رواية قلوب محرمة على النسيان -26
لحظات الفرح تجبرنا نتصرف بدون شعور .. وبيأس بعض المرات .. مها اللى حست براحه أكبر فى التعامل بمحبة وحنان مع ماجد .. أدمنت لحظات الود والراحه اللى تجمعهم بعيد عن التوتر والخلافات .. تجرأت أكثر وصارت تمشى قدامه بدون جلال .. بس عشان تحس بشعور غريب من البهجة والخجل لشافت نظراته لها وهى تتبعها .. رجعت تنتظره مثل أول .. تسهر عشان تشوف بسمته لمن رجع ولقاها قاعده فى الصالة تنتظره .. مجهزة الشاهى والكيك .. تسرق من الزمن لحظات لها وله .. تكون فيها بس مها .. ويكون هو فيها حلم ماجد .. اللى ماتحقق لها ..
وهى واقفه قدام المنظرة تشوف وجهها .. تلمسه .. هل معقوله هذى أنا ؟؟ هالانسانه اللى واقفه قدامى تتعدل وتتزين عشان زوج يشوفها مثل أخته .. وناوى يتزوج عليها .. هى أنا ..!!! شافت قميص النوم الوردى اللى لابسته .. كان نص كم .. مشقوق بدانتيل ناعم .. وطويل يغطيها كلها .. هل هذى هى مها اللى توعدت وحلفت انها ماتسامح ولا تنسى .. تغيرت اشياء واستجدت أشياء .. وفيه أشياء ما ماتت رغم الوقت .. والماضي .. وبالنهاية هو زوجى وهذى حياتى .. وأنا استحق فرصة ثانية .. عشان أعوض كل اللى فات .. مستحيل أكون غلطانه .. هو يميل لى .. وأنا أقدر أحول هالميل لحب .. وأكسبه طول العمر زوج لى وأبو مايتعوض لبنتى .. لمست وجهها وهى تبتسم ..
::
::
::
ماجد .. اللى غزا قلبه شعور الذنب واحساس أنه أهان مها قبل يهين نفسه لما حاول ياخذ حقه منها بالقوة .. أو هذا اللى خطر في باله .. واللى زاد هالشعور ألم أنه مهوب قادر يتذكر اللحظات اللى عاش عمره على رجاها .. لحظة لما يقرب منها .. اللى بدأت يوم حضنها على أرض غريبة وفى مكان غريب لما حس انها محتاجته مثل ماهو محتاجها يوم مرض بنتها .. وصارت تتراكم فى صدره .. يوم ورا يوم وليلة ورا ليله .. حبسها كبرياء روح وخوف قلب أنها ترفضه .. وهذا اللى صار .. بعدها انقلب شي في قلبه الى سواد يلتهم كل احساس حسه صوبها .. لكن سبحان الله .. قدرت ترّجع مكانتها فى قلبه مثل أول ولا كأن مر عليها شي .. صارت اللحظات الهادية اللى تجمعها معه غالية .. وصار هو حريص عليها أكثرمنها .. يحاول يتجنب زعلها مثل ما يدرى انها تتجنب زعله وتسعى انها ترضيه .. صارت الراحه اللى توفرها له كل مارجع بالليل جنة فى حياته .. برغم ان علاقتهم ناقصة كزوجين .. إلا انه راضي فيها .. وبيخليها للوقت .. هو الكفيل بس أنه يداوى كل جرح فى النفوس .. مثل ما حاولت أنها تتحرر من قيود واجد في حياتها معاه .. وأبسطها غطا راسها قدامه .. هو بعد صار الماضى بالنسبة له أشباح قديمة ما لها اساس على الواقع .. صار بكل سهولة يقدر يبعدها عنها بنظرة رضا من عيون مها ..
دارت كل هالأفكار فى راسه وهو يدخل مفتاحه فى الباب ويدخل البيت قريب 12 ونص ..
ابتسم وهو يشم ريحة العود .. وريحة خفيفة لعطرها اللى تحبه .. تقول له انها كانت هنا قبل لحظات بس .. طلع فوق .. ومثل ماتعود كانت قاعده قدام التلفزيون تنتظره .. " السلام عليكم .." سلم عليها .. " عليكم السلام يا مرحبا .. " .. " تسحرت .." سالته .. " ايه الحمدلله .. " رد عليها وهو رايح صوب حجرته .. " تعال اقعد تقهوى .." نادته .. " زين خلنيى افصخ ثوبي بس .." دخل حجرته وحط مفاتيحه وجواله على الكومدينو .. وفصخ غترته وثوبه .. دخل غسل وجهه وايديه وتعطر ومشط شعره وطلع لها .. " شأخباركم .." .. " أخبار خير الحمدلله .. " ردت عليه وهى تصب له شاهي .. " شأخبارك .." نشدته بهدوء .. " الحمدلله .. وين الجوري .." سألها وهو يلتفت ورا لحجرتها .. " راقدة .." .. " فديت قلبها .." قعدوا يتقهوون بصمت وهم يتابعون النلفزيون .. " الا باسألك .. أمى نوره متضايقه من شي ؟؟.." سألته .. " لأ .. ليه وش بلاها .." رد عليها وعينه على المسلسل .. " مادرى .. من أمس وهى متغيرة .. حتى روضه مهوب طبيعيه .. ونوف كله تعبانه وقاعده لحالها .." قالت مها .. " ما قالت لس روضة شي ؟؟.." سألها وهو يشوفها بطرف عينه .. "شي ..؟؟ وشو عنه .." سألته وهى تعقد حواجبها .. " خالتى .." رد بكلمه وحده .. " لأ .. وش فيها خالتك .. عسى ماشر .." نزلت بيالتها وانتبهت له .. " خالتى خطبت روضه لولدها فهد .." تجمدت مها لثواني .. كانت كافيه عشان يلاحظ ماجد ردة فعلها وينكمش هو بعد .. " خطب روضة ..؟؟" سألت بصوت مبحوح .. " ايه روضة .. وش فيها .. ناقصة شي عشان ماتعرس .." رد بتوتر.. " لأ .. بس .. نوف .." وسكتت .. " نوف بيجيها نصيبها .. " سكت ودنق يشوف الشاهى .. " يضايقس الموضوع .." سألها .. " وليه يضايقنى .. بالعكس .. روضة بنت حلال وتستاهل كل خير .. و ولد خالتك ماعليه كلام .. الله يوفقهم .." ردت مها وهى تاخذ بيالتها وتشرب .. " للحين ما وافقت .. " .. " ما سألتها ليه .." رفعت راسها له تنتظر جوابه .. " شكلها مهى بمرتاحه للموضوع كله .." رد ماجد وهى يقرص عيونه فى الفراغ اللى قدامه .. " ماتدرى وش الصالح فيه .." ردت مها وهى سرحانه .. " ليه ما تكلمينها وتقنعينها .." .. " أكلم روضه .." .. " ايه .. طبيعي انها تخاف وماتقدر تاخذ القرار لحالها .. كلميها وشوفي وش تقول لس .. " .." يمكن أمى نوره ماتبينى أتدخل .." .. " ماعليس من أمى خليها علي .. أنتى شوفى وش مضايق روضة ومخليها مترددة بس .. " .. " ان شاء الله .." .. مها اللى حست أن الجو تغير .. وماكان هذا اللى تبيه .. لامت نفسها .. والله أنى ملقوفة والا وش لى أجيب طاري أمه اللحين .. وقته عشان نسولف فى أشياء تجيب الهم .. التفتت عليه شافته سرحان حاولت ترجع مزاج ماجد مثل ماكان .. " ودي أشوف مدرسة زينة للجوري .." قالت أول شي خطر على بالها .. " وش مدرسته .. تراها صغيرة .." رد مستغرب .. " ذلحين يدخلون من عمر 3 سنين .. بتستانس أحسن من قعدة البيت .." ردت عليه وهى تبتسم .. " مهى بمشكلة .. نشوف لها مدرسة .." .. قعدت تمسد قماش الروب الحرير على رجيلها بتوتر .. لمحها ماجد من طرف عينه ..
" جديد ..؟؟" سأل عقب لحظات صمت .. " وش الجديد .." سألته .. " قميص النوم .." .. " ايه .." ردت باحراج وهى مدنقه .. وش تقول بعد وثلاث أرباع جهازها للحين جديد .. بتوتر .. دخلت شعرها ورا أذنها .. وحست بالحر .. وهى تلاحظ نظراته لها .. وقلبها يدق بقوة .. " لاتقصين شعرس .." قال بصوت ناعم .. " هاه .." .." شعرس .. لا تقصينه ابد .. لأنى أحبه طويل .." تكلم بصوت واطي وهو يلمس خصلات شعرها .. بلعت ريقها بصعوبة .. " مها .." .. رفعت عيونها له بدون ماترد .. " أبي أكلمس فى موضوع شاغل بالي .. " .. " خير .." .. " تذكرين يوم كنت مريض .." هزت راسها له .. " أبي أعرف .. " تردد شوي " صار شي بينا ؟؟.." سألها وعيونه في عيونها .. يدور الحقيقه .. " شي ..؟؟ شي مثل ايش ..؟؟" ردت وهى مافهمت وش يقصد .. " مثل اللى يصير بين اى زوج وزوجته .. " .. ولع وجه مها من الأحراج وماعرفت وش ترد .. " جاوبيني .." سألها وهو يرفع وجهها عشان يشوفه .. " لا .." ردت بصوت واطى .. " والله .." .. " ايه .. ليه أنت ما تتذكر وش صار .." سألته وهى ترفع عيونها له بتردد .. مارد عليها ضم راسها لصدره وهو يتنهد براحه ويحمد ربه فى قلبه أن الشي اللى كان خايف منه ماصار .. " لا .. ما أتذكر .." رد عليها وهو مغمض ومسند دقنه على راسها .. هى ذابت فى احساس الدفا على صدره .. ودقات قلبه القويه تحت راسها تقول لها وش كثر هى تحبه .. حطت ايدها على صدره فوق قلبه .. كأنها تلتمس منها الأمان والسكينة .. والفرح .. " قولي لى .. وش صار .." همس فوق راسها .. تنهدت وحكت له وش صار فى ذيك الليله يوم تعب .. ويوم شق بيجامتها .. ويوم سهرت عليه وهو مسخّن .. كان ماجد يسمعها وهو مغمض عيونه ويتخيل شكلها .. وريحة عطرها تملا كل خليه فيه .. يحس بكفها الصغيرة على صدره .. هى سكتت من زمان .. بس هو ماكان ناوى يكسر هاللحظة اللى تجمعهم .. ولا دفا قرب هالانسانه اللى سكنت روحه من سنين ..
مها من التعب غفت على صدره .. حس ماجد بانتظام تنفسها وعرف أنها رقدت .. ناداها بهمس بس ماردت عليه .. هزها بشويش .. " هاه .." .. " قومى خلينا نرقد داخل .. " قال بصوت واطى .. " زين .. " وقف ماجد وطفى التلفزيون .. مسكها من يدها ومشوا خطوات صوب غرفة النوم .. ماجد اللى كان خاطره تنام مها بغرفته تضايق يوم شافها دخلت حجرة الجوري ببساطه .. دخل وراها .. وضمها وحب راسها " تصبحين على خير .." تجاوبت معاه بشكل تلقائى .. ما حبّ أنه يضغط عليها أكثر .. طلع لغرفته .. وقرر يتهجد شوي ويدعى ربي أنه ييسر لهم كل خير ..
::
::
::
ومثل هالوقت .. قبله بكم ساعه .. فى حجرة روضه .. اللى كانت تتكلم على الجوال ومتضايقه " يعنى وش أسوي .. " .. " أمى مهى براضيه .. ونوف مطنقرة ومن أمس وهى مسويه حملة بكا لها أول ومالها تالى .. " .. " يا أختى الحمدلله اللى قالت لنا أمى وحنا لحالنا .. لو تشوفين كيف تغير وجهها كنه دخلها شيطان .." .. " الله لا يبارك فيها من خطبة .. ناقصين وجع راس .." .. " ما قلت فيه شي .. بس تعرفين .." .. " داريه .. يعنى وش تبينى أسوي وهذا موقفها غير انى أرفض .." .. " ما عطتنى فرصه أكلمها .. زين انها نزلت اليوم تفطر معنا وعقبها ماعاد شفناها .." .. " والله يا موضي تعبانه وماجد يضغط علي .. مكلمنى يقول الرجال يبي رد وماله داعى التفكير .. " روضة اللى كانت تدور حول نفسها فى الحجرة من التوتر .. " واللى يرحم والديس كلمى أمى وقولى لها انى معيه .. وانى ما أبي العرس ذلحين .. قلت لها وضاقت علي ولعنت خيري .." .. " تقول وش فيه ولد اختى ماتبينه .." .. " خلاص تصرفي أنتى .. يالله اخليس ذلحين .. زين .. لا ما انا بمكلمتها لين تجين .. زين .. يالله تصبحين على خير .. فى امان الكريم .." .. سكرت من أختها وقعدت على طرف السرير تتنهد .. تعبانه من التفكير .. ضغطت على عيونها وقطت الجوال جنبها وطاحت على ظهرها وعيونها ترسم أشكال خياليه على السقف ..
مرت ايام رمضان وقت الفطور مثل كل يوم .. أم محمد تركت تنظيم الفطور لمها .. لكن هالشي ما منعها من التنكيد على الكل .. قبل الفطور كانت مها قاعده على السفره مع بنتها وروضة قاعده جنبها ورابطه راسها اللى كانت تشتكى منه من الظهر .. وأم محمد قاعده على أعصابها .. شوي ودخلت عليهم نوف .. " السلام عليكم .." دنقت على أمها وما عبّرت الباقيين .. " تو الناس كان رقدتى للعشا .." نقدت عليها أمها .. " وش تبينى أقوم اسوي يمه .." ردت نوف بملل .. " قومى قابلي الفطور .." .. " وهالخدم والصبيان وش حاجتهم حاطينهم .." علقت نوف .." مالت على شبابكن .. يوم أنا فى عمرس ابزى فهود وأشتغل في البيت لا خدامه ولا غيره .." .. " يمه واللي يرحم والديس ما أبي محاضرة ..راسي يعورنى ومهوب ناقصه " ردت نوف وهى تقلّب عيونها .. مها ماعلقت ودنقت تأكل بنتها .. وروضه ما طالعت أختها اصلاً .. أذن المغرب وأفطروا .. وكالعاده راحت مها لقسمها وغيرت ثيابها وصلت .. ورجعت عقب صلاة العشاء .. مرت الصاله تشيك عليها وحطت بنتها عند الشغاله وطلعت فوق .. مرت من قدام حجرة روضه وكملت مشى .. وقفت عند بابها .. خذت نفس عميق ودقت الباب .. " نعم .." سمعت الصراخ من داخل .. فتحت الباب ودخلت ..
::
::
::
بعد التراويح .. وفى مجلس أبو محمد .. كان المجلس مليان .. والعيال يقهوون الرياجيل .. شوى وقعد فهد جنب ماجد .. " يا اخى مايسوى علينا .. قل لأبوك يجيب له مقهوى .." .. " وليه المقهوى تراك موجود .." رد ماجد وهم يكتم ضحكته .. " يا اخى تعبت ما يسوى علي .. لا وهذا وأنا قايل باخذ نص رمضان أجازة .. عز الله ما ارتحت شكلى بأكنسلها خير شر .." قال فهد لأخوه بصوت واطى .. " يعنى ذلحين هذرتك ذى كلها عشان وقفت نص ساعه تقهوى .. ترانى قبلك أقهوي سنين .." رد عليه ماجد بصوت جدى .. " ايه وأحالوك ذلحين على التقاعد وأنا مسكت مكانك .. والله العالم الى متى .." ضحك ماجد ومارد عليه .. " ألا أنت ما أنت بناوى تجيب لك عيال يمسكون عقبي القهوة .." انعصر قلب ماجد من كلمة أخوه اللى قطها عليه وهو مايدرى .. " عيالي مهوب ماسكين القهوة .. وبتمسكها أنت وعقبك عيالك .." رد ماجد عليه عشان يرفع ضغطه .. " الا على طارى العرس .. صحيح بتاخذ الثانية .. " سأل فهد أخوه بهمس .. قرّص ماجد عيونه فى أخوه " لا تخايلنى كذا .. معناه العلم صحيح .. يا أخى ارحمنا .. توك معرس مالك سنه وتبي تثني .. خل الدور لى .." .. " قم قهوى العرب قم .. ماعندك الا ذا الكلام الفاضي .." نزره ماجد بعصبيه .. " لاتدف زين .. بأقوم بأقوم ..لكن ترى مافيه عرس الا عقب ما اعرس أنا .. " قام فهد وهو مايدري أنه فتح فى قلب أخوه جرح جديد ..
::
::
::
" السلام عليكم .." سلمت مها .. "
عليكم السلام .." ردت نوف من بين ضروسها ورجعت تبحلق في شاشة اللاب توب حقها .. " صليتى .." سألتها مها وهى للحين واقفه عند الباب .. " وأنتى وكيل علي ..؟؟" ردت نوف وهى ترفع حواجبها مستغربه .. " لا والله .. بس قلت أنشدس يمكن نسيتى وأنتى قاعده على النت .." ردت مها بهدوء وماخلت أسلوب نوف البارد يأثر عليها .. " لا ما نسيت .." ردت نوف ونزلت شاشة اللاب وهى تكمل كلامها " نعم .. فيه شي .." سألتها بضيق .. " بغيت أتكلم معس فى موضوع .." قالت مها .. " وش موضوعه ..؟؟ ما أخبر بينى وبينس مواضيع .." ردت نوف وهى تمط شفايفها .. " لأ فيه .. ومواضيع قديمة بعد .. " ردت مها بثقة .. قرصت نوف عيونها فيها " وش عندس .." سألتها بضيق .. " ممكن أقعد قبل ما أتكلم .. " سألتها مها .. " تفضلي .. " ردت نوف من ورا خاطرها .. دخلت مها وسكرت الباب وراها بكل هدوء وقربت منها وقعدت على طرف السرير .. " شوفى يا نوف .. أنا قبل أكون مرة أخوس بنت عمس .. يعنى دمنا واحد .. وتعرفين مكانتس عندى .." سكتت مها تشوف تأثير كلماتها قبل تكمل .. " وبعدين .." قالت نوف بملل .. " يعنى بكلمتين .. أمرس يهمنى .. " سكتت مها تنتظر تعليق نوف ولما شافتها ساكته كملت كلامها " أبي أسألس سؤال .. عاجبس وضعس .." .. " أى وضع بعد .." نشدتها نوف .. " اللى أنت فيه .. عزلتس عن أهلس .. قعادس طول الوقت لحالس .. نفسيتس التعبانه من كل شي ومن أى شي .. معاملتس الجارحه لى بدون سبب .. ليه يا نوف .. ليه تسوين بعمرس كذا .." تكلمت مها بحرقه قلب .. " وأنا شكيت لس الحال ..؟؟" توترت نوف من كلامها .. " مهوب لازم تشتكين عشان أحس فيس .." انقبض وجه نوف للحظات .. دنقت وماردت .. " نسيتى .. ترانى مها .. اللى كانت لس أقرب حتى من خواتس .. أعرف وش اللى مضايقس قبل لا تقولين .. وش اللى تفكرين فيه .. ليه يا نوف تغيريتي .." سألتها بصوت واطي .. " ماتغيرت .. كنا بزران ولا نفهم .. " بررت نوف .. " واللى أنتى فيه ذلحين تسمينه فهم والا كبر سن ..؟" سألتها مها بشك وهى ترفع حاجبها .. " ذلحين أنتى وش تبين بالضبط ..؟؟" تنرفزت نوف وسألتها بتوتر .. " أبيس تفهمين وتصحين من الوهم اللى أنتى فيه .." ردت مها بصوت حاد .. " أى وهم أنتى بعد .." رفعت نوف حواجبها .. " نوف .. أنتى كرهتينى وأنا مالى ذنب .. وقلبتى حياتى فوق تحت حتى عقب ما تزوجت أخوس ومع ذلك .. سكت وما تكلمت .. ناويه تكررين القصة نفسها مع روضة ..؟؟ " وقفت نوف وهى تنتفض " وش قصدس .." سألتها بصوت قاسي وشفايفها ترتجف .. " أنتى فاهمه قصدي عدل .. يا نوف .. ماحد ياخذ الا المكتوب له .. وهالأنسان مهوب مكتوب لس .. لا تضيعين حياتس وحياة أختس وتخسرينها عشان وهم .." ردت عليها مها وهى تطالعها واقفه قدامها تنتفض وعيونها مليانه دموع .. " أنتى اللى خليتيه وهم .. لو ما وقفتى فى طريقي كان خذانى من زمان .." ردت نوف وهى ترتجف .. " وقفت فى طريقس ؟؟ " وقفت مها تكلمها " اللى يسمعس يقول انى مسكته من ايده وغصبته يخطبنى .. والا ربطت عيونه عشان ما يشوفس ومنعته عنس .." قربت منها " يا نوف هذا ولد خالتس .. يعنى أقرب لس منى .. أمه خالتس .. لو يبيس ما منعه عنس شي .. لا أنا ولا ألف غيري .." صدت عنها نوف بعصبية " وش تبين منى ذلحين .." عطتها ظهرها وهى تكلمها .. " أبيس تهدين وتفكرين عدل .. وقبل هذا وذاك يكون عندس ايمان أن الله ما يظلم عبيده .. وماحد ياخذ غير المكتوب له وتكون عندس ثقه فى أن الخيره فيما اختاره الله .. لا تخسرين أكثر مما خسرتى ترى مابقى فى العمر شي .. والنفوس ما تتحمل ظلم أكثر من اللحين " حست أن الكلام فى الموضوع هذا انتهى .. وحالتها ما تحتمل نقاش أكثر من كذا .. لفت عنها عشان تطلع .. وقبل ما تفتح الباب التفتت عليها " كرهتينى وأنا بنت عمس عشان موضوع خطبة ماتم .. مستعده تكرهين روضة .. أختس .. عشان هالشي بعد ..؟؟" نوف .. ماردت عليها .. مها اللى شافت ظهرها يرتجف وهى تحبس دموعها .. تنهدت وطلعت سكرت الباب وراها بهدوء .. وايدها ترتجف .. وهى تدعى في قلبها أن الله يهديها لنفسها ..
مرت على حجرة روضه اللى كانت على سجادتها تقرا قرآن .. حست فيها يوم دخلت .. سكرت المصحف ولفت عليها " أهلين مهوي .. وش عندس مشرفه البيت فوق .." .. " أبد خلصت صلاتى وجيت أشوفكم ..
::
::
::
خلصتى .."سألتها .. " ايه الحمدلله .. " قامت تطوى سجادتها وجلالها وتحطهم مع المصحف على السرير .. "روضه .. " .. " خير .." .. " ودى أكلمس بموضوع .. " .. " قولى .." ردت عليها وهى تفك شعرها قدام المنظره وتربطه مره ثانيه بالعضاضه .. " أنتى ليه ماتبين ولد خالتس ؟؟.." .. تجمدت ايدين روضه وهى ترتب قذلتها دنقت للحظات " من اللى قالس .." .. " مهوب مهم اللى قال لي .. أنا أشوفس مثل ما اشوف ساره .. وتهمنى مصلحتس .. واللى نعرفه كلنا أن فهد رجال ونعم .. وياحظها اللى بتكون مرته " .. لفت عليها روضه وعيونها كلها حزن " دامه مثل ماتقولين .. ليش ماخذيتيه يوم خطبس .." سألتها .. " لسبب بسيط .. أنه مهوب نصيبي .." ردت مها وهى تبتسم بهدوء .. لفت روضه ومشت عشان تقعد على طرف السرير " والله ما أدرى .. الوضع صعب .." قالت وهى تلعب بأصابعها .. " أنتى عندس اعتراض على الرجّال .." سألتها مها وهى واقفه قدامها .. " لأ .. لكن .." سكتت روضة بيأس .. " قصدس عشان أختس .." قطعتها مها بسرعه .. رفعت روضه عيونها متفاجئه " شدراس .. " سألتها مثل اللى انكشف له سر مايبي الناس تدري به .. " أدرى .." قعدت مها جنبها وكملت كلامها " صلي استخاره وشوفى ربي وش كاتب لس .. أنتى انسانه مؤمنه .. ولو هو من نصيبس لو يوقفون الخلق كلهم ضده ما منعوه .. وأختس الله يهديها لنفسها .. أنتى مالس ذنب .. ولو رفضتيه عشانها يمكن ما ياخذها .. غير أن رفضس بيكسر قلوب واجد حولس وأولهم خالتس .. وأمّس " نصحتها مها بهدوء وهى ماسكه كفها بين ايديها .. " الله يكتب اللى فيه الخير .." ردت روضه .. " يالله ننزل تحت .. يمكن أمى نوره جات .." قالت لها مها وهى تبتسم لها .. " مشينا .." ..
نزلن تحت وقعدن فى الصاله يتقهون .. شوي ودخلت عليهن لولوة وأختها .. وبعد السلام والتحفى قلطوهن للخيمه .. " شلونس يا أم راشد .." سألتها مها .. " بخير الله يسلمج .." ردت لولوة .. " مبارك عليكم رمضان .. عاش من شافس ماعاد مريتينا .. " قالت لها مها وهى تمد لها فنجال قهوة .. " الله يبارك بعمرج .. ترى مرينا على أم محمد ثانى أيام الصيام نبارك لها وما لقيناج .." ردت اللاه وهى تلوى اثمها .. " صادقه .. رحت أفطر عند أهلى .. " ردت عليها مها .. " ايه .. عيل ما قال لج مايد أنه شافنا عندهم .." ردت اللاه وهى تبتسم وتشوف أختها من طرف عينها .. " والله مافيه مناسبه تجيب الكلام عنكم عشان يقول لى أنه شافكم .." ردت عليها مها بهدوء .. وهى مستغربه ليش ماحد جاب لها طارى أن لولوه وأختها كانوا هنا .. لا رجلها ولا عمتها وبناتها ..
" عيل أم محمد وينها .." التفتت اللاه تسأل روضه .. " راحت تصلي لكن أمداهم خلصوا .. " زين .. بننطرها نسلم عليها .." ردت اللاه وهى ترتاح فى قعدتها وتبتسم .. رفعت روضه عيونها ولقت مها تطالعها بشكل غريب .. تضايقت وقربت دلة الشاهى عشان تقهويهن .. كان وجود اللاه وأختها يشكل ضغط كبير على مها اللى حاولت ماتبين هالشئ على قد ما تقدر .. شوى ودخلت عليهم أم محمد اللى استانست يوم شافتهن .. ومها تستغرب من محبتها لهن على كثر ماكنت تدعى على اللاه يوم تشوفها تمشى ولدها على كيفها .. انحصرت السوالف بين أم محمد ومرت ولدها الكبير اللى كلامهم كان أقرب للهمس .. وبين روضه وبين آمنه اللى كانوا يتكلمون عن الأسواق والملابس والمكياج .. وكانت مها تتابع الكلام بهدوء وهى تراقب القاعدين .. شوي وسمعت صوت برا " يا عرب .." صوت رجّال يستأذن عشان يدخل .. " ادخل فديتك ماهنا غريب .." ردت أم محمد وهى مستانسه .. مها تعلقت عيونها بالباب وماعاد سمعت الا دقات قلبها تدوى فى راسها .. دخل عليهم .. ورجع وراه شوى يوم شاف نسوان .. " ماقلتى لى يمه عندكم أجناب .." قال ماجد من ورا الباب .. " تعال يبه مابه الا لولوة مرة أخوك .." نادته أمه عشان يدخل .. دخل وهو مدنق شوي " السلام عليكم .." .." عليكم السلام والرحمة .. " ردوا الموجودين عليه .. دخل ودنق على أمه يمسيها بالخير .. رجع وراه وقعد جنبها وسلم على اللاه " شحالس يا أم راشد .. وشلون العيال .." .. " بخير ربي يسلمك .. شلونك يامايد .." ردت عليها وهى مغطيه وجهها بشيله خفيفه .. بخير ربي يسلمس .." .. " شحالس يا بنت عبد الرحمن .." سأل آمنه بدون ما يلتفت عليها اللى كانت قاعده قدامه وماخذه راحتها .. " بخير الله يسلمك .. شلونك أنت .. " .. " الله يعافيس .." .. وقفت مها تقهوى ماجد وهى تحس قلبها يتقطع .. وأم محمد تسحبه للسوالف مع اللاه وأختها .. " مها قهوي لولوة وآمنه .." قالت أم محمد بصوت واضح .. مها اللى استغربت الطلب قامت وهى ترد بكلمة وحده " ان شاء الله .." .. شلون يتقهون قدام رجّال غريب ؟؟.. أصلاً ليه تستغرب وهى تشوف وحده منزله غشوه شيفون على وجهها بلفيت متغطيه والثانية شيلتها كاشفه نص شعرها .. وقاعدين قدام رجّال مهوب محرم لهن وكنه العيد .. يعنى جا العيب على فنجال قهوة ..!!!
بدت مها بأم محمد وصبت لها .. وعقبه خذت فنجال ماجد وهى مهى بقادره تحط عينها في عينه .. صبت على اللاه وأختها .. وقامت روضة وراها تمد لهم صينية الحلو .. " من اللى مسوي الحلو .." رفع ماجد راسه يسأل روضه .." .. " هذى مها .. " ردت وهى تغمز بعينها وتضحك .. " الحلو ما يجيب الا الحلو .. " رد ماجد وهو ياخذ قطعه ثانية .. " غير مهنا تعب .. الكتب واجد تعلم اللى ما يتعلم .." ردت أم محمد بنكد .. " ولو .. شغل أم الجورى غير .. " رد ماجد وهو يبتسم لمها وملاحظ توترها .. قعدت مها فى مكانها ورفعت راسها وجات عينها فى عين آمنه اللى كانت تبتسم لها من ورا ضروسها .. " يالله ارخصوا لى .." أستأذن ماجد عشان يطلع " وين يبه تو الناس .. " ردت أمه .. " بأمر المجلس يمه وعقبه بأطلع معزوم على السحور .." رد ماجد وهو يدنق يحب راسها .. " زين فديتك ماتوصل لولوة معك .." سألته .. تجمد ماجد " تامر أمر أم راشد .. بس وين الدريول .." سأل أمه .. " طرشته فى حاجه وبيتأخر .. ودريولهم مهوب هنا" .. " خير ان شاء الله .. زين أنا بأطلع للمجلس لمن خلصتوا دقوا علي .. " قال ماجد .. " خالصين فديتك .. اصبر بس دقايق .." أمه اصرت ما يطلع الا وهم معه .. قعد ماجد جنب روضه اللى التفتت على أخوها وهى متضايقه من تصرف أمها .. مها اللى كان لونها مخطوف .. حاولت تخفى رجفه ايديها ورا دلة القهوة اللى كانت ماسكتها بقوة لين ابيضت مفاصل أصابعها .. وتحاول ترسم على وجهها ابتسامه .. جابت الشغاله المدخن .. ودخنتهم أم محمد وطلعوا قدام عيون مها .. تبعتهم مها وروضة لين الباب الخارجي .. شافتهم مها وهم يركبون مع ماجد .. آمنه ركبت معه قدام .. التفت صوبها وقال لها شي وضحكت .. شغل الموتر وحرّك .. وراه طار قلب مها اللى وقفت على الباب تشوف خياله لين غاب .. في عينها دمعة قهر .. وفى قلبها نار .. فكرت أنها خمدت لكن كان الجمر صاحي تحت الرماد ..
كل الأحلام واياه رماد ..
كل الأمانى معه رماد ..
::؛::
مهما نعيش .. ونخطط .. مفاجأت الحياة كثيرة .. وعوائق الدروب أكثر .. ياترى .. هل راح نطير بعيد .. والا راح نظل فى نفس المكان نبكى ..الرماد ثقيل .. وكاتم للأنفاس .. لكن نسمة هو كفيله أنها توديه بعيد ..
::؛::
كثير ما تصدمنا ظروف الحياة لما تجبرنا على اختيارات ما نبيها .. اختيارات تتحدد فيها مصايرنا ومصاير ناس تتعلق فينا .. اختيارات قد ننجبر فيها على خوض تجارب جديدة .. وبغض النظر عن نتيجتها راح تكون تجربة وتفيدنا فى ايامنا الجاية .. كل يوم بحد ذاته تجربة فيها الزين وفيها الشين .. فيها دروس والشاطر فينا اللى يتعلم منها بأقل خساير ممكنة .. ياترى .. كم منا قدر يتعلم من أمسه عشان يومه وعشان بكره ..؟؟
::؛::
الفصل الثالث والعشرون
وقفت مكانها تطالعهم ماتدرى وش كثر .. كان احساس بالفراغ يملا مسامات جسمها .. تنهدت بألم ولفت تدخل داخل البيت وفي قلبها ثقل الجبال .. سمعت صوت روضة عالى مع أمها .. شكلهم يتهاوشون .. مها كان اللى فيها كافيها وماكن لها خاطر تسمع شي .. دخلت خذت بنتها الراقده عشان تروح لبيتها ..
وهى تمر فى الصاله غارقه فى أفكارها سمعت صوت .. " وين بتروحين .." كانت أم محمد واقفة عند باب الصاله الداخلى .. " بأدخل أخذ الجوري وبأروح بيتى يمه .. تبين شي .." التفتت عليها مها بدون تعبير وهى ترد عليها بصوت بارد .. " لأ .." صدت عنها أم محمد ومشت .. طلعت روضه يوم سمعت صوت مها مع أمها برا " مهوي .." نادتها بصوت مرتجف " فديتس لا تزعلين .." قالت لها .. التفتت مها على روضه بهدوء " ليه .. وفيه شي يخلينى أزعل ..؟؟" سألتها مها وهى ترفع حاجبها .. " مهوي .." قربت منها روضه ومسكت ذراعها " تعرفين أمى .. بعض المرات تصرفاتها ترفع الضغط .. بس صدقينى هى ماتقصد .." حاولت تبرر تصرف أمها .. " صحيح ..؟؟ " نزلت مها نظرتها تشوف ايد روضه اللى على ذراعها .. رجعت رفعت راسها لها وكملت كلامها " فيه ناس واجد يسوون اشياء على قولتس .. مايقصدونها .." سحبت مها ذراعها بهدوء من ايدين روضه .. " وش قصدس .. " وقفت روضه مكانها مستغربه رد مها .. " قصدي واضح .. " لفت عنها مها وخذت بنتها وطلعت لبيتها بسكات ..
::
::
::
دخلت حطت بنتها فى فراشها .. وكأن هالشي كان مفتاح الدمع اللى نزل بدون حساب .. بدون صوت .. شهقات بس تقطع القلب .. وش اللى باقي ما سويته .. طلعت برا حجرة بنتها عشان ما توعيها .. كانت تدور فى المكان .. دخلت حجرته .. بقايا وجوده فى حياتها .. احترام واحترمته .. غلا وأغليته .. وحفظ وحفظته فى نفسي وفي ماله .. وش اللي باقي ما سويته .. أزعل .. أخلى البيت له .. التفتت صوب الدرج اللى جنب السرير .. الدرج اللى فيه قرار موتها وحياتها .. قربت منه .. فتحته .. كانت نفس الأوراق تنتظرها .. مدت لها ايد مرتجفه .. رفعتها .. نفس الكلام اللى قرته أول مره .. طبعاً نفس الكلام .. وش متوقعه يعنى .. الدموع بتغير المكتوب .. والا الحذر يمنع القدر ..!!!!
غمضت وهى تعض شفايفها بقوة .. صعب القرار .. وش تسوي ..؟؟ تتخلى عنه ..؟؟ يمكن .. يمكن لو ماكانت تدرى كان يمكن تتخلى عنه وتتركه .. لكن اللحين ؟؟ تتخلى عن حياة توها تبتدى معه .. تتخلى عن وقت وأيام تجمعها معه طالت والا قصرت بيجيها يوم وبتنتهي .. تتخلى عن حق جاها بالصدفه ولو كان متأخر .. لكنه يبقى حق لها كان ضايع واليوم دل الطريق لها ..
أبيك الجاي من عمري, أنا مابيك شيء وراح
ما دامك أجمل وآخر, ما دامك أول أحبابي
أبي أرتاح ياعمري أنا أدري هم تبي ترتاح
تعال وقبل ما أفرح, ترى تفرح بك ثيابي
أحبك يابعد عمر الحزن والجرح والأفراح
أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي
أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي .. تنهدت من أقصى جوفها .. ومن حرّ ما تحس .. ردت كل شي مكانه .. مسحت عيونها .. وخذت جلال صلاتها .. هذا الشي الوحيد اللى ممكن يطفي النار اللى فى صدرها .. توجهت للجبار .. الوحيد اللى يجبر قلوب الصابرين .. والمظلومين .. توجهت له بكل احساس فيها وكل ضعف ما يلمسه الا سبحانه .. وقفت بين ايديه عبد ضعيف .. وقلب محتاج .. وروح مظلومة تنتظر الفرج ..
::
::
::
قريب الساعه 1 ونص دخل ماجد .. مها اللى غسلت عيونها بماى بارد عشان مايبين الحمار اللى فيها ولا الانتفاخ عقب البكا اللى بكته .." صباح الخير " قالها بصوت واطي .. " صباح النور .." ردت عليها بسكون غريب .. " للحين واعيه .." سألها .. " أنتظرك .." رفعت عيونها له بكل هدوء .. " جزاس الله خير .. تعالى داخل تعبان مافيني حيل أسهر ولا أشوف تلفزيون .." قال لها وهو يمشى ويتعداها لحجرته .. " معناه ترقد وترتاح أحسن لك .." وقفت تطفى التلفزيون .. " وش بلاس .. " سألها مستغرب برودها .. " مابلاي شي .." ردت عليه وهى تشبك اصابعها فى بعض .. " زين تعالى داخل أبيس .." ومشى قدامها متوقع أنها تلحقه .. تنهدت بتعب وتبعته .. " يا شينس وأنتى مبرطمه .." قال لها وهو يشوفها بطرف عينه يوم دخلت .. فصخ غترته وثوبه وتمدد على طرف السرير .. " مهوى .. تعالى همزى راسي تعبان والله .." غمض عيونه ينتظرها .. سمع صوت خطواتها .. حس بلمسات أطراف أصابعها على راسه وابتسم فى داخله .. تنهد براحه " قولى لى وش مضايقس .." سألها بصوت مهتم .. وانتبه لتوتر أصابعها على فروة راسه .. " قلت لك مافيني شي .." ردت عليه وهى تهمزه .. سحب كفها اليمين لشفايفه وحبها ومسكه بايده .. " تحلفين انس ما فيس شي .." حركته الحنونه بعثت الحزن فى قلبها سيول ما تنتهى .. " متضايقه شوي .." ردت بصوت حزين .. " وش اللى مضايقس .." سألها وهو يداعب كفها بطرف ابهامه .. " أشياء واجد .." كان صعب تبوح .. وصعب تشتكى .. وصعب أنه هو بالذات يسمع .. " ما وراى أهم منس .. علمينى .." رد عليها بصوت هادى وايدها للحين فى كفه .. " تشوف اللي سويته اليوم يجوز ..؟؟" سألته بشكل مباشر.. تنهد فى داخله .. وصلنا مربط الفرس قال لنفسه .. " وش اللي سويته .. "سألها وهو مسوي روحه مايفهم .. فتح عيونه وهو يشوف وجهها فوق راسه بالمقلوب .. " يومك توصل نسوان مهوب محارم لك .. " واجهت نظراته المستغربة بقوة .. قبل يرد عليها .. سحب ايدها الثانية له ومسكهم الثنتين بكف واحد وضمهم على صدره .. " يعنى وش تبينى اسوي .. هذى مرت أخوى وأختها .. وأمى أحرجتنى قدامهم .. أقول لها لا مانى بموصلها .. والا أقول لمرة اخوى اركبى وأختس ما تركب ..؟؟ " تعمد يحرجها برده .. " بس هذا مهوب معناه تركبها جنبك .." رجعت مها تتهمه .. " يعنى وش رايس .. يركبن ورا كلهن وأنا قدام اسوق كنى دريول أبوهن ..؟؟ "رفع راسه شوي يطالعها .. رجع رد راسه لحضنها وغمض " والله ما ودى لا أوصلها ولا أجيبها شوفينى حلفت .. لكن غصب عنى .. بعدين كافى انهن ما يتغشن وهذا أكره ماعندى .. تدرين .. يوم ركبت جنبي آمنه قلت لها تغشى الله يرحم والديس ما ودى أحد يشوف معى نسوان مهوب متغشيات .. ضحكت تحسب انى أمزح معها .. يالله يالله نزلت شيلتها على وجهها .. وكنها بتستر شي بعد .. " تأفف ورجع يكمل " يالله بستر الدنيا والآخرة بس .." سحبت ايدها اليسار من ايده ورجعت تهمز راسه .. وهى تحس بهدوء ممزوج بخوف ماتدري ليه .. وما قدرت تحكم .. هل تصرفها صح والا غلط .. اللى تعرفه أنه مريض وتعرف أن كل لحظه معه ما تتعوض.. وكل دقيقه تروح بالزعل ما ترجع .. وكل ذكرى معه مصيرها تنتهى .. وتعرف قبل هذا كله أنها تحبه ..
انتظم تنفسه فى حضنها .. ولانت ملامح ذاك الوجه الحبيب .. وسحبت ايدها اليمين من على صدره .. لمست مكان ما حبها ولثمتها .. ليتك تدرى بغلاك فى قلبي .. كرهت أنها تغير جلستها وتزعجه .. لكن كان لازم يرقد مرتاح .. سحبت المخده ورفعت راسه شوي وحطتها تحته .. هو اللى فتح عيونه شبه صاحي وابتسم لها ورد يرقد عقب ما رجع يمسك ايدها ويخليها تنام بين أيديه .. ابتسم لها بسمة كانت كفيلة انها تغفر له كل شي في ذيك اللحظه ..
وقدرت تنام ؟
قدرت تغمض عيونك
وربك صدق ؟
قدرت تنام
وكيف ؟ وكم ؟
وأنا بين السهر .. و الهم
أقصقص في جناح الليل لين الصبح
وأكتب لك
عتب يشبه بكاء أطفال
سؤال فـ المدى يختال
ويبني خيام ..
قدرت تــنــاااام !!
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك