بارت من

رواية قلوب محرمة على النسيان -2

رواية قلوب محرمة على النسيان - غرام

رواية قلوب محرمة على النسيان -2

على الكورنيش .. كان ماجد يتمشى بسيارته لحاله .. وكان يسمع محمد عبده .........
شبيه الريح ...
وش باقى من الآلآم والتجريح ..
وش باقى من الأحلام .. وش باقى من الأوهام ..
غير إنى .. الاقى فى هجيرك فيء .. والاقى فى ظلامك ضي ..
وأوقد شمعتى فى الريح ..
كانت الكلمات تسرى فى روح ماجد .. كانها تتكلم عن حاله .. حياته وقلة حظه فى هالدنيا .. " وش اللى سويته يا ماجد .. هذى ماهى بسواة عاقل .. وش سويت .. طعت شور ابوى .. وش كان بيدى أسوى .. كان بيدك تعيي .. البنت اللى هى البنت ذا الوقت ماتنجبر على العرس .. وأنت ماجد بن عبدالله تاخذ لك مره غصب ولا عندها بنت .. هذى بنت اخوى ماهى غريبة .. ويكفى انى باضمها وباعوضها حنان ابوها الله يرحمه .. وبنت اخوك توها تطرى عليك ..؟؟ له متوفى سنه ونص حتى مافكرت تمر وتشوفها .. جاي ذلحين تاخذ امها عشان تضمها ؟؟ ..
" هآآه يا ولد ماعندك نيه تعرس .." سأله منصور .. " ليه قالو لك خبل مثلك .. عشان اورط نفسي بمره وعيال .. خلنى اتمتع بحريتى احسن من التحقيق كل ليلة وينك جاى وين بتروح وهات معك وجيب .. " .. " ومن قال لك ان الزواج تحقيق وشرطة .." .. " مالازم حد يقولى .. أقرب مثل أنت .. الله يعينك بس .. " رد عليه ماجد ..
" والله ماعندك سالفه .. ماتعرف وش احساس ان فيه شخص يخاف عليك ويهتم فيك ..ويحاتيك لتأخرت ومارجعت .. احساس اللهفه اللى فى صوته لنشد عنك .." .. " مشكور يا الحبيب الله الغنى عن هالاحساس .. خلك أنت فى العسل بس .. وشلنى من راسك " .. رد منصور" قول آمين .. بس .." .. " يا ليل .. آمين .. وش بتدعى .. " ضحك ماجد وهو يشوف اخوه بطرف عينه .. " عسى الله يرزقك بوحده مثل مها .. " ..
لا اله الا الله .. كنها دعوة من اثمك لاثم مَلَك يا منصور .. الله يرحمك .. هذانى باخذ مها بنفسها .. مسح ماجد دمعه ازعجت سكون عينه .. تنهد .. ماحد ياخذ غير اللى ربه قاسمه له .. الله يكتب اللى فيه الخير بس .. رفع صوت ابو نورة .. وكمل مشواره بهدوء ..
::‘‘::

الجزء الثالث

::
لكل بيت اسرار .. ولكل بيت حكايات .. والزمن يمر على الكل بنفس الوتيرة وبنفس المده .. لكن بالتأكيد الأحداث تختلف .. في بيت أبو ناصر كانت مها تنجبر على زواج ما تبيه .. وفي بيت ابو محمد .. كانت أم محمد تنجبر بعد على مرة ولد ما تبيها .. والسبب ماضي يجمع بين الثنتين .. من الظالم ومن المظلوم فيه .. هذا اللي بتكشفه الأيام الجايه .. لأن الماضي اللى فات عمق الجرح .. وزاد الألم .. برغم صلة الدم والرحم .. إلا أن الموت مرات أقوى من كل شئ ...
::
::


::


فى نفس الليله اللى راح ابو محمد وماجد يخطبون مها بنت عبد الله .. قريب العشاء في بيت ابو محمد .. كانت نورة تطبخ من الضيقه .. شلون ولدها ماجد أحب عيالها لنفسها وأقربهم لقلبها بعد كل اللى صار ياخذ مها بنت خالد .. " نوف .. يا نوف .. نوف وصمخ .. " صاحت تنادى بنتها .. " خير يمه وشفيس .." .. " تعالى دقى لى على اختس .." .. " أى أخت فيهم .." .. " أى اخت فيهم ؟؟ .. تستهبلين .. كم أخت لس .." .." ثنتين عشان كذا سألتس .." .. "نوويف لاترفعين ضغطى .. ترانى مانى برايقه لخبالس .. دقى على موضي وفارقيني .. " .. خذت التلفون تتصل " زين يمه حشى ضو ما حد يقربس ..هذا هو يصيح هاس " .. عطتها السماعه وقامت منها .. " الو .. السلام عليكم .. وشلونس .. مانى ببخير .. وش قومى .؟؟ قومى ابوس اللى يبي يذبحنى .. رجلس عندس والا تعالى .. يالله لا تاخرين .. فمان الله .."
بعد ربع ساعه .. دخلت موضى بنت عبدالله " السلام عليكم .. " .. " مرحبا عليكم السلام .. " .. دنقت موضى على راس امها تحبه .. " وشلونس يمه .. اربس بخير .. " .. تعبّرت أمها .. " من وين يجينى الخير وابوس يبي يذبحنى .. " .. " يايمه صلي على النبي .. وتعوذى من الشيطان .. وش ذا الكلام الله يهديس .. ".. الله لا يهديه .. كني من يوم عرفته ما شفت يوم(ن) حلو .. " .. " يمه فديتس وش الداعي لذا كله .." حاولت موضي تفهم وش الموضوع بهدوء .." السالفه أنه يبي ماجد ياخذ المرمّل عشان يضمها ويضم بنتها .. "
انبهتت موضى .. " اى مرمّل يمه ..؟؟ " .. " من غيرها حسبي الله عليها حسيبن هو الكافى .. مهوى بنت خالد .." قالت نورة .. " الله يهديس يا يمه .. وقفتى قلبي .. وش السالفه علمينى .. " .. " وش أعلمس ابوس غصب ماجد عليها وراحوا اليوم قبل صلاة المغرب يخطبونها له .." .. "يمه ماجد مهوب بزر ينغصب على العرس .. الشوفات ذالحين ما ينغصبن تبين ابوى يغصب ماجد ..؟ " .. ردت موضى .. " يعنى أنا اكذب عليس ؟؟ " ردت امها بغضب .. " لا فديتس محشومه .. بس لو ماجد ما يبيها كان ما وافق .." .. " يبيها ؟؟ اقول لس اغصبه تقولين يبيها .. قال يا ماجد يا فهد ياخذها .. زين طلع محمد من الموضوع .. وطاحت فى راس الضعيف ماجد .." .. " يدرى محمد ما يقدر عليه ولا على الحية اللى ماخذها .. زين ابوى وش اللى خلاه يفتح ذا الموضوع " .. " وش اللى خلاه .. هي اللى تدوّر العرس .. وابوها جا وعلم ابوس وتوه يتذكر بنت ولده .. والشيخ ما يبي احد يربى لحمه على قولته .. نشبها فى رقبة ماجد .." .. " والله يا يمه اللى يعرف ماجد يعرف انه ما ينجبر على شي .. يمكن عقب ابوى ما عيا على البنت اللى يبيها ماعاد يهمه ياخذ من .. وشاف ان فيها اجر يضم هاليتيم .. وعشان كذا وافق .. " ردت موضي بهدوء .. " لااااااا .. ولدى وأعرفه .. لو يبي العرس الف من تمّناه .. بس هو مابغى يرد بخاطر ابوه ويعرف ضغطه لمن ارتفع .. حسبي الله عليه كنه ضيق على ولدى وهو ما يستاهل منه .. "رفعت ايديها تدعي على ابو محمد من القهر .. " يا يمه تعوذى من الشيطان هذا مهما كان ابوى .. ومايجوز انس تدعين عليه .. " .. " مايجوز ..؟؟ لا يجوز اللى يسويه فى مجود .. "ردت أمها بعصبية ..
" أهلااااااااااااا .. مودى فى بيتنا يا مرحبا يا مرحبا .. " دخلت عليهم ريم وهى شايله كوب نسكافيه .. " أهلين ريم خانوم .. شلونس .. " .. " طيبات كثيرات .. شأخبارس أنتى .. وين عيالس ... " ردت عليها ريم بضحك .. " بخير جعل ربي يسلمس .. عيالي فى البيت .. قلت أمر عليكم شوى .." .. " تمرين شوى وإلا مجلس الأمن طالبس .. " وغمزت بعينها لأختها .. " ماخلص سلامس قومى داخل .." نزرتها أمها .. " يمه وشفيس علي .. خلينى اسولف مع اختى شوى .." ردت ريم .." بكره سلمي عليها لمن جاتس .. قومى ذالحين وشلي ذا اللى جبتيه معس .." .." هذا كوفى يا مامى .. كوووفى .. " .. " زين قومى أنتي واياه قبل لا يجيس على راسس .. اخلصى .. " عصبت نورة على بنتها .. " زين باروح .. يالله مودى بايوو .." .. " بايوو يا دلوعة امّس .. " ردت موضى وهى تضحك .. التفت على امها .. " وش قومس عليها يمه " .. " ماتشوفين خبالتها .." .. " يا يمه جعلنى قبلس وسعى صدرس وماهنا الا الخير .. ومها لو من نصيب ماجد بياخذها بياخذها .. هذا شي .. الثانى مها بنت عمي خالد مره وماعليها منقود .. حظ ماجد كنها من نصيبه .." اعترفت موضى .. " حظ ماجد .. " صاحت أمها .. " تبينه يروح مثل ماراح منصور وتقولين حظه ..؟؟" فتحت عيونها فى بنتها مهي مصدقة الكلام اللى تقوله .. " يا يمه اذكرى الله .. منصور الله يرحمه بنفسه ماعمره نقد عليها فى شي وانتى تدرين .. واللى صار قضاء وقدر وكان يومه وانتهى .. وأنتى انسانه مؤمنه يا يمه .. لا تخلين ابليس يلعب عليس .. مها مالها يد باللى صار وتدرين زين .." .. " حسبي الله عليها .. جعلها تشوفها فى عمرها قريب .. سريعٍ(ن) لا خطا ولا بطا " .. رفعت ايديها تدعي على مها .. " استغفر الله .. يا يمه واللى يرحم والديس هاللى تسوينه مهوب عدل .. اللى صار صار وانتهى .. لا تحملين المسكينه ذنب شي ماسوته .. كافى اللى صار لها .." .. " وأنا ؟؟ ماحد فكر فينى ولا همه حالى .." قامت تضرب بايديها على رجيلها من الحرة وهى متربعه .. " يا يمه جعلنى ماذوق حزنس احتسبي الاجر عند الله .. واللى صار لو بيدس تردينه رديتيه لكن حتى حنا ما نملك نرد عن عمارنا .. وكلنا كسرنا اللى صار لكن وش نسوى .. نعترض على حكمة ربنا .. ولو اعترضنا بنقدر نرجع شي ؟؟.." .. احزنتها أمها اللى كسرها موت ولدها في عز شبابه واللى للحين ماقدرت تتخلص من الحزن اللى غيرها وغير أطباعها .. انهارت نورة وقامت تبكى ..قامت لها موضي وحبت راسها وحبت ايدها " يا يمه عسى يومى قبل يومس لاتسوين كذا .. انتى انسانه صابرة ومؤمنه .. لا تضيعين أجرس ولا تخلين ابليس يلعب عليس ادعى ان ربي يكتب الخير لماجد .. كان فيها خيرة له يسهل موضوعه وكان فيها شر ان الله يرده ويصد قلبه عن الموضوع .." كان كلام موضي كلام كل انسان مؤمن بقضاء الله وقدره .. وأن الله – سبحانه وتعالى – ما يبتلى الا عبده المؤمن وبقدر الصدمة يكون الأجر .. موضي حست أن أمها محتاجة تبكى ضمتها لصدرها وصارت تقرا عليها .. وشافتها بعد ما بكت ارتاحت .. " استغفر الله العظيم .. يالله يارب انك عالم بحالتى وحالة ولدى .. يالله ياكريم انك تبعد عنه عيال الحرام وبنات الحرام وتيسر له أمره وتكتب له الخيره .." .. حبت خشمها " ايه جزاس الله خير .. هذا الكلام الطيب .."
" يالله حي موضى .. " دخل عليهم ابو محمد .. " الله يبقيك يا يبه .. مساك الله بالخير " قامت تحب خشم ابوها وراسه .." مسيتى بالرضا والعافيه .. وش قوم دريولس واقف برا فى الحوش .. وين عيالس .." .. " فديتك عيالى فى بيتهم .. كنت قريبه من البيت قلت أمر اسلم عليكم وأنا واقفة .." .. " وش معجلس يا بنتى .. اقعدى تعشي عندنا .. " .. تعشى عندكم العافيه فديتك .. عيالى وراى وتركى ما علمته انى بامركم يمكن عنده احد فى المجلس .." .. " زين وأنا ابوس مرخوصه " .." يالله يا يمه بامركم بكره ان شاء الله .." دنقت على امها وشاورتها .." وسعى صدرس جعلنى ماذوق حزنس .. وكلى امرس للى ماتنام عينه .. " " الله يحفظس .." .. ردت عليها أمها وهى مدنقة .." يالله تمسون على خير" .. " والسارى على خير .. فمان الله " .. وطلعت موضى من بيت ابوها محتارة .. الموضوع متشابك والجراح للحين ما طابت .. ليش بس يا يبه .. ليش .. وش اللى بيصير مع ماجد .. وليه وافق على مها .. وامها وش بتسوى لو الموضوع تم ..؟؟ كلها أسئلة دارت فى بالها ومالقت لها حل ..
::
::
::
وفي بيت ابو ناصر .. كانت مها فى عالم ثانى .. تفكر وش بتلبس وش بتجهز .. من اللى بيروح معها وبيساعدها .. امها ماتعرف .. وأختها صغيرة .. يالله ياربي وش أسوى .. عمرها ما فكرت انها بتصير فى يوم من الايام عروس وبيصير لها حياة وزوج وعيال .. لكن هالحلم بيتحقق الحين .. اللحين .. اللحين .. حست بيد تخنقها .. حاولت انها تتنفس وماقدرت .. حاولت انها تصرخ يمكن احد يسمعها .. صوتها ما طلع .. فتحت اثمها بس مافيه صوت .. "يمممممممممممممه .. " .. نادت اقرب اسم لقلبها .. واللى يسمعها مهما ابعدت .. وحالت بينه وبينها المسافات .. " يمممممممممه ... " طلعت من أقصى جوفها ..
" بسم الله عليس .. مهوى وش فيس .. " هزتها ساره عشان تقوم .. " هآآآه .. وش فيس .. " .." انا اللى أنشدس .. صياحس وصل لاخر الشارع .. قومي اشربي لس ماء وتعوذى من الشيطان " .. " أعوذ بالله من الشيطان .." خذت كاس الماء بيد ترجف .. تشهدت ومسحت على وجهها .." شكلى غفيت من تأثير الحبوب .." قالت مها .. " كنتى تحلمين ..؟؟ " نشدتها ساره .. " هو حلم وبس .. أعوذ بالله .." ردت على اختها وانتبهت ان الجورى مهي بموجوده .. " وين الجورى .,." .. الجورى مع فاطمة تلاعبها فى الحوش .. وامى طلعت لبيت ام نواف .. وانا كنت ادرس وسمعت صوتس وتروعت .. " .. ابتسمت لها مها .. " ولس وجه تبتسمين .. عطينى ماء اشرب وارش على وجهى اللى ماحد فزع لي في ذا البيت .. " طاحت ساره على السرير تمثل انه مغمى عليها .. ضحكت مها على اختها وعطتها كاس الماء .. " الله والعيارة يا سويرة .. والله بنفقدس لمن اعرستى .. " .. " لا تجيبين ذا الطارى اخاف يغمى علي من الروعة صدق .. " .. " سلط الله على ابليسس .. قومي مني وراس خلينى الحق صلاة العشا صارت الساعه 9 " .. " اما قلبس على الصلاة ماكنس راقده لس كم ساعه .. يوووه صحيح .. سلامتس وش اللى شق ايدس يا المرة السنعة .." قالتها لها وهى تضحك .. " اللى شق ايدى عينس يا ام عين حارة .. قومى وراس .. " .. ضحكت سارة " عينى والا طارى المعرس الجديد .." .. تجمدت مها من سمعت الطارى .. " اقول سويره قومى منى وراس احسن لس .. قبل لايصير الجرح بجبهتس .. ".. " لا وشعليه اشوه جمالى " .. قامت من السرير وهى تكلمها " روحى صلى طافتس الصلاة فى الحرم .. " قالت لها سارة وهي تغمز عينها قبل تطلع من الحجرة .. وقفت مها مكانها .. بدت تحس بالالم ينبض فى كف ايدها اليمين .. ليت ايدها انقطعت .. ولا حست بالالم اللى عصر قلبها يوم تذكرت كلام أبوها .. بعدها بدقايق كانت على سجادتها تدعي .. اللهم انى لا أسالك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه .. دعت من كل قلبها وهى متوجهه للقبلة تصلى لرب كريم ارحم بخلقه من الأم بضناها ..
::
::
::
رجع ماجد للبيت متأخر .. دخل بهدوء مايبي يشوف أحد ولا يكلم أحد .. كانوا كلهم نايمين .. أحسن مافينى مقابل أحد ولا سوالف .. طلع لغرفته فوق .. بدل ثيابه و وصلى السنة وشغل التلفزيون .. وقعد يفرفر فى هالقنوات بدون ما يشوف أصلا وش اللى عليها .. مجرد حركة تعكس توتره اللى يجرى بنفسه .. " يا ولد شقومك على الريموت .. كسرته وانت تفرفر " تنرفز منصور من حركته .. " يا أخى اسمه ريموت وصنعوه عشان نفرفر فيه .." رد ماجد وهولاهى يطالع التلفزيون .. " قالوا تغير فيه القنوات مهوب اللى تسويه كنك فى سباق سرعة .. لعنبو غيرك تطايرت عيونى ماعاد الحق اشوف القناة الا انت مغيرها .." ضحك ماجد .. " يا أخى إذا ربي ما أنعم عليك بذاكرة بصرية تلقط الصور على الطاير لا تلومنى .." رد بغرور .." تدرى ما اقول الا اللهم لك الحمد .. العب يا ولد العب .. " التفت منصور يكمل لعبة البلوت مع خوياه .. آآآآآآه يا منصور .. وينك .. ضغط ماجد راسه بيديه .. بدا الصداع يزيد مع الوقت .. قام وخذا له حبتين بندول نايت عسى يخف الوجع.. طفى التلفزيون وسكر الليت وغطى راسه بالوساده يحاول ينام ..
" منصور .. منصور .. " صرخ ماجد وهو يحاول يوعي أخوه .. اللى فتح عينه وكانت نظرته مذهولة .. " مها .. يا ماجد .. مها .." .. " منصوووووور .. " ضم أخوه لصدره وحرارة النار أعمت عيونه .. كانت هى واقفه وراه هناك .. فى نور اللهب الاحمر عباتها تطير حولها .. وجهها كل دم .. مكشوف .. بدون أى تعبير .. حس بالحزن على أخوه يقطع كبده مثل سكين حااار .. " لااااا يا منصور .. لااااااااا .. مهاااااااااا " شقّ الحزن قلبه لدرجة انه صحى من نومه وهو جالس وعيونه متجمده .. ضغط على راسه بقووة .. كان صداعه شديد لدرجه انه ماكان يقدر يشوف .. قام يحاول يوصل للحمام .. حس انه محتاج يستفرغ .. احساس الم وغضب وقهر مزق روحه .. وصل بصعوبة للحمام واستفرغ كل اللى فى معدته .. ومع ذلك ما خف الصداع .. غسل وجهه بماء بارد .. طلع خذا من ثلاجة غرفته ماء وشرب .. " أشهد أن لا اله الا الله .. وأن محمد رسول الله .." مسح وجهه .. إلى متى هالعذاب يارب .. يالله رحمتك ومغفرتك يارب .. الله ما يرضى بالظلم .. وهاللى يصير ظلم .. لنفسي قبل لايكون لبنت الناس .. هالانسانه ما أطيقها .. ولو كان عشان بنت اخوى هذا مهو سبب أنى أوافق أبوى على اللى يبيه .. مهما كان هذى مره وضعيفه .. بكره لازم اروح لابو ناصر والغى الموضوع .. صح انه عيب فى حقى لكن أهون من المصيبه اللى بتصير لو وافقت .. ومن قال لك أنها بتوافق .. صح .. مية بالمية بترفض .. اصلا شلون بتوافق علي ؟؟ .. بترفض وساعتها بأكون سويت اللى علي .. وحفظت كرامتى وكرامة أبوى .. وباحط لها مصروف شهرى لبنتها .. عشان أقطع اى حجه لها او نيه بالعرس .. ولو فكرت بس مجرد تفكير انها تعرس وتجيب للجورى رجل أم .. قسما بالله لأسحبها منها .. وأقطع قلبها عليها مثل ما قطعت قلبي على أخوى .. أيه .. هذا أحسن أنتقام منها .. اندفعت الأفكار فى راس ماجد مثل السيل .. أوله قطرات مطر وآخره بحر ما له نهاية افكار سوداء غريبة .. انتبه ماجد لروحه .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. وش هالأفكار يا ماجد .. خاف ربك .. ما سويت شي غلط .. بالعكس .. بأخليها تعيش هى وبنتها عيشة ماتحلم فيها .. ومالها عذر عقبها تعرس وابوى ماله عذر يعلقها فى رقبتى .. وننهى هالموضوع اللى ماله وجه من قفا .. وهذى احسن طريقة عشان تنهيه ..؟.. ايه ومافيه غيرها .. كل شئ بينتهى بكره ونرتاح كلنا من هالهّم .. رجع ماجد ونام على جنبه اليمين وتعوذ من الشيطان .. انتهت أفكاره للنقطة هذى .. يمنع مها من العرس والورقة الرابحة في ايده .. بنتها .. ويرتاح هو من هالمصيبة اللى طاحت براسه .. ياترى هل ممكن يصير هالشي مثل ماخطط له .. هل راحته فعلا أن الموضوع ينتهى .. وش مخبى لك القدر يا ماجد ..
::‘‘::
وبهالشكل ينتهي يوم من حياة ابطالنا .. تعرفنا فيه على جزء من حقيقتهم ..
كلنا نتاج تجاربنا ومجتمعنا .. مااحد يعيش لحاله وتتشكل شخصيته بدون مؤثرات ..

الجزء الرابع

::
::
::
وعت مها على صوت ساره وهى تطلب من أمها فلوس للجامعة .. التفت صوب الجورى كانت راقده .. لفت تشوف الساعه كانت سبع الا ربع .. قامت وتوضت وصلت صلاة الصبح اللى طافتها .. قربت من المرايه شافت وجهها فيها .. هذا وجه وحده ماكملت 24 سنه ؟؟ .. وش هالهالات السود .. هذي من قل النوم البارحه .. وهالشحوب اللى مغطى ملامحس ..؟؟ النظرة المنكسرة اللى في عيونس .. الروح التعبانة .. ليه يا مها .. إلى متى ..؟؟ لكل بشر طاقة تحمل .. وأنا خلاص ماعاد فينى أتحمل أكثر .. كافي الذنب اللى راح أشيله طول عمري .. غصتها العبرة .. غمضت عيونها على دمع ساخن نزل غصب عنها .. ومثل دايم وهى بروحها ماحد فاضى يشيل هم احد .. وما حد مرتاح عشان يسمع هموم غيره .. اللى فيهم كافيهم .. وما تبي تزيد على امها والا أختها .. يالله يارب رحمتك .. يارب .. أنا مؤمنة إن من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط .. وأنا يارب راضية وموكلة أمري لك يالله انك تفيض علي من رحمتك وتعيني على نفسي وعلى دنياي .. صحت الجورى .. وطلعّت أمها من الهم اللى كانت فيه .. سوت لها حليب وعطتها .. كانت تراقبها بهدوء .. لها نفس عيون ابوها وهو قايم من النوم .. يالله .. كيف يمر الوقت بسرعه .. لو الله كتب له عمر وشاف بنته اللى حلم فيها .. " تدرين .. " قال لها وهو منسدح جنبها على السرير بعد ماعرف انها حامل .. ".. " وشو .. " ردت عليه .. " بأسميها (الجوهرة) لأنها بتكون أغلى شي في حياتى .. الجوهرة بنت منصور .. حتى الأسم له ثقل .. " ابتسم لمها وهو يتكلم .. " ولو طلع ولد .. بتسميه جوهر " ابتسمت وهو ضحك .. " الولد اسمه معه .. محمد .. محمد بن منصور " .. سكت شوى ورجع قال " بس مادرى .. أتمنى تكون بنت .. " .. " الله يكتب اللى فيه الخير .. المهم السلامة .." .. " صدقتى .. الله يمد بعمرى وأشوفها ان شاء الله .. " .. " الله يطول بعمرك .. وش هالكلام الله يهديك .. " ضاق صدرها من كلامه .." مها ..؟ " .. " لبيه .." التفت مها تشوف أمها اللى دخلت ماحست فيها وقطعت حبل أفكارها .. أفكار خذتها بعيد عن المكان والزمان اللى هى فيه .... " أنتي واعية .. أبوس يبيس .. " .. " صبحس الله بالخير يمه .. " .. " مرحبا يابنتى .. شلون ايدس اليوم .. عسى ما أسهرتس .. " .. " رفعت مها ايدها الملفوفة بالضماد .. " ايه والله يمه .. ماخلتنى أمسي من الوجع .." .. كانت ايدها عذر زين عشان شكلها اللى يعور القلب .. "ماقالس ابوى وش يبي مني .. " رفعت عيونها لأمها .. لاحظت تردد أمها .." يبي يكلمس عن موضوع خطبة ماجد بن محمد .." .. " وش اللى معجله ..؟؟" استغربت مها .. وأمها ماحبت تجيب لها طاري كلامهم عن الجوري .. اللى في بنتها كافيها .. " العرب مستعجلين وأنا أمس .." قررت أن الكذب فى الوقت هذا أريح حل .." وهو وش رايه .."سألت أمها .. " يابنتى .. أنتى كنت موافقة على الرجال اللى قبل ماجد .. اللى كلمتس عنه واحنا مانعرفه الله يستر علينا وعليه .. وأنا أدرى انس مالس خاطر فى العرس .. لكن لو صار نصيب ماجد أولى من غيره ..لحم ودم لبنتس ..ولا هو بضايمس ولا ضايمها .. " كانت عيون مها تشوف الفراغ اللى قدامها وهى تسمع كلام أمها .. قومس يا يمه ماتدرين منهو ماجد ..!! أنا بس اللى أعرفه ..
" يابنتى دامس موافقة ابوس من رايه نقرّب عمس ابو محمد .. ويمكن الله كاتب لس خيرة اللى خلاهم يطلبونس فى ذا الوقت .. وبعد ما وافقتى أمس .." .. " ان شاء الله يمه .."ردت مها وهى تلحف بنتها عشان تكمل نومتها .. " وش ان شاء الله ؟؟.." .. " باطلع لأبوى ذلحين .." لحفت بنتها .. وتأكدت أنها مهي بطايحه من السرير لو تحركت .. لبست جلالها وطلعت لأبوها .. كان فى الصاله .. دنقت عليه وصبحته بالخير .. " صبحس الله بالنور .. شلون ايدس اليوم .." .." بخير جعل ربي ينشد منك .." .. "الحمدلله .. " قعدت تقهوى أبوها وهى ساكته .. " مها وأنا أبوس .. وش قلتى فى الموضوع اللى كلمتس عنه البارحه ..؟" .. دخلت امها وقعدت .. كانت مها مدنقة عينها فى الصينية اللى قدامها .. غريبة نقشتها توها تنتبه لها .. لو كانت بلون بني غامق كان يمكن صارت أحلى ..
" مها ..؟؟ " نادتها أمها اللى شافتها سرحانه .. " يبه .. " تكلمت مها .. "قبل تكملين كلامس .. فيه شي لازم تعرفينه .." رفعت مها عيونها لأبوها .." العرب معزمين ياخذون بنتهم لو أعرستي .. وهذا من حقهم .. يعنى يا تاخذين ولد عمس يا بياخذون الجوري .." .. انصدمت مها من كلام أبوها " وأنت جايز لك ذا الكلام يبه ..".. " يا بنتي .. انا ماكنت مرتاح من سالفة الخطبة الاولى وكنت أحاتيس .. لكن دام ماجد ولد عمس يبيس ويبي يضم بنتس هو أولى بس .. وماجد أعرفه رجّال فيه خير وماهو بضايمس ولا بضايم بنتس .. يا بنتي ماحد يدوم لأحد اسمعي شوري ترى قطع الرحم مهوب زين وأنا ابوس .. وبنتس ماتعرف من أهلها إلا حنا.. كن ما كان لها ابو .. والحمدلله اللى يسر لها اللى يضمها من لحم أبوها " .. سكتت مها وحارت دمعة قهر في عينها .. حتى أنت يا يبه معهم ..!!!
" أنا موافقة يبه .. بس بشرط .. " .. التفت ابوها على أمها .. هزت راسها أنها ماتعرف الموضوع .. " وشو شرطس .." نشدها ابوها .. " الأول .. ما يمنعنى من الشغل لبغيت أشتغل .. و الثاني ماله حق على بنتى .." .. " الشغل وماعليه لكن وشلون ماله حق .. تراه عمها .." .. " قلتها يا يبه .. عمها مهو بابوها .. يعنى ماله كلمة عليها .." ..عدّل ابو ناصر قعدته .. " يا بنتى .. شغلس ماعليه .. لكن نمنع الرجال من بنت أخوه .. هذا مهوب كلام ..وهم ما جابهم يخطبون الا البنت يبونها ويبون ضمتها " .. " يبه هذا شرطى .. وابي أقوله له بنفسي .. بنتى ماله عليها كلمة .. هذي شروطى يا يبه .. لا ابي مهر ولا ابي غيره .. وافق عليها خير وبركة ما وافق الله يستر علينا وعليه .." .. " الشكوى لله .. بأكلمه وبأشوف رايه .. وأنتى راجعي عمرس في الشرط الثاني " ..
::
::
::
فى الدوام ..ضغط بيديه على عيونه .. راسه يعوره من أمس .. على كثر ما كلا من حبوب ما خف الوجع ..
" يا حبك لتعذيب نفسك .. يا أخى اكشف على روحك وريحنا .. " كان منصور يقول له دايما .. " خلنى على عماي أحسن .. دام ماحد يموت قبل يومه .. " .. سبحان الله .. من كان يظن أنك بتسبقنى يا منصور .. وأنا اللى كنت أسبقك بكل شي .. " إلا العرس .." كان يرد عليه وهو يضحك .. " تركت لك كل شي وتزوجت قبلك .. " .. ابتسم ماجد .. كانت ليلة عرسه ليلة فرح .. كأنه كان عرسه هو .. شلون فكر ياخذها ..؟؟ وهى كانت لأخوه ..؟؟ شلون طاوع ابوه ..؟؟ شلون كان غبي ...؟؟؟؟
لازم يوقف كل شي .. لازم .. رفع السماعة واتصل فى ابو ناصر .. " صبحك الله بالخير يابو ناصر .. شلونك .. وشلون الأهل .. الله يطول عمرك .. يسرك الحال بخير .. مادرى بخصوص الموضوع اللى كلمناك فيه أنا والوالد أمس .. ايه.. وشلون ؟؟ ردوا ..؟؟ .. زين .. شروط ؟؟ .. وشو شروطه يا بو ناصر ..؟؟ .. طيب طيب أمرك بعد صلاة الظهر .. لا لا .. لا تحاتى بأجيك لحالى .. الموضوع بينى وبينك .. ولا يهمك .. يالله فمان الله .. " .. سكّر التلفون .. رجع بظهر الكرسي ورا وهو يفكر ..بالسرعة ذى ردت ..!!! غريبة .. لا وتتشرط ؟؟ .. وش شروطس بعد يا بنت خالد ..؟؟ والله لو بنت عبد العزيز ..!!! .. مالقيتى تشرطين الا على ماجد بن عبد الله .. زين زين .. يصير خير .. هالموقف غير الفكرة اللى كانت في بال ماجد عن انه ينهي الموضوع .. صارت السالفه تحدي وشروط .. بيشوف وش آخرتها ..
خلصّ الشغل اللى عنده وطلع بدرى .. مرّ وصلى الظهر قريب من بيت أبو ناصر .. وحرك لبيت عمه .. دخل الحوش وما لقى سيارة أبو ناصر .. رجع برا و وقف ينتظره .. شوى ومرت قدامه سيارة كامرى وفيها نسوان .. دخلت بيت ابو ناصر .. سمع صوت بزر يبكى من داخل البيت .. معقول هذى بنت أخوه .. اللى مافكر حتى يشوفها .. الشي الوحيد الحي الباقى من منصور اللى كلهم طردوه من حياتهم .. وماحد قبل فيها ولا رضى يزورها يوم ولدتها أمها .. ولا حتى عقب ماطلعت من المستشفى .. وجايين اللحين يحاسبونها .. ويبون بنتهم اللى حتى شكلها ما يعرفونه ..؟؟ .. " ماجد .. " .. فزّ متروع من الدق على دريشة سيارته .. "وش فيك يابوك .. اقلط وأنت واقف برا .." نزل من سيارته وقفلها .. سلم على ابو ناصر .. ودخل المجلس ..
::
::
::
راحت مها المركز الصحي تغير على الجرح اللى بيدها مع أمها .. ويوم وصلوا البيت استغربت مها السيارة اللى واقفة برا عند بيتهم .. كانت تويوتا لكزس فضية مغيمة .. ماعرفتها .. نغزها قلبها .. " يمه .. من ذي سيارته ؟؟" .. " والله يا بنتى مادرى .. يمكنها لأحد من الجيران .." صدوا عن السيارة يوم قربوا يدخلون باب الحوش .. نزلت ونزلت الجوري على الأرض .. بكت ما تبي تمشى .." هاتيها بأشلها انا .." ردت منيرة .." لا يمه والله ما تشلينها .. خلاص باشلها بس خلنى أخذ الأغراض " .." خلي الأغراض تشلهم الخدامه شلى بنتس من الشمس وادخلى .." .. دخلوا البيت ونادت الشغالة تشيل باقي الأغراض .. رجعت لهم وقالت أن فيه رجال دخل مع ابو ناصر للمجلس وأنه يبي قهوة .. قامت مها تسويها وهى تهوجس .. هذا أكيد راعي الكروزر الذهبي اللى برا .. وش يبي بعد .. ما خلصنا من موضوع بيت عمي عشان يهدف ذا ..
" اووف .. ليش ربي ماخلقنا في سويسرا والا لندن .. ماكان أرحم من هالشمس اللى تصلانا ليل ونهار .." دخلت عليها ساره جاية من الجامعة وهي تأفف من الحر .. " وعليكم السلام والرحمة .." التفتت عليها مها ورجعت تكمل شغلها .. راحت ساره للثلاجة وطلعت لها جيك ماي بارد وشربت منه وغسلت وجهها " يالله ان ترحمنا برحمتك .. وعليكم السلام ياختي ..اقول مهوي .. أنتي سرس مقطوع فى مطبخ ؟؟" .. ضحكت مها من قلبها .. "حسبي الله عليس .. وش عندس على ذا الكلام .." .." أنا ادرى عنس أطلع منس فى المطبخ ارجع لس فى المطبخ " .. " ابوي عنده رجال ويبي قهوة وتعرفينه ما تجوز له قهوة الشغالة .." .. شهقت سارة" اي والله .. ياهو عند بابنا سيارة .. تقول للقمر قوم وأنا أقعد محلك .." .. ضحكت عليها مها " هذي السيارات اللى يروح فيها الواحد للجامعة بنفس مفتوحة لطلب العلم .. مهوب عراوي بيت أبو نواف والا كامرينا المصون .." .. " تحمدي ربس عندس أحد يوديس .. طرار ويتشرط .." ردت عليها بدون ماتلف وهي تحط علاقي الشاهي في الدلة .." ياختي هو حرام الواحد يحلم .. حتى الأحلام صارت بفلوس .. زمن غريب .." طلعت سارة وهي توسوس من المطبخ .. ومها وراها تبتسم من سوالفها.. رتبت الصينية ونادت الشغاله عشان تدخلها على أبوها ..
::
::
::
دخل ابو ناصر وماجد المجلس وتقهووا وسولفوا .. وكل واحد منهم ينتظر الثانى يبدا بالكلام .. رنّ جوال ماجد .. أستأذن ابو ناصر ورّد .. " مرحبا .. هلا يابو محمد.. سمّ طال عمرك.." كانت عينه على ابو ناصر اللى التفت له يوم سمع اسم ابوه .. ".. لا عند رجال .. آمر .. أخلّص موضوع .. ايه .. لا لا .. ماوراى شي .. أخلصه وأجيك ان شاء الله .. ولا يهمك طال عمرك .. ابشر .. فمان الله .."
سكّر جواله والتفت لابو ناصر .. " تفضل يا بو ناصر .. قلت لى أن الموضوع ما ينقال فى التلفون .. " .. وسكت عشان ابو ناصر يكمّل .. " والله يا ولدى تدرى بغلاكم عندى أنتو حسبة عيالي من أيام المرحوم .. وقبله .. وما تغير شي للحين " حاول ابو ناصر يمهّد للموضوع .. " الله يسلمك يابو ناصر .. " تملل ماجد وتمنى لو يدخل في الموضوع على طول .. " شوف يا ولدى .. المره موافقه بس لها شرطين .. " .. ماجد خذا نفس عميق .. " تفضل يا بو ناصر اسمعك .. " .. " الأول أنها مقدمة على شغل ولو بغت تشتغل ماتمنعها يا ولدى .. " .. سكت بو ناصر ينتظر رد ماجد .. " والشرط الثانى يا يبه .." رد عليه ماجد .. " الثانى هى بتقوله لك يا ولدى .." .. تفاجأ ماجد .. " زين .. " .. " باروح أناديها .." .. قام ابو ناصر ودخل البيت .. مدّ ماجد ايده وشرب ماء .. وحاول يتمالك أعصابه .. وش هالشرط اللى بيخليها تكلمنى وش هالمره اللى مافي وجهاا حيا .. تكلم لها رجالٍ مهوب محرم لها .. وتتشرط عليه .. مافى وجهها حيا .. وجهها .. والنار .. والعباية السودا ..
::
::
::
" يابوك .. " نادى أبو ناصر .. " سمّ .. " انتفض ماجد .. " هذى أم الجوهرة تسلم عليك .. " .. " وعليكم السلام والرحمة .. " .. ما رفع عينه فى المره اللى تكلمه من طرف الباب وماشاف الا سواد عباتها .. " شلونس يا أم الجوهرة .. " .. " بخير الله يسلمك .. " ردت بصوت واطى .. ما قدر يتذكره .. " تفضلى يقول ابو ناصر لس شرط .. وما قاله لى .. " .. " ايه نعم لى شرط الله يرحم والديك .. " .. " ومن قال .. تفضلى .. " .. " الشرط الاول وصلك .. اللى هو شغلى .. وأظن هذا من حقى يا ولد الناس .. " .. " اى نعم وصلنى .. كملي .. ".. " ما سمعت جوابك عليه .." رفع راسه .. حس بنبرة تحدى .. لكنه تمالك نفسه ورجع دنق .. " خلينى اسمع شرطس الثانى .. وان شاء الله خير .. "رد بهدوء .. " شرطي الثانى يا طويل العمر بنتى .. الجوهرة .." .. " وش فيها الجوهرة .." ..استغرب الكلام .. وبدا عرق فى رقبته ينبض بتوتر .. " بنتى مالك عليها كلمة .. لا فى دراسه ولا فى تربية ولا فى غيره .." .. هدوء عمَ المكان .. كان ماجد مدنق .. اللى يشوفه يقول ما يسمع .. ولا يحس .. ابو ناصر كان وجهه محتقن .. مها ورا الباب كانت هادية ظاهرياً .. لكن تنتفض تحت النقاب .. واللى يعرف نبرة صوتها الدافية كان بيدري انها متوترة .. لأن هالبرود مهومن طبعها .. فكّ ماجد كان الوحيد اللى يتحرك .. عرق على طرف فكه كان يرتجف .. أنفاسه كانت ثقيلة ولو كانت سكين كانت قطعت هالجو اللى بينهم .. مها حست انها ماتقدر توقف .. قعدت ورا الباب بخوف .. كل الشجاعة اللى جمعتها تبخرت مع آخر كلماتها .. هى مجنونة تقول هالشرط ولمن .. لماجد بن عبدالله ..
" يابنت خالد .. " قطع الصوت الحاد افكارها .. " نعم .." .. ردت بتوتر .. " الجوهرة منهى بنته ..؟؟" .. " بنتى أنا .. " ردت بتحدىّ .. " الجوهرة أسمها الجوهرة بنت منصور بن عبد الله .."كان ماجد يقول الأسم وهو يشدّ على كل مقطع منه .. " جزاك الله خير .. وصلنا .. " قطعت كلامه .. " يعنى مهوب الجوهرة بنت ماجد" حسّ ماجد بلطمة على وجهه .. " لكن أنا الوصي الشرعي عليها .. وبحكم الشرع والقانون أنا وليّها .." .. "ولا لك لوا .. دامنى حية .. وماعرست .. وقايمة بحقها وماعلي خطا فأنا وليتها" .. كل شي يوقف عند الجوهرة .. تبيع عمرها كله ولا احد يمس شعرة منها .. أمومتها الكاملة لبنتها

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات