رواية سجينات خلف قضبان القصور -35

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -35

عورها قلبها من سمعت اسمه .. تدري وش كثر هو متعلق في دانا اكثر وحدة
بخواتها كان بينهم صداقة عجيبة .. لاحظت كثرة اتصالاته عليها وكل شوي تقول
لها دانا انه متصل يتطمن عليها .. هالشي اللي هي عمرها ماعاشته ..
ماتدري وش اللي يحس فيه .. اكيد انه يتعذب ومحد يدري اللي بقلبه .. كتوم مثل
ماقالت لها عنه دانا .. يتحمل كل اوجاعهم بس مايشتكون هم ..
خذت جوالها وطلعت رقم نجود من القائمة بعد ماقررت انها تروح لهم من بكرة
يمكن تقدر تشوفه وتتطمن عليه .. على الاقل تعرف اخباره واحساسه بهالايام ..
دقت الرقم وقامت تسكر الباب تبي تاخذ راحتها وهي تكلمها ..
/
\
/
\


من عرف انها انخطبت وان زواجها تحدد وهو يحس انه انهزم وان هالجوهرة
اللي فرط فيها بتروح لغيره .. كان يدري انه يتحمل كل الخطا وهي كانت ضحية
وعرفت كيف تنتقم لنفسها صح .. هالهزيمة خلته يرجع لجدة مع اهله بأسرع وقت
رغم انهم كانو مقررين يطولون بالديرة اللي جو لها من حول الشهرين .. واليوم
طلع من الديرة يجر اذيال الهزيمة بعد ماكان جاي وبداخله رغبة كبيرة انه يرجع
لها ويرجعها له ولأيامه ..
راح لعماته يسلم عليهم ويودعهم .. كانت تحس بداخلها انتصار كبير الحين بس
حست بالسعادة رغم انها تجهل شلون راح تكون حياتها المستقبلية الا انها تحس
بسعادة الانتصار .. انتصار على الماضي وعلى قلبها وجراحه اللي اتعبتها وعلى
كل احساس خذلان وخيبة راودها بيوم من الأيام بسبب حبها البريء له ..
وقفت عند شباك خالتها تناظره تودعه وتودع معاه كل جروح كانت بقلبها تودع
معاه الماضي بكل قسوته .. كل صورة اتعبتها وارهقتها راح تكسرها اليوم على
مشارف هالطريق .. راح تمحي بيدها كل الذكريات المؤلمة معاه من هاللحظة ..
نزلت دمعتها غصب عليها وهي تشوفه .. ماتدري وش هو الشعور الحقيقي اللي
يراودها الا انها ترسم فصول النهاية بكل حرفنة .. قد تكون هالفصول متعبة لها
لكن كل تعب اهون مليون مرة من التعب اللي عاشته قبل .. هي قررت واتخذت
قرارها بلحظة قوة واليوم تحصد نتائج هالقوة اللي نبعت من داخلها .. ماقدرت
توقف سيل الدموع اللي شق طريقه بكل راحة على خدودها .. كانو حولها خواتها
وهيا وهم يشوفون فصول هالمسرحية المؤلمة .. قالت لهم اكثر من مرة محتاجة
بس تودعه وتتأكد انها انهته من قلبها للأبد ..
قربت منها موضي وبعدتها عنها مبتسمة : بيجي يوم وانساه ياموضي لا تخافين
الحين ابي اقوي قلبي .. صدقيني بنساه وبنسى كل شي صار ..
شافته وهو يروح .. ركب السيارة ومشى راح وماترك لها بقلبه اي شي عشان
تذكره فيه .. هالمرة ودعته على الشباك مثل قبل بس هالمرة هي اللي ماتبيه وهو
اللي ميت عليها .. تفاصيل مختلفة نهائيا عن الرحيل الأول .. والوداع القاتل ..
مسحت دموعها بعد ماغاب زوله نهائيا عنهم والتفتت عليهم مبتسمة : الحمدلله
رب العالمين .. الحمدلله ..
ناظروها مستغربين من ابتسامتها الغريبة واللي تنم عن ارتياحها بهالوداع جلست
وهي تضحك رغم الدموع اللي مازالت تنزل من وقت للثاني .. : كان ابوي دايم
يقول لنا حديث بحياتي ماعرفت وش هو معناه ..(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله
خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته
ضراء صبر فكان خيرا له) .. اللهم اجعله خير لي يارب ..
كانت موضي تسمع كلامها وتقوي قلبها بهالكلام اللي تسمعه .. شي تغلغل للصميم
وكأنها تسمعه للمرة الأولى رغم انه فعلا كان دايم يكرره لهم ..
فزو بسرعة على صوت صراخ امهم بالبيت .. طلعو كلهم ركض ووقفت قلوبهم
وهم يشوفون امهم تحرك ابوهم .. اللي طايح على الارض بدون ادنى حركة ...
ركضو البنات وتجمعو حول ابوهم وهم يصيحون ام راكان ترش الموية على وجهه
وهو مازال على نفس وضعه ماتحرك .. صرخت موضي على مشعل يروح ينادي
لهم احد يجي ياخذه بسيارته يوديه للمركز الصحي ..
وماهي الا دقايق حتى تجمعو رجال الديرة وشالوه .. رايحين فيه للمركز الصحي
الوحيد بهالديرة ..
/
\
/
\
انتهى الجزء التاسع

الجزء العاشر

[ الفصل الأول ]‎‎‎‎

/
\
/
\
والله اني لو رخصت .. العمر كله في رضاك
مايوفي ربع " حقك " .. وانت حقك مايهون
يايبه " ياتاج راسي" .. يا عسى عمري فداك
ياغناتي والله .. انك لو تبي عيني " تمون "
وش يكون العمر من دون اجتهادي في غلاك
وش يكون العطف والرحمة بدونك وش تكون؟
يايبه " يانور عيني ".. شب عمري في هناك
والله انه ابرد امن الما .. على كبد الظعون !
يايبه ياجعل روحي فدوه " لموطى خطاك " ..
حطني بينك .. وبين الوقت وكبار الطعون ..
" العمر والنفس " واللي املكه .. كله فداك
واعرف انه ربع حقك .. وانت حقك ما يهون
في اروقة المركز الصحي الصغير كان الهدوء مخيم عليهم .. صمت مطبق من
الجميع والوسيلة الوحيدة للتواصل هي نظرات عيونهم .. دقائق الانتظار كانت
مرهقة جدا والقلوب ترتجي اي خبر ممكن يريحهم .. ماكانت هذي اول طيحة له
وهذا اللي مهون الأمر عليهم شوي .. ام راكان اللي اعتادت الوضع كانت تدعي
رب العالمين يقومه بالسلامة .. ابتسمت من قلب وهي تشوفهم يفتحون باب الغرفة
وهو ملقى على السرير بالداخل .. مبين عليه التعب لكنه بخير وهذا هو الأهم ..
" يا الله لا تروعني فيه ياحي ياقيوم " اشرت لمشعل بيدها تبيه يجيها .. مسكت يده
وتكلمت بصوت هامس : يمه مشعل روح لم بناتي وطمنهن على ابوهن وقول لهن
يقعدن بالبيت شوي بنجيهن .. عجل وانا خالتك اكيد هالحين تسبودهن متفطرة من
الصياح .. راح مشعل ركض ودخلت له الغرفة شافته ملقى على السرير وبإيده
مشبوك المغذي .. وكل ملامحه تحكي التعب : خطاك السو يابو عيالي ..
التفت لها مبتسم وهو حاط يده على راسه : خطاتس اللاش .. وش اللي صار علي ؟
مسكت يده بعد تردد خوف احد يلمحها وقبل تقول شي تكلمت الممرضة : هي غيبوبة
سكر .. نسبة السكر كانت كتير منخفضة .. الحمدلله هلأ وضعه تمام بس لازم ينتبه
ع حاله وما يهمل صحته ..
هزت راسها برضى وهي تناظره بنظرات عتاب .. عودته حتى بأصعب ظروفهم
وفي وقت حاجتهم انه ياكل كم حبة تمر اللي مايخلا منه بيت يحفظ له توازن السكر
لأن اي انخفاض او ارتفاع في مستوى السكر ممكن يكون خطر عليه .. واليوم نامت
و وصت موضي تحط لابوها الفطور اللي امتنع عنه .. طلعت من عنده وراحت
تجلس في غرفة انتظار النساء الين مايسمحون له بالخروج ..
اما في بيتهم كان الخوف يكسي ملامحهم ماوقفو صياح من شافوه طايح .. سمعو
صوت مشعل يخترق الهدوء وهو يصارخ بالخارج " يمه يقولون السكر نازل والحين
قام " ركضو البنات وطلعت له شيخة بكل لهفة وهي متلثمة بجلالها : شلونه الحين ؟
كانت حاطة يدها على قلبها .. ودموعها مازالت متعلقة برموشها .. نزل راسه وهو
يكلمها : والله انه طيب .. وخالتي قالت روح لهن وقول لهن لا يجون .. اظنهم الحين
بيجيبونه ..
قعدت موضي عند الباب تصيح وهي مغطية وجهها بيدينها : الله يهداه انا قايلة له
يفطر .. بس مايبي .. نفسه منسده عن الاكل ..
نزلت لها شيخة تهديها وحطت يدها على راسها : مقدر ومكتوب وأنا اختس .. الحمد
لله يارب كل حزن اهون من فرقى ابوي الله يخليه لنا ..
مسكتها خالتها من كتوفها و قومتها تجلسها بالصالة : موضي اذكري ربتس .. وشوله
تصيحين هالحين ومشعل يقول انه طيب ومافيه الا العافية ..
مسحت دموعها وضمت سلمان اللي قاعد جنبها يناظرها : ابونا بخير يالسلمي لا تصيح
بدت على ملامحهم علامات الارتياح وقضو يومهم كله في الانتظار مشعل اللي كل ماراح
للمستوصف رجع يطمنهم عليه .. وكل شوي جايتهم وحدة من حريم الديرة تتطمن على
حالة ابو راكان .. ما كاد الليل يظلم الا وهم يسمعون صوت امهم تطلب منهم يدخلون
الغرفة ..
دخلت عليهم وسكرت الباب وراها واصوات الرجال عنده بالصالة .. تردد على مسامعها
تساؤلاتهم عن ابوهم اشرت لهم يقصرون اصواتهم ورفعت برقعها وهي تجلس : بخير و
مافيه الا العافية .. السكر كان منخفض عنده " كانت تتكلم وعيونها تناظر موضي معاتبه "
قربت من امها اللي تمددت وحطت راسها بحجر شيخة .. وتكلمت والدموع بعيونها : يمه
والله اني ترجيته ياكل حتى اني كنت بوكله بيدي وهو اللي مايبي ..
غمضت عيونها وهي مبتسمة : لا تصيحين وانا امتس .. هذا اللي الله كاتبه .. عسى الله
يطول بعمره ..
استرخت شوي وهي تسمع اصوات بناتها واصوات الرجال بالخارج .. و من راحو لصلاة
العشا قامو البنات وامهم يتطمنون عليه .. مازال هو نفس الشخص القوي بإيمانه .. ابتلي
في نفسه وجسده وصبر واكسبته هالهموم رضى باللي قسمه رب العالمين ناظرهم بابتسامته
الحنونة وهو يشوف بعيونهم نظرات الخوف عليه تجمعو حوله و ابتسامته مازالت مرسومة
على شفاته .. تكلم بصوته اللي اكسبته سنوات العمر قوة و صلابة : الحمد لله رب العالمين
هاللي جاني اليوم تخفيف ذنوب بحول الله ..
ابتسمت له شيخة رغم خوفها الكبير عليه وقامت له تحب راسه اما موضي اللي طول اليوم
كانت تلوم نفسها راحت تجيب له تمر و لبن .. قربت منه وصارت توكله وهي تسولف عليه
وبدا يبان عليهم الراحة بعد هاليوم المتعب ..
التفتو كلهم للباب وهم يسمعون صوت طق خفيف عليه .. دخلت عليهم بعدها هيا وعينها
على عمها .. سلمت عليهم وجلست جنب عمها : اجر وعافية ياعمي ..
ابو راكان بابتسامة حنونة : الله يعافيتس يابنيتي .. شلونتس وشلون امتس واخوتس ؟
بادلته الابتسامة وعيونها تناظرهم : بخير من الله .. مانبي الا انا نشوفك بصحة وسلامة ..
التفت يشوف زوجته وهو يستمع لسوالفهم اصوات ضحكاتهم بدت تعلى و رجعت سوالفهم
مثل المعتاد .. ازمة وعدت برحمة من رب العالمين .. وقضو هالليلة مثل كل ليلة يجمعهم
فيها الحب والتآلف ..
/
\
/
\
/
\
/
\
احساس غريب يراودها بهاللحظة شي ماقدرت حتى هي انها تفسره .. بالنسبة لها هذي
خطوة جدا مهمة رغم صعوبتها .. طول الطريق كانت تردد ادعية تسهل لها مهمتها اللي
تقصد منها اسعاد اللي يستحقون السعادة .. بحياتها كلها اعتادت انها تقابل الناس وتكون
واجهة لها قيمتها بدون اي خوف او تردد .. لكن لقائها اليوم مختلف لقاء من نوع آخر ..
اليوم راح تنبش الماضي بكل جراحه و همومه ..
كان ملاحظ صمتها طول الطريق وغرقها في دوامة افكارها .. رغم انه حاول اكثر من
مرة يسولف معاها لكن اجاباتها كانت مختصرة جدا .. لفت عليه مستفسرة : الحين شلون
اروح لها وانا ما عطيتها خبر قبل ؟
رد عليها بكل هدوء : خلينا نوصل بالأول وكلميها .. تونا بنصلي الظهر و نتغدا و نريح
شوي بعد ..
هزت راسها برضى وهي تشوفه واقف عند احد الفنادق .. : دقايق واجيك وانتي اتصلي
عليها ..
شافته وهو ينزل وخذت جواله تطلع الأرقام اللي تبيها .. دقت بالأول على رقم الثابت
وانتظرت شوي قبل تسمع صوتها الهادي وبادرتها بالسلام .. : السلام عليكم ..
ردت عليها السلام وتجاوبت معاها في السؤال عن الأحوال .. بكل هدوء سألت : عفوا
منو معاي ؟
ماكانت تدري وش هو انسب جواب بهاللحظة ممكن تقوله .. بس جاوبت بأول شي جا
على بالها : شخصيا ماتعرفيني ولا حتى انا اعرفك .. بس ابي اشوفك اليوم ضروري
ابي اجي لك البيت عندي موضوع مهم ولازم نتناقش فيه ..
سكتت شوي قبل تتكلم : اعذريني ما اقدر استقبلك في البيت وانا ما اعرفك ..
قاطعتها على طول : انا زوجة اخو زوجك الأول .. وابي اتكلم معاك في موضوع بنتك ..
صدمة كبيرة حستها بهالوقت كل قواميس الكلام اختفت .. وكل الحروف استنجدت فيها
لكنها رفضت انها تستجيب لها .. شي ما كان ابد في خيالها بيوم يجي احد وينبش لها
الماضي كله بكلمة ..
لاحظت سكوتها اللي طال .. و تكلمت بتردد : صدقيني ما جيت الا للخير ..
تكلمت اخيرا بعد طول صمت : وش الخير اللي بيجيني منكم ؟ اعذريني اللي راح مابي
افكر فيه ولا ابي حتى اتكلم فيه ..
احساس يأس سرى بداخلها لكن حاولت تستجمع كل أمل ممكن وتقنعها .. شافت فيصل
يركب السيارة وأشرت له بيدها يسكت .. : صدقيني مابي شي اكثر من اللي عاهدت
ربي اجي واقوله .. واذا ماجاز لك كلامي راح اطلع من البيت ..
" كانت ساكتة و توقعت ميساء انها اكيد غارقة في تفكيرها .. وكملت كلامها " اخليك
تفكرين الحين و ارجع ادق عليك بعد ساعة ..
بنفس الهدوء اللي رافقها طول المكالمة ردت عليها : ان شاء الله ..
سكرت منها و لفت على فيصل .. كان صوت انفاسها واضح وكأنها توها طلعت من
صراع .. : ماتوقعت انها راح تعترض ..
اخذ جواله وهو يناظرها : اكيد تبي تعرف اي شي عن بنتها .. مستحيل ما يجي في
بالها اي سؤال عنها .. خلينا ننزل الحين نصلي بعدين ارجعي كلميها ..
حطت جوالها في الشنطة وسكرتها .. نزلت من السيارة وهي تشوف فيصل ينزل ويقفل
ابواب السيارة ..
وصلو لجناحهم وعلى طول فصخت عباتها ودخلت تتوضى .. صلت الظهر وقعدت
بالصالة الصغيرة تفكر شلون تقنعها لو رفضت حطت يدها على قلبها تقاوم كل احساس
مرت فيه من لحظة قررت هالقرار .. تكلمت وهي مركزة نظرها في الفراغ : معقولة
في ام بالدنيا ماتبي بنتها ولا تسأل عليها ؟ الحمدلله اللي ما جات معاي ديما وانصدمت
اكثر من صدمتي الحين .. " رفعت عينها وناظرت فيصل " وش اقول لديما بعدين ؟
قام من مكانه وجلس جنبها لف يده حول كتفها وتكلم : انتي قلتي انها راح تتحمل كل
شي صح ؟
‏"‏ هزت راسها بإيه و كمل " خلاص انتي عليك بوعدك لا تحملين نفسك فوق طاقتها ..
ابتسمت بتوتر وهي تناظره : مدري وش فيني خايفة .. " مسكت جوالها و قامت من
عنده " بروح اكلمها مافيني صبر ..
دقايق وجاته بعدها ماكان باين على ملامحها شي الا انها تفكر .. جلست مكانها وجوالها
بيدها : اخيرا اقتنعت ..
كانت جالسة معاه وبالها يروح لهاللقاء المنتظر انصدمت كثير من ردة فعلها .. تفاجأت
انها ماتحمل بمشاعرها اي لهفة لبنتها .. و هالشي اقسى شي ممكن توصله لديما .. بعد
صلاة العصر تجهزت وراحت لها .. وصلو بصعوبة للعنوان اللي وصفته لهم ونزلت
بكل ارتباك .. دخلت بعد مافتحت لها الشغالة واستقبلتها بالداخل .. لفت انتباهها الشبه
الكبير بينها وبين بنتها .. نفس الملامح الناعمة حتى نفس الشعر القصير .. لقائهم حذر
الى ابعد الحدود انتظرت ميساء دقايق الاستقبال والسلام الطويلة وتكلمت بعد ماوزنت
الأمور بداخلها .. : يمكن تستغربين ليش انا جاية لك اليوم بس حبيت اعرف كل شي
عنك .. سبب طلاقك والمشاكل اللي كانت بعده ..
ناظرتها مستغربة اقتحامها لحياتها الخاصة و لماضيها المؤلم : مابي اكون وقحة لكن
هذا شي خاص فيني .. ومافي شي يخليني اتكلم عن شي انتهى وماله اي قيمة عندي ..
زاد استغرابها من هالانسانة المجردة من كل احساس بنظرها : شلون ماله اي قيمة ؟؟
وش هالأنانية اللي فيكم انتي وياه تجردتو من مشاعركم وتركتوها هي ضايعة بوسط
مشاكلكم .. ما سألتي نفسك شلون تعيش من بعدك ؟ مافكرتي بيوم انها ممكن تعيش
بعذاب ..
استغربت هجومها عليها وكلماتها اللي اعتبرتها كلمات متقاطعة ماقدرت تربط بينها
بأي صلة .. شي غريب اللي سمعته ولا تدري هو صحيح او انها تتوهم .. : لحظة
قبل لا تكملين كلامك .. انتي تتكلمين عن منو ؟
حاولت انها تضبط اعصابها .. النقاش في هالامور ما يحتاج الشد وهي جاية تحط
اجابات لكل تساؤلات ديما وتمشي .. مو جاية تعبر عن مشاعرها اللي فاضت فيها
من اول ما التقو .. : ديما .. بنتك ..
تردد الاسم في بالها اكثر من مرة وهي للحين ماتدري اذا هاللي قدامها صاحية او
مجنونة .. وش بيأثر في انسانة ميتة ومدفونة تحت الارض من سنين مشاكل اكل
عليها الزمان وشرب ارتجفت شفايفها وهي تتجاهل كل حنين بداخلها لبكرها اللي
انحرمت منها من الصغر .. : انا مو فاهمة وش اللي تتكلمين عنه ابد ..
رغم انها ما اعتادت انها تحكم على الناس من كلمات قليلة لكن كرهت فيها انكارها
للماضي بكل صوره .. وانكارها لديما بشكل اكبر .. ماكانت تبي تقول لها شي قبل
ماتسمع منها مبرراتها .. بس اول ما حست انها مو مهتمة لامر بنتها .. تكلمت بكل
صراحة عن كل شي صار لديما .. : وانا ماجيت لك الا يوم ترجتني اعرف عنك
كل شي لانها تعبت من حياتها .. صدقيني هي بخير بس ماتبي ترجع عند ابوها
بعد العذاب اللي ذاقته في بيته ..
قبل ماتكمل كلامها لاحظت انفعالاتها الغريبة .. صار لها حول الـ 3 دقايق تتكلم وهي
مازالت على نفس شكلها عيونها فاتحتها على الآخر وفمها مفتوح ومبين عليها
الصدمة .. نادتها اكثر من مرة بس ماسمعت جواب .. قربت منها بحذر ومسكت
كتفها .. : معاي انتي ..
ارتجف كل جسدها وهي تناظرها برجاء كانت انفاسها متسارعة بشكل جنوني ..
مدت يدها وقبل تمسكها سكرت يدها وضمتها بقوة : قولي اني ما احلم .. تكفين
قولي لي كل اللي اسمعه الحين حقيقة ..
لاحظت شلون ترتجف وكأنها في عز الشتا .. ومن كثر ضغطها على يدها بانت
مفاصلها بيضا .. كان شكلها مفزع وكأنها انسانة غير اللي استقلبتها : والله العظيم
هذا كل اللي صاير ..
مدت يدها ومسكت يد ميساء .. وكأنها تبي تتأكد ان اللي قدامها فعلا بشر وتتكلم
معاها عن بنتها .. بدت تبكي بشكل هستيري وتتكلم بكلام غير مفهوم .. ناظرتها
ميساء مستغربة اللي قاعد يصير قدامها .. ماقدرت تفهم انفعالاتها في البداية كانت
باردة كالجليد .. والحين صارت طوفان غضب وكلامها مو مفهوم .. مسكتها من
كتوفها وهزتها بقوة تبيها تصحى من هالوضع اللي هي فيه صارت تصارخ عليها
تبي تصحيها من حالتها الموجعة رفعت عينها لها .. وناظرتها بعيون مليانة دموع
وبدت كلماتها تصير اكثر وضوح : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وكملت تبي
تتأكد منها اكثر " بنتي انا ما ماتت ؟
صعقت من سؤالها الغريب وحاولت تقلبه في راسها عشان تفهمه " شلون يعني
هي ماتدري وين بنتها فيه .. " وقبل تتكلم كملت سلمى : ديما ما توفت بحادث
وهي صغيرة ؟
حطت ميساء يدها على فمها مصدومة .. صدمتها الاولى هي الحقيقة المرة اللي
عرفتها .. هي بعد تجهل مصير بنتها مثل ماتجهل ديما مصير امها .. والصدمة
الثانية انها تسرعت وتكلمت كل شي عن ديما وهي ماتدري وينها فيه .. رجعت
تردد كل الكلام وتكلمت اخيرا : من قال لك ان ديما توفت ؟
بالنسبة لها كانت اجابة كافية لها عشان تعرف ان هالـ 15 سنة كلها عاشتها في
خديعة كبيرة .. من المسئول بهاللحظة مايهمها الاهم تبي تعرف بنتها وش هو
مصيرها نزلت على الارض ومسكت يدينها تترجاها ودموعها تنزل : اسألك بالله
بنتي للحين عايشة ؟ تكفين قولي لي انه مو وهم .. " هزت راسها لها بإيه وبدت
تنتحب وهي حاطة يدها على قلبها .. " حسبي الله ونعم الوكيل فيهم .. حسبي الله
على كل من ظلمني .. حسبي الله على كل من حرمني من بنتي ..
كان الموقف اكبر من حدود احتمالها فاض فيها الحزن على اللي تشوفه قدامها ..
كل كلمة سمعتها كانت كفيلة انها تقطع قلبها اكثر على حالها .. ناظرت حولها
اطفالها اللي يناظرونها بنظرات اتهام وكأنها هي المسئولة عن اللي يصير لامهم
نزلت معاها على الارض وضمتها كانت تحس بتسارع انفاسها وهي تردد نفس
الكلمات ..
مر وقت طويل وهي تستمع لاسألتها وتجاوبها بكل صراحة .. كانت تدري انها
كشفت كل شي كان مجهول بالنسبة لها وهذي اول خطوة .. يمكن ديما لا عرفت
كل شي عن امها راح تعيش بسعادة خصوصا ان خوفها اللي حسته اول ماتكلمو
تلاشى بعد ما انصدمت بحقيقة الامور .. مابخلت عليها انها تقول لها كل شي
عن ديما .. كل شي هي تعرفه لان ديما خبت عليهم كثير من التعذيب اللي كانت
تتلقاه من صغرها .. كانت تحس انها مرهقة جدا من الماضي وارهقتها هي اكثر
واجلت النقاش فيه الى ثاني يوم بعد ماوعدتها انها تقول لها كل شي صار معاها
بس تبي ترتاح الحين .. ودعتها ميساء ودموعها الى الآن بعيونها .. تدري انها
تركت وراها انسانة محطمة من الظلم اللي حصل لها وركبت السيارة مع فيصل
بدون ماتتكلم .. كان اليوم مرهق لها بما فيه الكفاية .. وصلت للفندق وتوجهت
للغرفة على طول .. ماكانت تبي تاكل نفسها مسدودة .. تبي بس تفضفض اللي
بخاطرها وترتاح .. تبيه يسمع لها وتتقاسم معاه هموم هي اقحمت نفسها فيها
واوجعتها الى ابعد الحدود .. ما كان اقل منها صدمة كل شي كان يسمعه مؤلم
الى حد كبير .. ورسم له معاناة من نوع آخر ..
‏/
\
/
\
/
\
/
\
جلست عند الباب تنتظر اي احد يرحمها .. ويفتح لها الباب اللي تقفله عليها
العجوز كل يوم كرهت هالسجن رغم معرفتها بطيبة هالعجوز وخوفها عليها
الا انها حست نفسها ذليلة في هالمكان .. سمعت صوت طرقات خفيفة على
الباب وقامت متفاجأة .. شلون تقفل عليها الباب وترجع تطقه .. قربت من
الباب وتكملت بلهفة : هلا خالتي ..
جاها صوته الرجولي اللي اعتادت من فترة بسيطة انها تسمعه في البيت : ديما
خافت وهي تسمع هالصوت وبعدت عن الباب بسرعة .. سكتت وكأنها تبي
توهمه انه مافي احد بالداخل .. ردد اسمها اكثر من مرة وعرفت انه مصر
يسمع جوابها .. لكن ماقدرت ترد عليه من خوفها ..
لزق اذنه بالباب يبي يسمع اي رد منها لكن ماسمع شي .. كان متأكد انها الحين
خايفة ومتصورة هذا اللي خلف الباب وحش ممكن ينقض عليها مثل اللي عذبوها
طوال سنين حياتها .. معرفتها لمأساتها اللي عاشتها خلته يحمد ربه مليون مرة
على مشاكله اللي هو يعيشها مع زوجته هم يعيشون باستقرار وحب رغم المشاكل
اللي تطغى من وقت للثاني .. لكن هي انسانة عاشت بلا استقرار او حتى حب
سنين عمرها اللي عاشتها .. معاناتها اللي سمع كل فصولها من امه ولدت بداخله
شعور رحمة كبير .. تكلم معاها وهو اللي يبي يزرع الأمان بقلبها : ديما والله
مابي منك شي .. ادري المفتاح مع امي .. انا جاي اتكلم معاك انتي .. وابي منك
تسمعيني للآخر .. لا تقولين شي بس ابي اتأكد انك تسمعيني وانا اللي راح اتكلم
ظلت مكانها بدون ماتتحرك او حتى ترد عليه .. كل الامور اللي صارت لها مو
مخليتها تثق فيه ..
بعد ما انتظر يسمع اجابتها قرر انه يتكلم يمكن اذا سمعت كلامه تتطمن له وتفهم
هو وش يبي منها .. : انا عرفت كل شي عنك من امي .. لا تظنين انها قاسية او
حتى تبي تسجنك بهالغرفة بدون سبب .. هي تخاف عليك حتى لو ماعرفت شلون
تبين هالخوف .. وماتبيك تكلمين اهلك لانها ماتبيك ترجعين للعذاب اللي كنتي فيه
" انتظر اي رد منها لكن كان الجواب في كل مرة الصمت وكمل كلامه " حاولت
معاها انها تسأل عن امك .. لكن خوفها انهم يعرفون مكانك وياخذونك يمنعها ..
صدقيني انا مو مقتنع باللي تسويه .. وراح احاول اسأل عن عنوانها واوصلك لها
تكلمت بعد تردد : شلون ؟
استانس انها ردت عليه وهذا معناه انها كانت معاه من الاول : انتي علميني شلون
اقدر اوصل لها .. علميني اي شي عنها ..
قربت من الباب وكأنها تشوف خلفه النور اللي عاشت عمرها كله تنتظر انه يظهر
لها بعد الظلام .. : ابي اكلم مرة عمي .. هي اللي قالت لي بتعرف كل شي عنها
بس خالتي ماتبيني اكلمهم ..
طلع جواله من جيبه يبيها تاخذه .. ناظر من تحت الباب بس ما كان فيه مجال ابد
انه يعطيه لها .. : كنت ابي اعطيك الجوال .. بس مدري شلون اوصله لك عطيني
الرقم وانا اكملها ..
ناظرت حولها ومن شافت الشباك رجعت تكلمه : جيبه لي مع الشباك وانا اكلمها
" و بخجل " ممكن ؟
استجاب لرغبتها في انها تكلم اهلها وهذا هو المهم الحين .. لانه مدرك ان وجودها
عند امه اكبر خطا وتفكير امه المتحجر ماراح يغير من عذابها شي .. وراح تبقى
حبيسة هالعذاب عمرها كله .. طلع من البيت وشاف الشباك المفتوح شوي .. مده
لها وخذته بيدين ترتجف .. ماكانت تقدر تشوف الارقام من دموعها اللي بعيونها
ولا حتى قدرت تركز باللي بتسويه الحين من رجفة يدينها .. بصعوبة دقت الرقم
وانتظرت الجواب .. لكن للأسف مالقت اي رد .. ماكانت حافظة رقم جوالها او
رقم جوال عمها وماتحفظ الا رقم الثابت .. كررت الاتصال اكثر من مرة ولاقت
نفس الجواب .. بكت على طول على حظها السيء .. توها مافرحت الا وتسكرت
كل الابواب في وجهها ..
حس انها قاعدة تصيح واكيد لانه محد رد عليها .. وحب يطمنها : يمكن طالعين
او محد صاحي .. الساعة توها 10 .. واليوم الخميس ..
حطت يدها على فمها وهي تصيح ومدت له الجوال .. سكت شوي وبعدها قال
لها .. خليه معاك مو محتاجة الحين .. حاولي تتصلين فيهم وانا باخذه العصر ..
سكرت الشباك وجلست على الارض تفكر بكل شي يصير .. هي مو حافظة الا
رقم جوال عمتها بس تخاف انها ترجعها لابوها وهالشي هي اللي ماتبيه الحين
كانت كل شوي ترجع تكرر اتصالها لكن مالقت رد ابد وبعد تفكير طويل قررت
انها تتصل على عمتها على الاقل تعرف شي عنهم .. ومن اول سمعت صوتها
اللي تحبه نزلت دموعها بغزارة .. : عمتو انا ديما ..
جاها صوت شهقتها قبل ماتتكلم : ديمو .. انتي وينك ؟ تكلمي وينك فيه الحين ؟
تكفين قولي لي انك بخير ..
غمضت عيونها وهي تسمع صوته بالصالة يسولف مع ابوه .. ورجعت تكلم
عمتها هيفاء : انا بخير ومبسوطة بعد .. بس مابي ارجع الحين ابي اروح لامي ..
قاطعتها بحزم : انتي مو طفلة عشان تقولين هالكلام .. تروحين وتجين ومحد
داري انتي وينك .. حتى ابوك طايح مريض وما سألتي عنه ..
حاولت تقسي قلبها هالمرة بس وتكون اقوى من كل مرة : عمتو انا مو جاية اتكلم
معاك بهالامور كلها .. انا طيبة وهذا الاهم .. ابي بس رقم ميسو الحين ضروري
ماقدرت تتحمل اللي يصير صوت ديما خلاها تحس بتقصيرها معاها : ياقلبي انتي
لا تعورين قلبي تكفين .. الحين تخبين علي وانتي اللي كل ماضاقت فيك كلمتيني
قاطعتها وهي تتكلم بقوة لاول مرة تظهر على صوتها : وش استفدت من هذا كله ؟
ولا شي تسمعيني وتروحين لبيتك وتنسيني .. وانا اللي اتعذب ومحد حاس فيني
حتى يوم كنت اترجاك تقولين لي اي شي عن امي ماكنتي تتكلمين وتتهربين مني
انا ما اقدر اطول وهالجوال مو لي .. ابي رقم ميساء وخلاص .. تكفين هالمرة
بس سوي لي الشي اللي ابيه ولا تتهربين مني ..
كانت مذهولة من هالكلام اللي تسمعه لاول مرة تحس بنبرة الاحتجاج بصوتها
حتى لو كانت هي المقصودة .. كانت مقهورة انه صاير بينها وبين ميساء اسرار
هي تجهلها بعد ماكانت هي اقرب انسانة لها .. تكلمت اخيرا : الحين برسله لك
بدون مانتنظر منها اي كلمة ودعتها وسكرت .. انتظرت شوي وعيونها معلقة
على الجوال .. واول ماجاتها الرسالة فتحتها بكل لهفة .. بدون اي تردد اتصلت
على رقم ميساء .. اول مرة وكان الجواب " لم يتم الرد " رجعت اتصلت ونفس
الجواب .. بدت تتوتر ودموعها تنزل من هاللي يصير معاها .. اتصلت للمرة
الثالثة وردت بعد كذا رنة .. من فرحتها انها سمعت صوتها حتى ماسلمت عليها
او سألت عن احوالها : وينك من اليوم ادق عليكم على الثابت محد يرد ..
بعدت ميساء الجوال وناظرت الرقم .. رجعت تتأكد من الصوت : ديما ؟
مسحت دموعها وهي تنتظر اي جواب ممكن يريحها هالمرة .. : ايه ديما ميسو
تكفين قولي لي انك وفيتي بوعدك هالمرة ؟
نزلت دموعها وتكلمت بلهفة : شفتها .. تشبه لك كثير يا ديما نفس الشكل ونفس
الظلم عاشته .. " التفتت على فيصل وهي تصيح " قلت لك بتتصل فيني ..
جاها فيصل ومسك الجوال منها : ديما .. ديمااااا ؟
الكلام اللي سمعته كان اجمل من احلامها بكثير .. رغم كل آمالها بس مع كل
عذاب عاشته استبعدت ان هاليوم راح يجي .. صوت عمها وندائاته المتكررة
كانت عالم آخر غير عالمها اللي هي تعيشه الحين مازالت تحت تأثير الصدمة
وتبي من يصحيها .. بدت تسمع صوت ميساء اللي تناديها وردت بكل هدوء
عليها : هلا ..
مسكت يد فيصل وتكلمت معاها .. هالمرة بس تبي تهدي لها فرح كانت محتاجته
من سنين : رحت لها امس .. واليوم بعد بروح لها .. وراح تقول لي كل شي صار
معاها .. الا تعالي هذا رقم مين اللي تكلميني منه ..
قاطعتها بلهفة : مو مهم تعرفين الحين تكفين علميني كل شي لا لا تعالو خذوني
ابي اشوفها .. تكفين بس ابي اشوفها .. تعالي خذيني معاك الحين بروح لها ..
حطت على السبيكر وتكلم فيصل هالمرة : ديما ..
ردت عليه وهي تبكي : عمي تكفى طلبتك تعال خذني الحين لها ..
كان يشوف ميساء جنبه تصيح .. وصوت ديما قطع قلبه اكثر وحاول يكون هو
اقوى منهم .. ابتسم وهو يناظر ميساء : الحين ما اقدر احنا في الخبر .. بس ان
شاء الله ارجع الليلة واخذك لها بهاليومين .. ديما تكفين طمنيني عليك وش اللي
صاير لك .. وين قاعدة فيه ؟
غمضت عيونها بقوة ورجعت فتحتها تبي تتأكد من واقعها اللي صار حلو فجأة
مع انها كانت فاقدة الامل هالكلمات اللي سمعتها كانت اكبر فرحة تلقتها بحياتها
وهذا هو الاهم : ابي اروح لها من بكرة تكفى .. لا تقول لي بعد يومين ..
كان يدري بحجم لهفتها ومن الأنانية انه الحين ما يحقق لها اللي تبيه : ان شاء
الله .. بس علميني انتي وينك فيه .. وين قاعدة ؟ ولا اقول لك سكري انتي الحين
انا بدق عليك .. وبعدها علميني كل شي صار معاك ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات