بارت من

رواية سجينات خلف قضبان القصور -46

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -46

عيونها على اتساعها .. سكرت على طول بدون تفكير .. و فزت قاعدة و هي ترتجف
" يمممه يمه هذا شلون عرف اسمي "
جلس تضرب خدها و هي ترف بعيونها بتوتر .. و قبل ما تكمل تفكيرها رجع اتصل مرة
ثانية .. " اوووف هذا شلون افتك منه "
هذا حاله كل يوم يتصل عليها و ما ترتاح منه الا اذا قفلت جوالها .. مسبب لها رعب كبير
مجرد ماتسمع صوت رنه جوالها ..
ردت و هي معصبة : خيييير ؟
جاها صوته الهادي عكس عصبيتها المفرطة : لا .. لا .. وش فيها الحلوة معصبة ..
قاطعته بنفس العصبية : اعصب و لا احترق من الآخر وش تبي فيني .. ؟
تكلم بخبث : ابيك انتي ..
تجاهلت نبرة صوته اللي وترتها وحاولت تحافظ على صرامتها : وانا مابيك و لا عاد تدق
على هالرقم و لا تغثني باتصالاتك .. و سكرت السماعة في وجهه على طول ..
حطت الجوال تحت المخدة و قامت توضت و صلت و كل ما سمعت اتصالاته المتكررة تحس
بارتباك و توتر فظيع ..‏ بعد ما خلصت صلاتها طلعت للصالة تقعد مع محمد .. كان يتابع
مباراة توها ابتدت بعد صلاة العشا .. و جلست تتقهوى و تسولف معاه تبي تشغل تفكيرها
عن اي شي يتعلق فيه او يخصه .. : اقول محمد باتسر ودي اروح لنورة ماشفتها من يوم
عرس شيخة و كل ما اتصلت عليها جوالها مغلق .. و من يومين بس اللي صار يدق بس
ماترد علي ..
اشر لها بيده يسكتها : اوووص .. بالعة رادو انتي .. ؟ باتسر مايمديني عندي اختبار ..
وشلون تروحين بلحالتس ..
حطت يدها على كتفه تترجاه : تكفى والله زهقت و ابي اروح لها .. و ما اقدر اروح الا
معك انت ..
زود صوت التلفزيون اكثر و طنش كلامها .. قعدت مكانها مقهورة منه اليوم هو و ميساء
ضدها .. من قالت لها على سالفة البنت اللي جات لها الملحق وهي ماخلت كلمة ماقالتها
لها .. حست انها شرشحتها وضيقت صدرها وكرهت نفسها والمكان كله من كلامها ..
تضايقت لانها تحس ان ميساء مسوية نفسها الوصية عليها وقاعدة تمنعها من كل شي
حتى لو كانت ابسط حقوقها ..
وهي جالسة وتتأفف وكل شوي تحط حرتها في محمد وتقعد تصارخ عليه جاتهم الشغالة
اللي شايلة في يدها صينية العشا .. قامت على طول وخذت منها الصينية وهي زهقانة
وزمت شفايفها بقهر : يعني عشان ضيقت خلقي اليوم معوضتني بهالعشا ..
اخذ منها الصينية وقامت هي تجيب لهم سفرة وتكلم بصوت عالي : والله انتي غلطانة
وهي الصادزة تراها ماغلطت عليتس .. اجل تخلين وحدة ماتعرفينها تدخل عندتس وتاخذ
رقمتس ؟
كشت عليه وهي تحط السفرة على الارض : لا والله .. ومن اللي فتح لها الباب .. ولا
الحين يوم طلعت الدعوة غلط قلبتها علي ..
شمر يدينه وهو يناظرها : وانا وش يدريني انتس ماتعرفينها احسب انها من صديقاتتس
في الشغل .. انتي الخبلة اللي خليتيها تدخل ..
طنشت كلامه وقالت بضيق : ياشين البزران لا قامو يتفلفسون ..
ضحك بأعلى صوته عليها : يتفلسفون .. قوليها زين بالأول وعقب كملي كلامتس ..
قعدت تاكل بدون ماترد عليه وهو كل شوي يعلق عليها ويضحك .. بعد ماخلصت عشاها
قامت تشيل الصحون وتغسلها .. ورجعت لغرفتها تضيع وقت بأي شي لانها من جلست
ومحمد طول وقته مباريات او تحليل رياضي ..
سحبت جوالها وانقهرت من عدد الاتصالات اللي تشوفها واللي زاد عليها بعد 5 مسجات
فتحتهم كلهم وكانت من نفس الرقم بيدين ترتجف قعدت تقراهم وهي تغمض عيونها بخوف
" ياااربي .. هذا وش يبي مني " ارتاعت اول ماسمعت صوت رنة جوالها رمت الجوال
من يدها وهي تصارخ : الله ياخذك .. الله ياخذك ويريحني ..
رجعت تاخذه و جلست وهي تقاوم تسارع انفاسها ونبضات قلبها اللي صارت تدق بشكل
جنوني .. حاوت تكون صارمة مثل قبل في ردها .. فتحت الخط في البداية بدون ماتتكلم
ومن سمعت اسمها زاد تسارع نبضها اكثر من قبل .. : من انت ؟ وش تبي فيني ..؟
ببروده اللي يقهر .. تكلم : قلت لك ابيك .. " ابتسم وهو يسمع صوت صراخها عليه وكل
كلامها اللي قاعدة تقوله وكمل بخبث اكبر " سارة انا احبك ..
نست كل اللي كانت تقوله وسكتت لثواني .. استجمعت قوتها وردت عليه : تحبك حية ام
راسين قول آمين .. شوف يابن الناس اللي انت تبيها وتحبها ماهيب انا وتراك غلطان ..
روح الله يستر عليك ولا عاد تدق علي ...
وقبل مايقول شي لاحظ انها سكرت الخط بوجهه .. ضحك بأعلى صوته وهو يناظر
صديقه : اول مرة بحياتي وحدة تغلط علي واضحك .. ياخي اقسم بالله انها رهيبة .. انا
قايل لك من الاول هذي غير .. طبيعية وعلى نياتها يعني بكرة تصير تمشي وتقول نفس
كلامي من كثر ما تحبني ..
كمل ضحك وتعليقات مع صاحبه اللي كانت سارة وجبة دسمة للحديث عنها بجلستهم ..


‏/
\
/
\
/
\
/
\
اما هي جلست مكانها ترتجف من كلامه .. طول عمرها تتمنى انها تحب واحد ويحبها
بس ماتدري من هالانسان اللي قاعد يعطي لها هالمشاعر وهي تجهله .. فزت وهي
تسمع صوت رنة جوالها .. كانت متنرفزة وواصلة حدها منه وماعاد تقدر تتحمل كلمة
ثانية ممكن انه يقولها .. ردت بنفس العصبية : نعمممم ؟ وش عندك ؟ مليون مرة قايلة
لك لا تدق علي ولا اشوف رقمك ..
صوت ضحكة رقيقة وبعدها جاها صوتها الهادي : السوري ؟ سلامات من هاللي يدق
عليتس ويزعجتس ..؟
ناظرت بجوالها مستغربة وبعدها تكلمت بفرحة : يااا هلا والله .. يالله حيها بنت عمي اللي
ادق عليها وسافهتني ..
ضحكت برقة وكملت بصوت قريب من الهمس : ماعاش من يسفهتس والله .. افتحي لي
الباب هذاني عندتس ..
نطت على طول من الفرحة وهي ماسكة الجوال : احلفي انتس جايتني ..
تجاهلت نظرات طلال لها .. اكيد انه منتبه لكل كلمة تقولها سارة خصوصا ان صوتها
جدا عالي .. : والله اني عند الباب .. " التفتت لطلال وتكلمت " متى بتجيني ؟
ناظر ساعته وشافها بحدود الـ 10 م : ماراح اطول يعني بالكثير حول الساعة .. خذي
راحتك مع بنت عمك ..
هزت راسها برضى : ان شاء الله .. ونزلت على طول رايحة لها .. من اول ماطقت
الباب فتحت لها وعلى طول لمتها في حضنها .. وهي ترحب فيها .. محمد اللي ماكان
فاهم شي من شاف نورة نزل عيونه وانتظرهم لين دخلو لغرفة سارة ..
سكرت الباب عليهم وهي تمسك عباتها : هاتي عباتتس ..
جلست نورة بدون ماتفصخ عباتها : لا خليها علي مانيب مطولة .. كلها ساعة وبروح
لبيتي بس جايتتس اليوم بنشد عن علومتس ومشتاقة لتس بعد .. طمنيني عنتس شلونها
دنياتس ..
لاحظت عليها من اول ما جلست حزنها اللي مبين في عيونها .. ودمعتها اللي تشوف
لمعتها : انا بخير بس انتي وش فيتس .. صاير شي بينتس وبين رجلتس ..؟
هزت راسها بالنفي ونزلت دموعها على طول : راكان يالسوري ذابحن خويه بالخطا
وحبسوه ..
شهقت وهي ما استوعبت اللي انقال لها ابد : وشووو ؟ راكان ؟ وش اللي صاير له
عادت عليها نورة نفس الكلام واضافت عليه بعض التفاصيل .. نزلت دموعها على
طول : ياويل قلبي عليتس يا هيا هالحين اكيد انها مقطعة عمرها بالصياح .. وانا ليش
ماتعلموني من اول .. ليش توتس تقولين لي مانيب منكم ولا طلعت من الديرة وماعاد
تعدوني منكم ؟
ناظرتها وتكلمت بصوت حزين : وهذا وقت عتبتس الله يهداتس وربي ما جيت لتس
الا بعد ما ضاقت فيني .. وادري محد يحس باللي بقلبي الا اهلي .. بعد باتسر
بيحكمون عليه والله يستر ماندري وش اللي ربي كاتبه له ..
أجلت سارة كلامها كله اللي كانت تبي تقوله لنورة وتشتكي فيه من هالانسان اللي
ازعجها اللي سمعته اليوم كان اكبر من اي هم ثاني .. : بس يا نورة .. اذا لي غلا
بقلبتس .. لا تصيحين وربي انتس قطعتي قليبي .. " مدت يدها وقعدت تمسح على
ظهرها وهي تقرا عليها واول ماحست انها هدت تكلمت " شلون عمي وخالتي وهيا
وش اللي صار عليهم من درو .. وشيخة ياقلبي عليها ما تهنت وهي توها عروس
هزت راسها بالنفي : لا شيخة ماتدري راكان مايبيها تعرف الا عقب باتسر مايبي
يضيق خلقها الحين والله يا سارة حالتهم كسيفة بس الله يطمن قلوبنا ويفرجها علينا
رفعت يدينها للسماء ورددت وراها : آمين يارب ..
جلست لدقايق تناظرها ودموعها تنزل على خدودها غصب عنها مسحت دموعها
بيدينها وتكلمت : ليش ماعلمتوني الى هالحين ..
قاطعتها قبل تكمل عتابها : والله ماجيت الرياض الا من 3 ايام .. ولا قبل كنت
بالديرة عند اهلي .. ومن جيت وانا مالي خلق احد من هم راكان وهم فراق اهلي
وهم على هالحال .. حتى رجلي ماعاد ادري عنه وطول وقتي وانا بفراشي واذا
قمت قعدت مع خالتي والبنات وهو ماقصر وربي .. من يشوفني متضايقة يجي
يطمني عليه .. ويحاول انه يريحني ويشيل الزعل مني
بس عاد تدرين اوقات اخاف انه يقول كلامه لي يبي يريحني عشان ولده ..
كانت منزلة راسها تستمع لها ومن سمعت هالكلمة رفعت راسها وناظرتها : وشو
نورة انتي حامل ..؟
انتبهت نورة لكلامها الحين ومادرت وش قاعدة تقول بالأول : ايه ..
ضمتها بقوة وهي تضحك : مبرووووك يالنوري .. والله انتس فرحتيني وانتي
اللي من جيتي وانا ضايق صدري عسى الله يتمم لتس حملتس وتولدين بالسلامة
يارب .. ولا تظلمين رجلتس لو ما يحبتس ما اهتم لتس ولصحتس ..
استغفرت ربها اكثر من مرة وناظرتها : والله اني مابي اظلمه بس اخاف انه ما
يعلمني الصدز .. والله اني ودي اقعد عندتس الى يوم الاثنين احس اني كارهتن
نفسي .. والله يعلم بضيقتي اللي بصدري ..
مسكت يدها وضغطت عليها : مايفك ضيقتتس الا ربتس .. " وباستفسار " اعلم
محمد ولا اخليه على جهله لين عقب باتسر ..
بعد تفكير تكلمت نورة : لا .. خليه مرتاح توه صغير على الهم .. ان شاء الله
ربي يفرج على راكان وعقب علميه انتي ..
مسحت وجهها بيدينها ورجعت تفكر بكل اللي انقال .. تحس هاللي سمعته مثل
كابوس مرعب مر عليها وراح تصحى وتلقى كل شي مختفي .. قضو هالساعة
مابين شكوى نورة وتهدية سارة اللي يتخللها اوقات كثيرة دموعها اللي تنسكب
لمجرد مرور طيف هيا اختها في بالها .. ودعتها نورة ومشت معاها للباب وقبل
تطلع همست لها : احلفتس بالله اذا دقيت عليتس لو انه بانصاص الليالي تردين
علي .. تكفين يالنوري ابي اتطمن عليتس ..
تغطت وحطت عباتها على راسها وهي تهمس لها : ابشري .. بس انتي ادعي
له .. تكفين كل ما جا في بالتس .. ولا طريتي هيا ادعي لهم عسى الله يفرج
كربته ويجمعهم على خير ..
سكرت الباب وراها ورجعت غرفتها متجاهلة اسئلة محمد عن سبب زيارة نورة
لها بهالوقت وهي اللي ما اعتادو انها تجيهم ابد .. فتحت جوالها اللي قفلته من
جاتها نورة .. وطلعت لها المسجات اللي يرسلهم لها .. " يارب تكفيني شره انا
الحين بهمي وهذا جنني .. حسبي الله ونعم الوكيل .. "


‏/
\
/
\
/
\
/
\
قدر انه يجمع اكبر قدر من الأدلة اللي يحتاجونها بهالقضية كل التقارير اللي
تثبت تعرضها للضرب الى درجة الاغماء وتقرير الاطباء عن آثار الحروق
بجسدها واللي بعضها غائرة في مناطق مختلفة من جسدها .. طبع له اكثر من
نسخة وقام متوجه للبيت ومنها بيروح لمكتب المحامي بعد ساعة .. من اول
ما وصل للشقة شاف يزيد توه راجع من المستشفى ومسترخي بالصالة سلم
عليه وحط الاوراق على التلفزيون .. ودخل ياخذ له شاور سريع ويبدل ملابسه
بعد ربع ساعة طلع وهو يسكر ازرار ثوبه : تخاويني ..؟
ناظره باستفسار : وين ؟
متعب وهو يلبس شماغه : بروح اودي هالتقارير للمحامي وخلنا نطلع لنا اي
مكان بعدها .. نروح كوفي اي شي زهقان و ودي اغير جو ..
قام معاه واخذ شماغه : يالله بسم الله مشينا ..
نزلو اثنينهم من الشقة وتوجه متعب لمكتب المحامي على شارع العليا العام
وطول الطريق وهم يتناقشون بهالقضية .. ماحب متعب يذكر تفاصيل دقيقة
ليزيد بحكم انها اسرار مهنته بالأول ولأنه يعرف البنت وما يحب يتكلم عن
تفاصيل حياتها الدقيقة لأي شخص حتى لو كان اعز اصدقائه ناظر ساعته
وهو يشوف مكتب المحامي من بعيد .. وقف عند باب المكتب والتفت ليزيد
يكلمه : شوي وجاي ماراح اتأخر ..
شافه وهو رايح له ونزل من السيارة وراح مكان السائق وطلع يتمشى شوي
على ما يخلص متعب اشغاله اكيد وقتها راح يتصل فيه ..
من دخل على مكتبه استقبله السكرتير اللي قال له ينتظر 10 دقايق .. جلس
عند مكتب السكرتير ينتظر الإذن بالدخول على المحامي .. وبعد حول الـ 10
دقايق سمح له انه يدخل عليه .. طق الباب ودخل وهو يسلم : السلام عليكم
رفع المحامي راسه ووقف وهو ماد يده يصافحه : هلا والله وعليكم السلام ..

حياك الله اخوي متعب .. تفضل ..

جلس في المقعد المقابل له : هلا فيك اخوي ..
مد له الاوراق اللي طابعهم وحطها قدام المحامي .. : هذي كل التقارير اللي
تثبت تعرض ديما للتعذيب .. وفي معاها تقارير الطبيبة المختصة عن بعض
آثار الحروق اللي صار لها سنوات طويلة ..
ابتسم وهو يتأمل الاوراق وقال بكل ثقة : لا تشيل هم انا قلت لك من البداية
القضية بجيبي وانا ماعمري خسرت قضية ابد وهالتقارير لحالها كافية اننا
نكسب القضية لصالحنا .. وراح اتكلم مع اختي ام خالد وافهمها كل التفاصيل
وان شاء الله راح اكون بانتظار اي تحديد لموعد الجلسات من المحكمة ..
هز راسه بتفهم وقام على طول : انا عندي ثقة كبيرة فيك بعد الله انك ماراح
تخذلنا ومثل ماتعرف هالتقارير سرية ومايحق لاحد غير الموظفين المختصين
الاطلاع عليها .. اتمنى ما يتم الكشف عنها الا بيوم الجلسة ..
هز راسه بتفهم : اكيد هذا من واجبنا .. وكل هالتفاصيل انا عارفها ومعتمد
عليها في مجال عملي ..
ودعه مع اتفاق انهم يتقابلون بأول جلسة راح يبلغه المحامي بموعدها وطلع
رايح لسيارته وقف مكانه يناظر حوله وتأفف من يزيد وحركاته على طول
اتصل عليه وهو يمثل العصبية : وينك .. بسرعة تعال انا لي ساعة ملطوع
برا ..
وقف ينتظره وعيونه كل شوي على ساعته وبعد حول الـ 5 دقايق جا له ..
ركب معاه وهو معصب هالمرة جد : ماشاء الله رايح تتمشى وانا قاعد من
اليوم انتظرك ..
ابتسم وهي يتجاهل عصبيته : اجل اقعد انا انتظرك وانت عنده هالوقت كله
" وباستفسار " تبي تسوق ؟
التفت له وتوه تذكر ان يزيد جالس بمكانه : لا عادي امش بس روح لاقرب
كوفي خليني اروق ..
وقفو عند اقرب كوفي على امتداد الشارع ونزلو اثنينهم .. جلسو بالجلسات
الخارجية وطلبو طلباتهم المعتادة .. وقعدو يسولفون بأمور حياتهم اليومية
ضحك يزيد بأعلى صوته على كلام متعب : الله يالدنيا اول ماتروح للخبر
الا بالشهر مرة والحين كل اسبوع وانت تسابق الساعة كل هذا عشانه ..؟
قطب جبينه وناظره مستفسر : عشان منو ؟
ابتسم ابتسامة عريضة وهو يغمز له بعينه : علينا هالسوالف .. ؟
ابتسم على تفكيره وقاطع كل تفكيره : انا ابي اخدمهم لاني ابيها تستقر عند
امها اما تفكير ثاني لا يجي في بالك لان فكرة الزواج منها مستحيلة .. وما
جات في بالي ابد .. يعني ريح نفسك وفكنا من هالتعليقات اللي مالها داعي ..
هز راسه بعدم تصديق : يعني بتقنعن انك ابد ابد ما فكرت تاخذه .. ؟
تكلم هالمرة بجدية : تبيني احلف لك عشان تصدق .. والله العظيم مافكرت
فيها من هالناحية ابد .. لان ابوها مستحيل يزوجها واحد من طرف امها ..
يعني مستحيل احط شي في بالي واتعب نفسي باشياء ما راح تصير ابد ..
انا اذا بتزوج اهلي بيختارون لي اللي تناسبني .. وهي اكيد بيجيها نصيبها
اللي اتمنى من ربي يكون يستاهلها وما يزيد فوق عذابها اللي ذاقته هالسنين
عذاب اكثر ..
كان يتكلم معاه وهو يقنع نفسه ويقنع يزيد بعد .. و هالكلام قاله اكثر من
مرة لجوري اللي قالت له عن اهتمام ديما فيه وانها دايم تسئل عنه وتسولف
عنه .. وحتى ذكرياتها يمكن ماتتذكر اشياء من ماضيها كثر ما تتذكر كل
شي مرتبط فيه ومعاه يخاف عليها انها تتعلق فيه وتتعرض لصدمة تضاف
لصدمات عمرها الكثيرة .. وهو يبيها تقطع الأمل من الأول وماتفكر فيه
ابد ولا تفكر انها تحبه .. بعد ما تناقشو في هالموضوع وقدر على حد ظنه
انه يقنع يزيد .. قامو راجعين للشقة .. وقبل يوصلون نزلو يصلون في احد
المساجد صلاة العشا بعدها مرو على مطعم وخذو لهم عشى ومشو راجعين
لشقتهم كل شخص فيهم له حياته واهتماماته ومشاغله الخاصة ولكن تجمعهم
عشرة دامت لسنوات طويلة ..
/
\
/
\
/
\
/
\
توها متسبحة وطالعة تبدل ملابسها تبي تطلع من غرفتها وتغير جو شوي
ناظرت نفسها بالمراية ومررت يدها على وجهها .. كانت عيونها متفخة
وباين عليها آثار الصياح .. وخشمها اصير لونه احمر .. حطت يدها على
فمها تكتم شهقتها .. وهي تتذكر كلامه اللي يردده على مسامعها كل ليلة ..
تنهدت بضيق وهي تسحب لها من الدولاب بنطلون ساتان اسود .. وتوب
اسود .. حست ان هالألوان تعكس حالتها النفسية .. اللي صارت عليها من
فترة طويلة .. بعد مالبست وقفت تتأمل شكلها بقهر .. وزنها اللي نقص
بشكل كبير لانها ما صارت تاكل مثل اول .. وملامحها المرهقة والمتعبة
الهالات السودا اللي تحيط بعيونها .. غطت وجهها بيدينها وهي تصيح ..
" نذذذذذل الله ينتقم منه على اللي يسويه فيني " شهقت وهي تسمع صوت
رنته ورفعت جوالها ترد عليه بصوت كسير : هلا ..
بصوت يناقض صوتها .. كله حيوية وفرح ..: هلا حبي .. هلا عمري ..
تصدقين انك وحشتيني ..
ابتسمت بخاطرها على كلامه .. اكيد وراه طلب من طلباته اللي ما تنتهي
واللي سم بدنها فيها : من الآخر قول وش تبي .. ؟
اطلق ضحكة بصوت عالي .. وتكلم بهيام : ياعمري ياناس على اللي تفهم
حبيبها .. والله مشتاق لك .. مشتاق اشوفك واجلس معك ..
ماتنكر انها اول كانت تفرح اذا سمعت هالكلام منه .. بس هالمرة كلامه
عارفة ومتأكدة انه يحمل وراه اغراض ثانية .. : صلاح .. تكلم من الآخر
علمني وش تبي مني .. تراها ضايقة فيني و مالي خلق احد ..
بنفس اسلوبه اللي قبل تكلم معاها : ابيك الحين تجين عندي البيت .. اهلي
مسافرين ومابقى الا انا لحالي .. واكيد زوجتي حبيبتي .. ما يهون عليها
اقعد بالبيت لحالي ..
ناظرت ساعتها اللي على الكومدينة .. : صاحي انت الساعة 9 وربع وين
اجيك الحين ..
قاطعها بخبث ..: لااا ياحلوة .. لا تسوين فيها انك خايفة من اهلك ومدري
وشو وانا اكثر واحد داري انك لو تغيبين بالأيام محد درى عنك .. بسرعة
اكشخي وتعالي .. ترى مشتاق لك موت ..
طنشت نبرة السخرية بكلامه وتكلمت بجدية : كنت اقول لهم اني رايحة عند
خالتي وجدتي تنام من بدري محد يدري عني انا ويني فيه وهي تغطي علي
بس الحين حنين ببيت زوجها شلون يعني .. وين اقول لهم بروح ..
تكلم بقل صبر : ماعلي فيك دبري نفسك مثل ما كنتي تجيني اول بأي وقت
مابي انتظرك اكثر من نص ساعة .. عشان خاطري لا تزعليني منك ..
تنرفزت من بروده وصرخت بأعلى صوتها : بس .. بسسسسس لا تكلمني
بهالأسلوب .. محسسني اني وحدة رخيصة عندك .. ترى انا زوجتك .. مو
وحدة تدفع لها كم ألف وتجي هي تنام معاك ..
تكلم بنفس البرود : افاااا .. من اللي يقول عليك رخيصة ياقلبي .. بالعكس
انتي غالية .. وغالية حييييييل .. وش اقول بس ما اقدر اوصف غلاك لو
قلت انتي كلك اغلى عندي من الذهب ..
سكرت في وجهه وهي معصبة .. كلامه واسلوبه وكل شي منه ينرفزها
وقعدت تفكر شلون تطلع من البيت بدون محد يسئل عنها وين بتروح ماتبي
تخليه يعصب تعرفه لا عصب يتلفظ عليها بألفاظ تقهرها .. لبست عباتها
على نفس اللبس اللي كان عليها .. خذت جوالها وشنطتها ونزلت وهي تكلم
صديقتها .. استانست انها مالقت احد بالصالة وطلعت مستعجلة من البيت
ركبت مع السواق .. وقالت له يروح لبيت صلاح .. ورجعت اتصلت على
صديقتها تتفق معاها على كل شي تقوله لاهلها لو اتصلو مع انها متأكدة انهم
بحياتهم ما سئلو من وراها واي مكان تقول لهم بتروح له يصدقونها : انتي
قولي نايمة عندي وما عليك .. هذا اذا احد اتصل .. ودقي علي من جوالك
الثاني وافتحي السبيكر .. وانا بتكلم وبيظنوني عندك .. زيييييين ؟
ردت عليها ببرود : زين لا تصارخين علي .. روحي استانسي انتي وانا
اللي بقعد في القلق ..
سكرت منها وهي تحس بضيق من هالمشوار .. بدت تحس انها تكرهه كل
شي فيه تغير عن قبل وصورة صلاح العاشق اللي كانت تشوفها تحولت
لصورة ذئب يتمتع فيها بكل وقت فراغه وهي تتبعه بكل خطواته بدون ما
يكون لها اي حق في الاعتراض وفوق هذا يبتزها ماديا .. وكل ما حاولت
تعترض هددها بالطلاق ..
وصلت للبيت .. وهي تحس بهم كبير كاتم على قلبها .. شي اكبر من حدود
احتمالها .. نزلت دموعها اول مادخلت مع الباب الرئيسي .. كان بيتهم جدا
متواضع من دور واحد ما كان صغير مرة لكن حجمه متوسط .. اتصلت
عليه تبلغه انها عند الباب .. ثواني فقط وفتح لها الباب بابتسامته .. استقبلها
بالاحضان وكلام الحب .. ولأول مرة كرهت كل كلمة يقولها وكل شي كان
يتكلم فيه تحس انه يزيد عذابها ..
دخلها لغرفته وفصخ عباتها ناظرها بتذمر : وش هاللي لابسته انتي ؟ الحين
اقول زوجتي حلوة .. وجسمها حلو بالآخر تلبسين لي هالألوان الكئيبة اللي
تضيق الصدر ..
تأففت من كلامه : وانت وش عليك من لبسي .. انت عليك من اللي تبيه ..
انا مالي خلق لشي اخلص علي ابي ارجع البيت ..
باسها على خدها وهو يضحك : نو .. نو اليوم حبيبتي بتنام عندي في البيت
" وهمس لها " ثواني واجيك ..
سكر الباب وراه و جلست هي على السرير تبلع غصتها وكل شي فيها كاره
لهالانسان .. غمضت عيونها وقعدت تنتظره واول ما سمعت
صوت الباب ينفتح رفعت عينها تناظره جمدت
مكانها وتوقف نبضها من اللي تشوفه انسان غير زوجها اللي اوهمت نفسها
بحبه قاعد يقترب منها بنظرات مقززة .. صرخت بأعلى صوتها قبل يقرب
منها : صلاااااح الحق علي .. صلااااااح ..
وغابت صرخاتها بعد ما انقض عليها بشراهة .. وهو يشوفها فريسة سهلة
هيئت له كل السبل انه يقضي معاها ليلة ممتعة مدفوعة الثمن ..
/
\
/
\
/
\
/
\
فركت يدينها بتوتر وهي تستمع لكلامه كل شي يقوله لها يوترها .. رغم انها
تحاول تكون طبيعية قدامهم لكن في اشياء غصب عنه تطلعها من هدوئها و
تخليها بقمة توترها .. تجاهلت نظرات امها لها ومسكت يدينه برجاء : عادل
تكفى ابي اقعد معاكم .. مابي اتزوج .. ولا ابي اروح اي مكان .. والله والله
اني ابي يزيد من زمان بس احس اني ما اقدر اتزوجه .. عادل وربي كرهت

كل الرجال من ابوي .. هو كرهني فيهم وكرهني بنفسي ..

ناظرها بتفهم : ماراح اجبرك عليه ابد .. بس انتي تعبانة ولازم تتعالجين وانا
قلت لك بالأول ماراح اضغط عليك .. والله يا دانا مابي اشوفك تروحين منا
واحنا مانقدر نسوي شي " لاحظ توترها وحركة يدينها اللي تضغط فيها على
يده بقوة " لا تعصبين علي ولا تتنرفزين .. محد قايل انك مجنونة كل انسان
يتعب ويروح للمستشفى .. وكل مرض بالدينا وله علاج حتى اللي تحسين فيه
انا بوديك لطبيب ممتاز .. ويزيد بنفسه اللي رشحه لي و تتعالجين عنده بسرية
ابد محد يدري انك تروحين له ولا احد يدري عن اي تفاصيل تخصك ..
جلست لثواني تفكر .. ناظرت امها برجاء وتكلمت : يممممه .. وانتو كل يوم
على هالموال ..
ناظرتها وتكلمت بحزم : ايه وما يريحن الا لا شفتتس بنتي اللي اعرفه وكبرته
يا يمه لا تضيقين خلقي ولا تزعلينن عليتس .. هالمرة اسمعي كلام اخوتس وان
شاء الله ما يضرتس شي ..
كمل عادل على كلام امه : والله اتكلم معاك جد .. هالمرة ما راح افكك الا اذا
قلتي لي انك بتروحين معاي باقتناع تام .. لاني مابي اشوفك تتعذبين كل يوم
وما اقدر اساعدك ..
هزت راسها باعتراض : بس انا مانيب مجنونة .. " وببكاء هستيري " والله
العظيم مافيني شي .. عادل ليش ما تفهمني حرام عليك ..
حس قلبه يعوره عليها .. مايتحمل ابد يشوف دموعها مهما صار .. حاول انه
يتناسى حبه لها وخوفه على خواته وقدم مصلحتها قبل اي شي ثاني : الحين
ماقدر اسوي لك شي .. انا مكلم الدكتور وماخذ لك معاه موعد بكرة .. وجاي
اقول لك ابيك تستعدين عشان تروحين معاي ..
وكآخر محاولة لاثبات الذات جلست بكل هدوء .. استجمعت قوتها وتنفست
بعمق تحاول انها تخفي توترها كله .. سكتت وقت طويل وهي تناظرهم وبكل
هالوقت كانت تحاول تسكن رجفة جسدها اللي سرت فيه من سمعت كلامهم اللي
اتعبها .. تكلمت بعد تفكير : انا موافقة اتزوج يزيد ولو تبون من باكر بس ما
اروح للدكتور ..
عادل باعتراض : دانااا وش هالكلام .. انتي قلتي ماتبينه ..
اشرت له امه يسكت وراحت قعدت جنبها : يمه هذا زواج ولازم تفكرين زين
باقتناع .. واذا ماتبين محد جابرتس عليه ..
هزت راسها بالنفي : لا ابيه .. انا قلت لكم من زمان اني ابيه ..
مسح بيده على وجهه وناظرها : قبل تقولين كرهتي كل الرجال والحين تبينه
تراه زواج مو لعب بزران .. و العلاج اللي انتي خايفة منه مافيه شي يخوف
كله فضفضة عن اللي بقلبك ..
قاطعته وهي مركزة نظرها عليه .. : عادل انا مافيني شي .. قلت لك موافقة
وابيه .. واذا ماتبي تقول له انا مستعدة ادق عليه الحين واعلمه بموافقتي ..
ابتعد عنها وهو يفكر بكلامها الى الحين وقرارتها متذبذبة ماعرفو ياخذون لها
راي كل ماقالو لها شي اعترضت عليه .. والحين توافق على الزواج للهروب
من تبعات صدمتها العصبية اللي تعرضت لها .. : اوكي هالمرة بس .. ما راح
اتدخل ابد ولا تجين تشتكين لي بعدين من اي شي يصير لك لاني ابي مصلحتك
وانتي تبين تاخذين كل شي بالعناد .. وتحملي اللي يجيك
ناظرته امه تبيه يسكت وضمتها لصدرها : خلاص يمه انتي كبيرة و تعرفين
وش اللي يضرتس .. وان شاء الله محد بيكون لتس احسن من ولد خالتس ..
تجاهلت نظرات عادل المسلطة عليها .. وحتى نظرات خواتها اللي مو عاجبهم
وضعها ابد .. ابتسمت لامها تخفي كل توتر وارتباك تعيشه : زين يمه بروح
انوم الحين ..
ومشت على طول رايحة للغرفة بدون ما تناظر وراها او حتى تسمح لاحد انه
يعلق او يتكلم ويقول شي غير اللي هي تبيه ..
دخلت بفراشها وتغطت وكل خلية بجسدها ترتجف .. حست بانفاسها متسارعة
والضيق اللي بصدرها اكبر من قبل مجرد احساسها ان يزيد راح يكون قريب
منها اثار الرعب بقلبها حطت يدها على صدرها تقاوم ضيقتها واول ماحست
ان نفسها توقف .. قعدت وهي تتنفس من فمها و كأنها تلهث من التعب " اعوذ
بالله من الشيطان الرجيم " وقفت وراحت عند الشباك وفتحته وصارت تسحب
لها نفس عميق تبي تدخل هوا لرئتها اللي تحسها تسكرت من قل الاكسجين ..
واول مارجع تنفسها طبيعي جلست على الارض وضمت نفسها وهي ترتجف
الم .. ودموعها تنزل بغزارة على خدودها ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات