوره لسارة .. " شلونس يا سارة .." نشدتها بدون نفس .. " بخير الله ينشد منس يمه .. شلونس أنتي وشلون عمي .." ردت ساره وهى قاعده ورا مها .. " بخير جعلس بخير .. " ردت نوره وهى تصد عنهن وتشوف ماجد يلاعب الجوري ..
البنات كانن يسولفن مع روضه ونوف كانت قاعده ساكته وماجد يلاعب الجوري .. " الا يمه هذي سارة مرة أحمد بن محمد ولد خالتس مادري خالة أمس ؟؟ .." .. قطع سؤال ماجد الكلام اللي يدور.. والتفت له الكل وعمّ الصمت .. وأكثر من كان منصدم مها وسارة .. اللى تجمدت من سمعت سؤال ماجد .. " ايه يمه .. وأم أمه تصير لأمي لكن والله يا ولدي مادري وش تصير لها اظنهن بنات خالة .. غير عرب(ن) فيهم خير وأحمد رجّال وماعليه كلام .." ردت نوره وهي تقهوى ..
كانت سارة تصب عرق مع أن الجو عادى حست ببرودة في أطرافها .. " الله الله في ولد خالتي يا سارة .. " قالها ماجد بمزح وهو يطالع ساره .. " ماعليه شر هو اللي يبي يعرس ماحد ضربه على ايده .." ردت ساره بعصبية حسوا بها الكل والتفتوا عليها باستغراب وأولهم نورة ونوف .. نغزتها مها من تحت لتحت عشان تهدا .. ضحك ماجد من رد سارة .. " ايه والله .. الله يعنيه عليس يا ساره كان ذا كلامس وهو ما بعد جا .. عز الله بتصير علوم .. " رفع عينه يراقب مها اللى نزلت عينها .. " هو قال لك بيجي .." سألته أمه .. " اي والله يمه .. يقول عنده اجازه وبيجي .. ضاق صدره هناك لحاله وذبحه البرد .." رد ماجد .." لام الله من لامه يا ولدي .. الغربة شينة .." ردت نوره على ولدها اللى كان ملتفت على ساره يشوف ردة فعلها وكمل كلامه " واستانس يوم قلت له انه صار عديلي .. ما صدق الا يوم كلمه فهد وحلف له .. قال خلاص بنخلي العرس واحد وانا اللى اتكفل به .." ضحكت أمه والبنات .. الا مها وساره اللى طاحت عليهن السلطه .. ساره كانت تنتفض .. ومها ماغير تمد ايدها تعدل جلالها على راسها كل عشر ثواني .. التفتت روضه لاخوها " يبي يلعب عليك ويحطها براسك عرسك وعرسه .." علقت على كلامه وهي تضحك .. " ايه يبيها كذا .. قلت له سلامتك .. ما انا بولي أمرك عشان ازوجك .." كان مزاج ماجد رايق وهو يسولف ويضحك .. ما يدرى عن الثنتين اللى يغلن من التوتر .. " والله انه ولد حلال ذا الولد .." ردت عليه نورة أما منيرة كانت مدنقة تلعب بفنجال القهوة وتدوره بين اصابعها وهي ساكته .. " ايه الله يذكره بالخير .. كلها كم يوم وتشوفينه عندس هنا .." رفعت ساره راسها بسرعه لا ارادياً يوم سمعت كلام ماجد .. لكنها بسرعه رجعت نزلته .. بس ما طافت ماجد هالحركة .. لكن كان لازم يمهد للموضوع خاصه بعد اللى سمعه من أحمد .. " توني أدري انهم يقربون لكم يام محمد .." تكلمت منيرة .. " ايه والله بس من بعيد .. لكن عز الله أمه مرة(ن) أجودية وبناتها مثلها .." ردت نورة .. " والله ما سمعنا عنهم الا كل خير .. الله يستر علينا وعليهم .." ردت منيرة ..
" موضي وينها ؟؟ .." نشد ماجد .. " راحت تشوف الغدا وتنكبه كنه خلص .. "ردت أمه عليه .. " وبنتها وينها ؟ "سأل روضه .. " بنتها معها .."ردت عليه روضه .. " وليش ماحد منكن قام معها يعاونها " سأل وعينه على نوف " ماله حاجه نروح الخدامات ثنتين معها والطباخ مسّوي الغدا .. " ردت نوف ببرود .. " وين المطبخ أنا بأروح أعاونها .." تكلمت مها وهى توقف كانت فرصة تطلع من هالجو المضغوط .. " سارة هاتي الجوري وحياس معي .. " كلمت أختها " روحن أنتن وخلن الجوري عندي ماعليها شر.." رد عليها ماجد بدون ما يرفع عينه لها .. قامت ساره ورا اختها .. " وأنا باروح معكن .." قامت روضه مع مها و ساره عشان يعاونن موضي على الغدا .. ماجد نظر لنوف نظره وصد عنها وقام طلع من الخيمة والجوري معه ..
ساره طلعت مع مها وروضه بس اعتذرت منهن في نص الدرب لخيمة المطبخ بصوت مهوب واضح وراحت لخيمتها هي وامها .. تبعتها اختها النظر وهي تدري وش بلاها .. بس الوقت مهوب مناسب ذلحين بعدين بتكلم معها لحالهن .. دخلت مها على موضي اللى سلمت عليها بمحبة ظاهرة .. وانشغلن بالسوالف وهن ينكبن الغدا للمجلس ولخيمة النسوان .. حد يشل وحد يحط والصواني تروح وتجي واللى يامر على الماء واللى يامر على اللبن .. برغم التعب وبساطةالأكل اللى كان مجرد عيش وخروف مفطح مقسوم بين الرياجيل والنسوان الا ان الغدا كان لذيذ .. يمكن تغير الجو ويمكن لمة الأهل .. ويمكن بساطة المكان .. تغدا الكل الا سارة اللى اعتذرت بان راسها يعورها وقعدت في خيمتها .. وبعد الغدا كل(ن) راح لخيمته عشان يقيل ويرتاح .. كانت مها منسدحه جنب الجوري اللى من حطت راسها رقدت على طول من التعب واللعبة طول اليوم وأمها راقده بعد .. وسارة معطتها ظهرها وماتدرى هى رقدت صحيح والا ماتبي تكلم أحد .. رجعت مها تهوجس هذي أول مواجهه مع بيت عمي وعدت على خير .. كان لوجود ماجد أثر كبير في هالشي .. الحمدلله انه كان موجود والا الله العالم وش كان بيصير .. صح كلامه ما كان ماله معنى وفشلها قدام أهله .. بس أول مره تحس أنها تنتمى لأحد " هذي مرتي .. وماحد له فيها شي " كانت كلمات ماجد ترن فى راسها .. وكله عشان الجوري ..!! ..الله يسامحك يا منصور .. ظلمتنى وانت حي .. وظلمتني وأنت ميت .. وهذي النتيجة ..!!! التفتت تشوف امها واختها اللى قيلن بعد الغدا .. ضمت بنتها لصدرها ورقدت ..
::
::
::
وفي خيمة ام محمد اللي كانت مقيلة وبناتها عندها كلهن .. " وناسه والله ان بيت عمي جو معنا .." قالت روضه بصوت واطي وهى منبطحه جنب اختها نوف عشان ماتزعج موضي وامها اللى رقدن .. نزلت نوف الرواية اللى كانت تقراها .." وين الوناسه ان شاء الله ..؟؟ " .. "ان كلنا نطلع مع بعض مثل قبل خاصه انه من زمان ما شفناهم .. بعدين شفتي الجوري فديتها تجنن .. والله ماتخيلتها كذا حتى امي حبتها .." صدت عنها نوف تكمل قرايه " اقولس .. قيلي احسن لس .. قبل تقوم عليس امي .." ما كان عند نوف الرغبة انها تسولف .. ولا عن بنات عمها بعد !! .. " وانا وش قلت عشان تقوم علي أمي .." صدت روضه ورقدت على ظهرها " الكلام معس ضايع اصلا.. اموت واعرف ليش ماتحبينهم ؟؟ " سألت نوف وهى تلحّف .. " حبس برص .. قيلي اقول لس " التفتت عليها نوف بعصبية وقطت عليها هالكلمه وصدت عنها .. حطت روضه راسها عشان تقيل هي بعد لأن المقيال أحسن من المناقر مع نوف ..
::
::
::
توعت مها وكنها تسمع أذان .. فتحت عيونها .. شافت الخيمة وتذكرت هي وين .. شافت بنتها راقده جنبها لحفتها .. التفتت على مكان أمها وكان خالي .. انتبهت على سارة اللى كانت رابطه راسها بجلالها ومغطيه عيونها .. شكل راسها يعورها صحيح .. قامت عشان توضا وتصلي العصر .. نادت فاطمه وقالت لها تجيب لها ماي حار من خيمة المطبخ عشان توضا .. وقفت مها عند باب الخيمة تشوف برا .. انتبهت على سيارة ماجد .. من بعيد .. كان ينزل ثيابه وهى معلقه ويدخلها خيمتهم .. شوى وطلع لخيمة المجلس .. جابت فاطمه الماء الحار .. خذته منها مها وراحت ورا الخيمة .. مشكله الواحد وين يتوضا والمكان مكشوف كذا .. راحت لها في زاوية توقعت صعب احد يكشفها .. سمّت بالرحمن وقعدت توضأ .. خلصت دخلت الخيمه وخذت فوطه تنشف وجهها وايديها .. بدأ الجو يبرد شوي .. قررت لمن صلت تشب ضو في الخيمه عشان تدفيها قبل الليل .. لبست جلال الصلاة وتوجهت للقبلة مثل ما شافت العيال يصلون الظهر وكبّرت ..

توعت سارة على صوت أختها وهى تسبحن .. 

التفتت لها بعيون حمرا ومنتفخه .. " يعورس شي .." سالتها مها وشكل أختها ما يطمن .. رفعت سارة راسها بثقل .. " أحس راسي بينفجر .. بس كنه أشوى بعد البندول والنوم .." غمضت عيونها وهي تضغط على راسها بقوة عقب ما فكت الجلال اللى رابطته به .. " جويعه اجيب لس شي تاكلينه .. تراس ماتغديتي .." سالتها مها .. كانت سارة متربعه وحاطه راسها بين ايديها " لا مانى مشتهيه شي .. أحس كبدي ثقيلة .." .. قامت مها من سجادتها وطوتها وقربت جنب اختها وقعدت مواجهتها .. حطت ايدها على رجل اختها بحنان " السوري .. وسعي صدرس ترى مابه شي يستاهل .. مهوب هذا كلامس لي اليوم .. " ساره غصتها العبرة وماقدرت ترفع عيونها تشوف اختها .. " السوري يا قلبي .. تعوذي من الشيطان شبلاس ..؟" .. كانت سارة تبكى بألم .. " ماتوقعت .. حتى هنا .. وش اسوى .. " رجعت تبكى بحرة .. " لا اله الا الله .. ذلحين انتى ليه مسوية مناحه ..؟؟ وسواء جا والا ماجا أنتي ماخذته ماخذته .. ليه تقهرين بعمرس وتسبقين الشر ..؟؟ " حاولت مها تخفف عن اختها اللى رجعت تبكى بقهر .. " شوفي السوري .. ابوى يمكن غصبس على ذا العرس لكن تأكدي أنه مهوب قاطس لاي واحد .. ولو انه شاف عليه اصغر زلة كان رده هو لحاله بدون ما يشاورس .. تراه لاهو بأول واحد ولا بأخر واحد يخطبس ويرده ابوي .. لكن النصيب لجا ماحد يقدر يمنعه .. ولو هو نصيبس خذيتيه غصب عن ابوى وعنس .. ولو نصيبس معه بيوقف ما خذيتيه لو اجتمعت الانس والجن .. " .. كانت ساره تبكى وتناشق بصوت يعور القلب " بس .. يوم عييت .. ليه يغصبني .. ليه .. يشاورني " كانت ساره تشهق بين كل كلمة والثانية وماتقدر حتى تنفّس عدل من الانفعال .. " يا بنت ماتدرين وش الخيرة فيه .. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. وما حد يدرى عن الغيب .." ضمت مها اختها لصدرها وهى تبكي .. وكانت تسمع اختها تردد حسبي الله ونعم الوكيل بصوت واطي .. حسبي الله ونعم الوكيل .. انقبض قلب مها .. السالفه مهي بسالفة عرس غصب .. يا خوفي يا السوري لا يكون في قلبس شي وخاشته ضمتها لين حستها هدت " قومي اغسلي وجهس وتعوذي من الشيطان .. وين اللى بتهجم معي والكلام اللى الظهر كله .. " ابتسمت سارة وهى ترفع عيونها اللى كلها دموع لأختها " عز الله ما نفعتيني يا سويرة .. " ابتسمت مها لأختها بطيبة .. " لا ماعليس .." ردت ساره وهى تمسح عيونها " هذا فاصل اعلاني بس .. نفرغ الخزان عشان نقدر نحتوى أكثر " وضحكت ساره واختها ..
::
::
::
كان ماجد في خيمة المجلس ينفخ على الضو عشان تشب .. وعنده معاميله واغراضه عشان يسوي القهوة .. أبوه طلع مع عمه بالسيارة .. قالوا بيروحون قريب وبيجون .. ولا يدري قريب ذا وشو .. وتركي عده راقد في خيمته .. زين قهوته وعقب ما خلصت حطها على جال الضو عشان ما تفور .. وقام عشان يشب ضو خيمة أمه .. طلع من المجلس متلطم .. وما وعى الا بدخان يطلع من خيمة عمه .. لعنبو غيرهم احترقوا .. ركض ماجد بلا شعور صوب خيمة عمه ودخلها على طول حتى ما تنحنح .. تفاجأ بوحده قاعده قدام الضو تنفخ وعيونها تدمع و وجهها أحمر .. و وراها وحده تصلي وتكح .. " انتي خبل .." صاح في اللى عند الضو .. تشبين ضو بوسط الخيمه ؟؟"
رفعت مها عيونها متروعه تشوف من ذا اللى يصيح عليها .. ما انتبهت له من الدخان والريحة .. وما انتبهت انها ماعليها الا جلال .. " قومي و وجع " صاح فيها وهو يمد ايده يسحبها من ذراعها .." وين الجوري .. " هزّ ذراعها اللى بيده وهو يصرخ فيها وعيونه تدّور في الخيمة .. " الجورى عند امي .." ردت بصوت واطي .. " تبين تحرقينا .. تو الناس ما كملنا يوم .." كان يصيح فيها و وجهها قريب من وجهه .. عرف النظرة وعرف العيون .. كان يشوف عيونها الحمرا من الدخان .. وخشمها الاحمر .. وعيونها اللى تدمع .. لأول مره تكون بالقرب هذا منه .. حس بيده تنغرز في لحم ذراعها بدون شعور .. كان احساس الألم باين على وجه مها بس ما نطقت ولا حتى بآه .. " اخلصي أنتي ياللي تصلين .." فكّ مها بقوة وصاح على اللى تصلي وراها .. ساره قطعت صلاتها اول ما سمعته يصيح على مها وهى تضحك بس ما قدرت تلف .. " فكي حجاب الخيمه مناك .. تحركي .. " صاح على مها اللى وقفت تمسّد ذراعها مكان قبضته .. راح يفك الحجاب من يمين الباب .. وخذت مها اليسار ..
سارة لفت جلالها على وجهها و وقفت جنب أختها وعطتها نقابها .. " وش ذا .. " نشدتها مها باستغراب .. " نقابس .." ردت سارة وهى خانقتها الضحكه على شكل مها .. اللى انصدمت انها كانت تكلم ماجد بدون نقاب .. وشلون .. تجمدت ايدها يوم وعت على عمرها .. صدت عنه بسرعه تلبس نقابها .. سارة طلعت منها وهى تضحك ما استحملت منظر اختها اللى يفشل ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات