رواية قلوب محرمة على النسيان -23
"جاهزة .." سألها أحمد وكان يعدل غترته قدام المنظرة .. " ايه .." ردت عليه وهى تلف شيلتها على راسها .. قرب منها ومد ايده " هذي صباحتس يا عروس .." .. تجمدت نظرة ساره بين ايده وبين عيونه .. شلون صباحيه وحنا ما .. أنا للحين .. هو ما قرب منى .. الاف الاسئلة دارت في بالها بسرعه .. " ترى ما فيها ضب .. " علق أحمد يوم شاف نظرتها المرتعبه .. وفتحها لها شافت فيها ساعة شوبارد حلووووة كلها ألماس تاخذ العقل .. لمست المعدن البارد بطرف ايدها وهى سرحانه فى أفكارها .. مسك ايدها .. " ساره .. أنا ما أبيس ليله وحده بس .. أنا أبيس وخذيتس عشان العمر كله .. فاهمتنى .." كانت نظرته لها عميقه .. نظرة اللى تمنى أنها فهمت قصده .. هزت راسها وهى مدنقة .. فتح كفها وحط العلبة فيها .. " يالله يا الغاليه عشان نمشى تأخرنا .." وطلع قدامها يجر شنطة ملابسه .. وتبعته وهى تحس في قلبها شي كبير يتفتح ..
::
::
::
كانت مها فى بيت أهلها ترتب شنطة أختها وبالها مشغول بماجد اللى ما بيّن ولا اتصل من البارحه .. كانت الجورى تلعب حولها .. وتحاول تكلمها بس مها ماكانت صوبها أبد .. دخلت عليها أمها .." خلصتى يا بنتى " سألتها وهى تشوف الأغراض منثورة حولها .. " ايه يمه خلصت .. " ردت عليه مها بدون ماتخلى اللى فى ايدها .. " عساس ما نسيتى شي بس تراها أول مره تسافر ولو نقصها شي ما قالت للرجّال من الحيا .." نبهتها أمها .. " ان شاء الله يمه .. مانسيت شي وهى بتجى تحط اللى تبيه زياده " جاوبتها وهى تسكر الشنطة .. " يا بنتى وش بلاس .. فيس شي .." سألت منيرة بنتها اللى مبين عليها التعب .. " لا يمه .. ليه .." رفعت مها راسها لامها .. " ما ادرى بس .. بس ما أنتى بطبيعية من كم يوم .." .. تنهدت مها .. وأنا من متى كنت طبيعية مثل هالناس .. " لا تشغلين بالس يمه مافيني الا العافية .." ردت مها وهى تفك العضاضه من شعرها وتلمه من جديد .. طلعت منها أمها وهى مهي بمصدقتها .. رجعت مها تشيك على جوالها يمكن اتصل والا طرش مسج .. لكن كان الجوال فاضي .. أخاف صاير فيه شي .. أعوذ بالله من الشيطان .. من أنشد عنه بس .. ما فيه إلا موضي .. ردت مها الباب عليها ودقت على موضي .. وعقب السلام والتحفى نشدتها عنه .. " مادرى به .. عدي به من يومين .. " قالت موضي .. " زين انشدى تركى يمكن يدري عنه .." طلبت منها مها بيأس .. " أنا بأنشده .. بس أنتى علمينى أول .. وش صار بينس وبينه .." انحرجت مها وقالت لموضي السالفه بشكل بسيط وما ذكرت القصيده ومعانيها ..
" لا حول لا قوة الا بالله .. شوفى يا مها .. الحق ينقال ومهوب عشانه أخوى لا والله .. لكن اللى تسوونه فى عماركم ظلم ومهوب حق .. بعدين كم شهر لكم معرسين .. شهرين وشي .. وللحين مانعته من حقه .. كانت قدامس فرصه البارح لكن للأسف ما كسبتيها .." سكتت موضي عشان تعطى مها فرصه ترد .. " وش تبينى أسوي وهو يا موضي للحين يشك فينى .. أنا أبيه يثق فينى وعقبها ياخذ اللي يبي .." ردت بألم .. " وظنس الحياة والسكن اللى بين الزوجين مهوب ثقة ؟؟ .. أنتى ما جربتى الحياة عدل .. صح انس متزوجه قبل بس هالشي ما فادس فى حياتس مع ماجد .. قلتها لس لين مليت .. ماجد غير المرحوم لكنس ماتبين تصدقين .." .. سكتت مها وهى تبكى .." بأقول لس شي ما فهمته الا عقب سنين من زواجى بتركي .. نظرتنا حنا يا النسوان تختلف عن نظرتهم هم للحياة بين الزوجين وأنتى فاهمه قصدي .. الرجال لمن أخطأ بحق زوجته يشوف ان تعبيره عن الحب بالطريقه هذى هى اعتذاره .. الرجّال لاحتاج صدر حنون دور على زوجته عشان تلمه وتحتضنه وتهدى مخاوفه بدون ما يشتكى .. عيالنا ماتعودوا على البكاء ولا الشكوى ولا الأعتذار .. كل هذى الأشياء عيب في حقهم .. ربوهم أهلنا على كذا وحنا رجعنا نربي عيالنا على نفس الخطأ .. هالتربية خلتهم ينسون أنهم بشر وتذكروا أنهم بس رجاجيل .. وهالتناقض اللى هم عايشينه سبب كثير من المشاكل اللى نعيشها .. لمن الزوجة اصرت واستكبرت والزوج رفض يعتذر تبدا الجدران تفصل بينهم ويوم ورا يوم يصير الكلام صعب والتفاهم أصعب .. هالشي يا مها الله خلقه فى البشر غريزة وبين الزوجين لا هوب غلط ولا هوب حرام .. وسبحان الله كثير من مفاتيح بنى آدم تلاقينها فى أسلوب الرحمة والمودة اللى بينهم لخاف كل واحد فيهم الله فى الثانى وعامله بالحسنى .. مهوب كل البيوت عايشه على الحب والغرام .. لا يا مها .. البيوت اسرار لكن لغاب الحب المفروض الأحترام والأيمان بالله ما يغيب .. راجعى نفسس عدل وهاللي تسوينه في نفسس وفيه ما يرضى الله ولا يرضى رسوله .. وتعرفين جزاء المره لبات زوجها عليها غضبان .. والسبب شي بسيط جداً .. وحق من أبسط حقوقه .. تبينه صلحى خياتس معه .. ماتبينه ترى كافى اللى مر عليكم من هموم انفصلوا أريح لكم .." سكتت موضي وكانت تسمع صوت بكا مها المتقطع .. " بأدق على تركي وبأشوف كان عنده خبر وبأرجع أتصل فيس .. وأنتى اهدي وتعوذي من الشيطان .." سكرت موضي وقامت مها للحمام تمسح الكحل اللى ساح وتعدل مكياجها عشان ماحد يلاحظ .. وخصوصا أختها العروس ..
::
::
ركبت ساره سيارة أحمد وتأكدت أنها خذت شنطة ذهبها معها وشنطة ايدها .. ركب أحمد جنبها وشغل السيارة لبس نظارته الشمسة ومدّ ايده يمسك ايدها بشكل طبيعي جداً .. بدت ترتجف .. ضغط عليها بشكل خفيف وما تكلم .. " وش تحبين تسمعين .." نشدها .. " عادى .." ردت .. " أنتى عندس حد معين لأستعمال الكلمة ذى والا الليمت مفتوح .." التفتت عليه ساره مستغربه مافهمت وش يقصد .. " كلمة عادى .. ماعمرى سمعتها من أحد كثر ما سمعتها منس البارحه واليوم .. هذا وحنا ما كملنا 24 ساعه مع بعض .." وضّح لها .. ابتسمت من ورا النقاب وماردت .. " وين السورى أم لسان طويل اللى أعرفها اللى بغت تاكلنى بثيابي أول مره شفتها فيها .." سألها وهو يبتسم .. طاح وجهها عقب ما سمعت كلامه ذا .. موجوده يا ما لك من الخير بس اصبرشوي .. التفت عليها شافها ساكته ماعلقت .. " وصلنا .." رفعت ساره عيونها تشوف البيت اللى راح يضمها عقب بيت أبوها .. جف حلقها وتوترت .. " امشى وشفيس .." .. ترددت واجد قرّب منها ومسك ايدها اللى كانت مثلجة .. " شفيس ترى أهلى مثلي ما ياكلون .." وغمز لها بعينه .. سحبت ايدها من ايده وهو يضحك .. دخلوا ولقوا أهله مجتمعين أمه وخواته اللى كانوا فرحانين بساره واجد .. وكانوا مجهزين القهوة والقدوع والغدا .. إلا أن أحمد اعتذر ان ماعندهم وقت وهو ملاحظ ارتباك ساره بين أهله بحكم أنها أول مره تشوفهم وهى مرة ولدهم .. باركوا لها قبل تطلع ومسكتها أمه " الله الله فى أحمد يا سارة .. " .. انتهزها فرصه وقرب جنبها " سمعتى وش توصيس امى .. الله الله فيني .." وجه ساره قبع ألوان وهى ترد عليها " ان شاء الله يمه .." سلموا عليهم وخذوا شنطة أحمد حقة السفر معهم عقب ماردوا شنطة ملابسه الصغيرة .. طلعوا ركبوا السيارة بيروحون بيت أبو ناصر .. " تدرين .. بديت أشك أنهم زوجونى وحده غير سارة اللى أعرفها .." .. رفعت ساره عيونها له بأستغراب " ليش .." .. " مادرى .. بس أنتى متأكده ما نسيتى لسانس في بيت ابوس يوم زفوس لى البارحه .." كان يتعمد يشاغبها ويرفع ضغطها عشان يكسر الحاجز اللى بينها وبينه ..
لفّ ودخل بيتهم و وقف موتره .. " لأ ما نسيته لكن مافيه شي يستاهل أحرق أعصابي عشانه .." ردت ساره وهى تنزل من السيارة وتلف عشان تدخل البيت ..شالت نقابها وعدلت شيلتها قبل توصل باب الصاله سحبها من ايدها " ولا حتى هذا .." قربها منه ولامست شفايفه طرف شفايفها فى أول تواصل جسدي بينهم وبين بعض .. كانت خطوة متهورة منه لكنه ماقدر يضبط نفسه أكثر من كذا .. تجمد وجه أحمد وهو يشوف عيون ساره المشدوهة من تصرفه .. ارتجفت شفايفها غصب .. بلع ريقه وهو حاس بحراره تاكل جسمه .. رفعت ايدها برجفه تغطى اثمها .. تجمدت اللحظات بينهم وكل واحد عينه في عين اللى قدامه .. نظرة شوق ولهفة ونظرات لوم وعتاب .. مدت ايدها تفتح الباب وتدخل .. سمع صوت أمها تحفاها كان محتاج يتمالك نفسه شوي .. ناداه أبو ناصر من البيت " جايك جايك بس اجيب جوالى من السيارة .." رد عليه ورجع للسياره شغل المكيف وغمض عيونه بقوة وهو يتنفس بعمق عشان يهدا .. ضغط على وجهه بايدينه شوي .. فتح المنظره يتأكد أن شكله طبيعى ورد نزل ودخل بيت عمه ..
::
::
::
" هاه وش اخبارس .. أربس مرتاحة .."
سألت مها أختها عقب مادخلوا حجرتها وصارن لحالهن .. " الحمدلله .." ردت ساره وهى تبتسم .. " وشلون يعاملس .." سألتها مها .. رفعت ساره عيونها وتذكرت اللى صار قدام الباب وبخّ الدم فى وجهها من جديد .. مها سكتت وفسرت اللى شافته أنه خجل عرايس .. " الله يوفقس ويسخر لس .. والله الله بعمرس وأنتى مسافرة .. ترى مالس أحد إلا الله وثم أحمد حطيه في عينس بيشيلس فوق راسه سمعتينى .. " وصتها مها .. " ان شاء الله .." .. " وش فيس يا السوري .. يعورس شي .." قربت منها مها يوم شافت وجه أختها تغير .. تغرغرت عيون ساره بالدموع وخنقتها العبرة .. " افاااا عليس .. فيه وحده تبكى في صباحيتها .." ضحكت مها وهى تحضن أختها وتفسر اضطراب مشاعرها بخوفها من حياتها الجديدة مع رجل توها تعرفه من أقل من 24 ساعه .. فتحت لها شنطتها و ورتها كل شي فيها وحطت لها حبوب بندول ولزقات جروح .. ضحكت يوم شافتها سارة .. " وش فيس تضحكين .." نشدتها مها وهى مستغربه .. " تذكرت شنطة الطواري اللى سويتيها يوم بنسافر النعيرية اللي ما بقى شي ماحطيتيه فيها إلا الدكتور .."جاوبتها ساره .. ضحكت مها يوم تذكرت السالفه .. " وش أسوي لازم الواحد يسوى احتياطه .." دخلت عليهن أمهن " يمه قومى تغدي قبل تسافرين .. عشان ما يدور بس راسس وأنتى فى الطيارة .." قالت لساره .. " تغدا ذلحين ؟؟.. ووأبي وينه .." نشدتها مها .. " ابوس راح مع أحمد عشان يلحقون صلاة الجمعة .. ويقول أحمد مهوب ممديه يتغدا .. قومى انكبي لأختس لقمة .." أمرت منيرة مها .. " لا يمه فديتس مانى بمشتهيه .. أفطرت متأخر .." ردت ساره وهى تبوس راس أمها .. " يابنتى اكلى لس شوي عشان الطياره .." .. " يمه المطار فيه مطاعم وتراهم بيغدونهم فى الطيارة .. " جاوبتها مها .. " وهو غدا الطيارة غدا .. الله يديم النعمة بس .." تطمنت منيره على أغراض بنتها و وصتها على عمرها ورجلها وطلعت منهم عشان تلحق تصلي وتسمع الخطبة على الرادو .. قعدت مها شوي تسولف مع أختها وعقبه قامت توضت عشان الصلاة .. وقامت وراها ساره تصلي ..
شوي وصاح جوال مها .. مدت ايدها له وهى على السجادة بسرعه .. شافت رقم موضي .. ردت عليها .. " يامرحبا .. ايه فديتس .. لا والله تصلي .. سلام يوصل .. ايواا .. وش .. وين .. " تغير وجه مها وصوتها وهى تسمع كلام موضي .. بس ما حبت تبين شي لأختها .. " معليه .. ان شاء الله .. خلاص .. يالله مع السلامة .." سكرت وانقبض قلبها وخنقتها العبره وهى على سجادتها .. غمضت بقوه وقالت في قلبها المهم أنه بخير.. قامت و وقفت وكملت صلاتها .. لأنها الشي الوحيد اللى ممكن يخفف من النار اللى شابه بصدرها ..
::
::
::
ركبت ساره السيارة بعد لحظات وداع مشحونة مع أهلها .. اللحين بس حست أنها خلاص ماعادت السورى بنتهم .. الصغيرة المدللة .. اللى لضاق صدرها بكت على صدر أختها مها .. واللى ماكان لها الا أمها تشاغبها وأبوها اللى حنانه يسوى الدني كلها .. صارت لها حياة ثانية مع واحد غريب عنها .. هل ممكن يكون صدره بسعة صدر أختها .. وحنانه يشبه أبوها .. ما أظن .. وزاد بكاها .. " يابنت الحلال وشفيس .. اللى يشوفس يقول ذابح أهلس .." حاول أحمد يهديها " كلها اسبوعين وترجعين لهم كامله .." كمل كلامه يوم ماردت عليه .. التفت عليها يبتسم وهو يشوف عيون النقاب اللى غرقانه دموع .. " تصدقين .. لو شافوس شرطة المطار كذا مهوب قايلين عروس وبتسافر بيقولون خاطفها غصب عنها .." ماردت عليه " اهدي الله يرضى عليس .. وامسحى عيونس .. ترى شكلس صار نكره .." رفعت عيونها بغيظ تطالعه .. ضحك بهدوء ونزل لها المنظرة اللى قدامها .. تفاجأت ساره من منظر عيونها والكحل السايح .. انحرجت وفتحت شنطتها بسرعه تطلع لها مناديل ازالة المكياج وقعدت تمسح من تحت النقاب وتوهقت .. بس قالت يالله أهم شي أمسح عيون الباندا وفى المطار داخل بأغسل وجهى عدل ..
دخلوا المطار عقب ما اتصل أحمد فى دريولهم اللى كان ينتظره هناك عشان ياخذ موتره ويرده البيت .. شيكوا على شنطهم وخلصوا جوازاتهم ودخلوا قاعة الدرجة الاولى ينتظرون الاقلاع .. دخلت ساره الحمام وغسلت وجهها عدل .. حطت مرطب وبودرة خفيفه وعدلت كحل عيونها وحطت روج وردى هادى .. نظفت نقابها ومسحت عليه بماى عشان تروح البودرة منه .. لبسته وطلعت لأحمد اللى كان مجهز لها صحن غدا خفيف وكوب عصير برتقال .. " ماعرفت وش تحبين فحطيت لس من كل شي شوي .." قال لها وهو ياشر على الصحن .. انحرجت ساره وشلون بتاكل قدام العالم .. عدل لها أحمد الكرسي " ماعليس منهم عطيهم ظهرس وتغدى .. " قعدت ورفعت نقابها شوي شوي وبدت تاكل .. كان أحمد يراقبها بهدوء ويشوف شفايفها الوردية اللى لمسها قبل ساعات .. تنهد بقوة وشلون بيقدر يصبر عنها ويعطيها فرصه تعوّد عليه مثل ما قرر البارحه .. الله يعين .. رفعت ساره نظرتها له سرقة ونزلتها بسرعه .. ياليل الليل وشفيه يطالعنى كذا .. شكلى بأغص منه .. ابتسم لها ورجع ياكل .. اووف ما بغى .. قعدت ساره تطالع صالة المطار الجديد من حولها وهى مبسوطة بالسفر وتحاول تتجاهل الخوف اللى فى داخلها تجاه أحمد .. وتجاه الليالي الجايه اللى بتجمعهم سوا فى بلد غريب ..
ركبوا الطيارة .. وبدت تقلع .. بدت ساره تتمتم دعاء السفر ولا شعوريا مسكت ايد أحمد تضغط عليها بقوة .. من صغرها وهى تخاف من الطيارات .. صرّ أحمد على ضروسه وهو يحس بلمستها ونعومة ايدها وبرودة الدبلة اللى لابستها فى شمالها يربك دفا ايدينه .. ياليت هالخوف ما ينتهى .. دخيلك يا كابتن لا تطير .. وشوي واستقرت بأمر المولى سبحانه فى الجو .. وهدت ساره وانتبهت أنها ماسكه ايده بقوة .. سحبتها شوي شوي .. لكن أحمد ما فكها .. " هالمره دورى .. أنا أخاف من الطيارة لصارت فى الجو .." قال لها وهو مسند راسه لورا ويشوفها بارتياح .. ابتسمت ساره وانحرجت من نغزته " وعلى كذا كم ساعه بينا وبين تركيا .." سألته .. " يعنى تقريبا قولى خمس ست سبع ثمان ساعات .. حسب الدريول وشطارته .. " ضحكت ساره وقالت الله يعين كنه بيمسك ايدى خمس ست ساعات .. " شيلى النقاب ماحد حولنا .. " طلبها أحمد .. " والعالم هاللى قاعده .. " قالت له ساره مستغربه طلبه .. " أنتى فى الزاوية ورا فى أخر كرسي وكلن لاهى بعمره مادروا بس .. " رد عليها .. " زين فك ايدي عشان افكه .. " قالت له بصوت واطي .. " لأ .. فكيه بايدس الثانية .. " رد عليها بعناد طفولى .. طالتعه بنظرات سحرته " زين .. " مدت ايدها اليمين وسحبته عن راسها .. وعدلت شيلتها بصعوبة .. " كذا زين .. " التفتت عليه تسأله .. " ايه زين .." قالها بهمس .. خلا وجه ساره يشب حيا .. صدت عنه تشوف البحر الازرق تحتها وهى تبتسم براحه .. وتدعى ربي أنه يحفظهم .. وبكذا ابتدأت حياة ساره الجديدة ..
::
::
::
في بيت أبو ناصر .. كانت مها وأمها يتغدون سوا عقب ما تغدا أبوها ودخل يقيل .. كان الهدوء ثقيل برغم وجود الجوري اللى تلعب بالاكل جنب أمها .. كانت منيرة ساكته وتاكل بثقل .. ومها غرقانه فى أفكارها وتبلع اللقمة غصب .. شوي وسمعت مها امها تنشق .. " بسم الله عليس .. شرقتى يمه .." مدت ايدها تعطيها ماء .. " امحق بيت عقب سويره .." وبدت ام ناصر تبكى على فرقا بنتها .. نفضت مها ايدها من الغدا وغصتها العبره .. " ماعليها شر يمه .. ادعى لها باالتوفيق بس .." جاوبتها مها .. " مسحت منيره عيونها وشكلها يقطع القلب .. وقعدت تتمتم وتدعى لبنتها ومها تفكر .. وشلون بيكون البيت عقبها .. وكيف بتتأقلم أمها مع الوضع ..
في بيت أبو محمد كان الوضع مختلف تماماً .. " صباح الخير .." سلمت نوف على أمها وأختها اللى قاعدين فى الصاله يتغدون .. دنقت تسلم على امها وقعدت .." كان ما قمتى .. ماعاد الا القايلة .. صليتى الجمعة .." نشدتها أمها .. " ايه يمه صليت .."ردت نوف وهى تشوف وش غداهم .. "أقول يمه وين مها .." سألت روضه وهى تنكب لها عيش .. " راحت لأهلها .. كان ما وراها بيت ولا رجل .." ردت نوره بضيق .. " معليش يا يمه .. أختها توها معرسه ولازم بيجيهم احد .. يا سلام كان العرس البارحه شي .. يمه .. قالت لس مها أن أختها بتسافر .." سألت روضة أمها .. " مادرى بها بتسافر والا بتقعد .. " ردت نوره وهى تاكل .." تقوله أخت أحمد البارحه .. تقول بيسافرون تركيا .." كملت روضه كلامها .. " ماعاد الا هالاشكال تروح لتركيا .. عشنا وشفنا .." دخلت نوف فى الكلام وهى تطنز .. " وانتى شعليس منها .. رايحه من حلالس .. " نقمتها روضه .. " أنتن ماتعرفن تقعدن مثل الناس .. لازم تناقرن .. بتغدن والا قومن .." ضاقت نوره من مناقر بناتها اللى ماله معنى .. " شوفي كلامها .. الرازق فى السما والحاسد فى الأرض .." ردت روضه بضيقه .. " وشو عليه الحسد يا حسرة .. من زينها .." ردت نوف ببرود .. " ياختى الناس يوم جمعه يعنى اذكري ربس أحسن .. استغفر الله بس .." ورجعت روضه تغدا بتوتر .. بعد لحظات .. " صبي لى ماء .. " قالت نوف تامر روضه .. " صبي لعمرس ايديس مهى بمكسورة .." جاوبتها روضه بدون ما تلتفت لها .. " الله ياخذ عدوكن بس .. خلاص انتى وهى .. " صرخت أمهن بينهن ..
::
::
::
العصر طلعت مها مع أبوها للفندق عشان يجيبون باقى أغراض أختها وفستانها .. دخلت مها للجناح وغصتها العبره .. وهى تشوف مكان أختها .. حطت الفستان فى كيسته وطلعت شنطة الملابس حقتها .. وطوت الشراشف والملحف اللى خذته لها من المخازن الكبرى ..
يوم حلفت عليها به وقالت لها .." هذي الهدية عشان تذكريني كل ما رقدتي على ملحفي والا دخلتي الحمام تسبحين بأغراضي .. " اختنقت وهى تبكى .. تذكرت يوم لحقها ماجد ومسك ايدها ضايق ويوم أرسل لها المسج اللى جننها .. _ نسيت أقول لس .. الملحف يجنن _ ..
يالله هذا وقت وذاك وقت .. هذى السوري راحت .. وماجد بعد راح ..
خشت وجهها فى الملحف وقعدت تبكى .. وماعاد عرفت تبكى على فراق أختها والا على حالها اللى ما يسر عدو ولا صديق .. اتصلت فى ابوها عشان يرسل لها الحمال وخذوا الاغراض وشيكوا من الفندق وطلعوا .. وصلوا البيت ونزلت الأغراض فى حجرة أختها ورتبتها .. " يابنتى منتى برايحه لبيتس .. ماعاد الا الليل .." دخلت عليها أمها وهى ترتب .. " لا يمه بأمسى عندكم .. " جاوبتها مها .. " لا بالله .. ارجعى لبيتس ورجلس .. تراس عندنا الاسبوع اللى طاف كله وجزاه الله خير اللى خلاس تقعدين .. قوم اخذى بنتس والشغاله خليها توصلس .. " عيت عليها منيرة .. " ماله داعى يمه ماجد مهوب هناك عشان أعوّد .. بأمسى عندكم اليوم وبكره خير .. " .. " يابنتى حالس مهوب معجبنى .. صاير بينس وبين رجلس شي .." نشدتها أمها اللى كانت حاسه ان بنتها مهوب مرتاحه .. " وش بيصير فديتس .. ماهنا الا الخير لا تحاتين .." لفت عنها أمها وطلعت وهى شاكه فى كلامها .. وهى اللى تعرف طبعها الكتوم .. كانت مها محتاجه تبتعد عن اى شي يذكرها فيه .. محتاجه تفكر بهدوء عقب كلام موضي لها .. محتاجه ترتاح بعد كل التعب .. وتعيد حساباتها فى حياتها من جديد ..
ثانى يوم خذت مها بنتها ورجعت لبيتها قريب الظهر.. مرت على عمتها قبل تدخل البيت عشان ما تقعد عندهم واجد ماكان لها خلق كلام ولا رفع ضغط .. وقالت يمكن تسمع عندهم شي عن ماجد .. دخلت لقتهم كلهم قاعدين .. نوف تفرفر في التلفزيون .. وروضة تقرا لها رواية .. وعمتها قاعده تسبحن بمسباحها .. سلمت عليهم وتحفتها روضة .. قعدت جنب عمتها اللى راحت لها الجورى تبي منها المسباح .. " شأخبارس مها وشأخبار العروس .." سألتها روضه .. " بخير ربي يسلمس .. والعروس طيبة .. الفال لس أنتى ونوف .." ردت مها عليها .. " الله كرييييييييييم .." قالت روضة من قلب .. " طالعتها أمها ناقمة عليها .. روضه سوت عمرها ما شافت نظرة أمها وقعدت تسولف عن ليلة عرس ساره وتمدحها وتمدح ترتيبات العرس .. وطلبت من مها تاخذ ارقام اللى تعاملوا معهم بيت أم أحمد عشان عرس فهد ان شاء الله .. وعدتها مها خير وقالت بتجيبها لهم قريب .. قعدوا يتقهوون بهدوء .. " الا يمه ماعندكم نية سفر ذا الصيف .." رفعت روضه راسها تنشد أمها .. " ما درى عن ابوس والعيال .." ردت نوره وايدها تلعب فى المسباح .. " ماقال لس ماجد شي يا مها .." لفت روضه تنشد مها .. بلعت مها ريقها .. ليتس تدرين بس وش قال .. " لا ماجاب لى طارى .." جاوبتها مها .. " غريبه .. الا هو وينه صحيح .. من أول أمس ماشفته .." سألت روضه مستغربه غياب ماجد عن البيت .. مها سوت عمرها تقهوى وما سمعت السؤال .. " مهو بهنا مسافر .." ردت نوره .. " يا سلام .. يعنى هم يسافرون ويوسعون صدورهم وحنا ننطق فى الحر هنا .." تفاجأت روضه وردت بضيق على أمها .. "رايح في شغل للبنك يا الخبل مهوب يتسيح .." تضايقت نوره من كلام بنتها .. " أنا ماعلي من أحد .. بأسافر مع موضي لبنان .." دخلت نوف عرض فى السالفه .. " وش .. وين ياختى .. سلامات .." ردت روضه على نوف وهى ترفع حواجبها لها .. " الله يسلمس .. ماحد له منة(ن) علي .. باسافر بفلوسي ومع أختى .. وعلى فكرة .. قلت لأبوي وهو موافق.." ردت عليها نوف عشان تقهرها وهى تلعب بأظافرها .. " اخص يا النذلة .. بتروحين لحالس وبتخلينى .. لو أنه أنا ما رحت لحالى وخليتس .. " ردت روضه على أختها بعتاب .. " ابوى يقول لو تبين تروحين ماعنده مانع .." قالت نوف لروضه وهى تمط شفايفها .. " حلو .. وتروحون معنا أنتى والجورى وماجد .." التفتت روضه لمها وهى تكلمها .. " ويش .. " شرقت مها .. " نروح معكم وين .. " سألتها .." نروح كلنا لبنان .. والله بنستانس لصرنا جمعه .." قالت روضه .. " صحيح .. خاصه أن لولوة وأختها بيكونون هناك " علقت نوف بهدوء وهى تلتفت على مها " عندهم شقه هناك تجنن ولولوة عزمتنى أقعد عندها كم يوم .." خلصت كلامها بابتسامه صفرا " ماشاء الله .. الله يهنيهم .. بعدين مادرى عن ماجد وشغله وظروفه .. يصير خير .. اسمحو لى ذلحين .." قامت مها ونادت الجوري .. " وين ما تغديتي .." وقفتها روضه .. " تغدا عندكم العافيه .." ردت مها .. " مها .." نادتها نوره .. " لبيه .. " التفتت عليها مها .. " لمن اتصل فيس ماجد خليه يكلمنى.. أدق عليه جواله مسكر .." .. " ان شاء الله يمه .." وطلعت عنهم وهى تقول في قلبها .. هو ما يكلمنى عدل من قبل عشان يتصل علي ذلحين ..
::
::
::
وصلت ساره وأحمد لتركيا ..
وكانت مندهشة من جمال الطبيعة والجو اللى يفرق واجد عن جو الدوحه .. أحمد طلب منها تفصخ النقاب عشان تكون مرتاحه فى طلعاتهم .. ما كانت مرتاحه أول شي بس بعدين تعودت .. مرت ايامهم فى طلعات لمطاعم وأماكن اثريه واسواق .. تغيرت نفسية ساره واجد .. وصارت تشوف أحمد بشكل ثاني .. بدا الخوف والرهبه منه في قلبها تختفى .. عقب ما شافت طيبته وحنانه معها واهتمامه فيها وفى راحتها .. لكن من يجى الليل ترجع لها الهواجس والشكوك .. وتحاول تبتعد عنه بأى وسيلة ..
كانت قاعده فى البلكونه تتذكر كيف مرت الأيام بسرعه وهذا لهم يوم رابع .. وأحمد يعاملها بحنان ولطف وما حاول يقرب منها أو يجبرها على شي .. وهالوضع زاد من حساسيتها تجاهه .. صارت تنتهز اى فرصه عشان يطلعون برا وما تقعد هى واياه فى مكان واحد لحالهم .. كل ليله تمثل خوف جديد .. بعد شوي بتدخل تغير ثيابها وماعاد عندها بيجامات .. احتارت وش تلبس وتذكرت أختها يوم تاخذ لها جلابيات من الخبر وضحكت عليها هى .. ليتنى خذيت لى معس يا مهوى .. غمضت عيونها وكتفت ايديها على صدرها يوم حست بلسعة هوا بارده وتذكرت يوم حضنها أحمد البارحه قدام التلفزيون .. يالله .. دارت فيها الارض .. احساس ممزوج بخوف وفرح ونشوة وقلق وتوتر .. تنفست بعمق ..
كانت قاعده قدام التلفزيون بعد ما غيرت ملابسها حطت شوي عطر وروج فاتح ولبست لها بيجاما حرير لونها اسود وفيها حاشية ذهبية .. جا أحمد وقعد بكل بساطه جنبها .. وحط ايده ورا ظهرها بهدوء .. حست بدفا جسمه وبدت ترتجف .. " بردانه .." سألها وهو يقرب منها أكثر .. " لأ .. " طلعت منها مبحوحه وماتدرى هو سمعها والا لا .. لأنه قرب منها أكثر ومد ايده الثانيه ياخذ ايدها اللى بحضنها ويضغط عليها بقوة .. ماعادت تسمع أى صوت ثانى الا صوت دقات قلبها القوية وصوت أنفاسه عند اذنها .. حسته التفت عليها .. " ساره .." همس باسمها .. بلعت ريقها والتفتت له بدون ماترد .. قرب منها .. وماحست الا بلمسته على شفايفها وغابت عن الوجود .. لأول مره تنام جنبه البارحه .. رفض يخليها تبتعد عنه مثل كل ليله .. سحبها من ايدها وحط ايده تحت راسها وغمض وتركها تعانى فى شعورها بدقات قلبه تحت خدها اللى مرتاح على صدره ..
طلع أحمد من الحمام بعد ما تسبح بسرعه .. وقف قدام المنظره يمشط شعره .. وكل عضله فى جسمه متوترة .. خلاص ماعاد يقدر يصبر عنها .. البارحه اختبر احاسيسها وعرف أنها ما تكرهه ولا تشمئز منه .. والدليل أنها ذابت بين ايديه من مجرد بوسه .. كل الموضوع احساس خوف من تجربة جديده ماتعرفها .. وهو صبر واجد ماعاد يتحمل يشوفها قدامه وهو محروم منها .. يبي حياتهم مع بعض تكتمل .. كزوج وزوجه .. ماعاد يقدر يعاملها ببساطه وهو يحترق من كل نظره منها .. كل لمسه .. تراه انسان من لحم ودم .. اوووووف .. الله يستر بس .. تنفس بعمق وطلع لها برا .. " وش تسوي الحلوة .." سألها وهو يبتسم لها .. فزت ساره من سمعت صوته .. وبّخ الدم فى وجهها من أفكارها اللى كانت حول هالانسان اللى واقف قدامه .. " ولا شي .. " ردت بإرتباك .. " السوري .. عساس مستانسه .." قعد قدامها ومد ايده يمسك ايدها .. " ايه .." جاوبته وهى مدنقه .. " أنتى ماتعشيتى عدل اليوم .. يعورس شي .." سألها .. دنقت راسها خاف أفكارها تفضحها وهى تحس بكهربا من حركة ابهامه على ايدها " لأ .. " ردت بشرود .. " زين وش رايس نطلب لنا كيك وشاهى والا قهوة .." .." على راحتك .." .. قام يكلم الروم سيرفس ودخلت هى تبدل .. دورت فى الكبت وما لقت الا قمصان نوم .. البيجامات الثلاث كلها مستعمله .. مدت ايدها لقميص نوم بنفسجي فاتح .. ودانتيل على الصدر .. مفتوح ومطرز من الصوبين لفوق الركبة بشوي .. معاه روب ناعم .. هذا أفضل الموجود .. دخلت وخذت لها شاور سريع وتعطرت وحطت لها مكياج خفيف .. وربطت الروب على خصرها وطلعت له برا ..
::
::
::
صار يوم الاثنين وماجد ما بين ولا اتصل .. وحياة مها روتين يومي مابين بنتها وشغل البيت فى قسمها وروحتها لبيت عمها .. كانت تغدا عندهم وتمر عليهم عقب المغرب .. والعشا تعتذر لأنها ما تشتهى .. تاخذ معها عشا للجورى والا سوت لها شي خفيف .. صلت العشا وعشت بنتها وسبحتها ورقدتها .. تمللت .. نزلت للمطبخ تسوي لها شي حلو .. طلعت أغراض عشان تسوي تشيز كيك أسرع واسهل شي .. بتدق بعدين على روضه تجى تاكل معها وتسهر عندها لانها تقول انها جايبه فيلم جديد احسن ما تقعد لحالها مثل كل ليله .. وهى بتحط القالب فى الثلاجة سمعت صوت الباب الخارجي ينفتح .. " بنت حلال .. تونى بأدق عليس .." قالت مها وهى تفتح الثلاجه برجلها .. " السلام عليكم .." ..
التفتت بقوه لدرجه ان القالب بغى يطيح من ايديها .. " عليكم السلام .." ردت بدون شعور .. نزّل شنطته وفتحها بدون ما يزيد كلمة " خلى الخدامه تاخذ الملابس الوصخه وتغسلهم .. والغتر توديهم للمغسله غسيل وكوي .. " قال لها بصوت جاف .. اعتدل فى وقفته وسألها " وين الجوري .." .. " راقده .. " ردت عليه .. صد عنها وطلع يركب الدرج بدون ما يلتفت لها .. " تعشيت .." سألته وهى واقفه عند باب المطبخ .. وقف فى نص الدرج .. التفت عليها بهدوء .. " يهمّس .." سألها ببرود .. وقف الرد فى حلقها .. وماهانت عليها نفسها تبين له انها انشغلت عليه .. " تبي عشا بأسوي لك .." ردت بدبلوماسيه .. " سألتس .. يهمّس .." عاد عليها السؤال بعناد .. " عادى .." ردت مها .. " هذا اللى توقعته .." رد بسخرية .. وصد وراه يطلع الدرج .. عضت مها شفايفها بقوة .. يعنى كان صعب اقول ايه .. وين راح كل التفكير عن تغيير الوضع .. وين راح كلام موضي لس .. اووف الله ياخذها من حاله .. رجعت للمطبخ تغسل المواعين .. حطت حرتها فيهم فرك وتنشيف .. حتى أنها قربت تصير شفافه من كثر النظافه .. مسحت المطبخ وقررت تطلع له فوق تكلمه ..
كان الباب مردود .. دخلت الغرفه .. سمعت صوت الماى فى الحمام عرفت انه يتسبح .. فرصه تغير ملابسها .. راحت لغرفتها بسرعه وطلعت لها بيجاما .. شافت قمصان النوم .. وترددت .. وبسرعه قبل تغير رايها رجعت البيجاما وخذت لها قميص نوم أسود .. دخلت الحمام بسرعه .. غسلت وخلصت .. تعطرت وحطت روج خفيف ورتبت شعرها .. لبست لها صندل وطلعت .. وقفت عند الباب .. أول مره تطلع له بالشكل هذا .. بالملابس الخاصه هذي وبدون ماتغطى شعرها .. كان قلبها يدق بجنون .. وكلام موضي يدور فى راسها .. سمت بالله وطلعت ..
::؛::
دايماً .. أصعب الخطوات أولها.. وأصعب الكلمات اللى للحين ما قلناها .. لكن لو الأنسان حسب خطواته صح .. ماراح يندم ولو كان الطريق وعر .. كثير ما تغرنّا المظاهر .. وتخدعنا عزة النفس وتخلينا نخسر ناس يعنون لنا الشي الكبير .. فيه خيط ضعيف بين عزة النفس والغرور .. لو قدرنا نمسكه من النص راح تتوازن حياتنا صح .. فى الحياة مواقف كثير اضطرينا فيها نخسر الكثير والسبب عزة النفس .. والكبرياء .. مع أننا لو حللنا الموقف صح وحطينا الميزان قدامنا بالعدل راح نشوف أن عزة النفس مالها مكان بالموضوع كله .. كلمة اسف .. أو كلمة طيبة كان ممكن تجنبنا زعل او جفاء أشخاص لهم وزنهم فى محيطنا .. وبغيابهم غاب الكثير من الفرح والسعادة عن حياتنا .. الانسان عمره ما يندم على الكلمة الطيبة ولو كانت نتيجتها غير اللى تمنيناه .. اذا ما جّمعت وقربت صدقونى ماارح تفرّق ..
يبقى الأنسان جزوع .. يسيره قلب وعقل ممكن يخطي وممكن يصيب ..
::؛::
::؛::
مافيه شي يتم على حاله .. التغيير يلامس كل شئ .. الجمّاد قبل الحي .. وأكثر ما يتغير في ابن آدم أفكاره .. سبحان الله هذى سنته فى خلقه .. لكل عمر نمط تفكير ومحدودية رؤية .. تتوسع وتتغير كل ما تقدم فى السن .. وعركته تجارب الحياة ..
عشان كذا اللى كان يعجبنا من سنه ماعاد يثير اهتمامنا .. حتى مرات نستغرب .. ونقول فى قلوبنا .. أنا شلون سويت كذا .. أو ليش تصرفت هالشكل ..؟؟ أو نقول .. لو كان عقلي اللحين عندى ذاك الوقت كان ما سويت كذا .. الحياة تجارب .. فوز وخسارة .. عثرات فى الدروب ممكن تخلينا نطيح .. لكن العبره أنك بعد ما تطيح تقوم أقوى من قبل .. وتبنى من الحصى اللى تعثرت فيها سلم تصعد عليه وتتجاوز الآمك وأخطائك القديمة ..
::؛::
الجزء الواحد والعشرون
"حى الله السوري .." قال لها أحمد وهو يشوفها داخله .. " الله يحييك .." قعدت مقابلته على الطاولة .. " تبين شاهى والا قهوة .. "سألها .. " خلنى اصب أنا .. " قربت ساره الكرسي من الطاولة .. تراجع أحمد فى كرسيه ورا وقعد يراقبها لفت نظره لون قميص النوم .. تبي تذبحنى ذى .. انتبه لفتحه صدرها وهى تدنق تصب .. يا حياة الشقا بس .. حركة شفايفها وهى متوتره .. كل شوي تطلع لسانها ترطبهم .. يشوف اصابعها وهى تحط الكيك فى الصحن وتصب له القهوة .. وتحط عليها السكر وتحركه له .. " تفضل .." مدت له الكوب .. " زاد فضلس .." طلع منه الكلام بالغصب .. " ماشاء الله وش هالبيجامه الحلوة .." حاول يرطب الجو المتوتر بينهم وهو يعلق على ملابسها .. ارتبكت ساره زياده ورفعت ايدها تغطى صدرها وما علقت .. وش يفهمه ذا في الثياب بس .. " هذا بيجامه والا جلابيه .." رجع يسألها وهو يحرك السكر فى كوبه وشوي وتذوب الملعقه فيه .. " قميص نوم .." ردت بصوت واطي .. " وأنا شدرانى عن أغراضكم يا النسوان .. يا كثرها بس .." علق وهو يضحك بإرتباك .. مدت ايدها تاخذ كوب الشاهى وتحط فيه ورق نعناع .. " وين تبين تروحين بكره .." سألها عقب لحظات من الهدوء .." على كيفك .." ردت عليه .." عندس عباه مسكرة .." سألها .. " ايه عندى .. " استغربت ساره سؤاله .. " عندس بنطلون جينز .." .. " بنطلون .. لا ماعندى .." رفعت راسها له هالمره .. " مهوب مشكله .. بكره ننزل تحت للسوق اللى فى الفندق .. ناخذ لس بنطلون وجوتى رياضه .. " رد عليها وهو مبسوط انه قدر يلفت انتباهها .." وليه ذا كله .." سألته بفضول .." عشان بأوديس رحله بحرية لجزيره حلوة .. وعشان ترتاحين في الحركه البسي بنطلون وجوتى رياضه " شرح لها وعيونه تحفظ كل تفاصيل وجهها الغاليه عليه.. " بعيده .." سألته وهى خايفه يوم جاب لها طارى البحر .. " لأ مهوب بعيده .. بس يبي لنا يوم عشان نلف فيها براحتنا .. والأحسن نروح مع شركة سياحيه .." قال لها وهو يطالعها بتركيز .. " زين .. " ردت عقب ما رجعت تدنق يوم حست بنظراته الغريبة لها .. " اسمها جزر الأميرات .. وهناك بأركبس الحنطور مثل ما يسمونه المصريين .. ولو لقيت ذرو مشويه شريت لس بعد " ابتسم لها ودقات قلبه تزيد .. مافاده تغيير الموضوع ولا المزح .. كل ما رفع عينه لها شبت الضو بجوفه .. سكتوا شوي يتقهوون وكل واحد بعالم .. " ماتبين ترقدين .." سألها وهو يوقف قدامها .. " مافيني نوم .." ردت ساره وهى مدنقة من ورا الكوب .. " ساره .. تعالى .." مد ايده لها .. رفعت عيونها لها .. تفاجأت بنظراته اللى كلها شوق " قومى فديتس .. بكره ورانا طلعه من الفجر ولازم نرقد بدري .. " مد ايده لها .. انحبس الهوا فى صدرها .. نزلت الكوب على الطاولة ومدت ايدها له وقامت .. سحبها بايده وحط ايده الثانيه ورا ظهرها ودخلوا ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
::
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك