رواية سجينات خلف قضبان القصور -30

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -30

جالسة مع خالتها والشغالات في المطبخ يجهزون الغدى .. كانت تشاركهم
بكل شي وتتعلم كل الخطوات اول بأول .. مشاعر ارتياح بين الثنتين كانت
ام طلال تبي تهيأها تدريجيا لمواجهة المجتمع والاختلاط فيه .. الى الآن
ماعودتها انها تروح معاها لجمعات وحفلات المجتمع الراقي .. تبيها تتعلم
فنون الاتيكيت والتعامل بالأول وبعدها تظهرها لهالعالم .. بس ماتنكر انها
حبتها ودخلت قلبها .. انسانه شفافة وواضحة .. بريئة وصادقة بكل مشاعرها
مازالت جوهرة خام ماصقلتها ايدي البشر ولا دنستها .. : عاد الله ما رزقني
الا بهالخالة .. وابوي الله يرحمه اخوانه كلهم اكبر منه ومتوفين وشغلتنا الدينا
ولا اشوف بنات عماني الا بالسنين ..
وقفت جنب الشغالة عند الفرن وهي تشوفها تطبخ .. وبنفس الوقت كانت تسمع
سوالف خالتها عليها .. : زين وش اللي خلاتس تقعدين 13 سنة عقب طلال
ماحملتي ..
ماتعودت تدخل المطبخ الا نادرا بالعادة يجيها الأكل الى عندها بس اليوم حبت
تشرف بنفسها على هالغدى بما ان جايهم ضيف : من الله بس ماخليت مكان
الا رحت له .. سافرت وتعالجت والحمدلله ربي رزقني برسيل .. اما سامي
وسما حملت طبيعي بدون علاجات ولا مراجعات ..
ولدت رغبة بداخلها تعيش هالشعور تبي تصير ام ويكون عندها عيال تبي
تحس باحساس الأمومة اللي تمنته من زمان : خالتي هالرجال اللي جاي اليوم
من هو ضيفه ؟
ام طلال وهي تقوم : والله مدري من هو .. طلال متصل يقول انه جاي على
الغدى ومعاه واحد ..
حست بفرحة انه بيجي للغدى .. هذا معناه ان شوقها له ماراح يطول صارت
تفقده مجرد مايروح من عندها وتنتظر الوقت اللي يرجع لها فيه .. طلعت مع
خالتها وشافتها طالعة للدور الثاني .. لحقتها هي بعد وسمعت صوت سما اللي
توها واصلة من المدرسة .. ناظرتها من اعلى الدرج وهي تصوت لها : سما
بسرعة تعالي ابيتس ..
رمت شنطتها بالصالة وجاتها ركض : وشو .. وش فيه ..؟
مسكتها من يدها وسحبتها تدخل معاها لغرفة الملابس : وش البس ؟
ناظرتها مستغربة: ليش وين بتروحين ؟
تكلمت بخجل : لا مانيب رايحة .. بس طلال بيجي على الغدى وابي اروح
اتسبح ..
حست بحماس انها تساعدها منها تضيع وقت شوي الين تجي رسيل ويحطون
الغدى وبدت تدور بين ملابسها لبس يكون حلو طلعت لها بنطلون جينز كحلي
غامق .. وتوب باللون الاخضر باكمام قصيرة .. : شرايك ؟
حست بتردد كبير انها تلبسه قدامهم .. وعلى طول تكملت سما : ابوي مايجي
للغدى وسامي اصلا من يجي من المدرسة ينام وهالوجبة لاغيها من قاموسه
وامي متعودة علي انا ورسيل .. عاد طلال زوجك وانتي تبين تلبسين له ..
ابتسمت على طول وباستها على خدها : مشكورة .. ان شاء الله اخدمتس لا
اعرستي ..
تسبحت ولبست وتعطرت وطلعت لغرفة سما تبيها تشوفها كانت تمشي وهي تحس
بخجل كبير بلبس ما اعتادت عليه ابد .. : سما والله استحي اروح قدام خالتي
تسذا ..
ضحكت من قلب عليها : طيب لا تنزلين الحين .. بعد مايشوفك طلال بدلي
ملابسك وتعالي تغدي معانا .. امممم " وبخبث " يعني الحين ماعاد تستحين
من طلال ؟
توردت خدودها على طول : مو شغلتس .. هذا شي بيني وبينه .. " ومن
سمعت صوته يناديها " يمه قلبي .. لحقي علي ..
فطست ضحك على شكلها وقامت حطت يدها على قلبها : والله قلبك مسوي
حفلة .. روحي له بس خليه يشوفك ويستانس ..
ضحكت وهي رايحة لجناحها .. رغم احاسيسها المتناقضة له الا انها مصرة
تكسب قلبه بكل الطرق مايهم الماضي بالنسبة لها مادام هي الحاضر والمستقبل
راح تثبت نفسها وتشق طريقها حتى لو كان صعب .. رسمت له ابتسامة تعود
يشوفها على محياها شافته يناظر ساعته يبي يطلع من الغرفة واول مالمحها
بادلها الابتسامة .. سلم عليها ومسك يدها وهو يتأملها كان اللون مخليها اجمل
من قبل .. : تعالي سلمي على اخوك وتغدي معانا ..
فتحت عيونها متفاجأة : راكان جا ؟
تكلم وهو يستعجلها تمشي معاه : ايه يالله من اول يبي يجلس معك قبل مايروح
الديرة .. يقول جايب لك اخبار عن اهلك ..
مشت بسرعة بتنزل معاه وهي فرحانة وبلحظة وقفت مكانها : لا اصبر روح
انت وانا بجي عقبك ..
التفت لها مستغرب : ليش ..؟
نزلت راسها بخجل : بلبس شي ثاني .. مابي راكان يشوفني بهاللبس .. اصلا
مايجوز ..
هالشي كان كفيل انه يزيد اعجابه فيها .. هذي اهم نقطة كان يختلف فيها مع
خواته واكثر شي كانت عليه مشاحناتهم .. وهي من غير مايقول لها قالتها
بنفسها : اوكي .. بس لا تتأخرين تراه مو مطول بيتغدى ويمشي ..
راحت لجناحها ولبست جلابية انيقة ونزلت لهم .. لقائها معاه هالمرة مثل كل
مرة تشوفها فيه لكن هالمرة اعطت لنفسها مجال انها تصيح اكثر ..
قعد يضحك وهو لامها بحضنه : خلاص يانورة وانتي كل ماتشوفيني بتقعدين
تصيحين ..
بعدت نفسها عن حضنه وهي تمسح دموعها .. كان يشوفها بكل مرة تقابله
استغرب هالعلاقة القوية اللي تجمعهم .. ولا مرة كان بهالقرب من خواته ..
علاقته فيهم جافة الى ابعد الحدود .. بس هي علاقتها مع اخوها غير .. الحب
اللي بينهم ظاهر بقوة ومايخفونه .. شاف فرحتها بسوالفها وكلامها معاه حتى
عفويتها اللي ظهرت اكثر .. تغدى معاهم واستأذنهم يبي يتركهم يتكلمون على
راحتهم ..
ناظرها وابتسم : عندي لتس خبرين الأول زين والثاني شين وش تبين تسمعين
فيهم بالأول ؟
تنفست بعمق : هات الشين بالأول ..
استغرب من طلبها وناظرها مستفسر : اعرف الناس تدور الأخبار الزينة قبل
الشينة ..
هزت راسها بالنفي .. : دايم الفرح ينسينا الحزن وانا ابي الزين ينسيني هالشين
كله ..
اقتنع بوجهة نظرها وبعد تردد تكلم : موضي " وقبل تقاطعه كمل كلامه " اللي
خطبها جا لابوي واعتذر ان اهله يبونه لبنت عمه ..
حطت يدها على صدرها : ياقلبي عليتس ياموضي .. وش اللي صار بحالها
حلفتك بالله ياخوي تعلمني ..
راكان : ان شاء الله انها صابرة .. وانا يوم اروح لهم شفتها مثل ما اعرفها
والله بيعوضها باللي اخير منه " وبابتسامة " بس شيخة هي اللي جاها النصيب
هالمرة ..
دموعها اللي كانت بتنزل من صدمتها على موضي نزلت هالمرة فرحة لشيخة
وهالخبر الحلو : جاها معرس ؟ من اللي جاها ؟ وش قالت هي ؟
ضحك على تسرعها : والله انتس صادزة فرحتس بشيخة خلتس تنسين زعلتس
على موضي ..
قاطعته تستعجله : والله اني مانسيتها وقلبي عليها .. ادري فيها تخبي بقلبها ولا
تشتكي لاحد .. عسى الله يجمعني فيهم قريب وارتاح .. علمني واللي يسلمك
وش قالت شيخة ؟
قال لها كل التفاصيل .. وكلام الوليد له .. وانه اليوم رايح للديرة يفاتح اهله
بهالموضوع .. كانت تتمنى بهاللحظة تكون معاهم وتعرف كل شي يصير لهم
وهي بعيد عنهم .. وقبل مايطلع راكان من عندها استوقفته : خلك وراها الين
ترضى .. خلها تكبر عقلها وتنسى اللي راح كله والله بيعوضها بأخير من سعد
وأيامه ..
هز راسه برضى وطيب خاطرها بكلامه .. سلم عليها وودعها رايح للديرة
ودعته وهي تحمل له بقلبها دعوات صادقة ان الله يحفظه ويسعده ..
ومن رجعت جناحهم دورت عليه بس ماشافته .. انقهرت بقلبها منه .. اوقات
بكون قريب منها بشكل كبير .. واوقات يبعدها عنه وتجهل تصرفاته ..
/
\
/
\
/
\
/
\
قاعدة بالغرفة وتسمع كل شي ينقال بينهم .. نبضات قلبها تسارعت بشكل
جنوني وبدت تقلب نظرها بين اخواتها بتوتر .. كان تسمع النقاش اللي بين
امها وابوها .. والمقارنة بين الاثنين .. كرهت ارتباطها باسمه من البداية
والحين كل شي لازم يرجع له .. قربت من موضي وتكلمت بحزم : والله
لاحرق قلبه مثل ما حرق قلبي ..
استانست من قلب على كلامها : يالله لك الحمد اخيرا بتطردين النحس وسيرته
اللي تغث .. تكفين طلبتس قومي قولي لابوي انتس موافقة .. ابيتس تعرسين
قريب وتجينا النوري .. والله اني ولهت عليها ..
زمت شفايفها وناظرتها بنرفزة : يعني ماتبين تفرحين لي .. ؟
ردت بدفاع عن نفسها : وشلون ما افرح لتس وانتي بتعيشين حياتس صح عقب
هالسنين اللي ضيعتيها تحترين هالمقرود ..
تناهى لمسامعهم صوت امهم وهي تقول بترجي : يا ابو راكان الرجال مكلمك
يبيها .. شلون نعطيهم ؟
قامت على طول وراحت لهم كانت تحس بخجل من موقفها بس كرهت انه
حتى بهاللحظة بيدخلونه بحياتها : يمه .. الله يهداتس ترى اذا هو ولد اخوتس انا
بنتتس .. وش تبين فيه هالحين عقب مارماني هالسنين ؟ .. " والتفتت لابوها
وهي تحاول تضبط انفاسها " يبه اللي تبيه انا راضية فيه .. تسانك رضيت
على خوي راكان فالشور شورك .. وماعندي حتسي اقوله عقبك ..
تهلل وجهه فرح وناظر راكان : اجل على بركة الله وانا ابوتس .. الله يسهل
امورتس كلها وان شاء الله ربي يكتبه من نصيبتس ...
قربت منه وحبت راسه وهي تحس بانتصار عظيم لنفسها .. ماكانت تتمنى
شي بهاللحظة اكثر من انها تزف له بنفسها خبر خطبتها رغم انها تدري ان
الخبر في الديرة مايستغرق اكثر من ساعة عشان الكل يعرفه رجعت للغرفة
وفتحت شنطتها الحديدية المقفلة بأرقام سرية .. طلعت منها كل الرسايل اللي
كان يكتبها لها .. كانو خواتها يناظرونها مستغربين اللي قاعدة تسويه راحت
لها موضي وجلست جنبها : وش بتسوين ؟
قامت ولبست عباتها وقالت لها تلحقها خذت علبة الكبريت وطلعت من البيت
كانو يناظرونها مستغربين بس توقعو انها رايحة لبيت عمها خصوصا انهم
مايطلعون بعد المغرب الا لبيت عمهم القريب .. ركضت وراها موضي وهي
ماتدري وين بتروح .. : شيخة اصبري .. وين بتروحين ؟
جلست عند جدار بيت خالها المنقض نصه .. : بحرقهن مثل ماطلبت مني نورة
قبل تعرس وتروح .. خلاص ماعاد ابيه حتى لو انه يبيني .. وانا دارية وربي
انه ماجاني حب وطرب .. سودت عيشته الحية الرقطا وجا يبي العوض عندي
حفرت في الأرض حفرة بسيطة وحطت الرسايل كلها فيها وعلى طول احرقتها
بدون تردد او تراجع .. : والله لاحرق قلبه مثل ما حرقتهن والله لاخليه يتحسف
علي ..
بدت ترتجف شفايفها وهي تردد كلامها .. كانت تحس انها مو بوعيها بهاللحظة
كانت تصارع مشاعرها تبي تستجمع بقاياها وتعيش فيها .. قربت منها ولمتها
في حضنها وهي تحاول انها تسكن اوجاعها .. كانت تحس بشهقاتها تطلع من
صدرها وتنهيه ..
ونزلت دمعتها معاها .. ماتدري هل هي بتواسيها او تواسي نفسها .. تمنت هي
بعد تنهيه .. تحرق صورته اللي بقلبها مع حروفه اللي سكنتها .. كانت تبكي لها
ومعاها .. احساس واحد تقاسمها فيه نفس المعاناة قدرت شيخة تتجاوزه بصعوبة
بس هي مازالت تحت وطأة هالحب اللي اتعبها اكثر من ما ريحها ..
لمحت عيونها العيون اللي تناظرهم من اول .. شافت بعيون حصة ومنيرة من
ورا الشباك دموع تواسيهم .. هل ياترى يحسون اللي بقلبها هي بعد .. : شيخة
خلينا ندخل البيت لا يجي احد ويشوفنا بهالمتسان .. قومي ولا تفكرين فيه ولا
يجي ببالتس .. الحمدلله ربي عوضتس باللي احسن منه ان شاء الله .. ومادامه
جاتس من طرف راكان ارقدي وآمني ان شاء الله ماعليتس خلاف ..
رفعت برقعها وبدت تسمح وجهها بطرف كمها .. وهي تناظر موضي : يالله
يارب انه يعوضتس مثل ما عوضني .. ويرزقتس باللي يستاهلتس ..
ابتسمت لها من قلب .. حتى بعز جرحها حست فيها بدون ماتتكلم .. يمكن لانها
عاشت تجربة الخذلان قبلها وفهمتها .. والحين تبيها ترضى بنصيبها اللي ربي
كتبه لها ..
راحو لبيت عمهم لان شيخة ماكانت تبي اهلها يعرفون باللي صار لها .. الفرحة
اللي شافتها بعيون ابوها وراكان ماكانت تبي تخربها عليهم الحين .. ومع فرحة
خالتها وبنات عمها رمت احزانها ورى ظهرها وفتحت يدينها بأمل للسعادة اللي
تنتظرها بمشيئة الله ..
/
\
/
\
صار لها حول الساعة تودعهم .. رغم الحماس والفرحة اللي تعيشها
بهاللحظة الا انها كانت تحس بغصة كبيرة بقلبها على فراقهم .. تجمعو
كل البنات وودعوها .. ضمت موضي وهي تمسح دموعها : لاتصيحين
كل اجازة وانا عندكم .. خليني شوي ارتاح من غثاتس واشوف الدنيا اللي
ابي اشوفها من زمان ..
كانت تشوف امها اللي قاعدة بزاوية الغرفة بكل حزن بادي على وجهها حتى
لو انكرت وقالت لها انها راضية بروحتها .. راحت لها وحبت راسها ويدها
ومسكت شيلتها تشمها : ادعي لي يمه ..
صدت بعينها عنها ماتبي تصيح قدامها : الله يستر عليتس ويوفدزتس ويسهل
لتس دربتس ..
قاطعتها بضحكة : قولي الله انه يرزقتس بواحد مزيون وفلوسه ماليتن مخابيه
قبصتها في يدها وهي تعض على شفتها : انتبهي لاخوتس لا يضيع دراسته
تراتس انتي الكبيرة .. لو صار له شي والله ما اسامحتس عليه ..
سحبت يدها ورجعت حبتها : محمد بعيوني .. ولدتس وانتي اللي مربيته وان
شاء الله انه مو مخيب رجاتس ..
سمعت صوت محمد من خارج البيت يناديها : سويرة اخلصي علي الرجال
ماهوب محتريتس الين تقضي سوالفتس ..
قامت من عند امها وسلمت على هيا وبنات عمها .. وهي عند الباب التفتت
على امها : لا تنسيني من دعاتس يمه بكل فرض تصلينه ..
رفعت يدينها للسما ودعت بقلب صادق : الله يحفظتس ويكفيتس شر هالروحة
اللي ما ابيها ..
ركبت في الجمس القديم اللي يسوقه العم مساعد متوجهين للرياض .. كان
معاهم حرمتين مع عيالهم عندهم مراجعات بمستشفيات الرياض بدت هالمشوار
رغم صعوبته عليها بكل حماس .. وكل شوي تلتفت وراها وتأشر لاهلها بيدها
تودعهم .. كانت تمسح دموعها وهي حاطة يدها على قلبها ..
بدت تحس بالخوف اول ماحمل لهم الطريق صور ما اعتادتها كان تناظر بكل
شي بتعجب ..
بالمقعد الامامي كان العم مساعد ومعاه رجالين قدام .. وبالسيت اللي وراه
هالحرمتين مع عيالهم الصغار .. وبالسيت الخلفي هي ومحمد .. كانت تناظر كل
شي بذهول وكل شوي تأشر لمحمد على شي .. هو ماكان اقل منها مفاجأة وهم
يدخلون الرياض ويشوفون مبانيها : ياويل قلبتس يالسوري من هاللي تشوفينه
الدراهم راحت لهم وحنا صفينا بلا دراهم ..
وقفو عند اشارة وبققت عيونها تناظر اللي بداخل هالسيارة .. : حتى عيالهم
ماهم مثل اللي نشوفهم ..
طقها على يدها : ياقليلة الحيا وش تبين بالرجال تناظرينهم .. ناظري قدامتس
لا افقع لتس عويناتس ..
كانت تتلفت بكل الاتجاهات وتناظر كل سيارة تمر من جنبهم .. واي سيارة
غريبة وفيها اشخاص يلفتون نظرها ماتنزل عينها عنها .. حتى لو تعدوها
تلتفت وراها وتناظرهم .. : اثاريتس يالنوري ماخذتي الزين بلحالتس يارب
يكون لي نصيب بهالمزايين ..
تكلم بعصبية وهو يسكتها : والله ان ماسكتي الحين لا امسطتس بالعقال على
ظهرتس .. ترى انا الحين المسئول عنتس وكلمتي هي اللي تمشي ..
هزت راسها له تجاريه : ايه ايه ابشر .. خلني اشوف بيوتهم .. ياربي وش
هاللي انا محرومة منه .. حسافة هالعمر اللي ضيعته بهذيتس الديرة القشرا
ناظرها باستغراب : امداتس تذمينها وانتي توتس تطلعين منها ؟
قبل ماترد عليه سمعت صوت العم مساعد وهو يأشر لهم ينزلون .. نزلت
مع محمد بالمكان اللي اتفقو يجيهم فيه سواق ميساء وياخذهم شالت اغراضها
وهي مازالت تتلفت حواليها .. اشر لهم السواق من بعيد يجونه وراحو على
طول ركبو معاه ..
حزنها اللي من ساعات على فراق اهلها نسته بهاللحظات اللي تعيشها بدت
تتأمل داخل السيارة والمحلات واللوحات والمباني .. ومن وصلو لقصرهم
الكبير نزلت بحماس .. اشر لهم يروحون لجهة الشغالة اللي واقفة تنتظرهم
كانت تمشي بحماس وهو كان وراها مايدري وين يروح له او وش آخرة
هالحياة اللي جو لها ..
دخلتهم للملحق الخارجي اللي خصصوه لهم بدل الملحق العلوي بعد ماعرفت
ميساء ان اخوها بيجي معاها .. هالملحق خاص لهم بغرفتين وصالة ومدخل
مستقل فيه ..
شافت الغرفة اللي خصصوها لها وطارت من الفرح كانت تصارخ كل شوي
بحماس .. ولولا نظرات محمد اللي كل شوي تسكتها كان الحين هي مفشلتهم
كان الوقت توه الظهر وميساء مابعد جات من الشركة ولا حتى فيصل ..
محمد من التعب نام .. اما هي من حماسها كانت تمشي بالملحق وتستكشف
كل شي وماخلت مكان الا وبدت تحلل تفاصيله ..
/
\
/
\
/
\
/
\
رغم المصاعب اللي واجهتها في الفترة الأخيرة واللي حتى اثرت على
معدلها بالترم الأول .. الا انها مقررة تعوض كل شي فاتها وتعيش حياتها
مثل ماقدرها لها رب العالمين .. ولو الله كاتب لها نصيب مع يزيد راح
يجمعها فيه ولو بعد كم سنة ..
شالت شنطتها وهي رايحة للكافتيريا .. عند صديقاتها شافت رسيل ووفاء
قاعدين ينتظرونها : مساء الورد ..
سحبت الكرسي وجلست معاهم : متى طالعين ؟ " وبعد ماناظرت ساعتها
كملت " الله يعينني بنتظر العم رمضان نص ساعة ويجيني ..
رسيل وهي تشرب عصيرها : والله قلت لك تعالي وروحي معاي مثل اول
مارضيتي .. هذا واحنا محاضراتنا نفسها ..
تكلمت بلا مبالاة : ايه بس الطريق ماعاد هو نفسه .. وانتي وين الحين وانا
وين .. الله يسهلها بس بتطلعين انتي الحين ؟
قامت وفاء بهاللحظة تودعهم : انا اللي رايحة الحين .. بعدين دنو معاك حق
اكيد الطريق هالمرة غير واهلك ماقصرو معاك ابد ..
ابتسمت لهم واشرت بيدها تودعهم .. ناظرت دانا في رسيل : وانتو ماقصرتو
معانا من زمان .. خلينا الحين نتعود على حياتنا مثل ماتبي امي ..
ردت على جوالها وبعدها التفتت لها : السواق برا .. خليه ينتظر شوي بقعد
معك .. مابيك تقعدين هالوقت كله لحالك ..
دانا وهي تحس بارتياح : ايه والله اني ودي من يسليني هالوقت .. الله يعين
بس ..
قضو هالنص ساعة بالسوالف عن الجامعة ومحاضراتهم وامورهم الخاصة
اللي اضطرو في ظل ظروف دانا الأخيرة انهم يبتعدون شوي عن بعض
والحمدلله الحين بدت ترجع الأمور الى ماكانت عليه قبل .. وبدت رسيل
تحس بالراحة بعيون دانا بعد مافقدتها .. ورغم صدمتها الأخيرة الا انها
حست ان دانا صارت اقوى من قبل .. ومن كثر المصاعب اللي واجهتها
بحياتها صارت سد منيع ضد اي صدمات اليمة ..
دانا اللي رضخت للأمر الواقع ورضت باللي صار لها لانها مقتنعة انه خيرة
من رب العالمين .. بس كل اللي يؤرقها انها تضطر تتزوج واحد من معارف
ابوها او اصدقائه ..
قامت وهي ترد على اتصال العم رمضان السواق المصري اللي ينقلها مع
مجموعة طالبات كل وحدة على حسب محاضراتها .. واليوم لانها راجعة
العصر راح تكون لحالها .. لبست عباتها وسبقتها رسيل اللي طلعت لسواقهم
اللي ينتظرها من اول ..
خذت ملازمها وشنطتها وتغطت وطلعت لسيارة النقل الصغيرة اللي يوصلهم
فيها .. ركبت ورا مكانها المعتاد ومشو طريقهم راجعين للبيت .. كانت تضيع
الوقت بقراءة المحاضرات اللي خذتهم اليوم .. رفعت عينها يوم وقف وناظرت
حولها مستغربة شافت نفسها بوسط حارة خالية من اي سيارات .. وقبل تقول
شي حست باليد اللي فتحت الباب ومسكتها تسحبها .. كان كل شي يدور حولها
غريب عليها وللحين ما استوعبت وش اللي قاعد يصير .. ركبها سيارة ثانية
وسكر الباب عليها .. وركب هو ومشى على طول .. بدت تصارخ وتحاول
تفتح الباب اللي كان مقفل من الخارج بدا يعلى صراخها وهي تضرب بالمراتب
والابواب : وين بتوديني ... ؟ " بدت تخبط على الشباك " الحقووووووني ..
وبلحظة بس الجمتها الصدمة وهي تسمع صرخته اللي اخرستها ..
/
\
/
\
انتهى الجزء الثامن ..

الجزء التاسع

[ الفصل الأول ]‎‎‎‎

/
\
/
\
ياهم / تكفى لاتفكر تجيني ...
" قلبي " مع الأيام يكفيه ماجاه
دامك تشوف الدمع باطراف عيني
وتشوف كيف الوقت قلبي تبلاه
ابعد وخل الجرح بينك وبيني
على الأقل تحس لاقلت لك آآآهـ ..!
تسارعت انفاسها بشكل جنوني .. حطت يدها على صدرها وهي تقاوم احساس
الرعب اللي تعيشه بهاللحظة وهي تشوف هالوجه المخيف .. غمضت عيونها بقوة
" كااابوس .. لا مو صحيح هاللي يصير معاي " فتحتها ببطء وصعقت وهي تشوف
نفس الوجه اللي اثار في قلبها الرعب قبل اشهر قليلة .. هزت راسها وكأنها تبي
تستوعب اللي يصير معاها .. " ابوي مستحيل يبيعني " ضحكت على غبائها ماتدري
ليه بعد كل اللي صار لها ويصير لها بسببه للحين ماقدرت تكرهه .. سكرت اذونها
بيدينها وضغطت عليهم بقوة وهي تسمعه يقذفها بأشنع الالفاظ كلامه سوقي وبذيء
هي اطهر من انها تسمعه ..
اول ما لاحظ سكوتها المفاجيء التفت لها .. تقززت من منظره واقشعر جسدها ..
ابتسامته الخبيثة واسنانة الصفراء وشعره الاشعث كل شي فيه كان مقزز ومؤذي
للعين .. بدت تنتحب وهي تشوف نظراته لها للحين ماقدرت تفكر ولا تدري وش
اللي يصير لها .. هل ابوها هو اللي ارسله ولا هو اللي جاي بنفسه وخاطفها شعور
مفزع اللي تعيشه الحين هي مابين نارين احلاهما مر ..
بصوت متهالك ومتعب : ابـ ـوي ويـ ـ ـنـ .. وارتجفت شفايفها قبل ماتكمل جملتها
اصدر ضحكة مزعجة قبل مايتكلم بأسلوب تهكمي : خايفة يا روح ابوك .. ؟
ضمت يدينها على بعضها وهي تكبت رجفتها اللي تفتك بجسدها كمل بنفس الاسلوب
التهكمي .. : لا تخافين ابوك موصيني ما المسك ولا اسوي لك شي .. " عض شفته
وهو يتأملها " الله يسامحه بس ..
ترائى لها من بعيد قصرهم الباذخ .. غطت وجهها بيدينها وهي تصيح .. رغم كل
محاولاتها لفتح الباب او حتى الاستنجاد بأي احد الا انها كلها بائت بالفشل .. الباب
كان مقفل من الخارج .. وتظليل السيارة والطرقات المختصرة اللي سلكها انهت كل
امل لها انها تستنجد في احد اول ماحست ان السيارة توقفت بعدت يدينها عن وجهها
وشافته .. هالوجه اللي تحبه وتكرهه بنفس الوقت ولد بداخلها شعور خوف اكبر ..
انفتح الباب وامتدت نفس اليد اللي قبل ومسكتها حست ان رجلينها مو قادرة تشيلها
ابد " اللهم اكفنيهم بما شئت .. اللهم اكفنيهم بما شئت " رددت بداخلها وهي تصارع
خوفها اللي يتزايد بمجرد سماع اصواتهم كل شي تمر فيه كان اشبه بكابوس مزعج
يؤرق نومها تمنت بلحظة تغمض عينها وتفتحها وتلاقي نفسها بغرفتها اللي تجمعها
مع خواتها .. وقبل تصرخ حست بيد ابوها على فمها .. كتمتها ريحة الدخان اللي
بيدينه .. مشت معاه بدون اي اعتراض وكأن اختطاف ابوها لها اهون من غيره ..
دخلت للبيت اللي اشتاقت له كثير .. لكن دخولها له كان بخطوات ذليلة .. رماها
على الصوفا اللي بالصالة بقوة وقبل مايتكلم نزلت دموعها وهي تتوسله : يبه لا
تسوي فيني شي واللي يخليك .. رمت نفسها عند رجلينه ومسكتهم وهي تصيح
كان قلبه اقسى من انه يرحمها بهاللحظة ..
شد شعرها بقوة يبيها توقف .. كانت تتنافض مكانها وكل احساس بداخلها يصرخ
رجاء لله انه ينقذها من هالموقف اللي هي فيه .. الحين هي وابوها لحالهم والشرر
يتطاير من عيونه .. تحس ان غضب السنين اللي راحت كلها بيصبه عليها الحين
شد شعرها بيدها اليمين وبيده الثانية ماسك زقارته : الحين توك عرفتي اني ابوك؟
وينك يوم طلعتو من البيت ماقلتي بقعد عند ابوي ؟
مدت يدها ومسكت يده اللي تشد شعرها .. تحاول بكل جهدها تخفف من شده اللي
تحسه يقتلع شعرها .. : والله ما قلت لاحد اني بطلع من البيت انا كنت راضية بكل
اللي يصير لي " ارتجف صوتها قبل تكمل كلامها " تكفى لا تسوي فيني شي ..
سحبها بقوة وهو يرقى فيها الدرج للدور الثاني .. كان مبين عليه الغضب بملامحه
وصوته وكلماته : مليون مرة قلت لها لا تطلعين من هالبيت .. وقتها ماراح يدفع
الثمن الا عيالك بس طول عمرها انانية وماتفكر الا بنفسها ..
" سحب نفس طويل من زقارته ونفثه وهو يكمل كلامه " والله لاحرق قلبها مثل
ماقهرتني وتحدتني ..
سحبت يده وقعدت تحبها وهي تترجاه ينقذها من هالانتقام الجائر .. دايم تكون
هي ضحية مشاكلهم وصراعاتهم .. دايم تكون هي القربان اللي يقدم في معمعة
حروبهم اللي ماتنتهي ..
وصلها لجناحها ورماها على الأرض وانهال عليها بالضرب .. ما امهلها حتى
انها تستجمع قوتها عشان تقدر تتكلم كان ينتقم من امها فيها .. هي ما اختارت
الهروب ابد .. هم اللي اختاروه ونفذوه وهي الحين اللي تدفع ثمن تخطيطهم ..
يا الله وش كثر ظالم هالأبو وش كثر طغى عليهم وتجبر وكان لها هي نصيب
الأسد في جبروته وطغيانه ..
مر وقت طويل مابين ضربه لها .. وتوسلاتها المبتورة بصفعات متتالية على
وجهها وصوت تهديده ووعيده لأمها اللي حطتهم بهالمكان .. ومابين كل كلمة
والثانية يدنس اذنها بكلماته القذرة اللي اعتادت تسمعها منه .. سحب نفسه وهو
يمسح يده اللي كانت تبوسها وهي تترجاه .. قفل عليها باب الغرفة وطلع ..
كانت تئن من الوجع بمكانها آلام جسدها منهكة وآلام قلبها اكثر وجع .. مدت
يدها المرتعشة ومسكت شفايفها اللي تلقت الكثير من الضربات واول ماشافت
آثار الدم على يدها حاولت تقوم عشان تشوف نفسها .. ماقدرت تقوم بوقتها
كانت كل خلية بجسدها تصرخ ألم .. زحفت لحد ماوصلت التسريحة سندت
نفسها على الكرسي ورفعت نفسها شوي وشافت نفسها كان فمها منتفخ والدم
يسيل على رقبتها وصدرها ومدنس قميصها الابيض حطت يدها على صدرها
وجلست مكانها وهي تحاول تسكر القميص اللي تقطعت ازراره ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات