رواية سجينات خلف قضبان القصور -28

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -28

اي شي ابد " وبضحكة سخرية .. " حتى امك وابوك ما اعرف وش هي
اساميهم تصدق .. ما اعرف الا انها خالتي وهو خالي .. وعمرك مادري
الحين انت وش كبرك .. وش تبي بعد اقول لك ..
مسك يدينها يهدي رجفتها اللي بدت حتى في صوتها : نورة لا تحكمين
علي وانتي مافهمتيني .. انا قلت لك بالأول انا مو من النوع اللي اسولف
كثير ..
قاطعته بنفس العصبية بس بدون ماترفع صوتها .. : مابيك تسولف بس
علمني من انت .. تراك رجلي تسانك ماتدري ..
ضمت يدينها تسكن رجفتها .. حتى شفايفها بدت ترتجف بوقتها قربها
منه وحضنها .. : والله العظيم راح اقول لك على كل شي .. بس مدري
شلون راحت من بالي هالاشياء كلها .. " نزل يده ورفع خصلات شعرها
اللي على وجهها " قدامنا العمر كله وبتعرفين عني كل شي .. بس لايضيق
خلقك .. مابيك تزعلين وهذي ليلتك ..
سكتت وهي تناظر بعيونه بدون ماترد على كلامه .. انتظرها ترد او تقول
اي شي بس ظلت ساكتة .. : وش اللي يرضيك علميني ؟
بعدت عنه شوي وتكلمت بدون ماتناظره .. : ماتخليني احس باللي حسيته
اليوم ..
ابتسم لها : توبة .. " ومد يده يبيها تجي جنبه " تعالي انتي الحين ..
اول ماقربت منه مدت يدها ومسكها وجلست جنبه مسكها مع اذنها : وانتي
تعانديني يعني .. عارفة اني ابي اشوفك وانتي كاشخة وتبدلين على طول ..
ابتسمت بخجل : كنت شايلة بقلبي عليك ..
ناظر بعيونها وهمس لها : والحين ؟
ابتسمت بدون ماترد عليه .. باسها على خدها : ماتعودينها مرة ثانية ..
هزت راسها له وهي تضحك : ان شاء الله ..
اذهله طيبة قلبها توقع بهالليلة بيصير طوفان مشاكل وصراخ وزعل ماله
اول ولا تالي .. بس زعلها رغم عصبيتها كان هادي .. حتى صوتها ما
رفعته وهالشي خلاها تكبر بعينه اكثر .. كان يدري انه غلطان ولا فيه
شي يبرر له بس طيبة قلبها غفرت له بأقل الاعذار وهالشي خلاه يحس
بسعادة كبيرة وهو معاها ..
/
\
/
\
عند باب الجامع الكبير قعدت بجسدها المتهالك بعد صلاة الجمعة تنتظر
اي ريال يجيها من اهل الخير اللي يدفعون لها .. اليوم صار لها 5 ايام
من تركت المستشفى وهي على هالحال .. بالنهار تدور رزقها وبالليل تروح
للشقة ..
رجعت تتذكر تفاصيل هروبها .. الممرضة المصرية اللي من يوم حست
بمعاناتها حكت لزميلتها السعودية .. اللي جات واستفسرت من ديما عن كل
شي وساعدتها على الهروب رغم اعتراضها في البداية .. لكن بعد تهديد
ديما بالانتحار سهلت لها طريقة الهروب .. رغم خطورته .. اي كشف
لهالحقائق كفيل بفصل هالممرضتين .. وترحيل الممرضة المصرية لبلدها
كانت تدرك خطورة الوضع على الممرضة السعودية اللي تقيم عندها هالفترة
تعتمد على دخلها من هالوظيفة في توفير سبل العيش لامها الطاعنة في السن
وولدها اللي بعمر الـ 5 سنوات بعد تجربة زواج فاشلة ..
هي قالت لها ماتبي شي منها الا مسكن يأويها وغير هالشي هي ماتبي لا
مأكل ولا مشرب .. كلهم راح تتكفل فيهم بنفسها حتى لو اضطرت للشحاذة
وهالشي اللي بالأخير اضطرت له فعلا ..
اوقات كانت تحس انها القت نفسها في مصيبة اكبر من اللي كانت فيها قبل
وزادت همومها اكبر من حدود احتمالها .. تجاهلت الاعين اللي كانت تلتهمها
بنظراتها .. وترديد الكثير لها " الله يرزقنا ويرزقك "
راحت لأقرب محل بعد انتهاء الصلاة .. ماكانت عارفة شلون تبدا او تتكلم
وهي ماعمرها خاضت غمار هالحياة لحالها : ممكن التليفون دقيقة بس ؟
مد لها التليفون : تفضلي .. بس مافيه صفر اذا تبين تدقين على رقم جوال
هزت راسها بالنفي وبدت تضغط على ارقام بيت عمها جاها صوت ميساء
المرحب .. بلعت غصتها وتكملت : ميسو انا ديما ..
تفاجأت من سمعت صوتها : ديما وينك يابنت خوفتينا حرام عليك والله ..
طنشت كلامها وتكلمت : ماعندي وقت اسمع لك وابرر لك .. قولي لعمي
على كل شي صار من منال .. ابيه يعرف اني مظلومة وما اعرف احد ولا
عمري جبت احد للبيت ولا بحياتي قابلت رجال ما اعرفه اصلا ..
قاطعتها ميساء : هو عارف هالشي بس انتي اللي وين رحتي ..
للمرة الثانية تجاهلت كلامها وكملت : وقولي له يدور على امي ويعرف كل
شي عنها .. ماراح ارجع الا اذا عرفت وين امي ورحت لها .. ابي اعرف
انا من بنته وارتاح .. مابي اعيش مع ناس مادري اذا هم اهلي او لا ..
هالكلام كان لها مثل الصاعقة .. : ديمو انتي وش تقولين ..؟
ارتجفت يدينها وهي تحاول تقول بصوت هامس : وربي سمعتهم بأذني محد
قال لي .. ابوي قالها بنفسه مايدري انا من بنته .. ميسو ما اقدر اطول انا
اكلمك من محل .. لا تخذليني هالمرة مثل ماخذلتيني قبل .. تكفين ابي اعرف
وين امي واروح لها ..
" خذلتيني " هالكلمة ترددت بداخلها واتعبتها كثير ابد ماكانت تبي تخذلها
لكنها اجلت هالموضوع لبعدين وماكانت تدري وش توابع هالتأجيل .. سكرت
ديما الخط ومدت التليفون لصاحب المحل .. ومدت معاه 10 ريال وطلعت
كانت تدري ان المكالمة يمكن حتى ماكلفت ريال .. بس تحس انه اهدى لها
راحة من سمعت صوت تحبه ..
طلعت وهي تخبي بيدها اللي قدرت تكسبه هاليوم من اهل الخير ورجعت
تمشي للشقة المتواضعة في احد احياء الرياض .. مرت على البوفيهات وخذت
لها ساندويتش مع بيبسي للعشى .. ماكانت تبي تكلف على احد بمعيشتها حتى
الاكل .. يكفي انها حست انها كانت عمرها كله عالة على ناس ماتدري وش
صلتها فيهم .. وصلت للشقة طقت الباب .. وانتظرت الشغالة اللي ترعى ام
الممرضة وولدها تفتح لها ودخلت .. قعدت في الغرفة الصغيرة اللي تنام فيها
بالعادة .. وبدت موالها الحزين اللي يتكرر كل ليلة .. نحيبها المتواصل وبكائها
اللي قطع القلب وذكرياتها المريرة اللي عجزت تتناساها ..
صلت العشا وكلت الساندويتش وراحت تغسل .. شافت ام نجوى " الممرضة "
قاعدة تطالع التلفزيون بعيون كلها نوم .. سلمت عليها وعلى محمد ولد نجوى ..
واستأذنتها راجعة للغرفة .. اليوم مناوبتها ليلية وماراح ترجع الا الصباح مثل
ذاك اليوم اللي خططت فيه لهروبها .. قالت لها تروح قسم المراجعات ومن
هناك تطلع مثلها مثل اي مراجعة ومحد راح يدري عنها .. تاخذ لها اي سيارة
اجرة وتتوجه للجامع الكبير بحيهم .. وهي تمرها وتاخذها للشقة ..
تغطت وغمضت عيونها وهي تسترجع كل ذكريات ماضيها الأليم الى ان
استغرقت في نومها ..
/
\
/
\

اثنينهم كانو يشتكون من اوضاعهم بالفترة الاخيرة .. يزيد مقهور من

الوضع اللي صار له .. ليش يوم ماقرر انه ياخذها جات له .. ويوم
صار يبيها وراضي فيها اجبرته الظروف انه يبعد عنها : اسألك بالله
شلون يعني بثبت عدم اهليته وهو نفوذه مالي البلد ويقدر بكل سهولة يطعن
في الحكم ويكسب هالدعوى لصالحه .. واذا جينا بالطيب وقلنا بناخذه هو
حالفن لابوي انه مايزوجه لي ..
ابتسم عليه بسخرية : والله اللي يشوفك الحين مايقول انه انت نفس الشخص
اللي جايني زعلان وقالب الدنيا فوق تحت لان ابوك اختارها لك وانت ما
تبيها ..
قاطعه مستنكر : ومن قال لك اني ما ابيه .. انا قلت لك لو فكرت باخذه هي
بس برغبتي انا .. مانيب بزر عندهم يزوجوني وقت مايبون .. اللي قاهرن
انه لاعب بحياتهم وبعد يبي الحين يتحكم فيهن ..
فرك جبينه وهو يشرب كوب الكوفي : والله يا يزيد مشكلتك مشكلة ومالها
حل ابد وانا من جيتني بوقتها قلت لك خيرة .. يعني لا تعقد الامور لو الله
كاتبها من نصيبك محد ماخذها غيرك ماتدري يمكن الله يهدي ابوها ويترك
هالبلاوي ويتم زواجكم على خير ..
كان يناظر بالناس حوله وهو يستمع لكلام متعب : خله على ربك مادري
وش اسوي .. البنت مسكينة تعذبت بحياته وماعرفت طعم الراحة وهالابو
لاحقه بكل حياته .. عسى الله يسهل اموري ويزوجن اللي ابي وارتاح ..
ضحك من قلب على كلامه : والله انك غريب يعني ماتحس بقيمة الشي الا
لا فقدته .. توك الحين تتمناها ..؟
طالع فيه بعصبية : قلنا ثور قال احلبوه ( تكرمون ) انت ماتفهم قلت انا
ماكنت رافضه انا رافض طريقة فرض الامر علي والبنت بنت عمتي ومن
الاول لو كنت ابي اختار باختاره هي .. بس عصب بي الشايب عسى الله
يطول لنا بعميره .. " ويوم تذكر " وانت وش قررت على هالبنت اللي عرفته
بعد تفكير : والله مادري وش اقول لك الحين تأكدت انها هي بس البنت
اختفت والعالم تدور عليها ومحد عارف وينها .. حتى اهلها .. مادري اعلم
امها ان بنتها بعدها عايشة ولا شلون .. هالمرة انت شور علي ..
تكلم بحكم دراسته ومن واقع تجارب معايشها : لا طبعا وش تقول له بنتك
اللي كنتي تحسبين انه ماتت للحين عايشة بس ضاعت وماندري وينه فيه ؟
" وقبل مايتكلم متعب كمل كلامه " اذا عرفت اخبار عنه ولا عرفت وينه
فيه هاك الوقت تكلم وقول له عن بنته .
غمض عيونه وهو مقتنع بكلامه .. ابد ماكان ولا في اكثر احلامه تمرد
ولا جنون اي شك انها للحين ما ماتت اول ماسمع خبر وفاتها ومن حزنه
عليها كان يدعي كل يوم قبل لا ينام انه يجي احد ويقول انه هالكلام كله
كذب وانها رجعت مع مرور الأيام بدا اليأس يدب فيه ايقن انها فعلا توفت
مثل ما قالو عنها .. وقدر يتعايش مع هالواقع سنوات طويلة ..
لكن ظهورها مرة ثنية كان اكبر صدمة له من خبر وفاتها .. صدم من
اشياء كثيرة تخصها .. واقع حياتها المرير اللي تعيشه واللي عرف انها
تعرضت فيه لاقسى انواع التعذيب الجسدي ..
حالتها النفسية اللي وصفها عمها وسجنها في البيت اللي جعل منها انسانة
منعزلة مالها اي هوية تواجه العالم فيها .. علاقتها في امها اللي انقطعت
من لحظة خداع ابوها لها .. وفوق هذا كله هروبها ومواجهة حياة بكبرها
ماواجهتها بيوم من الايام ..
تأسف لحالها كثير وحمد الله بداخله على نعمة الاستقرار النفسي والعائلي
اللي يعيشه واللي ميزه عن كثير يعيشون تحت وطأة ضغوط نفسية وعائلية
كمل سوالف مع يزيد ورجعو بعدها لشقتهم يقضون يومهم مثل كل يوم ..
وهو يحاول يشيل هالبنت من افكاره مؤقتا .. الين يلقاها ويوصلها لامها
بأي طريقة ..
/
\
/
\
حياتهم من فترة رغم متاعبها الا انها متاعب مثل اغلب العمر بالنسبة
لهم تعودو على حمل الحمول ومشقات الحياة باكملها .. موضي مازالت
تعيش حالة خذلان كبيرة لكن تستجمع قوتها بقدر المستطاع وتتجاهل اي
احاسيس ممكن تظهر للكل وتفضحها .. ماكان احد يدري عن اللي بقلبها
من جروح ومن حب كبير حملته لهالانسان .. واضطرت تتنازل عن كل
طموحاتها واحلامها البريئة لان اهله رفضو .. بداخلها كانت انسانة محطمة
جدا تعيش ايام عصيبة وهي تنزف جروحها لوحدها .. تصارع كل الآلام
بدون محد يدري عن طوفان المشاعر اللي يجتاحها .. هي وحدة تعلقت
بالأول وحبته .. هي اللي كانت تشتاق لشوفته وتروح كل يوم عشان تهدي
لها الأيام صورته وهو واقف ينتظرها .. هي اللي قرت بيوم حروف اهداها
بلحظة حب لها .. وزادت حجم هالحب اكبر بقلبها .. وهي اللي رسمت احلى
واجمل الاحلام يوم جا خطبها .. والحين هي اللي تعيش قصة خذلانها بكل
تفاصيلها الموجعة ..في نظرهم مازالت هي نفسها البنت المرحة اللي تزرع
البسمة بقلوب الكل ماكان احد حاس فيها الا شيخة اللي عاشت قصة خذلان
قبلها ..
دخلت للبيت وهي تضحك وبيدها دلة القهوة وصحن الحنيني .. جات لراكان
تقومه : ابو الدحمي قوم جايتك قهوة من عند الحبايب ..
كان مستغرق في نومه ولا هو حاس باللي حوله .. هزته من كتفه تبيه يقوم
ويتقهوى : راكان قوم شوف هيونة وش جايبة لك ..
شافت ابتسامته بعد مارددت اسمها اكثر من مرة وهو يسمعها ضحكت من
قلب عليه : ايه استانس من قدك اليوم تعال شوف .. ماهان عليها تشرب
القهوة وانت ماتتقهوى .. قوم اخلص علي بروح الحق على قعدة البنات ..
فتح عيونه وناظرها : احلفي انها هي اللي مرسلتهن ماهوب انتي اللي جيتي
تفزعين لي براستس وحطيتيها فيها ..
حطتهم قدامه ووقفت : ورب الكعبة انها هي اللي مرسلتهن لك ومن شافتنا
حاطات القهوة وهي تحط لك على جنب وتقول لي وديه لم راكان ..
فز من مكانه مبسوط باللي سمعه : تكفين ياموضي صدز ؟
كشت عليه وهي طالعة : احلف لك من اول تبي تصدق ولا بصرك ..
ركض وراها ومسكها : خلاص مصدقتس .. روحي لها وحبي راسها وقولي
لها يقول لتس راكان عسى يدينتس ماتمسها النار وعساني ما خلا منتس ..
والله يجمعني بتس قريب ان شاء الله ..
نزلت برقعها وهي تطلع من الباب : بقول لها كل اللي قلته اما اني احب راسها
والله لتبطي ماحبيته .. ماعاد الا هي احب راس هالبزر ..
وركضت لبيت عمها قبل مايطلع ويلحقها .. كان مستانس باهتمامها ولو كان
شي بسيط وبنظر الكثير يمكن ماله اي قيمة .. لكن بالنسبة له وجودها بحياته
اكبر قيمة بالنسبة له .. وانها تفكر فيه وتهتم فيه هذا عنده بكنوز الدنيا ..
بمكان ثاني شيخة كانت توها جاية من عند صيتة بنت ام عبيد وراجعة لبيت
عمها .. سمعت صوته يناديها وطنشته .. كان قلبها ينبض بشكل جنوني
مرت سنوات طويلة قبل ماتسمع هالصوت يرجع ويناديها .. حست بصوته
يقترب منها وسرعت خطواتها وهي تحس بخوف من هالموقف اللي هي فيه
لكن حست من اصراره انه يبي يتكلم وهي لازم بعد توقفه عند حده .. التفتت
له بعصبية : خير ؟
وقف مكانه متفاجيء من ردة فعلها وقال بعد تردد : الخير بوجهتس ..
انتظرته يتكلم يقول وش اللي عنده وتكلمت بعد ماطال انتظارها : اخلص
علي ياسعد وقول وش عندك ..
بعد تردد تكلم : شيخة انا ابيتس والله .. ادري اني تركتس بالاول بس والله
انه تسان غصب علي ..
مشت بدون ماتناظره : ياسعد ياولد خالي ماعلموك ان مطاردك للبنات عيب
ولا انت رحت وضيعت اصلك هناك وخذ العلم اللي ماعندي غيره والله ما اخذك
لو انك آخر رجال بالديرة .. وانت روح قابل مرتك وعيالك اصرف لك من
مطارد بنات خلق الله .. استح على وجهك ماعاد انت بزر مثل اول ..
هالمرة كان رفضها غير عن المرة الأولى .. بالمرة الاولى كانت تحس انها
ضعيفة وتظاهرت القوة .. بس هاللحظة فعلا كانت قوية حتى من الداخل ..
هي ماتبيه حتى لو انها تحبه ومتعلقه فيه بالنسبة لها هو ماضي وماعاد راح
تلتفت له ابد .. نصيبها بيجيها ولازم تدعي ربها ييسر لها امورها .. رجعت
قعدت مع البنات وبداخلها فرح كبير ماتدري وش مصدره بالضبط .. هل هو
كلامها اللي حسسها انها تجاوزت هالمرحلة .. ولا هي لحظة قوة مؤقتة ممكن
ترجع بعدها لحنينها تجاهلت هالتناقضات اللي بداخلها وقعدت معاهم مستانسة
بدت تاكل من الحنيني اللي جنبها .. والتفتت على سارة .. : سويرة جيبي لي
صحن خليني احط لراكان شوي ..
التفتو كلهم لهيا اللي نزلت راسها بخجل وضحكت حصة وهي تقول لها : لا
هالمرة هيونة ماقصرت .. اخيرا فرحت قليبه وذكرته بشي ..
طالعتها متفاجأة : صدز هيونة ..
بادرتها موضي : ايه والله وانا اللي موديته بعد .. والله لو تشوفين فرحته يوم
درا عنها فز من نومته واقف ..
قربت منها شيخة ومسكتها مع اذنها : ايا قليلة الحيا ماهوب هذا اللي تعودنا
عليه اجل باديتن بحركات الدلع من هالحين .. توتس على العرس مابعد قربت
حزته ..
دفتها سارة عن هيا : وخري بس .. خليها تستانس هالعمر كم مرة نعيشه ..
قامت شيخة من طيحتها : عساهن الكسر ايه والله .. ترفقي يامال العافية ..
انتي وهاليدين تقل مرزبة .. " والتفتت على هيا تكمل كلامها "
ياويلتس ياهيا لو تدري عنتس خالتي والله لتكسر العصى على ظهرتس مير
احفظي لسانتس ترى ماعندها يمه ارحميني ..
بدت هوشاتهم ومزاحهم مثل كل يوم .. تعليقاتهم على هيا وطقاق موضي
وسارة وهالمرة معاهم شيخة خلاهم يطلقون ضحكات عالية من القلب ..
/
\
/
\
/
\
/
\
اخيرا ردو عليهم بيت عمهم وحددو الملكة بعد اسبوعين .. والزواج بعد
3 اشهر .. انقهرت من طول المدة .. كانت تبي الزواج اقرب بعد ماشافت
زوجة طلال بالحفلة .. من يومها وهي طول الوقت تدعي عليهم اثنينهم ربي
ياخذ اعمارهم وتفتك منهم .. بهالوقت كانت بالسوق راح تتقضى لملكتها اللي
حددوها .. تبي تبهر الكل بشكلها .. الى هالحين وهي تعيش حلم ان طلال راح
يتحسف عليها .. التفتت تكلم منال : اصبري بروح ادخل عبادي .. خليه يجي
يسليني شوي .. ومنها ادفعه كم قرش في اغراضي ..
قعدت مكانها : روحي انتي والله ماتحركت من مكاني .. ترى طفشتيني كل
مانزلنا السوق جبتي لي واحد .. ياختي انا ادفع لك بس خليني استانس بدون
هاللي تجيبينهم .. افرضي الحين صلاح بالصدفة شافني .. والله ليهون عن
هالخطبة اللي ماصدقت يصير كلام فيها ..
قعدت جنبها تترجاها تنزل معاها : وانتي من جدك الحين ابوك بيزوجك واختك
مدري وين مختفية ..
قالت بعصبية : جعلها تموت ان شاء الله وارتاح .. محد مأجل موضوع خطبتي
الا هي .. مادري وين طست ومن معه .. تلاقينها الحين مستانسة وفالتها من
حضن واحد للثاني .. ومنال المسكينة تنتظر حضرتها لين تمل وترجع لنا عسى
الله لا يردها ان شاء الله ..
مسكتها من يدها تقومها : ماعلينا فيها الحين قومي معاي اخاف جايب معاه احد
عاد تخيلي شكلي وانا داخلة المجمع ومعاي اثنين ..
استسلمت لها وقامت وهي تتأفف .. : يارب متى تتزوجين وتفكيني من هاللي
تعرفينهم ..
ناظرتها بغرور : ومن قال لك اني بتركهم .. عاد من حبي لهالعزام عسى الله
ياخذه هو وطلال ونورة بيوم واحد .. والله محد مسليني غيرهم يكفيني لاطلبت
الشي يجيني لعندي .. ولا لو على الرجال ينبح صوتك وحاجتك ماجاتك ..
نزلو له ودخلوه وبدت مثل كل مرة تتمشى معاه وتتدلع عليه وتاخذ كل اللي
تبيه .. ومنال ماشية وراهم وسماعتها بإذنها وطول الوقت تكلم صلاح ورايحة
بعالمهم ..
هالثنتين تجمعهم نفس الصفات قسوة القلب والحسد .. وفوق هذا فساد اخلاقي
وتبرج وسفور .. متجاهلين نظرات كل من يمر من جنبهم .. ومستمتعين بكل
كلمات الغزل اللي تتردد على مسامعهم بين كل لحظة والثانية ..
رجعت البيت وبيدها كل الاغراض اللي شرتها .. فردتها على سريرها وهي
تضحك بصوت عالي .. كانت مستانسة من اللي تسويه تروح السوق وتتشرى
كل اللي نفسها فيه بدون ماتدفع ريال واحد كل المطلوب منها مقابلات ومكالمات
تليفونية ..
شي تعودت عليه من لحظة تمردها على حياتها السابقة كشرت وهي تتذكر عزام
اللي راح يجمعهم قدر واحد بعد كم يوم بدت ترتب اشيائها في الكبت وهي تغني
مستانسة .. وبداخلها طرت فكرة خلتها تضحك من قلب مستانسة على مخططها
اللي جا في بالها " والله لاطين عيشتك ياطلال ولا ما اكون حنين "
حكمت على زواجها من عزام بالبداية بالفشل لانها ماتبيه وتكرهه من يوم كانت
صغيرة .. بس رغبتها في منافسة طلال خلاها تقرر هالقرار اللي قدرت بالاخير
انها ترضي غرورها وتمشيهم كلهم على هواها ..
تفكيرها سطحي غيرتها من اللي حولها مو مخليتها تعيش براحة ابد .. طول وقتها
وعينها على اللي حواليها وكل ماشافت احد عنده شي سوت المستحيل عشان تكسبه
ومازال هذا ديدن حياتها .. وبالآخر داخلها فراغ وحياتها تضج بالفراغ ..
/
\
/
\

من وقت ماقالت لهم لمياء على الموضوع اللي قالت لها عنه ميساء

وتقوم الحروب بين البنات الثلاث .. سارة وموضي وشيخة .. كل وحدة
فيهم تبي يكون عليها الاختيار وهي اللي تروح تشتغل بالرياض .. كان
نقاشهم حاد وكل وحدة فيهم تبرر لنفسها انها هي الأحق من غيرها ..
وبدت اصواتهم تتعالى : انا اكبركن وانا اللي بروح ان الله احيانا .. عاد
نورة راحت عنكن .. انا ابي اروح وادور الرزق لاهلي ..
قاطعتها شيخة : هي من الأول قالت شيخة .. ويوم تليقفتي راحت قالت
سارة .. ومثل ماتبين تصرفين على اهلتس انا بعد ابي اروح واصرف على
اهلي ..
سمعو صوت محمد من الداخل وهو يصارخ عليهم .. : ومن اللي قال لكن
بتروحن بلحالكن للرياض .. حتى عمي عبدالرحمن ماهوب موافق .. اجل
تروحن وتقعدن ببيوت غريبة عليكن ..
قاطعته سارة : وانت وش عليك .. ومن قال انها بيوت غريبة هذول اهل
رجل نورة يعني اهلنا ومنا وفينا ..
استمر على نفس صراخة : قلت لتس منت برايحة لو تحبين السما .. اجل
يازينا نقعد بديرتنا وبنتنا تسرح وتمرح ولا ندري وين هي فيه ..
قامت وهي معصبة وراحت لبيت عمها .. وعلى طول قامو معاها البنات
ومن اول مادخلت وقبل لا تسلم على عمها : ياعمي يرضيك اللي يقوله
محمد .. انا ابي اروح اشوف رزقنا وهذا يحسب اني بروح اهيت هناك ..
اشر لها تجلس بكل هدوء وتكلم بصبر : يابنتي وين تروحين وتخلين اهلتس
وهالشغل وش تبين فيه .. راكان ماهوب مقصر ابد وانتي بيجيتس نصيبتس
وبياخذتس اللي يصرف عليتس ..
بدت دموعها تنزل على طول : طلبتك ياعمي خلني اروح واشتغل .. راكان
تحمل هالعمر كله يصرف علينا خلنا نشيل الحمل عنه شوي ..
كان محمد واقف برا ويسمع كل حوارهم .. وعلى كثر ماكان عمها يحاول
يقنعها تغير تفكيرها الا انها كانت مصرة على هالحلم اللي صار لها اسبوع
تفكر فيه ..
اما شيخة وموضي استسلمو لرغبة ابوهم ورفضه القاطع لهالشغل الا هي
استمرت على مطالباتها .. : ياعمي خلني اروح .. واذا ما جاز لي الوضع
هناك والله لارجع لكم ..
سمعت صوت محمد من برا : والله ماتروحين لو تموتين .. ولو قال لتس
عمي تروحين .. رجلي على رجلتس ماتطلعين من الديرة الا وانا معتس ..
التفتت على عمها فرحانة : خلاص اجل اروح انا ومحمد للرياض ..
قاطعتها شيخة : بس هي قالت وحدة من البنات ماقالت جيبي اخوتس معتس
ناظرت عمها برجاء : يعني الحين لا وافقت هي على روحة محمد معاي
بترضى انت ..
هز راسه : والله يابنيتي مابيكم تروحون وتبعدون وانتم ماتدرون وش الدينا
ووش اللي بيجيكم هناك بس اذا امتس راضيتن عليتس واخوتس بيروح معتس
وش اقول غير حيل الله اقوى ..
حست نفسها بتطير من الفرح على هالقرار .. اخيرا بتشوف الرياض اللي
حلمت انها تروح لها .. واكيد اذا راحت هناك بتلقى نصيبها اللي بينتشلها
من حياة الفقر اللي تعيشها .. كان هذا تفكيرها اللي يراودها من فترة طويلة
والى هالحين وهي تعيش على هالحلم ..
رجعت لبيتهم وهي تفكر شلون تقضي هالأيام بالتخطيط لحياتها المستقبلية
واللي بيصير فيها .. وهالقرار بالنسبة لها كان يعتبر قمة السعادة ..
/
\
/
\
/
\
/
\
من جلس معاه وشكى له كل الاوضاع اللي تصير لهم ومنها خطبة اختها
اللي بعد ماتمت شاء رب العباد انها تلغى .. يحس بقلبه رحمة كبيرة على
هالشخص اللي كل ماراح للديرة ورجع وهو محمل بهموم اكبر من قبل
وكل مافرح وجا يبشره بخبر ماتمهله الأيام الا القليل حتى تهدي له اوجاع
اكبر من اللي قبلها ..
اليوم جالس مع امه وابوه يبي يناقشهم في الموضوع اللي شغل باله من فترة
ويبي ياخذ قرارهم قبل مايكلمه او يقول له شي .. : يبه تذكر خويي راكان
اللي دايم اقول لك عليه ..
رد عليه ابوه : ايه .. اللي جانا برمضان اللي راح ..
ابتسم يوم تذكر انه جا لهم قبل للبيت : ايه هذا هو .. والله اني ناسي انك
مصادفه .. " وبعد تفكير تكلم " والله يبه انه كاسرن خاطري حالهم .. والولد
مسكين متحمل الشقى كله وهو توه صغير ..
ابتسم ابوه وكأنه فهم اللي بخاطره .. : كمل وانا ابوك ..
تكلم بدون مايرتب كلامه : ودي اخطب وحدة من خواته .. الظاهر من كلامه
انهم ثنتين ولاني متأكد ..
هز ابوه راسه باقتناع : والله يابوك اذا اصلهم طيب وهم ناس طيبين نروح لهم
والله يكتبها من نصيبك ... وانت عارف خويك من زمان وما اظن انك تجهله
ابتسم وهو يشوف الفرح بعيون امه : ايه والله والنعم فيه .. رجال تحطه على
يمناك .. وماجيت اليوم الا ابي اخذ رايك انت وامي ..
تكلمت امه بفرح : الله يوفقك ويكتب لك اللي فيه الخير .. وانا امك مابي لك
الا السعادة والتوفيق .. واذا فيها خيرة لك عسى الله يكتبها من نصيبك ويفرح
قلبك ..
ماكان عنده شك ابد برفض اهله كان يدري انهم يعيشون حياة بسيطة ومثل
مايبون لبناتهم الستر .. يتمنون الستر لبنات الناس .. هالقرار ماكان بلحظة
هو من فترة كان يبي يكون نفسه ويتقدم لوحدة من خوات راكان .. حبه له
واعجابه باخلاقه وكفاحه .. ومعايشته لهمومه خلاه يتحمس لهالفكرة وهو
يدري انهم ماراح يردونه .. نقاشه ماطال كثير مع اهله .. كان يدري انهم
راح يرضون على هالزواج لانهم يثقون باختياره .. ويعرفون عمره واخلاقه
اللي تأهله لأي اختيار صائب ..
مشى راجع للرياض وبداخله حماس كبير انه يروح له ويكلمه .. ويوم وصل
كان الوقت بعد صلاة العشا .. دخل وشاف كل اخوياه قاعدين الا هو .. اكيد
انه للحين بالمجمع ..
سلم عليهم وقعد يسولف معاهم وكل تفكيره يروح له .. يبيه يجي ويقول له
هالخبر اللي هو متأكد انه بيفرحه ..
ومن اول ماشافه جاي استبشر فرح بجيته .. حط له العشى وقعد يسولف معاه
كان راكان يناظره مستغرب : ماشاء الله وش اللي يخليك تجيب لي العشى
وتقعد معاي هالوقت كله ..
ابتسم على كلامه وعلى طول تكلم : ابد ابي رضاك بس ...
حس انه فيه شي بيقوله له : الوليد قول من الآخر وش تبي .. ولا روح عني
وخلني اتعشى على راحتي وانت قاعدن على راسي ..
بعد تفكير تكلم : دامك تبي السالفة كلها بقول لك الموضوع على طول .. ابد
وانا اخوك ناوي اكمل نص ديني .. وماعندي اغلى منك اتشرف اخذ وحدة من
خواته ..
حس بفرحة كبيرة ولو حاول انه يخفي هالفرحة اللي بقلبه .. الانسان اللي وقف
معاه وقفات بحياته مانساها جاي اليوم يطلب يد اخته .. وهالشي كان يتمناه من
زمان من كثر ماكان يحس انه له خير عليه واجد ويتمنى لو يكون بيده ويرد له
لو شوي من اللي سواه عشانه : والنعم والله يا ابو خالد .. وانا من عندي اغلى
منك ازوجه اختي ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات