رواية فاطمة وأخواتها البنات -2
هذا ما سنعرفه في الجزء السابع
الجزء السابع
حينما قرأت فاطمة الورقة التى أتت من المحكمة لم تصدق ماقرأته وكاد أن يغشي عليها وأمسكت بالورقة وهى تحاول أن تخفيها عن أختيها ولكن الفضول جعل ندا تسألها عن الورقة وما فيها وجلست فاطمة وهى مشدوهه غير مصدقة والحيرة تقتلها هل تخبر أختيها بما في الورقة ؟ أم تجعل الأمر في نفسها حتى تتأكد من صدق ماجاء بها ولكن أنتابت ندا لحظة ضيق وقامت وأختطفت الورقة من يد فاطمة وبعد أن قرأتها أنتابتها نفس الدهشة وشهقت شهقة وكأنها شهقة الموت وهنا أعلنت فاطمة عن محتوى الورقه فهي من أمرأة تدعي نجوى تطالب أبو فاطمة بنفقة شهرية حيث أنه متزوج منها منذ سنة تقريبا وهذا إعلان من المحكمة بموعد الجلسة الذي تحدد له بعد شهرين .
أنهارت البنات الثلاث وهن غير مصدقين وأكدت لهما فاطمة أن الأمر فيه خطأ فليس من المعقول أن يكون أباهم متزوج من أخري بعد وفاة أمها ولكن دعاء بعد أن أستوعبت الصدمة ذكرتهم أن ابوهم كان يتغيب كثيرا عن البيت ولم تكن هذه عادته قبل وفات أمهم ولكن فاطمة قاطعتها وطلبت منها ألا تشك في أبوها وبدأت فاطمة التفكير ماذا تفعل هل تتصل بأبيها وتسأله أم تذهب إلي هذه السيدة وتعرف منها الحقيقة ووجدت أنها أمام موقف صعب كيف تواجه أبوها ؟ وقالت في نفسها معقول أبعد كل هذا يفعلها ويتزوج ولا يخبرنا ويسافر ونحن نواجه المشاكل بدأت فاطمة تشعر بإهتزاز صورة أبيها بداخلها وقررت أن تذه الي عنوان هذه المدعية بزواجها من أبوها وتعرف الحقيقة ولم تخبر أختيها بما أستقر عليه رأيها
وفي اليوم التالي لم تذهب الي المدرسة وبحثت عن عنوان هذه السيدة وقابلتها وأكتشفت ان هذه السيدة تعرف أسمها وأسماء أختيها وتعرف كل شئ عنهم وبدا من كلامها أنها إمراة طيبة فقد قابلت فاطمة بود وترحاب ولكن فاطمة كان بداخلها غضبا من هذه السيدة وأطلعتها علي وثيقة الزواج وأنها فعلا متزوجه من أبوها بعد وفاة أمها بشهور قليلة وطلبت فاطمة من زوجة أبيها ألا تستمر في القضية وسوف تدبر لها النفقة التى تكفيها بطريقتها ووعدتها أمرأة ابوها بالسكوت عن القضية لو أرسل زوجها مايكفيها من معيشة وعادت فاطمة الي البيت محملة بالهم والحزن والدهشة لما يحدث لها ولإخواتها وقررت ألا تخبرهما بما حدث وما شاهدت وحتى لاتهتز صورة أبوهم في نظرهم وستقول أن الموضوع كان خطأ في الأسم وبدأت تفكر كيف ستتكلم مع أبوها وكيف ستواجهه ولكن لم يكن أمامه من حل إلا أن تخبره وتعرف منه كيف سيتصرف وذهبت الي السنترال وطلبت أبوها وأخبرته بما حدث ولم ينكر الأب أنه متزوج ولكن كانت دهشته أن ترفع عليه قضية نفقة وهو يرسل لها كل شهر مصاريفها وبعد جدال ونقاش وبكاء فاطمة طلب أبوها منها ألا تتصرف وتدعه هو يتصرف وأنتهت المكالمة بينها وبين أبوها وهى تسترجع كل مادار وكيف حدث هذا الزواج ولماذا أخفي عنها وهى قد تحملت معه الكثير منذ مرض أمها وحتى بعد وفاتها فكانت ألأم والزوجه ولم تبخل بجهد من أجل إسعاد الجميع .
عادت فاطمة الي البيت وجلست مع نفسها وحضرت ندا ودعاء من المدرسة وسألاها لماذا هى حزينه والأمر قد أنتهى ولكن فاطمة كعادتها قامت وبدأت في تجهيز الطعام وطلبت منهما أن ينتبها لدروسهما ولايفكرا في شئ ومرت الأيام علي فاطمة وأخواتها بلا أى مشاكل والأمور كلها طيبة فهى توفر كل سبل الراحة لندا ودعاء وتذاكر دروسها ومرت السنة الأولي من سفر أبوهم ونجحت فاطمة وندا ودعاء وبهذا فاطمة أنهت دراستها الثانوية وحصلت علي مجموع كبير وأخبرت أبوها بنجاحهم ووعدها بأنه سينزل قريبا وسوف يحتفل معهم بالنجاح وكانت فاطمة مشغولة علي رامي فهو لم يحاول الإتصال بها طوال الشهور الماضية وأكتفي بإرسال سلامه لها مع أخته مريم وتمنت فاطمة أن تراه وأن تسمع صوته ولكنها تذكرت وعدها لأبوها وكتمت ما بنفسها في داخلها وأستيقظت في اليوم التالي علي بوكيه ورد أرسله لها رامي وعليه كلمات قليلة
أوفيت بوعدى معك أحبك يافاطمة
مبروك النجاح
أحتضنت فاطمة الورد وقبلت الورقة والكلمات وكأنها تفرح لأول مرة في حياتها وتمنت في نفسها لو كان هو مكان الورد وضمته الي صدرها وتراقصت علي نغمات أغنية بالراديو وهى تحتضن الزهور وتتنقل من مكان الي مكان بفرحة الي أن ألقت بنفسها علي السرير وبحضنها الورد والورقة وهى تحلم بيوم خطوبتها علي رامى حين يعود أبوها من السفر
فهل يتحقق حلمها ؟
أم ماذا يخبئ القدر لفاطمة ؟
الجزء الثامن
كانت ليلة جميلة قضتها فاطمة وهى تحتضن أحلامها بين ضلوعها وهى ممسكة بالورقة التى أرسلها لها رامي وأحست أن الدنيا قد بدأت في مصالحتها وأن السعادة قد أقتربت منها بعد غيابها عنها منذ فترة طويلة إستيقظت فاطمة من نومها وقلبها منشرح وجلست مع أختيها وأخبرتهما بأن أبوهم سوف يأتي قريبا وأنها سوف تقدم أوراقها في كلية الهندسة فهذا كان حلمها ولايزال وبطريقة ندا المرحة سألت فاطمة عن رامى فهل ستقبل الخطوبه وتبقي خمس سنوات تدرس وهل سينتظر كل هذه السنين ولكن فاطمة كانت حاسمة في ردها وأوضحت لها أنها لن تتنازل عن حلمها في أن تكون مهندسة وإذا كان رامى يحبنى عليه أن يصبر لأنى لن أقبل أن أترك دراستى وأبقي في البيت وتعجبت ندا من فاطمة وذكرتها بأنها تحب رامى ولكن فاطمة قالت لها وهو يحبنى فلماذا أنا أضحى بمستقبلي ولا ينتظر هو سوف يتفهم ويساعدنى أنا اعرفه وأنهت فاطمة النقاش بإصرارها علي رأيها وكانت تقصد أن تفهم أختيها رسالة أن التعليم والدراسة أولا وبعدها الزواج وهى تتذكر في داخلها وصية أمها .
ومرت الأيام وقد أتصل أبوها وأخبرهم بموعد وصوله وأهتمت فاطمة بتجهيز غرفة أبوها وأعدت له أستقبالا من طعام وحلوى صنعتها بيديها وفي الموعد المحدد جاء الأب وكان اللقاء جميلا فهاهو الأب يعود ويحتضن بناته ويدللهن ويحكي لهن عن معاناته في الغربة وكيف كان يدبر كل قرش من أجل سداد الدين الذي في رقبته وأن الحياة ستعود كما كانت وبينما هو في سعادته معهن إذا بدعاء تسأله عن زوجته وماذا فعل معها وتجهم الأب وكأنه لم يتوقع أن تسأله صغري بناته هذا السؤال وفاطمة تنظر لدعاء نظرة غيظ وكأنها تستنكر هذا السؤال منها وأن هذا ليس وقته وبدا علي الأب أنه لم يكن لديه إجابه عن هذا السؤال وحاول أن يغير الموضوع وأحست فاطمة أن هناك مايخفيه الأب عنها فقد وعدها أنه سوف ينهى الموضوع وسكوته معناه أن الموضوع لم ينتهى كما تصورت وأنتهت الليلة الأولي بهدوء وأصبح مايشغل بال فاطمة هو مقابلة رامي لوالدها وهل سيقبل أبوها برامى خطيبا لها وجلست تفكر هل تفاتح أبوها بموضوع رامي أم تنتظر حتى يقابله ويعرض عليه الزواج وهدأت نفسها ونامت وهى تتمنى أن يقبل أبوها به زوجا لها وفي اليوم التالي ذهب والد فاطمة وقابل أبو رامى ودفع له دينه وشكره وأخذ منه الشيكات وبينما هو في طريق عودته الي البيت لقيه رامى وكان يتتبعه من بعيد حتى خرج من محل أبيه وطلب منه أن يسمح له بزيارته في بيته ورغم الدهشة التى بدت علي وجه والد فاطمة إلا أنه وافق وحدد له السادسة مساءا من نفس اليوم فوالد فاطمة لم ينسي كيف تصرف رامى معه يوم وفاة زوجته بالمستشفي وكيف كانت وقفته رجوليه بمعنى الكلمة .
عاد والد فاطمة الي البيت وأخبر فاطمة بما فعله من تسديد الدين وماطلبه رامى من حضوره وتهلل وجه فاطمة وفرحت والإبتسامة أضاءت وجهها ولاحظ أبوها هذا وأحس أن الأمر الذي سيأتي من أجله رامى يخص فاطمة ونظر لها وقال كبرتي يافاطمة وأصبحتى عروسة وبدا الخجل علي وجهها وأحمرت وجنتاها وأنطلقت لغرفتها فرحة مسرورة فقد شعرت أن والدها سيوافق وأن حلمها أوشك ان يتحقق كلها ساعات قليلة والفرح يعم البيت وقامت تعد مالذ وطاب لحبيب القلب فموعد قدومه قرب ولابد ان تستعد وتهئ نفسها وتلبس احلي ماعندها من ثياب وتتزين وكانت قد أخبرت ندا ودعاء وعمت الفرحة قلوبهن وبدت فاطمة وكأنها طفلة صغيرة تتحرك بخطوات راقصة رشيقة والفرحة تملأ وجهها وكلما مر الوقت تنظر الي الساعه لعلها قد أقتربت من موعد الحبيب إلي أن دقت الساعه تعلن عن وصول رامى حبيب القلب ويفتح له أبوها ويدخله الي غرفة الإستقبال وفاطمة تتلصص عليهما من وراء الباب وهى لاتصدق أن هذا تحقق وأن رامى قد أوفي بحبه قبل وعده وجرت فاطمة الي أختيها وأخبرتهما بأن رامى قد حضر ونظرات الشقاوة في عيون البنات في هذا الموقف واضحه وأعدت فاطمة الشاي وبعض ما أعدته من حلوى خصيصا لرامى وهى في زينتها وأستأذنت بالدخول وما ان رأها رامى ونظر لها وهى تقدم له الشاى وجاءت عينه في عينها وأرتبكت وأهتز الفنجان في يدها وكاد أن يسقط لولا أن رامي قام وأمسك الفنجان منها ولامست أنامله أناملها وزاد خجلها وأسرعت وخرجت من الغرفه قبل أن يكتشف أبوها مابها ولكن قلبها لم يسمح لها أن تبتعد وظلت خلف الباب تنظر إليه ولايراها فهى تريد أن تملأ عينيها منه فهى لم تره منذ فترة طويلة وسمعت فاطمة رامى وهويطلب يدها من أبوها وكأن قلبها لم يقدرعلي الفرحه فأسرعت لغرفتها وألقت بنفسها علي سريرها واختيها حولها يداعبنها ويغلسون عليها وماهى إلا دقائق معدودة وأحست أن اللقاء قد أنتهى وأن رامي غادر البيت وبقيت فاطمة في لهفة أن يفاتحها أبوها في الموضوع وأن تعرف ماذا كان رده علي رامى وبعد أن تناول الجميع طعام العشاء طلب والد فاطمة منها أن تلحقه بغرفته فهو يريد أن يتكلم معها وتوجهت فاطمة لغرفة أبيها بعد أن قامت بإعداد كوب الشاي له كعادتها قبل أن يسافر ودخلت عليه وأجلسها أمامه وأخبرها أن رامي قص عليه ما كان بينكما ولم يخفي شئ وطلب يدك ولقد وعدته أن أرد عليه بعد أن أتشاور معك وها أنا أسألك ما رأيك ونزلت كلمات ابوها عليها وكأنها ذابت في داخلها من الكسوف والخجل ولكن ابوها رفع رأسها وقال لها لاتخجلي أريد أن أسمع منك وكيف ستوفقين بينه وبين دراستك وهنا نطقت فاطمة وأخبرته ان الدراسة هى أساس حياتها وعلي رامى أن يفهم ذلك ويمكن أن تكون هناك خطوبه ولفترة ثلاث سنوات وبعدها نري مايحدث وأفهمت أبوها أن يعرض الأمر علي رامى وأن هذه هى رغبتها وشرطها ووافقها أبوها علي ماقالت وأخبرها أنه سيخبر رامى وسيري مايقوله رامى وبعد أن أنتهت فاطمة من كلامها توقف أبوها عن الكلام وكأنه يفكر في شئ يريد أن يقوله ولكنه متردد فسألته فاطمة هل تريد ان تخبرنى بشئ ياأبي ؟ فقال لها فعلا لدى ما أقوله وأنا منذ وفاة والدتك وأنا أعتبرك كل شئ لي في هذه الدنيا وأخبرها أن زواجه من نجوى كان زواجا طبيعيا وأنه اخفي عنها وعن أخوتها حتى لايجرح مشاعرهم ولكنك الأن قد كبرت ويمكننى أن أتحدث معك بما في نفسي فأنا لم أطلقها وأنا محتاج لها وعليك أن تفهمى ندا ودعاء أن هذا طبيعي وأن لي أحتياجات لا تعطيها لي إلا زوجه وقد وجدتها ولكن مافعلته عندما أشتكت في المحكمة كان بسبب أنى أهملتها بسبب الظروف التى مرت بي قبل السفر وأنا الأن سوف أرتب أموري علي أن اكون معها أياما ومعكم أياما أخري وكانت فاطمة تستمع لإبوها وهى غارقه في التفكير كيف ستكون الحياة بهذا الشكل الذي يريده أبي كيف سأتفرغ لدراستى وكلية الهندسة تحتاج وقت وجهد كبير وفي نفس الوقت سأتحمل مراعاة أخوتى تكلم نفسها ولا يسمعها أبوها الذي فكر في نفسه ولم يفكر فيها وماتحملته بغيابه عن البيت طوال سفره تقول في نفسها ياربي أما آن لي أن اعيش حياتي ! ولم تستطع فاطمة أن تناقشه وسكتت عن الكلام وأومأت برأسها بمايعنى هذا قرارك يا أبي أفعل ماشئت وهذا قدري أقبله وليعيننى الله عليه ووعدها ابوها أنه سوف ينقل رغبتها إلي رامي وكأنه يريد أن يعيد إليها الإبتسامة التى أختفت من وجهها بعد كلامه عن زواجه وما ينوى فعله
فهل سيقبل رامي شرط فاطمة أم أنه سيغيررأيه
هذا ما سنعرفه في الجزء التاسع
الجزء التاسع
إستطاع رامي أن يتفهم رغبة فاطمة في إستكمال دراستها وكان مرحبا بهذا الشرط وأتفق أبوها مع رامي أن يحضر مع والده لطلبها بشكل رسمى وللإتفاق علي التفاصيل وفعلا أخبر رامي والده بما فعل وأنه ينوى الزواج من فاطمة وبعد صراع طويل ومناقشات حاده بين رامى وأبوه وتدخل مريم إستطاعوا إقناع الأب بأن مابين رامي وفاطمة عاطفة جميلة وأن رامي لن يتنازل عن الزواج منها وكانت إعتراضات والد رامي علي فاطمة أنه كان يريد الزواج منها في يوم من الأيام فكيف يوافق علي زواجها من إبنه بعد هذا ولكن مريم أقنعته بأن هذا كان في الماضي وأنتهى وأن فاطمة مثل إبنته مريم فهل يرضى أن يقف في طريق سعادتها أحد وكانت حجة مريم قويه وأستطاعت أن تحنن قلبه ووافق علي أن يخطب فاطمة لرامى وتحدد موعد التقدم لفاطمة كما طلب أبوها وكانت فرحة فاطمة عندما قصت مريم عليها ما حدث وأن الجميع موافق وسوف تكون أخت لها وعمت الفرحة والسعادة بيت فاطمة وشعرت فاطمة بأنها صبرت وتحملت كثيرا وهذه هى مكافأة ربها لها علي صبرها وأستعد الجميع لحضور العريس والحبيب الذى أنتظر كثيرا لتحقيق حلم حياته وتم اللقاء وأتفق الجميع علي أن تتم الخطوبة بعد أسبوع ويكون الفرح في بيت فاطمة رغم أعتراض والد رامى كان يريد أن يتم أقامته في احد النوادى أو القاعات ولكن والد فاطمة أصر علي رأيه نظرا لظروفه المادية ولن يكرر مأساته في الإستدانه من أحد وأخيرا سلم والد رامي لطلب أبو فاطمة وهكذا تحقق الحلم الجميل الذي كان يراود فاطمة لأكثر من سنه ونصف وبعد إنصراف رامى ووالده وتهنئة أخواتها ووالدها لها دخلت فاطمة إلي غرفتها ووقف أمام صورة أمها وتنظر إليها وكأنها تريد أن تقول لها ليتك أمى كنت معى أحتاجك يا أمى فهذا هو يوم إحتياجى إليك ونزلت دمعه من عينيها وبينما هى علي هذه الحالة مستغرقه في حديث النفس مع أمها تدخل عليها ندا وتشاهد دمعتها فتمسحها لها وتأخذها في حضنها وتهدئ من نفسها وتسري عنها وتذكرها برامى وكيف كان شكله جميل وأستطاعت أن تخرجها من حالة الحزن التى دخلت فيها .
وجاء موعد الخطوبة وكانت الحفلة رائعه وسعد الجميع وحضر الأهل والأقارب من الطرفين وكانت فاطمة في أبهى صورة والبسمة لم تفارق وجهها ورامى لم يترك يدها طوال الحفلة وأنتهت الحفلة وطلب رامى من والد فاطمة أن يسمح له بالخروج مع فاطمة ومعها ندا ودعاء ومريم ليقضوا وقتا جميلا في باخرة سياحية علي النيل ولم يستطع والد فاطمة أن يرفض طلب رامى بعد أن رأى عيون فاطمة وكأنها ترجوه أن يوافق وفعلا توجهوا جميعا والفرحة تملأ قلوبهم الي الباخرة وفي جو شاعري علي النيل وجلست فاطمة ورامى بجوار بعضهما وأنطلقت الفتيات الي طاولة أخري بجوارهما وكان قلب فاطمة يكاد لايصدق مايحدث. أخيرا وأمام الناس هاهى مع حبيبها التى تمنته في نفسها وهاهو من حافظ علي وعده معها ولم يخن عهده ووعده وقضي الجميع سهرة جميلة تخللتها ملاطفة البنات لفاطمة وأحيانا كانوا يغلسون عليها وعلي رامى وأخيرا أوصلهم رامى الي البيت ومرت لحظة أنفرد رامي بفاطمة وهو يمسك يدها قبل أن يتركها أمام الباب وكأنه يريد أن يقبلها ولكن أحس من عيون فاطمة أن هذا مرفوض وإن كانت تريده أن يفعلها وودعته بإبتسامه وحرارة أنطلقت من يدها إلي قلبه في مصافحة وكأنها معانقة وأحتضان .
مرت الأيام والأسابيع وكان والد فاطمة قد نفذ كلامه تجاه زوجته وبدأ يتغيب عن بناته ويتركهم بعض الليالي وقد تقبلت البنات هذا الوضع إرضاءا لوالدهن وأصبحن متعودين علي هذا الأمر وكان أبوهم قد عاد لعمله فكل ماجمعه في سنة الغربة قد سدد به دينونه ولم يتبقي منه شئ إلا القليل وتمر الأيام والشهور وتلتحق فاطمة بكلية الهندسة وهو الحلم الثانى لها يتحقق وإحساس الرهبة بداخلها فهى المرة الأولي التى ستعيش في مجتمع به شباب وفتيات وستتكون صداقات وعلاقات وعليها أن تحدد أسلوبها في التعامل مع هذا المجتمع الجديد وقررت ألا تصادق شباب وأن تهتم بدراستها وأن تحصل علي أعلي الدرجات ليتكون لديها حلم جديد أن تكون يوما ما عضوة في هيئة التدريس في الكلية وهكذا حددت هدفها وأصبحت كالنحلة لاتترك محاضرة أو معمل إلا وتحضره ورغم ظروف حياتها الصعبة في البيت وما تتحمله من مسؤلية تجاه أختيها وأبوها إلا أنها كانت مجتهدة وعرفها كل أساتذتها وكانوا يشجعونها علي التفوق وفعلا كانت لاتنام إلا قليلا وتستيقظ قبل الفجر وتصلي وتجهز الإفطار للجميع وتطمئن عليهم وتذهب لكليتها وتعود متأخرة ورغم هذا لم تشتكى من المسؤلية بل كانت تشعر بسعادة بالغة أنها تنفذ وصية أمها وأستمرت تجاهد وتجتهد لتنتهى سنتها الأولي بنجاح وبتفوق فهى ألأولي علي دفعتها وكان رامي يأتي لزيارتها كل يوم خميس ويقضي معهم السهرة ولكنه في الأيام الأخيرة بدا وكأنه لم يعد يهتم بفاطمة كما كان وأحست فاطمة بهذا وكانت تسأله عن سبب تغيره ولكنه كان يتهرب من الإجابه ولكنه ورغم هذا لم يترك موعد دون أن يحضر ولكن الفتور بينه وبين فاطمة بدا للجميع ولاحظت فاطمة إهتمام دعاء برامي وكيف تتبادل بينهما النظرات خلسة ولكن فاطمة لم تعطى أهمية لهذا وأعتبرت أنه يدلل أخته الصغيرة ولكن الهواجس مالبثت أن عادت لها حينما طلبت من رامي أن تخرج معه دون أخواتها ولكنه أصر علي خروج ندا ودعاء معهما وحين أعتذرت ندا لم تعتذر دعاء بل فرحت وهو تمسك بخروجها معهما وبدأت الغيرة تدب في قلب فاطمة ولكنها ليست متأكده وحتى لو تأكدت فماذا تفعل ؟
هذا ما سنعرفه في الجزء العاشر
الجزء العاشر
دب الخلاف بين رامى وفاطمة وخرج رامي دون أن تودعه أو تسلم عليه أحست أنه تغير عليها وأصبح غير مبالي برغباتها وتعنت معها في الخروج معها وحدها ودخلت فاطمة غرفتها وهى تشعر بحزن يملأ قلبها وتبعتها ندا وجلست معها وتكلمت ندا معها ولامتها علي إهمالها لرامي وأفهمتها أنه منذ أن دخلت الكلية وتصرفاتك تجاه رامي تغيرت وحتى أهتمامك بنفسك وأناقتك قد تغير ورامى لاحظ ذلك وأنت غير مهتمة به ولكن فاطمة قاطعتها لابد أن يعرف ظروفي وكيف أوفق بين دراستى وأهتمامى بالبيت وتطلبون منى أن أكون كما كنت لقد تعبت ولم أعد قادرة علي كل هذه المسؤلية وتعرفين ما أعانيه في الكليه ومعظم وقتى بين الكلية والمذاكرة وأنفجرت فاطمة في البكاء وأحتضنتها ندا وربتت علي ظهرها ووعدتها أن تساعدها في البيت وأن تحمل معها المسؤلية وأرادت ندا أن تتكلم عن دعاء ولكن فاطمة أخبرتها أن دعاء تعودت علي الدلع وهى لن تساعد في البيت ألمهم أن تجتهد في دراستها ولا تهتم بغير ذلك وفهمت ندا ماتقصده فاطمة وأخبرتها أن دعاء صغيرة وهى تعامل رامي كأنه أخوها وهى تحس أن ليس لها أخ تتكلم معه وتتدلل عليه وأن ماتشعر به فاطمة ماهو إلا هواجس وليست حقيقة وذلك بسبب الفتور الذى حدث في علاقتها برامى وسمعت فاطمة كلام ندا وهى قد أقتنعت به وهكذا بدا ألأرتياح علي وجه فاطمة وبدأت تفكر فيما قالته ندا عن أهمالها لنفسها وأحست بصدق كلام ندا وقررت أن تهتم بنفسها وأن تتزين لرامى حين يأتى كما كانت تفعل من قبل ومرت الأيام وأستعدت فاطمة لموعد رامي حيث هذا يوم الخميس وهو متعود علي المجئ كل خميس وتزينت وظلت تترقب موعد وصوله ومر الوقت ثقيلا علي نفسها ولم يحضر وأحست بخيبة أمل وشعرت أنها توهمت أنه سيأتي بعد أهملته في المرة الأخيرة وجلست مع نفسها تحاسبها ولكن كبرياؤها يمنعها أن تذهب إليه ولابد أن تجد طريقة تستعيده بها فهى مازالت تحبه وفكرت وأخبرت ندا أن تخبر مريم بأنها مريضة وتسأل عن رامي وفعلا نفذت ندا ما ارادت فاطمة وكلمت مريم ولكن كانت المفاجأة أن رامي قد سافر في مهمة عمل وسيعود بعد شهر وعندما علمت فاطمة تملكها الغيظ وأستشاطت غضبا كيف يفعل هذا معى ؟ أليس لي حق عليه ؟ ألا كان يجب أن يخبرنى قبل ان يسافر؟ وحاولت ندا أن تهدئ من أنفعالها ولكن فاطمة دخلت الغرفة وأغلقتها علي نفسها وألقت بنفسها علي السرير وأنهالت الدموع وأحست بجرح في داخلها وظلت تلعن الحب وما يسببه من الام وحزن وقررت أنها لن تستسلم لعواطفها وستفكر بعقلها ونامت ليلتها والدموع علي خدها ولم تستيقظ إلا علي صوت أذان الفجر وقامت وتهيأت للصلاة وظلت تدعو ربها أن يكتب لها الخير ويهديها لطريق الصواب .
ومرت الأيام والأسابيع وهى في إنتظار رامي وما يمكن أن يحدث بعد هذا الإنقطاع وعدم سؤاله عنها وأحس أبوها بما يحدث لها وسألها عن رامي ولماذا أنقطع عن الزيارة وأخبرته بما حدث منها ومنه وطمأنها ابوها علي أن رامي سوف يحضر فور عودته من السفر وفي مساء أحد الأيام حضر رامى الي بيت فاطمة دون أن تعرف أنه قادم ودخلت غرفتها وهى مرتبكة وحاولت أن تتزين وترتدى أحلي فساتينها ودخلت عليه ومدت يدها له لتسلم عليه ولكن بدا لها أنه يمد يده لها بإستخفاف وكتمت غيظها في نفسها وجلست أمامه محاولة إظهار جمالها وأشراقة وجهها وحاولت أن تعاتبه لكنه قاطعها بحسم أن تنتظر فهو لديه كلام كثير يحتاج منها أن تسمعه ونظرت إليه وطلبت منه أن يتكلم وأخبرها أنه تم نقله الي مدينه بعيده والشركة وفرت له سكن خاص وهو لايستطيع أن يعيش بمفرده ويتمنى أن يتم الزواج وتنتقل معه الي حيث مكان عمله وهنا تغير وجه فاطمة وبدا عليها الدهشة والتعجب وذكرته بالكلية ودراستها وأن هذا كان شرطها منذ البدايه فكيف تطلب منى أن اترك دراستى وأخوتى هل هذا ما أتفقنا عليه وحاولت أن تثنيه عن رغبته لكنه أصر
علي رأيه وكأنها لابد ان تختار بينه وبين دراستها وهنا شعرت أنه يفكر في نفسه وأنه لم يعد يحبها كما كان وطلبت منه أن يمهلها أياما لتقرر ويفكر هو هل يمكن أن يغير رأيه أم سيبقي علي إصراره وأستأذن بعد ان أصبح الجو مكهرب بينهما وأنقطع الكلام وساد الصمت بينهما وخرج وتركها في حيرة من أمرها ماذا عليها أن تفعل ؟
لم تأخذ فاطمة وقتا كبيرا في التفكير فهى تعرف ماذا تريد وإن كان رامى قد أخل بالشرط الذى وافق عليه من قبل فهذا معناه أنه لم يعد يحبنى وأنه يفكر في نفسه وأنتظرت حتى جاء أبوها وأخبرته بماحدث مع رامي وتعجب الأب وسألها عن رأيها وأخبرته أنها لن تقبل أن تترك كليتها وأخواتها وأقتنع الأب برأى أبنته وطلب منها أن تنتظر لعله يراجع نفسه ولكن فاطمة كانت تعرف أن الأمر محسوم ولن يتراجع لأن الحب الذى كان لم يعد كما كان بل تغير وأصبح رامي غير مهتم إلا بنفسه وكأنه أحس أنه تسرع حين وافق علي الشرط وندم وأراد ان يتهرب منه ويرجع عنه .
وفي لقاء سريع لم يستغرق إلا دقائق معدودة أنتهى كل شئ بين فاطمة ورامي وكانت فاطمة قد هيأت نفسها لهذا الموقف فلم تحزن كثيرا وتوجهت إلي ربها أن يقويها ويلهمها التحمل وأن تجعل كل وقتها لدراستها واخوتها ولن تسمح للحب أن يدخل قلبها مرة أخرى وستتفوق في دراستها وتكون ذو شأن في كليتها وخصوصا أن كل أساتذتها يحبونها ويشجعونها
وهكذا مرت التجربة علي فاطمة بسلام وأنهمكت في دراستها وأنتظمت الحياة وبعد أن أصبحت من المتفوقين علي دفعتها للسنة الثالثة فكانت هى الأولي في كل سنة رغم كل ظروفها إلا أن الإصرار علي الهدف الذى وضعته أما عينها لم تفقده أبدا وفي يوم من الأيام أستوقفها مدرس مساعد بالقسم وكانت تعرفه جيدا فكان دائم السؤال عنها ومهتم بها وهى كانت تشعر بذلك ولكنها لم تكن تريد أن تحلم بشئ سوى حلمها الذى وهبت نفسها له وبينما هي واقفة أمامه سألها عن أحوالها وهل تريد منه أى مساعدة وبدأ يلمح لها بإهتمامه بها وأنه يرغب أن يجلس معها ويتكلم وأرتبكت فاطمة ولم تعرف كيف ترد عليه وبدا عليها الخجل وأخبرته انها تقدره وتقدر مساعدته لها وأستأذنت منه وفي داخلها شعور بالسعادة وأحساس جميل ولكنها لاتعرف ماهو سبب هذا الشعور والإحساس الذى أنتابها وعادت فاطمة الي البيت وقصت علي ندا ماحدث فضحكت ندا وداعبتها ربما يكون الحب من جديد الحب الحقيقي وضحكت فاطمة وهى تستنكر مقولة ندا
فهل ستقابل فاطمة الحب الحقيقي أم انه وهم ومن الخيال
هذا ماسنعرفه في الجزء القادم والأخير
الجزء الحادي عشر والأخير
أحست فاطمة بإهتمام أستاذها بالقسم فهو دائما مايحاول أن يختلق أي سبب ليتكلم معهاويسأل عن أحوالها وعندما أستوقفهاعلي سلم الكليه وتكلم معها أحست بشعور غريب ينتابها وخجلت من نظراته إليها وكانت ترد عليه بإبتسامه رقيقة خجولة وقد ألمح إليهاولم يفصح أنه مهتم بها ويريد أن يساعدها حتى تحقق حلمها وتكون معه زميلة في القسم وعندما عادت فاطمة الي البيت وقصت القصة وماحدث علي أختها ندا بدأ حديث العذاري بينهما وداعبت ندا فاطمة وأقسمت ان هذا الأستاذ يحبها وأن تصرفاته تدل علي هذا ولكن فاطمة أستكثرت علي نفسها أن تصدق كلام ندا ورأت ألا تمنى نفسها وتحلم وتعيش الحلم وقد يكون سرابا فهى مازالت تذكر ماحدث لها مع رامي وما سببه لها من ألم وهكذا رفضت فاطمة أن تمني نفسها ومرت الأيام وأقترب منها أستاذها أكثر وكلما لقيها أمامه وإن كانت تبدو مصادفه إلا أن فاطمة تعرف أنه يتحين أى فرصة للقائها وبدأت مشاعرها تتحرك تجاهه وكانت تمر من أمام حجرته بالقسم وتختلس النظرات ومرات تدخل عليه وتطلب منه أن يشرح لها موضوعا من موضوعاته التى كان يحاضرها وهكذا أصبحت اللقاءات بينهما تتعددعلي إستحياء ولكن في مرة من المرات سألها عن حياتها الخاصة وإن كانت قد أحبت وترددت فاطمة وأحست بخوف أن تقص عليه قصة خطوبتها ويتغير رأيه فيها فهى قد تعلقت به وأصبحت حريصة أن تكون صورتها جميلة في نظره ولكن بتشجيع منه وإلحاح قصت له حكايتها وظروفها وما مرت به بسبب من وثقت به وكان أستاذها يستمع لها وكأنه يريدها أن تكمل بـتعبيرات كان يرسمها علي وجهه كى تشعر بالإطمئنان ولا تخجل وعندما أنتهت من الكلام قال لهاأن ماكانت تشعر به تجاه رامى هذا لم يكن حب بل تجربه أولي لسن المراهقة وأقتنعت فاطمة بكلامه وكأنها تريده أن يصدق هو هذا وأعرب لها عن إعجابه بها وأنه متابعها منذ كانت في السنة الأولي بالكليه وأنها لفتت نظره بسلوكها المحترم وتفوقها وظل يمدح فيها حتى أن فاطمة أحست بخجل شديد ولكن كان ما بداخلها شئ جميل شعرت انهاأخيرا وجدت من يعرف قدرها ويحبها فهذا ليس إعجاب كما يقول ولكنه الحب وأصبحت فاطمة تتمنى أن يأتى عليها الصباح لتراه وتسمع منه كلمات كانت تتمنى سماعها كلمات تجعلهافي سعادة باقي اليوم وحتى يأتي اليوم الجديد وكان هو لايبخل عليها بإحساسه ومشاعره وأصبح الأمر واضح أنه يريدها وهى تريده ورغم كل هذا الإهتمام منها بحبه لكنه كان دافعا لها كي تتفوق وتحصل علي إمتياز وتتعين في نفس القسم وتكون بجانبه وكان هويشجعها ويساعدها وفي نهاية العام وقبل الإمتحانات طلب منها أن تستعد بعد الإمتحانات فهناك مفاجأة أعدها لها وحاولت فاطمة بذكائها أن تحصل منه علي أى معلومة عن المفاجأة لكنه وبإسلوبه الجميل ألمح لها انها مفاجأة سعيدة طبعا فاطمة تفهم مايعني ولم تكن في حاجه أن تسأله ولكن كانت تتدلل عليه وأخبرت ندا بما قاله لها ومدىشعورها بالسعادة وحمدت ربها بصوت عالي أنه قد منحها هذا الحب وهذا الإنسان ومن فرحتها قامت وتوضأت وصلت ركعتين شكر لله
ومرت الإمتحانات وأعلنت النتيجة وكالعاده نجحت بتفوق يؤهلها لإن تكون يوما ما جزء من هذه الكلية وتحقق حلمها وهنأها الجميع بنجاحها وتفوقها وجاء وقت المفاجأة التى أعدها حبيبها وبلقاء كانت تنتظره لسنوات أخبرها أنه يريد أن يتقدم لطلب يدها وأن تخبروالدها وتحدد موعدا وأحست فاطمة بأن قلبها يخفق بشدة من السعادة وتمنت أن تصل بأسرع مايمكن الي البيت وتخبر والدها وتحدد الموعد بسرعة وفعلا تحدد الموعد وتقدم لهاوخطبها وتحقق الحلم وأستطاعت فاطمة أن تحافظ علي تفوقها وعلي حبيبها فهما حلمان لم تكن تستطيع أن تتخلي عن أحدهما وتخرجت وعينت بالقسم وتم الزواج وتحققت أحلام فاطمة
تمت بحمد الله
تجميع ورد جوري
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك