رواية سجينات خلف قضبان القصور -5

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -5

رسيل : وانتي عندك امل .. صدقيني مستحييييل ..
طلال حس انهم يبون منه شي حط ميوت والتفت لهم : تبون شي ؟
سما ارتبكت : لا
رسيل : الا سما تبي تروح الكوفي مع صديقاتها ..
طلال بكل برود : لا
سما شوي وتصيح : ليش ؟ والله مو مطولة ..
رسيل جت بتقنعه بس تكلم هو : قلت لك لا ..
عرفت انه بالعناد مستحيل تقدر عليه وجاته بالمسايسة : طلال تكفى مو مطولة وربي .. وريسو بتروح معاي
رجع يطالع التلفزيون وشال الميوت وبكل برود : حتى لو راحت امي معاك .. لا يعني لا
قامت وهي تصيح .. رقت لجناحها وطلعت وراها رسيل تهديها ..
ام طلال : ليش يمه تكسر بخاطرها كان خليتها تروح شوي .. !
طلال : انا رجعت الولد للبيت تبين اخليها تطلع .. لا وتبي تروح مع السواق لحالها وهي بهالعمر ..
ام طلال : ايه بس رسيل بتروح معها ..
طلال : حتى ولو .. بنات ويطلعون كوفي لحالهم لا ..
سكتت ام طلال لأنها عارفة طلال وتفكيره مستحيل يقتنع بهالسوالف ..
بهالأثناء رسيل تهدي اختها : خلاص عاد سموي طلال ومايجي هالوقت الا بالسنة مرة يعني حبكت
اليوم تطلعين .. اطلعي بكرة
سما وهي تصيح : كله منك انتي ..
رسيل : مني انا ؟ وش اني مسوية ؟
سما : ليش تقولين له بروح كوفي .. انا كنت بقول المكتبة .. اي شي بس مو كوفي عاد ..
رسيل : وانا وش يدريني طلعت كذا ..
سما : اكرررهه والله ..
رسيل ضحكت : ولو انه يسبب جو توتر بالبيت بس احبه ..
سما زاد صياحها قهر ورسيل قعدت تهديها لين هدت شوي وراحت لجناحها تصلي العشا ..
بوقت العشى اجتمعو كلهم بس الكل زعلان .. " لا جا طلال بدري يكبت على انفاسهم هذا بالأوقات
النادرة اللي يرجع فيها للبيت بدري ولا بالعادة مايرجع الا بعد الـ 12 "
ابو طلال : مخلص شغلك اليوم بدري ؟
طلال : ايه والله وجيت البيت ارتاح ..
سما اللي للحين حاقدة عليه قالت بهمس تكلم سامي : الا جاي يقلل راحتنا ..
وكالعادة طلال سمع وطنش .. وكمل سوالف مع ابوه .. " طلال له شغل مستقل عن ابوه ولو انه
بدا شغله بدعم منه بس فضل يكون له شغله الخاص والحين عنده مصنع وشركة استيراد وتصدير "
طلعو بعد العشا كلن لجناحه يريح .. راحت سما لجناح اخوها سامي ودخلت عليه بدون ماتطق الباب ..
سامي يطالعها بكل برود : هلا سموي ..
سما تتدلع عليه : سام حبي طلبتك قول تم ..
سامي : طلعة مانيب طالع لو تحبين السما .. ناقص علي قرقوش يسمع صوت السيارة ..
سما : ياربي الساعة توها 10 بس نروح هايبر بنده تكفى ..
سامي : يعني لو جا يوم وماطلعتي تموتين ؟
سما : ايه تكفى واللي يسلمك ابي اشم هوا ..
سامي : انتي تعرفين انه ماينام الحين .. يعني بيكشفنا واذا انتي مستعدة تتشرشحين اعذريني ..
فكيني منه ابي اطقطق شوي على النت وانام لاحق على الوناسة بكرة ..
سما طلعت من عنده تتحلطم : اوووف والله محد فاهمني بهالبيت ..
طلال كان قاعد بجناحه وكل تفكيره باللي صار اليوم .. حز بخاطره انه زعل خواته ..
بس هو عنده الغلط يظل طول عمره غلط مهما تغيرت العصور والأجيال ..
ابتسم بداخله وهو يتذكر دلع سما .. يموت عليها ويحب يستفزها لأنها تضحكه من قلب ...
ومن رجعت له ذكرى حنين وهو يضيق صدره ..
6 سنين وعجز ينساها .. لأنه بحياته ماحب ولا صرح بمشاعره الا لها .. كان انسان جامد في نظر
الكل بس معاها كان طفل مجنون صرح بحبه واحتياجه .. واستغلت ضعفه وتكبرت عليه ..
وبعدها جمدت مشاعره .. وتبلدت كل احاسيسه وصار هالأنسان اللي الكل يشوفه صخر جلمود ..
مايحمل بقلبه اي ذرة مشاعر او احساس ..
( حنين بنت خالة امه تصير اخت فوزية " مرة ابو ديما " الصغرى )
نفض كل الأفكار من راسه وقام توضا وخذا مصحفه وقعد يقرأ سورة البقرة لحد ماختمها ..
استغفر ربه وذكره وتمدد على فراشه .. غمض عينه واسترخى بكل هدوء ونام ...
انتهى الجزء الأول
الى الحين والقصة مجرد تعريف بالشخصيات راح تظهر
الأحداث بالأجزاء الجاية ..
انتظر تفاعلكم
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

الجزء الثاني

[ الفصل الأول ]‎‎

/

\

/
\
أمانه لو ذبحك الجوع ..../ تحمل ياعديم الزاد
ولا تشحذ من المترف يسد الجوع من زاده
تصبر وإن فتك فيك الزمن ../ خلك قوي شداد
أجل وش [ قيمة العاقل ] . إلى ماوثق شداده
صحيح الأرض ماتخلا من أهل الخير والاجواد
ولكن ربنا سبحانه [ أكرم لك ] .../ من عباده
بعض هالخلق ياقف لك / على الزلات بالمرصاد
وإلى منه لمس جوعك/ حسد نفسك على بداده
يحاسب ريقك الناشف/ على طول الضمأ المعتاد
كثر مايطحنك جوعك . يشوف الجوع لك عاده
وربي الموت أهون لك .. في حكم الجاير الجلاد
مصيبه لو [ كسر ] خشم الرجل / فقره وجلاده
صحيح الجوع ماينطاق .../ ولكن للسيوف غماد
وأنا جربت من [ سيف الفقر] وش قيمة غماده
عرفت إن الصبر [ أكرم ] ../ ولا منّة كثير الزاد
ولو كان .. السخاء طبعه .. مدامه مَن في زاده
بغرفتهم الصغيرة وشباكها الخشبي المتهالك .. متجمعات ونورة تحني شعورهم ..
وينتظرون موضي اللي راحت توصل سلمان ومنيرة لاجل تكمل معاهم ..
شيخة : تعالن نقعد برا بيذبحنا البرد وهذا على روسنا ..

نورة : وين تروحن ؟

سارة : وهي الصادزة نقعد قبال البيت .. هالحزة مافي احد ..
نورة : اجل افرشن .. ولا تطلعن الا لابسات جلالكن ..
هيا تناظر موضي اللي توها جاية : زين بنروح .. موضي تعالي تحني ..
موضي بخبث : استحي على وجهتس كلن درى انتس مستانسة ..
هيا : ياثقل طينتس انا كل يوم ربوع احط حنا على راسي ..
نورة تطق موضي على راسها : كم مرة اعلمتس البنت لاتحرجينها ..
موضي وهي تمسك راسها : وجع عورتيني .. شسوي مستانسة انه راجع اليوم ..
ابتسمت لها نورة : بعد عمري والله بتنور الديرة بجيته ..
استحت هيا وتوردت خدودها وطلعت .. قعدت موضي عند نورة تحنيها ..
قعدو البنات برا كل وحدة فيهم رابطة على شعرها .. ولابسة جلالها وبرقعها ..
حصة : سويرة ماعندكم شي آكله ..
سارة تناظرها بطرف عينها : لا عرفتي تحتسين مثل الناس رديت عليتس ..
حصة ضحكت وبانت اسنانها المتراصة : ياسارة يابنت عمي وبنت خالتي العزيزة عندكم شي آكله ؟
سارة : لا والله .. من وين لنا ؟
حصة : وججججع سويرة اجل وشوله ازين اسلوبي معتس ..
نورة وهي طالعة تقعد معهم : حصيصة وش هالحتسي ؟ كبرتس هي ..
حصة : امزح عاد .. بس وربي جوعانة ابي آكل ..
موضي : ابشري بالغدى لا جا راكان ..
نورة : ما اظن بيوصل الا على اذان العصر ..
موضي تضحك بخبث : تبون تآكلون ؟
سارة : عويذ الله من سوالفتس ياموضي .. اركدي لا تفضحينا
موضي : ههههههههه اصبرو انتو ..
وقبل تقوم مسكتها نورة : اقعدي والله ماتروحين ..
ضحكت موضي وقامت عنها : احلفي على رجلتس .. وراحت عنهم ..
نورة تصوت لها : موضي تعالي يالشينة .. وربي هالبنت ماتستحي
هيا : ههههههههه هذي والله حامد ولد
موضي راحت من عند بيت ام عبيد ولدها عبيد جاي له يومين واكيد بتحصل عندهم فطور ..
شافتها قاعدة بصالتها وفاتحة الباب كعادة بيوت الديرة .. : صبحتس الله بالخير خالتي ..
ام عبيد : يصبحتس بالنور والسرور .. شلونتس يابنيتي ؟
موضي : بخير شلونتس انتي وشلون بناتس ؟
ام عبيد : الحمدلله مانشكي من باس .. اقلطي وانا خالتس وراتس واقفة برا ..
موضي وهي كاتمة ضحكتها : ابد ياخالة بروح دكان العم مرزوق ادور شي ناكله .. عساه بس يسلفنا ..
" معروف ان العم مرزوق مستحيل يسلف احد .. بس قالتها تبيها تحن عليها "
ام عبيد : ماهوب معطيتس مير ادخلي احط لتس قرص خميرة مع سمن وعسل مسويته مرة عبيد ..
موضي لو ما البرقع كان شافت ام عبيد ابتسامتها اللي شاقتها من الاذن للأذن : لا والله ياخالتي
فطورتس خليه لعيالتس ..
ام عبيد : ماعليتس يابنيتي الخير واجد ..
حطت لها الخبز وشوي سمن وعسل .. وشالتهم موضي راجعة لخواتها وبنات عمها ..
هيا لمحت موضي وهي جايتهم : ياحبي لها هالبنت لاحطت شي براسها تسويه ..
ام محمد اللي جاتهم من اول : وش هاللي بيديها ..
قربت موضي وحطت لهم الفطور ورفعت برقعها : حياكم
نورة متعجبة : من وين جبتيه ؟
موضي قعدت وعلمتهم السالفة .. وهم يضحكون عليها .. شيخة صوتت على امها تجي تقعد معاهم ..
ام راكان قاعدة مع زوجها بالصالة : هاتي لنا شوي عشان ابوتس ..
قسمت ام محمد شوي لهم وودته حصة .. وناظرت بعدها في موضي : نزلي برقعتس لاحد يشوفتس ..
موضي : خالتي محد حولنا شلون آكل ..
ام محمد : ماعلي فيتس كولي من تحت البرقع مثلتس مثل خواتس ..
وبالفعل نزلت البرقع وقعدو يفطرون وهم مستانسين على دهاء موضي اللي جابت لهم هالفطور
وهم ماحسبو له ..
نورة تناظر بالبيوت والمزارع حولهم : تهقون ابلة لمياء ماباعت الثياب ؟
شيخة : نورة هي قالت انتظري اسبوع وتجيب لتس حقهن ..
نورة : هذاني منتظرة من اسبوعين .. وللحين ماجاني شي ..
سارة : ماخبرتس عجولة يانورة ..
نورة : والله لولا الحيا كان رحت لها المدرسة ..
ام محمد : تحملي يابنيتي .. بتبيعهن ان شاء الله .. وهالحين مانتي بمحتاجتهن اخوتس جاي اليوم ..
كود تتيسر بالأيام الجاية ..
نورة : يارب ارزقني من حيث لا احتسب " كانت هذي دعوة نورة دايم " ..
بعد ماكملو البنات سوالفهم مع خالتهم .. قبل صلاة الظهر راحو للبير القريب منهم وغسلو شعرهم
ورجعو لبيوتهم .. مشطت موضي شعرها الطويل وسوته جديلة وبعد ماصلت الظهر لبست عباتها
وبرقعها وطلعت لمدارس سلمان ومنيرة .. اول شي مرت مدرسة سلمان لأنه اول ابتدائي ويطلع
قبل منيرة .. وقفت بمكانها دايم قبال باب المدرسة .. ظلت مركزة عيونها على الباب .. وبعد دقايق
صادفته وهو طالع .. او بالأصح واقف يناظرها .. ارتبكت وماعرفت وش تسوي .. رجعت شوي وتوزت
ورى احد البيوت .. حست برجفة بكل جسدها .. هو فعلا يتعمد يطلع عشان يشوفها ولا هي تتوهم ..
لاحظت انه مازال واقف مكانه ويناظرها .. تجاهلت وجوده ودورت بعيونها اخوها .. بين اعداد الطلاب
اللي مايتعدون الـ 5 في كل فصل ..
شافت سلمان واقف يتلفت وكأنه يدورها .. وراحت له على طول : السلمي .. سلمان
راح لها ركض : وينتس من اول ؟
موضي : توني اجي .. يالله نروح نشوف منيرة ..
كانت واقفة مع اخوها .. وهي متأكدة انه قاعد يسمع كل شي .. رفعت عينها .. والتقت عيونهم ..
كانت ثواني بس .. حست فيها الحرارة تسري بدمها .. مسكت يد سلمان ومشو ..
بس استوقفهم صوته : سلمان
فز قلبها وهي تسمع صوته .. التفت له سلمان بس هي وقفت معطيته ظهرها : سم يا استاذ ..
ارتبك وماعرف وش يبي منه اصلا وقال اول شي جا في باله : لاتنسى تحل الواجب ..
سلمان : ايه بحله يا استاذ ..
رجعت مسكته من يده : امش يالله ..
ومشو رايحين لمدرسة منيرة .. بعد تردد : السلمي ..
سلمان : هااااه
موضي : هويت في بير ماله قاع .. !
سلمان شهق وقام يصارخ : لا موضي تكفين استغفري ربتس اخاف اطيح بالبير مثل عليان ..
ضحكت عليه : استغفرك يارب .. الحين هذا يدرسكم ؟
سلمان يلتفت حواليه : من هو ؟
طالعت وراها وشافته للحين واقف مكانه يناظرهم : اللي تو يحاتسيك ..
سلمان وهو ينطط قدامها : ايه استاذ نايف يدرسنا كل شي ..
موضي ابتسمت من قلب ومشت معاه وهي شايلة بيدها السجادة اللي يلفها على كتبه ..
مرو بعدها على مدرسة منيرة وانتظروها لين طلعت لهم .. ومشت موضي لبيتهم البعيد ..
بحكم ان المدارس بأطراف الديرة .. العيال مجمع ( ابتدائي - متوسط - ثانوي )
والبنات مدرسة ابتدائية فقط واقرب مجمع متوسط وثانوي على بعد 137 كيلو .. ومايروحون له الا
الناس المقتدرين في الديرة .. لذلك اغلب بنات الديرة تعليمهم ابتدائي فقط ..
وصلت البيت ودخلت الغرفة انسدحت وكل تفكيرها راح له .. ماتنكر انه جذبها لأنه غير شباب الديرة ..
كلهم تعرفهم من صغرهم .. بس هذا شدها لأنه غير .. وعنده جرأة مو بعيال الديرة .. الجرأة اللي
بنظر الكل " قلة حيا " بس بعد عجبها .. او بالأصح ماتدري وش شعورها بس الأكيد انها
تبي تشوفه كل يوم ..
/
\
/
\
في احد ارقى احياء الرياض .. وباحد قصورها الفارهة .. بصالة واسعة وانيقة
تزينها الأعمدة الرخامية .. جلسو ثنتينهم تجمعهم السوالف .. وهم يشربون القهوة ..
تكلمت وهي تمد صحن الكنافة لأختها : صاحية انتي ؟ وين تبيعينها ؟
ابتسمت لها وتكلمت بثبات : ماراح ابيعها .. بوزعها على الجمعيات .. بس لاني ابيها
تاخذ حقها ....
ناظرتها مستغربة كلامها : اجل ليش قلتي لها انك بتبيعينهم ؟ كان عطيتها الفلوس مادام
الدعوة صدقة ..
تكلمت لمياء بعد تفكير : رفضت .. قلت لها بس رفضت .. تبي تاخذ حقها بتعبها .. مايبون
احد يمن عليهم ..
قاطعتها على طول : مو هم ياخذون كل فترة التبرعات اللي تجيهم من الجمعيات ؟
لمياء : ايه ياخذونها .. بس لانها من جمعية .. ويجهلون من هو اللي متبرع لهم .. لكن انفسهم
عزيزة مستحيل يمدون يدهم لاحد .. يبون هم يكدون ويتعبون ويجيهم اجر تعبهم ..
والله ماتتخيلين وش كثر عيشتي معاهم زرعت بداخلي قناعة كبيرة ..
شلون هم يعيشون على الكفاف والبسمة ماتفارقهم .. واحنا اللي ماندري وين نصرف
فلوسنا مانحس بالسعادة ..
بعد تفكير تكلمت : لانهم مايعرفون الحسد .. قلوبهم على بعض .. رضو بالقليل وحمدو ربهم عليه
واحنا اتعبتنا الدنيا نطارد ورا ملذاتها وللحين ما اكتفينا ..
لمياء : وانتي الصادقة قلوبهم على بعض الديرة كلها كأنهم بيت واحد .. واحنا ببيت واحد ونادرا
ما اصادفكم .. انتي مشغولة مع زوجك وبناتك .. وتجارتك .. وابوي لاهي بتجارته .. واخواني
يامسافرين او اذا صارو بالرياض مايرجعون الا وقت نومهم .. وهالقصر بكبره صاير كأنه فندق
ما اذكر بيوم احد جا سألني وش محتاجة ؟ حتى لو يوم حسيت بحنين لأمي الله يرحمها وبكيت محد
جا يسأل وش اللي مضايقك .. ولا حد طبطب علي وحسيت بالحنان .. ميساء احنا اللي نعيش بفقر
مو هم .. والله مو هم ..الغنى غنى الروح واحنا ارواحنا فقيرة ..
ميساء : لمو لاتكبرينها مو لهالدرجة صدقيني ..
لمياء : اوكي انا اكبر الأمور .. بس جاوبيني بصراحة انتي متى آخر مرة قعدتي مع بناتك وسألتيهم
وش يحتاجون ؟ او بالأصح متى رحتي مدرسة روان ؟ وشفتي شلون دراستها ؟ حتى يوم تجين عندي
ماتجيبهم الا نادرا لانهم تعودو على المربية .. والله اني ما استغرب اذا نادوها ماما ..
سكتت ميساء لانها مالقت شي ترد فيه .. واكتفت بابتسامة لاختها ... كملت لمياء : شفتي .. حتى
انتي مالقيتي جواب مقنع ...
ميساء تبي تضيع السالفة : وانتي مابتخلين العناد وتخلين ابوي ينقلك للرياض ؟
لمياء : قلت لكم مليون مرة مابي واسطة ابد .. ومستحيل ارضى ارجع لراحتي وغيري احق بهالنقل
مني .. ومن سنين قبلي وللحين ينتظرون دورهم ..
ميساء : يالمياء انتي فكري بنفسك وماعليك من الناس ..
ابتسمت بسخرية : ونقول ليش مانحس بالسعادة .. الرسول اللهم صلي وسلم عليه قال { لا يؤمن
أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} شلون انقل وغيري متزوجات وعندهم عيال .. ومايشوفونهم
الا يوم الخميس والجمعة .. وانا حتى يوم اجي ما القى من يهتم فيني الا الخدم .. خليهم صدقيني
هم احق بالنقل ..
قامت ميساء رايحة للمطبخ .. واكتفت من هالنقاش اللي دايم تحس نفسها فيه خسرانة .. تعرف
اختها عنيدة وراسها يابس ومستحيل ترضى انها تشاركهم تجارتهم .. او انها تنقل وترجع للرياض
بدل الشقا وهي رايحة للديرة كل يوم جمعة وماترجع الا يوم الاربعاء ..
/
\
/
\
قاعدة بالصالة اللي بالدور الأرضي وتتترجا امها لها ساعة : تكفين تحملي هالمرة عشاني ..

امها تحاول تسكتها : بس يابنتي لا تصيحين ..

رجعت تترجاها للمرة المليون : يمه والله تعبت تعالي شوفي حالتي .. جسمي صاير كله الوان من الطق ..
ام عادل : جعل يده للشلل قولي آمين ..
دانا ماهان عليها ابوها : لا يمه لا تدعين عليه .. انتي تعالي بس
ام عادل بعد تردد : خلاص برجع البيت .. بس عشانتس انتي وخواتس ..
دانا ابتسمت وسط دموعها : جد والله ..
ام عادل : ايه .. الله يصبرني لين ازوجكم وافتك ..
بعد ماوعدتها امها انها راح ترجع بهاليومين سكرت منها وهي طايرة فرح ..
ركضت لخواتها وقعدت تصارخ بأعلى صوتها بالصالة اللي فوق : جودي رغودة امي بترجع البيت ..
طلع نادر وجا ركض لاخته : دنو احلفي بالله انك صادقة ؟
دانا وهي تناظر بخواتها اللي جايين ركض : والله العظيم بتجي ..
نط نادر وضم اخته بقوة : مشتاق لها والله ياناس ..
نجود وهي تمسح دموعها : حسبي الله عليه حرمنا منها ..
دانا بحزم : نجود لا تتحيسبين على ابوي ..
رغد : انا نفسي اعرف وش اللي فيه ينحب عشان تحبينه .. ؟
دانا : ابوي وسبب وجودي بهالدنيا بعد الله شلون ما احبه ..
نجود : الا سبب تعاستنا والله ..
دانا : بس بعد لازم ابره واحرص على رضاة .. " وكتغيير للسالفة " تبون نشوف فيلم ؟
صرخو كلهم : ايه يالله ..
دانا : ههههههه زين بروح اجيب بوب كورن وبيبسي وانتو اختارو الفيلم وشغلوه ..
ركضو كل واحد فيهم يدور له فيلم عشان يتابعونه .. ونزلت هي للمطبخ تجيبهم .. سمعت صوت ابوها
داخل وقبل ماتركض لفوق دخل عليها مبتسم وبلسان ثقيل من الشراب : هلا بالقمر .. تعالي
حبي راس ابوك
استغربت هدوئه هذا مو ابوها اللي تعرفه .. راحت حبت راسه واشمئزت من ريحته المقززة ..
ابو عادل يناظرها من فوق لتحت .. وقرب منها سحب شباصتها وفل شعرها : ايوااا كذا احلى
ارتجفت من حركته بس ماحبت تبين شي قدامه .. ابتسم وكلم الشغالة : وين القهوة .. ؟
ميرياتو : قهوة جاهز ..
رجع ناظر دانا وابتسم بخبث : شيلي القهوة وتعالي معاي .. ابي ضيوفي يشوفونك ..
دانا ماتت بمكانها : يبه شلون اروح لهم وهم مايصيرون لي ؟ مايجوز ..
ابو عادل : هههههه انا ابوك واقول يجوز .. تعالي بس
دانا : بس انا .. " وبتردد " مابي اروح ..
سحبها من شعرها بقوة : بتروحين غصبن عليك مو برضاك ..
بدت تترجاه : يبه واللي يسلمك اسوي اللي تبي بس اروح عندهم لا ..
سحبها اقوى : امشي يالله ..
قعدت تصارخ وهي تحسه يقتلع شعرها من جذوره .. شدها بدون رحمة ..
دانا : يبه تكفى مابي اروح .. " ومسكت باب المطبخ " لاااا الله يخليك ..
خواتها ونادر سمعو صراخها وعرفو ان ابوهم يطقها على طول صاح نادر خوف : بيذبحها
نجود تحاول تهديه : لا ان شاء الله مو صاير لها شي ..
نادر بقهر : ان شاء الله اذا كبرت باخذكم بيت لحالنا حتى لو عشنا بفقر ..
ضمته نجود وهي تناظر رغد اللي قامت تتراجف وشفايفها صارت زرقا من الخوف ..
دانا تحاول تقاوم قوة ابوها بس هو ظل يسحبها لين قرب المجلس الخارجي وهي
تحس انه يجرها مثل الشاة قعدت تصارخ وتبكي .. : خلاص
بروح معاك .. والله بروح .. بس فكني ..
استانس انها استسلمت اخيرا : زين تعالي قدامي .. وفكها من يده ..
وقفت ترتب شكلها وهي تكتم شهقاتها .. : يبه بشوف شعري شلون ..
ابو عادل : مايحتاج امشي قدامي ..
مشت معاه شوي واستغلت وضعه وثقل حركته وركضت راجعة للبيت ركض وراها يبي يمسكها
وهي تسمعه يقذفها بأشنع الألقاب .. تعثرت بالدرج بس قامت بسرعة وصادفت خواتها ونادر
اللي على طول راحو معاها لجناحها وقفلو عليهم الباب ..
دانا منهارة وتصيح للحين مو قادرة تصدق انها هربت منه .. سمعو طقه على الباب وصراخه ..
قربو كلهم منها وحضنوها وقعدو بزاوية الغرفة خايفين .. كان طقه يزداد قوة كل شوي ...
لدرجة انهم حسو ان الباب بينكسر ويجيهم هالوحش الكاسر من وراه ..
بعد فترة هدا صوته واختفى ..
بدت دانا تبكي بشكل هستيري : يعرضني على اصحابه ؟ هذي تاليتها يبيعنا عشان هالمسكر ..
نجود : قلت لك هذا شيطان مو ابو ..
دانا تصارخ وهي تتنافض .. ورجلها تألمها من الطيحة ..
نادر قرب منها ودموعه على خدوده : بس دنو لا تصيحين
دانا ضمته لصدره : زين حبيبي بس لا تخاف انت
نادر : .. ياليتني كبير والله ما أخلي احد يسوي لك شي وانا موجود ..
طالعته دانا وهي تصيح وضمته اقوى : الله بيحفظنا ..
نجود تناظر رغد اللي من الخوف تشنجت : دانا لحقي على رغد ..
فزت دانا بسرعة وتحاملت على ألم رجلها قربت منها وسحبتها .. شالوها وحطوها على سريرها ..
كانت دانا تتنافض من الخوف من الموقف اللي صار وزاد خوفها على اختها ..
ضمتها على صدرها وقعدت تقرا عليها لين ماحست انها هدت ونامت ..
نجود بخوف : وش صار ؟
دانا : نامت
نجود : ماصار لها شي يعني ؟
دانا : لا تعالو كلنا ننوم على سريري .. " وابتسمت تهديهم " وناسة صح ..
ضحك نادر : ايه والله وناسة ..
تجمعو كلهم ونامو مع رغد على سرير دانا .. بعد ساعة كانو كلهم نايمين الا دانا اللي مازالت تحت
تأثير الصدمة من اللي صار .. ابوها على دنائته بس هذي اول مرة يعرض وحدة من اهله على
اصحابه .. وياخوفها بكرة يتمادى ويخلي هالبيت مرتع لفساده هو وخوياه ..
/
\
/
\
قامت على صوت المنبه بكسل ..تسبحت ولبست الروب وقعدت تنشف شعرها ..
راحت لغرفة ملابسها وفتشت مابين اغراضها اللي لا تعد ولا تحصى .. اختارت لبس مناسب
للجامعة .. وحطته على سريرها ..
اتصلت على صديقتها " تصير بنت جيرانهم بعد " : لا تقولين للحين ماقمتي ؟
تقلبت بكسل : تعبااانة .. مانمت الا بعد ماراحو خواتي مدارسهم ..
رسيل : ابوك وينه ..
دانا : اكيد رايح للشركة ولا نايم ..
رسيل : زين تجهزي بنمشي الحين
دانا : ريسو مافيني ..
رسيل : يابنت الناس قومي هو انتي تروحين مكان غير الجامعة ..
دانا : وانتي الصادقة .. بس والله تعبانة ..
رسيل : دنو مابيك تقعدين بالبيت بلحالك .. اطلعي غيري جو واستانسي ..
دانا بعد تفكير : اوكي .. اوامرك ياعسل ..
رسيل : اجل يالله قومي " وناظرت ساعتها " ربع ساعة القاك عند الباب ..
دانا قامت بكسل : زين .. مو مطولة ..
لبست ورفعت شعرها ذيل حصان حطت جلوس لحمي .. وشوي بلاشر ونزلت تحت تفطر ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات