رواية سجينات خلف قضبان القصور -44
نزلت من السيارة وشالت ريان تنزله معاها كان الجو فيه رطوبة شوي بس اقل
حر من اليومين اللي راحت مشت بخجل ورا امها اللي انتظرت الرجال يروحون
بالفرشة الثانية .. قربو منهم وسلمو عليهم وجلسو .. مازالت الى هالحين تعاني
من خجلها الشديد بالذات في اول الجلسة بعدها تنفك العقدة شوي رغم انها اليوم
مو شايلة هم كثير لانها تعرف وش كثر هم حبوبات .. وراح تدخل معاهم بالجو
على طول .. كانت جالسة جنب امها اللي تسولف معاهم .. قربت منها الجوري
اللي من عمرها وجلست جنبها : اووووف من جدكم انتو تبون قهوة هالجو مايبي
له الا عصير و آيس كريم " لفت على ديما تسولف معاها " شلونك ؟ ليش ياختي
قاطعة ولا تسئلين انا قلت خلاص بنشوف بعض كل شوي مثل اول الحقي علي
قبل اعرس وانشغل عنك ..
تكلمت افنان : الله والشغل عاد .. هذاني متزوجة وكل شوي جاية لكم لاحقة على
حبسة البيت لا دخلو عيالي المدارس وقتها ما اقدر اطلع الا بالويك اند ..
ام خالد وهي تصب لام متعب قهوة : وهي الصادقة ترى الوحدة لا فتحت لها بيت
مو مثل يوم هي في بيت اهلها بعدين انت زوجك وش حليله طيب وابن حلال بس
هي ماتدري شلون بيكون تعامله معاها .. يمكن مايكون من النوع اللي يخليها كل
شوي تروح لاهلها او تطلع معاهم .. يعني مرة او مرتين بالاسبوع واغلب الناس
كذا ..
لفت ديما على امها وهمست لها : يمه عادي اكشف .. احتريت والله ..
اشرت لها على مكان فاضي : روحي جنب مدى محد بيشوفك واكشفي على كيفك
بس خلي نقابك بيدك يمكن تمر سيارة ولا يجي احد من قدامنا ..
قامت واقفة وجلست جنب مدى وصارت الجوري على يسارها .. ورجعو يكملون
سوالفهم ..
الجوري بحماس وبصوت بالكاد ينسمع : تبين نركب لنا دبابات ؟
هزت كتوفها : مادري .. شلون ؟
لفت وراها وبعدها كملت : اخلي متعب يجيب لنا ..
تكلمت بارتباك : ما اعرف له .. ماعمري ركبته اصلا ..
مسكت يدها وهي تقنعها : تركبين معاي بالاول والله انه سعة صدر وبتستانسين
ناظرت امها ورجعت لفت على الجوري : زين بسئل امي اول اخاف ماترضى ..
ضحكت افنان وهي تستمع لمخططاتهم .. : والله ماتخليكم الجوهرة تركبونها بس
اقعدو بكرامتكم قبل تجيكم تهزيئة محترمة ..
ناظرت ام متعب بالجوري مستفسرة : وشو ؟
طالعت الجوري بافنان بتهديد على لقافتها : بنروح نركب دبابات انا وديما ..
قاطعتها على طول : والله ماتركبينه .. ماتشوفين الناس حولنا ؟ ماتستحين على
وجهك انتي ؟
حاولت تقنعها بأسلوب هادي : يممممه اصبري افهمك بنروح ورا السور وهناك
مافي احد اصلا ومو مطولين بس نص ساعة .. تكفين ..
هزت راسها بالنفي : لا .. انا حلفت وقضينا من هالموضوع لو انا كاشتين بالبر
وماحولنا ناس ماقلت لك شي بس تبين تركبينه قدام الناس .. واصلا لا ابوك ولا
اخوك بيخلونك تركبيه بس ارتاحي ..
تمتمت بزعل : اعوذ بالله تعقيد .. " وقامت وهي متنرفزة " بروح اتمشى شوي
قولو بعد ممنوع وعيب ؟
ضحكت ام خالد على شكلها وهي معصبة .. وهذا هي دايم مع امها اذا طلعو برا
بين الرجاء والرفض : لا محد قايل لكم ممنوع روحو تمشو بس عاد لا تبعدون
محنا مطولين ..
اشرت للبنات يقومون معاها والتفتت ديما على امها وقبل تستأذنها او تقول شي
تكلمت هي : روحي استانسي ياقلبي ..
حطت افنان ولدها عند شغالة اهلها وقامت هي ومدى معاهم .. دقايق وسمعو
صوت رنة جوال سحبت الجوري جوالها : ياربي من هالعائلة المعقدة والله لو
قال لي ارجعي ما رجعت ..
خذت افنان منها الجوال وردت عليه : هلا والله ..
متعب مستفسر : وين رايحين ؟
ردت عليه بكل هدوء : بنروح نمشي شوي وراجعين .. ديما زهقت من القعدة
وقلنا نقوم نسليها ..
كانت تتكلم وديما تقبص بيدين جوري من الفشيلة لفت عليها وطقتها بقوة وهي
تبعد يدينها : خييييييير .. ترا هي اللي فشلتك مو انا بعدين ياختي مافي الا انتي
عشان يسكتون .. اخاف يقول حولنا ناس ولا تروحون ..
مدت لها افنان الجوال : والله انه مايقول شي بس انتي اوقات تبين تاخذين كل
شي بالعناد والرجال ما يحب اللي تعانده ..
طنشتها وسحبت يد ديما يمشون جلست ديما تناظر مدى اللي وقفت بينهم تعدل
نقابها والتفتت على جوري وهمست : نفس عيون متعب ..
ناظرتها جوري مستغربة : شنو ؟
حست بخجل فظيع من كلامها .. ورجعت تعيد كلامها بتردد كبير : مدى نفس
لون عيون متعب ..
ابتسمت وهي تناظر مدى : ايه بس الحين يوم كبر احسها صارت اغمق من قبل
يمكن بالشمس يصير واضح انها افتح من لون عيوننا .. بس اذا الاضاءة عادية
تبان على بني شوي ..
سكتت وهي تشوف افنان راجعة ورجعت معاها مدى .. ويوم جات تبي تلحقهم
استوقفتها جوري : وين مابعد استانسنا خلينا نروح هناك ..
مشت معاها بكل استسلام وبعد تفكير تكلمت : بقول لك شي بس ابي وعد منك
هالكلام يكون بيني وبينك ..
لفت عليها بحماس : شي محد يعرفه ؟
ديما بنفي : لا امي تعرف بعد .. بس ماتدري اني بقول لك انا اصلا ابي اقول
لك لاني ابي اعرف ليش ..
ناظرتها تبيها تكمل كلامها وتكلمت ديما عن كل اللي بقلبها هي الى اليوم تبي
تعرف اي شي عن الانسان اللي كانت تحس انه مصدر الأمان والحماية لها ..
ليش بأهم لحظة بحياتها خذلها .. كانت تبي منه جواب يمكن اذا عرفت اسبابه
تعذره : اهم شي قولي له اللي انا قلته بس مابيه يعرف اني دارية انك بتقولين
له .. " وبتردد " يعني انتي كأنك مستغربة منه وبتعرفين الجواب لنفسك واذا
ماكانت الجوري محتاجة لذكاء كبير .. حتى تكتشف ان ديما رجعت لهم نفس
الطفلة اللي ترتكتهم من سنوات .. نفس التفكير تتكلم عن متعب وكأنه مازال
صديق طفولتها الى هاليوم وبداخلها رحمتها لان شخصيتها تحتاج وقت طويل
لاستعادة ثقتها بنفسها .. وعدتها ترد لها على كل الموضوع باتصال .. بنفس
الليلة .. ورجعو بعد ماحسو ان الظلام بدا يحل واكيد الحين او شوي ماشين ..
وقفت مكانها وهي تشوفهم يلمون اغراضهم وبين لحظة والثانية كانت تسترق
نظرات له .. مازال فيه ذاك الشي اللي يحسسها بحلاوة عمر مضى ..
/
\
/
\
/
\
/
\
توهم راجعين لشقتهم من ساعة .. بعد ماقضو اسبوعين مابين مكة وجدة ..
كانت تبي ترتاح بعد ارهاق الطريق اللي كان متعب لها بشكل كبير جدا
تمددت على السرير شوي الين وقت صلاة العشا .. دخل عليها وشافها
متمددة ابتسم وتكلم : ابي اروح مشوار ساعة وراجع ..
عدلت جلستها و ناظرته : وين ؟
تكلم وهو يلبس شماغة : ابي اوصل لشقة العيال اسلم عليهم وجاي .. ان
شاء الله مو متأخر ..
قامت واقفة وتكلمت بلهفة : تكفى سلم لي على راكان .. وخله يكلمني ابي
اسمع صوته ..
اشر لها على عيونه وهو مبتسم : ابشري من عيوني .. يالله ارتاحي انتي
وانا بجيب معاي عشا ..
هزت راسها برضى وهي تشوفه واقف عند التسريحة ويتعطر طلع بعدها
رايح لشقة اخوياه وأول ما وصل فتح الباب بالمفتاح اللي معاه ودخل يبي
يفاجئهم ..
استغرب الهدوء الكبير في الشقة ومن دخل الصالة و شافه جالس ماسك
ملزمته و يذاكر ابتسم وسلم .. رفع مشاري راسه و استانس أول ماشافه
داخل عليه : يا هلا والله .. اشوى اللي تذكرتنا وانا اللي قلت هذا من اعرس
نسانا ..
ضحك له وهو يسلم عليه : حرام عليك وربي توني واصل وعلى طول
جيت لكم .. " تلفت حوله " وين العيال ؟ غريبة هالحزة ومحد بالشقة ..؟
سكت مشاري لفترة طويلة مايدري وش يقول له حس لسانه انربط وصار
عاجز عن الكلام .. ناظره مستغرت : وش فيك ؟ لهالدرجة سؤالي صعب ؟
ظل واقف مكانه بلا اي تعابير تذكر صارع كل الكلام بداخله مايدري شلون
يبدا معاه الكلام .. حس الوليد بقلق من صمته الغريب وتكلم ..: عسى بس
ما تهاوشتو وطلعو من الشقة ..؟
بلع مشاري غصته " ياليتها هوشة وفراق دنيا ولا هالمصايب " تكلم بعدها
بصعوبة : منصور يطلبك الحل ..
جلس على طول وهو يردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. متى صار هالكلام ..
تردد اكثر من مرة مايدري شلون يبدا كلامه .. كان خبر وفاة منصور اهون
الأخبار المفجعة اللي راح تتوالى عليه ..
جلس معاه مشاري وهو مقرر يعلمه بالتفاصيل لان مصيره يعرفها : اسمع
وانا اخوك السالفة طويلة ومعقدة بس وربي تعبت وابي من يوقف معي وانت
دايم ماتقصر معنا وتحل امورنا بعد الله .. و .... ذكر له كل تفاصيل الحادثة
المؤلمة من لحظة خروجهم الى لحظة الفاجعة ..
جلس الوليد مكانه مبهوت مو قادر يصدق كم الصدمات اللي سمعها .. شي
اكبر من حدود احتماله 3 صدمات كل وحدة فيهم اصعب من الثانية .. وفاة
صديقه .. وفوق هذا ولد عمه واخو زوجته اللي مقطوطين في السجن ..
والاثنين متهمين بقتله ..
حط يده على راسه يحاول يهدي الصداع اللي فتك فيه ونزلت دمعته غصب
عنه وهو يشوف دموع مشاري اللي يمكن حبسها لفترة طويلة قبل تطلع اليوم
وتفضح اللي بالقلب كله ..
طلع من الشقة .. وركب سيارته مايدري وين يروح .. مايقدر يرجع لشقته
وتشوفه بهالشكل اكيد بتعرف انه في شي صاير .. مشى بكل شارع .. ضايق
صدره كان يحس الحزن اللي في قلبه فاق حدود الصبر .. احزنته الشقة من
بعدهم واللي احزنه اكثر شكل مشاري اللي انهار بوجود اللي اكبر منه وفاض
فيه الحزن شاف ساعة السيارة اللي تشير لـ 12 و ربع ورجع للشقة .. ارتاح
كثير من شافها نايمة و تمدد بالصاله غمض عيونه يمكن يقدر يرتاح هالمرة
وحاول بصعوبة انه ينام وهو مقرر من بكرة يروح لهم يمكن يقدر يشوفهم..
او على الأقل يعرف موعد الزيارة ومع هالتفكير نام من بعد ارهاقه الجسدي
من الطريق اليوم .. وارهاقه النفسي من الفاجعة اللي همت قلبه ..
قامت على الساعة 3 و تفاجأت انه مو نايم جنبها .. فزت على طول وراحت
للصالة شافته متمدد ومبين عليه التعب .. استغربت شلون نامت هالوقت كله
والغريب انه هو بعد ماصحاها .. راحت للمطبخ وفتشت عن العشى اللي جابه
لها بس مالقت شي .. رجعت طلعت للصالة .. وقعدت تناظر بشكله وهو نايم
كان مبين عليه مو مرتاح في وضعيته قربت منه تبي تصحيه يدخل ينام في
الغرفة .. بس لا حظت عليه استغراقه في النوم وتراجعت عن اللي كانت تبي
تسويه .. حتى هي بعد مرهقة ومحتاجة لساعات نوم اطول رجعت لسريرها
واخذها التفكير لهم .. كانت تتمنى تشوف نورة وراكان من بكرة ماعاد عندها
صبر اكثر .. بعدها عن اهلها متعب جدا ولو حاولت انها تتعايش مع حياتها
الجديدة اول شي فكرت فيه انها تبي تطلب منه يكلم راكان يجيها بما انه هو
صديقه ومتعود عليه واكيد ماراح يتعذر بأنهم توهم عرسان ومن بعد معمعة
هالتفكير استغرقت بالنوم ..
/
\
/
\
/
\
/
\
قام من بكرة وهو يمسك رقبته اللي اوجعته من نومه الغير مريح .. تلفت حوله
وشاف نفسه بالصالة وبوقتها تذكر كل شي صار غمض عيونه بتعب وتمنى انه
ماقام على هالواقع ابد " استغفر الله العظيم " مسح على وجهه وقام يصلي الفجر
اللي فاته انه يصليه بوقته بدل بسرعة وقبل يطلع شافها توها طالعة من الحمام
( تكرمون )
قرب منها وتكلم بتوتر : عندي موضوع مهم ولازم اروح احله الحين يمكن اطول
وما اجي الا العصر .. وان شاء الله كل مالقيت فرصة راح اتصل عليك ..
ماقدرت تعترض خصوصا انها للحين تستحي منه .. رغم خوفها الشديد انها تقعد
بالشقة وقت طويل لحالها .. ودعها وطلع رايح للخرج كان يبي يشوف ابوه وعمه
يبي يعرف وش اللي صار على عبدالله ولد عمه بالاول وبعدها يرجع للرياض قبل
الظهر ..
ومن وصل لبيت اهله استقبله ابوه بفرح .. وبلحظات عرف انه درى بالخبر من
ملامح وجهه المتغيرة جدا .. سلم على ابوه وعلى امه وقعد يسولف معاهم .. تكلم
ابوه معاه عن كل شي صار عليهم بالفترة اللي تلت زواجه وكيف كانت هالحادثة
صدمة كبيرة بالنسبة لهم خصوصا مع احساس عمه بالذنب لانه هو اللي اعطى
ولده السلاح ورغم روحاتهم ومراجعاتهم المتكررة للرياض لاثبات الأمر الا ان
الموضوع الى الآن لازال في علم الغيب ولاحد يدري وش مخبية لهم الأيام .. اللي
عرفه انه تهمة عبداللة ممكن ماتتعدى الـ 6 اشهر ويمكن حتى اقل في السجن بينما
تهمة راكان قد تصل للقصاص اذا ماثبت ان القتل كان خطا ..
بعد ماتطمن على وضع ولد عمه وصى ابوه يسلم له على عمه ورجع هو للرياض
ومن وصل راح للسجن على طول من حسن حظه كان عنده اليوم تحقيق بوجود
المحامي وهالشي خلاه يقدر يشوفه .. قعد باحدى الغرف ينتظره يجيه وبعد انتهاء
التحقيق دخلوه عليه .. على طول قام واقف ومن شافه حضنه .. راكان اللي رضى
باللي ربي كاتبه له كان متأكد ان الصياح او التذمر ماراح يغير شي بالقدر وماله
الا الدعاء يمكن الله يكتب له فرج هو مايتوقعه .. رغم احساس الحزن اللي يكسيه
لكنه اهون من اول مرة دخل فيها لهالمكان .. ويمكن حزنه الأكبر على صديقه
اللي فقده بلحظة .. ابتعد عن حضنه وتكلم بعتاب .. : الله يهديه مشاري والله اني
قايل له لا يعلمك ..
جلس الوليد وهو يناظر براكان اللي ضعف كثير بهالاسبوعين .. رغم انه بالاساس
ضعيف من قبل بس زاد نحافة بهالفترة .. : لو ما دريت من مشاري .. اكيد اهلي
بيعلموني .. " وبأسى " راكان والله اني مدري وش اقول لك اول مرة بحياتي احس
انه ماعندي كلام اقوله لك .. وربي اني دايم احاول اكون معاك بهمك بس هالمرة
وش اقول .. الحكي كله ضاع مني .. انت شلونك ؟ وشلون عبدالله ؟
نزل راسه وغمض عيونه : انا عايش الحمدلله .. لا تقول شي رايتك بيضا وعمرك
ماقصرت .. وربي احس دمي نشف ولو تجرح يدي الحين ما نزف شي انتظر يوم
الاثنين متى يجي .. ابي اعرف مصيري واللي الله كاتبه لي .. مدري ماودي افكر
خلاص مابقى شي مافكرت فيه وضيقتي اللي بصدري الله العالم فيها بس علمني
بالاول .. شيخة درت .. " هز الوليد راسه بالنفي " اجل ابي اطلبك طلبة وابيك ما
تردني ..
الوليد برضى : ابشر ..
رفع راسه وناظره .. كانت عيونه محمرة ومبين انه على وشك ذرف الدموع لكن
يحاول بكل استطاعته يكون اقوى بمثل هالظروف : شيخة لا تقول لها شي مابي
يضيق صدرها ويتكدر خاطرها .. اصبر لين يصدر الحكم ووقتها قول لها باللي
ربي كتبه علي .. بس الحين تكفى لا تدري عن شي ..
قام وهو يشوف الباب اللي انفتح ولف عليه : ابشر ماطلبت .. سلم على عبدالله ..
ما سمحو لي اشوفه بعد .. الحمدلله اللي عندك تحقيق الحين .. ولا كان ماقدرت
اشوفك ..
سلم عليه وطلع راجع لبيته .. يمكن بعد ماسمع هالاخبار كلها ارتاح بعد مازال
وقع الصدمة عليه .. وصار الحين بحالة ترقب مثل الكثير ليوم الاثنين اللي راح
يكون يوم فاصل في حياتهم ..
مر على احد المطاعم وطلب لهم غدى وتوجه لبيته .. حاول انه يرمي كل شي
وراه ويوفي بوعده لراكان هالمرة بس وينسى معاها كل شي يصير بالخارج ..
وبقلبه دعوات لربه يعجل بفرجهم ويهون الأمر عليهم ومن وصل للشقة ابتسم
وهو يمد لها اكياس الغدى .. سلم عليها وباس خدها وهي يشوفها العروس اللي
تعيش بقمة فرحتها ماتدري وش الدنيا مخبية لهم جلس يسولف معاها وهو يقاوم
كلمة القصاص اللي صارت تتردد في باله كل ماشاف ضحكتها ..
/
\
/
\
/
\
/
\
جالس بحالة ترقب كبيرة لنتائج الفحوصات اللي اجريت على ابوه من اسبوع
واللي كانو ينتظرون كل التحاليل اللي توضح لهم وش هو مرضه لاحظ علامات
الارتباك بوجه الدكتور .. وتمنى من قلب انه مايسمع الخبر اللي ممكن يصدمه
ثواني وجا لهم دكتور ثاني معاه مجموعة من الأشعة والتحاليل وجلس معاهم
كان الأكبر من بينهم ناظره بتركيز وهو يتكلم : كل نتائج التحاليل طلعت ايجابية
مثل ما توقعنا من الكشف المبدئي ومن الأعراض الظاهرة عليه ..
غمض عيونه يستوعب الصدمة ونبضات قلبه تسارعت بجنون لدرجة انه صار
يسمعها بإذنه وحس نفسه مو قادر يسمع شي ثاني واول مافتح عيونه حس بدوار
وان كل اللي حوله صار يتحرك .. حط يده على المكتب وتكلم : يعني يا دكتور
مافي امل ؟
قاطعه يبي يفهمه : من قال مافي امل ؟ انا اقول لك انه ثبت اصابته بالمرض
لكن ممكن يتجاوب مع العلاج ويتشافى بإذن الله ..
كان يحس انه يكذب عليه وان هالكلام يقوله لكل عائلة بس عشان يهون عليهم
المصاب .. : بس كلهم يموتون بعد كم شهر ..
تكلم الدكتور الثاني .. : لا يا نايف مو كلهم يموتون .. في ناس يعيشون لسنوات
طويلة .. بس المرضى يختلفون من شخص للثاني .. في ناس يستجيب جسدهم
للعلاج الكيمائي وناس يمكن مايحتاجونه ويتشافون بالرقية الشرعية خصوصا
اذا كان سبب هالمرض عين .. والحمدلله ابوك الورم عنده بس بالكبد وما انتشر
بمناطق ثانية ومع العلاج بإذن الله يتشافى بس انت خل ايمانك بالله قوي اكيد
اهلك يبون من يقويهم اذا سمعو بهالخبر ..
غطى وجهه بيدينه .. والتزمو الصمت احتراما لمشاعره .. كان يفكر بكل شي
انقال سكت وقت مو قصير .. ورجع ناظر الدكتور يسئله : متى يبدا العلاج ؟
كتب له على ورقة ومدها له : ان شاء الله من يوم السبت نايف خلك قوي وحاول
تشجعه لان نفسية المريض لها دور كبير في نسبة شفائه بعد ارادة رب العالمين
وكل ما كان محبط او مستسلم لفكرة الموت كل ما صعب علينا علاجه و ممكن
تتدهور حالته الصحية .. هذا شي بيدكم انتو شجعوه وحاولو تقوونه ..
اخذ الورقة وحطها بجيبه .. وهو يهز راسه برضى له .. طلع من عندهم وراح
لقسم التنويم تفاهم معاهم على كل شي وطلع ومن ركب سيارته سحب سي دي
جزء تبارك بصوت القاريء ماهر المعيقلي كان يستمع لآيات الله بكل خشوع
تارك المجال لدموعه انها تنزل بهالوقت يمكن ماعاد يقدر يبكي قدام احد سحب
نفس عميق وزفره ببطء ومشى لأي مكان الا البيت اللي مايبي يروح له الحين
مر وقت طويل قبل يستوعب انه كان ماسك خط القصيم وابتعد عن الرياض
حول الـ 95 كيلو ..
نسى كل شي بزحمة همومه مايدري ليش اسم هالمرض مرتبط عندنا بالموت ..
رغم ان الواقع يقول انه مو كل المصابين يموتون .. لكن مجرد مرور هالإسم
كفيل بزرع الذعر بقلوب البشر خذ الريتيرن راجع للرياض ومن وصل لبيتهم
المتواضع .. اللي بكل اسبوع بمثل هاليوم يكون مكتظ باخوانه واخته وعيالهم
سلم على ابوه واخوانه وراح يقعد معاهم بالمجلس .. ماكان يبي احد يدري انه
راح للمستشفى .. يبي يترك كل هالامور لبكرة .. مادام انهم اليوم مجتمعين
ومستانسين مايبي يكدر خواطرهم ..
/
\
/
\
/
\
/
\
من فترة مو بسيطة ما جو لهم زيارة للرياض وهذي اول مرة من سكنو هالشقة
يجون يقعدون عندهم 3 ايام وبيرجعون بعدها للقصيم .. كانت ام عادل تبي اي
احد يجيهم يمكن تقدر دانا تاخذ على جو الناس وترجع لها روحها شوي .. ومع
الاختلاط بصديقاتها واهلها واقاربها تطلع نفسها من جو العزلة اللي حبست نفسها
فيه .. عادل اللي وصل لهم من يومين .. وراح يباشر عمله بالخرج بعد اسبوع
قرر انه ينام مع يزيد بشقته عشان بنات خاله وزوجته ياخذون راحتهم بالبيت ..
ورغم ان دانا كانت تجلس معاهم بالصالة اوقات الا انها كانت تتحين اي فرصة
للهروب والانعزال ..
ومجرد ماترجع تجلس معاهم تصارع التوتر اللي يجتاحها بشكل كبير لدرجة انه
حركتها تكثر وتفرك يدينها كثير .. ومن وقت للثاني تقضم اظافرها اذا لاحظت
انشغالهم عنها بأي سالفة .. بعد ماتعشو وشربو الشاهي مشت مع امها تجلس مع
خالها شوي .. كانت جالسة معاه في المقلط وعادل ويزيد بالمجلس .. لاحظت
نظراته اللي مركزها عليها ونزلت عيونها بتوتر .. كانت تحس بضيق بالتنفس
مجرد ما تعيش هالوضع المربك .. قعدت تجاوبه عن اسئلته عنها وعن نفسيتها
وهي تهز رجولها لدرجة انه امها مسكت رجلها و كأنها تثبتها بعد ما حست ان
حركتها الزايدة سببت لها هي بعد توتر كبير ..
تكلم خالها وهو يناظر بأخته : يابنتي يا دانا ما يصير هاللي انتي مسويته بنفستس
اطلعي وانا خالتس و قابلي خلق الله محد بياكلتس ..
" ناظرته بعصبية من كلامه كان ودها تصرخ عليه وتقول له اللي بداخلها .. هم
يتكلمون لانه محد فيهم تعرض للصدمة اللي هي تعرضت لها ولا احد فيهم تعايش
مع الموقف اللي عاشته بكل تفاصيله المؤلمة .. لكنها اكتفت بالصمت احتراما
لكبر سنه وتركته يكمل كلامه .. " امتس بتاخذتس للمستشفى وبيعرفون حالتتس
ويعالجونتس ..
ناظرته باستفهام : وش يعالجوني منه ؟ انا مافيني شي بس كذا اصلا مابي اقعد مع
احد .. مالي خلق احد ..
مسكتها امها مع كتوفها ولمتها لها : يمه لازم تروحين للدكتور ويشوفتس ويعرف
اللي فيتس " قبل تتكلم وتسألها اجابت على كل تساؤلاتها " خوفتس وصراختس
بالليل والكوابيس اللي تجيتس .. وقعدتس بدارتس . حتى يوم تقعدين معنا اشوفتس
تحاتسين روحتس ..
هزت راسها بعدم تصديق : يمه انا مانيب مجنونة .. قلت لك مابي اقعد مع احد
" مسكتها تهديها وهي تسمي عليها بعدت يدين امها عنها وهي تصارخ " قلت لكم
مانيب مجنونة .. ماتفهمون انتو ..؟
قام عادل على طول وسكر باب المجلس وراح لها .. شاف امه تناظرها مستغربة
انفعالها المفاجيء رغم نوبة الهدوء اللي لازمتها طوال الفترة الماضية .. : يمه
الله يهداكم انا قايل لكم انا بمهد لها الموضوع وانتو على طول كبيتو السالفة كلها
لفت على عادل تناظره بنظرات اتهام : وانت بعد معاهم .. ؟ عادل والله العظيم
مافيني شي .. انا بس مالي خلق احد .. والله هذاني حلفت لك ..
قرب منها بدون مايمسكها لانه حس فيها تبي بهاللحظة تثبت قوتها .. واللي فهمه
من يزيد انها بتكون رافضة لأي نظرات شفقة او حتى لمسات حانية : زين احد
قال فيك شي ؟ ادري انه مافيك الا العافية وانك انتي دانا اللي نعرفها .. بس بعد
لازم تروحين لدكتور او دكتورة يحاولون ينسونك كل اللحظات اللي تعذبتي فيها
لانها ممكن تأثر عليك بعدين
هزت راسها بالنفي وهي تترجاه : لا تكفى يا عادل مابي اروح .. انا مافيني شي
وبتشوفني الحين اروح اقعد مع البنات واسولف معاهم .. والله اني من جو وانا
قاعدة معاهم .. " مسكت يده وهي تناظره برجاء " تكفى والله مابي اروح ..
ابتسم لها وهو يحاول يهديها .. كان يحس بخيبة امل من انفعالها المفاجيء توقع
انها راح ترفض بس مو بردة الفعل القوية اللي شافها منها : زين روحي اقعدي
مع البنات واستانسي ولا تقعدين بالغرفة ابد ..
تركت يده وراحت على طول وكأنها ماصدقت احد يرضى برغبتها .. ورجعو
هم للمجلس يتناقشون باللي صار لها اليوم .. وعلى طول تكلم يزيد .. : انا كنت
متوقع رفضه هذا شي طبيعي .. ممكن مع الوقت تتحسن حالته و توافق تروح
للاستشارة النفسية .. اهم شي لا تضغطون عليه خلوه براحته ..
كان يناقشهم بحالتها وهو يكذب على نفسه هالمرة قبل يكذب عليهم هي تعاني
من حالة صدمة نفسية قوية وتحتاج لعلاج نفسي يطلعها من صدمة الماضي
اللي تعرضت لها خصوصا انها بنت عاشت لأيام مع مجموعة رجال سكارى
واكيد انها تعرضت لحالات تحرش جسدي .. وهالشي ممكن يأثر على حياتها
مستقبلا .. يمكن مع الرقية الشرعية تخف حالة الكآبة اللي لازمتها .. و حالة
التوتر اللي تصيبها في وجود الناس حولها .. لكن تحتاج على الأقل لاستشارة
نفسية ..
ورغم انه مدرك انه انسب حل لها هو زواجه منها واللي المفروض ما يتأجل
اكثر مما تم تأجيله ممكن تغييرها لحياتها واشرافه بشكل مباشر على حالتها
يساعدها على تخطي مرحلة الصدمة بفترة قصيرة .. وتستعيد حياتها السابقة
اللي تسلحت فيها بقوتها رغم اصعب الظروف اللي واجهتها .. وراح يحاول
يتمم هالموضوع مادام اهله متواجدين هالـ 3 ايام بما ان تحاليلهم موجودة من
قبل ومايحتاج الحين الا رضاها التام عنه ..
/
\
/
\
/
\
/
\
بغرفتها الواسعة قاعدة ترتب ملابسها بالكبت من الطفش وكتغيير روتين بحكم
انها من بكرة راح ترجع للقرية وتداوم مثل ما اعتادت .. شافت فستان عندها
قديم وحطته بالكرتون الكبير اللي تحط فيه ملابسها اللي ما عاد تلبسها او اللي
ناوية تتبرع فيهم للجمعيات الخيرية .. وكل شوي تلتفت لبنات اختها وتهاوشهم
وهي تشوفهم يلعبون على سريرها ويتعبثون بأغراضها اللي على التسريحة ..
راحت ركض .. وهي تشوف رنا تفتح الروج تبي تحط لها .. مسكتها مع اذنها
وهي تسحب الروج من يدها : واناااا كم مرة قايلة لكم ارواجي لا تقربونها ..؟
توكم صغار وش تبون فيها .. تبون روحو لغرفة امكم وتعبثو بأرواجها ..
ضحكت ميساء على شكلها وهي معصبة : قلت لك خليهم يقعدون بالبيت اعرفهم
دايم اذا جو معاي ما استانس بالجلسة معك ابد .. بعدين ياختي وش تبين فيهم
خلاص ان شاء الله تتزوجين بالصيف وبتتشرين ادوات مكياج جديدة يعني
هذي ماراح تستفيدين منها شي .. خليهم يستانسون ويوسعون صدورهم ..
حطت يدها على خصرها وهي تناظرها متعجبة : لاهـ ؟ وانتي ليش ما تخلينهم
يدخلون جناحك اللي مايشوفون الا بابه ولا بحياتهم دخلوه .. هذا اولا ثانيا انا
قلت اذا جاني نقل هالسنة اتزوج بالصيف واذا لأ ينتظر لين يجيني نقل على
الرياض ..
ميساء وهي تسحب رنا منها : زين لا تصارخين على بنتي خوفتيها .. بعدين
انتي تدرين انه ترتيبك بحركة النقل الثانية يعني جايك النقل ان شاء الله بس كله
خوف من فكرة الزواج ماتبين تفكرين انه كلها شهرين ويتم زواجك ..
رجعت تشوف ملابسها وهي تتكلم : الله يكتب لي اللي فيه الخير قولي آمين ..
رددت ميساء وراها : آمين ..
رجعت لمياء تكمل : تدرين عاد بحط اغلب ملابسي .. يعني روحتي للديرة
ماتخليني احضر مناسبات كثيرة وهالملابس بصراحة غيري احق فيها بحكم
اني اكيد راح اجهز لنفسي بملابس جديدة ..
قامت معاها تساعدها : الله يجزاك خير يا لمو انا بعد يبي لي هالفترة اتبرع
باللي عندي .. استغفر الله نشتريها ولا نلبسها الا مرة الله يكفينا شر هالبطرة
عسى الله بس لا يعاقبنا ..
كملو هالثنتين شغلهم ونزلو بعدها يتعشون وهم مكملين على نفس السوالف
راح ينتظرون هاليومين بعدها يقررون تتحدد ملكة لمياء بعد اسبوعين من
الحين وزواجها راح يكون بنص الصيف.. بعد ما تستقر في الرياض وتبدا
تتفضى لنفسها ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك