رواية قلوب محرمة على النسيان -31
لبيتس مع رجلس .. وأنا بأروح عند خالس .." .. توقفت ايد مها وهى ترفع الكوب لشفايفها " ويش .. وين بتروحين ..؟؟" سألت أمها وهى مهى بمستوعبه اللى سمعته منها .. " بأروح لخالس .. مكلمنى ويبينى أروح له .. " عادت منيره الكلام على بنتها وهى متأكده أنها سمعتها من أول مره .. " وأنا يمه .. أنا ..؟؟" سألتها بخوف .. " ماعليس شر .. عند رجلس رجال(ن) فيه خير ولا يتعوض .. احرصي عليه .." .. " يمه لأا تروحين .. أنا باقعد معس هنا .." ردت مها بإرتباك .. وهى تحس كل شي تحبه بدا يبتعد عنها .. " وبيتس ورجلس .." رفعت أم ناصر عيونها في بنتها .. " بكيفه .. أنتى أولى .." ردت مها بعصبية .. " لأ يا يمه ..رجلس أولى وبيتس .. خالس مهوب بعيد .. لبغيت أجيس جابنى لس .. ولمن جات العطله تعالى لى أنتى والجورى .. أنا ماعاد لى قعاد هنا عقب أبوس .." دنقت منيره وعيونها تدمع .. ومها انصدمت وماقدرت ترد .. وهى تحس كل شي حولها ينهار .. ابوها ورحل .. أختها وسافرت ما بقى لها إلا أمها وبتخلى عنها وبتروح ..
صلوا صلاة الظهر .. وكانت الجورى تلعب جنب أمها وجدتها فرحانه بثياب العيد .. مها غلبها الصمت عقب تصريح أمها اللى فجر فيها اشياء كثيرة وداس على اشياء أكثر .. " الجورى تعالى فديتس .. لا توصخين ثوبس بابا ماجد ما شافه للحين .." نادتها مها وهى تشوفها تفتح جالاكسي .. " الله يخليها لس وتجيبين لها أخوان وخوات .." دعت لها امها .. " لو أجيب عشره ماحد بماخذ غلا الجورى .." ردت مها وعيونها متعلقه ببنتها بمحبه .. " السلام عليكم .. وش فيها الجورى .."
دخل عليهم ماجد وهو يلقط أخر أطراف الكلام .. دنق على راس عمته " عيد الله عليس مبارك يا يمه .. السموحه منس ما واجهتس الصبح أعايدس والجوال مشغول على طول الخط .. " تعذّر منها وهو يقعد جنبها .. " جعلك من عايد العيد يا ولدي .. شلونك .." تحفته منيره .. "بخير فديتس .. شلونكم أنتو وشلون الجورى .." .. " بخير الله يسلمك .. " .. جاته الجورى تركض له " هلا هلا .. " قال لها وهو يحضنها ويبوسها ويقعدها فى حضنه .. " عيدس مبارك .. الله وش ذا الزين .. هذى 500 عيديتس منى .. وهذى 500 عيديتس من جدس .. وهذى 500 عيديتس من جدتس .." كان ماجد يطلع الفلوس ويحطها فى شنطتها .." بس الله يهديك البزر وش عرفها بالفلوس .. " قالت له مها .. " هذى عيدياتها ولازم تاخذها .." رد ماجد وهو يطالعها .. " تاخذها وش تسوي فيها ..؟؟" ردت عليه بعتب .. " أنتى وش تسوين بالفلوس .. " نشدها ببراءه .. " أكلها وش اسوي فيها يعنى .. ؟؟ " ردت عليه مها وهى مسويه روحها ضايقه .. رد راسه ورا وهو يضحك والجورى فى حضنه تطالعه وتضحك مثله .. ابتسمت مها غصب عنها وهى تشوفهم .. " خلاص سكرنا على عيديات أول يوم .. خشيهم فديتس عشان تروحين فيهم الألعاب مع ماما .." قال ماجد للجورى وهو يبوس خدها .. خلاها تلعب فى حضنه ورافع راسه لأم ناصر " وش تقولين يمه عن غلا الجورى .." سألها وعيونه تراقب مها .. " أقول لمها هاتوا لها أخو والا أخت.." ردت منيره .. " وكلامى مثل كلام أم الجورى .. لو يعطينا الله عشره ما خذوا غلا الجوهره ذره .." ضمها لصدره .. " الله يرزقكم الذريه الصالحه يا ولدي .. " دعت لهم أم ناصر .. " اللهم آمين .." رفع عيونه لمها بنظره معبّره .. وهى تشاغلت عنه بالقهوة .. " الا صحيح .. جزاس الله خير يا يمه يوم رحمتينى من الرقده على الأرض .. والله ان عظامى تعورنى .. " قال ماجد لأم ناصر وهو يراقب رد فعل مها .. " السموحه منك يا ولدى .. المفروض ترقد داخل بس تدرى الظروف .. وأنا نسيت والا الواجب أن مها ما تنسى .." تعذرت منه عمته .. " لو على مها رقدت هناك ولا عليها منى .. وصيها علي تكفين .." قال ماجد لعمته وعيونه على مها .. " ابد ما تحتاج وصاة .. الله يخليك لهم .." .. " تغديت .." قطعت مها الكلام اللى ماكان عاجبها .. " ايه تغديت عند ابوى .. بس ودي اقيل .." .. " قم ارقد زين .." قالت لها بنبره قاسيه .. " شفتيها يمه تطردنى .. " قال ماجد وهو يبتسم .. " أبيك ترتاح .. " ردت مها بتوتر " مهوب تقول تبي تقيل .." قرصت عيونها فيه .." قم يمه ارتاح .." قطعتهم أم ناصر .. " ان شاء الله .." دنق على راس عمته وهو يقوم " مها تعالى أبيس .." .. قامت وراه وخلوا الجورى في حضن جدتها تعد عيدياتها ..
دخلت وراه وسكرت الباب .. فصخ غترته وحطها على الكنبه .. والتفت لها قرب منها ومسكها من كتوفها " مافيه عيدك مبارك .. " قال لها وهو يدنق يشوف وجهها .. " ترى قلت لك الصبح .." ردت مها وعيونها فى الأرض ووجها تحسه أحمر من الأحراج والضيقه .. " الصبح شي واللحين شي .." رد ماجد وهو مستانس من ارتباكها بين ايديه .. " زين عيدك مبارك .. " ردت بصوت جاف عشان تتخلص منه .. " كذا حاف .. " همس بصوت واطى .. " تبي عيديه يعنى .." رفعت عيونها له لحظات وبسرعه نزلتها يوم شافت النظره الدافية في عيون ماجد .. " لأ أبي هذي .. " قالها بصوت مبحوح .. سحبها لصدره وحضنها " عيدس مبارك وكل عام وأنتى معى .." .. شي غريب صار بينهم .. لأول مره يصير .. موقف يختلف عن اللى قبله ومساحه غرّد فيها الفرح رغم الحزن .. ورغم الحواجز .. ذابت فيه روحين .. كل روح محتاجه الثانيه بشكل مؤلم .. لحظات مثل الحلم مرت عليهم فيها تلاشى الوقت .. وكان هو وهى بس .. رفع وجهها صوبه " هذي عيديتى .. واللحين دور عيديتس .." قال لها بهمس بصوت دافي .. خايف يكسر الجو اللى انولد بينهم .. طالعته باستغراب .. ابتعد عنها شوى وفتح الدرج اللى جنب السرير وطلع العلبة " افتحيها .. " .. " ماكان له داعى .. " قالت له بتردد .. " الا له .. افتحيها بس .." مد ايده لها .. خذتها وفتحتها بأصابع مرتجفه شافت سلسله ذهب أبيض بنهايتها مكعبين صغار وفيهم فصوص الماس .. ودوائر صغار كان اسم الماركه عليهم .. ماعرفت وش تقول له .. " هاه عسى ذوقى بس زين .. " .. " زين الله يعطيك العافيه .. " ردت بخجل .. " تعالى .." ناداها .. قربت منه وخذا السلسلة من ايدها ولفها على رقبتها وسكرها ..ابتعدت عنه بسرعه .. " امى يمكن تنادينى .." قالت تدور عذر .. ابتسم " زين روحى ولا تنسين توعينى لصلاة العصر .." .. " ان شاء الله .. " طلعت بسرعه وقلبها يدق بقوه .. راحت على طول حمام حجره ساره .. شافت وجهها فى المرايه .. درى .. أكيد درى .. غمضت عيونها تتذكر اللحظات اللى طافت بحب ..
::
الفصل السابع والعشرين
رغم الألم والحزن .. تمضى الدنيا وما تنتظر أحد .. يهّل العيد على قلوب ملاها التعب والحزن .. مثل ما يهّل على قلوب(ن) شفقانه للفرح .. كلنا نعيش نفس اللحظات ونفس الدقايق لكن تختلف نظرتنا وتختلف مشاعرنا لنفس اللحظه اللى نعيشها ..وتمشى الدنيا ..
دخلت مها على ماجد توعيه عشان صلاة العصر ..
فتح عيونه بهدوء .. " الصلاة .. " قالت بصوت واطى .. " ان شاء الله .. كم الساعه .." سألها وهو يفرك عيونه .. " ثلاث وربع .." ردت عليه . .شافته يتمغط " اسوي لك شي .." سألته .. " أمى منيره تقهوت .. " نشدها .. " قامت توضا وتصلي والقهوة في الصالة الداخليه .." .. " خلاص بأطلع أتقهوى معها .." مد ايده لها " تعالى .." قربت منه شوى .. قعد وسحبها من ايدها عشان تقعد جنبه على السرير ورجع رقد على المخدات " ماتبين تطلعين تغيرين جو أنتى والجورى .. " سألها وهو حاضن ايديها بين ايديه .. سحبت ايدها منه وشبكتها في حضنها " لا الله يسلمك .." دنقت وهى ترد .. " ليه زين .." سألها وهو يحاول يتجاهل حركتها .. " ما أبي أخلي أمى لحالها .. بعدين تعرف وجبة عيد وأكيد بيجونها ناس .. وروضه كلمتنى تقول بيجون يتعشون عندنا ذا الليل .." جاوبته .. " هى قالت لس .. غريبه أمي ما جابت لى طارى اليوم وأنا عندهم .." رد باستغراب .. " جزاها الله خير تعرف أمى في العده وماتقدر تطلع .. فبتجى تعايدها .." علقت مها بهدوء .. " ترى أمي لها كم يوم مريضه .." جاوبها ماجد وهو يرفع اللحاف عنه .. " عسى ماشر .. أنشد روضه عنها تقول بخير .. " سألته مها .. " والله مادرى .. بس حالها موب ذاك الأولي .. فيها شي متغير وماعرفته .. على إنى نشدتها ونشدت البنات بس مايدرون .." .. " ماعليها شر ان شاء الله .. يمكن أثّرعليها الصيام والا ماتاكل عدل .. " .. " يمكن .. زين دامس ما أنتى بطالعه بأخذ الجورى أطلعها شوى وبأرجعها قبل المغرب عشان تواجه جدتها وعماتها .." .. " زين .." قالت له وهى توقف .. " يالله قومى عطلتينى عن الصلاة .." قال ماجد وهو يحذف اللحاف عنه ويدف مها بمزح " ذلحين أنا اللى عطلتك وأنت داقها سوالف .." ردت مها وهى مندهشه .. " قرب منها بسرعه وباس خدها " يالله هذى رضوه ولا تزعلين .." لف وراه ودخل الحمام يتوضا .. لمست مكان بوسته وهى تبتسم وطلعت من الحجره ..
::
::
::
وش يسوي فينى .. وش اللى غيره .. وش اللى غيرني .. ماغيرس شي هذا أنتى من عرفتيه .. بس يبي لس لمسه وحده وتطلعين على حقيقتس وتنسين كل شي صار .. أى حقيقة .؟؟ الحقيقة اللى خشيتيها ودفنتيها سنين .. رفعت ايدها لصدرها حست بألم فيه .. تحبينه من عرفتيه وشفتيه .. روح وتآلفت مع روح .. بس كل شي يوقف بينى وبينه .. هو محتاج لس .. وأنتى محتاجه له .. لأ .. أنا ماأنا بمحتاجه أحد .. وأمس اللى بتروح وتخليس .. وأختس اللى سافرت وخلتس وراها .. أمى بتقعد وأختى بترجع .. بس هو ..؟؟ هو وش فيه .. هو يمكن يسوي مثل أخوه .. لأ هو مهوب مثله هو غير .. شفتيه ترى وعشتى معه .. ما يشبه لذاك في شي .. هذا يحبس .. ويحب بنتس وبيضم أمس .. وكله عشانس .. هذا كله زين بس .. وش بس .. خايفه يمل بيوم .. ويخون .. ويكذب .. هذا غير .. وأنتى اللحين غير ..عطيه فرصه .. وعطى نفسس فرصه .. ترى الأيام اللى تروح ماترجع .. تذكرى .. الأيام اللى تروح .. ماترجع ..!!!
طلع ماجد ولقى عمته تقهوى فى الصاله .. قعد وخذا معها فنجال واحد عشان ما يتأخر .. وعدها يرجع لها عقب الصلاة عشان ياخذ الجورى ويطلعون .. " يا بنتى قومى بدلى واطلعى معهم وسعى صدرس .." قالت منيره لبنتها .. " ومن اللى قال لس أن صدرى ضايق عشان أطلع .." ردت بابتسامه .. " اطلعى عشان بنتس تستانس .. " ردت أم ناصر .. " ماعليها شر أبو .. ماجد معها .." قطعت كلمتها أبوها .. هل هو فعلاً ابوها ..؟؟ .. هل لو جاب عيال من صلبه بيحبهم أكثر منها .. هل فعلاً كان صادق فى كلامه يوم قال لو جاه عيال ماراح ياخذون مكان الجورى .. عيال منه .. وهى أمهم .. ولّع وجه مها من أفكارها .. " يمه ترى بيت عمى عبدالله بيجون اليوم عقب المغرب يعايدونا وبيتعشون عندنا .. " قالت عشان تبتعد عن أفكارها اللى تاخذها صوبه كل شوي .." أبركها من ساعه .. حياهم الله .." .. " يمه كلمتس السورى .. أدق عليها ومابه خطوط .. " نشدتها وهى تصب لها فنال قهوة .. " ايه كلمتنى جعل يومي قبل يومها عقب الفجر .. يمكن خمس ونص يومس عند رجلس .. نشدت منس وأمنتنى اسلم عليس .. " ردت أم ناصر وهى تفاول من التمر .. " الله يسلمس واياها من الشر .. وشلونها ياربها بخير .." .. " بخير يسرس حالها ومرتاحه جعل ربي ما يغير عليها ولا عليس .. " .. " اللهم آمين .. كان خاطرى أعايدها .. " ردت مها وكملت بهمس " المكان لها فديتها .. ".. وسكتوا .. سكتوا عن اللى كان مالى المكان قبل ساره .. وغاب .. قبل لا تغيب .. وإن رجعت هى بيوم .. هو ماراح يرجع أبد ..
::
::
::
" نوووووووووووف .. " صرخت روضه من تحت الدرج .. " زيييين جيت .. حشى مهوب عرب .. ياكلون قلب الواحد .." ردت نوف وهى تحط جوالها وعطرها فى الشنطه وتسكرها .. " امى ضايقه تقول اخلصيييييييييييي .." رجعت روضه تصرخ على أختها .. سحبت نوف عباتها بسرعه ونقابها فى ايدها ونزلت الدرج تركض .. " وهذى حالتس كل ما بغينا نطلع مكان نشبتى لنا عظم في الحلق .." قالت روضه وهى معصبه .. " أصلي بعد ما تبونى اصلي .. " ردت نوف وهى تسكر عبايتها وتلبس شيلتها بسرعه .. " تصلين التروايح على غفله .. ترى رم ان خلص كان ماعندس خبر .. " ردت روضه وهى تشوف أختها تلف شيلتها للمره الثانية وتربط نقابها وكملت "برزى عمرس تراها بتغسل شراعس في السياره .. " ابتسمت روضه بشماته .. " ياربي وش ذا الحاله .." تأففت نوف وهى تضبط نقابها على عيونها .. " تراها زفت اللاه قبلس .." ردت روضه وهى تضحك ..
" لا لاه .. في ذمتس .. ليش .." نشدتها نوف وعيونها مبطله على اخرهم مهى بمصدقه اللى قالته أختها .. " اى والله .. كلمتها تعايدها وقالت لها نبي نجيكم .. قالت لها أمى ان حنا بنطلع بيت عمى .. قالت خلوها بكره .. عشان هى ماتقدر تمرنا وقت ثانى .. " قالت روضه آخر جمله وهى تقلد طريقة مرة أخوها بالكلام .. " زين وش قالت لها أمى .." نشدتها نوف وهو تتخيل الموقف .. " ابد .. قالت لها ماتقدرين تجين مالازم .. التلفون نص المواجه .." قالت روضه وهى تضحك وتاخذ شنطتها فى ايدها .. " طرده .." ردت نوف وهى تضحك ومهوب مصدقه ومتحسفه أن الموقف طافها " غريبه امى .. ماعمرها سوت كذا وخاصه مع لولوه .. " علقت نوف وهن يطلعن من باب الصاله للسياره ..
فتحت نوف الباب ودفت روضه عشان تركب قبلها .. وتقعد بالنص بينها وبين أمها .. تخفف من المواجهه شوي .. " تو الناس .. كان صليتن العشا .." قالت نوره بضيق وهى توجه كلامها لبناتها .. " يمه أنا جاهزه بس أنتظرها .." ردت روضه لكنها قطعت جملتها " اااى .. " كتمت صوتها وهى تحس بكوع نوف يضرب في جنبها .. " وجععععع .. عورتينى " همست روضه فى اذن أختها عشان أمها ما تسمعها .. " السموحه منس يمه كنت اصلي فديتس .." ردت نوف بهدوء .. ماردت عليها أمها .. اللى كانت مشغوله فى أفكارها الخاصه .. وفى الصمت التفتت نوف باستغراب صوب روضه اللى ردت لها نفس النظره بصمت ..
::
::
::
جهزت مها القهوة والفواله فى الصاله .. وقعدت تنتظر ماجد والجورى وايدها تلعب بالسلسله اللى شراها لها .. شوى وسمعت صوت سياره فى الحوش .. وضحكة الجورى .. فز قلب مها لها لبست جلالها وطلعت برا .. شافت الجورى داخله وفى ايدها نفافيخ وألعاب غير الأكياس اللى في ايد ماجد .. " وش ذا كله .." سألته مها وهى تبتسم .. " أغراض الشيخه الجورى وش بعد .." رد ماجد وهو مسوي روحه تعبان من شيل الأغراض .. " حرام عليك .. بتكسرها كلها فى يوم واحد .. " ردت مها وهى تاخذ منه بعض الأكياس والجورى تركض بينهم تدخل للبيت .. " حلال عليها .. شأخباركم .. ماجات أمى .." سألها .. " لا والله للحين .. تعالى غيري ثيابس قبل تجى جدتس .." ردت مها وهى توجه كلامها لبنتها .. " وين أم ناصر.." .. " داخل .. تبي شي .. " سألته مها .. " لا .. بأقعد أتقهوى لين تجى أمى ..أواجهها مره وأطلع للمجلس يمكن ما أمر عليها هناك .." رد ماجد وهو يدخل الصاله .. " زين تقهوى لين أجيك .. بأدخل أغير للجورى وبأرجع لك .." ردت مها وهى تاخذ بنتها داخل وفى ايديها الأكياس .. قعد ماجد يتقهوى وفتح جواله يكلم أمه ..
شوى ودخلت عليه أم ناصر .. وقف يحب راسها .. " وين الجورى .." نشدته يوم ما سمعت لها حس .. " داخل مع أمها تبدل لها .." .. قعدوا يسولفون شوي .. " يمه .. " ناداها بصوت حنون .. " لبيه .. " ردت عليه أم ناصر وهى ترفع عيونها فيه .. " بغيت أنشدس .. أحد متابع أمور أبو ناصر الله يرحمه حقت الورث .." .. " والله يا ولدى ما أدرى .. ماظنيت ابوك قال شي لمها والا كان بتقول لى .." ردت مستغربه من سؤاله .. " الأوراق يبي لها متابعه يمه عشانها تاخذ وقت بين الحصر والتوزيع ومادري ايش .. " وضح لها ماجد .. " والله يا ولدى ما أبي منها شي .. قسموها بين البنات .." ردت أم ناصر وهى مدنقه .. " بس يمه ذا حقس .. " .. " قلت لك عسى يومى قبل يومك .. خله للبنات .. أنا ما أنا فى حاجة شي ان شاء الله .. " .. " خير ان شاء الله .. " سكت شوى وتردد " يمه .. "
.. " لبيه .. " .. " أنتو ليه ما طلبتوا حق مها والجورى من ورث المرحوم .." سألها وهو يتمنى ما تدخل عليهم مها فى هاللحظات .. " والله يا ولدي هى اللى ما بغت منه شي .. وأبو ناصر الله يرحمه ما ماقصر عليها بشي لا هى ولا بنتها .." .. " مهوب ذا القصد يمه .. حنا اللى قصرنا فيهم ومالنا عذر .. كلن التهى بعمره عقب اللى صار ونسينا أن له مره وبنت فى ذمتنا .. " اعترف ماجد بمراره .. " هذا كلام(ن) منتهى فديتك وماله داعى .. وحلالكم وحلالهم واحد .. والله يخليك لهن تعوضهم .." ردت أم ناصر بطيبه عشان تخفف من نبرة اللوم اللى حستها فى كلام ماجد لنفسه .. " الدنيا حياة وموت يا يمه .." سكت شوى وعقبه مد لها ظرف من ورا ظهره " خلى الأوراق ذى عندس .. تضمن لس حق الجورى ومها .. " حط الظرف بينه وبينها يوم ما مدت ايدها تاخذه .. " بسم الله عليك يمه وش ذا الكلام .. " انتفضت منيره من كلامه .. " يمه هذى أوراق فيها رقم حساب الجورى اللى حطيت لها فيه وديعه تساوى تقريبا نصيبها من ورث المرحوم .. وفيه أوراق أرض فى العزيزية كتبتها بأسم مها وفى الصناعية باسم الجورى .. وهذي من حر مالى أنا .. أبيس تحفظينها عندس .." وضح لها بهدوء .. " جعل ربي يخليك لهن .. والله يا ولدى ذا كله ماله داعى أنت راس المال واللى عقبك ما يبونه .." أحزنت أم ناصر .. " يمه فديتس احفظيها عندس الواحد ما يضمن عمره .. وأنا عندى منها نسخه فى المكتب .. بس المهم ما أبي لا مها ولا غيرها يدرى عنها .. " رفع عيونه لها وهو يوصيها .. " والله يا ولدى مادرى وش اقول لك .." احتارت أم ناصر.. " اخذيها فديتس .." رجع ومد لها الظرف اخذته وحطته تحت رجلها .. شوى ودخلت عليهم مها .. وقامت أم ناصر بالظرف بدون ما تنتبه لها مها .. خذوا دقايق ودخلت عليهم نوره وبناتها ..
بعد السلام والمعايده قعدوا يتقهوون كلهم .. وماجد معهم .. شوى واستأذن عشان يلحق صلاة العشاء في المسيد .. " شلونس يا مها .. " قالت أم محمد.. " بخير فديتس .. شلونكم أنتو وشلون ابوى وفهد .." ردت مها وهى تقهويها .. " طيبين جعل ربي يسلمس .." .. " وشلون محمد وأهله وعياله .. " .. " يسرس حالهم .." سكتت شوى " يالله يا ام ناصر ترى بيتس ينتظرس على خير .. والله انى انتظر الساعه اللى تدخلون فيها علي كلكم .." قالت نوره بفرح .. مها سكتت ماعلقت .. " والله يا أم محمد قربكم ينشرى ما يباع .. بس أنا بأروح عند أخوى قبل وعقبه الله ييسر .." حاولت أم ناصر ترد بلباقه بحيث ماتحرج أم محمد .. مدت أم محمد ايدها ومسكت ايد ام ناصر وشدت عليها " يا أم ناصر .. البيت بيتس .. وأنتى الداخله وحنا الطالعين .. والله انى صادقه .. والله ما يجينا أغلى منس ومن مها والجورى .. لا تحدشين من شى ولا تشيلين هم .. ماجد ولدس وأنا أختس وأبو ناصر أخوس .. والله أنها أبرك الساعات يوم تدخلون علينا .. " كانت نبرة صوت أم محمد صادقه وهذا اللى حسته منها مها واستغربته بنفس الوقت .. " جعل من جابس في الجنه .. مابه شكوك .. " ردت منيره باحراج .. " ها يالله يا مها برزى أغراضس وأغراض الجورى .. ترى البيت عقبس ما يسوى .." قالت نوره وهى تلف صوب مها .. " الله يسامحس يمه وحنا مالنا قيمه .. " دخلت روضه في الكلام وهى مبرطمه .. " والله لكون تخبن وتطيحن ماحد منكن واصل غلا مها .. جعلنى ما أذوق حزنها .." .. " الله يسلمس يمه .." ردت مها وهى مستغربه من تغير أم محمد الجذري صوبها .. يمكن عشانها بعيده عنها .. والا وش ممكن يخليها تتغير بالدرجه هذى .. مها حست فيها فعلاً انسانه جديده عليها .. سلامها نظراتها حتى طريقة كلامها معها صار فيها شي مختلف .. حنان ما تعودته منها .. محبة بدت تحس فيها ما كانت موجوده قبل .. سبحان من يغير ولا يتغير ..
::
::
::
قعدت روضه تلعب مع الجورى اللى كانت مستانسه بزيارة جدتها وعماتها .. وأم محمد تسولف مع ام ناصر عن عرس عند جماعتهم بيصير عقب العيد .. نوف قالت لمها تقوم تبيها بشغله داخل .. قامت مها ونوف ولحقتهم روضه والجورى .. قربت نوف من مها .. " مها .." تكلمت بتردد .. " هلا .. " .. " شأخبارس .. " .. " طيبه الحمدلله .. " .. " بغيت أقول لس شي .." قالت نوف بارتباك .. " قولى .. " .. " أنا جانى واحد يخطبنى و... وافقت عليه .. " رفعت عيونها تشوف مها .. " مبروك فديتس .. " ردت مها بفرح .. " وأبيس أنتى اللى تجهزينى .. " دمعت عيون نوف وهى تطلب منها تجهزها .. خجل منها وخوف ترفض طلبها أو تعتذر عنه .. مها غصتها العبره .. وما قدرت ترد .. نوف ارتجفت شفايفها بتوتر .. " هيه أنتى وهى وش سالفتكم قلبتوها فيلم هندى .. قولو لى وش فيكم خلونى ابكى معكم .." .. مها قربت وحضنت نوف بقوه " الف الف مبروووووك .." ضمتها بكل شوق السنين اللى طافت .. نوف تفاجأت من ردة فعل بنت عمها .. ضمتها وهى تبكى على كل لحظه ضيعتها في وهم كانت عايشته بروحها ..
" شفتى يا الجورى .. هذا اللى يسمونه فيلم هندى .." اشرت روضه وهى تهز راسها على أختها وبنت عمها وهم حاضنين بعض يبكون " الحمدلله رب العالمين .. باقي شوية مطر وموسيقى تصويريه .. وفي النهاية يموت المخرج " مثلت روضه وطاحت وراها على السرير وهى مطلعه لسانها .. ضحكت الجورى على تعابير عمتها .. وضحكت مها ونوف من بين الدموع .. مضت باقى الزياره على خير .. وكان واضح أن نوف بدت ترجع مثل أول .. ويمكن أحسن .. هذا اللى حسته مها من سوالفها وضحكها .. حتى لما جابت روضه طارى فهد ولد خالتها كانت ردة فعل نوف طبيعية .. أو هالشكل بينت لهم ..
::
::
::
دخل ماجد الحجره تقريبا 11 ونص ومها تقرا وردها .. بدل ملابسه ودخل الحمام يغسل .. طلع كانت مسكره المصحف وقاعده تنتظره .. " ما قلت لى أن نوف انخطبت .." سألته بهدوء .. " قالت لس ؟؟.. زين .. ماجات فرصه أقول لس والله .." رد عليها وهو يقعد جنبها على الكرسي .. " عساه رجال(ن) فيه خير .. " .. " ان شاء الله انه فيه خير .. مصلي وخايف الله .." رد عليها وهو يمسح عيونه .. " يا كثر اللى يصلون وما يخافون الله .." همست مها .. " وش تقولين .. " سألها .. " سلامتك .." .. " وين الجورى .. " .. " راقده عند امى .." .. " ماتبين ترقدين .." .. " بلى .. " قامت وحطت مصحفها فى مكانه وفصخت جلال الصلاة وعلقته .. " شأخبارس .. " سألها وهو يقرب منها .. " بخير .. " رفعت عيونها بحذر .. رد راسه ورا وهو يضحك ويمسكها من كتوفها " ليتس تشوفين وجهس وأنتى تردين علي .." كمل ضحك وهى تطالعه مستغربه " أحد قال لس إنى أكل .." سألها وهو يبتسم .. " لا .. " ردت بتلقائية .. وهو ضحك زود وهو يحضنها .. " لا تخافين .. راسي يعورنى مافينى شدّه أكل أحد .. " ..
مرت الأيام بهدوء .. وعلاقة ماجد بمها تقوى يوم عن يوم .. لكن بقت بينهم بعض المناطق المحرمة .. وبعض الحواجز اللى تجاهلها ماكان يعنى أنها مهوب موجوده ..
ماجد يقرّب من مها أكثر .. يحاول أن حياتهم كزوجين تكتمل بدون ضغط على مها وبدون توتر .. لكن مها ماقدرت تعطيه أكثر .. وهى تحس للحين بقلبها عليه شي .. للحين فى مواضيع لازم يتكلمون فيها .. وعقد لازم تنحل قبل ما يملكها روح وجسد .. لكن .. الخوف أن هاللحظه تهّد كل شي .. خلت مها تتجاهل الموضوع .. وتتمتع بالوقت اللى لها مع ماجد .. وتنسى .. أو تتناسى الشوك المغروز بالقلب .. للحزن ايام طويلة ليش نستعجل عليها .. تناست عشان تكسب عمر مع ماجد بدون أى ذكريات موجعه .. عمر يمكن ما يسمح لها الوقت تعيشه مره ثانيه .. فليش تضيعه بالحساب والعتاب على شي مضى ..
ونست أن الماضى لابد يرجع .. شبح اسود كبير يخيم على الروح لو ماتم فهمه .. ومسامحته .. يلتهم الحاضر والمستقبل سوا ..
::
:
:
::
مرت ايام عدة أم ناصر وقربت تخلص ..
ومها كانت تعد الأيام خايفه أن أمها تسوي اللى قالت وتسافر وتخليها .. توتر سكنها وخوف شلّ أحساسها .. أنها تكون وحيده .. لا أبو ولا أم ولا حتى أخت .. شعور رهيب كان يتسرب لنفسها ويزيد يوم ورا يوم وهى مهوب حاسه .. اثر عليها بشكل ما انتبهت له .. توتر وقلق انعكس على تصرفاتها مع الكل ..
ماجد تعب من لعبة الحنان اللى استمرت شهور .. وفى لحظة هدوء سألها " الجورى قربت تكمل ثلاث سنين .. ماودس تجيبين لها أخوان وخوات .." قط السؤال وهو يتمنى الوضع ما يتعقد أكثر .. مها انتفضت بشكل واضح .. " بدري .." ردت بكلمه وحده تحاول تسكر الموضوع .. " مها .." ناداها بصبر " ترى هالوضع مستحيل يستمر .. لا أنتى ببزر ولا أنا بصغير .. أنتى مره وفاهمه وعارفه أن هذا من حقي .. وعارفه بعد إنى اقدر أخذه غصب(ن) عنس .. لكن أنا مقدر وضعس من يوم خذيتس .. وعقب وفاة المرحوم ابوس .. وقلت معليه نصبر .. لكن ذلحين قربنا نكمل سنه وأنا فى وادى وأنتى فى وادى .. " دنقت مها وماردت عليه .. " مها ترى صعب جداً أملك نفسي كل يوم وأنتى جنبي وأظن شفتى بعيونس انى مهوب ذاك الوحش اللى أنتى متخيلته .. .. أنا تعبت من لعبة الحرمان .. " حاول يلمس ايدها اللى سحبتها منه بقوه ..
" معناه أرجع أرقد عند أمى .." ردت عليه بقسوة .. " وهذا هو الحل فى نظرس .." قرص عيونه فيها مهوب مصدق " إلى متى بترقدين عندها بعد .. اسبوع اثنين شهر .. وآخرتها .." رد بيأس .. حست أن اللى كانت خايفه منه صار .. وباسرع مما كانت تتصور .. " اسمعينى عدل .. ما أنكر غلاس عندى وحشمتس لكن ذا الوضع لازم ينتهى .." .. " وش تقصد .." .. " أقصد إنى بأخذ حقى برضاس والا غصب(ن) عنس .. والا شفت لى مره ثانيه تعطينى اللى ناقصنى .. والأمر بيدس أنتى .. لس لين تطلع أمس من العده .. وعقبها يابنت عمى الوجه من الوجه أبيض " صد عنها غضبان .. عطاها ظهره ورقد ..
غمضت عيونها ماتبي تسمعه .. تبلع ريقها وتخاف تختنق .. مثله بالضبط ما يختلف عنه .. كل شي عنده بالقوة .. مهما كان .. حتى مع زوجته شريكة حياته .. كان كل شي بالغصب .. مايهتم بمشاعر هالأنسانه اللى ارتبطت فيه بعقد ربّانى جمع بينهم بالحلال .. ولا اهتم بالسكن والرحمة اللى وصى فيها النبي عليه السلام .. همجية تعامل و وحشية رغبة كانت اساس حياتها معه .. كانت تظن أن هذى هى الطريقه المعتاده فى التعامل .. وهذى هى الحياة اللى الكل عايشها .. لكن ولو .. من يصبر على الظلم والقهر .. صح كان طيب مرات .. لكن هذا ما يغفر له وحشيته فى لحظات هى اشد ماتكون بحاجه لحنانه وعطفه ومحبته .. كبشر .. مهوب بس كانثى ..
وهذا ماجد مثله .. يهددنى .. يبي حقه بالقوة والا بيتزوج .. بيتزوجها .. آمنه .. نسيتها مع الوقت وظنيت أنه رجع لى .. لكن كل الحنان والمحبة والرقه كانت وهم .. خدعه عشان يوصل للى يبي .. وأنا اللى ظنيت أنه حبنى .. نزلت دموعها ساخنه .. خذتها أفكار لدروب بعيده .. صح .. غلط .. ماتدرى .. المهم أنها أبعدتها عنه .. على كثر السنين اللى مضت والسنين الجايه .. كانت بعيده .. ونست .. أنه ما يشبهه ولا هوب مثله .. هذاك عمل سوء .. وهذا .. يمكن يكون عمل صالح .. بس تعطيه الفرصه .. وهى للأسف ما قدرت ..!!!
::
::
::
وتمر الأيام وبين ماجد ومها جدار من الغضب .. وسوء الفهم .. وماحد منهم راضي يتجاوزه أو حتى يعترف بالخطأ .. برغم لحظات السعاده والراحه اللى مرّت بينهم واللى كانت ممكن تكون دافع قوى للمحاولة والسعى لمستقبل أفضل إلا أن الجفا كان أقوى ..
طلع ماجد من مكتب الطيران .. حجز وخلص أوراقه .. فتح الجواز يشوف الفيزا .. تنهد من أقصى قلبه .. كان يتمنى يحجز لها معه .. كان يحتاجها تكون جنبه بس والوضع كذا صعب .. والضغط الموجود بينه وبينها ما يساعده ابداً فى المرحلة الجايه .. موب قادرين يوصلون لنقطة وسط رغم كل الروابط اللى بينهم .. ومستحيل يقول لها أى شي .. يحتاج وجودها جنبه حب و غلا ما يحتاجه عطف وشفقه .. باقى يمر على البنك وياخذ آخر أوراقه .. اجازته بتبتدى من بكره والله العالم متى بتخلص .. فتح درج السياره وحط باقى الأوراق في الظرف ورده مكانه ..
وصل بيتهم وقت الغدا .. دخل على أمه لقاها فى الصالة " مساس الله بالخير يمه .." دنق عليها يحب راسها .. " مرحبا يبه .." .. " آآآه .. الحر يذبح برا .. وين البنات " قال وهو يسحب غترته من راسه ويحطها جنبه .. " فوق .. وش مطلعك من دوامك بدري .." نشدته أمه وهى تشوفه يفرك عيونه وراسه .. " فديتس اى دوام .. نسيتى أني مقدم على إجازه وبأسافر .." رد عليها وهو يمد رجيله قدامه .. " بتاخذ مها معك .." سألته .. " لأ .. " صد ورد عليها .. " ليه .. أمها يومين وتخلص العده اخذها معك توسع صدرها وتوسع صدرك .." .. " صعبه يمه أنا رايح مع شلة شباب وين أحطها فيه .."" رد ماجد وهو مايدري وش مناسبة هالموضوع .. " وش شلته بعد اللى بتروح معها .. ماخبرتك راعى سفرات وشلل .. " ردت نوره مستغربه .. " يمه فديتس .." دنق يحب ايدها " جعل يومي قبل يومس .. أنا باروح مكه اعتمر يومين بس .. وعقبها بألحقهم .. وين أوديها معى .." حاول يشرح لأمه بهدوء .. " زين لو قلت لك تاخذنى معك بتعيي .." سألته وهى تطالعه بتركيز .. " افاااا والله ياأم محمد .. تركبين قبلى .." قال لها وهو يمسك كقها بايده .. " خلاص احجز لى معك ولأم ناصر ومها والجورى .." ردت وهى تبتسم .. " وين بتروحون كلكم .. " قعد على حيله من الصدمه .. " بنعتمر معك .. أم ناصر بتخلص من العده خلها تطلع للحرم توسع صدرها .. تاخذ فيها وفينا أجر يمك " ردت نوره بكل بساطه .. " يا يمه من اللى بيردكم .." كان ماجد للحين مهو مستوعب اللى تقوله أمه .. " ابد(ن) حطنا فى الطياره ورح .. ماعليك منا مها معنا بتسنعنا .." ردت ببساطه .. " يمه ما يصير .. وين أخليكم شوفات فى المطار لحالكم " .. " كلم فهد ياخذ يومين اجازه يروح معنا ويردنا .. توك تقول قبلي والا هونت .." .. " ماهونت يمه بس وين بألاقى لكم حجز .." كان يحاول يلغى هالفكره من بالها .. " بيسهلها ربك .. أنت دوّر وأنا بأكلم أم ناصر .." مدت ايدها لجوالها .. مسك ماجد ايدها بسرعه قبل لا تتصل " لا واللى يرحم والديس .. خلينى أشوف فيه حجز والا لا قبل .. وعقبه كلميها براحتس .." حس أنه تورط فى السالفه عدل .. " كلّم ذلحين .." قالت أم محمد بإصرار عجيب .. تنهد ماجد وهو يفكر شلون تعقدت الأمور .. كان يبي يسافر لحاله أخف وأسرع وأضمن ماحد يدرى وينه رايح .. لكن ذلحين الوضع اختلف .. اختلف واجد ..
لقى ماجد حجز وسكن رغم أنه ما كان يبي هالشي .. حاول يقنع أمه تأجل العمره لين يرجع ويوديها بنفسه اسبوعين مهوب يومين إلا أنها رفضت .. اتصل فى فهد وسأله ان كان يقدر ياخذ له أجازه يومين اخر الأسبوع عشان يروح معهم للعمره .. وعده يشوف الموضوع ويرتبه ويرد له خبر .. " إن كان فهد قدر ياخذ اجازه أبركها من ساعه وإن ما قدر كنسلت كل شي يمه .. ما يصير اخليكم لحالكم .. أنا رجّال مرتبط مع رياجيل بحجوزات والا والله وديتس وأبركها من ساعه وقعدنا بدل اليومين عشره .." سلّم أمره لله .. " اللى يبيه ربك بيصير .. كانه كاتب لنا نروح رحنا .. ماعليك .." .. " الله يعين .." رد ماجد وهو يفكر ومهو مرتاح للى صار كله ..
::
::
::
كان يوم الأثنين آخر يوم فى عدة أم ناصر .. أم محمد كلمتها وحلفت عليها تروح معها تعتمر ومها معهم وبنتها .. أم ناصر عارضت فى البداية لكن بالأخير رضخت لرغبة أم محمد .. وهى تدعى أن هالمحبه تدوم عليهم .. مها ما حبت الفكره .. لكن قبلت فيها لأنها حست فيها تأجيل لموضوع سفر أمها لخالها وفرصة تقدر تغير فيها رايها بخصوص قعدتهم فى الدوحه في بيت المرحوم .. دخل ماجد فى الليل على مها .. وكان للحين زعلان منها ..
فصخ غترته وثوبه ودخل الحمام يغسل ويتوضأ عشان يتسنن .. طلعت منه وراحت للمطبخ تجيب له عصير وصحن جح كانت مقطعته له ومبردته .. دخلت وحطته على الطاوله وكان هو قد خلص صلاته وخذا القران يقرا ورده .. انتظرت على أعصابها .. سكر المصحف وحطه مكانه وراح للسرير عشان يرقد .. " ماجد .. " نادته .. " نعم .." .. " ماتبي عصير .." .. " لأ .. " زين جحه بارده .." .. " لأ .." .. سكتت شوي " أنت ما قلت لى أنك بتسافر .." سألته بهدوء .. رفع نفسه على المخدات وراه وهو يشوفها " وليش اقول لس .." سألها باستغراب .. " عشان يكون عندى خبر .." ردت وهى تشوفه وتحسه بعيد عنها .. " ليه وش يهمس فيه إن قعدت والا رحت .." شبك ايديه على صدره وهو يرد عليها .. " ذلحين ليش تقول ذا الكلام .." تضايقت منه .. " ليه وهى وقفت على السفر بس ..؟؟ .." رفع حواجبه مستغرب منها .. " أنت ليش ماتبي تعطينى فرصه ..؟؟" .. " وأنا للحين ماعطيتس فرصه ..؟؟" رد بغيظ " كم الفرصه اللى تبينها بعد يا مدام ؟؟؟ .. سنه سنتين عشر .." سكت يعطيها فرصه ترد " جاوبى ..؟؟" .. " الظروف ما ساعدتنى من قبل .." ردت بأرتباك وهى مدنقه .." يعنى اللحين الظروف تساعد .. هذا قصدس ..؟؟" .. " يا ماجد ..." .. " نعم .. وش تبين من ماجد بعد .. صبر وصبرت .. تقدير وقدرت .. صح أخطيت عليس وما أنكر واعتذرت لس لكن وش تبين منى بعد .. ترانى بشر لى احساس ومشاعر دستيها تحت رجلس .." رد بصوت حمل كل الغضب اللى يدور فى نفسه .. " لا تقول كذا .." .. " الا بأقول .. وش ناقصنى أنا عشان أعيش ذى العيشه .. جاوبينى وش فينى من عيب عشان أعيش نص رجال في بيتى ..؟؟؟ " .. حست أنه وصل أخر صبره فما حبت تضغط عليه أكثر ..
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك