بارت من

رواية قلوب محرمة على النسيان -32

رواية قلوب محرمة على النسيان - غرام

رواية قلوب محرمة على النسيان -32

الا بأقول .. وش ناقصنى أنا عشان أعيش ذى العيشه .. جاوبينى وش فينى من عيب عشان أعيش نص رجال في بيتى ..؟؟؟ " .. حست أنه وصل أخر صبره فما حبت تضغط عليه أكثر ..
" ترى أمى مهوب ساكنه عندك .." قالت له وهى تحاول تغير الموضوع .. " عندى ..؟؟ .. اسمها عندنا .. اوووه صح نسيت أنس قررتى تسكنين معها هنا .. بس معليش سؤال سخيف شوى ليش ماتبي تسكن عندنا ..؟؟" رد عليها وهو يشدد على آخر كلمه .. " ماراح تسكن الدوحه خير شر .. " تجاهلت مها قصده .. " وين بتروح .. والملحق اللى بنيته لها .." سألها مستغرب .. " الملحق ما خذيت رايي فيه قبل تبنيه .. " رفعت عيونها له بعتب .. " ومهوب ماخذ رايس في غيره .. العلم الغانم ماحد يشاور فيه .. وين بتروح .." كان غضب ماجد وضيقه يتراكم فى نفسه شوي شوي .. " بتروح عند خالى .. " .. " ليه .. ".. " تقول تبي تغير جو وترتاح .." ردت والعبره خانقتها .. " زين .. كله واحد تروح وترجع مكانها محفوظ .. " .. " ما أظنها بترجع .. " قالت وهى تشهق .. " انتى ذلحين شفيس .. ليش تبكين .." قرّص عيونه فيها .. " لو راحت باروح معها .. " قطت الرد وهى متوقعه وراه عاصفه .. بس ما تخيلت ردة فعله اللى صارت .. " ايش . ما سمعت .. عيدي .." قعد على حيله .. " قلت لك بأروح معها .." حاولت يكون صوتها واثق وهى ترد عليه .. خلاص ماعاد فيه مجال تتراجع .. " وأنتى مالس والي .. بتروحين معها ورجلس .. أنا .." .. " أنا ما أقدر أخلى أمى .." .. " وأنتى بزر تبين أمس تسحبس وراها لكل مكان .. شكل المعامله الطيبه غرتس وظنيتى أنس تقدرين تتحكمين فينى .. ترانى عادنى ماجد اللى تعرفينه .. ما أخلى أحد يدوس لى على طرف .. إن بغت تسكن عندنا العين أوسع لها من المكان .. ما بغت عزيزه وغاليه تروح المكان اللى يريحها لكن أنتى .. مكانس معى .. إن شاء الله أسكن فى جحر .. موضوع روحتس مع أمس تنسينه سمعتى .. " رد عليها بكبرياء غضب كان يملاه .. " ما راح أنساه .. ليه أقعد عندك عشان تهينى وتذلنى .." وقف وعيونه مسوده من الغضب " أهينس .. أنا ماجد أهين مره ؟؟.. والله ما عرفتى الاهانه عدل والا ما قلتى انى اهينس .." مها تراجعت وراها لا شعوريا وهو تشوفه يقرب صوبها بهدوء و وجه مسوّد من التوتر .. ندمت على كلامها وتمنت لو تقدر تسحبه .. بس ما عاد يفيد ..
" أنا بأوريس الإهانه عشان تعرفين تفرقين عدل .." تجاوزها ومشى صوب الباب يقفله .. مها سمعت في صوت المفتاح اللى يدور .. صوت حكم قاسي بيتنفذ فيها .. " ماجد أرجوك .." كلمته بصوت يرتجف .. " ترجينى .. ذلحين .. " سحبها بقوه لصدره .. وجرها للسرير وحذفها عليه .. " ذلحين يا بنت عمى بتعرفين معنى الذل والأهانة .. لمن خذيت منس حقى غصب(ن) عنك .." .. " لا الله يخليك اسمعنى بس .." .. لكن كان غياب العقل .. وحضور الغضب حاجز كبير يخلى الأنسان يتهور .. ويسوي أشياء ممكن فى وضعه الطبيعي ما يسويها .. لما تهب ريح الغضب تطفي نور العقل .. ويصير الأنسان مثل القشة اللى يتلاعب بها الهواء .. مالها اى جذور تمسكها وتمنعها تطير .. يفقد الانسان كل المبادئ اللى تفرقه عن الحيوان .. ساعة شيطان .. تلغى سنين من ضبط النفس والنقاء والطيبة ..
::
::
::
صحت مها لحالها .. تلملم المنثور من مشاعرها .. اللى أهدرها ماجد .. والمممزق من احساسيسها اللى ذبحها بتصرفه .. عادى كلهم نفس الشي .. أعماها الموقف عن أنها تشوف الأسباب اللى دفعته للتصرف اللى سواه .. وأنها جزء من الأسباب إللى أدت للموقف هذا .. قامت وراحت للحمام تغسل الألم والوجع وقبلهم تغسل لمساته ..
تفاجأت أن أغراضه اختفت من الحمام .. طلعت برا فتحت الكبت ما لقت ثيابه .. ولا شنطته .. رحل .. أحسن لى وله .. لأنى ما أقدر ارفع عينى فيه بعد اللى سواه .. ولا أتحمل شوفته .. نزلت دمعه ماعرفت تفسرها .. لفت وراها ورجعت للحمام ..
طلعت صبحت على أمها " وين الجورى .. " .. " مع فاطمه تريقها .. رجلس تريق .." .. " طلع من بدري .. " .. " الله يحفظه .. برزتى أغراضس وأغراض بنتس .. " .. " ماتبي لها شي .. يومين بس مانحتاج اغراض واجده .." .. " زين يمه لاتنسين تبرزين لنا قهوه وقناد ناخذها معنا .." .. " ان شاء الله بأقوم ابرزها ذلحين .. " .. " أفطرى وبعدين سويها .. " .. " مانى بمشتهيه .." .. قامت مها بقلب ثقيل يملاه الحزن والوجع على الحال اللى وصلت لها مع ماجد .. عقب ما قالت تعدلت الأوضاع رجعت وتعقدت أكثر .. قامت تشغل نفسها بأى شي بس ما تتذكر اللى صار ... لكن مع مرور الوقت زاد توترها أكثر .. وصار الليل يشكل له مصدر رعب كبير .. شلون بتواجهه .. وش بتقول له .. شلوه بيعتذر منها على اللى صار .. شلون بتنام معه على نفس السرير عقب اللى صار .. ما اتصل فيها طول اليوم ولا حتى عشان يسأل عن الجورى .. هالصمت الغريب زاد خوفها وتوترها .. تعشت مع أمها ورفعت لماجد عشا .. قعدت تنتظره لين صارت الساعه 12 الا ربع .. شوى وصلها منه مسج .. _ لا تنتظرينى .. برزوا عماركم السفر الخميس الصبح _ تفاجأت من المسج .. وش قصده .. وين بيروح .. شوى وصلت رساله وسائط فتحتها ..
اباتركك للوقت و أنت وضميرك
إما تغيب العمر والا تجيني
بالحيل ظامي ما رواني غديرك
و بالحيل عنك بعيد لا تحتريني
أنا ضرير الوقت وأنا ضريرك
بعيد لكن كنك قدام عيني
يمكن مع الايام باحب غيرك
مادام قلبك صادقٍ مايبيني
يمكني ادله وانكر اني عشيرك
و بعد ارتحال العمر يمكن تجيني
أبي قليل الحب ما ابي كثيرك
ارجوك عطني بس لو بعض ديني
شرك محى في صفحة العمر خيرك
وحبك تركني هايمٍ في سنيني
و انا ادري ان كل الحكي ما يثيرك
لكن لزوم اقول وش صار فيني
لابد ياتي يوم و تعرف مصيرك
و تقول بعد غياب عامين ويني
خل الهوى خله لغيري وغيرك
ذا ما جنته ايديك ماهي يديني
اباتركك للوقت لازم يديرك
ولا جيت اباصافحك فاقطع يميني
تجمدت الدمعه فى عيون مها .. خسرته .. وخسرت كل اللى تحبه معه .. ندمت .. لأول مره فعلاً تندم على شي .. ماعرفت أكسبه .. ليش بس .. مستعده اسامحه بس يرجع ..
.. وقامت تجهز شنطتها وشنطة بنتها .. وقررت تعدل الأوضاع .. يومين .. وهل تكفيها تعدّل جروح سنين ..؟؟
بكت لحد ماحست أنها ماعاد فيها دموع .. مسحت وجهها ::
::
::
ماجد .. ماعاد رجع لبيت عمه .. أم ناصر استغربت وسألت بنتها .. " يجهز أغراضه حق السفر يمه .." هذا كان العذر .. ثلاث ايام مرت على التصادم بين مها وماجد .. اليوم الخميس .. مرهم ماجد الصبح ياخذهم وفهد خذا أمه وخواته للمطار .. "صبحس الله بالخير يمه .." .. " مرحبا يبه صباح النور .. شلونك .. " .. " بخير ربي يسلمس .. شحالس أنتى .." .. " الله ينشد منك .. وين أمك يبه .." .. " خذاها فهد للمطار .. البنات تعلقوا معنا يبون يروحون وحجزت لهم .. ماتشلنا السياره فخليته يسبقنا معهم .." .. " الساعه المباركة يا ولدى .. جعل يحججونك عيالك .." .. " الله يجزاس خير .. وين مها .." .. " داخل تسكر الشنط .." .. " يا مهاااا .."
ثلاث ايام ما سأل عنها .. واليوم بتشوفه .. ويومين بتكون معاه .. لازم تضبط نفسها .. وماتبين له شي .. ولا حتى أن هجره اثر فيها .. لازم ترد له الطاق طاقين .. لكن بطريقه تخليه يرجع لها .. صح هو غلط فيها .. بس هى كانت دافع قوى للغلط هذا .. ماتبي تخسره لآمنه ولا لأى وحده غيرها .. تبيه لها بس زوج وأخو وسند ولبنتها الابو اللى انحرمت منه .. ماعاد لها غيره .. لازم تحافظ عليه لازم .. كانت فى أقصى حالات التوتر . . تسكر الشنط وترجع تفتحهم .. وتنسى تحط شي وترجع تتذكره .. مشتتة بشكل كبير .. غمضت عيونها وحاولت تاخذ نفس عميق تهدي قلبها .. " يا مهاااا .." .. تيار كهربا سرى في جسمها كله من سمعت صوته .. وراح كل ضبط النفس والتصرف ببرود قدامه .. قامت وطلعت وراحت للمطبخ .. خذت لها كوب ماى بارد وشربته على مهل .. شوى ودخلت عليها فاطمه " بابا مادد برا يبي انتى .." .. " زين .. تعالى طلعى الشنط .." ..
كان ماجد واقف يلاعب الجورى وفى ايده فنجاله ينتظر مها تطلع له .. " صباح الخير .." .. " صباح النور .." تفاجأ بدخولها عليه .. وتفاجأ أكثر لما شافها لابسه العباة ومتنقبه " شلونك .." .. " بخير الله يسلمس .. " .. " يالله يمه ترى تأخرنا .. " نزل فنجاله وهو يستعجلهم .. شل الجورى وسبقهم للسيارة ..
لبس نظاراته وهو ينتظرهم .. راسها يابس .. تبي تحرمه حتى شوفتها .. معها حق .. عقب اللى سويته شلون تبيها تشوف وجهك .. اللى سويته غصب عنى .. البالون وهو جماد اذا زاد الضغط عليه انفجر فشلون بالبنى آدم .. تنهد بعمق وهو يتذكر الليله اللى كسر فيها كل الحواجز بينهم .. الليلة اللى تمناها بس موب بالطريقه اللى صارت .. مهما كانت الأسباب فالنتيجه كانت وحده .. غرست حبها فى قلبه بشكل أعمق وأقوى .. وصارت الخيارات معاها اصعب .. أستغفر الله .. شغل روحه مع الجورى وهى تسولف عليه .. ركبت أم ناصر وعقبها ركبت مها ورا جنبها .. " مها تعالى قدام ممنوع البزران يركبون لحالهم جنب السواق .." .. " رفعت عينها له وهو يراقبها من ورا النظارات .. نزلت بهدوء وركبت جنبه ونطت الجورى من بينهم عشان تقعد ورا مع جدتها .. تحرك ماجد متوجه للمطار ..
وصلوا على الوقت .. ونزلوا أغراضهم ودخلوها وخلصوا الأجراءات ودخلوا صالة الدرجه الأولى .. تفاجأت مها بروضه ونوف واستانست وحست أن الرحله بتكون أونس واقل توتر بوجودهم معها .. سلمت على عمتها وعلى فهد .. وقعدت جنب البنات ينتظرون وقت الرحله ..
::


الجزء الثامن والعشرين

و الأخيــر
كانت الرحله هاديه وماجد كان بعيد عن مها ما صارت فرصه تكلمه .. تنهدت .. وقالت بأصبر لين نروح الفندق أكيد بالاقى فرصه .. نزلوا مطار جده ومن هناك خذوا سياره وتوجهوا لمكه .. طافوا وسعوا .. وكانت أم محمد على كرسي ويدفها ولدها فهد .. وأم ناصر على كرسي ثانى ويدفها ماجد .. والبنات الثلاث وراهم .. خلصوا عمرتهم وتحللوا من احرامهم ورجعوا الفندق ..
مالقى ماجد إلا جناح فيه غرفه وصاله وثلاث غرف وحده منهم مشتركه مع الجناح .. تشاركت أم محمد وأم ناصر في الغرفة اللى فى للجناح .. ونوف وروضة فى الغرفة الملحقة فيه .. وفهد خذا له غرفة واضطر ماجد يشارك مها الغرفة الأخيره عقب ما شاف انها مهى بزينه فى حقه تقعد مع خواته والمكان ضيق وترك الجناح لأمه وأم ناصر عشان ياخذون راحتهم .. طلبوا لهم غدا ودخل ماجد الحمام عشان يتسبح ويغسل راسه عقب ما تحلل من احرامه .. طلعت مها لحجرة البنات وقعدت معاهم شوى .. جا الغدا .. روضه نكبت غدا أمها وأم ناصر وقعدت تغدا معهم .. نوف قعدت تغدا وتغدي الجورى على الطاولة .. " ما تبين غدا .." سألتها نوف .. " مالى خاطر .. بأنكب لماجد وبأوديه له .. فهد ما يبي غدا .." سألت مها وهى تمد يدها تاخذ صحن .. " قال بينزل البوفيه .." ردت عليها نوف وهى تاكل .. خذت مها الصحن ونكبت غدا لماجد .. حطته على الصينية وراحت للحجره .. دخلت كان الليت مبند .. مشت شوى شوى وحطت الصينيه على الطاولة .. شافت أحد راقد على السرير .. قربت منه .. قعدت جنبه .. " ماجد .." همست وهى تلمس ايده .." نعم .. " رد عليها وهو مغمض عيونه .." جبت لك غدا .." .. " مابي .. " .. " لازم تاكل .. من الصبح ماكليت شي .." .. لف عليها وهو ساكت .. " قوم .. أكل لك لو شوي .." مسكت ايده .. قعد وقامت وهى ماسكه ايده تبيه يقوم معها وقف معاها واتجهت للطاولة .. حطت الصحن قدامه والسلطة واللبن .. " تغديتى.." سألها .. " لأ .. " .. " تغدي معى .. " .. " ماجد .." نادته بصوت واطي .. " تغدى الله يرحم والديس ابي أقيل شوي قبل العصر .. راسي يعورنى .." رد عليها بتعب .. " تبي بندول ..؟؟" .. " لأ .." مدّ ايده ياكل بهدوء .. " تغدي .." أمرها بصوت واطي لكن حازم .. " ان شاء الله .." قربت تاكل غصب .. وهذى ثانى فرصه تضيع عشان تكلمه .. بس تعرفه لو تكلمت زياده كان بيعصب وهذا ابد موب وقت تخليه يضيق منها .. بلعت اللقمة غصب وهى تشوفه ياكل بصمت ..
أذّن العصر نزل ماجد وأمه وأم ناصر ومها ونوف .. وبقت الجورى مع روضه فى الفندق .. صلوا العصر فى الحرم عقبه خذاهم ماجد عند ماء زمزم يشربون منه .. وشربن من الماى ورشت أم ناصر على راسها .. وطلعن وراحن للفندق مثل ما قالوا لماجد .. دخلن القسم حقهم ولقوا القهوة موجوده قعدوا يتقهوون لين يجي ماجد .. " يمه .. أبي أروح السوق أنا ونوف ومها عقب صلاة العشا .." قالت روضه عقب ما قعدت جنب أمها وهى تحب ذراعها .. " وين بتروحن .." نشدتها نوره وهى تقهوى .. " أسواق الحجاز اظن كذا اسمها فيها فساتين حلوة وملابس ماركات .. نبي نروح نشوفها .." ردت عليها بنتها وهى تفاول من التمر .. " لا تروحن لحالكن خلن حد من العيال يروح معكن .. " ردت عليها أم محمد .. " بأقول لماجد يودينا .." قالت روضه .. " خلى ماجد .. شوفى فهد يوديكن .. " ردت امها عليها .. " يمه مها مهوب رايحه معنا لو فهد ودانا .." برطمت روضه وهى تشوف مها .. " باروح عادى بس الجورى بناخذها معنا ؟؟.. " سألت مها وهى مدنقة تصب فنجال لأمها .. " الجورى ازهليها عندى .." قالت أم ناصر " لا تشيلين همها .." كملت وهى تاخذ الفنجال من مها .. " جعلنى ما اذوق حزنس يا يمه .." ردت روضه مستانسه وهى تحب راس أم ناصر .. مها كانت ساكته .. ماعلقت تفكر فى ماجد اللى للحين ما رجع من يوم طلع يصلي العصر معهم .. " ماجد ما كلمس يا مها ؟؟.." سألتها عمتها كأنها عرفت وشو فيه تفكر .. " لا والله يمه .. عدي به يومنا فى الحرم .." ردت مها وهى مدنقة تغسل الفناجيل .. " دقي عليه يمه خليه يجي يتقهوى معنا .." ردت عليها عمتها .. " ان شاء الله .." خذت جوالها ودقت الاتصال السريع .. مسكر .. تضايقت مها بس ما بينت " جواله مسكر يمه والا فى منطقة مافيها ارسال .." .. " الله يحفظه .. " .. اللهم آمين .. رددت مها فى قلبها .. قبل آذان المغرب توضوا ونزلوا كلهم وهالمره قعدت نوف مع الجورى وراحت روضه .. صلوا المغرب وقعدوا فى الحرم عشان يصلون العشا مرة وحده .. جو روحانى يغمر النفوس ويطّهر القلوب .. مساحات من الرحمة والمغفرة تحتوى الأنسان مهما كان ذنبه كبير .. رحمة ربه أكبر .. احساس شفاف من الروحانية يملأ الهوا اللى تتنفسه .. هوا مختلف .. تحسه غير عن أي مكان ثانى .. تحسه يملا العروق والروح .. ترتوى بحب الرحمن الرحيم ..
::
::
::
عقب ما صلى العشا رجع ماجد للفندق .. ودخل غرفته على طول .. سكر جواله وطفى الليت ورقد على السرير .. رجع له وجع الراس بتواتر أكبر .. كان يبي يجى لحاله يومين ويسافر بدون ماحد يدري .. بدون هالضغط اللى عليه .. وقربها منه .. كل ماشافها تذكر اللى صار .. كل لمسه منها تزيد الذكرى حطب .. وقلبه نار .. ما يحتاج يحترق أكثر .. ضغط على راسه وهو يتنهّد بألم ..
توعى على صوت الباب ينفتح .. ما رفع راسه هى يسمع صوت خطواتها تدخل عليه .. " ماجد .. شفيك .." وصله صوتها بقلق .. " مافينى شي راسي يعورنى .." رد بجفاء .. " يعورك شي .." رجع نفس الصوت المليان خوف يوصله .. " لا .." ردّ وهو يتنهد بصبر .. " حاولت اتصل فيك جوالك مسكر .." سألته .. " خير ؟؟.." رد عليها وهو للحين مغطى عيونه بايده .. بلعت ريقها من لهجته الجافه " أمى نورة كانت تبي تطمن عليك .. من العصر ماشفناك .." شرحت له وهى تقرب من السرير في الظلام .. " ترانى كنت حاجز لحالى ابي الفكة من الصدعه وين رحت وين جيت .." رد بقلة صبر ..سكت شوى ورجع يكمل كلامه " بزر أنا باضيع يوم تدورينى .." سألها بنبرة حاده .. " ماجد .. الله يخليك .." .. " خلاص .. " قطع جملتها وكمل " هذا أنتى شفتينى روحى طمنى امى .."..
قربت قعدت جنبه .. حاولت تمسك ايده .. سحبها منها .. " ماجد انا آسفه .." قالت وصوتها يختنق من العبرة .. تنهد بصوت .. " مها الله يرضى عليس مانى بفاضي لحركات الأفلام .. اخذى حاجتس واطلعى راسي يعورنى .." رد عليها وهو يعطيها ظهره يبي يرقد .. " اسمعنى شوي .. أنا أدرى أنى ضغطت عليك واجد .. بس والله غصب عنى .. لكن أوعدك لمن رجعنا للدوحة كل شي بيتغير .." .. ضحك بصوت واطى .. " من اللى بيرجع .." سألها بسخريه .. " حنا .." ردت بشك .. " معليه .. هذا إن رجعت الدوحه .." جفلت مها من كلمته ولا شعورياً تراجعت وراها " بترجع ان شاء الله .. وش ذا الكلام .." .. " أنا لى طريق غير طريقكم .." رد بألم .. " ليه وين بتروح .." سألته واصابعها متشابكه فى حضنها بتوتر.. " أنتوا بترجعون أنا باسافر لحالى .." ضغط على راسه بايده .. " وين بتروح .." سألته بهمس .. بخوف من اللى جاي .. " مهوب شغلس .." رد ببرود .. " ماجد .. انا ابي ابدا صفحة جديدة معك .. خلنا نرجع للدوحة يومين وعقبها تقدر تسافر .." ترجته بهمس يمكن يلين .. " لأ .. أمورى مترتبه اسافر من هنا .. " رد بصوت قاطع .. " بس أنت ماقلت لى .." سألته بعتب .. " ومن متى صار لازم أقول لس .. من متى ؟؟.. وحضرتس تقولين لى شي ؟؟.. " سألها وهو يرفع صوته على اخر الجمله " كل اللى أسمعه منس .. أنا .. ولحالى .. وترجع لحالك مثل ماجيت لحالك .. نسيتى والا أذكرس .." ذكرها بمرارة .. " من متى كنت أنا وأنتى شي واحد يا مها .. من متى .. المرة الوحيدة الى صار فيها هالشي كانت غلطة .. تذكرين والا اذكرس .." رد عليها بقهر وهو يحاول يجرح نفسه بجرحه لها .. " ماجد .. أرجوك .. ترى ابي احل كل شي معك .. " بلعت ريقها وهى تحاول يطلع صوتها طبيعي .. " ذلحين ..؟؟ توس تتنتبهين ..؟؟ ضغطت على نفسي عشانس .. وصبرت وتحملت .. وش الفايدة ..؟؟ قلبس حجر ومستحيل يلين .. وهذا هدوءس اللحين نزوة .. يومين وترجعين لطبعس .." قط الكلام فى وجهها وحمّله أكبر قدر من الوجع والألم .. وقفت بدون وعى .. وهى تحس بالدم يفور فى راسها
" تحملت .؟؟؟ صبرت ..؟؟ وشايف عمرك مسوي فينى جميله يوم تحملتنى يا ولد عمى ..؟؟ لا .. لا تذكرنى لأنى ما نسيت .. أنت شكلك اللى نسيت وأنا اللى بأذكرك .. منهو اللى تحمل الثانى ورضى فيه غصب .. منهو اللى وطا راسه وسكت ما اشتكى .. " مشت وراها للدريشه وعطته ظهرها وكملت بصوت ميت" من اللى تحملت أخوك وتحملت ظلمه وسكتت وشافوا سكوتها إدانة لها .. وهى ما سكتت إلا من طيب اصلها .. من اللى تحملت ظلمك وظلم أهلك وقالت معليه لحم ودم .. وكل واحد يسوى بأصله .. من اللى يعرف سوايا اخوه واخطائه ومع ذلك ما فكر ان هالانسانه اللى يتهمها أخوه احتمال تكون بريئة ..؟؟؟ من اللى حملنى خطا أخوه ولا فكر في انى شوفته لحم وجهه .. واللى يمسنى يمسّه زين والا شين ..؟؟ " لفت عليه وكملت بهدوء قاتل " من اللى طرد مرة اخوه لا تحّاد في بيتها .. طردها في الشارع كنها بنت شوارع مهوب لحمه ودمه .. وقال لها بيت أخوى يتعذرس .. منهو يا ماجد .. " ..
ضاقت الدنيا فيه .. حذف اللحاف اللى حسه قطعة من جمر تغطيه .. ورجع له كل شي كأنه اللحين قدامه .. كل الوجع والألم والحزن والظلم .. وقف قدامها و وجه مسّود من الغضب .. عرق وحد كان ينبض في خده بجنون .. لكن هى كانت واقفه قدامه ببرود .. بعد ما فجرت كل الماضي فى وجهه .. ما يبي يسامح ولا يعطيها فرصه .. خلاص .. ماعاد به صبر .. ولا عاد به قلوب تحمّل الوجع وتكتمه .. ولا عاد فيه شي يستاهل تسكت عشانه .. وهذا الوقت المناسب عشان تفتح الجرح .. اللى في قلبها وموجعها من سنين ومسمّم حياتها معه .. يا ينظف ويطهر ويبرا صح .. ويرجع لها مثل ما تبي وتكون له .. يا يتحدد مصيرهم من اللحظه هذى وتريحه وتريح عمرها من العذاب .. الله ما يرضى بالظلم وهم ظلموا أنفسهم واجد .. كان لها نصيب معه عاشته .. وكان نصيبه مع غيرها .. يروح الله يسعده .. بس على الأقل تكون روحها مرتاحة وما فيها صديد يسمّم باقى ايامها فى الدنيا .. يكفيها اللى عاشته .. ماعندها استعداد توطي راسها للماضى أكثر ..
قررب منها ولو الأنفاس تحرق كانت هى من زمان رماد قدامه .. " أخوى راح الله يغفر له .. فلا تظلمينه عشان تبررين موقفس .." رد وهو يرّص على ضروسه .. " أخوك راح للى أعلم منى ومنك به .. بكل صغيرة وكبيرة .. الله يرحمه ويغفر له .. ولو علي أنا ما ترحمت عليه على اللى سواه فينى .. " الألم فى خدها خلا باقى الجمله تموت على شفايفها .. غمضت تحس بطنين فى أذنها .. خذت نفس عميق .. انفتح الجرح ولازم تتحمل .. رفعت له عيونها وهى مليانه دمع بارد " ثانى كف يا ولد عمى منك .. هذى وصاة ابوى الله يرحمه لك .. بيض الله وجهك بس .. أولها أخوك وتاليها أنت .. " مشت من جنبه بهدوء ولقطت نقابها وعباتها وطلعت ..
واقف لحاله فى الحجره .. ايده مقبوضة بقوة .. وراسه بينفجر .. صفقها كف .. وهو اللى حلف مايمد ايده عليها عقب ذيك المره .. ماشفع لها أنها مره .. وأنها بنت عمه .. وأنها يتيمه .. صد وراه وضرب الجدار بقبضة ايده بكل قوته .. يمكن الألم يداوي الألم ..
::
::
::
دخلت مها على البنات اللى كانوا لابسين ينتظرونها عشان يروحون للسوق " كلمتى ماجد .." سالته روضه .. " راقد .. راسه يعوره وتعبان .." ردت عليها بهدوء وهى تفك عباتها.. قعدت روضه على طرف السرير متملله " يوووه من اللى بيودينا .." .. " كلمى فهد .." ردت عليها نوف اللى كانت مشغوله تشوف التلفزيون .. " مها مهى برايحه لو ودانا فهد .." التفتت لها أختها وهى ترد عليها .. " عادى وليش ماتروح .." علقت نوف وهى تمد ايدها تاخذ الريموت تطفى التلفزيون .. انتبهوا البنات لصمت مها .. " وشفيس .." قربت منها نوف تسألها .. " مافينى شي .." مشت مها تدخل الحمام .. " لا والله الا فيس شي .. مهوى شبلاس خوفتينى .." ردت نوف وهى تمشى وراها ..
فصخت مها نقابها قدام المرايه .. شهقت نوف يوم شافت خدها .. " وجع شبلاس تصيحين .." قالت روضه من برا وهى تطل عليهم متروعه " مهوى وش ذا اللى في وجهس .." سألتها نوف بصوت واطي .. " دعمت الكبت .. الليت كان مطفى وماشفته .." ردت مها ببرود .. دنقت تغسل وجهها بالماى البارد .. التفتت نوف لروضه بنظرة .. لمتّها نوف من ظهرها وهى تعض شفايفها بالم .. " باروح أجيب لس ماى زمزم والا ثلج تحطين عليها .." ردت روضه بصوت مخنوق وهى تلف وراها وتخليهم لحالهم ..
" الله يسامحه .. بس عمره ماكان كذا .." قالت نوف بألم .. " ماحد يقعد مثل ماهو .." ردت مها وهى تحط الثلج على خدها .. " الا ماجد .. مهوب طبعه اللى يسويه ومهوب طبعه ضيقة الصدر .. من عرفته وهو أبو لنا .. يحبنا ويخاف علينا .. لمرض الواحد فينا ما رقد ماجد من وجعه .. فيه شي مخليه كذا .. " ردت نوف وهى مدنقة وعيونها سرحانه .... سكتت مها ماردت .. تنهدت بس بقوة .. فيه ماضي بينهم مخليها كذا ومخليه هو بعد كذا .. ماضي ماحد يعرف عنه شي .. ماضى مليان ظلم وشك وكره .. عيا الحاضر يمحيه لا بالطيب ولا بحسن التعامل ولا حتى بالمحبة ..
دخلت عليهم روضه .. " كلمتى فهد .." سألتها مها .. " خلاص ماله داعى نروح .." قالت روضه .. " ليه .. اسواق مكه حلوة وأرخص من الدوحه وفساتينهم غير .. امشى أنتى واياها .. ماعندنا الا هالفرصه .." ردت مها وهى تلبس عباتها وشيلتها .. " قومى .. " ردت نوف بكلمة وحده وهى تشوف أختها .. لازم تطلع مها .. أحسن من قعدتها هنا لحالها وتفكيرها فى اللى صار .. رغم أنها ماتدرى وش الموضوع بين مها وأخوها ولا ليش ماجد سوا كذا .. لكن يطلعون أحسن عشان مها تغير جو وتنسى شوي..
مها حمدت ربها أنها مضطرة تلبس النقاب عشان فهد موجود برا .. ماتبي أمها ولا عمتها يشكون فى شي .. الوضع مهوب ناقص تعقيد .. طلعوا للصاله الا فهد قاعد يتقهوى مع امه ومرة عمه " يالله حى أم الجورى .. " رحّب في مها .. " الله يبقيك .. شلونك .." ردت عليه مها وهى تحفاه .. " بخير الله يسلمس .. ها على وين أنتى وهى ؟؟.." علّق وهو يشوف خواته داخلين ورا مها .. " ماقلت بتودينا .." قالت روضه وهى مبرطمه وماسكه نقابها فى ايدها .. " قلت بأفكر .. " ردت فهد وهو يرفع فنجاله يشرب قهوه .. " بتوديهن وانت تضحك .. " ردت عليه أمه .. " ليه يايمه .. ليه الأضطهاد .." نزل فهد فنجاله وهو مسوى روحه زعلان .. " من لهن غيرك ياطويل العمر .." قالت له مها .. " ليت كل العرب مثلس بس يا أم الجورى .." رد فهد وهو يهز راسه ويشرب اخر ما في فنجاله من قهوة .. " بتوديهن والا وديتهن أنا .." قالت له أمه .. " بأوديهن بأوديهن .. ما شبعن من مولات الدوحه جايين يغثون أهل مكه فى أسواقهم .." رد فهد وهو ينزل فنجاله ويوقف.. " وعساس بتخاوينا يا مها .." كمل كلامه وهو يشيك على جواله فى مخباه .. " لا فديتك تخاويكم العافية .. أنا بأقعد عند الجورى .." ردت مها بهدوء ..
" وليه ماتروحين ؟؟.. ما اتفقنا كذا .." قالت روضه .. " معليه فديتس روحى أنتى ونوف .. " التفتت لها مها اللى ماكان لها خاطر بالطلعه بس ماحبت تخرب على البنات .. " مها .. مانقدر نروح لحالنا لازم تروحين معنا .." طالعتها نوف وهى ترص على كل كلمه .. " ترى قلت لس الجورى ازهليها عندى .. " ردت أم ناصر .. " مابه طلعه الا معس والجورى باخذها معنا .. " تدخل فهد بينهم .. " لا فديتك والله بترقد والا كان خذيتها .." ردت مها عليه .. " خلاص خليها عندى أنا بأرقدها .. هى تعشت .. " سألتها أمها .. " ايه فديتس .." .. " خلاص روحى مع خواتس .." قالت ام ناصر .. " يمكن مستحيه من فهد .." علقت نوف وهى تبتسم وتقعد على طرف الكنبه وتحط رجل على رجل .. "
أفااااااااااا .. بعد ذا العمر كله تستحين منى يا أم الجورى .. ما هقيتها والله .." التفت فهد لمها وهو مستغرب .. " لا والله فديتك مهوب القصد .. تدرى انك حسبة اخو .." ردت مها وهى منحرجه .. " الا اخوس اللى ماجابته أمس .. لا تحشدين منى ابد .. واللى رفع سبع أنى ما اشوفس كون ما اشوف موضى ونوف " رد فهد .. " والا روضة بنت البطه السودا .." علقت روضه بهمس .. " دامكم اخوان مشينا .. نلحق على السوق " ردت نوف وهى تلبس نقابها وتبتسم ان خطتها جابت نتيجه .. " احرصوا على عماركم ولا تأخرن .." قالت لهن أم محمد قبل يطلعن .. " ان شاء الله يمه .. " ردت مها .. " هين ان ما وريتس .. خلينا نرجع .." صرت مها على ضروسها وهى تقرب من نوف وتهددها .. وكان الجواب اللى سمعته ضحكة هاديه ..
::
::
::

رجعن من السوق فى وقت متأخر ..

 وكانت طلعه حلوة غيرت الجو بينهن .. واشترن لهن أغراض واجد واضطروا يشترون شنطتين زيادة عشان يحطون فيها الفساتين وباقى المشتريات .. ماكان باقى على الفجر شي يوم رتبن الأغراض .. " نوف كلمى فهد شوفيه اذا واعى يودينا الحرم نصلي الفجر .." قالت مها .. " وأنتى عد فيس حيل تمشين للحرم .." سألتها روضة وهى تحذف بعمرها على السرير تعبانه .. " خافى ربس .. فيس حيل تلفين فى الاسواق ومافيس حيل تمشين للحرم تصلين .." ردت عليها مها وهى تبتسم .. " والله مهوب كذا بس طاحت رجيلي .. " ردت روضه وهى تمدد رجيلها .. " تراس مانتى فى الحرم كل يوم .. الفجر غير هنا .. " ردت مها بهدوء .. " والله .. " ردت روضة بكآبة وهى تلتفت لها بتعب .. " ماتبين تروحين اقعدى .. نوف بتروحين .." التفتت مها لنوف تسألها اللى كانت طول الوقت ساكته تسمع المناقشة .." أنتظر تخلصن كلام .. أنا بأروح عادى ولاحقة على الرقاد .." قالت نوف .. " خلاص كلميه .. " قالت روضه وهى ترفع نفسها من السرير " بس خلونى أول شي اشرب لى نسكافيه أصحصح لا أرقد فى الطريق .." مشت روضه من جنب مها اللى كانت تضحك على شكلها وهى ماشيه مغمضة " اللى تبي الحمام تدخل توضأ ذلحين عشان ما تسوون زحمه لصار دورى" كملت روضة كلامها .. " مهى بصاحيه .." ردت نوف وهى مدنقة تضرب على الجوال رقم فهد ..
صلوا فى الحرم .. وكانت صلاة تختلف عن أى صلاة ثانية .. دعت مها وفى حلقها غصه لأمها الحزين ولأبوها المرحوم بالمغفره والجنة ولأختها اللى مسافرة بالأمن والطمانينة وأن يحفظها الله هى ورجلها ويبعد عنهم عيال الحرام وبنات الحرام .. دعت لبنتها اليتيمة بالتوفيق وأن الله يجعلها من عباده الصالحين .. ودعت لماجد أن الله يهديه ويصلح حاله .. ويهديها ويلهمها الصواب .. ويغفر لها وله كل اللى طاف .. وإن كان فى استمرار زواجهم خيره أنه يجمع بينهم بالمعروف والمحبة .. وإن كان الخير فى فراقهم أن الله ييسره بدون ألم ولا كره .. كانت دموعها تسيل وهى تدعى من قلب خاشع وخاضع لربه ..
نوف .. دعت لأمها وابوها وأخوانها وأختها موضى .. بطول العمر والصحه والإيمان .. ودعت أن ربي يوفقها فى حياتها الجديده وييسر لها كل خير .. ويبعد عنها الوساسوس وضيق النفس والقلب .. روضة دعت لأهلها ودعت أن الله يجمع بينها وبين ولد خالتها على الخير .. وأن يشرح صدر أختها من صوبها ولا يجعل فيه عليها ذرة كره أو حقد .. قلوب مختلفة وحاجات مختلفة ورب واحد .. سبحانه لا إله الا هو ..
مها رقدت عند البنات وحلفت عليهن ترقد على الأرض .. وجابت الجورى من عند أمها وحطتها جنبها عقب ما وعت أمها وعمتها لصلاة الفجر.. وطلبت القهوة والفطورلهن وجهزتها مع نوف وحطنها فى الصالة عشان يرقدن براحتهن .. دخلت ونامت وهى تفكر فى ماجد اللى ماتدرى عنه شي من أخر تصادم من بينهم .. رجعت لها الأحلام القديمة والكوابيس اللى كانت نستها فترة .. قامت وهى تصب عرق ومخنوقة .. استغفر الله .. توعت نوف على صوتها " وشفيس .." سألتها وهى تفرك عيونها .. " مافينى شي .. كابوس .. " ردت مها بضيق .. " تعوذى من الشيطان .. هاس اشربي .." مدت لها نوف غرشة ماى .. شربت منها مها ورجعت تنام على يمينها .. وهى تحس ببداية صداع يتسلل لعيونها ..
::
::
::
ثانى يوم الضحى العود .. دخل ماجد عليهم الصاله لقى أمه وأم ناصر يتقهوون ومها معهم توها صاحيه اللى من شافته سحبت طرف الجلال لا شعورياً على خدها .. " صبحكم الله بالخير .. " دنق على راس امه وراس عمته .. تحفاهم ونشدهم عن أحوالهم .. " وينك ياولدى عدى بك أمس العصر .." قالت له أمه بعتب.. " والله يايمه صليت المغرب وقعدت فى الحرم وعقب العشا رجعت ورقدت ماحسيت بعمرى .. وقمت قبل الفجر ونزلت الحرم تهجدت وصليت وقعدت لين طلعت الشمس وعقبه رجعت .. غطيت شوى .. " مدت مها له فنجال قهوة وهى ساكته بدون ما ترفع عيونها فيه .. ماجد عرف من رد الفعل حوله ان ماحد درى بالسالفه .. قدّر هالشي لها واجد .. " وين الجورى .." سأل مها متعمد .. " راقده مع عماتها .." ردت عليه بدون ما ترفع عيونها له .. " زين ما تبين تطلعين مكان .." رجع ماجد يسألها .." سلامتك .." ردت وهى بنفس الوضع .. صد عنها يوم شاف أنه مافيه فايده وأنها للحين زعلانه .. معليه بيراضيها عقب .. ورجع يكمل سوالف مع امه وعمته ..

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات