بارت من

رواية سجينات خلف قضبان القصور -45

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -45

كملو هالثنتين شغلهم ونزلو بعدها يتعشون وهم مكملين على نفس السوالف
راح ينتظرون هاليومين بعدها يقررون تتحدد ملكة لمياء بعد اسبوعين من
الحين وزواجها راح يكون بنص الصيف.. بعد ما تستقر في الرياض وتبدا
تتفضى لنفسها ..
بعد ما راحت ميساء جلست شوي مع احمد اخوها ومرته اللي توهم جايين
من عند اهل زوجة اخوها .. بعدها طلعت للدور الثاني .. مرت جناح ابوها
بالأول وطقت عليه الباب .. ثواني وجاها صوته الرخيم يسمح لها بالدخول
دخلت له وحبت راسه ويده : جيت اسلم عليك قبل انام توصي شي يالغالي
ابتسم لها ابتسامة حانية : ابي سلامتك وانا ابوك يا جعله نوم العافية يارب
لا تنسين وردك .. واختمي يومك بقراءة القرآن عسى الله ان يجعله نور لك
في الدنيا والآخرة ..
رجعت حبت راسه مرة ثانية قبل تطلع : ان شاء الله يبه لا تنسى بنتك من
دعائك ..
اشر باصبعه على خشمه : ابشري على هالخشم .. عسى الله يرضى عليك
دنيا و آخرة مثل ما ترضيني ..
رددت بصوت مسموع : آمين .. واستأذنته رايحة تنام ومن دخلت غرفتها
بدلت ملابسها وتوضت .. صلت الوتر وخذت مصحفها تقرأ ماتيسر من
القرآن الكريم .. ومن حست انها خلاص ماعاد تقدر تقاوم النوم .. سكرت
المصحف وتمددت على سريرها وهي تقرا اذكار النوم .. " يارب ان كان
لي في هذا الزواج خيرة فيسره لي يارب العالمين .. "
/
\
/
\


من رجع من سفره اليوم وهو شاب عليهم .. وما خلى احد الا وحط حرته فيه
كان معصب وهذي عادته من اول مايقوم من طيحته السنوية .. صرخ بأعلى
صوته وهو يرفع سماعة التليفون : تعااااال الحين المكتب بسرعة ..
جاه السكرتير بخطوات عجولة وهو اللي متعود دايم يكون القربان في كل لحظة
غضب : سم طال عمرك ..
سحب دفتر الشيكات وكتب فيه مبلغ مالي ومده له : اطلع الحين وانا بكلمك
اعطيك عنوان محامي معروف هنا اسمه سليمان ابيك تعطيه هالمبلغ و اذا
حسيت انه رافض الفكرة كلمني وانا اشوف كم ممكن ازيده .. الأهم هالقضية
اللي هو ماسكها ابيه ينساها ولا يفكر فيها ابد هذا ماعمره مسك قضية وخسرها
وانا مستحيل اخسر اهم قضية بحياتي ..
اخذ الشيك وناظر المبلغ الكبير اللي خلاه يتفاجأ لأول مرة بحياته يشوفه يدفع
رشوة هالكثر اكيد ان القضية قوية و ما تحتمل التنازل ابد واللي اثار تفاجأه
اكثر انه ممكن يزيد على هالمبلغ .. ناظره بحذر وتكلم : ابشر طال عمرك بس
ممكن اعرف حيثيات القضية ..؟ يعني عشان اعرف اتناقش معـ ـ ..
اشر له بيده يسكت : بس بس .. زوجتي الثانية رافعة قضية علي تبي تسقط
ولايتي على بنتي .. وتبي يكون لها الحق الكامل انها تعيش عندها وانا مستحيل
اخليها تكسب هالقضية لو اخسر اللي وراي واللي دوني هالبنت العاقة بترجع
لبيت ابوها غصبن عليها وبعيشها ذليلة عناد في امها اللي ماعلمتها هالسنين
كلها انها مستحيل تقدر تكون ند لي ..
استغرب الموضوع اللي لأول مرة يعرفه دايم القضايا تكون في مجال المال
والاعمال والتجارة واليوم القضية تخص بنته وكأنها سلعة يتداولونها ومن يدفع
اكثر هو اللي راح يكسبها .. ابتسم بخاطره على نفسه شلون ينتقد تصرفاتهم
وهو اللي باع ضميره من زمان عشان هالفلوس من دخل هالشركة وهو نازع
ثوب الحق حتى اشعار آخر .. وطلع من عنده بعد ما وعده انه يحل القضية
بالتفاهم مثل كل مرة يقدرون يكسبون كل شي لصالحهم .. بمجرد دفع رشوة
مجزية ..
شال جوالاته وسويتش السيارة .. وطلع من مكتبه رايح للبيت كان حاس نفسه
بينفجر من الغيض اللي فيه .. ومن وصل للبيت صرخ بأعلى صوته يناديها
ما كانت مستغربة حالات غضبه اللي تعتريه من وقت للثاني والتزمت الصمت
وهي تناظره تكلم بصوت عالي : الواطية رافعة علي دعوى وتبي تاخذ بنتها
اللي رجعت لها بمساعدة ناس ما ادري منهم .. انا تحط راسها براسي ..؟ ما
تعلمت بعد هالسنين انها لو تحب الأرض تحت رجليني ما رحمتها بعد اللي
سوته فيني ..
قاطعته بصراخ : اووووووه وانت كل مرة قلت سوت فيني .. تراها باعتك
ليش للحين متحسف على عشرتها .. ؟ لا والحين جاية بقواية عين تهدد وترفع
قضايا .. لا تسمح لها تاخذ اللي هي تبيه بنتك خذها عندك وزوجها بعدها هي
ماتقدر تتكلم ولا ترفع قضايا ..
كعادتها بكل مرة تزيد النار حطب مجرد مايكون الطاري عنها وهي اللي من
عرفتها كرهت كل شي يرتبط فيها واعمت الغيرة عيونها عن الحق وتركتها
تنغمس في اكبر الذنوب لمجرد التفريق بينهم واللي تحصد نتائجه بفخر الى
هاليوم .. وهو تابع لها بكل تحريض تقوله و كأن كلامها كتاب منزل مايقبل
البت فيه ابد ..
/
\
/
\


انتهى الجزء الحادي عشر
الفصل الثاني


الجزء الثاني عشر

[ الفصل الأول ]‎‎‎‎

i 1 i
/
\
/
\
والله مدرى ليه ضايق .. ومخنوق
واحس به " نبرة " بكا في كلامي
لا .. لا تهيّضني على الدمع ياموق
ادنات والله .. ما " يمطّر " غمامى
ياعين كانه " دمع " هليه ولــ فوق
ما ودى اشعر .. بانكسارى امامي
الليل كله .. لين صافحني شروق
وانا اليّل .. هالصباح " بظلامي "
كل السما رعد .. وبكاءات وبروق
حزن تزبّر .. فى سماي .. مترامي
بشويش تكفى لامس الجرح برفوق
كذبه تراها " ضحكتي وابتسامي "
ثوب الفرح .. ياسيد الهم .. مشقوق
شفها تراجف من لبسته " عظامي "
شفني نخل .. كلي عذابات وعذوق
لا لا تهزّ .. ولا تطيّر " حمامي "


في اقسى مكان بالوجود و في احدى زواياه المعتمة .. كان سارح بخياله ولا هو
معاهم ابد .. يومين فقط تفصله عن اهم قرار بحياته وكل ساعة قضاها بهالمكان
القاسي كانت اشد قسوة .. مهما حاول انه يصبر و يتجلد و يبين عكس ما يظهر
عليه .. الا انه يعيش بحزن قاتل يفوق حدود احتماله .. اوقات كثيرة رافقه دمعه
طول ليله .. فراق صديقه واحساسه بعقدة الذنب انه هو اللي تسبب في موته بعد
قضاء الله .. واشياء غيرها اكثر اتعبته و زادت على تعب عمره تعب اكبر ..
طول الليل وهو على هالحال نومه متقلب ولا هو قادر ينام اكثر من ساعتين بدون
ما يصحى كل شوي وهو يحسب الوقت لهاليوم الموعود حس بضيقة تجتاح صدره
وتكتم على انفاسه ماقدر يكمل نومه ولا عرف يطرد هالأفكار من راسه .. تعوذ
من الشيطان و قام ناظر حوله لاشكالهم بس ماقدر يعرف من اللي صاحي غيره ..
وده يسولف مع اي احد بس يضيع الوقت وما يحس فيه .. رجع جلس مكانه بعد ما
لاحظ ان الكل نايم " يااااارب الهمني الصبر "
انتظار .. انتظار .. هذا كل اللي يقدر عليه .. للحظات بس تذكر الرجال اللي كان
معاهم و تنفذ فيه حكم القصاص قبل فترة .. كان يتمنى بس انه يملك صبره كيف
تحمل 3 سنوات في انتظار مصير حياته .. وهو اللي ماتعدت تفاصيل الحادثة اكثر
من اسبوعين و نص و يحس هالفترة بس كانت كفيلة بانهاء كل شي جميل بداخله ..
و تسائل كثير هل ممكن يكون له هو نفس المصير .. مع انه بالخطا الا ان هالخطا
قاتل و في مكان خالي من اي بشر غيرهم بوقتها .. تنفس بعمق وهو يتذكر كلامه
له و اسلوبه في التخفيف عنه ردد بصوت هامس ..
" لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين "
" لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين "
" لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين "
اسند راسه على ركبته وهو جالس و غمض عيونه بتعب .. حس بيد تلامس كتفه
وقبل يرفع راسه سمع احب صوت له بهالمكان يهمس له : هونها و بتهون يا راكان
و توكل على الله .. و من توكل على الله فهو حسبه ..
رفع راسه و ناظره بابتسامة : لا اله الا الله .. تصدق .. ؟
ناظره مستفهم : وشو ؟
عدل جلسته و تكلم معاه : حسيت ان هالحادث اختبار حقيقي لإيماننا بس انت فاجأتني
يعني كنت أول لو تحمل مادة أو تخرب سيارتك يقفل جوك و تقعد طول اليوم تتشكى
و متضايق ..
لمعت عينه وهو يسمع كلام راكان .. بعدها ابتسم له قبل يرد عليه : بعد موت منصور
تغيرت .. خفت اموت واقابل ربي وانا ماقدمت شي له .. كل تفكيري كان بالدنيا بس
حتى صلاتي الله اعلم بحالها .. صحيح اني ما كنت افوت و لا ركعة بس كنت اسهى
كثير فيها .. مادري والله يا راكان بس ودي اتغير واصير احسن ابي اتقرب لربي اكثر
مسك كتفه و همس له : انتبه تكون صحوة بوقت الابتلاء واذا ربي نجاك منها رجعت
مثل اول ..
هز راسه بالنفي ورد : لا ان شاء الله ..
تمدد مكانه وحط يده تحت راسه و تكلم : وانا بعد تغيرت صرت اكثر صبر من اول ..
صحيح اني بالأول كنت اتشكى طول الوقت وألوم نفسي بس عرفت انه ماراح يفيدني
الا الدعاء " سكت لثواني و كأنه يستجمع افكاره اكثر " تصدق عبود ؟
ناظره بتركيز يبيه يكمل كلامه .. غمض راكان عيونه و تكلم : بتبقى صورة منصور
محفورة براسي عمري كله .. بحياتي ما شفته يضحك مثل هذيك الليلة كان مستانس
و انا بلحظة انهيت كل شي " رفع يده لوجهه ومسح دمعته .. من غير لا يفتح عيونه
" اللهم لا اعتراض على حكمك و لا راد لقضاءك ..
سحب نفس عميق و تم على نفس وضعه بدون مايتحرك .. تمدد جنبه عبدالله و غمض
عيونه : الله يرحمه يارب .. ادعي له بالرحمة ياراكان تراه محتاج مثل هالدعاء ..
همس بصوت مخنوق : الله يرحمه و يغفر له ..
سكت بعدها هو و سكت عبدالله بعد .. و اثنينهم يعايشون صراعاتهم الداخلية .. مابين
احساس الذنب القاتل .. والتسلح بالصبر في اصعب الظروف واحلكها و ترقب الحكم
المنتظر و اللي ممكن يغير من مجرى حياتهم للأبد ..
ما استغرق عبدالله وقت طويل للتفكير بعد دقايق بس سمع راكان صوت شخيره ..
فتح عينه و ناظره .. شافه نايم على ظهره و يده تحت راسه .. حس انه مو مرتاح
بوضعية نومه لأنه مو من عادة عبدالله يشاخر في النوم .. سحب المخدة ورفع راسه
شوي يبي يحطها تحت راسه .. فتح عيونه و ناظره و تكلم بدون وعي : وشو ؟
اشر له راكان بيده : و لا شي ابد كمل نومك .. انا بنوم بعد ..
رجع غمض عيونه و قلب على جنبه الأيمن .. عطاه راكان ظهره و تغطي هو وياه
وغمض عيونه و نام ..
/
\
/
\
/
\
/
\
دخلت البيت و هي قافلة اخلاقها رغم ان اليوم اخف يوم عندها بالجدول و محاضراتها
انتهت الساعة 10 و نص .. مشت للمطبخ و وقفت عند الباب ناظرت بالشغالات شوي
و تكلمت : وحدة فيكم تسوي لي فطور و تجيبه لغرفتي ..
و مشت بدون ما تنتظر جواب .. رقت لغرفتها ورمت شنطتها على السرير .. فصخت
عباتها و دخلت تتسبح .. بعد حول الربع ساعة طلعت وهي لابسة روبها الوردي ..
جففت شعرها و هي تشوف سوجي داخلة عليها بصينية الفطور اشرت لها تحطه على
الطاولة ..
حطته و وقفت مكانها تناظرها .. فتحت دولابها تبي تطلع لها شي تلبسه و لاحظت ان
سوجي للحين واقفة .. : خير .. وش عندك تناظريني ؟
قربت منها و قالت بهمس : ليه مدام نورة بس يبكي كل شوي ؟
عقدت حواجبها متسائلة : وين شفتيها ؟
اشرت بيدها جهة الباب و قالت بارتباك و هي تطلع : هينا في السالة ..
طلعت من الغرفة و وقفت عند باب الجناح تناظرها .. كانت غارقة في افكارها و كل
شوي تمسح عيونها و خشمها بالمنديل .. رجعت للغرفة و سحبت لها بنطلون جينز
دايم تحب تلبسه و تيشيرت اسود اتصلت على سوجي و من ردت عليها تكلمت : جيبي
عصير ثاني لنورة بسرعة ..
قفلت على طول و لبست ملابسها .. شالت صحنها و طلعت تقعد معاها اول ما قربت
منها سلمت عليها .. رفعت نورة عيونها تناظرها و ردت السلام ..
جلست قريب منها بتردد و هي تشوف سوجي جايبة لها عصير البرتقال ابتسمت لها
و هي تأشر لها على العصير : خذيه لك ..
مدت يدها و خذت كاس العصير و هي مستغربة اللي يصير .. لأول مرة من تزوجت
و سكنت هالبيت تجي رسيل و تجلس معاها لحالهم نزلت عينها عنها و هي تفكر فيها
كانت هذي اول مرة بعد تشوفها بلبس عادي بدون اكسسوارات او حتى ميك اب كانت
عادية جدا عكس ما كانت دايم تشوفها .. لان شكلها بالعادة رائع و جذاب حست بلمسة
يدها و رفعت عينها تناظرها .. شافتها مادة بيدها الساندويتش و هي مبتسمة ..
هزت راسها بالنفي : لا والله مابي كوليه انتي بالعافية ..
كانت رسيل حاسة بضيقتها من رجعت لهم قبل 3 ايام و هي انسانة ثانية غير اللي
عرفتها رغم انها كانت تحس بحزنها قبل .. الا ان هالحزن غير و الكل صار يشوفه
و مبين عليها .. تكلمت بعد تفكير و تردد : نورة انتي اللي علمتيني ان كل مؤمن مبتلى
و قلتي لي كلام اثر فيني كثير .. و الحين انا اقول لك نفس الكلام ادعي له .. بهالوقت
ماراح يفيده شي كثر الدعاء ..
ترددت لثواني قبل تتكلم : و ربي اني طول الوقت ادعي له .. بس عازن علي حاله
مادري شلونه الحين .. " ناظرتها برجاء " تكفين ادعي له بكل صلاة ..
هزت راسها برضى : ابشري اكيد بدعي له من غير ما توصين .. بس انتي افطري
معاي
الحين " و بابتسامة " و لا بترديني و هذي اول مرة اطلبك ؟
مدت يدها و خذت منها الساندويتش و هي تبادلها الابتسامة .. كانت تحس بغثيان و
نفسها مسدودة عن الأكل .. لكن ما حبت ترد رسيل في أول تواصل بينهم بعد كم شهر
من زواجها الى هالحين محد يعرف بخبر حملها .. لا نفسيتها و لا وضعها الحالي يسمح
لها انها تبث لهم هالخبر المفرح .. وهو بعد ترك لها المجال مفتوح انها تخبرهم متى ما
حست نفسها ودها تقول تجاهلت كل افكارها و التفتت لها تسئلها : شلون خويتتس ؟
رسيل و هي تشرب العصير : مرة تعبانة .. رحت لها قبل كم يوم نفسيتها مو ذاك الزود
و ما طلعت الا و انا ضايق صدري .. معيشة نفسها بكآبة الله يعينها والله انها كاسرة
خاطري ..
تنهدت و غمضت عيونها : محد مرتاح وانا اختتس بس خليها على ربتس ..
سمعت صوت خالتها اللي توها صاحية قامت على مهلها تسلم عليها و جلست تسولف
معاها .. كانت ترتاح و هي تسمع كلامها اللي تقوله لها دايم .. صحيح محد حاس اللي
بقلبها الا اهلها بس هم بعد ما قصرو ماخلوها ابد من رجعت .. حتى سما اللي دايم
فرفوشة و تضحك هاليومين اللي راحت كانت مراعية نفسيتها كثير ..
رسيل اللي قعدت تناظرهم و هي مستانسة انها اخيرا اقدمت على هالخطوة و كسرت
الحاجز اللي كانت بانيته بينها و بين نورة من أول يوم دخلت هالبيت .. من البداية
لاحظت عليها انها غير بكل شي طيبتها آسرة بشكل كبير .. لكن غرورها منعها اوقات
كثيرة انها تقترب منها رغم انها كانت تشوف تعلق سما فيها و تأثرها بتفكيرها و تمنت
انها تقدر تكون قريبة منها مثل سما بالضبط ..
جلست تسولف معاها هي وأمها قبل ما يدق جوال نورة و تستأذنهم رايحة لجناحها ..
و من اول ما دخلت ردت بلهفة : هلا والله .. بشر
تكلم بهدوء : اول شي السلام عليكم " وبعد ماردت السلام كمل " كل اوراقه جاهزة
والمحامي ثقته بالله كبيرة يقول مافي شي ضده ابد و القضية راح يكسبها بحول الله ..
غمضت عيونها و اسندت راسها للجدار : يارب .. يارب
سكت شوي و تكلم بعدها : أكلتي شي ..
مشت للغرفة بخطوات متعبة : ايه .. شوي
تمددت بعدها على السرير و هي تسمع كم النصايح و التوجيهات اللي يرددها عليها و
اكتفت هي بإجابة وحدة " ان شاء الله "
و قبل يسكر سمعته يقول لها : بعد الصلاة بجي البيت .. ابي اقعد معاك شوي .. اهم شي
لا تتعبين نفسك انتي و لا تكثرين نزلة و طلعة مع الدرج ..
ابتسمت و هي تردد لأكثر من مرة : ان شاء الله ..
سكرت منه و انسدحت على جنبها ما كان لها خلق ابد تكشخ له الوحم كان متعبها و كارهة
نفسها و فوق هذا نفسيتها اصلا ما تساعد ابد .. انتظرت اذان الظهر و قامت بعدها تصلي
رجعت تمددت على سريرها و غمضت عيونها و هي تردد اذكار بعد الصلاة جلست لدقايق
مو قليلة على هالوضع قبل ما تسمع صوت تسكيرة الباب ..
فتحت عيونها و التفتت وراها على الباب شافته يعلق شماغه و ثوبه على الشماعة ابتسم لها
و هو يسلم بادلته الابتسامة و ردت السلام .. راح يغسل و رجع للغرفة لاحظ انها على نفس
وضعيتها للحين تمدد جنبها و فرد يده على السرير تكلم و هو يأشر لها على يده : قربي مني
حطي راسك هنا ..
قربت منه و حطت راسها على يده لفها عليه و دفنت نفسها بحضنه : نفسي اشوفه يا طلال
احس قلبي ماكلني عليه ..
مسح على شعرها و هو مقرب فمه من اذنها و تكلم : يعني ما تصدقين كلامي .. ؟ نورة والله
انه مافيه الا العافية .. مابي اكذب عليك و اقول مبسوط بس والله انه احسن من اول مرة شفته
فيها .. سكتت و كأنها تنتظر اي كلام منه يطمنها عليه ..
تكلم بهدوء يحاول فيه انه يطمنها عليه : صدقيني حتى هو تغيرت نفسيته عن اول
وكل مارحت له قال لي طمن اهلي علي
وقول لهم راكان بخير و عافية مايبي منكم الا دعاكم ..
رفعت عينها وناظرته : اسئلك بالله تحسه مرتاح ..؟
ناظر بعيونها وتكلم بصدق : تبيني اكذب عليك واقول مرتاح ..؟ يا قلبي محد يرتاح في سجنه ..
بس هو صابر وامله بالله
كبير انه يفرجها عليه ..
سكتت تسمع كل كلامه لها .. بعد ما تكلم عن كل شي يهمها تمتمت : الله
يسهل له امره يارب ..
باسها بين عيونها و تكلم : لا تحاتين و فوضي امرك لله .. انا بنام الحين .. وقوميني الساعة 3
بقوم اتغدى و اروح الشركة عندي شغل واجد ..
هزت راسها برضى .. ناظرته و هو مغمض عيونه و تنهدت " الله يخليه لي يارب " ...
/
\
/
\
/
\
/
\
في مكتبه الواسع في ارقى احياء الرياض جلس ينهي معاملاته لهذا اليوم .. تراجع للخلف
و مد يده لأحد ادراج مكتبه الخشبي الكبير فتح الدرج و سحب منه ملف و مجموعة اوراق
قعد يقلب الأوراق و يقرا كل مافيها بعناية و فتح بعدها الملف تأمله من أول صفحة و بعد
ما وصل لصفحته الخامسة استخرج منه الشيك .. قعد لدقايق يقرا الرقم المدون فيه .. 4
ملايين ريال و بالأعلى كتب اسمه الكامل " الاستاذ سليمان محمد الـ .... "
تنفس بعمق و هو يتذكر تفاصيل ذاك اليوم اللي استلم فيه الشيك .. رفع سماعة التليفون
و كلم سكرتيره يجيه .. اول ما شافة داخل عليه و يسلم .. اشر له يجلس و هو يرد السلام
بعد ثواني جا ومد له الشيك .. ناظر بالرقم و الاسم بذهول : وش ذا ؟
ابتسم و هو يشوف نظرات التعجب بعيونه .. : شفت اللي جاني قبل يومين و قال يبيني
ضروري ؟ "‏ هز راسه بإيه و كمل المحامي .. " هذا سكرتير ابو البنت اللي توني ماسك
قضيتها ..
فتح عيونه متفاجيء و ناظره باستفهام : لا تقول هذي رشوة ..
اتسعت ابتسامته : ايه
قاطعه يبي يتأكد منه : بس انت رفضتها صح ؟
هز راسه بالنفي و هو مازال على نفس ابتسامته : وانا مجنون ارفض هالمبلغ .. اللي دفع
هالكثر اقدر اطالبه بأي وقت بمبلغ اكثر ..
ماقدر يستوعب كلامه لأول مرة يحس انه انسان غير اللي عرفه طوال 13 سنة تدرجو فيها
حتى صارت لهم هالمكانة المرموقة : سليمان تتكلم جد الحين و لا تمزح ؟
ضحك بأعلى صوته و هو يقوم .. جلس في الكرسي المقابل له و سحب الشيك من يده : و هذي
امور ينمزح فيها .. راح اباشر القضية و قبل النطق بالحكم راح انسحب ..
وقف و هو معصب : تبيع دينك و شغلك هالسنين كلها عشان هالمبلغ وانت تقدر تحصله في
كم قضية بس ..
رفع راسه و اشر له يبيه يجلس : طيب اجلس بالأول خلنا نتفاهم .. بعدين انت قلتها كم قضية
بس هذا من قضية وحدة و ممكن ازود المبلغ لو بغيت بعد .. و ابوها انسان واصل و له نفوذ
قوي بالبلد و اذا ما قدر علي راح يقدر على غيري .. و المنطق يقول انه راح يكسب القضية
في الآخر وانا ماعندي استعداد اخسر سمعتي و اسمي على قضية واضحة نتايجها لمن بتكون بالأخير ..
تكلم باستفهام : و اذا انسحبت قبل النطق بالحكم ما يعتبر انهزام لك .. ؟ و سبب انك تخسر
سمعتك ؟ و افرض تسرب خبر الشيك راح تفقد مصداقيتك و اكيد بتفقد بعدها كل اللي يتعاملون
معاك ..
مازال على نفس ابتسامته اللي رافقته من ابتدا هالنقاش : و من يسربه ؟ انت مثلا ؟ ماعندك
دليل ابد وانا ماراح اصرفه الا بعد كم سنة .. و هم مستحيل يتكلمون لأن هالموضوع بيضرهم
قبلي ..
حط يدينه على راسه يبي يستوعب الكلام : سليمان تكفى قول لي انك قاعد تمزح وان هالكلام
كله مقلب ثقيل و بينتهي ..
وقف جنبه و لف يده حول كتفه : لا مو مزح و لا هو مقلب ابد .. بس اجلس .. خلني اعلمك كل
التفاصيل ..
جلس معاه و هو للحين مو مستوعب شلون قدرو عليه و غيرو من مبادئه وافكاره .. بدا بعدها
سليمان يشرح له كل حيثيات القضية و كل التبعات اللي ممكن ترجع عليه ..
كان يشرح له كل شي بثقة تامة رغم خوفه الكبير .. من اكتشاف امره في حال تسربت اي
معلومات تخص القضية ..
و بدا سكرتيره يتجاوب معاه .. و قدر بسهولة انه يغير قراره من الرفض القاطع قبل دقائق ..
الى قبوله المبدئي في هاللحظة ..
شال كل الأوراق وحطهم في الدرج الخاص فيهم .. و دس الشيك بداخل الملف و حطه بنفس
الدرج قفل عليه و هو مبتسم ابتسامة عريضة .. و مشى طالع من المكتب هو و السكرتير ..
و بداخله يفكر بكل القرارات اللي اتخذها بالفترة الأخيرة واللي ممكن تغير من سير عمله ..
أو حتى مجرى حياته ..


‏/
\
/
\
/
\
/
\
فتحت عيونها على صوت ازعاج الجوال .. و من اول ماردت عليه و بدون حتى ما يسلم
باغتها بسؤاله : وش اسمها ؟
كانت توها صاحية من النوم و ما استوعبت هو اصلا يسئل عن مين : وشو ..
رفع صوته و صار يعيد سؤاله بتركيز : قلت لك وش اسمها ؟
قطبت جبينها باستفهام : من هي .. ؟
تأفف من اسئلتها و غبائها : يعني انا عمري كلمتك عن وحدة غيرها .. بسرعة وش
اسمها ذيك اللي في بيت عمي ..
توها تستوعب كلامه : اهااا .. سارة ..
سكر السماعة في وجهها و رجع يتصل على سارة ..
عندها هي كانت مستغرقة في نومها .. و من سمعت صوت رنة جوالها ردت على
طول : هااااه ..
بعد الجوال عن اذنه و ناظره متعجب .. تأكد انه رقمها و رجع يتكلم : مساء الورد ..
للحين بعدها ماصحت ولا تدري وش سالفة هالاتصال .. تمتمت بطفش : هممم
ضحك على تناحتها بصوت عالي .. و قال بهمس : سارة ..
اول ماسمعت الضحكة فتحت عيونها تبي تفهم وش صاير .. بس من سمعت اسمها فتحت
عيونها على اتساعها .. سكرت على طول بدون تفكير .. و فزت قاعدة و هي ترتجف
" يمممه يمه هذا شلون عرف اسمي "
جلس تضرب خدها و هي ترف بعيونها بتوتر .. و قبل ما تكمل تفكيرها رجع اتصل مرة
ثانية .. " اوووف هذا شلون افتك منه "
هذا حاله كل يوم يتصل عليها و ما ترتاح منه الا اذا قفلت جوالها .. مسبب لها رعب كبير
مجرد ماتسمع صوت رنه جوالها ..
ردت و هي معصبة : خيييير ؟
جاها صوته الهادي عكس عصبيتها المفرطة : لا .. لا .. وش فيها الحلوة معصبة ..
قاطعته بنفس العصبية : اعصب و لا احترق من الآخر وش تبي فيني .. ؟
تكلم بخبث : ابيك انتي ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات