رواية سجينات خلف قضبان القصور -43

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -43

مسك يدها وهو يمشيها : وانا وش علي فيهم .. انتي تعبانة ومابي يصير فيك
شي ..
مشت معاه ووقفها عند باب قسم النساء وطلع برا ينتظرها .. دخلت هي عند
الدكتورة وعلى طول مدت لهم كرتها كانت هي الوحيدة اللي جايتهم بهالوقت
شرحت للدكتورة وضعها وانتظرت جوابها .. ماتدري ليش كانت تتمنى انها
تمنعها من السفر .. على كثر ما اشتاقت له الا ان وضع اهلها متعبها وماودها
تروح الا وهي متطمنة عليهم ..
تكلمت الدكتورة .. وهي تناظر ملفها : انا اديتك مثبتات وان شاء الله مافيش
اي مضار ع الجنين .. بس بما ان السفر تلات ساعات لازم تنزلي كل ساعة
تمشي 5 دقايق على الأقل .. واي آلام تحسيها على طول روحي للمستشفى
وان شاء الله مش هيجرا لك اي حاجة ..
خذت ملفها ومشت طالعة بعد ماشكرتها .. كان ينتظرها بالخارج واحساس الفرح
اللي بقلبه اكبر من اي شي بهالوقت ماقدر انه يعبر اكثر عن فرحته احتراما
لحزنها على اخوها وفضل الصمت .. شافته واقف عند السيارة ينتظرها
واول ما شافها جاية تمشي له راح لها على طول : هاا ياقلبي وش قالت لك ؟
" ياقلبي .. ياقلبي .. ياااا حلوها منه .. " كانت لأول مرة تسمعها منه ماتدري
ليش هالكلمة ريحتها كثير و نستها تعبها اللي تحسه .. سمعته يناديها والتفتت
له وهي توها تتذكر سؤاله : الحمدلله مافيني الا العافية .. هذا هو العصر يذن
روح صل انت .. وانا بلم اغراضي وبسلم على اهلي وبعدها بنمشي ..
مر الوقت سريع عليها مهما حاولت انها تبطئه ودعتهم كلهم وبداخلها امل كبير
ان المرة الجاية اللي تشوفهم فيها تحمل تباشير الفرح .. قربت من ابوها وحبت
راسه ويدينه وتكلمت وهي تصيح : يبه اذا جاني ولد بسميه على اخوي ..ابيه
يصير مثل راكان .. تكفى يبه ادعي له وبحول الله تجيك البشاير بعد اسبوع ..
رفع يدينه للسما وردد بصوت كسير : يا الله طالبك ولدي لا تخليني منه ..
قامت وامها تسندها وودعت امها وخواتها وكالعادة شافت سلمان متعلق بشباك
السيارة ينتظرها تجي ويودعها .. التفتت عليهم وتكلمت : فمان الله ..
سمعت صوت ابوها من وراها : الله يحفظك ..
ومن وصلت باب السيارة ناظرت بأمها : يمه الله يهداتس هذاني قدامتس طيبة
" ومسكت سلمان من اذنه تبعده عن السيارة " وخر شوي مافيني على الوقفة
قرب منها بسرعة وحب خدها .. : تكفين لا جيتو بعدين جيبو راكان معكم ..
باست له خدوده وهي تودعه : قول يارب ..
رفع يدينه للسما وهو يشوفها تسكر الباب وصرخ بأعلى صوته : ياااااارب ..
/
\
/
\
/
\
/
\
تنرفزت منه ومن اسلوبه معاها من اول وهو يحن على راسها .. وهي مو
قادرة تتحمل حنته اللي صدعتها .. : قلت لك والله العظيم ماعندي هالحين
من وين اجيب لك .. خلها شوي شهر شهرين وانا ادبرهم لك ..
قاطعها بزعل : اقول لك ابيهم ضروري تقولين لي شهر شهرين .. والله
اني مديون ولازم اسدد هالمبلغ بهاليومين وانتي عارفة البير وغطاه تكفين
حبيبتي صدقيني بردها لك اول ما استلم الراتب ..
كانت تدور بغرفتها وهي متضايقة من هالاسلوب معاها .. هذي ثاني مرة
من اسبوعين يطلبها فلوس .. بالأول كانت الفين ريال وحولتهم له على طول
والحين يطلبها 5 آلاف وهالمبلغ ابدا مو متوفر عندها : زين علمني من وين
اجيب لك .. ابوي كل اول شهر يحط لنا مصروف بحسابنا .. وانا كل اللي
عندي عطيتهم لك من وين اجيب لك الحين فهمني ..؟
ضبط اعصابه مايبي يعصب عليها ويستخدم معاها اسلوبه الثاني : يعني
كل هالعز اللي انتي فيه مو لاقية فلوس تعطينها لزوجك حبيبك ؟ ..
تأففت بقهر من كلامه .. كل كلمة والثانية قال لها انتي بنت نعمة وانتي بنت
عز .. حاولت انها تسكر الموضوع وتريح راسها : بعدين اشوف لك بس اذا
ماقدرت عاد انت دبر عمرك ..
صرخ فيها بأعلى صوته : لا تقعدين تتأففين علي وكأنك قاعدة تمنين باللي
بتعطيني اياهم .. ترى عادي عندي اتسلف من اي احد بس لو تأجل زواجنا
لا تقعدين تصيحين عندي كل شوي وتقولين لي صلاح ليش مأجله من الاول
قايل لك انا رجال على قد حالي عاجبك اهلا وسهلا .. مو عاجبك تراني مو
جابرك علي وكل واحد في طريقه ..
شهقت وقاطعته بغضب : وش كل واحد بطريقه صاحي انت ..؟ لا حبيبي
انت تعرف اني احبك وابيك لا تقعد تحطها براسي وتقول اني مابي العرس
" وبخوف " صلاح وش هالكلام ..؟
بهدوء تكلم : وش اسوي فيك انتي تحديني على الغلط بعنادك .. يالله ياقلبي
انا ابي اسكر الحين .. وابي اصحى من بكرة احصل رسالة على جوالي من
البنك .. بعد عمري انتي ..
انقهرت من كلامه معاها واسلوبه اللي ينرفزها اوقات : اوكي .. يالله باي
قاطعها قبل تسكر .. : وين بوستي بالأول ؟
تجاهلت طلبه وتكلمت بنرفزه : تصدق انك فاضي خلاص انا اكلمك بعدين
وسكرت منه لانها مو متحملة تقول له كلمة ثانية ممكن تفلت اعصابه عليها
ويعيد عليها كلامه اللي يخوفها ..
طلعت من الغرفة وقعدت بالصالة وهي ماسكة جوالها بتوتر " ياربي وش
يبي يسوي فيني هالصلاح .. والله انه جنّني "
راح تفكيرها لكل واحد في البيت شلون تطلب منهم هالمبلغ بدون ماتشكك
احد وين صرفته فيه .. ابوها ومسافر وحتى لو طلبته اكيد بيعطيها بس لازم
تعلمه بالاول وش تبي فيهم تقدر تقول حلفة او حتى فستان بس ماراح تشتري
شي وهذا بيثير شك امها خصوصا انه مو اي شي يعدي عليها ..
وبلحظة تذكرت طارق توقعت اكيد انه مو في البيت كعادته .. واول شي طرا
في بالها انها تتصل عليه .. اتصلت عليه على طول وهي تفكر بكلامها اللي
بتقوله له وانتظرت تسمع رده .. لكن مامن مجيب .. رجعت اعادت الاتصال
عليه ونفس الجواب رمت الجوال بقهر على الصوفا ماتبي تتعب نفسها بالتفكير
بأي شي ممكن انه يزيد خوفها ارتاعت اول ماسمعت نغمة جوالها ومن شافت
رقمه ردت على طول .. : الو ..
كان صوت الموسيقى والازعاج عالي عنده لدرجة انه مو قادر يسمع كلامها
بوضوح .. : وشو .. وش تبين اخلصي علي ؟
صرخت بأعلى صوتها تبيه يسمعها : اطلع من هالازعاج اللي انت فيه الحين
ابيك ضروري ..
انتظرت لثواني قبل تسمع صوت تسكيرة الباب .. جاها بعده صوته ..: نعم
وش بغيتي ..؟
كشت على الجوال ورجعت تكلمه : الله من شين النفس بدون لف ولا دوران
انت قلت لي اجيب لك رقم القروية واطلب منك اللي ابي صح ..
ابتسم بخبث : ايه صح .. جبتيه ؟
ردت بنرفزة : لا مابعد جبته .. بس بجيبه لك اليوم وابيك تحول لي 5 آلاف
ريال ..
قاطعها وهو يضحك : وشووووو ؟ انتي قلتيها قروية يعني ماتسوى لها الف
تقولين 5 آلاف صاحية انتي ؟
غمضت عيونها تحاول تهدي غضبها : انت مو قلت اطلب اي شي هذا هو
طلبي غيره ماراح اجيب لك الرقم ..
جلس على السرير وهو مازال يضحك : منال انتي من جدك وش تبين فيهم
اصلا ..
بعد تفكير : ابي اشتري لي لاب توب ..
طارق بابتسامة : هذا هي بـ 3 والفين ونص ليش البطرة ..؟
حست انها وصلت معاها وودها تنفجر فيه من بروده : انا شفته وعاجبني
وانت بنفسك قلت لي اطلبي اي شي ..
غمض عيونه وهو يلعب بشعره : خلاص جيبيه انتي اليوم وانا اجيب لك
الجهاز بكرة ..
قاطعته على طول : لا لا لا .. انا اللي ابي اروح واختار لونه ومواصفاته
نفس اللي ابيهم .. بعدين ليش تبخل علي وانت نص فلوس ابوي عندك هذا
هي مثل الهم على قلبك .. اللهم لا حسد ..
ضحك بصوت عالي : زيييين بس لاني وعدتك اعطيك اللي تطلبينه ولا
هذي لو ابيعها ما جابت لي الف ريال الله المستعان بس .. ابيه الليله يجيني
وانا لا فضيت حولتهم لك ..
بعد ما اتفقت معاه على التفاصيل كلمت السواق يجهز السيارة لبست وكشخت
وطلعت على طول متجهة لبيت عمها .. ومن وصلت كانت شايلة هم انهم
في البيت ويكتشفون وجودها .. الوقت توه بعد المغرب وهذا معناه انهم ابد
مايكونون بالبيت بهالوقت يا اما يكونون بأشغالهم او تروح ميساء لزياراتها
رجعت تلفتت تبي تتأكد وماشافت شي .. مشت للملحق وطقت الباب وهي كل
شوي تناظر وراها .. واول ما انفتح الباب شافت ولد نزل راسه من شافها ..
ضحكت بقلبها على براءته .. " يا حليله هذا يستحي .. ياربي هي وش اسمها
اوووف هذا وقته " : لو سمحت ابي اختك ..
ثواني وسمعته ينادي بصوت عالي باسمها .. " سارة .. والله اسمها حلو .."
ردت الباب ووقفت من وراه تكلمها .. : هلا والله اختي آمري ..
منال مكشرة من سمعت صوتها : انتي سارة ؟
كانت تقاوم لقافتها بهاللحظة تبي تعرف بس وش آخرتها مع هاللي جايتها
الحين .. واللي لأول مرة احد يجيها غير ميساء .. ولمياء اللي زارتها مرة
قبل فترة : ايه انا سارة ..
ترددت قبل تعرف بنفسها .. تخاف انها تقول لميساء وبعدين بتشك فيها
واصلا راح تستغرب جيتها لسارة وغرضها من هالزيارة .. : شلون يعني
بتخليني واقفة بالشارع ..
فتحت لها الباب باحراج : لا والله حياتس السموحة وانا اختس بس ارتعت
ماتعودت احد يجيني " والتفتت على محمد بصراخ " محمد ادخل الغرفة
شوي ..
واول ما تأكدت انه سكر الباب دخلتها للصالة .. ناظرت منال في الصالة
اللي متناثرة فيها كتب دراسية اكيد انها لمحمد .. وجلست على طول بدون
ماتنزل لثمتها .. اتصلت على السواق على طول .. : مارتو روح بقالة
واذا خلصت انا اتصل عليك تجي ..
سكرت منه والتفتت لسارة تناظرها .. كانت مملوحة ماعليها يمكن لو تهتم
بنفسها بيصير شكلها احلى لكن فرق كبير بينها وبين بنت عمها اللي لقت
من يهتم فيها .. وبعد تأمل دام فترة طويلة تكلمت .. : انا مديرة في شركة
كبيرة ومحتاجة موظفات يكونون خدومات وما يتضايقون من كثر الشغل
" وقبل تقاطعها سارة كملت " ادري انك تداومين الصباح .. بس انا ابيك
بدوام مسائي يعني من بعد صلاة العصر لحدود الساعة 9 .. وراح اعطيك
راتب دبل اللي تاخذينه الحين .. " وباستفهام " انتي كم تاخذين اصلا ؟
بفرحة تكلمت : الفين ونص .. وانتي كم بتعطيني ؟
كشرت من اسلوبها بس حست انها سهلة مو مثل ماتوقعتها ابد : اللي تبين
ومن يوم السبت تجين تداومين عندي .. بس ابي اخذ بيناتك الكاملة ورقم
جوالك وبعدها راح اتصل فيك واقول لك اي يوم تداومين ..
جلست بحماس وهي تناظرها ..: زين وش تبين تعرفين ..
تذكرت انه ما معاها شي تكتب فيه .. ومدت لها جوالها .. : اكتبي لي رقم
جوالك وانا اذا وصلت المكتب اكلمك من هناك واسجل كل معلوماتك ..
حاولت تتذكر رقم جوالها لكن خانتها الذاكرة وابتسمت : والله اني مادري
هو كم .. خوذي جوالي ودقي رقمتس انتي وانا ادق عليتس ..
سحبت جوالها بقرف وعلى طول اتصلت على رقمها " الله لا يبارك فيك
يا صلاح اللي حديتني على مقابل هالوجيه .. " مسحت رقمها من جوال
سارة واستأذنتها طالعة على طول ..
/
\
/
\
/
\
/
\

كان متمدد على الصوفا يبي ياخذ له غفوة شوي .. وقبل يستغرق بالنوم

صحى على صوت نغمة جواله .. ابتسم اول ماشاف الرقم " خبيثة هالبنت
والله " .. رد عليها بكسل : هلاااا ..
جاه صوتها وهي تتأفف ومتضايقة : الله يسامحك اللي خليتني اروح لها بس
مادري وش تبي فيها والله لا صوت ولا شكل ولا عندها شي يخليك تبي
رقمها غصب ..
اطلق ضحكة بصوت عالي على كلامها : جبتي الرقم من الآخر ..؟
ردت مستفسرة : حولت لي قبل ؟
تكلم وهو مغمض عيونه : لعنبو ابليسك تراني اخوك وش هالتعامل اللي
تعامليني فيه كأني ابي اسرقك ..
كانت واصلة حدها منه ومن صلاح وزودت عليها سارة : لا ماتبي تسرقني
بس علمني الحين حولتهم ولا شلون .. تكلم عاد ترى حدي زهقانة وصاكتني
الغلقة لا تزيد اللي فيني ..
بعد السماعة عن اذنه مايبي يسمع صوت صراخها : ايييييه حولت لا تغثينا
اعوذ بالله منك بس ارسلي لي رقمها الحين ابي اكلمها ..
قاطعته بنفس الصراخ : لا صاحي انت توني خذيت رقمها تبي تكلمها الحين
لا كلمها من بكرة ولا حتي بعده ..
تجاهل كلامها وعاد نفس طلبه : ارسلي لي رقمها الحين ولا يكثر ..
سكرت منه وعلى طول ارسلت له الرقم .. ومن شاف رقمها ابتسم ابتسامة
خبيثة .. قام وتعدل بجلسته واتصل عليها .. مرة ومرتين وثلاث ماردت
عليه ابد .. رجع بعدها اتصل على منال معصب : تنصبين علي انتي ..؟
هذا رقمها ..؟
استغربت عصبيته وردت ببرود : وش مصلحتي يعني اكذب عليك ايه وربي
هذا رقمها .. لا يكون رد عليك احد غيرها ؟
تكلم بلا مبلاة : لا .. يالله مع السلامة بس ..
رجع اتصل عليها مرتين بعد وماردت عليه .. حط الجوال على جنب وتمدد
مرة ثانية يبي ياخذ له غفوة وراح يرجع يكرر الاتصال بوقت ثاني ..
سارة اللي كانت تتسبح من شافت الاتصالات اللي بجوالها توقعت انها المديرة
المزعومة واللي راح توظفها الوظيفة اللي ما حلمت فيها .. رجعت اتصلت
على الرقم ..
فتح عيونه وشاف رقمها يتصل فيه .. اتسعت ابتسامته وهو يتنحنح ويعدل
صوته وبعد ماسكرت رجع هو اتصل عليها ومن اول رنة ردت عليه : هلا
تنفس بعمق قبل يتكلم بصوته الرجولي : مساء الخير ..
ناظرت جوالها مرتاعة وبعدته تبي تشوف الرقم اللي اتصل عليها ومن الخوف
سكرت الخط بوجهه رجع اتصل عليها مرة ثانية ومن شافت الرقم وهي تحس
بنبضات قلبها صارت اسرع من الخوف " يممممممممه هذا وش يبي ؟ " ...
ازعجها الحاحه في الاتصال عليها اكثر من مرة .. ومن الخوف والارتباك
ماعرفت وش تسوي .. قفلت جوالها عشان ترتاح من التفكير من هالشخص
اللي يتصل عليها باصرار ..
تمددت على السرير وهي ترتجف خوف .. " انا وش اللي خلاني ارد عليه
يارب تكفيني شره .. اظنه غلطان .. ايه يمكن يبي احد ثاني .. " .. سكرت
اذونها ماتبي تفكر بأي شي وهي تقاوم احساس الخوف لانها مازالت الى
هاللحظة تسمع صوته اللي يتردد في بالها ..
اما هو كان ميت ضحك على ردة فعلها " لا والله بدايتها صعبة مثل ماتوقعت
بس والله لاجيب راسها ولا ما اكون انا طارق " .. باس الجوال وهو مازال
يضحك " ياحليلها هذي على طول قفلت الجوال .. هين كلها شهر واشوفها
ترقص لي بهالشقة .. "
صحاه من تفكيره فيها صوت صديقه اللي يناظره مستغرب : وش فيك انهبلت
وقمت تحاكي روحك وتضحك ؟
كمل ضحكته وهو يناظره : لا بس في وحدة عاجبتني من فترة وناوي اشبكها
واليوم بديت المهمة .. مادري ليش احس اني بستانس معاها وناسة غير عن
الكل .. " ناظر بالاكياس اللي شايلها " تونا بدري على العشا من جدك انت ..
مابعد صلو العشى ..
اشر له وهو شايل الأكياس للمطبخ : الا هذا هم يصلون الحين بعدين انا ميت
جوع اليوم ماتغديت .. اذا ماتبي الحين بكيفك ..
اخذ له نفس طويل من زقارته وهو يناظره يحط العشا بالمطبخ نفث الدخان
وتكلم بابتسامة : خلاص ولا تزعل نتعشى الحين .. ودي اسهر الليلة خفيف
واروق يمكن الحلوة تفتح جوالها واستانس عليها ..
طلع شايل صحن العشا والسفرة وحطهم على الارض .. ومد له الكيس اللي
فيهم البيبسي والشطة .. وبدو اثنينهم يتعشون .. يتخلل هالوجبة سوالفهم اللي
تتكرر في كل مرة يجلسون فيها مع بعض .. كم بنت كلمها اليوم وكم بنت
شافها وهذا ديدن حياتهم اليومية ولا جديد يذكر الا ذنوب تحسب في رصيد
العمر ..
/
\
/
\
/
\
/
\
جالسة بالصالة معاهم وكل شوي تناظر جوالها بضيق ومن يتكلمون معاها
تكتفي بابتسامة مصطنعة ترد فيها عليهم .. هي تدري انهم مايحبونها وبكل
جمعاتهم ماكانت تخلو من الهمز واللمز لكن مضطرة انها تتحمل كل شي
لانها اختارت هالمصير من الأول ..
ومن شافته حاولت تبتسم بقدر استطاعتها تبي تغيض اخته منار .. تجاهل
ابتسامتها وسلم عليهم وحب راس امه وقعد جنبها .. انقهرت من حركته
قدامهم وحمدت ربها انها ماوقفت ولا كان الكل الحين يضحك على فشيلتها
ناظرها بصرامة وتكلم : حنين قومي جيبي لي كاس موية ابي اخذ بنادول
راسي مصدع من الصباح ..
قعدت مكانها وصوتت على الشغالة .. : رااااانجي جيبي كاس موية ..
ناظرها بتعجب من وقاحتها وتكلم بابتسامة باردة : مابيها من يد الشغالة
انا قلت لك انتي جيبي لي ..
تذمرت من اسلوبه معاها من يوم اللي رجعو فيه وهو يعاملها بغرور عجزت
تتقبله خصوصا انها تشوف في غروره احباط لغرورها .. : وش يفرق يعني
" وانتبهت للشغالة اللي جاية وشايلة التبسي اللي فيه كاس الموية " خلاص
هذا هي جابتها ..
اشر للشغالة بيده ترجعها وهو مازال مبتسم .. : معليش انا قلت ابي زوجتي
تجيب لي .. لا تاخذينها عناد يا حنين ..
قامت وهي معصبة : اووووووف عيشة تقصر العمر ..
ناظر في امه وقبل تتكلم همس لها : قولي يارب تهديها .. ترى عندك بنات
رفعت يدينها للسما ودعت لها عشانه : يالله يارب انك تهديها وتصلح قلبها
جات من المطبخ بنرفزة وهي تمشي خطواتها بسرعة .. حطت الكاس على
الطاولة اللي قدامه .. ومشت من عندهم طالعة لجناحها وهي تتحلطم بكلام
حتى هو مافهمه بس اللي كان واضح له انها اكيد تسبه ..
اخذ حبة الباندول .. وجلس مع امه شوي .. وطلع لها وهو يغلي بداخله من
تصرفاتها اللي الى هاليوم مالقى لها تفسير ..
دخل عليها الجناح وشافها قالبته فوق تحت ناظر باستغراب وش اللي قاعدة
تسويه .. وقرب منها مسكها مع يدها بقوة .. : هيييييه انتي .. مجنونة ؟؟؟
صرخت عليه بأعلى صوتها : وخرررررر عني .. اكرهك .. تعرف شلون
اكرهك .. والله اكرهـ ـ .. وقبل تكمل كلمتها اسكتها بصفعة قوية على خدها
وقبل تطيح على الأرض رجع مسك يدينها بقوة وقربها منه : تكرهيني ولا
تحبيني هذي مشكلتك محد ضربك على يدك وقال لك تزوجي عزام .. انا
اذا قلت لك كلمة تسوينها وتقولين فوقها سم بعد .. فاااهمة ؟
ماردت عليه وهي تحاول انها تقاوم الم اظافره اللي تحسها تنخر يدينها من
شدة قبضته ..

قرب فمه من اذنها وصرخ بأعلى صوته : انا اتكلم عربي ردي علي الحين

فاهمة ؟
هزت راسها بايه .. وبداخلها الف مقاومة انها تحبس دموعها ماتبيها تنزل
قدامه .. كمل بنفس الصراخ : ولا ترادديني اذا قلت لك الكلمة مابي اسمع
الا سم وحاضر .. وياااويلك لو يوم طلبتك شي عند اهلي وعاندتيني هالمرة
عديتها لك المرة الجاية والله لاطقك عندهم واللي فيه خير يفكك من يديني
فكها من يدينه وتكلم بلهجة آمرة : روحي سوي لي العشا وجيبيه ..
ناظرته باعتراض وقبل تتكلم اشر لها بيده تسكت : ولا كلمة الحين بتسوين
لي العشا وانتي ماتشوفين الدرب .. وخليني اسأل امي ولا خواتي ويقولون
لي ان الشغالة اللي مسويته " مسك عقاله بيده " والله يا هالعقال لامسطه
على ظهرك ..
طنشت كلامه .. ونزلت بسرعة للمطبخ .. " يحسبني بمشي له على كيفه ..
يخسي والله مايسويها وانا بنت ابوي .. "
قعدت على الطاولة واشرت للشغالة تجيب لها خبز توست .. دهنتهم بالجبن
وحطتهم بصحن وطلعت حطتهم له على الطاولة .. كان ميت ضحك بداخله
على حركاتها مايدري ليش اوقات يحس انها انسانة مو طبيعية ومحتاجة لها
علاج نفسي يمكن يقدر يفسر حركاتها المتناقضة .. واللي ممكن في الدقيقة
الوحيدة يشوف لها اكثر من انفعال تركها لوحدها بجناحها وقبل يطلع صوت
لها من عند الباب : حنين .. كولي هاللي سويتيه .. انا بنزل اتعشى مع اهلي
وسكر الباب وهو يضحك نازل يتعشى معاهم .. تاركها لحالها بالجناح تغلي
قهر بداخلها من عصبيته واسلوبه القاسي في التعامل واللي حتى ما تعودت
من طلال قبل انه يعاملها مثل هالمعاملة ..
‏/
‏\
‏/
‏\

الجزء الحادي عشر

[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎

i 2 i
/
\
/
\
{ .. ومـآزالت الخيبـآت تترى ..
ومـآزلت انا اترقب حد انبلاج الأمل ..!
نزلت على عتبات الدرج وهي تسمع صوت امها .. اقتربت منها اكثر وشافتها
مشغولة بمكالمتها جلست مستمعة لكل تلك الحروف والكلمات حروف اكسبتها
القليل من الأمل والكثير من الخوف .. هي كانت ومازالت البنت الصغيرة اللي
تردد كلمة أمي بأغلب جملها وكأنها ما تمتلك اي حق في صنع مفردات خاصة
فيها .. تنفست بعمق وغمضت عيونها تاركة كل الكلمات تتسلل لاذنها بهدوء ..
رغم الماضي الأليم بالنسبة لها الا ان بداخلها كم كبير من الاشتياق لصور منه
حتى لو كانت نادرة او محدودة .. كرهت هالشعور فيها اللي يلتفت للماضي بكل
وقت .. طوال سنواتها الـ 15 وهي سجينة هالماضي .. بحياتها قبل عند ابوها
تعلقت بكل ماضي يرتبط بأمها وطفولتها وسعادتها .. واليوم وهي عند امها تفكر
بكل سنوات عمرها اللي عانت فيها اشد عذاب في بيت ابوها .. لدرجة ان هذا
التفكير افقدها لذة احساس السعادة الكامل وكل فرح عندها مرتبط بحذر و نظرة
تشاؤمية انه بيكون بعد هالفرح حزن .. و هالحزن اكبر من كل فرح سابق ..
فتحت عيونها مبتسمة وهي تحس بلمسة يد امها على شعرها .. : قضيتي من
اتصالك ؟
ناظرتها بابتسامة حانية : ايه .. " و بعد تفكير " ياقلبي انتي .. ادري انك خايفة
بس هذا اللي لازم يصير وبعدها اقدر اعيش مرتاحة صدقيني راح ياخذك بالقوة
وانا ابي تكون معاي كل الأدلة اني اثبت للكل انه يعتبر غير كفؤ بنظر القانون ..
كانت تسمعها و مو مقتنعة ابد باللي تقوله .. عندها احساس ان مستقبلها ماراح
يكون اقل قسوة من ماضيها .. : و خوالي ؟ مدري خالي انتي متأكدة انه كذب
عليك ؟
هزت راسها بايه وهي تقوم : وانتي سمعتيه انكر اصلا .. ماعلي من هذا كله
ابي اجيب تقارير طبية تثبت التعذيب ادري انك كبرتي وراح تتزوجين وتعيشين
ببيت زوجك بس مابيه يحرمني منك .. ومابيه يجبرك على احد انتي ماتبينه ..
راحت ورا امها وهي تشوفها تدخل المطبخ : يمه كيف زوجك ؟
لفت عليها تطالعها مستغربة : زوجي ؟
ديما بتأكيد ..: ايه زوجك .. مادري يعني احسه طيب بس مايسولف معاي كثير
يمكن مو متقبلني ..
ابتسمت وهي تكمل طبخها بعد ماخلت الشغالة تجهز لها كل شي : لا هو هذا
طبعه مايتكلم واجد .. بس والله قلبه طيب يكفي انه ابو اخوانك ..
بعد تردد تكلمت : ومرة ابوي كانت ام اخواني بس ماتحبني ..
ردت بعصبية : هذيك تحس اصلا ولا بقلبها رحمة ؟ يا ديما مرة ابوك شيطان
بصورة انسان اسئليني انا عنها ولا في انسان يسوي في طفلة اللي سوته فيك
ما اقول غير حسبي الله ونعم الوكيل .. روحي شوفي اختك اكيد ريان صحاها
راحت ركض للصالة .. وشافت ديم تصيح وريان واقف عندها يبي يشيلها ..
صرخت عليه قبل توصل له : هيييي مجنون انت ..
بعدت يده عنها وشالتها وهي تطق يد ريان : آخر مرة تطقها فاهم ..
وسحبت يده تعضها وهي تضحك عليه .. ثواني وسمعته يطلق صرخة بأعلى
صوته : ماماااا ..
خذت رضاعتها وحطت ديم بحجرها ترضعها وقعدت تغني لها .. وكل شوي
ناط لها خالد يبيها تعلمه شلون يحل الواجب .. بهاللحظة كانت مستانسة بأنهم
خلاص تعودو على وجودها بالذات ريان اللي يحب ينام بحضنها كل ليلة ..
قعدت تتأمل ملامحه البريئة بعد مارجع يجلس معاها .. كانت ماتزال دمعته
متعلقة برموشه .. سحبته لها وباسته على خده : زعلان علي حبيبي ؟
هز راسه بلا وهو مبتسم قامت تحط ديم على مفرشها ورجعت تطالع التلفزيون
انتبهت بعدها على نداءات امها للعشى وقامت تساعدها ومن جلسو على السفرة
ضحكت وهي تحط لها ولأمها من المكرونة بالبيشاميل ..: تذكرت خالتي ام
نواف يوم كنت عندها .. كل يوم كبسة مايغيرون غداهم ابد .. لازم كبسة و لبن
ضحكت امها وأول ماتذكرت تكلمت : ايه صح بكرة بنروح العزيزية من يوم
جيتي ما رحنا لها .. متعودين دايم نروح لها كل يوم خميس .. احنا و خالتك
الجوهرة و بناتها واحيانا يجون معانا بنات خالك بس عاد الله يستر هالمرة لا
يزعلون عشان ابوهم ..
ناظرتها مستفهمة : العزيزية ؟
ام خالد : شنو بعد نسيتيها ؟
ديما بعد تفكير .. : لا من زمان ماجيت الشرقية يعني ماعاد اعرف وش اللي
تغير فيها .. بس عادي اي مكان اروح له معاك اكيد حلو ..
ابتسمت وهي تسمعها شلون تتكلم .. مازالت تحتاج الى وقت طويل حتى تستعيد
ثقتها بنفسها .. الى اليوم كلماتها مترددة ومشاعرها مهزوزة .. تكلمت بحب : كل
يوم خميس نروح لها من بعد صلاة العصر بس هالأيام حر بنروح قبل المغرب
ونجلس فيها شوي عشانك انتي بس .. وبعدها نروح اي مكان نتعشى فيه ..
ظلت تسولف مع امها وبعد العشا كملو جلستهم بالصالة ورغم ان ازعاج اخوانها
مو مخليهم ياخذون راحتهم بالسوالف الا انها تعيش اسعد ايام حياتها .. غمضت
عيونها وهي تشوف امها طالعة للدور الثاني .. ورددت دعاء صادق من القلب
" ياااارب اذا باقي بحياتي حزن وحرمان .. احرمني كل شي الا امي .. يارحمن
يارحيم "
/
\
/
\
/
\
/
\
نزلت من السيارة وشالت ريان تنزله معاها كان الجو فيه رطوبة شوي بس اقل
حر من اليومين اللي راحت مشت بخجل ورا امها اللي انتظرت الرجال يروحون
بالفرشة الثانية .. قربو منهم وسلمو عليهم وجلسو .. مازالت الى هالحين تعاني
من خجلها الشديد بالذات في اول الجلسة بعدها تنفك العقدة شوي رغم انها اليوم
مو شايلة هم كثير لانها تعرف وش كثر هم حبوبات .. وراح تدخل معاهم بالجو
على طول .. كانت جالسة جنب امها اللي تسولف معاهم .. قربت منها الجوري
اللي من عمرها وجلست جنبها : اووووف من جدكم انتو تبون قهوة هالجو مايبي
له الا عصير و آيس كريم " لفت على ديما تسولف معاها " شلونك ؟ ليش ياختي
قاطعة ولا تسئلين انا قلت خلاص بنشوف بعض كل شوي مثل اول الحقي علي
قبل اعرس وانشغل عنك ..

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات