بارت من

رواية سجينات خلف قضبان القصور -37

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -37

مثل عادتهم كل يوم سهر وفجوراعتادت عيونها انها تشوفه .. كل الصور تتكرر
قدامها كل ليلة وهي تجهل كل شي قاعد يصير برا هالشقة الموبوءة بنظرها ..
شافتهم ينامون مثل عادتهم بساعات الصباح الاولى .. وقعدت هي مكانها تدعي
ربها يخلصها منهم .. مر وقت طويل وهي تصيح من هالوضع اللي اتعب نفسيتها
الى اقصى حد ..صحاها من هالهموم صوت رنة مسج .. ماصدقت بالاول هاللي
سمعته .. كل يوم تاخذ جوالاتهم وتحصلها مغلقة واليوم واحد فيهم ناسي جواله ..
قربت تبي تتأكد ولمحت جوال مفتوح اخذته بكل فرحة وهي مو مصدقة عيونها
اخيرا قدرت انها تلقى وسيلة اتصال بالعالم الخارجي بعد ما انعزلت عنه تماما ..
سحبت الجوال ومشت للغرفة وهي تدعي ربها مايكون مقفل برمز قفل .. سكرت
باب الغرفة عليها .. وبعد تفكير راحت للحمام ( تكرمون ) وقفلته عليها .. واول
شي سوته اتصلت على جوال امها .. استغربت انها ماردت عليها واستمرت انها
تتصل عليها اكثر من مرة تعرف امها دايم تقوم لصلاة الليل .. وهذي عادتها من
يوم كانو صغار .. توقعت انها اكيد تصلي وحاطة جوالها على السايلنت واتصلت
على جوالات خواتها .. لكن للأسف محد يرد .. ماكانت مصدقة هاللي يصير معاها
بالوقت اللي قدرت اخيرا انها تتصل فيهم محد يرد .. رجعت تتصل على امها وفي
آخر محاولة اتصلت على الانسان اللي بكل لحظة كان موجود لها .. جاها صوت
غريب واول ماسمعته سكرت .. " اوف من هذا بعد .. " حولت الجوال سايلنت و
رجعت تتأكد من رقم اخوها .. ودقته .. رد عليها نفس الصوت الغريب اللي من
شوي .. اخيرا تكلمت : عادل ؟
استغرب من سماع هالصوت ماكان يجي في باله ابد ان عادل من النوع اللي يتعرف
على بنات او يكلمهم .. : عفوا من تبين اختي ؟
ناظرت بالرقم للمرة العاشرة بالجوال وتكلمت : ابي عادل ..
ناظر بعادل اللي نايم بالصالة عنده وماحب انه يصحيه على موضوع مايستاهل ..
تكلم بحدة : وش تبين فيه ؟
انقهرت من تدخله لكن من كلامه تأكدت ان هذا جوال اخوها ومو غلطانة فيه ..
ترددت قبل تطلع حروفها مرتبكة : انا اخته .. ابيه ضروري ..
استغرب صوتها مو مبين عليه ابد صوت وحدة من خواته : مين نجود ولا رغد؟
" هذا شلون يعرف خواتي .. معقول عادل يسولف عنا عند اخوياه ؟ " : لا و لا
وحدة فيهم .. تكفى اخوي ابيه ضروري ..
ولوهلة بس ميز نبرة صوتها اللي كان يجهلها من البداية .. هالصوت اللي فتح لهم
شبابيك الامل من جديد .. : دانا ؟؟
سكتت متفاجأة من هاللي يعرفهم كلهم وعرف صوتها الحين .. ماردت عليه و
انتظرت منه يقول اي شي تبي تسمع صوت اخوها وترتاح كمل بلهفة : ردي
علي انتي دانا ؟ ... " وبعد طول انتظار " تكلمي انا يزيد ..
حطت يدها على فمها تسكت شهقتها اللي كادت تطلع منها وللحظات نست ان
هالانسان هو اللي خطبها وكان بيكون بيوم من الايام زوجها .. : ايه انا دانا ..
تكفى يزيد تعالو اخذوني من هالمكان .. يبوني اشرب نفس اللي يشربونه و ابوي
يبي يزوجني لصاحبه السكران ..
حاول انه يستوعب كل كلامها اللي قالته عن ابوها .. الحين عرف انها عند ابوها
و على طول فاجأها بسؤاله : احد قرب منتس ؟
قاطعته على طول : لا .. لا .. يزيد .. تكفى عطني عادل ابيه طلعوني من هالمكان
قبل يصحون بيذبحوني ..
حاول انه يهديها قبل يعلى صوتها ويسمعونها .. : زين وينتس فيه الحين ؟
هزت راسها بالنفي وهي تحس بخوف .. وبعد ما استوعبت انه مايشوفها تكلمت
بصوت هامس : مادري ويني فيه .. ابوي ارسلني مع خويه والى هالحين وانا
في هالشقة ..
بعد تفكير تكلم: زين روحي لاقرب دريشة وعلميني وش تشوفين اي شي يخلينا
نعرف مكانتس وينه فيه ..
فتحت باب الحمام ( تكرمون) بحرص وطلعت تمشي على اطراف اصابعها
قعدت تناظر مع الشباك عن اي شي ممكن توصف له شي واضح لكن كان كل
اللي حولها بيوت وعماير على طول نزلت دموعها وتكلمت وهي تصيح : ما
اشوف شي كلها عماير ..
عوره قلبه وهو يسمع صوتها .. كان حاس بمعاناتها بهاللحظة .. وماكان بيده
اي شي انه يريحها تمنى بس انه يقدر يروح لها ويطمنها .. هالفترة اللي اختفت
فيها ومع كل لحظة خوف حسها كان يحس بشعور آخر يلازمه ..غصب عنه
سكنت قلبه واحتلت كل مشاعره .. هز كتف عادل يبي يصحيه بعد ماحس نفسه
اضعف من انه يقويها .. : سكري الحين واتصلي على الشرطة .. وان شاء الله
يقدرون انهم يساعدونتس .. وانا بصحي عادل وارجع ادق عليتس ..
كان يسمع صوت صياحها .. ومبين عليها ماتبي تسكر الين تسمع صوت اخوها
صحى عادل على صوت يزيد اللي يقول له ان دانا اتصلت ومن عز نومه فز
على طول : هاااه ..؟
تكلم يزيد وهو ماد له الجوال : خذ كلم دانا .. " وهزه مع كتوفه " اخلص علي
لا يقوم الحين احد ويشوفه ..
سحب عادل الجوال وهو للحين مو فاهم اللي يسمعه .. : الو ..
جاها صوتها وهي تصيح وتستنجد فيه .. بدا يستوعب كل شي وهو يسمع صوت
شهقاتها اللي تكتمها .. وبدون شعور منه وقف على طول وهو يكلمها صار يدور
في الصالة وهو يحاول يهديها .. وبعد تفكير تكلم : دانا دقي الحين على الشرطة
وقولي لهم ان ابوي اللي خطفك .. مادام ما نقدر نوصل لك هم يقدرون يخلون
ابوي يطلعك غصب مادام صار عندنا الاثبات ..
بعد ما قال لها كل شي سكرت منه وهي ما زالت ترتجف خوف .. رغم انها
كانت تتردد قبل انها تبلغ عن ابوها الا ان هاللحظة ما تحتمل التفكير وهالشي هو
اللي لازم تسويه .. وبدت تدق الرقم بخوف " 999 " ثواني وسمعت صوت يرد
عليها السلام .. قالت لهم كل شي تكلمت عن يوم اختطافها وعن جدولها اليومي
وعطتهم رقم عادل يتصلون عليه وسكرت بعد ما اكدت لهم انها الحين ما عليها
خطر لانهم ينامون الى الظهر ومن يصحون يطلعون ومايجون الا آخر الليل ..
‏/
\
/
\
بنفس هاليوم وفي بيت ابو طارق يحتفلون اليوم بملكة منال على صلاح كانت
هالملكة جدا مختصرة .. مقتصرة فقط على اهل العريس واهل العروس بحكم
ان ابو طارق تعبان .. وهالفترة يكثر شكه فيهم .. وما يخلي احد يطلع من البيت
حتى امهم ..
من اهل صلاح جا لهم امه وخواته الثلاث المتزوجات .. واخته الرابعة اللي
توها مخطوبة .. اما ام طارق فاكتفت بأمها واختها وخوات زوجها اللي جايين
لملكة بنت اخوهم .. حتى ميساء ما قالت لها على هالملكة بعد خلافات العائلة
مع فيصل وقعو العقد وسط اصوات الدي جي اللي يصدح بصوت عالي ورقص
البنات رغم عددهم القليل .. منال كانت تعيش اسعد ايام حياتها وهي تكتب اليوم
من نصيب الانسان اللي تحبه وجمعتهم علاقة باطلة لسنوات ثلاث .. دخل بكل
غروره وابتسامته لنفس المجلس اللي جمعهم اكثر من مرة وشهد على فجورهم
كانت تحس بفرح كبير وهي تشوفه يقترب منها .. واول مالمس يدينها تضاعف
احساس الفرح بإن حلمها صار حقيقة اخيرا ..طول الوقت كانت تضحك معاه
وهو يهمس لها بكلام في اذنها .. واخته مها اصغر خواته واللي اجبرت انها
تكمل تمثيليتهم وتقول انها تعرفها .. عشان تضمن انه محد يسأل شلون عرفها ..
كانت تناظرهم باشمئزاز وهي تحس بعدم ارتياح لهالانسانة اللي اختارها اخوها
ليرتبط فيها .. رغم انها تشوف انه يشابهها يجمعهم نفس التفكير الغير سوي ..
والمكالمات والمقابلات اللي حست من جلستهم مع بعض بإن هذي مو اول مرة
يشوفون فيها بعض .. استغربت شلون اخوها رضى انه يتزوجها وهو اصلا
يعرف غيرها كثير .. وماعمرها كانت الانسانة الوحيدة بحياته ..
انتبه لنظراتها اللي مسلطتها عليهم واشر لها بعينه تبعد عيونها عنهم .. شالت
نظرها والتفتت على امها اللي تشوفها فرحانة فيهم .. كانت تبي تطلع للصالة
ماقدرت تقاوم هالضيقة اللي تحسها بصدرها .. تحس انها مشاركتهم بهالباطل
والحين بس صارت تلوم نفسها .. ارتاحت كثير وهي تسمع اختها الكبيرة تقول
لهم يطلعون ويخلون العرسان على راحتهم .. وطلعت للصالة جلست معاهم
وهي تحاول تتجاهل كل مشاعرها ..
بالداخل كان هاللقاء مثل غيره .. الخجل والحياء طلع بهاللحظة مع اللي طلعو
من المجلس واقترب منها يلامس جسدها وهو يقبلها بشراهة مثل ما اعتادت
منه .. وكل ماحاولت تستجمع انفاسها وتبعده عنها جاها صوته الهامس يبيها
تسكت وتستسلم له : الحين انتي زوجتي .. يعني حلالي ..
مسكت يده وبعدتها عنه وتكلمت وهي مبتسمة له .. : ومادام انت مشتاق لي
هالكثر ليش خليت زواجنا بعد 5 اشهر ؟
قرب من اذنها وهو مازال يحضنها : انتي تعرفين توني متوظف .. ويبي لي
وقت عشان اجمع اللي يزوجنا .. حبيبتي قربي ليش تبعدين عني ..
كانت تستسلم له باوقات .. وبلحظات ثانية تبعد عنه وتتجاهل نظرات الرجاء
اللي يطلبها فيها انها تسمح له بأكثر من اللي تعود عليه .. واللي رحمها صوت
الطق على الباب بعدت عنه ورتبت شكلها قبل يدخل عليهم طارق وهو مبتسم
كانت خايفة انه يكون ملاحظ عليها اي شي يثبت له هاللي كانت تسويه بهالمكان
لكن ابتسامته وسوالفه مع صلاح ريحتها وخلتها تطلع على طول لاقرب مراية
تشوف شكلها فيها .. طلعت لهم بعدها وهي مو قادرة تكبت احساس السعادة
اللي حسته بهاللحظات وصارت تسولف لحنين عن كل شي صار معاها متجاهلة
نظراتها المتقززة من جرأته في يوم ملكتهم وجرأتها هي في الكلام ..
/
\
/
\
بالوقت اللي حست فيه بفراغ كبير يقتلها ماعرفت شلون يعدي الوقت قبل يجي
للبيت .. ماكان ياخذها كثير لطلعات مثل مايقولون لها البنات .. اكثر من مرة
قالو لها تطلب منه يوديها لمطاعم او يمشيها .. بس هي كانت مكتفية بوجوده
في حياتها .. راحت لمكتبه اللي بجناحهم .. رغم انه مايقفله لكن عمرها مافكرت
تدخله ابد .. واول مادخلته تفاجأت من عدد الكتب الكبير اللي عنده .. بدت تتأمل
كل شي حولها وتناظر بالكتب المتوزعة بكل مكان .. بدت تسحب لها كل شوي
كتاب وتحاول بصعوبة انها تقرأ عناوينها خذت لها 5 كتب وقعدت على الكرسي
الجلدي وهي ماسكة الكتب .. حطتهم قدامها وصارت تفتحهم وتحاول تقرا اي
شي فيهم .. كانت الكلمات اكبر من مستوى تعليمها وهالشي زرع بداخلها تحدي
من نوع آخر انها تحاول تكمل تعليمها بأي طريقة مادام المجال متاح امامها ..
خصوصا انها كانت متفوقة بمدرستها ودايم تطلع الاولى عليهم .. بعد مازهقت
من مفردات هالكتب اللي حست الكلام اللي فيهم اكبر من مستوى تعليمها بدت
تقلب صفحات الكتب تشوف الصور في الكتب اللي بداخلها صور .. ثالث كتاب
كانت ماسكته وتقلب بصفحاته بنفس الطريقة .. لكن استوقفتها صورة مو بنفس
الكتاب لكن هالصورة احد مخبيها بين الصفحات ..و اول ماشافتها .. صعقت
وهي تناظرها .. ماكان ابد يخطر في بالها ان الساعات الطويلة اللي يقعدها
بهالمكتب وهو مسكر عليه عشان هالصورة تجمعت الدموع بعيونها واعتراها
غضب سريع لاول مرة بحياتها تحس بقهر كثر اللي تحسه الحين .. ضغطت
على الصورة بقوتها .. وهي تحاول تكسر وجودها بقلب زوجها .. بدت تبكي
وهي تفتش في الكتاب عن صور ثانية لها .. دورت بهالكتاب واكثر من كتاب
لكن وضعها ماكان يسمح لها انها تدور اكثر جلست على الارض وهي ماسكة
الصورة بيدها وتصيح .. اكبر احساس بالخداع حسته بهاللحظة .. الشخص اللي
سلمت له مشاعرها وعواطفها يتلاعب فيها .. ويحتفظ بمشاعره لانسانة ثانية
صارت من نصيب غيره .. حست بنار الغيرة تحرق قلبها وهو تتصور انها
جسد فقط بين احضانه لكن كل احساس بقلبه .. لها هي .. بكت على كل مشاعر
مفضوحة كانت بقلبها وتحسها له وهو اللي يسمع لها يسمع اعترافاتها البريئة
ويكتفي بالاسئلة اللي كثر ما تحرجها تضاعف احساس الحب بقلبها .. حطت
راسها على رجلينها واستسلمت لنوبة بكاء مريرة لوقت طويل ..
اما هو اول ما دخل جناحهم استغرب انها ما كانت في استقباله بالعادة تستقبله
بالصالة اللي بالدور الارضي او تستقبله بصالة جناحهم لكن الحين ما يشوفها
حتى جوالها ماترد عليه .. توقع انها اكيد نايمة .. وقبل مايدخل الغرفة لاحظ
باب مكتبه مفتوح وراح له .. واول ما اقترب منه سمع صوت نحيبها سرع
خطواته يبي يتأكد من اللي يسمعه .. ومن دخل شافها جالسه على الارض
وغارقة في بكائها .. راح لها بسرعة وجلس جنبها : نورة ..؟
ماردت عليه يمكن لانها ماسمعته .. او لانها اصلا ماتبي ترد عليه ولا تبي
تشوفه الحين ..
هزها من كتوفها وهو يناديها .. رفعت عينها له وناظرته .. كان الكحل نازل
على خدودها ..عوره قلبه على شكلها وهو يشوف عيونها .. واضح انها كانت
مطولة وهي تصيح .. : نورة وش فيك ؟ وش اللي صاير ؟
بدون ما تتكلم مدت له الصورة بيدها .. وباليد الثانية سكرت فمها تكتم صوت
شهقاتها .. اول ماشاف الصورة فتح عيونه متفاجيء : من وين جبتيها ؟
قامت وهي تحاول تستجمع قوتها : جاي تسألني الحين اسئل نفسك وانت اللي
كل يوم تدخل بهالغرفة وتناظرها ..
قام واقف ومسك يدها وتكلم بعصبية : فهميني الحين من وين جبتي هالصورة
من وين طلعتيها ..
اشرت له على الكتاب اللي لقتها فيه .. ماكانت تبي تناظره لانها ماكانت تبي
تشوف نظرات الحب اللي كانت توهم نفسها فيها .. قرب منها ومسك يدها
بقوة : اصبري انتي خليني افهمك ..
بعدت يدها وتكلمت بعصبية لاول مرة تظهر عليها : وش تبي تفهمني ؟ حرام
عليك والله تعبت منك وانت ماتبي تحس فيني ..
حط الصورة على المكتب واقترب منها مسكها بيدينه يبيها تناظره : نورة
والله اني مادري انها للحين عندي .. والله العظيم هالصورة كانت بأول سنة
بعد طلاقي .. بس بعدها نسيتها .. وهالكتاب عندي من زمان ..
تخلصت من يدينه اللي ماسكتها وطلعت للصالة وقبل توصل لغرفتهم مسكها
كان يبي يفهمها كل شي بهاللحظة قبل لا تكبر المشكلة ويصعب عليهم حلها
كان يشوف شلون جسدها يرتجف حاول انه يضمها بس كانت تبعده عنها ..
قربها منه وهو يحلف لها : انا حلفت لك بالله اني مدري انها للحين فيه والله
اني غيرت هالجناح كله .. الا هالمكتب لانه كان لي ومحد يدخله بس نسيت
هالصورة .. ولو اني ذاكرها والله لارميها مع كل شي رميته ..
ركزت نظرها بعيونه .. كانت تبي تعرف جوابه وتتأكد من صدقه : انا بس
ابي اعرف شي واحد .. علمني بس وريحني مادام انت للحين تحبها وشوله
تعرس علي وتعذبني ..
قاطعها قبل تكمل كلامها : والله ما احبها .. صدقيني ماعاد احبها خلاص ..
غمضت عيونها وتكلمت بأسى : طلال لا تكذب علي .. انا دارية انك تحبها
للحين .. وكل يوم اشوفها بعيونك ..
حط يده على فمها يسكتها وتكلم .. : حلفت لك بالله انها انتهت من حياتي ..
يابنت الناس افهميني ..
حاولت انها تبتعد عنه لكنه كان متمسك فيها بقوة .. : تكفى ابعد عني الحين
ابي ارتاح ..
ماكان متحمل صوت صياحها ونظرات الاتهام اللي توجهها له .. ضغط على
يدها بقوة وهمس لها : نورة انا .. " وبعد تردد وبصوت مرتبك " احبك ..
والله اني احبك انتي ..
‏/
\
/
\
انتهى الفصل الاول ..


الجزء العاشر

[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎

/
\
/
\
{ .. احبكِ ..
قالها .. وتساقطت كل الحروف سواها ..
وتوسدت مسامعي آهـآت قلبِ متسارعة ..
وانا هنـآ اتدثر ببقـايـآ صمتي ..
رغم طوفان مشاعري , حروفي , وربما صرخاتي .. !
تترائى لي من بين شرفات العشق كلماتي ..
فألجمها .. واتوسل اليها قائلة : رفقاً بقلبي يا انتي ..
رفقاً بذاك المتحصن باضلعي ..
تمهلي .. بل اسكتي ..
ودعيه يرسم لوحة من عشقٍ طال انتظاره ..
دعيه يهديني امنيات .. واحلام .. " بحجم الألم " ..
ارجوكِ .. للمرة الأخيرة تمهلي ..
دعيه يرتـّلها عليّ ذات شعور ..
لأعاود استرجاعها ذات حنين .. !
سمعتها بتمعن هالكلمة اللي كانت تنتظرها .. وشعورين متناقضين تصارعت بداخلها ..
احساس قاتل بالجرح واحساس صارخ بالحب وماتدري اي احساس فيهم بيطغى على
الثاني ..
فرحت انها سمعت الكلمة اللي انتظرتها من زمان وبداخلها سامحته لكن ماتبي تضعف
له بسهولة .. ماتبيه يتهاون بجرحها ويستصغر آلامها .. كانت تشوف احساس الالم
بعيونه .. وشي ابد ماعمرها شافته يمكن يكون الحب اللي تجهله ..كان يتكلم بكل هدوء
وهي تسمعه .. وارتجفت شفاهها قبل تطلع كلماتها متعبة .. : طلال لا تقول هالكلمة
ترضيني فيها ..
كمل بنفس الهمس .. : حلفت لك بالله .. ماتصدقيني ؟
غمضت عيونها تبي تطرد صورة حنين من بالها .. ماتبي تفكر بأي شي الا هالانسان
اللي قدامها .. انتظر يسمع جوابها وهو يكبت كل احساس آخر ممكن يباغته هالوقت ..
شعور صعب انك تكون صادق ويكذبك احد .. والاصعب انه يكون اغلى الناس عندك
واكثر من يهمك امره .. هزها وكأنه يصحيها من غفوتها : نورة ..
فتحت عيونها وناظرته .. : مصدقتك والله بس ابي ارتاح شوي ..
جلسها بهدوء وجلس معاها : قولي وش اللي يرضيك وانا اسويه لك ..
هزت راسها بالنفي وهي تمسح دموعها : مابي شي والله " مسكت يده وحطتها على
صدرها " بس هذا اللي يبي يرتاح ..
التفتو اثنينهم للباب وهم يسمعون صوت الطق الخفيف عليه .. رجعت ناظرته : اكيد
يبون ننزل للعشا ..
ابتسم لها وهو يحس بنبضات قلبها المتسارعة : خليك معاي الحين .. بقول لك كل
اللي بخاطري ..
نزلت راسها تنتظر انه يبوح بمكنونات قلبه .. الحين اثنينهم صارو اهدا واي كلمة
راح يقولها بهاللحظة بتكون من قلبه وراح تنتظرها هالكلمة اللي سمعتها تبي تسمعها
وتتأكد من صدق مشاعره وانها نابعة من قلبه مو كلمة قالها لارضائها وبس ..
تكلم بكل حب : لا تفكرين باللي صار اليوم .. ولا يتكدر خاطرك .. شي وانتهى من زمان
ولا عاد له اي قيمة .. ومن خطبتك وانا معاهد ربي اقطع اي شي بالماضي " ماكان
يبي يقول انه بعد ماكان يفكر فيها لان تفكيره اوقات كان يخونه لها .. " والحين انا
معاك .. وراح اكون لك انتي لحالك مثل ما ابيك انتي لي ..
كانت يده ماتزال بين يدينها وعلى صدرها ومع كل كلمة يقولها يحس بتسارع نبضات
قلبها اكثر .. كل شي حولهم كان هادي الا من صوت انفاسهم .. غمضت عيونها وكل
عرق بداخلها يصرخ " قولها .. ابي اسمعها الحين .. تكفى قولها وريحني "
رفع راسها بيده وناظر بعيونها .. عوره قلبه على شكلها كل شي فيها يقتله مايبي يكون
هو سبب جرحها .. ابتسم لها بحب وهمس : والله احبك ..
هالكلمة بس كانت كفيلة انها تنسى كل شي صار .. هالكلمة معناها انه فعلا نسى كل
شي كان قبل .. هو يحبها وهذا الاهم ومستحيل تضيع هالحب من يدها ارتمت بحضنه
وهي تقاوم كل رغبة فيها للصياح ..ماتبي تتعب نفسها اكثر لو وقفت عند كل التفاصيل
المتعبة في حياتها ماعرفت طعم السعادة .. كانت تضحك بداخلها على لقافتها اللي خلتها
تسمع هالكلمة منه ..
كان لامها بحضنه وهو حاس بكل مشاعرها .. مايبي يضعف اكثر .. مايبي يكسر كل
الاقنعة اللي تغلفه .. يبي رغم هالاعتراف يحتفظ بقوته : للحين زعلانة علي .. ؟
بعدت عنه وهي مبتسمة : لا ..
طبع قبلة رقيقة على خدها وتكلم وهو مبتسم : تحبيني ؟
بادلته الابتسامة : ايه " مسكت يدينه وضغطت عليها بقوة " ومابي شي بالدنيا يبعدني
عنك .. والله اني عذرتك وعارفة ان هاللي صار ماهوب بيدك .. بس ابيك تريحني ..
علمني وش اللي للحين ماعرفته ؟
تكلم بكل صدق : كل شي قلته لك ..
سكتت لثواني تسمعه .. ماعمره كذب عليها وهذا هو اللي مريحها صحيح انه ماتكلم
معاها عن الماضي لانه يعتبره حقه ومايحق لاحد انه ينبش فيه لكن نسيانه لكل شي
متعلق فيه مريح لها .. تكلمو كثير وقضو الليل بطوله بجلسة مصارحة .. يمكن كانو
بحاجتها بعد ما اكتفو بالصمت وكتمان المشاعر فترة مو قصيرة ..
/
\
/
\
/
\
/
\
صحت من نومها كعادتها على صوت ابوها يصحيها .. وزجاجة الخمر بيده اول
شي طرى على بالها وينهم .. وعدوها بيجون والحين صار المغرب ومحد جا شي
متعب هالانتظار اللي ماعرفت آخره كل يوم تقول بيجيها الفرج .. وتغيب شمس
هاليوم والفرج ماجاها .. حست بألم فظيع يعتصر معدتها بوقتها .. ناظرته بتعجب
ماتدري وش يبي فيها الحين .. حطت يدها على بطنها وكأنها تسكن المها وسمعت
صوت قهقهة عالية من الصالة .. غطت نفسها عنه وهي تشوف ابتسامة ابوها ..
ماتدري ليش وقتها راودها احساس خوف كبير من هالابتسامة .. الاكيد انها تحمل
وراها شي هي تجهله ..
وقبل تطول بتفكيرها صعقتها كلماته : بكرة الاعلان عن حكم القاضي .. وبترجع
امك ذليلة للبيت غصب عليها .. " وبغضب " والله لاطين عيشتها .. والله لاخليها
تندم على كل اللي سوته فيني ..
زادت آلامها وهي تسمع تهديداته .. بعد ماظنت ان نور الفجر لاح ببشائر الحرية
جاها اليوم يصحيها على واقع بقائهم في هالسجن الى الابد ..نزلت دموعها بدون
اي توقف .. قاسي هو بكل حالاته .. ولاول مرة من اختطفها تصرخ بألم : حرام
عليك يكفي اللي سويته فينا .. حرام والله اللي سويته فيني .. والله اني اتمنى اموت
في اليوم الف مرة ولا اعيش عندك دقيقة ..
تكلم بهدوء غريب عليه : امك اللي حدتني على اللي اسويه .. ولا انتو عيالي ولا
ابي شي يجيكم ابد ..
مدت يدينها المرتجفة ولامست يده بكل خوف : يبه تكفى ارجع لنا مثل اول .. ابيك
مثل ماكنت اشوفك .. ابي بس مرة تلمني بحضنك خلني مرة بس احس انك ابوي
تكفى والله تعبت .. يبه تكفى بس هالمرة ..
زاد صراخها وهي تترجاه كانت نظراته لها غريبة تمسكت فيه اكثر وهي تترجاه
كان يسمع توسلاتها اللي حركت شي دفين بقلبه .. شي من زمان اندثر بداخله مع
هالمعاصي كلها .. توه للحين ماشرب شي ولا فقد عقله توهم بأول الليل ومابدت
سهرتهم ولا يدري وش اللي بدا في قلبه الحين رفض كل توسلاتها وهو يصارع
احساس الرحمة رفعت عينها له وتكلمت بصوت بالكاد ينسمع : يبه هالمرة بس !
بعد صراع طويل من كل احساس بقلبه .. مد يده بتردد وضمها له .. وبدون اي
اعتراض او حتي مقاومة دفنت نفسها بهالحضن اللي انحرمت منه من صغرها ..
ما امهلها وقت كثير قبل مايبعدها عنه ويقوم يطلع للصالة .. جلست هي مكانها
تناظره مذهولة .. وهي تصارع آلام جسدها المتعبة وآلام قلبها الاكثر تعب ..
ضحكت على املها الغبي وهل كانت تطمح لاكثر من هذا ؟ بالنسبة لها هالحضن
اللي مالمها اكثر من دقايق شي ما كانت ابد تتصوره قامت سكرت الباب وتوضت
وهي تصلي سمعت صوت طق عنيف على باب الشقة .. وزاد خوفها وهي تسمع
صوت صرخات بالخارج مافهمت منها شي .. سلمت بسرعة وفتحت الباب وقفت
من مكانها تناظرهم .. " الحمدلله يارب .. الحمدلله يارب .. " رددتها وهي تشوفهم
يقيدون ابوها واصحابه بالأغلال .. كل الدقايق كانت سريعة تغطت بسرعة وهي
تشوف واحد فيهم جاي لها .. : انتي دانا ؟
بفرحة ماقدرت تخفيها : ايه .. انا دانا ..
مشى طالع من الشقة وهو يناديها تمشي وراه وتركو وراهم كم واحد يفتشون الشقة
باللي فيها اول ماطلعت من باب العمارة اختفت كل الوجيه الا وجهه هو وماتدري
من اللي كان فيهم اسرع للثاني .. ركضت له بكل فرحة ..
دموعها ماوقفت وهي ترتمي باحضانه ماقدرت تصدق للحين ان هالكابوس بكل مافيه
راح يودعهم .. ناظرت عادل بتساؤل : وين بياخذونه ؟
ابتسم بأسى وهو يناظره : وين يعني .. اكيد بيعالجونه اول وبعدها بيسجنونه .. " لفها
له وهو يتأملها " .. دانا تكفين طمنيني عليك ..
مشت بخطوات متعثرة له ووقفت تناظره وهو بالخلف بسيارة الشرطة حطت يدها
على فمها وهي تشوف نظراته لها .. تجاهلت نداءات عادل وقتها .. واول مامسكها
يبعدها عن السيارة التفتت له برجاء : ابي اقول له كلمة وحدة ياعادل ..
حاول يسحبها وهي رايحة له : وين بتروحين انتي ؟ وش تبين فيه بعد كل اللي سواه
فيك ..؟
كانت ماسكة فيه وتناظر ابوها من بعيد .. : ابيه يوعدني يرجع لنا مثل اول .. عادل
تكفى ابي اقول له هالكلمة بس ..
تكلم بصرامة وهو يشوف تجمعات الناس حول العمارة : وهو داري عن هوا دارك ؟
امشي معاي خلي امي تتطمن عليك تراه مايدري عنا ولا عدنا عياله بالاصل ..
كانت تقاومه تبي تروح له تطلب منه هالطلب الاخير .. يمكن بعد هاليوم ماتشوفه
وهو كان يبي يقسي قلبها عليه .. يبيها تنساه وتنسى كل شي يربطها فيه الين يتعالج
ويرجع لعقله .. تجمعو الناس حولهم وتضايق عادل من نظرات الناس .. ماحس الا
بصوت يزيد ينقذه من هالموقف : ياخي خله تروح له لو ما قالت له هالكلمة الحين
بتقعد بحسرته عمره كله ..
استسلم له ومشى معاها له .. اول ماوقفو عند السيارة شافو ابوهم اللي منزل راسه
وما يناظر احد برا .. كان هو حاقد عليه اما هي ماتدري وش اللي تحسه له تكرهه
وبنفس الوقت هو ابوها .. واول مانزل قزاز الشباك .. ضغط على يدها : تكلمي ..
ماكان عندها كلام كثير تقوله له .. لكن كانت تبي منه وعد ممكن الايام تجمعهم في
يوم مثل اي عائلة في الدنيا .. : يبه اوعدني ترجع لنا .. يبه ؟" ارتجفت يدينها وهي
تشوفه .. ماتحرك ابد ولا حتى ناظرها .. " لا ترد علي الحين بس انا راح انتظرك ..
وقفت مكانها تعد كل ثانية انتظار .. " قول اي شي تكفى .. ريحني .. " وخاب املها
في انتظار كلمات ممكن تجدد فيها الأمل ..
ومشت بدون ماتلفت له .. تدري انه ماراح يرد عليها وانها ماراح تسمع الكلمة اللي
تريحها بس يحق لها تعيش هالامنية .. ركبت السيارة مع عادل وتركت خلفها كل
ماضي موجع .. ورجعت معاه لشقتهم الصغيرة ..
بعد ما استوعبت وضعها اخير التفتت له بفرح : عادل انا رجعت خلاص .. ماعاد
بشوفهم كل يوم .. بشوف امي وخواتي ونادر ؟ " وبفرحة " الحمد لله يارب ..
كان يضحك على شكلها وعلى فرحتها .. رغم انه يدري انها تداري غصة بداخلها
بكل كلماتها يبان انها مجروحة كان يكلمها طول الطريق ويسمع ردودها المختصرة
مابين فرح وحزن وهي الغارقة في بحر هالمشاعر .. والى هاليوم ما رست على
شعور معين .. كانت تضحك اوقات وترجع بعدها بشوي تصيح .. ناظرها بخوف
على حالتها .. : دانا .. وش فيك ؟
طنشت كلامه وهي تشوف العمارة اللي فيها شقتهم .. محد بالدنيا بيفهم كل اللي
بقلبها ولا اللي صار عليها .. هم اللي عاشو مع هالأب وهي اللي تحملت تبعات
هالعلاقة الفاشلة .. هم اللي استمرو بحياتهم وهي للآن تدفع الثمن ..
تفاجأت يوم شافته قبلهم عند باب العمارة .. اكيد سبقهم يبشر امها .. " يعني مافي
جوالات .. وش هالغباء اللي فيني ؟ " نزلت بسرعة تاركة كل شي وراها ماتبي
احد بهاللحظة الا امها .. ومن وصلت للدور الثاني شافتهم واقفين عند باب الشقة
بانتظارها .. شافت الدموع بعيونهم وركضت لامها تحضنها .. ماتذكر انها سمعت
اي شي لدقائق طويلة نعمت فيه بهالحضن اللي افتقدته .. كلامهم تعليقاتهم كل شي
حولها كان مغيب الا شعور الامان اللي يكتنفها .. حست بعادل وهو يدخلهم للشقة
ويسكر الباب التفتت لهم .. لنجود ورغد ونادر .. اشتاقت لهم كثير واتعبتها هالايام
اكثر من حدود احتمالها .. لاحظت نظرات امها لها ولمساتها .. وسؤالها المتكرر
عن حالها .. حست بصدااااع فظيع يفتك فيها الى الآن تشم روائحهم .. الى الحين
وهي تخاف ان هذا حلم مثل كل ليلة وراح تصحى على وجه ابوها .. : يمه والله
مافيني شي .. محد سوا لي شي اصلا ابوي ماكان يخليهم يقربون مني ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات