رواية قلوب محرمة على النسيان -15
اختى خلاص .. انتهينا من الموضوع ذا .. والله كنت حاط في بالي انها اخر مره .." رد عليها ورجع يقعد مكانه .. " منيصير .. علم(ن) ياصلك ويتعداك .. ذي المره بأسكت .. لكن والله لو تكرر والا سمعت من مها شي عن خرابيطك أن ماحد يوقف بوجهك إلا أنا .. سمعتنى ..؟؟ " .. لكن للأسف ما كانت المره الأخيرة .. وما قدرت توقف بوجهه ..!!!
::؛::
وبكذا .. تكتمل دائرة الظلم .. ظلم النفس .. وظلم الغير .. الله سبحانه ما رضى هالشي لنفسه وما رضاه لخلقه .. ورغم ذلك .. نشوف الأنسان أشد ظلم خاصه على لحمه ودمه .. إما بسبب كره أو بسبب محبة .. وهذا أكثر شي يوجع .. ظلم أهلك وأقرب الناس لك .. يخليك تنكمش على ذاتك .. وتسأل روحك .. اذا أهلى ولحمى ودمى سوو كذا .. شلون الغريب ..؟؟
فقد الثقة في الناس وقبلها في الذات أبسط نتائج الظلم .. فقد الأمل .. وكره الواقع نتايج تبقى في الروح لمدة طويلة .. وكل ما مر عليها الزمن صارت معالجتها أصعب .. وصارت تراكمات هالظلم أقوى ..
يا بخت من نام مظلوم ولا نام ظالم ..
::؛::
::؛::
تحكمنا الذكريات ولو غصب .. كل الحاضر اللى نعيشه انعكاس لقرارات وذكريات ومواقف الماضي .. كل صورة في الحاضر يعكسها طيف من الماضي .. ممكن يشجعنا نكمل طريقنا وممكن يكون عقبة في وجه المستقبل .. ومثل ما قلنا .. للظلم أكثر من وجه .. وعشان اللي رابطة الدم ممكن نظلم أنفسنا .. ونظلم الناس .. ونظلم ايامنا ..
مواعيد الفرح .. نادراً ما تكتمل بالسعادة .. إلا تمر علينا ذكرى فيها .. ذكرى انسان أو موقف أو حزن .. نتمنى وجود البعض .. ونذكر البعض بالخير .. والبعض يكون عايش بينا وبين الفرحه اللى نتمناها .. وكل ما اشتدت الرغبة بالنسيان صار حضور الماضي أقوى .. وصار تجاوز السد اصعب .. خاصه لو تعلق الموضوع بقلوبنا ..
الجزء السادس عشر
دخل ماجد بسيارته عقب المغرب للبيت .. لفت انتباهه موتر أخوه اللى واقف في نص الدرب للكراج .. هو ومرته .. شكلهم مهوب طبيعي .. طفى الموتر ونزل يشوفهم ..
" قلت لس الموضوع انتهى وماعندي كلام غيره .." صاح منصور بتوتر " مره بتمشين على كلامى حياس الله .. والا بيت ابوس وراس .." هددها وهو يرفع اصبعه في وجهها .. " أنت مثل ماخذيتنى من بيت أبوي تردني له .. تراك ما لقطتني من الشارع .. " ردت بصوت يرتجف .. " قلت لس خلصنا والجوال ماعاد به جوال .." ضرب الجوال باقوى ماعنده على الارض وتكسر عشرين قطعه .. انتبه منصور على ماجد جايهم .. " تعوذي من ابليس وعودي حجرتس .. وبكره يصير خير .." حاول منصور ينهي النقاش قبل ما يوصل أخوه عندهم ..
" السلام عليكم " سلم ماجد ببرود وهو يحاول يستوعب الموقف .. " وعليكم السلام والرحمة .." رد عليه منصور .. " عسى ماشر .. وش فيه صوتكم واصل لاخر الشارع ..؟؟"" سأل ماجد ويده تلعب بمفتاحه وهو ينقل عيونه بين أخوه ومرة أخوه .. " مابه شر .. خلاف بسيط " رد منصور بتوتر .. التفت ماجد على مها اللى صدت عنه .. " زين والخلاف ذا ما ينحل في البيت .. لازم صراخ وصدعه راس قدام الله وخلقه .." كان صوت ماجد بارد يبي يحسسهم بالغلط اللى سووه ..
نزّل منصور غترته " خلصنا بندخل داخل .. قدامي يا مها .." قرب منها .. طالعته بنظره حاده وابعدت عنه قبل يلمسها .. مشت صوب البيت بدون ما تلتفت لهم ولحقها منصور ..
" منصور .." ناداه ماجد .. " نعم .." رد عليه وهو معطيه ظهره .. " لا ترد علي وانت معطيني ظهرك .." كان صوت ماجد واطي ومع ذلك أجبر منصور يرجع ويلتفت له .. " وش الموضوع .. وش سالفة هالجوال المكسور .." سأله ماجد بشك .. " مابه موضوع .. مشكله بسيطه وحليتها " رد منصور وهو يتابع مها بنظره لين دخلت البيت .. " متأكد ؟؟ " كانت عيون ماجد مركزه على وجه أخوه المتوتر .. " ايه .." رد منصور بسرعه يبي يخلص .. " ترى بعض الأمور ما ينسكت عنها .." حذره ماجد .. " وش قصدك .." رفع منصور عيونه بخوف لأخوه .. " قصدي كل شي الا السمعه .. المره بدالها مره لكن سمعة الواحد وشرفه ماتعوض .." دنق منصور يوم عرف تفكير أخوه لوين وصل " الأمور بسيطه ما توصل للدرجه ذي .. لا تشيل هم .. " التفت منصور وراه صوب الجهاز المكسور ورجع شال الشريحه من الجوال ودخل البيت .. وقف ماجد يراقبه لين دخل .. والتفت بهدوء يشوف الجوال المكسور ويحاول يربط الأفكار اللي في راسه مع بعض ..
ضغط ماجد على راسه عشان يوقف الأفكار اللى اندفعت تملاه .. والشك اللى ياكل قلبه وماعرف له طريق يبعده .. واللى يزيد كل ما قرب وقت عرسه .. وتملاه ألم وخوف من الجاي .. وصارت تحرمه حتى النوم زي العالم .. اللي شافه وسمعه من أخوه بعدين يقول له أن مها خاينه .. واللى قالته له موضي وشافه عقب وفاة منصور شي ثاني مخالف للي في باله .. وش الصحيح و وين الحقيقة .. هى خاينه والا طاهرة ؟؟.. هى مذنبة والا بريئة ؟؟ .. يتبع قلبه والا يتبع عقله .. هالتشتت ذبحه .. عذاب نفسي ماحد يقدر يطيقه .. حتى هو عجز منه من كثر ما يفكر ولاهو بقادر يوصل لقرار .. يالله ترحمنى وتغفر لى كني ظلمتها وترشدني للحق .. يالله .. غمض عيونه يحاول ينام وهو موكل أمره للحي الذي لا ينام ..
::
::
::
انفتح باب غرفتها .. رفعت راسها تشوف من اللى دخل .. طلت ساره براسها " واعيه .." سألتها .. " لا راقده .." ردت مها عليها .. دخلت ساره وقعدت على طرف السرير قدام مها اللى كانت تقرا لها رواية وهي راقده .. " خير .. وش تبين .." سألتها مها وهى تنزل الرواية اللى في يدها وتشوف أختها .. " ولا شي .. بس قلت أجي أنكد عليس قبل ما أرقد .." قالت ساره بابتسامه .. تنهدت مها ورفعت الرواية ورجعت تقرا .. " أقول مهوي .. " تكلمت ساره بتردد .. " خير .." ردت مها من ورا الرواية .. " أقول وش بتسوين ذلحين .." نشدتها ساره وهى تراقبها بهدوء تحاول تفهم تعابير أختها الجامده .. " في وش ؟؟ .." ردت مها من ورا الرواية بدون اهتمام .. " عرسس اللى بعد كم يوم .." كملت ساره كلامها .. " ولا شي .." ردت مها وكان راسها للحين ورا الرواية .. " مهوي ترى ما يصير .. والله مهي بحلوة لا بحقنا ولا بحقهم .. وش بيقولون العرب عنس ..؟؟" سألتها ساره وهى تحاول تسحبها بالكلام .. " ماعلي منهم .. اللي له عندي ريال ياخذ بداله عشره .. " ردت مها بدون اهتمام و وجهها بعده ورا الرواية .. " كيف ماعليس منهم .. تبينهم ياكلون وجهس و وجه هالضعيف اللى ماخذس ويقولون مقصر عليها .." كانت ساره عارفه ان مها بتتضايق من كلامها .. بس تتضايق ذلحين أحسن ماتندم بعدين وتقول ليتنى سويت وما سويت .. نزلت مها الرواية وهى شوي وتدخلها فى حلق اختها من الحرة " تقولين لى الضعيف والعرب ..؟؟ والعرب وينهم يوم طلعت من بيت رجلى مطرودة .. وينهم يوم ربيت بنتى لحالى وماحد نشد عنها كنها بنت حرام .. وينهم يوم احتجت احد يوقف جنبي .. وهالضعيف وينه عن بنت اخوه ولحمه ودمه يوم ولدتها .. لا هو ولا أهله نشدوا عنها .. تبينى ذلحين أهتم لهم والا أنشد عنهم ؟؟ .." انفجرت مها بدون شعور في وجه أختها اللى انبهتت من كلامها وما قدرت ترد إلا بكلمة وحده ثبتت في راسها .. " مطرودة ..؟؟" كررت ساره الكلمه بصوت واطي .. " ايه مطرودة .. واللى طردنى اللى بياخذنى ذلحين .. الضعيف اللي تبينى اتعدل عشان الناس ما تاكل وجهه .. " قالت لها بصوت مقهور وسالت دموعها بدون ماتحس .. ساره انخطف لونها من ردة فعل أختها اللى ماتوقعتها كذا .." وش الموضوع زين علمينى .." قربت ساره منها وسألتها بصوت واطي .. " مابه علوم .. طول عمرس تنشديني ليه انا اخاف منه وليه أكرهه وليه رفضته يوم خطبني .. الانسان هذا ظلمنى بدون سبب .. ظلمنى بس عشان اخوه .. وجاي ذلحين يكمل ظلمه .. عرفتي السبب .." شرحت لها مها وهى مدنقة تمسح عيونها .. هزت ساره راسها بدون شعور وهي تحاول تفهم " وش فيه ظلمس .. فيه شي غير حلالس وحلال الجوري .." سألتها ساره بخوف .. " فيه حساب عمر كامل .. ما ترجعه فلوس ولا حلال .. فيه حساب شك للحين رصيده مفتوح في نفسه .. قاله لي من سنتين .. وللحين أحسه فى نظراته وتصرفاته يكبر كل ما شافني .. شك بيرافقه لأخر العمر صوبي .. شك مادري وش اللي يمكن يزيله من نفسه ؟؟ واللي أكيد بيزيد ذلحين .. وظلم مادري كيف أنا بأنساه ؟؟" ردت مها بحزن وقهر ياكلها من سنين .. " بس مهوي الناس مالها الا الظاهر .. ولو هو ظلمس تراهم مايدرون .. هم بيشوفون تصرفاتس أنتي وبيحكمون عليس أنتي .. مايدرون عن اللي بينس وبينه .. وبتطلعين قدامهم بالشينه لو سويتي اللى في راسس .. وبتغدين علك في حلق اللي يسوا واللي مايسوا .. وأنتي ما تستاهلين هالشي .. وأبوي ما يستاهل منس بعد .. " حاولت ساره تشرح لها بهدوء .. مها ظلت مدنقة تفكر في كلام أختها تدري أنه صح .. بس هي ماتقدر تسويه .. انتهزت ساره فترة الصمت وكملت كلامها " ما قلنا البسي فستان عرس وطرحه .. لكن لازم يكون شكلس مرتب .. عشان تقهرين العدو قبل الصديق .. وتدرين أن الناس يروحون للاعراس عشان يشوفون العروس مهوب عشان الاكل .. وماجد مطمع لبنات واجد .. " قالت لها ساره وهى تضغط على أخر جمله .. " ليتهن ياخذنه ويفكّنى منى .." ردت مها بيأس وهي مدنقه تمسح دمعه نفرت من عينها اليسار .. " مهوي .. البكا والعناد مهو مرجع لس شي ولا هو بماخذ لس حقه اللي تقولين أنه عند ماجد .. وعنادس هذا هو اللى بيضيع عليس كل شي .. أنتى بس بطيبتس وبتصرفاتس الصح صدقيني تقدرين تشيلين أى شك وأى حاجز بينس وبينه .. وأنا متأكده أنه لمن عرفس عدل أنه بيموت في التراب اللي تمشين عليه .." نصحتها ساره .. " خلينى أفكر.. وربس يعين .." ردت مها وهى تضغط على عيونها بايديها .. شافت ساره انه كفايه كلام لليلة .. ودامها بتفكر يعني فيه فرصه توافق .. " زين .. اقوم أرقد أنا بعد وراي دوام بكره .. امسحى وجهس وتعوذي من الشيطان " قربت وباست أختها على راسها وطلعت عنها وهي تحس أنها ضغطت عليها واجد .. بس يمكن هالشي أحسن عشان تخفف من توترها اللى البيت كله ملاحظه .. لفت مها تطمنت على بنتها وطفت الاباجورة وحطت راسها على المخده .. تعوذت من الشيطان وحاولت تنام .. برغم الدموع اللى سالت في الظلام ..
::
::
كانت تحاول تستقر في حياتها مع منصور .. خاصه أنها صارت حامل في بنته والا ولده .. فرحت يوم عرفت انها حامل .. بس فرح مليان خوف من الجاي .. لكن قالت يمكن هالطفل يقدر يجمعنا بشكل أقوى .. ويثبت حياتنا سوا .. ويعوضني عن كل شي تمنيته في حياتي .. كانت منحرجه شلون تبلغه بالخبر.. ويوم قالت له تقبل الخبر بهدوء هذا إذا ماكان برود .. ماكانت ردة الفعل اللى تخيلتها بس قالت زين أنه ما زعل .. بعدها حسته تغير أكثر .. كان يتأخر واجد في الليل .. ليلة الجمعة والسبت يطلع ويقول مع اخوانه والعيال .. لو حاولت تتصل فيه خطه دوم مشغول .. كانت هي فى فترة الوحم وتعبانه حتى أنها تكلمه .. أو تدقق على تصرفاته .. لين كانت ليلة ..
رفعت راسها عن المخده .. كأنها سمعت صوت سيارته .. شافت الساعه كانت قريب 3 الفجر .. طلت من الدريشة شافته في السيارة يتكلم بالجوال .. استغربت وش هالمكالمه الضرورية تالي الليل .. انتظرته .. لكنه تأخر .. ساعه ونص وهي على أعصابها .. حست فيه دخل القسم .. سوت روحها راقده .. سمعته يدخل .. نزل مفاتيحه وجواله على الكومدينو .. صوته يفصخ ثوبه ويقطه على الارض .. دخل الحمام .. رفعت راسها وقلبها يدق بجنون .. نزلت من السرير وراحت لجواله وايدها تنتفض .. دقت أخر رقم .. وحطته على أذنها .. وظلام الغرفة يحيط فيها .. شافت نور .. باب الحمام انفتح .. التفتت بعيون تجمدت فيها الدموع صوبه ...
::
::
::
" هآه وش رايك .." سألته موضي بفخر .. كانت عيون ماجد تدور في القسم بدهشة " وش سويتي أنتى .." سألها بفرح ممزوج بدهشة.. " ما سويت شي .. شوية حركات عشان يكون المكان لايق فيك وفي بنت خالد .. أنت مفكر عمرك رخيص عندنا ؟؟ " ابتسمت موضي وهي ترد عليه .. تغير القسم واجد .. اي تغير بس .. هذا شكله مكان ثاني مختلف .. الصاله صارت أحلى .. الزرع اللى في الزوايا عطاها حياة .. الخداديات المطرزة كانت حلوة .. الزولية اللى في نصها عطت المكان فخامة .. اللوحات كانت حلوة .. الاباجورات .. الشموع .. ماعرف وش يشوف وش يخلي .. دق قلبه وهو يتخيل وش سوت في غرفة النوم ..
طلع معها الدور الثاني .. دخل غرفة النوم .. كانت الاباجورات عاكسة ضوء ناعم على الملحف الابيض الفخم اللى كان على السرير .. قرب منه ماجد يلمسه بشغف .. كان ملمسه ناعم ذكره بملمس يدها يوم عطاها الطيور اللي صادها في النعيرية .. المخدات كانت منثورة عند راس السرير بترتيب رايق .. الشموع على أطراف الكومدينو والفواحات المنتشرة في الغرفة .. الزولية عطت دفء للمكان وكسرت حدة اللون الغالب للقص .. طلع لغرفة الجوري وشاف الألعاب المصفوفة على جنب .. والاباجورة الصفراء على شكل دب حاضن شجرة .. والقصص في المكتبه الصغيرة والزولية على شكل ميكى ماوس بنص الغرفة .. التفت صوب السرير المفرد شافه بدون غطا .. كأنه يشتكى له .. عوره قلبه وصد عنه ..
كانت موضي تراقب تعابير اخوها وقلبها فرحان .. انها قدرت تعوض هالاثنين ولو بشي بسيط عن كل اللى مروا فيه .. حاولت تكون هذي أول خطوة عشان تجمع بينهم ويسكرون صفحة الماضى اللى غطت على ايامهم سنين .. " والله مادرى وش أقول لس يا موضي .." التفت ماجد لاخته عاجز عن التعبير .. " لاتقول شي .. الا أنك راح تبتدي حياتك ان شاء الله بقلب وعقل جديد .. وتترك الماضي وراك بكل اللى فيه .." قالت له موضي برجاء مرسوم في عيونها و وجهها .. " الله لا يحرمنى منس .." كانت نظرته لها كلها محبة وشكر وحنان .. خلت عيون موضي تدمع .. وهى تعرف وش كثر أخوها انظلم في حياته وتعب عشان الكل ومع ذلك كان آخر واحد يفكرون فيه .. " ولا يحرمنى شوفة عيالك قول آمين .." دعت من قلب صادق لأخوها .. " آمين .." رد عليها وهو منحرج .. " يالله هذي بطاقتك وهذي مفاتيح قسمك .. " مدت موضي يدها بالأغراض صوب أخوها اللى ما شبع من شكل القسم للحين .. " خليهم عندس .. " رد عليها .. " المفاتيح باحطها عند أمي .. والبطاقة مالى فيها حاجه فديتك .. خيرك واصل عسى يومي قبل يومك .. " قالت له موضي وهى تمد له البطاقة .. " ابد حلالس .. " التفت ماجد يشوف القسم من جديد .. تغير واجد عن ذاك المكان المظلم اللى شافه أول مارجع من السعودية .. ذا المكان فيه ريحة الحياة .. والوعود المقبلة .. والأمل .. والفرح اللي يتمناه يكتمل ..
::
::
::
مابقى على عرس مها شي .. وهي للحين ماردت خبر لاختها .. وموضي جننت ساره بالتلفونات تبي ترتب كل شي .. دخّلت ساره أمها اللي كلمت أختها وقالت لها أنها مهي بعدله تروح للعرب كأنها رايحه لعزا والا لعشا عادي .. حتى العشا العادي الوحده تعدّل له والناس بياكلون وجهها هي و وجه أهلها .. غير عن أنه بيكون هناك الصديق والعدو .. واللى جاي يفرح واللي جاي يشمت .. والمره العاقل ما تخلى لأحد عليها منقود .. ولو سوت الشي غصب عنها دامه شي يرفع راسها وما يوطيه .. ومها ما سوت شي غلط .. وهذا نصيبها وسالفة أن ماجد أخو رجلها لاهو بعيب ولا هو بغلط .. ولاهو بشي يخليها تخاف من الناس .. هذا نصيبها وماجد الف وحده تمناه .. ولو ما شاف فيها هي شي زود عن غيرها ماخطبها .. وكل اللي تبيه منها أنها ماتخلى لاحد عليها فرصه وأنها تكون مثل ما ربتها وعلمتها مرة(ن) عاقل ورزين ما تطلع منها العيبه ولا الغلط .. سكتت مها و وعدت أمها خير .. وقامت عنها تروح لغرفتها ..
اتصلت موضي في مها قبل العشا باسبوع .. وافقت مها انها تقعد على كرسي عشان الناس تبارك لها .. وحذرتها موضي لاتكون تسوي فيهم مقلب وتقعد بالعباة والنقاب .. ضحكت مها وقالت لها لأ .. بتلبس شي بسيط وماراح تفشلهم .. لكن اشترطت ان ماجد ما يدخل ولا يجلس معاها .. وافقتها موضي .. واتفقوا على التفاصيل ..
" هآآه وش قلتى لها .." سألتها ساره بفضول .. " ابدا .. قلت بالبس شي بسيط بشرط ما يدخل اخوها وهي وافقت .." ردت عليها مها .. " قالت لس وين بحطون الكوشة .." نشدتها ساره بسرعه .. " قلت لها ما أبي كوشة .. مكان مرتب بس استقبل فيه الناس ساعه يباركون وخلصنا .. تقول بيكون في القسم الجديد حق ماجد .." ردت مها وهى ترفع عيونها لأختها بتوتر.. " أريح .. عشان تاخذين راحتس وتكون الجورى عندس .." ردت عليها ساره وهى تلوح بيدها .. " وش عندي بعد .. بتكون جنبي .." ردت مها بعصبية .. " فوق راسس ياختي ولا يهمس بس لا تزعلين .. زين وش بتلبسين ..؟؟" سألتها ساره وهى تفكر وتحط اصبعها على اثمها .. " مادرى بأشوف لى قلابية والا بدلة مرتبه .." ردت مها بدون اهتمام .. " جدتى .. وش قلابيته اللى بتلبسينها .. صاحية أنتي .." فتحت ساره عيونها ع الآخر وهى تسمع كلام أختها اللي يقهر .. " وش تبيني ألبس يا حظي .. " ردت عليها مها وهى تحط يدها تحت خدها .. " فستان وش بعد .. وش رايس باللي خذيناه من الخبر .." اقترحت عليها ساره .. " لا هذا حق عرسس .. وبعدين شغله واجد ما ينفع .." رفضت مها اقتراح أختها .." وانتى تبين تلبسين ساده .. البسي ساري أحسن .." ارتفع صوت ساره وهى ترد على أختها .. " تطنزين ؟؟" قرصت مها عيونها فيها .. " أنا أدري عنس .. شوفى لو ما لبستى فستان بالبس مثلس ترى .. وعساني ألبس خيشه آثامي في رقبتس ترى " حذرتها ساره ..
" سويرة .. اطلعي من راسي .. ترى بأهون عن الموضوع كله .." هددتها مها .. " لا ياختى وش عليه تهونين .. بس والله الفستان حلو وخساره تخلينه لعرسي .. " ردت عليها ساره عقب ما غيرت نبرة صوتها للمسكنه .. " قلت لس لأ .. يعنى لأ .." صممت مها على رايها .. " خلاص بكره نطلع السوق ناخذ لس واحد خفيف.. ونمر نفصل لس عباة بعد .. " قامت ساره تخطط وهى تتكلم مع أختها بنفس الوقت .. " وش له العباة بعد .." سألتها مها مستغربة .. " بتروحين بعباتس القديمة ان شاء الله ؟؟" استنكرت ساره سؤال أختها وشافته عجيب .. " صدقس محتاجه لى عباة .. خير ان شاء الله نشوف بكره .. " ردت مها بهدوء .. وثاني يوم طلعن للسوق .. وخذت لها فستان بيج فاتح قطعتين تنورة وكورسيه مطرز خفيف وعليه شال ستان من نفس القطعه .. وشرت لها صندل عالى فضي غصب يوم حنت عليها ساره تاخذه في المحل .. ومروا محل العبايات وفصلت لها ثلاث عبايات بالغصب كانت شوي وتضرب أختها في المحل .. ورجعوا البيت ماتشوف من الصداع ..
::
::
::
اتصلت ساره على موضى وعلمتها بالترتيبات ..
واتفقن على شكل الكوشه والوانها اللى مقاربة لفستان مها .. وطلبت منها تجيب أغراض مها والجوري وترتبها قبل العرس بيومين على الأقل .. منها تعرف ساره المكان ومنها ماعاد شي يشغلها عن أختها اللى بتكون قنبلة موقوته في ذاك الوقت ..
رجعت ساره لأختها " ترى حجزت الحنايه وبتجي يوم الثلاثاء .." أعلنت بسرعه وهى متخوفه .. " كنسليها .." بكلمه وحده قطعت مها كلام أختها .. " والله مانتى بصاحيه .. ماتبين تحنين .." قالت لها ساره وهي حاطه ايديها على خصرها .. " قلت لس كنسليها .." ردت مها بهدوء وكملت وهى مارفعت راسها عن الدرج اللى تنبش فيه .. " ترى وافقتكم على اشياء واجد لهنا وبس .." قررت وما التفتت حتى على أختها تشوف شكلها .. " بكيفس ياختى .. هذا عرسس أنتي مهوب عرسي .. بعدين مهوي أبي فلوس .. " طلبت منها ساره بخجل .. " كم تبين .." سألتها مها .. " تقريبا خمس الاف .." ردت ساره وهى تشبك اصابعها ببعض .. " وشو له .. " نشدتها مها وهى تشوف شكل أختها المريب .. " ابي أشتري لس هديه " ردت ساره بابتسامه عريضة يوم شافت نظرة الشك في عيون مها .. " الحمدلله والشكر بس .. البطاقة عندس في بوكي في الشنطه والرقم السري بتلاقينه في ظرف صغير معها .." ردت عليها مها ورجعت تدور في الدرج .." فديتس يا احلى مهوي .." قامت ساره وضمت أختها .. " تبيني أروح معس ..؟؟ " سألتها مها .. " وشلون تصير مفاجأة لو رحتى معي يا ذكيه .." ردت عليها ساره وقامت بسرعه عقب ماخذت البطاقة وطلعت .. البنت ذى مهي بصاحيه .. الله يعين اللى بياخذها .. قالت مها في قلبها ..
قامت مها الصبح وما لقت لا أمها ولا أختها .. قالت لها الشغاله انهم طلعوا من بدري .. توقعت مها انهم راحوا السوق .. أفطرت وفطرت الجوري وخذتها لحجرتها .. شغلت لها التلفزيون على الكارتون عندها وهى قامت تشوف كبتها وش ممكن تاخذ معها لبيت ماجد من ملابس .. سبحان الله شلون تتغير الأيام وتختلف .. من اللي كان يتوقع أنها بترجع بيت عمها مره ثانيه عروس عقب ماطلعت منه أرمله .. فرق كبير بين ذاك الوقت وهالوقت .. يمكن غياب الفرح كان الشي المشترك بينهم .. بس .. اللحين تحس بثقل في قلبها .. كأنها شايله حجر في صدرها .. يضغط على أنفاسها قبل ما يضغط على أيامها ولياليها .. مدت ايدها تلمس الملابس المعلقة .. كل ملابسها عاديه .. من زمان ما خيطت شي جديد .. أو شرت لها شي .. كأن الحياة تتوقف لما يتوقف القلب عن النبض .. وقلبها توقف من سنين .. حذفت قلابياتها اللى شافت أنهم أحسن الموجود عشان تروح فيهم لبيت عمها على السرير عشان تحطهم في الشنطة بعدين .. لقت لها كم جلال جديد حطتهم معهم .. فتحت درج ملابسها الداخليه .. صح قديمة بس زينه بعدين من اللي بيشوفها عشان تشتري لها جديد .. تنهدت وسكرت الدرج .. عندها أرواب النوم اللى شرتهم من الخبر مابعد لبستهم .. دورتهم لقتهم في اخر الكبت مثل ما خذتهم من المحل .. طلعتهم من الكيسة وحطتهم معهم على السرير .. كانت تتحرك بشكل آلي وفي عينها دمعه رفضت تنزل .. تدري لو نزلت راح تكون بداية سيل ما ينتهى من الألم .. وفي العمر اللي جاي باقي أنها تبكي كفاية .. المهم اللحين تتماسك عشان بنتها .. وعشان تقدر تواجه الأيام اللي جايه .. هالمره مع انسان تعرفه عدل .. وماراح تكون غشيمة وغبية مثل أول مره .. تعلمت الدرس عدل ودفعت الثمن غالي .. دفعته من عمرها وروحها وقلبها اللى مات لولا رحمة الله .. حفظ لها هالبنت اللى خلت عندها أمل في الجاي من الايام ..
رجعت ساره ومعها أغراض الدنيا وأكياس غريبه من محلات السلام وطقم شنط سفر واكياس محلات عطور عربية وأكياس محل الخياطة اللى حطوا عنده قلابياتها قبل يسافرون النعيريه .. دخلت مها على ساره الغرفه وهى تكوّم الأكياس فوق السرير .. " وش أنتي شاريه .." سألتها مها مستغربة من كثرة الأكياس .. " شوية أغراض .." ردت عليها ساره باختصار.. " طلعت قلابياتس من الخياط ؟؟.. " سألتها مها يوم لمحت كيسة الخياط .. " اي قلابيات ؟؟ ايه قصدس هذي طلع نصها ونصها عقب اسبوعين .. " ردت ساره وهى تفتح الاكياس وتسكرهم .. قعدت جنبها مها ومدت ايدها للكيس حق الخياط .. " وش تسوين .." سألتها ساره وهى تمد ايدها للكيس تخطفه من بين ايدين أختها .. " وجع روعتيني .. وش بأسوي يعني باشوف القلابيات .. " نقمتها مها يوم شافت سوات أختها .. " لا واللي يرحم والديس لاتفكينها خليها في أكياسها عشان ما تعفس .. مافيني بعدين أرتب وأعدّل .." ردت ساره وخذت الكيس بعيد عن مها .. استغربت مها ردة فعل اختها وتركت الكيس الثاني وقامت عنها وهى شايله في خاطرها منها .. " وين بتروحين .. " نشدتها ساره .." بأطلع اشوف أمي واحط غداها .. شكلس لفيتي بها الدوحة كلها وما رحمتيها .." طلعت مها بدون ما تنتظر رد أختها وما شافت ابتسامة ساره وراها ..
عقب المغرب دخلت سارة غرفة اختها اللى كانت مقلوبة فوق تحت .. وشافت قلابياتها وثيابها على السرير وعلى الأرض وحالتهم حاله وأختها حايسه على الأرض بينهم تشل وتحط .. " جايكم قصف ؟؟.." سألتها ساره بتمقت .. رفعت مها راسها لأختها بتعبير اللى مافهم .. " وش بلاس تشوفينى كذا .." نشدتها ساره وهى متكيه على حافة الباب .. " أنتى ما وراس شي غير التمقت ؟؟.." سألتها مها بضيق.. " لا وراى كل خير ان شاء الله .. وخري خليني اشوف .. وين ثيابس اللى بتاخذينها معس .. " سألتها ساره وهى تدخل الغرفة .. تنهدت مها ورجعت تشوف الملابس المكومة قدامها " والله مادري .." قالت وهى تحط ايدها على راسها .. " ذلحين ماتدرين ؟؟ .. يوم أقول لس قومي نخيط لس كم قلابية تلبسينها قدام العرب هبيتي فينى وكليتيني بثيابي .. ذلحين تقولين ما أدري .." ذكرتها ساره بكلامها لها قبل .. رفعت مها راسها لاختها بحزن .. " قومي بس .. خليني أشوف .. " قالت لها ساره و قعدت جنبها تدور في الثياب .. " الله يفشل العدو .. هذا بس اللى ينفع تروحين فيه .." فرزت ساره الملابس وطلعت بس اللى تشوفه ينفع تاخذه اختها لبيت رجلها .. " بس ..؟؟" انصدمت مها يوم شافت الخمس قلابيات اللى اختارتهم ساره .. " وش اسوي لس .. هذي العدله عشان تقابلين فيها العالم .. الباقي شماطيط " ردت ساره وهى تدور بين القمصان وطلعت لها كم تنورة وبلوزة .. " وهذي بالغصب بعد .. بأحط لس معهم كم بدي من اللى عندي " لمتهم ساره في ايدها وقامت بتطلع .." وين بتروحين بهم .." سألتها مها .. " بأعطيهم فاطمة تكويهم عدل وبأحطهم في الشنطة ".. وطلعت عنها .. شوي ورجعت لها بشنطة صغيرة من الطقم الجديد اللى شافته مها وقالت لها " حطي أغراض الجوري هنا .. ملابسها المهمه والباقي تقدرين تاخذيه عقب ما تستقرين هناك .." قالت ساره وهى واقفه حاطه ايديها على خصرها .. " بس هذي شنطتس أنتي .." قالت مها وهى تشوف الشنطة الجديده .. " لأا هذي هديتى لس اللي شريتها من فلوسس .." وابتسمت ساره ابتسامه عريضه .. خلت مها غصب تبتسم " حلال ابوه طالبوه .. هآآه " ردت عليها مها وهى تفتح الشنطه تشوفها .. " أنا مادرى لو أنى مهوب عندس وش سويتي .." قالت ساره وهى تتنهد وترفع عيونها.. " اى والله .. " ردت عليها مها وهى تبتسم ..
::
::
::
كان الوقت يمر وماجد مهو متخيل أنه فى اخر هالاسبوع بينتقل لقسم جديد ولحياة جديدة .. حياة كان يحلم فيها .. بس للأسف تحقق الحلم فى الوقت الضايع مثل ما يقولون .. تنهد ودنق وهو في سيارته .. كان واقف قدام قسمه عقب المغرب يشوفه منور .. عرف ان موضي وسارة هناك يرتبون أغراض مها والجوري .. وبكره موضي بتنقل أغراضه هو.. باقى يومين بس .. ضغط بايديه على دركسون السيارة بدون ما يحس حتى ابيضت مفاصله .. يومين بس .. ويعيش في المكان هذا معها .. مكان واحد بلا فواصل .. ولا حواجز .. الا اللي بيقدر يحطها هو عشان يحمي نفسه لا يضعف .. ولا ينهار وينسى اخوه .. اللى وقف بينهم بأول العمر .. وللحين واقف حتى بعد ما رحل ..
يوم الخميس .. كان الكل مشغول .. موضي في قسم ماجد ترتب كوشة مها .. وتدخّن غرفة النوم وتعطرها للمره العاشرة خلال اليومين اللى طافوا .. وفهد وتركي برا يشرفون على ترتيب الطاولات والبوفيه .. وماجد ومحمد في الصالة اللى حجزوها حق عشا الرياجيل يتأكدون من كل شي .. ومها ..
كانت مها تعيش ذكريات يوم شبيه بهاليوم .. بس الأول كان بقلب بارد واليوم تعيشه بقلب مهموم ونفس خايفه وقلب واجف .. اتفقت موضى أن مها تجى عقب صلاة العشاء عشان ترتاح وتاخذ وقتها قبل يسلمون عليها الضيوف .. وكلها ساعه أو اقل وتخلص منه هالصدعه كلها ..
العصر طلعت مها من الحمام بعد ما خذت لها شاور ..
وكانت تنشف شعرها يوم دخلت عليها سارة .. " وين الجوري .." سألتها مها .. " راقده .. مهوي ترى الكوافيره برا .." قالت لها ساره .. " اى كوافيرة ؟؟ " التفتت مها لاختها باستغراب عقب ماكانت معطيتها ظهرها .. " اللي بتسوي لس شعرس ومكياجس .. " طاحت من يدها الفوطة وهى تسمع كلام ساره .. " ومن اللي قال لس انى باتمكيج والا باسوي شعري .." سألتها مها بغضب .. " حنّا وقلنا ماتبي بكيفها .. لكن وشلون بتلبسين فستان وبتروحين بدون مكياج ولا تسريحة ؟؟" كتفت ساره ايديها على صدرها وهى مستعده تواجه غضب أختها اللى شكلها واصله معها للاخر .. " ما يحتاج ترانى دايما اسوي شعري بعمري ومكياجي انا احطه .. " ردت مها وهى تدنق تلقط الفوطه من الأرض .. " معليه يا بسام فتوح .. هاالمره جاملينا وخلي المره تسوي لس المكياج .. اخلصي عشان يمديها تسوينى عقبس .. " ردت ساره ولا كأنها سمعت أختها تعيي .. " قلت لس مابيها .. خليها تشتغل لس أنتى وتخلص .. " صدت مها عن أختها تنشف شعرها .. " مالى شغل فيس .. ترانى طفشت منس وأنتى كنس بزر اغصبس على كل شي .. هذي المره جاتس وتفاهمي معها والا اطرديها .. وشوفي .. سالفة انس تروحين كذا شيليها من بالس .. وش بيقولون العرب لمن شافوس .. بيقولون أختها مثلها وأهل أحمد بيكونون هناك .. ترضينها لى .." نزلت دموع ساره وطلعت بسرعه قبل تسمع رد أختها .. تنحت مها شوي مستغربة موقف أختها وحساسيتها الزايده .. دق الباب ودخلت فاطمة وراها الكوافيرة اللبنانيه .. اللى دخلت وسلمت وحطت أغراضها وكأن المكان مكانها .. وقربت تفحص شعر مها و وجهها وتمدح تقاطيعها وبشرتها .. مها تفشلت تقول للمره اطلعى مانبيس عقب ماتعنت وجات .. وبدت اللبنانيه تفتح شنطتها وتظهر العدة ومها بالها مشغول مع أختها .. استأذنت منها وطلعت شوي .. دخلت حجرة ساره لقت الليت مطفى والجوري راقده على السرير بين المخدات .. راحت للحمام دقت الباب شوي شوي .. " السوري .." نادت أختها .. كانت تسمع صوت الماء بس .. " السوري .. ردي علي أنتى بخير .." سألتها بصوت خايف .. كانت ساره تضحك فى الحمام على التمثيليه اللي سوتها .. يوم سمعت صوت مها يناديها من برا تعبرت وهى ترد عليها " أنا بخير .. " .. " السوري فديتس اطلعي .. واللى تبينه بيصير .." تنهدت مها وهى توافق غصب .. قعدت السوري ترقص تحت الشاور .. " سوي اللى تبينه .. أنا تعبت معس .." ماقدرت ساره الا تكمل تمثيليتها على أختها .." سويرة خلصنا .. اطلعي خل المره تسوي شعرس وتضبط مكياجس عشان ما نتأخر .." قالت مها .. " مانى بمسويه شي قبلس .. إن سويتي سويت والا مالازم خلي الدريول يرجعها .." كانت ساره تدرى ان مها بترضخ لها .. تنهدت مها " اخلصي زين انا باسبقس .. لا تأخرين " قالت مها وهى تطلع من حجرة أختها .. كتمت ساره ضحكتها وهى مستانسه ان اللى في بالها صار .. وبدت تغسل شعرها بسرعه .. رجعت مها للكوافيرة وطلبت منها تبتدي فيها على بال ماتخلص أختها .. دخلت عليهم فاطمة بدلة شاهي وصحن بسكوت وفطاير .. سألتها وش لون فستانها طلعته مها لها من الكبت .. وبدت المره شغلها في مها ..
::
::
::
وفي ليلة الفرح .. كانت الصاله مليانه بالضيوف .. من معارف ماجد في البنك ومعارف أبوه وجماعتهم .. كان واقف في نص الصاله وابوه عن يمينه وعمه عن يساره .. وتركي وفهد بين الضيوف يستقبلون ويسلمون .. ويمرون على ماجد يقطون عليه نغزة ويمشون .. كان ماجد تعبان من كثر ما قام وقعد عشان يسلم .. حس ان ريقه ناشف وانه من سنه ما شرب ماء .. انتبه لغرشة الماء اللى قدامه لقاها فاضيه .. التفت للى قدام ابوه وعمه وكانوا بعد فاضيين .. رفع راسه يدور تركي .. اللى انتبه له وجاه بسرعه " هآآه وش فيك .." سأله تركي وهو يبتسم .. " ياخي عطوني ماء ذبحنى الظما " قال له ماجد بصوت واطي .. " لعنبو غيرك قربه .. تراك شربت ثلاث غراش قدامك وانت ماتحس .. بسك .." رد عليه تركي وهو يضحك .. " تريكي .. عطنى ماء قلت لك .. " كرر ماجد كلامه بصوت واطي وهو مسوي معصب .. " مهوب منك .. يا المعرس .. زين اصبر باجيب لك ماء .. والا اقول لك ماتبي بيبسي أحسن .." قرص ماجد عيونه في تركي اللى راح وهو يضحك على خويه ..
::
::
::
جهزت مها وسارة والجوري .. تأكدت مها قبلا لا تطلع أنه مهو مبين شي من مكياجها ولا شعرها وركبت السياره وركبت معهن فاطمة .. لان منيرة سبقتهم لبيت ابو محمد عشان تكون مع ام محمد فى الأستقبال .. كان قلب مها يدق ولا دق الطبول .. تحس الخوف شلّ كل احساس فيها ماعادت تشعر بأي شي بس ببرودة خفيفة تسري على طول ظهرها .. وصلوا بيت عمها وكانت الحديقة منوّرة والمعازيم موجودين .. بعضهم واقف يسلم وبعضهم قاعد يتقهوى .. ساره وصت الدريول يلف من ورا الحديقة مثل ماعلمتها موضي عشان يجون قدام باب القسم حق المعاريس وتنزل مها براحتها عشان ما يزعجونها المعازيم .. وما أمداهم وصلوا باب القسم الا كانت موضي و روضة قدامهم وكل وحده متغطيه بجلال عشان الدريول .. نزلوا مها ودخلوا معاها داخل ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك