رواية سجينات خلف قضبان القصور -27

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -27

لف راجع لمكتبه مايبي يسمع احتجاجات اكثر في هروب بنظره يشوف انه كان
شي متوقع من بنت عاشت كل عمرها تحت وطأة التعذيب الجسدي والنفسي ..
تارك فيصل غارق في دوامة التفكير عن كلامه اللي قاله واللي الى هالحين ما
استوعبه .. والتفت على احد المسئولين اللي جاي يتفاهم معاه على هالقضية
الخطيرة ..
/
\
/
\
اليوم عندها غير قلبت البيت فوق تحت من شدة حماسها .. تبي تتميز بهاليوم
تبي تلفت الانظار لها والكل ينبهر باناقتها وشكلها .. مجهزة كل شي من بدري
الفستان والاكسسوارات اللي تحتاجها والحين بتروح للمشغل تتجهز لهالمناسبة
الكبيرة .. لبست عباتها ونزلت تركض مع الدرج وجوالها بيدها وشنطتها باليد
الثانية .. وبعد عدة رنات تكلمت بحماس : تجهزي بجي امرك الحين ..
جاها صوتها المحبط : لا لا تمريني ما اظن اقدر اروح اليوم ..
قاطعتها بصراخ : لييييييييييييش؟
بعدت الجوال عن اذنها لثواني ورجعت تصارخ عليها : وجع .. جعله القطع
هاللسان .. بغت تروح علي طبلة الاذن ..
رجعت تسألها : زين علميني ليش ؟
ردت بقهر : ابد هالغبية مادري وين انقلعت وابوي قالب البيت علينا من الظهر ..
وقفت في الصالة والجوال في اذنها وهي تسكر شنطتها : من هي ؟
قالت بتأفف : ديموه ومن غيرها انحاشت من المستشفى يعني مستحيل ابوي
يخلينا نروح الليلة اكيد بيقلبها نكد ..
كشرت من سمعت السالفة : ياشيخة من عرفتكم وانتو حياتكم كلها نكد يعني
مو جديد عليكم .. بعدين طنشي مردها بترجع للبيت تعالي معاي تكفين ابي
اكشخ واكون مميزة .. ابيها لا شافتني تموت من الغيرة مكانها ..
منال بعد تفكير : طيب تعالي بس مابي اطول .. ابي ارجع بدري واشوف
اذا امي بتروح الحلفة انا بعد بروح وش يقعدني بالطفش ..
لفت لثمتها وهي طالعة : يالله اجل جايتك الحين ..
ماقدرت تشيل من بالها تفكيرها فيها وتخيلها لشكلها ولبسها وحياتها مع طلال
امور كثيرة كانت شاغلة بالها من فترة وتبي هالفرصة تجي وتشوفها .. كانت
تبي تكون احلى منها بهالليلة .. كانت واثقة انه متكلم لها عنها واكيد هي بعد
تبي تشوفها .. مرت منال وراحو بعدها للمشغل اول ماوصلو تفاهمت معاهم
على كل الامور ودخلت على طول يسشورون لها شعرها .. بعد ماخلصت
راحت تقعد مع منال اللي تنتظرها : اوووف اخاف اطول عندهم زحمة اليوم
" والتفتت عليها " منووو .. ماقلتي لي وش سالفة اختك وشلون انحاشت ؟
زمت شفايفها بقرف : وانا ادري عنها اصلا .. ياشيخة فكة منها ومن نكدها
وصوتها اللي ينرفز كل شوي وهي تصيح .. اعوذ بالله كئيبة بشكل ..
ضحكت بأعلى صوتها : اطلعو منها انتو من اللي منكد عليها حياتها غيركم
انتو .. ولا لو معاملينها مثل الأوادم كان استانست وعاشت مثلكم ..
سحبت جوالها وهي مكشرة : ياشينك لا قمتي تتفلسفين " وبابتسامة " شوفي
هالمسج من صلاح ..
طالعت في الكلام المكتوب وبعدته عنها .. : ووووووع وانتي للحين تصدقين
هالخرابيط .. قال احبك قال .. والله مايعرفون الا الكذب بس خلي عنك الحين
ماقلت لك على عزاموه المخيس ..
بضحكة : وش فيه بعد ؟
كملت بقرف : يقال له يبي يرد اعتباره .. امي صار لها اسبوعين قايلة لهم اني
موافقة وهذا للحين ماجا ولا كلمونا بعدها ..
حطت يدها على فمها تخفي ضحكتها .. : اجل تبينه يجيك على وجهه فرحان
بموافقتك .. يمكن حتى لو رضى بيخليك معلقة شوي وش وراك انتي فكري

بالحفلة اليوم وبزوجة طلال الهم ..

سكتت شوي وبعدها قالت بحزن : وربي ماتتخيلين وش كثر قاهرني .. منو
من تزوج وانا نفسيتي تعبانة واسلي نفسي بأي شي مابي افكر فيه كل ما جا
في بالي انه يعطي غيري اللي اعطاني وربي اموت مكاني ولا اقدر اوقف
دموعي .. صدقيني ماراح تحسين فيني الحين بس لا تزوج صلاح وقتها ..
طقتها على فخذها بقوة قبل تكمل كلامها : فال الله ولا فالك اعوذ بالله منك
يالحسودة يعني عشان حياتك مأساوية تبين لي الحزن .. صلاح حبيبي راح
يخطبني قريب .. بس طلعت لي سالفة ديموه خربت كل تخطيطنا ..
وقبل تفتح فمها وتتكلم جات لها العاملة تقول لها انه دورها قامت وهي شاقة
الابتسامة ودخلت على الكوافيرة ومن جلست معاها بدت تتشرط عليها : اول
شي ابي ميك اب ناعم .. يعني اللي يشوفني يحسبني انا اللي مسويته بس ابيه
يكون متقن واهم شي يحليني .. يعني ابي تبدعين فيني وتعطيني لوك حلو ..
ابي اكون مميزة الليلة ..
هزت راسها لها مبتسمة وبدت تحط لمساتها عليها ..كانت كل هالوقت تفكر
في شكلها شلون بيصير الليلة عجزت تتخيل لها شكل معين .. بعد ما انتهت
منها قامت تشوف شكلها .. ارتسمت علامة الرضى على وجهها .. وبدت
توجه كلمات المديح للي زينتها .. على طول رجعت عند منال وخذت عباتها
وشنطتها : يالله بسرعة خلينا نروح بلحق البس واتجهز .. وانتي بعد تعالي
تكفين ما يحلى لي الحش الا اذا صرتي معاي ..
منال وهي تمشي وراها : ايه بجي امي تقول ابوي طالع من اول واكيد مقوم
الدنيا الحين عشانها .. كان في طارق اللي مدري وين راح والحين هذي بعد
الله يستر لا يجيني الدور واختفي انا بعد ..
سحبتها من عباتها : امشي بس كملي سوالفك بالسيارة .. طلعو ثنتينهم لسيارة
السواق بالخارج .. وصلت منال بيتهم بالبداية ورجعت هي بعدها للبيت تبي
تتجهز للحفلة ..
/
\
/
\
الدور الارضي كان كله متغير بتجهيزات هالحفلة تنسيق الديكورات والورود
والاضاءات وتوزيعات الحلويات وصحون الحلى اللي على الطاولات .. كل
شي كان منسق ومرتب باشراف ام طلال ورسيل اللي مجهزين لأدق واهم
التفاصيل من بدري .. والبنات مجتمعين بجناح رسيل حتى ميساء اللي لازم
تحضر هالحفلة اللي مسوينها لعروس اخوها حتى لو الظروف كانت صعبة
اما نورة كانت بجناحها عندها الكوافيرات اللي بيهتمون باطلالتها هالليلة ..
ومثل ليلة زواجها كانت مستسلمة لهم على الآخر وماتشرطت في اي شي ..
تاركة لهم هالمهمة انهم يقومون فيها على اكمل وجه وكل شوي تجيها وحدة
من البنات وتشوف وش اللي صاير معاها اما طلال وابو طلال تاركين لهم
البيت باكمله من الصباح ومخلينهم ياخذون راحتهم ..
بغرفة رسيل كانت الكوافيرة تسشور شعر سما .. وليماء لابسة وخالصة بس
تلبس اكسسواراتها وميساء كانت جاهزة من اول وكل شوي تتصل على فيصل
تسأله عن الاخبار .. دق جوال سما ورفعته تشوف من المتصل ومن شافت
الرقم كشرت : لمووووو تعالي ردي ..
سحبته منها وهي تهاوشها : قصري صوتك وجع .. " واول ماشافت الاسم
ماتت ضحك " هلا والله بقرقوش ..
ابتسم على طول : حتى انتي معلمينك بعد ..
تجاهلت نظرات الرجاء من سما : والله هذا الاسم اللي مخزن بجوال سموي
عاد تفاهم معاها انت .. " وركضت قبل ماتلحقها " والله انها مجنونة .. ايه
طلال آمر ..
بنبرة تهكم : بدري .. عطيني نورة ابي اكلمها ..
وهي رايحة لجناحهم : وش تبي فيها .. الحين مشغولة ومو فاضية لك اصلا
طنشها سؤالها وكمل : اقول بسرعة هاتيها ولا يكثر ..
دخلت على نورة وشافتهم يضبطون لها شعرها .. بعد ماخلصت الميك اب
ابتسمت ومدت لها الجوال : كلمي طلال ..
اشرت لها بيدها انها ماتبي تكلمه .. بس لمياء قربت الجوال منها .. : يابنت
الناس كلميه من جدك انتي الحين مستحية منه ..
طقتها على يدها من القهر وخذت الجوال : هلا ..
ابتسم اول ماسمع صوتها : شلونك ؟
كانت مستحية من نظرات لمياء لها حتى لو تجاهلتها وهمست له : بخير انت
شلونك ؟
ماعرف وش يبي يقول لها اصلا : الحمدلله .. خلصتي ولا توك ؟
قامت وناظرت في شكلها بالمراية : شوي .. بقى لي شغلات بسيطة .. آمرني ..
اعجبه اسلوبها معاه .. بكل كلامها كانت جدا تحترمه .. وتبين احترامها حتى
بألفاظها اللي تنتقيها بدقة : يعني شلون احسب لك 10 دقايق ؟
استغربت كلامه : شلون؟
تكلم بكل هدوء : متى بتخلصين ويطلعون كل اللي عندك ؟
ناظرت بالكوافيرات اللي يلمون اغراضهم طالعين : هالحين بيطلعون .. وانا
توني بلبس واتجهز ..
كمل بنفس الهدوء : اجل مثل ماقلت 10 دقايق وبجي لك .. " وبعد تفكير "
عندي لك مفاجأة حلوة ..
حست بفرحة كبيرة من كلامه .. ماتدري ليش من كلامه توقعت انه اكيد شي
راح يحمل لها الفرح .. شافتهم يطلعون من الجناح وتطلع وراهم لمياء : ان
شاء الله الحين بخلص ..
كان حاس بحماسها وكأنها عارفة نوع المفاجأة اللي محضرها لها سكر منها
وهو يعد الوقت يبي يروح لها .. اما هي كانت تحس بتوتر مجرد معرفتها انه
الحين بيجيها تعرف نظراته تحرجها وهو يتعمد هالشي .. لبست الفستان اللي
اختاروه .. وبخت على نفسها من عطرها .. فتحت علبة الطقم وحاولت تلبسه
بس ماعرفت شلون تسكره .. رجعته في العلبة وراحت تجهز له ثوبه وشماغه
كانو عازمين اقاربهم القريبين جدا من الرجال بعكس الحريم اللي عزمو كل
اللي يعرفونهم .. بدت بعدها ترتب الغرفة من كل الاغراض المتناثرة سمعت
صوت الباب انفتح والتفتت وراها شافته واقف مبتسم يناظرها بادلته الابتسامة
وقربت منه .. حست انها مشتاقة له وهي من الليل ماشافته .. راح الصباح
وهي نايمة وتوها الحين على المغرب تشوفه .. : هلا والله ..
وقف يناظرها وهو مبتسم هالمرة كان شكلها غير كانت اجمل من قبل بكثيررغم
ان مسحة الحزن مازالت تلمع بعيونها ويشوفه بوضوح الا ان الشادو السموكي
البنفسجي اعطى لعيونها سحر من نوع خاص .. والروج اللحمي اكسب شفايفها
جاذبية اخاذة .. كانت ملامحها آسرة جذبته بدون مايحس واكتفى بأنه يتأملها
بدون ماتنطق شفاهه بأي كلمة كانت تحس بارتباك من نظراته والحرارة بدت
تتصاعد لوجهها قربت منه ورفعت نفسها على اطراف اصابعها شوي وطبعت
قبلة رقيقة على خده .. تفاجأ من حركتها لانه ماتوقعها منها .. : على هالحلى
كله بقفل عليك الباب وما اخلي احد يشوفك ..
ابتسمت له وهي تبعد عنه شوي : وش تبي الناس يقولون ؟
قبل ماتبعد عنه اكثر سحبها له وقربها منه : يقولون اللي يقولون زوجتي وانا
حر فيها ..
توردت خدودها من كلامه واشرت له على علبة الطقم : مابعد لبسته
فتح العلبة وهو يناظرها : يعني تبيني البسك الشبكة .. قربي بس ..
لفت وجهها للمراية وهو يلبسها الطقم .. ولبست هي الخاتم والحلق باسها على
خدها ومسك يدها : تعالي معاي بوريك شي ..
اشرت له على اغراضه اللي على السرير : ثوبك وشماغك حطيتهم لك ..
كان ساكت وهو مبتسم يطلعها من الغرفة وهي مازالت ملتفتة على غرفتهم اول
ماوقفها ناظرت فيه .. بعدها انتبهت لاحد جالس بالصالة واول ماشافت اللي
جالس ماعاد تذكر شي الا وهي بحضنه كانت تقاوم دموعها لا تنزل بهاللحظة
ماتبي جهد اليوم كله يروح عليها .. وبنفس الوقت كانت تحس بشوق فظيع له
هي متعودة بعده .. ومن درس الجامعة وهو بعيد عنهم .. بس هالمرة فيه ريحة
اهلها وهالشي هو اللي بتموت من شوقها له .. ولو اخفت هالمشاعر بقلبها وما
صرحت باللي يدور بخاطرها .. خلاهم براحتهم ودخل هو يتسبح ويبدل ملابسه
وقعدت مع راكان حس فيها تنتفض بين احضانه حضنها بقوة : بس لاتصيحين
هالحين يخرب شكلتس وتروعين الرجال ..
ضحكت وهي تبعد عن حضنه قعدت تحرك يدينها قدام عيونها ماتبي تغمضهم
وتنزل دموعها : ياسعد هاليوم اللي جيتني فيه .. والله اني ولهت عليك وعلى
اهلي .. وشلون متحمل هالسنين كلها يا راكان ؟
اشر لها تقوم تجلس جنبه قامت وقعدت جنبه وهو يشوف دموعها تملا عيونها
ابتسم على جمال شكلها : نصيبني اللي جابني للرياض مثل نصيبتس .. وش

هالزين كله يالنوري والله اني ماعرفتس ..

طقته على كتفه وهي تضحك : بالله ياخوي شلون شكلي ؟
كان منبهر من شكلها تغيرت بأيام من البنت البسيطة بملابسها المعادة عشرات
المرات وبوجهها الخالي من اي زينة وشعرها الملموم بجديلة طويلة توصل الى
آخر ظهرها .. الى هالبنت اللي تضج بالانوثة والجمال .. : والله لو انتس شينة
بشوفتس الزين كله .. شلون وانتي بهالشكل ماشاء الله عليتس يالنوري حصني
نفستس تكفين لا يجيتس شي ترى العين حق ..
ابتسمت وهي تنزل راسها بخجل وكمل كلامه : باتسر بروح الديرة اذا الله احيانا
بقعد هناك اسبوع الاجازة .. تبين شي من الديرة ؟
تكلمت بلهفة : تروح وترجع بالسلامة يارب .. اصبر الحين بجيك ..
دخلت غرفة ملابسها وبعد شوي جات له وقعدت .. مسكت يده وحطت فيهم
الفلوس : خذهن لاهلي .. تسان ودي اروح واشري لهم بس انت ماعلمتني قبل
تفاجأ من المبلغ اللي بيده وناظرها مستفسر : من وين لتس هالفلوس .. لا يانورة
لا تصرفين على اهلي من فلوس رجلتس .. ترى ماهوب مسئول عنهم ..
ضغطت على يده تسكته : هذا نص مهري اللي طلبته لي .. موزيته عندي ولا
اعتزتو شي بعطيكم .. مابي اقصر على اهلي بشي ..
قرب منها وحب راسها : اصيلة طول عمرتس يالغالية .. شلونتس ؟ وشلون
طلال معتس ؟
كان اسمه كفيل بزرع الخجل بداخلها نزلت راسها وفركت يدينها بتوتر : زين
الحمدلله .. راكان ابي علوم اهلي كلها .. موضي وش صار على خطبتها وشيخة
وشلون حياتها وهالنحس بالديرة .. ابي كل شي عنهم يجيني لا جيت طلبتك ..
ابتسم لها : ابشري ماطلبتي وانا اخوتس .. والله اني متلهف على علوم الديرة
واهلي اكثر منتس .. " واتسعت ابتسامته وهو يشوف طلال واقف يناظرهم "
التفتت وراها وشافته جاي لهم .. : يالله ياراكان خلنا نروح نلحق صلاة العشا
عاد الحين لازم نتسلل في الخروج مثل مادخلنا ..
قام راكان وقامت هي معاه .. لكن اشر لها تجلس : لا انتي اجلسي امي محذرة
علي ما تطلعين ولا احد يشوفك ماتبي تطلعك للناس الا بزفة ..
قامت بهدوء : زين اصبر بسلم على اخوي قبل يطلع ..
قرب منها سلم عليها وهمس في اذنها : ادعي لي يالنوري تقضي هالسنة ونص
على خير واتزوج هيونه .. واشوفها عروس مثلتس ..
ضحكت من قلب على كلامه .. وهمست له : ياليتني اشوفها والله على حياها
بتموت مكانها ماطلعت منها الكلمة ..
كان واقف مكانه يناظرها ضحكتها وهالسعادة اللي يشوفها بعيونها بهاللحظة
اعطتها شكل اجمل واصغر .. ابتسم وهو يناظر حركاتها معاها كلها براءة
ونقاء ودعها راكان وطلعو من عندها رايحين يصلون العشا وبعدها بيرجعون
للعشى ..
/
\
/
\
تجمعو كل البنات بالصالة الا هي اللي ينتظرون يكتملون معازيمهم ويزفونها
لهم .. رسيل كالعادة كانت الاكثر اناقة .. بفستانها الفضي الضيق القصير ..
ومكياجها الفوشي الصارخ وتسريحة شعرها الويفي المزين باكسسورات شعر
بنفس لون الفستان .. وسما كانت الاكثر بساطة بفستانها الشيفون النيلي الواسع
ومكياجها الروز الناعم .. وتسريحة شعرها الستريت .. وام طلال باناقتها اللي
تتسم بالفخامة بدراعتها باللون البحري المشكوكة بخيوط ذهبية رقيقة وشعرها
المرفوع بعناية مناسبة لسنها .. وقفت بنص الصالة مرحبة بضيوفها من اكبر
واغنى العائلات بالمنطقة .. واستغلو البنات الوقت باستقبال صديقاتهم .. حتى
صديقات دراسة لمياء ماخلى منهم المكان ..
وجوه متعددة وقلوب مختلفة امتلأت فيها جنبات هالبيت كانت تسمع صوت
الطق بالاسفل وقلبها اشد ضربات منها .. كانت تحس بشوق كبير لاهلها بس
ماتبي تصيح اليوم .. تمنت لو انهم جو وكانو معاها بهاللحظة بدل ماتحس انها
وحيدة حتى اهل هالبيت اللي اعتبرتهم اهلها اليوم بالنسبة لها اغراب لان اللي
بقلبها الحين محد يفهمه شعور الرهبة والخوف من الدخول على مجتمع تجهله
كلها احاسيس تمنت من يشاركها فيها .. كانت ترتجف برد بوحدتها رغم انهم
ماقصرو معاها كل شوي كانت تجيها وحدة وتقعد معاها ..
اول مادخلت حنين التفتت سما لرسيل واشرت لها من بعيد وحركت شفايفها
" وووع " كشرت رسيل اول ماشافتها وجات جلست جنب سما : سمووووي
شايفة هالخبلة وش مسوية بعمرها ؟
ضحكت سما بصوت عالي : اوف والله رايحة مشغل ومكلفة على عمرها ..
يالله تشفيها ولا تبتلينا .. يعني الكل بيعرف انها مقهورة وجاية تستعرض
قدام زوجة طلال ..
لمياء اللي شافتهم يتهامسون من بعيد قربت منهم وهي مبتسمة وتقول من بين
اسنانها : دعو الخلق للخالق ياحلوات قومو اشغلو انفسكم بأي شي ولا تحشون
فيها .. ماراح تكسبون الا السيئات ..
قامت معاها رسيل : لمو انتي اللي مختارة الاغاني ؟
التفتت عليها : ايه .. ليش وش فيها ؟
هزت كتوفها : مادري احسها باردة .. ماتحمس والله ..
راحت للمسئولة عن الدي جي والاضاءة وقالت لها ترفع الصوت اكثر ورجعت
تجلس جنب رسيل : الحين زين ؟ .. انا قايلة لها مابي اغاني وموسيقى ابي كل
اللي تحطهم بالدفوف بس .. اصبري شوي الين يكتملون المعازيم ويبدا الحماس
ناظرت ساعتها تنتظر صديقاتها : شفتي حنينوه وش مهبلة بعمرها ؟
قبصتها في يدها : وش قايلة لكم من شوي اتركو الناس يسوون اللي يبون هي
تبي تقهر طلال ونورة .. بس ماراح تكسب شي .. طلال واعرفه نفسه عزيزة
والله لو روحه فيها ما رجع لها مادام قالت انها ماتبيه ولا تحبه .. " واشرت لها
على وحدة واقفة تتلفت عند المدخل " هذي وفاء صديقتك ..
على طول نطت رسيل تسلم عليها .. اكتملو المعازيم وبدت الضيافة والكل قام
يرقص .. طلعو البنات لجناح نورة يبونها تنزل ميساء طول الوقت كان بالها
مشغول بديما وماحست بطعم الفرح ابد تبي تزف نورة معاهم وتستأذنهم راجعة
لبيتها ماتبي تخلي فيصل بهالظروف لحاله .. وسما ورسيل كل تفكيرهم شلون
بتكون ردة فعل حنين لا شافت نورة ..
كانت لابسة فستان من الساتان البنفسجي باكمام وقصات من الدانتيل بنفس اللون
شعرها كانو مسوينه لها ويفي بف .. ابتسمت لهم وهي خايفة من هالموقف اللي
انحطت فيه .. مشت معاهم بخطوات هادية عكس نبضات قلبها المتسارعة بشكل
جنوني .. وقدرت تنجح انها ترسم ابتسامتها وهي نازالة لهم .. كانت تمشي جنبها
ميساء وباقي البنات وراها الكل كان يصفق مع اغنية الزفة ويطالعها ومن نزلت
بدت كل التعليقات عليها .. جلست بالمكان المخصص لها وجلسو معاها البنات ..
اول ماشافت ام طلال ابتسمت لها وكأنها تبيها تزيح هالحمل عنها شافت وجوه
غريبة عليها .. ناس تبان عليهم النعمة فعلا .. حتى لبسهم تفاوت بين المحتشم
جدا والعاري جدا .. كانت تناظرهم وابتسامتها مازالت مرسومة على وجهها ..
لاحظت اشكال مريحة جدا من اول نظرة واشكال ثانية تنفر اي شخص منها ..
حنين اول ماشافتها نزلت مسكت يد منال بقوة : منووو هذي القروية يالنصابة ؟
" وبقهر " من احلى انا ولا هي ؟
طنشتها منال وماردت عليها .. اكتفت انها تناظرها مع كل اللي مسلطين عيونهم
عليها بهاللحظة .. قبصت يدها بقوة وهي تصر على اسنانها : وتقولون كبيرة بعد
منو تكفين علميني .. شكلي الليلة احلى منها صح ؟
مدت لها يدها تسكتها : ايه بالحيل وخري بس خليني اشوفها ..
قربت فوزية من اذنها : والله ما صام هالسنين كلها الا وجاب هالمزيونة عليها
عيون ماشفت مثلها ..
التفتت عليها بقهر : وتمدحينها قدامي بعد يعني شلون تبين تقهريني ؟
بكل برود ردت عليها : والله انتي اللي جايبة القهر لنفسك الرجال راح لنصيبه
وانتي بتاخذين عزام وتنتهي هالحروب كلها ..
كانت تحس بحرقة بقلبها من اللي تشوفه .. " والله ما اخليها تتهنى فيه ولا ما
اكون حنين "
نورة بدت شوي تفك من توترها بعد ماقربو منها صديقات البنات يسلمون عليها
وبدت تاخذ وتعطي معاهم بالسوالف كانت ماتبي تحرج نفسها بوسط هالمجتمع
وكل ماقربو لها شي تعذرت انه مالها نفس تاكل الحين .. كانت تشوف اشياء
بحياتها ماشافتها ومن الغباء انها تستكشفها في لحظة كل العيون مسلطة عليها ..
هي تدرك ان الوقت كفيل بتعليمها كل شي تجهله .. وماراح تستعجل هالشي
الحين ..
لاحظت نظرات حنين عليها .. حست فيها حقد كبير ماقدرت انها تخفيه التفتت
لسما : من هاللي لابسة الاحمر ؟
سما شافت مكان ماتناظر نورة : حنين بنت خالة امي ليش ؟
همست لها : احسها حاقدة علي .. شوفيها انتي شلون تناظرني ..
سما ببراءة : اكيد بتحقد عليك اجل ماخذه طلال منها وتبينها تحبك ..
فتحت عيونها متفاجأة وسألتها على طول : وشو؟
سما حست انها جابت العيد بهاللحظة وماعرفت وشلون تصرفها : طنشي احسن
لك سوالف مالها داعي .. دقيقة بقوم اشوف لمو تبيني ..
ركضت سما ومسكت يد لمياء : الحقي علي .. الظاهر اني جبت العيد .. طلال
مو قايل لنورة انه متزوج قبل ؟
فتحت فمها متفاجأة : لا تقولين ؟ مو صاحي هذا شلون ما يقول لها .. لا وحنين
ماراح تقصر لازم تجي وتقط كلام ولا ما تصير حنين .. استغفر الله يارب انتي
اللي خليتيني اتكلم عليها يارب لا تؤاخذني يارب الحين شلون اعلمها ولا تعرف
بعدين .. بس اخاف احد يجي يرمي كلمة وتسمعها ...
ضحكت سما وهي تصفق لصديقاتها اللي يرقصون : انهبلتي انتي تكلمين نفسك
يعني وش تتوقعين منه .. طول وقته ساكت بيروح يجيب لها الماضي كله والله
ما اظن .. اصبري بروح اسأل ماما ..
وراحت لامها اللي تفاجأت مثل ماتفاجأو الكل : الله يهديك ياطلال وانت بزر ما
تعرف تتصرف بروح ادخل المعازيم للعشى واخذها على جنب اعلمها ما اضمن
هالحيتين مايتكلمون ..
وقبل مايكملون نقاشهم كانت خالتها ومعاها بناتها يسلمون على نورة .. : بروح
الحق على خالتي لا تجيب الأولي والتالي ..
كانت نورة واقفة تسلم عليهم وهي مبتسمة .. متجاهلة نظرات حنين اللي تحسها
تخترق جسدها كانت تستمع لنصائح امهم لها الا آخر الكلمات اللي ما استوعبتها
" يوم كان ماخذ حنين؟ .. طلال كان معرس قبلي ؟ " حست الارض بوقتها دارت
فيها تمسكت بيد ام طلال اللي جاتها بهاللحظة .. تبي تصلح مايمكن اصلاحه
تحولت ابتسامتها لنظرات باهتة تناظرهم باستغراب تبي تصير اقوى من هاللي
تسمعه وماقدرت .. وبعد ماراحو الكل للعشى قامت تبي تروح لجناحها شوي
تبي تشيل هالقناع اللي تلبسه وتستوعب اللي سمعته .. لكن يد ام طلال مسكتها
قبل تروح : اقعدي ابيك شوي ..
استسلمت لها وجلست وهي تناظرها : اول شي مابيك تضيقين صدرك بهالليلة
والله اني مادريت ان طلال ما قال لك للحين بس لا تفكرين بهالموضوع و لا
يجي بتفكيرك ابد هو مطلقها من حول الـ 6 سنين وكارهها الحين ابيك تقومين
تتعشين وتستانسين وتتركين هالامور بعدين تفاهمي انتي وياه بكيفكم ..
ابتسمت لها وهي تحس بامتنان لاحتوائها لها بهاللحظة : لا مابي عشى والله
بقعد مع سما هذا هي جاية ..
كانت السهرة لها في بدايتها توتر وخوف .. واول مابدت تتأقلم على الوضع
كانت هالصفعة المؤلمة لها .. هي ما انصدمت من ماضيه ابد بس انصدمت
منه ليش ما قال لها مع انه اهم موضوع بحياتهم .. الحين عرفت ليش كان
يهيأها لهالحفلة من قبل واكثر من مرة قال لها لا تسمعين اي كلام وتخلينه
بأثر عليك التفتت على سما مبتسمة .. وهي تتجاهل هالتساؤلات اللي تتردد
بداخلها : وراتس ماتعشيتي ..
ارتاحت يوم شافت ابتسامتها توقعت انه امها وصلت المعلومة بأبسط طريقة
ممكنة : والله طول الليل وانا طايحة بهالحلويات واحس اني شبعت انتي اللي
ماكليتي شي من اليوم ليش مادخلتي ؟
نزلت راسها مبتسمة وهي تقاوم صرخات الجوع اللي بداخلها : مالي نفس
الحين بعدين لا جعت آكل ..
وقفت على طول يوم لاحظت انها مستحية تقوم للعشى .. : بروح اجيب لك
حلى وعصير ..
وركضت قبل ماتعترض على كلامها .. جلست تاكل من الكنافة اللي جابتها
لها سما .. وبدت تتناسى اللي سمعته من شوي .. استمرت باقي السهرة على
خير مايرام .. رغم انها لاحظت حركات حنين الاستفزازية واللي فهمت منها
انها تبي تقهرها وهالشي خلاها طول الليل تبتسم مع البنات وتضحك تبي بس
تبين لها انه وجودها ما اثر عليها ابد ..
/
\
/
\
بعد ماراحو الكل طلعت لجناحها وشافته جالس ينتظرها .. استغربت شلون
دخل والدور الارضي كله حريم .. تجاهلت وجوده ولا حتى كلمته طلعت
من الغرفة وراحت لغرفة ملابسها .. سحبت لها بيجاما ساتان باكمام طويلة
باللون الوردي الناعم وراحت للحمام الثاني ( تكرمون ) تتسبح ..
استغرب اختفائها ويوم طلع يدورها .. شاف طقمها الالماس على الطاولة
وبعد مادورها عرف انها راحت تتسبح .. جلس بالصالة ينتظرها تطلع رغم
انه انقهر منها ليش تتسبح وهو بعده ما ملا عينه بشوفتها .. فتح التلفزيون
وقعد يناظره .. لحد ماطلعت وهي تجفف شعرها التفت لها وابتسم لكنها
تجاهلت هالابتسامة وراحت للغرفة .. قعدت على كرسي التسريحة تمشط
شعرها وتفككه بعد ماتشابك بعد البف اللي مسوينه لها ..
بعد ماخلصت راحت للسرير تمددت وتغطت على طول اما هو فكان قاعد
في الصالة ومستغرب تصرفاتها .. انتظرها تطلع ويوم شافها طولت قرر
اخيرا انه يروح يدخل عندها .. اول ما شافها منسدحة على السرير تفاجأ
من حركتها .. مادقق في الوضع وتركها على راحتها .. بدل ملابسه وتمدد
جنبها .. كان ينتظرها تتكلم او تقول شي بس طال صمتها .. " الحين هم
يزعلونها وتجي تحط حرتها فيني .. بقلعتها جعلها ماترضى " حاول ينام
بهالوقت وماقدر وحس من صوت انفاسها انها للحين مانامت .. ويوم جا
في باله طاري حنين وتذكر زعلها الدايم عليه .. انتبه لهالاسم اكيد صار
شي ونورة عرفت عن حنين .. التفت لها وهي معطيته ظهرها : نورة ؟
كان ودها تطنشه على اللي سواه فيها بس ماقدرت تطنشه وماترد عليه
وردت بدون ماتلتفت له : هلا ..
كان يبي يعرف منها كل شي بدون ما يقول السالفة كلها : وش فيك وش
اللي مزعلك ؟
بكل صراحة وبدون لف ولا دوران تكلمت : انت ..
قرب منها ولف وجهها عليه : انا ؟ وش انا قايل لك عشان تزعلين علي ؟
صدت عنه وتكلمت .. : تذكر وش اللي ماقلته لي .. وتعرف وش هو اللي
مزعلني ..
فهم كل السالفة وعرف انه سالفة زواجه كلها عرفتها : وانتي زعلتي بدون
ماتسمعين اعذاري وتعذريني ؟
قعدت على طول وهي معصبة : وش اعذرك عليه ؟ وش اللي يضرك لو
انك قايل لي انك كنت متزوج قبل .. وش هو العذر اللي بتقوله لي الحين
قعد جنبها وهو متجاهل عصبيتها بهاللحظة : ماكنت ابي اضيق خاطرك
بسوالف ماتسوى واحنا تونا نعرف بعض ..
فركت يدنها بتوتر وهي تبعد عنه : اجل تخليني اسمعها من الناس ؟ يعني
رضيتها علي .. كل يوم تقول لي لا تسمعين كل اللي ينقال حولتس وش
كنت بتخسر لو انك قايل لي السالفة وريحتني من حتسي الناس ونظراتهم
" وقبل يتكمل كملت بنفس العصبية " لا تقول ماتبي تضيق خاطري وش
اعرف عنك اصلا من اعرسنا لليوم ماقلت لي شي عن نفسك ولا اعرف
اي شي ابد " وبضحكة سخرية .. " حتى امك وابوك ما اعرف وش هي
اساميهم تصدق .. ما اعرف الا انها خالتي وهو خالي .. وعمرك مادري
الحين انت وش كبرك .. وش تبي بعد اقول لك ..
مسك يدينها يهدي رجفتها اللي بدت حتى في صوتها : نورة لا تحكمين
علي وانتي مافهمتيني .. انا قلت لك بالأول انا مو من النوع اللي اسولف
كثير ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات