بارت من

رواية سجينات خلف قضبان القصور -42

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -42

دانا بنفس البرود : اللي اول تغير ومستحيل يرجع .. " وبقل صبر " متى تفهمون بس ؟
ما حاول انه يعاتبها او يزود اللي فيها واكتفى انه يبث لها الخبر اللي اكيد راح يفرحها
ويدخل السعادة لقلبها : ابشرك جاني نقل للخرج .. يعني الحمدلله بستقر معاكم واداوم
من الرياض .. واصلا مو كل يوم اداوم .. ايام استلم والايام الثانية اسلم ..
بلا مبالاة : والله ؟ مبروك ..
خيبة امل كبيرة من ردة فعلها .. هو يدري بكآبتها اللي لازمتها من لحظة رجوعها لكن
توقع هالخبر بيكون له اثر حلو بقلبها .. مايدري بلحظتها هل ينقهر من هالبرود ..؟ ولا
يحزن على وضع اخته السيء .. : دنو لا تنسين صلاتك .. واذكري ربك ان شاء الله
بتتحسن اوضاعك .. انا بسكر الحين وان شاء الله اذا جيتكم راح يتغير كل شي .. هذا
وعد مني ..
هالمرة بنظرها وعوده مثل كل الوعود بحياتها .. متبوعة بصدمات عنيفة تبقى آثارها
موجعة مهما تناستها .. ماصدقت هالوعد او بالاصح ماتبي تصدقه لانها ماتبي تنصدم
في واقع يحطم كل شي حلو ممكن تتمناه ما حاولت انها تعطي نفسها مجال اكبر للتفكير
بكلامه .. راح تترك الأيام تبين لها كل خافي .. غمضت عيونها تبي تبعد كل هاجس
ياخذها للماضي اللي اتعبها .. ودعت من قلب " ياااارب امطرني فرح " ..
/
\
/
\
/
\
/
\
فتح عيونه على صوت ندائاتهم المتكررة هالصوت اللي ازعجه بالأيام الأخيرة لا جديد
يذكر بحياته .. مازال يصارع آلامه اللي اتعبته من يوم الحادث اللي صار .. كل صور
الحادث يشوفها وكأنه صار اليوم .. قام على طول وهو يتجاهل نظرات الكل عليه ..
ومشى ورا الشرطي بخطوات متعبة ..
دخلو لغرفة التحقيق اللي حفظ كل زاوية فيها من كثر مادخلها .. وماتغير اي شي في
التحقيق .. كل يوم نفس الاسئلة تتكرر ونفس اجاباته يرددها رجع بعدها لسجنه وشاف
عبدالله جالس .. راح له على طول : عبود وش اللي جايبك معنا ؟
قام يسلم على راكان وجلس معاه : والله ياخوك مادري وش السالفة مرة يقولون حيازة
سلاح بدون تصريح .. ومرة يقولون مشترك معاه بجريمة القتل و يالله الفرج .. توهم
جايبيني هنا .. ان شاء الله تتسهل امورنا والله اني صاير احسهم يعقدونها ..
قاطعه باستغراب : ومشاري ؟
عبدالله باستهزاء : والله مدري عنهم مو بعيدة يجيبونه هو بعد ويقولون انه متفق معانا
الله يعين وانا اخوك وربي هاللي صاير لنا كابوس مدري متى نقوم منه ..
غمض عيونه واسند راسه على الجدار .. : عبود تذكر يوم اقول لك فيه حلم يتكرر
معاي .. انا حاس انه هذا تفسيره .. والله محد سامع لي يسئلون وياخذون اللي يبون
يعني مدري هم مقتنعين باجاباتي ولا يمشونها لي .. مع انهم قايلين لي انهم مصدقين
انه بالغلط .. بس مدري ليش احس انهم بيقصوني في الآخر " واول ماحس انه يبي
يتكلم اشر له بيده يسكت وهو مازال مغمض عيونه " ودي بس اروح اسلم على اهلي
كلهم .. مدري بس يجيني احساس اني ودي اودعهم ..
استسلم بعدها لصمت طويل وكأنه يسترجع صورهم للمرة الأخيرة .. رجع تكلم بعد
ماحس براحة انه يفضفض اللي بخاطره : دايم افكر باللي كبري .. هم همهم يشترون
جوال جديد .. او حتى موتر جديد .. واكبر همهم وين يسافرون بالصيف .. وانا من
عرفت عمري من هم في هم .. حتى الفرح ما اذكره ..
حط يده على فخذه وتكلم : تبي الجد .. والله بهالعمر ماندري شلون نتصرف لكن انا
متأمل خير و واثق ان الله مو مخلينا مادام احنا على الحق اكيد بيجي يوم وربي يظهر
حقنا ..
فتح عيونه وابتسم له : لا تظن اني يأست لا وربي .. بس محد لاقي دليل ضدنا ولا
حتى معنا .. مدري شلون بيثبتون براءتنا ..
عبدالله يحاول يقنعه : اذا ماعندهم دليل ضدك يعني براءة .. ولا تشيل هم انا حاس
ان الفرج قريب والله يسهل امورنا ..
التفت له وتكلم : ضيييييييقة اللي فيني وربي .. ودي اعرف ابوي شلونه .. خايف
اروح انا واخاف يروح هو وبعدها من بيبقى لامي وخواتي بعد الله ؟ هاللي متعبني
وربي ومكدر خاطري .. وماعاد اعرف طعم النوم .. كل الهواجيس تاخذني لهم ..
مدري وشلون عايشين هالحين ودي اصيح وارتاح بس الى هاليوم مانزلت دمعتي
كملو نقاشهم عن مصيرهم المجهول للآن .. رغم يقينهم بوقوع الخطأ لكن مين اللي
راح يصدقهم .. كل هالتفاصيل مهما تكلمو فيها راح تظل مجهولة لانهم كانو بمكان
مافيه الا ثلاثتهم .. وكل شي صار بذاك المكان بقى فيه ولو حاولو ينبشونه .. يمكن
اللي يشفع لهم انهم سلمو انفسهم وذكرو كل تفاصيل الحادثة ..
قبل اذان الظهر بنص ساعة تمدد شوي بياخذ له غفوة .. وراح تفكيره لأهله .. اكثر
شي اتعبه تفكيره فيهم وحنينه اللي بحياته ماحسه هالكثر لهم .. يخاف يكتب عليهم
الفراق الأبدي وهو كان يمني النفس برجعة طويلة المدى للديرة .. فكر بكل احلامه
اللي بناها طول هالسنين صغيرة هالأحلام ومحدودة بصغر قدراتهم ..
كان وده يروح ويجلس معاهم يمكن يسمع من كل شخص فيهم كلمة اخيرة تحسسه
بالرضى عن نفسه و " هي " وده يشوفها من تغطت عنه وهو يجهل شلون صارت
ملامحها .. يبي يعرف راح تبقى على عهده ولا بتغيرها الظروف عليه .. " لا مو
هيا اللي تتغير .. ياااارب ما تتغير " نزلت دمعته غصب عنه وهو يشوف صورة
ابوه كسير رغم ابتسامته اللي دايم يرسمها على شفاهه .. مهموم رغم ملامح الفرح
اللي يحاول يظهرها للكل .. وامه اللي اتعبته دموعها طوال سنوات نشأته من يفتح
عينه الصباح وهو يشوف دموعها .. اللي ماتوقف الا لا اظلم الليل ونامت ..
حاول ينسى كل تفكير بالماضي بكل جراحه و آلامه .. مادام الحاضر موجع اكثر
بالنسبة لهم .. وكل مافتحت لهم ابواب الفرح تزاحمت مواكب الحزن وغطت على
سير حياتهم ..
مسح دمعته وقام يصلي الظهر جماعة وبداخله تتردد دعوات من القلب للخالق يبدل
احزانه افراح بالأيام الجاية ..
/
\
/
\
/
\
/
\
حزن يخيم عليهم من يوم سمعو الخبر اللي افزعهم كل من هالبيت تغيرت احوالهم
من سيء الى اسوء .. حتى ابوهم اللي تعودو منه الصبر هالمرة الحزن فاض فيه
ولولا اصرار الكل عليه انه ياكل عشان السكر .. ولا كان امتنع عن الأكل نهائيا
فتحت عيونها تتأمل اللي حولها وماشافت احد بالغرفة بعد تمدد شوي قامت تبي
تشوف وينهم خصوصا انها مو سامعة اصواتهم ابد حست بدوخة كادت انها تفقدها
توازنها .. اسندت نفسها على الجدار وقعدت " بسم الله الرحمن الرحيم " حطت يدها
على راسها تقاوم الدوخة اللي تحسها ورجعت وقفت بهدوء طلعت واستغربت انها
ماشافت ابوها في الصالة غسلت ولبست جلالها رايحة لبيت خالتها .. ومن وصلت
استغربت بعد انه محد فيه .. وقبل ترجع مع نفس طريقها .. سمعت صوت نحيب
من قبل لا تروح للغرفة عرفت مصدر الصوت .. اكيد مافي غيرها راحت لها وكل
اللي شافته جسد ملقى على الارض ويرتجف .. آلمها المنظر اكثر من المها النفسي
بكل هدوء نزلت وقعدت جنبها : هيونة اذكري ربتس مايصير اللي تسوينه بعمرتس
كلنا نصيح بس بعد ماهوب مثلتس من دريتي للحين ماوقفتي صياح " انتظرت لثواني
تسمع منها اي جواب او حتى اي حركة تصدر منها وربتت على ظهرها وهي تكمل
كلامها " ما اوجعتس راستس من كثر الصياح .. الحين ورا ماتقومين تدعين له ؟
يمكن دعاتس يوافق ساعة إجابة ويكتب له ربي الفرج من اوسع ابوابه .. " حست
بجسدها يرتجف اكثر وحاولت ترفعها لها وتضمها " تكفين واللي يرحم والدينتس
خلاص ترى اللي فيني كافيني وربي اني صحت الين ماعاد بقى فيني دموع .. بس
وش نقول هذي حكمة رب العالمين ..
ماقدرت ترفع راسها او تناظرها وكل اللي قدرت عليه بهاللحظة انها ترتمي بحضنها
وتكمل صياح ومابين محاولات التهدئة سمعت تمتماتها اللي بصعوبة قدرت تفهمها ..
ضمتها اكثر لصدرها وكملت .. : هيونة وبعدين معتس وربي مايجوز هاللي تسوينه
بعمرتس .. ترى راكان للحين حي و بحول الله بيرد لنا وبيعرس عليتس بعد ..
بعدت عنها وناظرتها : غصب عني ماهوب كيفي يالنوري .. احس قلبي بينشلع من
مكانه وربي ..
حاولت تقاوم دموعها وهي تستجمع قوتها : زين تعوذي من الشيطان وقومي معاي
نبي نوصل المستوصف ابي اشوف وش آخرة هالدوخة اللي تجيني .. ومن اصبحت
والمغص زايدن علي اخاف انه شي ماهوب زين وانا ساكتة عن عمري " و للحظة
تذكرت " ابوي ؟ لا يكون صاير فيه شي و مودينه للمستوصف ..
ناظرتها بتعب و تكلمت .. : لا عمي مافيه الا العافية .. بس ضاق صدره وقال لهم
يصوتون لاحد ياخذه لبيت المطوع ..
حمدت ربها انها ما أطالت في وساوسها .. مسكت يد هيا تترجاها : تكفين طلبتس
قومي البسي عباتتس وخلينا نروح .. ولا اقول لتس صلي بالأول ركعتين الضحى
وادعي ربتس يسهل امورنا وانا بعد بروح اصلي وعقب بمرتس " رفعت خصلات
شعرها اللي متناثرة على وجهها " زين ؟
تقوست شفايفها منذرة بموجة جديدة من الدموع واكتفت انها هزت راسها برضى ..
رجعت نورة لبيت اهلها ويدها على بطنها تحاول تسكن هالمغص اللي يباغتها من
فترة للثانية ..

توضت و صلت وقعدت على سجادتها تبتهل لله بخالص دعائها ..

قامت بعدها لبست عباتها ومرت على هيا تنتظرها عند الباب .. ثواني وطلعت لها
هيا اللي حتى عيونها مو مبينة .. احترمت نورة رغبتها في البكاء واكتفت بالصمت
كلهم يذوقون من نفس كاس الألم و لو اختلف نصيب كل واحد فيهم .. و هيا اللي
توها ماتجاوزت سنواتها الـ 18 قاعدة تبكي مصير الشخص اللي انربط اسمها مع
اسمه من وعت على الدنيا .. كانت تمشي وهي تحس المغص يزيد فيها و تتحمل ..
وبلحظة ضغطت على يد هيا بقوة خلتها تلتفت لها على طول : بسم الله عليتس وش
فيتس ؟
حاولت تقاوم المها وماقدرت قعدت على عتبة اقرب بيت لها .. : بطني .. ماعاد
اقدر اتحرك ..
قعدت قبالها تناظرها بخوف : وش تونسين ؟
غمضت عيونها لثواني وهي تحبس انفاسها : الحين احسن .. بس لا مشيت يزيد
علي المغص ..
و قبل تكمل كلامها انفتح الباب من وراها وطلعت لهم عجوز من هالبيت ناظرتهم
لثواني قبل تتكلم : علامكن يابنات .. وراتسن قاعدات بهالشموس ..
تكلمت نورة وهي تقوم تحب راسها .. : مابنا الا العافية شلونتس ياخالتي وشلون
عيالتس ؟
ركزت نظرها فيها وتكلمت : نورة ؟ شلونتس يابنيتي وشلون امتس وابوتس عقب
هاللي صار لاخوتس " وقبل تجاوبها نورة كملت " والله اني بجي لمكم مير رجليني
ماهيب على خبرتس يا الله حسن الخاتمة ..
كانت واقفة وهي تحاول تسند نفسها على اي شي .. وتستمع لكل كلام هالعجوز ..
ثواني وحست كل شي حولها اسود وما وعت الا على صوت العجوز وبنات ولدها
اللي يحاولون يصحونها ..
غمضت عيونها وكأنها تبي ترتاح اكثر ورجعت فتحتها .. : وين هيا ؟
تكلمت اكبر البنات وهي تمد لها كاس الموية تشربها : راحت هي وأمي يجيبون
لتس احد يكشف عليتس ..
رجعت غمضت عيونها تنتظرهم لدقايق لين سمعت صوت الطبيبة المصرية وهي
داخلة البيت .. بدت بالكشف عليها و سؤالها عن كل الأعراض اللي تظهر عليها ..
رجعت بعدها نورة بمساعدة هيا و وحدة من البنات .. وأول ماوصلت للبيت دخلتها
هيا للغرفة .. قامت ام راكان وبناتها يشوفون وش فيها نورة .. تمددت على فراشها
وهي تقاوم تعبها .. ومع تردد تساؤلاتهم اشرت بيدها تهديهم : الله يهداكن مافيني
الا العافية ..
قاطعتها هيا وتكلمت بحدة : لا والله فيتس .. فقر دم و هم بعدهم ماسوو لتس تحليل
دم .. " التفتت على خالتها وكملت " يبي لها تغذية زينة ولا يموت جنينها ..
شهقت ام راكان وحطت يدها على صدرها : بسم الله عليتس يمه .. من جانا هالخبر
اللي ضيق خلقنا ماعاد التفتنا لعمارنا " جلست جنب نورة ومسكت يدها " وش قالو
لتس وانا امتس ؟
ماكانت تبي تخبي عليهم اللي انقال لها لأنها تدري انه من مصلحتها : منعتني من
الحركة .. و كتبت لي مثبتات لا جا العصر تروح تجيبهن لي موضي ..
قربت موضي منها وهي تناظرها : ابشري ما طلبتي فديتس .. تكفين يالنوري لا
يروح مع من راحو ..
ابتسمت وهي تناظر بأمها : الله اللي بيحفظه .. يمه " وبتعب " ادعي لي ..
‏/
‏\
‏/
‏\
/
\
/
\
دخل عليهم بعد صلاة المغرب و ماشاف الا امه وسما سلم عليهم وجلس معاهم ..
افتقدها وافتقد وجودها بانتظاره افتقد ابتسامتها اللي تقابله فيها كل مادخل هالبيت ..
احساس الحنين اللي بقلبه اكبر بكثير من مقدار تحمله وحاجز الصمت اللي تجاوزه
بوجودها .. رجع هالأيام خلفه بمراحل التفت على امه وهو يحارب كل احساس
شوق يجتاح صدره : وين رسيل ؟
ناظرت ساعتها وتكلمت : رايحة لصديقتها اكيد الحين جاية في الطريق ..
مسك جواله يدور على رقمها : وانا كم مرة قايل لهم ولا وحدة تركب مع السواق
لحالها ؟ " ومن اول ماردت عليه تكلم وهو معصب " وينك فيه ؟
حست بخوف من نبرة صوته وردت بكل هدوء : كنت عند دانا و توني طالعة ..
نص ساعة واكون في البيت ..
همست سما لأمها : من يوم راحت والأخلاق قافلة .. يارب يروح يجيبها و ينشغل
عنا ..
ابتسمت ام طلال وهي تناظره بأسى : الله يفرج كربهم ويرجع لهم اخوهم ويقر
عينهم بشوفته ..
رجعت تهمس لها وكلها خوف انه يسمعها : خاطري اشوف نورة .. متى بيجيبها من
الديرة ..؟
اشرت له انها ماتدري وناظرت فيه .. كان معصب ومتوتر هالحالة اللي تكره تشوفه
فيها .. من جلس معاهم وهو بس يلقي اوامره واكيد لا جات رسيل بيسمعها كم كلمة
والقسم الاكبر بيروح لسامي اللي الحين بيتعرض لاكبر هجوم كلامي ..
كانت تسولف له وهي تشوف انشغاله التام عنها رغم انه يرد عليها لكن اجاباته جدا
مختصرة ومكتفي بإيه او لا ..
اول ماوصلت رسيل طالعتهم بخوف وهي تشوف نظراته لها سلمت وحاولت تطلع
بسرعة لجناحها لكنه استوقفها : مابي اعيد وازيد بكلامي .. مرة ثانية تروحين مع
السواق لحالك بحش رجولك حش .. هذاني اعلمك وخلي وحدة فيكم تكسر بكلمتي
والله لأسفره وتروحون وتجون بباصات ..
التفتت سما على امها : لاااااا وش باصات الله يهداك .. زحمة وقرف والمشوار ياخذ
ساعتين ..
تكلم بدون مايناظرها : انا قلت اللي عندي وقد اعذر من انذر " لف على امه يعاتبها
على تساهلها معاهم " .. وانتي يمه الله يهداك ساكتة لهم ومخليتهم يسوون اللي يبون
ماتدرين يعني انها خلوة ..؟ وبعد هم بهالسن مو بكل وقت يروحون وانا كل ماجيت
وسئلت عنهم قلتي لي عند صديقاتهم ليش يروحون لهم وهالايام دراسة لو بالاجازات
معقولة .. ومو اي وحدة بعد مايروحون الا للي واثقين فيها وفي اهلها ..
كانت رسيل واقفة مكانها تنتظر انتهاء هالمحاضرة .. واللي رحمها بهالوقت دخول
سامي اللي اكيد راح يوجه له كل الكلام الحين .. استغلت هالفرصة وانسحبت على
طول وهي تسمع صوت صراخه على سامي : ماشاء الله تبارك الله ماعمري جيت
ولقيتك بالبيت .. ياخي انا صرت اشك ان هالبيت فندق ماتجي الا وقت النوم ..
حطت سما يدها على فمها وهي تتمتم : علم نفسك بالاول وانت حتى بعد ماتزوجت
ماحسيت على دمك وجيت عشان المسكينة اللي تنتظرك .. ماحست الا بنغزة امها
اللي خلتها تصرخ .. وهي تحط يدها على خصرها .. ومن شافت نظرته لها لحقت
رسيل تاركة الصالة ساحة معركة بينهم ..
هالمرة اضطر انه يسكت ويسمعه للآخر لانه داري لو جادله بتطول المسألة وبيزيد
الكلام وهو مايبي يوجع راسه بكلام طلال اللي ما ينتهي ..
كمل طلال كلامه وهو يحس انه ينفس عن كل مشاعره بهالتسلط في الاحكام : من
بكرة مافي طلعة من البيت الا اربعاء وخميس .. الاختبارات ماعاد بقى لها الا 3
اسابيع وانت توجيهي .. لو جيت يوم ومالقيتك بالبيت بسحب منك مفتاح السيارة ..
فاهم ..؟

سامي بقل صبر : زييييييين مابي اطلع اصلا محد يطلع هالأيام ..

تركه يطلع وقعد بالصالة هو وامه اللي تكلمت بعتب : وش هاللي تسويه وانا امك ؟
والله اني ماتكلمت مابي اكسر كلمتك .. وانت الكبير عند اخوانك .. بس ترى بالكلمة
الطيبة تقدر تخليهم يسوون اللي انت تبي .. مو خذيتهم بمجداف ومشراع وما خليت
احد فيهم يقول كلمة ..
ابتسم لها وقام حب راسها : ابشري يالغالية والسموحة منك بس هم اوقات يطلعوني
من طوري ..
بعد صلاة العشا وبعد مارجع ابوه جلس معاه يتناقشون بالموضوع اللي صار لهم كم
يوم يتكلمون فيه : ان شاء الله بروح بكرة واجيب مرتي وبعدها الله يسهل كل امورنا
وانت تدري هالأمور يبي لها مشايخ لا لزم الأمر وان شاء الله يصير التنازل ..
تكلم وهو ماسك الجريدة يتصفحها ..: لا تستعجل الأمور الحين.. النطق بالحكم بعد
اسبوع ووقتها ان شاء الله نقرر وش اللي الله يكتبه له .. ومثل ماقلت انت المحامي
يقول ماعندهم اي دليل ضده .. والدية امرها سهل اذا ماتنازل ابو الولد عنها ..
طلال وهو قايم ..: يالله اجل بروح انوم الحين بكرة بقوم اخلص اشغالي من بدري
وامشي للديرة ..
ترك ابوه بالصالة لحاله وطلع لجناحه .. ومن دخل الغرفة رجع له حنينه اللي اخفاه
بداخله ريحتها بهالغرفة ريحة عطرها اللي تميزها .. وكأنه يسمع صوت ضحكتها
هالضحكة اللي تصدرها بلحظة خجلها .. غسل وبدل ملابسه وتمدد على سريره يفكر
بشغله وسفره اللي مقرر بعد شهر من اليوم واللي حاول يأجله اكثر من مرة عشانها
بس هالمرة لازم يروح ويخلص اشغاله .. ترك كل تفكير خلفه وناظر ساعته اللي
تشير للـ 9 و عشر دقايق .. انقلب على جنبه الايمن وردد اذكار النوم .. واستسلم
بعدها للنوم ..
/
\
/
\
/
\
/
\
على وضعها اللي ماتفارقه الا بوقت صلاتها .. كانت مثل كل يوم متمددة على
فراشها بهالوقت اللي يروحون فيه خواتها وهيا للغرفة اللي يخيطون فيها وامها
وابوها تسمع سوالفهم او بالأصح شكواهم بالصالة شوي الا جات منيرة معصبة
ومتضايقة .. : اوووووف ياشين هالحر هدومي لزقت فيني ..
غمضت عيونها وهي تشوف شنطتها اللي رمتها على الأرض : ترفقي بس لا
تكسرين الأرض تحتس .. منور قربي ابيتس ..
قربت منها وجلست جنبها : هاااه ؟
طقتها على يدها : وجعاااه .. كم مرة قلت لتس لا تقولين هاه ؟ لا تزهقين امي
بسوالفتس حرام عليتس ترى اللي فيها مكفيها وانتي من تجين ماغير تصارخين
ومايعجبتس العجب .. هذا وانتي صايرتن حرمة سنعة وكلن يقول منيرة كبرت
تكفين وانا اختس لا تضيقين خلقها ولا تزعجين ابوي ..
ناظرتها بتعجب : وراه ؟ امي شاكية لتس ؟ والله يالنوري اني ماسويت شي بس
اليوم الحر يضيق الخلق " وبرضى تام " ومانيب قايلة لها شي ..
مسكت يدها وحبتها : ياحبي لتس والله ايه هذي البنت السنعة اللي تداري اهلها
وتحطهم بعيونها .. روحي غسلي وبدلي هدومتس .. وتعالي سولفي علي ضاق
خلقي من اليوم وانا قاعدة بلحالي ..
ركضت على طول وراحت تغسل .. بدلت ملابسها ورجعت جلست جنبها تبي
تسولف لها اشرت لها نورة تقرب وحطت راسها على حجرها : العبي بشعري
وانتي تسولفين علي ..
قعدت تسولف عليها لين جو موضي وحصة وقعدو معاهم التفتت موضي على
خواتها وقالت لهم يروحون يقعدون بالصالة .. ومن طلعو جلست جنب نورة
وقبل ماتتكلم نزلت دمعتها.. : شفت ابوي يصيح يالنوري .. اول مرة بحياتي
اشوف دمعته .. والى هالحين ماقدرت اشيل هالصورة من راسي ..
حست قلبها يعورها وغمضت عيونها .. مدت يدها ومسكت يد موضي : هذا
ولده ياموضي .. شلون بيتحمل ..؟ وهو يشوف امي تصيح عنده الليل والنهار
ياجعلني فدوة له ولا اشوف الدمعة بعينه ..
حطت يدها على فمها وهي تكتم شهقاتها : وربي ماعاد فيني صبر على هاللي
يصير فينا .. وربي اتحمل كل شي الا راكان .. ابوي اللي كل ماقام وقعد قال
راكان بيعوضني .. واليوم يشوف ولده يروح من يده ..
ضغطت على يدها بقوة وبيدها الثانية تمسح دموعها : بتفرج بحول الله قولي
يارب ..
مسحت دموعها ورددت من قلب : ياااارب " واول ماتذكرت " رجلتس بيجي اليوم ؟
قامت واسندت ظهرها على الجدار وناظرتها : ايه .. هو قال بيجي الاربعاء
وان شاء الله انه يجينا بالاخبار الزينة والله اني ماودي اروح معه مابي اخلي
اهلي وهم في حاجتي .. وامي بعد مقدر اروح وهذي حالتها الله يهونها يارب
مدري لا قلت له بيخليني اقعد ولا بيتشره علي ..
رفعت راسها وانتبهت لامها اللي واقفة عندها : لا روحي مع رجلتس واحنا
معنا الله ماهوب مخلينا .. رجلتس بحاجتتس بعد ولا تنسين انه للحين مايدري
بحملتس .. قولي له وفرحيه ..
نورة بحزن بالغ : هو بقى مكان للفرح فيني يمه ..
جلست على طول وحطت يدها على راسها : استغفري ربتس وش هالكلام ؟
هذا وانا اقول نورة المؤمنة العاقلة .. مالنا الا الصبر وانا امتس والله محد
يحس بالنار كثري .. هذا ولدي عسى الله يفك كربته ويفرح قليبي ..
دخل عليهم سلمان يركض : نورة رجلتس جا .. والله شفته وانا العب كورة
مع العيال .. الحين تشوفينه .. اقسم بالله ..
ابتسمت على شكله وحماسه : زين لا تحلف مصدقتك ..
دقايق وسمعو صوت سيارته بالخارج ومن سمعت صوته يدخل على ابوها
قامت واقفة على طول .. مسكتها موضي تجلسها : تعالي وين بتروحين ؟؟
هماهم قايلين لتس لا تتحركين الا للضرورة ؟
طنشتها ومشت بخطوات حذرة : وجية رجلي ماهيب ضرورة ؟
اول ماشافها لاحظ لونها الباهت وبشرتها المصفرة وحتى وزنها اللي نقص
بهالاسبوعين اللي قعدتهم بالديرة .. قام لها ومسك يدها وجلسها وهو مانزل
عينه عنها .. ماكان يهمها بهاللحظة على كثر شوقها له الا انها تسمع اخبار
عن راكان ممكن تزرع فيهم الأمل ولو قليل التفتت تناظر ابوها وحس على
نفسه وقتها وتكلم : شلونك يانورة ؟
رجعت ناظرته بابتسامة حاولت ترسمها بصعوبة : خلنا مني هالحين وقول
لي .. وشلون راكان وش اللي صاير عليه ..
كان ممكن انه يزعل عليها او ياخذها بخاطره لانها ما اهتمت فيه ولا سألت
عنه لكن اللي يشفع لها ان اللي هم فيه الحين فوق اي عتب : الحمدلله امس
رحت له واحسن من اول بكثير ان شاء الله يوم الاثنين الجاي النطق بالحكم
ومن كلام المحامي متفائلين خير .. مافي اي دليل ضده واذا ثبت انه قتل
خطا كل اموره تتدبر ..
التفتت على ابوها على طول وهي تشوف ملامح الارتياح اللي بدت تظهر
على وجهه بعد اسبوع ونص من العذاب اللي ولأول مرة ماقدر يخفيه عنهم
حبت راس ابوها : ان شاء الله راكان بيرد لك يبه ..
مسكها من يدها يبيها تجلس : ارتاحي وانا ابوتس لا تتعبين عمرتس .. الله
لا يخليني منكم ..
رجعت تناظر طلال بلهفة : احلفك بالله يا طلال اخوي بخير ..؟
ابتسم وهو يحلف لها : والله العظيم انه بخير .. ولو ادري كان مصوره لكم
بس ان شاء الله المرة الجاية ..
وقام اول ماشاف خالته ام راكان جايتهم .. وهو يسمع ترحيبها فيه اللي
يختلف عن كل مرة هالمرة نبرة الحزن واضحة بصوتها ..جلس معاهم وهو
يحاول انه يطمنهم .. قامت بعدها ام راكان رايحة لبيت اختها تقول لها بآخر
الاخبار اللي وصلتهم وقعدت نورة تسولف معاه هو وابوها .. : الله يخزي
الشيطان نسيت اقوم اجيب لك قهوة ..
وقبل يجلسها تكلم ابوها ..: اقعدي وانا ابوتس لا تتعبين عمرتس وش قايلين
لتس بالمستوصف ..
ناظرها مستفهم : وش فيك ؟ عسى ماشر ..؟
جلست مكانها وهي متجاهلة نظرات ابوها وتوردت خدودها خجل منه ماتقدر
تقول له هالخبر بوجود ابوها رجعت تسولف مع ابوها وطلال تاركة اجابة
هالسؤال لبعدين ..
قبل اذان العصر قام يستأذنهم يبي ياخذ زوجته ويمشي مشت معاه عند الباب
وتكلمت بتردد .. : طلال ..
/
\
/
\
/
\
/
\
وقف عند الباب والتفت لها : لا تقولين بتقعدين هالاسبوع بعد .. خلاص انا
طمنتكم عليه .. وان شاء الله مايجي الاسبوع الجاي الا ربي مظهر الحق ..
نزلت راسها قبل تتكلم .. وفركت يدينها بتوتر : لا ماهوب ذا اللي بقوله ..
ناظرها مستفهم يبيها تكمل كلامها ويوم حس انها طولت حاول انه يستعجلها
في الكلام : وشو اجل ؟
اشرت له بيدها انه ينتظر : اصبر بجيب عباتي واجيك ..
ناظرها مستغرب وش اللي قاعدة تسويه انتظرها بالسيارة شوي وجاته تمشي
بخطوات متعبة .. ومعاها كرت صغير بيدها .. ومن ركبت السيارة التفتت
عليه : خلنا نروح المستوصف بالأول ..
طلال باستفهام : وش فيك ؟ بعدين اذا رحنا الرياض اوديك اكبر المستشفيات
فيها ..
نزلت راسها وماعرفت شلون تتكلم وكل هالوقت هو جالس ينتظر منها انها
تتكلم او تقول شي .. وبعد تفكير طويل : انـ ـ ـا .. انا حامل .. وابي اعرف
اذا اقدر اسافر ولا يضرني ..
نسى كل شي قبل ونسى كل الكون اللي بالخارج وناظرها مستفهم : حامل ؟
" هزت راسها بإيه وكمل " من متى ؟ وليش توك تعلميني " وماعاد يدري
اصلا وش يقول " والله مادري وش اقول .. تكلمي تكفين ..
عدلت جلستها وهي تناظر قدامها : زين بعلمك كل شي بس انت امش الحين
للمستوصف ..
انتبهت ليدينه اللي ترتجف وهو يحرك السيارة .. وتكلمت .. : عرفت بنفس
اليوم اللي انت جيتنا فيه ومن يومين ذبحني المغص وقبل اوصل المستوصف
ماقدرت اكمل طريقي وجاتني الدكتورة وقالت لي انه يبي لي راحة وما اقوم
من مكاني الا لضرورة " اشرت له على احد البيوت " لاجيت من ورا هالبيت
خذ اللفة يمين ..
مد يده ومسك يدها : مبروك لك ولي وربي ماتتخيلين وش كثر فرحتي مادري
وش اعبر و وش اقول لك .. " ولثواني تذكر حزنها على اخوها " يارب
يصدر قرار براءة راكان واشوف الفرحة بعيونك ..
نزلت دموعها غصب عنها وهي تأمن على دعوته ومن وصلت للمستوصف
نزل وراح لها وهي تنزل .. ويوم جا يمسكها همست له وهي تضحك : ترى
هالسوالف عيب عندنا بالديرة لا شافو الرجال يده بيد مرته قالو ماهوب رجال
مسك يدها وهو يمشيها : وانا وش علي فيهم .. انتي تعبانة ومابي يصير فيك
شي ..
مشت معاه ووقفها عند باب قسم النساء وطلع برا ينتظرها .. دخلت هي عند
الدكتورة وعلى طول مدت لهم كرتها كانت هي الوحيدة اللي جايتهم بهالوقت
شرحت للدكتورة وضعها وانتظرت جوابها .. ماتدري ليش كانت تتمنى انها
تمنعها من السفر .. على كثر ما اشتاقت له الا ان وضع اهلها متعبها وماودها
تروح الا وهي متطمنة عليهم ..

يتبع ,,,,,

👇👇👇




تعليقات