رواية فاطمة وأخواتها البنات -1
فاطمة وأخواتها البنات
الجزء الأول
ولدت فاطمة لأب وأم فقيري الحال ويعيشون في أحد الأحياء الشعبية وكانت هي الأخت الكبري لثلاث بنات تليها ندا ودعاء هيالأصغر وكن جميعا في المراحل الأولي من التعليم فاطمة كانت في السنة الثانية في المرحلة الثانوية وكانت مجتهدة في دراستها وتشعر أن عليها مسؤلية الإلتحاق بالجامعه وكان حلمها أن تكون مهندسة وتتخرج لتساعد والدها علي الحياة وتكمل تعليم أخواتها وكثيرا ما كانت تشعر بنظرات أبيها حين ينظر إليها وكأنه يقول في نفسه بحسرة وألم يعينه علي الحياة ويتحمل مسؤلية الأسرة من بعده وكانت فاطمة تعرف هذا وتخفيه بين ضلوعها ولكن كانت عزيمتها قوية وتريد أن تثبت لأبوها أنها أحسن من الولد مما كان يدفعها للسهر علي دروسها وقد نست أنها بنت وماتفعله البنات في هذا السن فلم تعرف المراهقة وأحاسيسها بل أفرغت كل أهتمامها لهدفها ألا وهو أن تثبت لأبوها انها أفضل من الولد وتستطيع أن تقوم بالدور الذي كان يمكن أن يقوم به الولد وكأن القدر كان يهيؤها لما هو قادم .وكانت زميلاتها في المدرسة يحسدونها علي تفوقها عليهم إلا صديقتها مريم كانت قريبة من فاطمة وتشعر بها وتسكن قريبة من بيت فاطمة وكانا يتزاوران أحيانا ولكن كانت مريم أحسن حالا من أسرة فاطمة فوالدها رجل ميسور الحال يملك محلا للملابس الجاهزة وكان عطوفا ودودا وكلما رأي فاطمة مع أبنته يداعبها ويغازلها وفاطمة تضحك معه وتراه في سن والدها وكان لمريم أخ أكبر منها وهو في السنة النهائية بكلية الهندسة وكانت مريم إذا رأته تحمر وجنتاها وترتبك في كلامها وهى لاتعرف ماسبب هذه الحالة ولاحظت مريم مايحدث عند أي لقاء عابر وبمجرد أن يتواجد فيه أخوها تتبدل أحوال صديقتها وحاولت أن تجد تفسير ولكن هي تعلم أن فاطمة خجولة بطبعها ولاتتكلم مع الشباب وأنها لاتهتم بأمور الحب والعشق كما تفعل البنات في مثل سنها ولكن يبدو أن فاطمة لم تكن تدرى أن لها قلب مثل كل البنات يخفق كما تخفق كل قلوب العذاري وتمر الأيام والشهور وبينما هي عائدة من المدرسة وتحتضن حقيبتها المدرسيه وتمشي وعيونها للأرض حياء وخجلا فإذا بها تفاجأ باقدام توقفت أمامها لترفع عينها فتجد رامي يقف متسمرا أمامها والبسمة علي شفتيه وكانت لحظة غريبة علي فاطمة فهذه أول مرة يستوقفها شاب ويبتسم لها وخفق قلبها وأحمرت وجنتاها وأرتعشت يداها وسقطت الحقيبة من بين أحضانها وينحنى رامى ليلتقطها من الأرض وفي نفس اللحظة تكون فاطمة تفعل نفس الشئ وتلتقي ألأعين وتتكلم بما لم تتكلمه الألسن وتتناول منه الحقيبة وتلامس يده يدها ويزداد خجلها وأرتباكها وضربات قلبها وينطق رامي بأول كلمة لها فاطمة أحبك وتسرع فاطمة بالهروب من أمامه وشئ ما قد حدث بداخلها لاتعرف ماهو ولكن أحساس بتغير قد حدث وظلت طوال الطريق تفكر وكلمته تتردد بداخلها فاطمة أحبك فهي لم تعرف الحب من قبل وكانت تسمع زميلاتها يتكلمون عن الحب وهي غير مهتمة وتري أنه كلام خيال ولعب عيال ومافكرت يوما أن يأتيها الحب من حيث لاتدري وعادت فاطمة الي بيتها تحمل بين ضلوعها شيئا ولد بداخلها لا تعرف أهو مايقولون عنه أنه الحب أم هو شئ آخر.
تري كيف ستمر فاطمة بهذه التجربه ؟
الجزء الثاني
ظلت فاطمة تفكر في رامي كيف تجرأ وقال لها كلمة أحبك وبدأت تتساءل بينها وبين نفسها هل فعلا رامي يحبني ؟ أهو صادق أم أنه يقولها ولا يشعر بها وكيف ستذهب إلي بيت مريم وتجد رامي أمامها ؟ كيف ستتصرف معه ؟ أسئلة وأسئلة كثيرة تتردد بقوة داخلها لكنها تشعر بسعاده بداخلها فهذه أول مرة تسمعها من شاب وبينما هى شاردة بفكرها وهى متكئه علي وسادتها وعلي وجهها أبتسامة تدخل عليها أختها ندا وهى تصغرها بعام واحد ولم تنتبه فاطمة لدخول ندا الغرفة فهي في حالة شرود وتبادر ندا وتقول مابك يابطة أراك اليوم علي غير عادتك تدخلين الغرفة وتغلقين الباب ولاتكلمين أحد والآن اجدك سارحه وتنتبه فاطمة لوجود ندا وكلامها وترد عليها وتخبرها بما حدث وما تشعر به وتستحلفها بالله ألا تخبر أحدا بشئ فهي لاتعرف كيف ستتصرف ولكن ندا بشقاوتها المعهوده ردت عليها وقالت لها ياعينى علي الحب أخيرا أعترفتى يابطة بالحب وفاطمة تحاول أن تضع يدها علي فم ندا حتى لا يصل صوتها أو يسمعها أحد وتضع فاطمة رأسها علي الوسادة وتحملق في سقف الغرفة ولكن فكرها قد أخترق جميع الأسقف والحواجز لينطلق لعنان السماء تري مشهد رامي وهو يناولها الحقيبة ويده تلمس يده تظل فاطمة تسترجع هذا المشهد مرات ومرات وكلما أختفي تستعيده من جديد وكأنها أكتفت بهذا المشهد وفي اليوم التالي تلتقي فاطمة بمريم صديقتها بالمدرسة وتحكي لها ما حدث من أخوها رامي ولم تكن مفاجأة لمريم فقد أخبرها أخوها بما فعله وأنه يحب فاطمة وعاتبته ولكنه أخبرها أنه لم يستطع أن يقاوم نفسه و هكذا أصبح الأمر مكشوف بين فاطمة ومريم وأخوها وأختها ندا ولكن فاطمة أحست بإن الحب قد تسلل إلي كيانها ولم تعد تستطيع إنكاره وفي يوم من الأيام تأتيها رسالة من رامي حملتها لها مريم إلي فاطمة وتطوى الرسالة خجلا ولاتفتحها أمام مريم رغم لهفتها الشديدة لتعرف مابها وما أن تعود الي بيتها وتنطلق الي غرفتها حتى تفتح الرسالة وتجد
حبيبتي فاطمة
يا أعز الناس واغلي الناس
كيف أعبر لك عن الإحساس
بحب قد فاق حب كل الناس
فحبك في فؤادى قد سكن
والي هواك قلبي أرتكن
حبيبتي ما أرجوه منك هو أن تصدقينى أني أحبك منذ زمن ولكنى كنت أخفي عنك ولكن ماعدت أستطيع أن أخفي عنك حقيقة مشاعري وقد بقي لي علي التخرج سنة واحده ولن تكونى لغيري . أحبك أحبك أحبك
رامي
قرأت فاطمة الرسالة والسعادة والنشوة تسيطر عليها وتحرك قلبها مع كلمة أحبك وأحتضنت الرسالة بتلقائيه ودون تفكير وهكذا أصبحت أسيرة قصة حب لأول مرة في حياتها وتمر الأيام ويزداد الحب وينمو وتعددت زياراتها لمريم وتلتقي رامي وجها لوجه وبحضور مريم ولا كلام في الحب علي الألسن ولكن القلوب تتحرك والعيون تتكلم بأفصح مما تنطق به الألسن ويدفعها الحب لتجد في دراستها وقد أصبح لديها دافعين الحب وإثبات الذات ومرت الشهور ونجحت ونجح رامي وتخرج من الكلية وغمرتهما السعادة والفرحة فكل منهما قد خطى خطوة علي الطريق ولكن بمرور الأيام تمرض أمها مرضا شديدا ويرتبك البيت وتتحمل فاطمة مسؤلية الأم فأمها أصبحت غير قادرة علي القيام بواجبها وبقي عليها أن ترعي شئون أبيها وأختيها وازداد مرض الأم وأصبح من الضروري إجراء عملية في القلب وتكلفتها فوق طاقة الأب فهو يعمل بائع بأحد المحلات ولم يستطع أن يوفر أى شئ طوال حياته سوى تعليم بناته وتوفير الراحه لهن قدر إستطاعته وأصبح ألآن في محنه لا يعرف كيف سيتصرف فيها وأنقلب البيت من فرحة وسعاده إلي هم دائم فماذا يفعل ابوها أمام هذه المحنة ؟ وكيف ستؤثر تلك المصيبة علي حياة فاطمة ؟
هذا ماسنعرفه في الجزء الثالث
الجزء الثالث
كان لمرض أم فاطمة أثر كبير علي الأسرة وقد تحولت الأيام الي عبء ثقيل علي كاهل الأب وأبنته فاطمة وأصبح لابد من التصرف لتوفير المال من أجل العملية التى ستجريها الأم في القلب وأنشغلت فاطمة عن رامي وعن الحب الذي ولد وكبر خلال شهور مضت وحاول أبو فاطمة أن يجد من يستدين منه من أجل العملية والمبلغ كبير وخطرت فكرة علي بال فاطمة فحبها لأمها يجعلها تفعل أي شئ من أجلها فتوجهت الي متجر والد مريم صديقتها وعندما رأها تهلل وجهه وبدأ يغازلها كما كان يفعل من قبل ولكنه لاحظ أن فاطمة مهمومة وعلي وجهها خجل وكأنها تريد أن تتكلم ولكن لاتعرف كيف تبدأ فسألها عن حالها وحال أمها ووجدت فاطمة أن الفرصة أصبحت متاحة لكي تتكلم فيما جاءت من أجله وأخبرته والدموع في عينيها بقصة أمها وأن أبوها غير قادر علي توفير تكاليف العملية وأن أمها ستموت إن لم تجرى لها العملية وهنا بادرها الرجل وقد بدا من تغير وجهه أنه مرحب بمساعدتها وطلب منها أن ترسل أبوها له ليعطيه مايريد وشكرته فاطمة علي نبل أخلاقه وطيبة قلبه ودعت الله له أن يزيده من نعمه ولكن عندما مدت يدها له لتسلم عليه قبل أن تتركه لاحظت فاطمة أنه أطال في مسك يدها وبطريقة أوحت لها بشئ غريب لكنها لم تعره أهتماما وتركته وعادت إلي بيتها فرحة وسعيدة أنها قد وجدت حلا للمشكلة وهى بهذا تثبت لأبوها أنها أفضل من الولد وأنها تتحمل المسؤلية ودخلت فاطمة علي أمها وألقت برأسها علي صدرها وطمأنتها أنها قد فرجت وستجرى لها العملية وحاولت الأم أن تعرف كيف سيحصلون علي المال ومن أين ولكن فاطمة لم ترغب في أخبارها وأنتظرت فاطمة أبوها حتى يعود من عمله وأخبرته بما صار بينها وبين والد مريم ووعاتبها أبوها علي أنها فعلت هذا بدون علمه وحين شعر بدموع فاطمة تكاد أن تتساقط من عينيها ضمها إلي صدره وأربت علي ظهرها وكأنه يريد أن يعتذر لها وشعرت فاطمة بالسعادة داخلها أنها أستطاعت أن تثبت ذاتها أمام أبوها وعندما أختلت فاطمة بنفسها في غرفتها وبدأ الهم ينزاح قليلا عن نفسها تذكرت رامي حبيبها وكيف سيفهم طلبها من أبيه المال وكيف ستكون صورتها أمامه ؟ هل ستتغير أم ستبقي كما كانت ؟ ولكنها كانت ترد علي نفسها مايهمنى الأن أن يتم أجراء العملية وتشفي أمي .
وفي اليوم التالي ذهب والد فاطمة الي والد صديقتها مريم وعندما عاد أخبر فاطمة أنه قد أعطاه مايلزم لإجراء العملية ولكن فاطمة لاحظت أن أبوها لم يكن سعيدا بل بدا عليه الحزن ولم تفهم لماذا هذا الحزن ولم يخبرها أبوها بشئ سوى أنه قد أعطاه المال المطلوب للعملية ولم تهتم فاطمة كثيرا بهذ الأمر وتحدد يوم العملية وأدخلت أمها المستشفي وفي اليوم المحدد لإجراء العملية تجمع البنات الثلاث وأبوهم أمام غرفة العمليات والأم قبل ان تدخل العملية قد أوصت فاطمة بأختيها وظلت تردد وصيتها لفاطمة وكأنها ستفارق الحياة وفاطمة تحبس دموعها بداخلها وتحاول أن تطمئن امها أنها ستشفي وستنجح العملية وستعود بصحبتهم الي البيت لتعود كما كانت وتغمرهم بحبها وحنانها . كل هذا يمر بخيال فاطمة وهي واقفة مترقبة أمام غرفة العمليات والقلق يتملكها وأبوها يهدئ من روعها ويطمنها وبينما هم كذلك علي هذه الحال تحدث حركة غير عادية فيشاهدون أستدعاء أطباء أخرين وممرضات تسرع الخطى بين الخروج والدخول لغرفية العمليات وتزايد القلق علي الجميع وتكهرب الجو وكلما أرادت فاطمة أو أبوها أن يسأل أحدا فلا يجد إجابه الكل مشغول والقلق يتزايد ومرت أربع ساعات ولازالت أم فاطمة في العمليات والبنات وأبوهم قلقون متوترون وتلتفت فاطمة للجهة المقابلة لغرفة العمليات فتجد شابا متوجها تجاهها ,تقول في نفسها إنه رامي ويقترب أكثر وتتأكد فاطمة من أنه فعلا رامي ويتهلل قلبها وليخفف قليلا من قلقها علي أمها ويسلم رامي علي الجميع ويحاول أن يطمئنهم ونظراته علي فاطمة ولسان حاله يقول أطمئنى فاطمتى أنا بجانبك وفجأة خرج كبير الأطباء وقد بدا لفاطمة أن هناك شئ ما قد حدث وطلب الجراح من والد فاطمة أن يصطحبه الي مكتبه ليخبره بما حدث
فما ياتري ماهو ماحدث ؟
هذا ماسنعرفه بالجزء الرابع
الجزء الرابع
كانت العملية التى أجريت لأم فاطمة في القلب معقدة وأستغرقت أكثر من أربع ساعات وبعد القلق والتوتر الذي ساد الجميع خرج كبير الجراحين من غرفة العمليات وأصطحب والد فاطمة إلي مكتبه وبعد دقائق خرج والد فاطمة والدموع في عينيه ويترنح وشاهده رامي فأسرع إليه وأمسك به قبل أن يقع علي الأرض وهنا علم الجميع بوفاة الأم أثناء العملية وكما قال كبير الجراحين أنها لم تتحمل الجراحة وتلك مشيئة الله وأنهار الجميع وعلا الصراخ ووقعت فاطمة علي الأرض مغشيا عليها وألتف الناس حولها ولكن رامي أسرع وأحضر لها أحد الأطباء لينقلها إلي غرفة بالمستشفي وتجلس معها ندا ودعاء والألم يعتصرهما ويحاول رامي أن يهدئهما ويقوم الطبيب بإعطاء فاطمة حقنة منومة وينشغل الأب بعد أن أستجمع قواه وأصبح عليه أن يواجه الحقيقة علي صعوبتها ويتم عمل الأجراءات اللازمة من أجل الأستعداد لجنازة الأم وتمر ساعات النهار بطيئة متثاقلة علي الجميع والحزن والأسي تملأ النفوس وتفيق فاطمة من حالتها وتواجه نفسها بحقيقة ما حدث وتتذكر وصية أمها قبل العملية وتبكي ولكنها تحاول أن تخفي دموعها عن أختيها فهكذا وجدت فاطمة نفسها وجها لوجه أمام مسؤليتها عن أختين وأب وهى لم تبلغ الثامنة عشر من عمرها وينتهي الجميع من الدفن والعزاء وفاطمة تقوم بدور الأم بنشاط رغم كل الألم الذي بداخلها ولكنها المسؤلية التى تعتقد بداخلها أنها خلقت من أجلها وتتذكر رامي وكيف كانت وقفته الرجوليه معها ومع أسرتها وكيف لم يتركهم وحدهم أمام هذه المأساة وعلي رغم الحزن الذي ساد البيت فكان لفاطمة تأثير كبير علي أنتظام الحياة فيه فقد هيأت نفسها لتقوم بدور الأم والزوجة وتمر الأيام وتنتهى الأجازة وتستعد الأسرة لدخول المدارس وتقوم فاطمة بشراء ملابسها وملابس أختيها وبدا علييها أنها أصبحت أكثر جدية وأفتقد وجهها الإبتسامة التى كانت تزيدها جمالا وأنتظموا جميعا في الدراسة وكلما مرت الأيام تزداد المسؤلية عليها وكانت ندا ودعاء مدللتين من أمهما ولم يتغيرا بعد وفاة الأم وأصبح علي فاطمة أن تفعل كما كانت تفعل أمها معهما وذات يوم عاد الأب من عمله مهموما وكأن وفاة زوجته حدث من جديد وأغلق علي نفسه الغرفة وأستأذنت فاطمة للدخول عليه لتعرف مابه تسأله هل هي قصرت في حقه أم أن هناك شئ آخر جعله بهذا الشكل ولكنه رفض أن يفصح عما بداخله والألم يعتصره وظلت فاطمة تلح عليه وأمام إلحاحها طلب منها أن تغلق الباب وبدأ يقص عليها سبب همه وحزنه وما كان يخفيه عنها وأفهمها أنه حينما ذهب لوالد مريم صديقتها ليستدين منه تكاليف عملية أمها طلب منه أن يكتب له شيكات بالمبلغ متعللا بأن الأعمار بيد الله ولا بد من وجود مايثبت المال الذي سيدفعه وأضطر أبوها تحت ضغط ظروف العملية أن يوقع علي الشيكات وهى بمبلغ عشرون ألف جنيه والآن يطالبني بسداد الشيكات رغم أننى أتفقت معه وقتها أن أسددها علي أقساط وأصبح الآن يهددنى بأن أدفع له المبلغ كاملا أو يتصرف بطريقته وما أن أنتهى والد فاطمة من روايته وأحست فاطمة أن الأمر جد لاهزل هالها ماسمعت وهدأت من أبيها وطمأنته أنها سوف تذهب الي مريم وترجوها أن تطلب من أبيها أن يصبر عليهم ولم يرتاح والد فاطمة لكلامها وكأنه يعرف أن الرجل لن يتزحزح عن قراره وخرجت فاطمة من غرفتها لتجد أختيها ينتظرانها تريدان أن تعرفا ماجري وما سبب حزن أبوهما ولكن فاطمة رفضت أن تفصح عن الحقيقة وأختلقت لهما قصة وهميه حتى لاتزيدهما حزنا وأن ينتبها لدروسهما فتلك هي مهمة فاطمة الأولي مع أختيها وفي الصباح ألتقت فاطمة بمريم علي باب المدرسة وبادرتها مريم وأخبرتها أن رامي يرسل لها السلام وأنه سيأتي قريبا من معسكره في أجازة وشعرت فاطمة بإرتياح شديد بعد أن سمعت بقرب عودة رامي وقصت فاطمة قصة والدها والشيكات وبعد أن سمعت مريم بدا عليها التعجب من تصرف أبيها وأنها لاتعلم عن هذا الموضوع ولامت فاطمة أنها لم تخبرها من قبل بهذا الموضوع ولكن فاطمة أبدت أسفها وأعتذرت لمريم علي ماكان ورجتها أن تقنع والدها أن يعطيهم فرصة لتدبير جزء من المال المطلوب ووعدتها مريم وبشرتها بأنها سوف تحاول مع أبيها لعله يسمع لها ولم تكن تدري مريم كيف يفكر ابيها وما ينوى عمله مع فاطمة ووالدها .
كيف سيكون تصرف والد مريم
هذا ما سنعرفه في الجزء الخامس
الجزء الخامس
حين تكلمت فاطمة مع مريم كان تصورها أنها تستطيع أن تقنع والدها بتقسيط المبلغ علي دفعات مراعاة لظروف والد فاطمة فهو دخله بسيط ولا يستطيع أن يسدد المال مرة واحدة ولكن كانت مريم قلقه من أبوها فهي تعرف أنه عنيد ولا يقبل المناقشه ولكن يبدو أمام الجميع أنه ودود ويحب الناس وعندما تكلمت معه مريم رفض تدخلها وأخبرها أن الموضوع بعيد عن صداقتها لفاطمة ولكن مريم أحست من كلام أبيها انه ينوى شئ ما وعندما ألتقت فاطمة وأخبرتها بما قاله لها أبوها وأنها لاتعرف ماينوى عمله وحزنت فاطمة وأصابتها الظنون والهواجس من تصرف والد مريم وعندما عاد والدها الي البيت تكلمت معه فاطمة وحاولت أن تفهم مايخفيه عنها وكانت المفاجأة التي صدمت فاطمة أن أبوها أخبرها بأن هذا الرجل قد طمع في الزواج منها وأنه أستغل حاجته للمال كى يضغط عليه ويدعي أنه معجب بك منذ فترة طويلة ويريدك زوجة له حيث أن زوجته مريضة ويحتاج لزوجه شابه .
كانت صدمة فاطمة شديدة وأنتابها الحزن ولكن أبوها أقسم لها أنه لن يضحى بها مهما حدث حتى لو أدى هذا الي السجن فالسجن أهون عليه من أن يبيع أبنته ولكن فاطمة كانت تستمع له وهى تبكى وأخفت كل هذا عن أختيها فهي لاتريد أن تحملهما مالا يطيقا وليس بيدهما شيئا يفعلانه وأنفردت فاطمة بنفسها وجلست والحزن والهم بداخلها وتفكر ماذا عليها أن تفعل وكيف ستواجه هذه المشكلة وفجأة بدت صورة رامي أمامها وتخيلت ماذا سيحدث لو علم رامي برغبة أبيه بالزواج منها وما سيكون عليه رد فعله وقررت ألا تذكر هذا لرامي فهي تحبه ولا تستطيع أن تصدمه وتمنت ألا تخبره مريم بالحقيقة ومرت الأيام والخوف والرعب ينتابها من القادم فهل تضحي بنفسها من أجل إنقاذ أسرتها وتتحمل هي المسؤلية أم تترك أبوها يواجه السجن ولكن كيف تتزوج هذا الرجل وأبنه رامي يحبها وهى تحبه .
وفي صباح اليوم التالي ألتقت مع مريم وعلمت منها أن رامي سيعود اليوم ويريد أن يراها ورغم الحزن والأسي في قلبها إلا أن قلبها تحرك وزاد شوقها لرؤيته وأنتابتها حالة من القلق وهى تسأل نفسها هل تخبره أم تكتم عنه كل شئ وأشفقت عليه أن يحدث بينه وبين أبيه صدام وتكون هى السبب وأعدت نفسها للقاء رامي وكانت قد قررت الا تذهب الي بيت مريم كما تعودت في لقائه وطلبت من مريم أن يقابلها خارج البيت وحددت مكان في أحدى المنتزهات وكان اللقاء رغم سعادتها به إلا أنه لقاء تخشاه وتخشي أن يكون رامي قد عرف شيئا عمايفعله أبوه معها وعندما وصلت الي مكان لقاؤهما وجدت رامي منتظرها والأبتسامة علي وجهه وتبسمت له وأمسك يدها وأجلسها بجواره وكانت مفاجأة اللقاء وما كانت تخشي منه فاطمة قد حدث فقد عرفت منه أنه علم بكل شئ وأنه لن يقبل أن يحدث هذا وهو علي قيد الحياة وأنه سيواجه أبوه وليحدث مايحدث ولكن فاطمة طلبت منه أن يفكر قبل أن يتصرف وألا يخسر أبوه من أجلها ووعدها أنه سوف يكون بجانبها ولن يتخلي عنها أبدا وعادت فاطمة الي بيتها قبل أن يقبل عليها الليل وهى سعيدة وقلبها ملئ بالأمل من كلمات رامي لها وبعد أن دخلت غرفتها وبدأ خيالها يجوب في عالمها مع رامي وإذا بأختها دعاء تقول لها ان أبوها يريدها وتدخل علي أبوها في غرفته ويطلب منها أن تغلق الباب كعادته معها فقد أعتبرها زوجته وأبنته وصارت كاتمة أسراره وحاملة همومه وهموم أسرتها وهي مازالت في سن صغير وأنطلق أبوها يكلمها أنه صار أمام أحتمالين وكلاهما لايقدر عليهما إما أن يوافق علي زواجها من هذا الرجل الكبير وفاءا للدين أو أن يدخل السجن وقبل ان ينهى كلامه قاطعته فاطمة وقالت له لاتتعجل الأمور سيفرجها ربي وستحل بإذن الله لكن أبوها أكمل كلامه ليخبرها أنه أصبح لاسبيل أمامه إلا أمرا واحدا ويحتاج موافقة فاطمة وأنه قد يسافر إلي أحدى الدول العربية ليعمل هناك ويحضر المال ويسدد دينه لهذا الرجل ويرحمها ويرحم نفسه وفكرت فاطمة قليلا وأخبرته أنها لاتمانع في سفره طالما أن هذا هو الحل الوحيد ولكن أبوها أخبرها بخوفه عليها وعلي أختيها من غدر الدنيا في غيابه وفجأة وبدون تفكير نطقت فاطمة بكلمة كالرصاصة لحظة أنطلاقها أبي وراك راجل وضحك الأب من قول فاطمة وربت علي كتفها وأحتضنها وقبلها وقال لها أعرف أنك ستحافظين علي ندا ودعاء وسوف أحاول قدر جهدى أن أعود بسرعة بمجرد أن أجمع المال المطلوب وبقدر سعادة فاطمة أن بدا في الأفق حلا لمصيبتهم إلا أن القلق من تحمل المسؤلية أفسد عليها سعادتها وباتت ليلتها تفكر كيف ستتعامل مع وضع جديد سوف يفرض عليها وكيف ستوفق بين دراستها ومسؤليتها عن البيت وعن أختيها ندا ودعاء وهما في سن المراهقة
الجزء السادس
سافر والد فاطمة بعد وداع تبلله الدموع من الجميع وتوصيته لفاطمة وأختيها أن يتحملن المسؤلية ويحافظن علي أنفسهن ولولا محنته لما سافر وتركهن ولكن تلك مشيئة الله وأوصاهم بالمحافظة علي الصلاة فهي ستحميهم وتحفظهم من الاعيب الشيطان وأستطاعت فاطمة أن تدير أمور البيت ولم تعد تفكر سوى في دراستها وأختيها وذا ت يوم وهى عائدة من المدرسة وجدت رامي يقف أمامها في طريقها وما أن رأته حتى أرتسمت علي وجهها إبتسامة ومد يده إليها وسلمت عليه وطلب منها أن تخرج معه فهو يريدها ويرغب في الحديث معها ولكنها أخبرته أنها لن تستطيع رغم أنها ترغب في البقاء معه والجلوس إليه ولكن رامى يتعجب فهذه أول مرة ترفض طلبه وكان ردها عليه أنها أصبحت مسؤلة أمام الله وأمام أسرتها وأن أبوها حملها الأمانه ولن تخون الأمانه ويجب أن تكون قدوة لإختيها وهنا أعلن رامي أحترامه لها ولتفكيرها وأنه يكفيه أن يطمئن عليها من أخته وحتى يعود والدها من السفر ووقتها سوف يتقدم لها وسعدت فاطمة بكلمات رامى وأحست أنه فعلا إنسان يحبها ويقدر مشاعرها وتذكرت فاطمة وهى تقف أمامه موقف أبوه منها ومن أسرتها وسألته عن أبوه وماذا فعل معه وعلمت منه أنه في خلاف مع أبوه وأنه تخاصم معه وأخبره أنه يحبك وسيتزوجك مهما حدث وأن مريم قد وقفت معه أمام ابيه وأخبرته أن فاطمة تحب رامى ورامي يحب فاطمة ورغم إستنكار الأب لهذا الكلام إلا أنه سكت ولم يتكلم وأحست فاطمة من رواية رامي أن الأمور ستنصلح وأن زواجها من رامي سوف يتحقق عندما يعود والدها ويسدد دينه لوالد رامى وودعت رامي وأنطلقت في طريقها للبيت والسعادة تملأ قلبها وبينما هي في الطريق وإذا بها تفاجأ بمن ؟ بدعاء وهى راجعه من المدرسة ولكن المفاجأة كانت لوجود شاب صغير يمسك بيد دعاء والحديث والضحكات تنطلق منهما وتوقفت فاطمة قليلا وتسمرت مكانها والدهشه والخوف بداخلها وفكرت قليلا ماذا تفعل أمام هذا المشهد الذي لم تكن تتخيله أو تتصور أن يحدث أمامها وهداها تفكيرها المتزن أن تتركهما وتتابع من بعيد ما يحدث وظلت هكذا حتى أفترق الشاب عن دعاء وأسرعت فاطمة إلي البيت لتكون في إستقبال أختها وتفكيرها مشغول كيف ستواجه هذا الموقف وهذه هى المرة الأولي التى ستقف فيها وجها لوجه أمام تصرف أختها وهى في سن المراهقة وعادت الي البيت ووجدت أختها ندا قد أعدت الطعام وفي إنتظار أختيها وما أن رأت ندا فاطمة وهى تدخل من باب الشقة ووجهها يبدو عليه القلق والحيرة وسألت فاطمة عن السبب وأخبرتها فاطمة بما شاهدته من أختهما دعاء وهى في حيرة ماذا تفعل معها ولكن كان رد فعل ندا منفعلا ومتأثرا وأقسمت أنها ستضربها إن لم تعود عما تفعله لكن فاطمة بإحساسها بالمسؤلية وبعقلها الذي نضج مبكرا وسبق سنها أعترضت علي تفكير ندا وأخبرتها أن تتركها تتصرف بعقل وتعقل وليس بالشدة فدعاء في سن مراهقة وسوف تعاند وتكذب ولن تجدى الشدة معها وبينما هما يتكلمان فإذا بدعاء تدخل عليهما وتلاحظ توقفهما عن الكلام فتسأل فاطمة عن أى شئ يتكلمان ولكن فاطمة قاطعتها وسألتها لماذا تأخرت عن موعدها وكانت فاطمة تعلم أن دعاء سوف تكذب ولن تقول الحقيقه وأرادت فقط أن تلهيها عن سؤالها لهما وفعلا هذا ماتوقعته فاطمة بفهمها وعقلها الناضج ومرت الساعات ثقيلة علي فاطمة وكلامها قليل وتفكيرها مشغول بكيفية معالجة هذا الموضوع وفي المساء طلبت فاطمة من دعاء أن يجلسا معا دون ندا وفعلا جلست دعاء في مواجهة فاطمة وسألتها ماذا تريدين مني فنطقت فاطمة وقالت لها أريد أن أعرف رأيك في موضوع يخصنى ورامى وأنت تعرفين أنه يريد أن يتقدم لي ولو سفر أبينا لكان خطبنى وسألت فاطمة دعاء أن رامى يريد أن يقابلها ويخرج معها وهى لاتعرف ماذا تفعل فهل توافقه علي طلبه وتخون عهدها مع أبوها الذي تغرب من أجلهم ويتحمل الحياة بعيدا عنهم وهو في هذه السن ويحتاج لمن يخدمه فهل تخون العهد وأستقبلت دعاء كلام أختها بشئ من الخجل وقالت لا أبدا لايجب أن تقابليه ولينتظر حتى يعود أبونا وتعلن خطوبتكما فأبينا لايستحق منا أن نفعل به هذا وبدا علي وجه دعاء التأثر وكأن الدموع تريد أن تفصح عن شئ تندم عليه وهنا قالت فاطمة لدعاء أنها فعلا رفضت دعوة رامي وداست علي قلبها ورغبتها من أجل الحفاظ علي العهد والحفاظ علي سمعة الأسرة فمن العيب أن يسافر أبونا ونتصرف نحن بشكل يسئ له ولنا وهنا أدمعت عينى دعاء وأخبرت فاطمة أنها فعلت شئ لإول مرة ونادمة عليه بعد ماسمعت هذا الكلام وبدأت تقص قصتها وماحدث منها في هذا اليوم وكانت فاطمة تستمع إليها وكأنها لم تكن تعرف شيئا عن هذا الموضوع وأنتهت دعاء من روايتها وأقسمت لفاطمة أنها لن تكررها وستحافظ علي عهدها مع ابوها وصدقتها فاطمة وأيقنت أن دعاء لو كانت تريد الإستمرار لما قصت عليها ماحدث وقامت فاطمة وأحتضنت دعاء والدموع في عينيها من مشاعرها وأحساسها كيف وفقها ربها وهداها لهذا التفكير وقامت وصلت وتوضأت وصلت ركعتين شكر لله وبعد أن أنتهت من مراجعة دروسها ودخلت لغرفة أبيها وأمها رحمها الله وجلست أمام صورة أمها وتأملتها وتذكرت وصية أمها أن تحافظ علي أختيها والمشهد أمام عينيها وبدت وكأنها تخاطب أمها أنى أنفذ يا امى وصيتك وسأظل علي العهد حتى أخر أيامى ومسحت دموعها وألقت بنفسها علي السرير مكان أمها وكأنها تريد ان تثبت أنها أصبحت أم بلا زوج ولازواج ونامت ورأت في منامها أمها وهى ترتدى جلباب أبيض وتمد يدها لها وتنادى يافاطمة أنا راضية عنك ثم ألقت لها برداء أبيض وكأنه فستان عروس واستيقظت فاطمة علي صوت المؤذن ينادى علي الفجر وأحست بفرحة غامرة تملكت منها وأسرعت لإختيها وأيقظتهما وقصت عليهما رؤيتها وداعباها بأنها ستتزوج قريبا فأمها قد جاءتها لتبشرها .
ومرت الأيام بسلام والبنات الثلاثة يعيشون متعاونون متحابون الي أن جاء يوم وبعد أن عادوا جميعا من المدرسة فإذا برجل من المحكمة يأتى ويسأل عن أبيها ومعه ورقة وتسلمتها فاطمة وبدأت قراءتها والحيرة والقلق علي وجهها
فماذا في هذه الورقة وكيف ستتصرف فاطمة
هذا ما سنعرفه في الجزء السابع
الجزء السابع
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك