بارت من

رواية قلوب محرمة على النسيان -19

رواية قلوب محرمة على النسيان - غرام

رواية قلوب محرمة على النسيان -19

سارة .. " الله يفضح العدو .. وش اغنيته بعد .." نشدتها مها .. " عندي على اللاب .. باسمعس اياها لمن جيتينا .." ردت ساره .. " اوكى .. الا وش أخبارس .." سألت مها .. " بدري توس تنشدين عن أخباري .. الحمدلله أخبار الخير .. " ردت ساره .. " وشلون امى وابوي .." .. " يسرس حالهم .. بس والله البيت عقبكم ما يندخل .. ماتخيلت مكانكم بيكون كبير كذا .. " غصتها العبرة وهى تكلم .. " ياكثر ما قلتى متى أفتك منكم ومن لعبة الجوري بأغراضي .. اسرحي وامرحي ذلحين " ردت مها بضحك عشان تغير مزاج اختها اللى حسته تكدر " الا على فكرة .. أكدتى على حقت المكياج والشعر .." نشدتها مها .. " لا والله .. زين ذكرتيني .. باروح أدق عليها .." ردت ساره بسرعه وهى ناسيه الموضوع .. " زين .. سلمى على امى وأبوي .." وصتها مها .. " الله يسلمس .. يالله مع السلامه .." .. " الله يحفظس .." .. سكرت منها مها وفتحت رقم ماجد وضغطت اتصال ..
نزلت نوف بعد ما درت أن مها طلعت .. دخلت على أمها اللي كانت تصلي العشاء في الصالة .. انتظرت لين سلمت ودنقت تحب راسها .. " تو الناس .. وينس من عصر .." نشدتها أمها وهى تسبحن على أصابعها .. " كنت راقده وقمت راسي يعورني .. ومانزلت .." قعدت نوف وسحبت الطاولة صوبها ومدت ايدها تقهوى .. " وش قومس على أختس .." نشدتها أمها .. " أى أخت .." ردت نوف بدون ما تلتفت على أمها وهى تصب لها فنجال قهوة .. " وأنتى لس أخت غير رويض في البيت ذا ..؟" قرصت أمها عيونها فيها .. " ايواااا واشتكت لس كالعاده ام لسانين .." التفتت لها نوف وهى ترد .. " ما اشتكت لي بس دريت .. كفى ايدس عن أختس تراس مانتي بجاهل واختس مهي ببزر تضربينها .. لعنبو غيركن وحده موظفه والثانيه بتخلص الجامعه وعدكن تهادن مثل البزران ؟؟.." صدت عنها أمها بضيق ورجعت تسبحن .. " خليها تكف لسانها عنى .. ما أتدخل فى أمورها وش عليها منى ؟؟ " ردت نوف بضيق ورجعت تشرب من فنجالها .. " اعقلي وبس .. ترى أبوس ان درى جرى علم(ن) مهوب طيب والكلام قصير .." صدت نورة وراها وهى توقف تكمل صلاتها .. مدت نوف ايدها لقالب الحلا تاكل منه .. وهى تقول في خاطرها يصير خير ..
سكرت سارة تلفونها عقب ما أاكدت على البنت حقت المكياج واتصلت في اللبنانية اللي بتسوي الشعر واتفقت معها .. قطت الجوال على السرير وراحت فتحت الكبت و وقفت قدامه .. مدت ايدها تلمس فستان العرس المغلف اللى ماخذ نص الكبت .. لمست أطراف الطرحه الناعمه .. مررت ايدها بخوف ورهبة على القماش .. هل معقوله بأصير عروس .. أحمد .. تذكرت أحمد .. وتذكرت آخر موقف بينها وبينه يومهم في السعودية .. وشلون عرفها فى السوق .. ويوم ناداها " السوري " .. توترت .. فتحت الكبت الثاني وشافت كل الأشياء الجديده المعلقة .. فساتين .. قمصان نوم وبيجامات .. زاد الخوف في قلبها .. العرس مهوب فستان ومكياج وملابس جديدة .. العرس أكبر من كذا .. شخص بأشاركه كل شي .. شخص ما أعرف عنه شي .. وش يحب .. والا وش يكره .. شلون تفكيره .. شلون بأعيش مع انسان لمجرد أنى عجبت أمه وأهلى يناسبون أهله ؟؟ .. بس أنتى شفتيه .. صدت وراها تمشى .. وتركت باب الكبت مفتوح وقعدت على طرف السرير .. طيب وشفته خير ياطير .. وكلمتيه .. اى كلام بس وكل ماشفته نطت قدامى شياطين الأرض .. وهو شوي ويمسكنى من رقبتي .. اى حياة هذي اللى بنعيشها سوا .. غمضت عيونها وتنهدت بقوة .. وش بتكون حياتي معه .. شلون بأقدر أتحمله .. وهو سخيف وحركاته حركات بزران .. دمعت عيونها وهى تتصور حياتها مع أحمد .. وما حست بالباب اللى انفتح .. ولا بالشخص اللي دخل عليها ..
رنّ جوال مها .. راحت بسرعه ترد .. " مساكم الله بالخير .." كانت موضى تسلم .. " مسيتى بالنور يا مرحبا .." ردت مها .. " وشلونس .. وشلون ماجد والجوري .." .. " بخير الله يسلمس .. شلونس أنتى وشلون العيال .." ردت مها وهى ترفع يدها تشوف الوقت في ساعتها .. " طيبين ربي يعافيس .. عسى ما شر وشفيه صوتس .." نشدتها موضي يوم استغربت نبرتها .. " مافيني شي سلامتس .. " ردت مها عليها .. " ولو مهوي .. ترانى أعرفس .." قالت لها موضي بثقه .. " مادرى .. ماجد طلع مع الجوري لكارفور .. وأكلمه ومايرد علي .." قالت مها .. " طالع .. وش مطلعه لحاله ؟؟" سألتها مها باستغراب .. " راح يجيب أغراض لنا .. شاهي ونسكافيه وخبز وحليب .. يعنى اشياء كذا " ردت مها وهى تمشي فى الغرفه .. " وليه ما رحتى معه .. " سألتها موضي بضيق .. " وين أروح بس .." استغربت مها سؤالها .. " مكان ما راح .. تراس مرته .." ردت موضي بنرفزه .. " بس ما يجوز أطلع ذلحين .." .. " وليه ما يجوز .. نفاس؟؟ حتى النفاس ذلحين صارت تطلع وماتقرّ في البيت .." علقت موضي .. سكتت مها وهى ماعندها رد .. " مهوي .. ماجد رجلس متى بتعرفين هالشي .. وذا الوقت شين صارت المره هى اللى تطرد الرجال .. يعنى انتبهي .. بعدين تعالي علميني صار بينكم شي ؟؟ " سألتها بصوت واطي .. " ما صار شي .. " ردت مها بهمّ .. تنهدت موضي " اسمعيني .. رجلس حطيه بين عيونس ترى لو ما تصرفتى بيطير من ايدس وأظنس فاهمة قصدي " شرحت لها باختصار.. " ماحد ياخذ أكثر من نصيبه .." ردت مها باستسلام .. " وهو ذلحين نصيبس حافظي عليه .. والله مهوب عشانه أخوى أقولس ذا الكلام .. لكنى أعرف معدنه زين .. حرام تهدمين بيتس بأيدس .. كافى اللى صار قبل .." ذكرتها بحياتها مع منصور .. " اللى صار مهوب ذنبي وتدرين عدل .." ردت مها بنبرة دفاع .. " صح مهوب ذنبس .. لكن المره ذي بيكون ذنبس .. والجورى ما تأثرت بفقد ابوها يوم توفى الله يرحمه .. لا تخلينها تجرب اليتم مرتين " قالت موضي بمرارة .. " بس هو يا موضي ما يبيني .. مغصوب علي .. " ردت مها بصوت مجروح ..
" والله أنس غبية .. المغصوب على وحده يعطيها مهر 200 الف .. المغصوب على وحده يبنى لها فيلا خاصه فيها ويدور راحتها .. المغصوب على وحده يجيب لها صباحية ساعه كارتير ألماس مع اسوارتها ..؟؟ متى بتفهمين يا مها .. متى .." فاض صبر موضي وقطت الكلام لا شعوري .. سكتت مها وهى تفكر بكلام موضي .. " كل شي بأيدس مثل ماقلت لس .. وهو بيجيبه الطيب وأنتى بنت عرب ومعدنس طيب .. وما تحتاجين اللي يعلمس لو الود ودس .." رجعت موضي تكلمت بهدوء يوم حست أن اللى قالته قبل ضرب وتر فى نفس مها وفتح عيونها على شي يمكن ماكانت منتبهه له .. " الله يسهل يا موضي .. " ردت مها .. " الله يوفق بينكم ويجمع ما بينكم على خير .." دعت لهم موضي من كل قلبها .. " الله يرحم والديس .." .. " يالله كلمى رجلس شوفيه وينه .. وتجهزي له قبل يجي ..سمعتى .." وصتها موضي قبل تسكّر.. " معليه .." ..
سكرت مها من موضي وبالها مشغول بكلامها .. صحيح هو ماقصر علي بشي .. لكن .. وش لكن .. هو ما يبيني .. وأنا ما اقدر أقط وجهى عليه .. كافى اللى سواه اليوم وأنا ما سويت شي .. من أول يوم يبي يسوي عمره رجال على حسابي .. ماجد رجال وتعرفين ذا الشي عدل .. ومهما كانت عيوبه عمره ما شاف نفسه على مره .. والا أهانها عشان يثبت رجولته .. ماجد حنون وعطوف وقلبه كله رحمه خاصه على الشوفه .. تراس عشتى معهم فترة وشفتى وسمعتى وش يكون ماجد لأهله .. ايه .. هو كل شي حلو تمنيته لكنه ما تحقق .. هذا هو صار وتحقق .. بس يبي لس تعب عشان توصلينه .. لا تضيعينه منس عشان أوهام قديمة .. أنتى بس اللى تقدرين تخلينه يشوف الحقيقة .. ومهو بس بالكلام .. لا .. اثبتى له هالشي بالمعامله .. والحنان والمحبة .. بس .. وش بسه .. أخاف يردنى ويكسر قلبي .. ولو ردس وش بيصير .. ما راح يصير أسوأ من الوضع اللى أنتى فيه .. على الأقل بتكونين حاولتى .. وسعيتى عشان نصيبس وبيتس .. والله سبحانه مايرضى بالظلم وأنتى انظلمتى .. وبيرد لس الحق .. وبيعوضس خير .. ابتسمت مها بتردد يوم وصلت للنتيجه هذي .. وقامت تغير ملابسها وتستعد قبل يجى ماجد ..
::
::
::
استجن ماجد وهو يدور الجوري .. جاه السكيورتي ينشده وش لابسه وهو من الروع قاله ما أدرى .. يذكر بس أنها لابسه تنورة جنز انضغط قلبه خوف أنه فقدها وضاعت منه .. وش بيقول لأمها الضعيفه اللى وراه .. شلون بيعيش وهو مضيع بنت أخوه .. بنته .. دارت به الدنيا وهو يتخيل كل شي شين ممكن يصيب الجوري .. عذبه قلبه وحست الخوف سكين بارد يشق قلبه نصين .. نشف دمه وهو يتخيل الحياة بدونها ..
شوى وجا واحد من العمال يركض صوبه ويقول له أنهم لقو بنت صغيرة تبكى مع مره وأنها عند الأدارة ويبونه يجي يشوفها يمكنها بنته .. لحقه ماجد لين وصلوا مكاتب الأدارة وكانت البنت ماسكه عباة المره اللى عيت تخليها من خوفها عليها لين يجون أهلها .. " الجوري .." صرخ ماجد وهو مهو مصدق أنه لقاها ..
لفت الجوري عليه و وجها صاير من البكا اصفر .. فكت عباة المره وراحت له تخب .. شلها ماجد لصدره وحضنها بقوة وماحس بالدمعه اللي خرت من عينه .. " انتبهوا لعيالكم .. حرام عليكم حد يخطفهم والا يضيعون .." انتبه ماجد ان المره تكلمه " الله يجزاس خير ويحفظ لس عيالس ماقصرتي .." شكرها .. " انتبه لها الله يخليها لك .. " وراحت المره .. طلع ماجد وهو يشل الجوري وحاس ان مافي جسمه قطرة دم من الروع .. طلع من كارفور وعقبه تذكر الاغراض وحصان الجوري .. " والله ماردنى الا حصانس والا الاغراض جعلها بحريقه .." رجع والبنت بين ايديه ما نزلها الارض .. حاسب على الاغراض وخلى الصبي يوصلها للسياره .. ركب الجوري جنبه وشغل ومشى .. شوي وسمع جواله يرن .. رفعه شاف البيت يتصل فيك .. " ألو .." رد بتعب .. " السلام عليكم " .. " عليكم السلام .." .. " اتصلت كم مره وينك مارديت علي .." سألته مها بقلق .. " كان على الصامت .." رد ماجد بإختصار .. " ماجد وشفيك ؟؟ " سألته بتردد .. " مافيني شي " كانت ردوده قصيره .. " الجوري فيها شي .. " سألته مها بخوف وهى تتوقع أى مصيبه .. " الجوري بخير وهذي هي جنبي جايين البيت لا تشغليني خلينى اسوق .." قال لها ماجد عشان يسكر بسرعه .. ماكان له مزاج يسمع أحد .. " زين ربي يحفظكم .." سكرت عنه مها وبالها مشغول ..
نزل جواله وهو للحين تعبان .. التفت على الجوري اللى بدت تنعس من التعب والبكا .. الحمدلله اللي ربي ردها لى .. وصل للبيت وقف سيارته وفتحها ونادى الدريول ينزل الأغراض .. شل الجوري اللى رقدت ودخل .. طلع فوق لقى مها قاعده ترتب كبت الجوري .. وقفت يوم شافته دخل وشافتها بين ايديه .. " شفيها .." سألته بسرعه .. " مافيها شي .. راقده .." رد عليها بصوت واطي .. سمعها تنهدت بارتياح .. " هاتها عنك .." قربت منه ومدت ايديها عشان تشيل بنتها .. " لا خليها باحطها أنا .." ضمها لصدره وابتعد عن طريق مها .. وصل لسريرها وحطها فيه .. فصخ نعالها ودلاغها ولحفها .. وقف جنبها يطالعها ..
استغربت مها من وقفته قدام سرير الجوري وكأنه أول مره يشوفها .. انتبهت لتعابير وجهه اللي كانت كلها حزن .. ماعرفت وش تسوي .. تسأله وش فيه .. والا تصد عنه .. " عسى ماشر .. فيك شي .." سألته .. " سلامتس .. بس المره الجايه تطلعين معنا .." رد عليها بدون ما يغير وقفته قدام سرير الجوري .. " ليه وش صار .." كانت نبرلت صوتها فيها شك وخوف .. " ماصار شي .. بس الجوري بزر وتبي اللى يتابعها على طول .. " دنق وحب خد الجوري وصد وراه وطلع لحجرته بدون ما يزيد حرف .. استغربت مها من تصرفه وقربت تشوف بنتها اللى راقده ..
::
::
::
دخل ماجد الحمام يغسل وجهه بماء بارد .. توضا وقرر يصلي ركعتين شكر لله .. اللى رحمه ورحم هالمسكينه اللي برا ورد لهم بنتهم .. صلى العشا وصلي الركعتين عقبها قام وطفا الليت وانسدح على فراشه .. كان الصداع رجع له يضرب في راسه بقوة .. حس بصوت الباب انفتح .. رفع ايده عن عيونه شاف مها واقفه شابكه ايديها فى بعض بتوتر .. " فيه شي .. " سألها .. " سلامتك .. بس قلت اشوف لو تبي اسوي لك شاهي والا أجيب لك عصير .." ردت عليه .. " مشكورة .." رد ماجد ورجع يغطي عيونه بيده .. ترددت مها برا .. بس تذكرت كلام موضي .. قررت تدخل .. قربت وجلست على الطرف الثاني من السرير " ماجد .. " نادت بصوت واطي .. " نعم .." رد وهو مازال مغطى عيونه .. " يعورك شي .." كان فى صوتها اهتمام خفيّ لمس قلب ماجد غصب .. " راسي .." رد بكلمه وحده وتنهد .. " تبي أجيب لك بندول ؟؟" .. " خذيت لى .." .. " زين بأنزل أجيب لك شي بيريحك .." قامت بدون ماتنتظر منه ايه او لا .. رفع ماجد راسه وشافها طلعت وردت الباب وراها عقب ما طفت الليت .. وش بتسوي ؟؟ سأل نفسه وهو مستغرب ..
نزلت مها للمطبخ عقب ما خذت جوالها .. اتصلت على روضه وطلبت منها تطرش لها كم غرض مع الشغالة .. دقايق الا والشغاله تدق الباب .. فتحت لها مها الباب وخذت الاغراض .. وقالت الشغاله ان روضه قالت لها تساعدها لو تبي شي .. شافت مها الأكياس والأغراض حقت كارفور مكومه عند الباب عقب مادخلها الدريول .. طلبت من الشغاله تدخلهم المطبخ وترتبهم .. وتحط أغراض الثلاجه فيها .. والباقي تصفه على الطاولة ومها بترتبها بعدين فى الادراج .. خلصت مها وقفلت الباب ورا الشغاله بعد ماطلعت وحطت الكاس على الصينية وطلعت فوق .. فتحت الباب بهدوء ودخلت .. قربت جنبه .. وهزت كتفه شوي شوي .. رفع ذراعه عن عيونه .. رفع حواجبه وهو يشوفها تمد له كاس ماء .. " شربت ماي خلاص .." قال لها .. " بس مهوب مثل ذا الماء .. سم بالله واشرب .." ردت عليه بصوت ناعم .. رفع نفسه على المخدات وراه ومدت مها ايدها تساعده .. قربت منه ولمست صدره وهى ترفع المخده ورا ظهره عشان يقعد مرتاح .. غمض عيونه للحظه وهى يتخيل وش ردة فعلها لو مد ايديه وحضنها فجأه .. " تفضل .." نبهته مها .. مد ايده وخذا الكاس منها .. وشرب .. كان بارد .. وريحته حلوة .. وطعمه منعش .. " وش ذا .." سألها وهو يدقق في الكاس .. " شوي ماء ورد وحبتين هيل وماي .. يريحك ويزيل الهم من صدرك .." رفع ماجد راسه يشوفها .. كانت عيونها في عيونه .. هاديه وصافيه .. تحرك شي في صدره .. قال له مستحيل تكون هذي عيون خاينه .. قرب منها وأنفاسه تتسارع .. لاحظ أن عيونها بدت تبرق .. شي يلمع فيها .. مد ايده يلمس وجهها .. غمضت .. قرّب منها .. حط ايده ورا راسها وجذبها صوبه .. وغمّض .. مثل الحلم .. لامست شفايفه خدها .. كانت ريحتها عطر .. الأحساس عطر .. اللحظه عطر .. ارتجفت وحسها تبتعد عنه .." أنا .. أنا بأروح أشوف الجوري .." قالت بصوت يرتعش .. مد ايده يبي يمسكها .. بس كان طيفها اسرع بالهروب .. راحت .. وبقت ايد ماجد معلقه فى الهوا ..
دخلت غرفة الجورى وسكرت الباب وراها .. كانت عيونها تدمع .. وقلبها ينتفض فى صدرها .. ماتدرى خوف .. والا رهبة .. والا فرح .. والا ايش .. حست حلقها جاف .. بلعت ريقها .. حطيت ايدها على صدرها عشان تهدي دقاته .. تخيلت نظرته لها .. غمضت تتخيل لمسته .. غبيه .. تظنينه تغير؟؟ بالعكس .. لحظات بس ويقطس وراه مثل ما سوا أخوه .. لأ ماجد غير .. منهو عليه تكذبين ؟؟ .. تراس تعرفينهم كلهم نفس الطينه نفس منصور .. بس ذاك ماضي ومات وموضي قالت له الحقيقة .. وأكيد يدري ذلحين .. والا وش معنى نظرته لى .. نظرته معناها يبي منس شي وأنتى عارفه عدل وش يبي .. لا تكذبين على روحس .. لأ .. ماجد غير .. ماجد غير .. اى غير .. كلهم صنف واحد .. ما يختلفون .. نفس الانانية والقسوة لبغوا شي ماتلاقين أحن منهم ولا أطيب منهم .. ولشبعوا قطوس مثل الثوب الوسخ .. تعلمى إلى متى وأنتى غبيه .. نزلت دموعها حاره .. ما مسحتها تركتها تغسل نفسها ..
رصّ ماجد على اسنانه من الغيظ .. هو وش سوا .. مسح وجهه بقوة وقام وخذا غترته وطلع من الحجرة بدون ما يلتفت وراه لحجرة الجوري .. ضاق صدره حيل .. وكان لازم يطلع قبل يتصرف تصرف يندم عليه .. ركب موتره وطلع من البيت .. وتسلل صوت خالد الفيصل همس عذب زاد أوجاع ماجد ..
ساري
ساري وأصوّت لك أبيك
النظرة في عيوني تبيك
والرعشة في قلبي تبيك
ساري
ساري
شعوري ذا الليلة غريب
كيف الحبيب يشكي حبيب
أنا ملكتك
وأنا فقدتك
ليتني لمّا عرفتك
ما تركتك
سارى
ساري
لمّا عيوني عانقوك
في غمضة وحده ضيّعوك
اسأل زماني و المكان
واجمع سواليف الحنان
أنا ملكتك
وأنا فقدتك
ليتني لمّا عرفتك
ما تركتك
سارى
ساري
قلبي و ليلي به سرى
واللي جرى لي ما جرى
أمشي وأدور في الوجوه الوجوه
تايه وعيونك توّهوه
ساري
كان ماجد ساهم وهو يسوق بلا هدف .. يبي بس يهدا .. ويسكت الشعور اللى يحرق صدره .. ويبتعد عنها .. مد ايده يلمس شفايفه مكان ما لمست خدها .. هل حقيقي لمس خدها والا وهم من أوهامه اللى عاشت فيه سنين .. حتى صار يتخيلها واقع ..!!! تعبت .. من كل شي تعبت .. قربها عذاب وبعدها عذاب .. من أصدق .. من أسأل .. واحد راح ومستحيل يرجع .. والا أخت عرفت وسكتت سنين وعقبها جات عشان تزيد نارى نار .. ليتها خلتنى على عماى كان ما انقسم قلبي قسمين .. قسم يقول ظالمه وقسم يقول مظلومة .. كان ما احترت ولا تعبت .. لازم ألاقى حل .. والحل عند موضي .. لفّ على طول يدور أقرب طريق يوصله لبيت تركي ..
::
::
::
فزّت ساره بخوف يوم حست بلمسة على كتفها .. " بسم الله عليس .. وش بلاس .." سألتها أمها متروعه من ردة فعلها .. " مافيني شي يمه بس روعتيني .. وش بلاس أنتى .." حطت ساره ايدها على صدرها تسمّي .. " روعتس !! لعنبو غيرس ما شفتينى يوم دخلت عليس .." .. " لا يا يمه ما شفتس .. أنتو تبون تجننونى أدرى .. حتى الشيب طلع فى راسي منكم .." قالت ساره وهى تمسك خصلة من شعرها قدام وجهها .. " الشيب طلع فى راسس من شواهتس .. اسمعينى .. أم أحمد كلمت .. وقالت بيجون الأسبوع الجاى يسلمون علينا .. أنتى خلصتي أمورس .." .. " وش يبون يجون .." .. " استحى على وجهس .. كلها كم اسبوع ويصيرون أهلس .. خلصتى أغراضس والا لا " رفعت منيرة صوتها منقهرة من برود بنتها .. " يس خلصتها .. لا تصايحين علي " ردت ساره وهى ترمش بعيونها .. " الله يرفع ضغط العدو .. الواحد ما ياخذ منس رد(ن) عدل .." عصبت منيرة وصدت وراها تطلع .. " يمه .." نادت ساره أمها وهى تطلع " خير .." .. " فديتس وش فيس معصبة .." وقفت وقربت من أمها .. " مافيني شي .." غصتها العبرة وهى ترد .. كان زواج بناتها فى نفس الوقت وبعدهم عنها ضاغط على قلبها واجد .. بعد ما راحت مها فقدتها وفقدت حس الجوري فى البيت .. وساره بعد بتروح لبيت رجلها .. وبيفضا عليها المكان .. صحيح تمنى سعادتهم وراحتهم .. بس بعدهم صعب ..
قربت ساره من أمها وضمتها " أقول يمه .. وش رايس نروح نتمشى فى فيلاجيو .. " ساره تدرى أن أمها مضغوطه حيل فقالت لها تروح تمشى وهى تعرفها ما تحب فيلاجيو .. " والله انس فاضيه مالقيتي الا فلاجو .." دفتها منيرة وراها " اسمه فيلاجيو يا يمه فيلاجيو .. يا شين البدو لمن تمدنوا .." ردت ساره وهى تضحك .. " روحى منى وراس خلينى اطلع للمطبخ .." .. " ايوااااا .. هذا اللى انتن فالحات فيه أنتى وبنتس الثانية .. الله يرحمس يا جدتى قطعتى سر أمى في المطبخ وامى قطعت سر بنتها الكبيرة فيه .." علقت ساره وهى تمشى ورا أمها للمطبخ .. " جعلس نذرها بنتى الكبيرة .. مرة(ن) صاملة وماعليها قصور .." لفت منيرة وقرصت بنتها فى ذراعها .. " آآآخ .. زين ما قلنا شي الله يخلي لس بنتس .. قالوا لس مارثا ستيوارت من العازه .." ردت ساره وهى تفرك مكان القرصه .. " وش تقولين .." التفتت عليها أمها ضايقه .. " ما قلت شي فديتس .. اقول .. ما ودس نروح بكره سوق واقف الصبح .. أدرى هذا غرامس .." دنقت ساره وحبت ايد أمها .. " والله من زمان مارحت له .. ما وراس شي بكره .. " نشدتها منيرة وهى تدور لها شي في كبت المطبخ .. " افاااا بس يا أم السوري ولو وراي شي .. أبيع الدنيا كلها لأجل عيونس .. أنتى بس أشري وأنا الحقس حافيه .." ..التفتت منيرة على بنتها باستغراب " الله يخلف على اللي بياخذس بس " قالت لها وهى تشوف بنتها تضحك من قلب على شكل أمها المنصدم من أسلوب كلامها ..
::
::
::
قفلت مها باب الحجرة عليها وعلى بنتها ودخلت الحمام تاخذ لها شاور .. فتحت الماء الحار عشان يغسل حزنها قبل يغسل جسمها .. فركت شعرها بالصابون بقوة كأنها تحاول تبعد كل الذكريات الماضية عنها .. نظرات ماجد مهوب نفس نظرات منصور .. ماجد غير ..
خذتها الذكريات لليلة ما توفى منصور .. ليلة ما ضربها عشانها فتشت جواله وعرفت أنه للحين على وضعه القديم ما تغير .. واكتشفت أن وعده لها كان مجرد كلام .. وطلبت منه يوديها بيت أهلها ويطلقها .. مد ايده لشعرها يسحبها منه .. " فكنى حسبي الله عليك .." صاحت من الألم وهى تمسك ايده اللي على شعرها .. " وصلت فيس الجرأة تفتحين جوالى من وراي .." كان يسحبها بقوة لصدره ويردها " يا قليل الحيا هذي اخرة صبري عليك .. قلت لى خلاص وأنا صدقتك .." كانت دموعها تسيل على خدها وهى تبكى بلا صوت عاضه على شفايفها وهى تحس بشعرها يتقطع في ايده .. " بكيفي .. اسوي اللي أبيه .. مالس عندي شي .." دفها بقوة وطاحت على الأرض .. " طلقني .. اللي مثلك مهوب كفو ياخذ بنات الناس .." رفعت عيونها المليانه دمع فى وجهه بتحدي .. " لو تموتين ما طلقتس .." رد عليها وهو يلبس ثوبه " تبين أطلقس عشان تاخذينه هاه .. " قرب منها ورفسها .. " أخذ من ؟؟ مانت بصاحي أكيد .." وقفت قدامه وهى تسمعه يتهمها .. " لا صاحي .. تحسبين انى خبل .. ترانى اعرفس زين .. محترق قلبس يومه ما خذاس هاه .. لكن حريمتس .. والله ما تعرفينه وأنا حي.. وحطى في بالس انى اقدر امسح فيس الأرض .. بكلمة وحده منى أخلي راسس وراس ابوس في الطين .. وماعلي من أكبر كبير .. بأسوي اللي يعجبني .. وهذا أنا طالع ورايح لها ولو فيس خير علمي أحد .." وطلع وصفق الباب وراه .. تجمدت مها وطاحت على الأرض .. يدري .. بس شلون .. وأنا ما علمت أحد ولا سويت شي غلط .. شلون .. رجعت دموعها تنزل حارة .. صارت تشهق بلا شعور .. توجهت للقبلة ورفعت ايديها تدعي يالله انك تدري انى ما خنته لا بقول ولا بفعل .. يالله انك تدري انى حفظت عمرى وصنت اسمه .. يالله كنى أخطيت بشي والا ظلمته انك تاخذ حقه منى .. وكنه ظلمنى وكذب علي واتهمنى في شرفي ان تاخذ حقي منه .. وسبحان الله .. دعوة المظلوم مابينها وبين الله حجاب .. وقدرته عز وجل فوق كل شي ..
::؛::
مها قررت تحاول تنقذ حياتها مع ماجد .. وما تعيش الظلم مرتين .. ماجد فى دوامة يبي وما يبي .. لكنه بشر بالنهاية .. ياترى وش بتكون نتيجة الصراع اللى يدور داخله ..
اللهم اجعلنى مظلوما ولا تجعلنى ظالماً ..
سبحانه حرم الظلم على نفسه وحرمه بين عباده .. لكن وين اللي يتعظ !!! .. بشر مغرورين برغم ضعف حيلتهم .. غرتهم الدنيا .. وهى بالنهاية بتروح منهم .. وما يبقى يا ابن آدم الا عملك الصالح .. وذكراك عند الناس ..
::؛::


::؛::
قالوا .. فاقد الشي لا يعطيه .. يمكن هالكلام صحيح وينطبق على الأشياء المادية .. لكن هل ينفع نطبقه على المشاعر والأحاسيس .. لأ .. مصدر الأحاسيس والحنان والمحبة داخلي .. نبع خلقه الله سبحانه .. وما يجف إلا بأمره .. يعنى لو ماحصلت بيوم من حن عليك .. مهوب معناه أن قلبك صخر ما يعرف يحن على الغير .. لو أحد حرمك الحنان والمحبة .. يبقى فى قلبك كنز منها .. ينتظر اللي يستاهله .. الدنيا أخذ وعطا .. وما يتوقف نصيب الأنسان إلا إن توقفت أنفاسه ..
::؛::

الجزء التاسع عشر

مرّت الأيام .. والعلاقه بين ماجد ومها فى هدوء .. صحيح تغيرت معاملة ماجد لمها شوي .. لكن للحين القلوب بعيدة .. مها اندمجت فى حياتها الجديدة .. وكانت تشوف تغيرات بنتها الجوري وراحتها فى ظل والد يراعيها ويهتم فيها .. لو شككت مها فى مشاعر ماجد صوب اى شي مستحيل تشكك فى مشاعره واحساسه صوب الجوري .. مها حاولت تعدل علاقتها مع ماجد .. برغم تجاهله لها كانت قايمه بواجبه على أكمل وجه .. ملابسه يلاقيها معلقه ومبخره فى الكبت .. غرفته وحمامه نظاف .. بيته هادى ومريح للعين والقلب .. تعاملها معاه بكل أدب واحترام .. لكن بقت بينهم فجوة كبيرة .. واللى ماقدرت تتجاوزها مها .. ولا حتى تفكر انها تتجاوزها .. كل اللي تبيه انها تعيش مع بنتها بهدوء وسلام ..
حتى لو كان على حساب مشاعرها كزوجة ومره قبل كل شي .. تجاهلت الحب اللى كان فى صدرها يكبر يوم ورا يوم .. برغم قسوته كانت مشاعرها مثل جذور النخيل .. اللي كل ما صادفت حجر والا جفاف .. تعمقت أكثر في قلب الأرض .. عسى تلقى الماء اللي يرويها ..
ماعمرها شكت فى نظرتها لماجد .. وبرغم أنها ما تصادفت معه واجد يوم كانت مرة اخوه .. بس معرفة ماجد وش يمثل لأهله واللي سمعته منهم ومن غيرهم عن شهامته وأخلاقه ورجولته تخليها تحاول مره وثنتين وعشر .. عشان تكسب القلب الطيب اللى ينبض فى صدره .. تكسبه زوج لها يحميها من غدر الزمن .. وتكسبه الجوري أبو عوضها به الله سبحانه عن أبوها اللي راح بخيره وشره .. وهذا اللي يستاهل التضحيه عشانه ولو على حساب كرامتها .. وكلام موضى صحيح .. لو ماحرصت عليه بيضيع من ايدي ..
حياتها مع بيت عمها كان يشوبها التوتر شبه اليومي .. كانت سالفة انهم يتغدون مع بعض بشكل يومي ترهق أعصاب مها .. عمتها شكلها للحين ما بلعتها .. ونوف واضح رد فعلها .. وزين انها أغلب الوقت تتغدى فى حجرتها .. ترّيح وتستريح .. روضة بس اللى كان وجودها يريح مها ويخفف عنها ..
فتحت مها باب قسمها وهى تشيل الجوري على يدها .. " اووف .. وش ذا الحرَ .." نزلت الجوري اللى كانت مغطيه راسها بفوطة عن الشمس .. وحذفت عبانها ونقابها على الكرسي .. حتى الحرّ له ريحه .. قالت مها فى نفسها وهى تلمس العباه الحارة وتحس بوهج حرارة الشمس فيها .. خذت العباة والشيلة والنقاب وحطتهم فى سلة الغسيل فى المطبخ .. ورجعت للصاله وخذت بنتها وطلعت فوق ..
" تغديتوا .." سألها ماجد من فوق الدرج وهو يشوفها طالعه هى والجوري .. " ايه الحمدلله .." ردت عليه بهدوء .. وهى تتذكر نظرته لها يوم دخلت الصالة هى والجوري قبل ساعه .. سلّمت ودنقت تحب راس عمها وعمتها .. ومسته بالخير وما رد عليها .. " هاتيها .." مد ايده للجوري يوم وصلت فوق يبي ياخذها .. مدت البنت له بهدوء ومرت من جنبه ودخلت غرفتها .. كانت تسمعه وراها يلاعب الجوري .. دخلت الحمام تغسل وجهها وترتب الكحل اللى سال من الحر .. غيرت جلابيتها ولبست لها روب قطن ناعم .. كان راسها يعورها وتبي بس تاخذ الجوري وترقدها عشان تقيل لها شوي .. تعطرت بشكل خفيف وحطت على راسها جلال وطلعت .. سمعت صوتهم جاى من حجرة ماجد .. دخلت عليهم .. كان ماجد راقد على السرير والجوري تلعب جنبه بجواله .. دخلت " ماتبي تقيل .." سألته .. التفت لها وهو يبتسم " وهى بتخليني اقيل .." رد عليها وهو يأشر على الجوري .. رقص قلب مها وهى تشوف ابتسامته " الجوري .. قومى يالله عشان نرقد .. " وجهت كلامها لبنتها .. " مابي .. باردد عند مادد " عيت الجوري تطلع .. ضحك ماجد يوم سمع ردها .. " شفتي .. قلت لس .. " شبك ايديه تحت راسه وهو يشوف مها " ماعليك منها .." التفتت على بنتها " تعالى معى ترى عندى حلاوا .. " حاولت مها تغريها عشان تقوم .. " لأ .. ديبيها هنا .. " دت بنتها بذكاء .. " لا هنا بتوصخين سرير ماجد .. بعدين بيهاوشنا .. " مدت مها ايديها لها عشان تشلها .. الجوري قامت ترافس ماتبي تروح معها .. " مسك ماجد ايد مها عشان تفكها " خلاص يا بنت الحلال خليها تقيل عندي .. " قال لها بهدوء .. " لازم اغير لها " ردت مها وهى تحس بمسكته قيد نار على ايدها .. " هاتي ثيابها هنا وغيري لها .. " انحرجت مها من مسكته لايدها وطلعت بسرعه .. جابت ملابس الجوري وغيرت لها .. ودخلت الجوري الفراش جنب ماجد وهى فرحانه .. لفت مها وراها تبي تطلع .. " وين بتروحين .." سألها ماجد بسرعه .. " باطلع اخليك تقيل .. " لتفتت عليه وهى ترد ..ا " وبنتس ذي من بيقعد عندها .. تعالى يابنت الحلال انا تعبان وراسي يعورني .. ارقدى جنبها لين ترقد وبعدين اطلعى .." رقد على جنبه وهو يشوف الجوري .. ترددت مها اللى كانت تعبانه ومافيها حيل تتكلم.. حطت ملابس الجوري على الكنبه ولفت من الجهه الثانيه عشان ترقد جنب بنتها .. دخلت تحت اللحاف .. وكان صعب تعطي بنتها ظهرها .. لفت عليها الجوري واندست فى صدر أمها .. كان ماجد يراقبها بهدوء .. مها حست أنها مستحيل ترقد بالوضع الغريب هذا .. غمضت عيونها وهى تحس أن ماجد يطالعها .. وهالشي سبب لها قلق كبير .. حاولت تتذكر لو على شفايفها روج والا لأ .. حست برغبه تحك خشمها .. بس ماتجرأت .. عشان ما ينتبه لها ويدرى أنها واعيه .. كان ماجد يدقق بهدوء فى ملامح مها اللى راقده قدامه .. ما يفصله عنها الا جسم الجوري الصغير .. لو مد ايده قدر يلمس خدها .. وهدب عيونها .. وخشمها .. وشفايفها المسكرة بقوة .. تبي توهمه أنها راقده .. ابتسم وغمض عيونه ونسى كل شي الا أنها جنبه ..
::
::
::

يوم الخميس

 كان عندهم عشا .. أخت نورة وبناتها بيجون يتعشون عند بيت عمها .. وقررت مها تسوي لهم نوع سلطه ونوعين حلويات .. كتبت اللى تبيه .. واتصلت فى ماجد .. " السلام عليكم .." .." وعليكم السلام " .. " ماجد بغيت اغراض " .. " وش اغراضه .. " .. " أغراض للمطبخ .. بيت خالتك بيجون يتعشون عندنا بكره .. وبغيت اغراض عشان أسوي لهم حلا " .. " زين برزي عمرس عقب صلاة العشا باجي اخذس " قال لها بسرعه بدون ما يناقشه واجد .. " مافيه داعي .. الاغراض شوي .. اعطيهم الدريول وهو يجيبهم " اقترحت عليه .. " لأ .. بنروح كلنا عشان الجوري تستانس لها كم يوم ماطلعت " رفض بصوت قاطع .." زين " ردت مها .. سكر الخط بدون ما يقول حتى مع السلامة .. شكّت مها اصلا أنه سمع كلمتها الأخير ..
جهزت مها نفسها ولبسّت الجوري .. كان قلبها يدق لانها أول مره بتطلع معه عقب ماتزوجوا .. وقفت قدام المرايه تشوف شكلها .. كانت عيونها محدده بكحل خفيف وشفايفها عليها روج لحمى فيه لمعه .. شعرها مرفوع بالعضاضه .. رتبت قذلتها .. كان عليها بلوزة حرير بيج بشرايط خفيفه سودا .. وتنورتها لونها بيج مموج بأسود .. لبست لها ساعه سيرها جلد أسود .. وخذت شنطتها وعباتها ونقابها ونزلت مع الجوري تحت ينتظرون ماجد ..
شوي وصاح جوالها وكان ماجد .. طلعوا له وكان عند الباب .. فتحته وسمت باسم الله وركبت الجوري وركبت .. " السلام عليكم .. " سلمّت عليه .. " وعليكم السلام .. رد ماجد اللى كان يمد ايديه ياخذ الجوري ويقعدها فى حضنه .. مسكها بيد وبالثانيه مسك الدركسون ولف .. " هاتها عنك عشان ما تلهيك " مدت مها ايديها عشان تاخذ بنتها .. " خليها شوي تساتنس ولمن وصلنا للشارع العام عطيتس اياها " رد ماجد وهو مركز على الطريق قدامه .. كانت الجوري تضحك وتسولف على ماجد ..

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات