رواية سجينات خلف قضبان القصور -23

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -23

هزت راسها له بدون ماترد بشي .. تحس انها مشتاقة لاهلها كثير ودها بس لو
تلقى فرصة وتشوفهم لو شوي .. تحس ان هالثلاث ايام بالنسبة لها عمر .. على
الاقل لو تشوف راكان اهم شي تشوف احد من اهلها .. رفعت راسها وهي تشوفه
يقوم .. كانت خايفة انه يطلع او يروح مكان ويخليها لحالها .. حتى لو كان ساكت
او ما يتكلم بس على الاقل تحس بوجود احد معاها بنفس المكان .. : وين بتروح؟
لف من ورا الطاولة وقرب منها : بروح انام شوي قايم من صلاة الفجر .. وانتي
مابتجين تنامين ؟
حست بلهجته فيها نوع من الاستهزاء : انا وهذا نومي ماعجبك .. تبيني انوم اكثر
وتمسكها علي ..
اطلق ضحكة عالية على كلامها .. هو حاس من اول انه وترها باسها على خدها
وراح للغرفة بدون مايلتفت لها .. تاركها وراه غارقة في خجلها من حركته اللي
فاجأتها .. تمدد على السرير وكل تفكيره ياخذه لها فرق كبير بين برائتها وجنون
حنين .. انسانة طبيعية ماتعرف التصنع حس بشخصيتها القوة من اهتمامها انها
تعرف كل شي بنفسها كل هاللي تعيشه الحين جديد عليها بس ماعمرها سألته عن
شي .. ومن هالشي ادرك قوتها .. اعجبه خجلها وحياها اللي اوقات يطفشه ويتمنى
يكسر هالحاجز وتاخذ عليه اكثر الا انه يمنحها انوثة تجذبه .. توقع انه راح ينفر
منها .. ماراح يتقبل وجودها وراح يحس انها فرضت عليه .. لكن مايدري ليش
اذا صار معاها يحس انها خلقت له .. يكفيه احساسه بانه راح يكون لها كل شي
بدنيتها وماراح تلجأ لاحد وهو موجود ..
/
\
/
\
دخل المجلس وشافه قاعد ينتظره .. دايم هالانسان يجي له على كثر المشاكل
اللي سببها لاخته .. ماكان يحبه لكن للأسف كان قدرها تكون له .. : السلام
عليكم ..
طنش يده اللي مادها وقعد بمكانه المعتاد بصدر المجلس .. : من الآخر قول
وش تبي ؟
تنامى احساس الغضب بداخله وهو يشوف نظرات الاستحقار اللي بعيونه ..
رتب كلامه وتكلم : ابي ارجع زوجتي وعيالي
قاطعه على طول : توك تجي تسأل عنهم .. ؟ بعد شهر ونص جاين ترجعهم ؟
اغديك ترجع مع دربك اللي جيتنا منوه .. ومن هاليوم وطالع ما نعرفك ولا نبي
نشوفك بعد اليوم ..
قام واقف وهو يصارخ عليه : باخذهم غصب مو بكيفك .. والحين بيرجعون
معي وقدام عيونك بعد ..
ناظره وهو واقف : اختي بتقعد عندي في البيت معززة مكرمة ولا تبي الرجعة
معك ..
هالمرة حس انه واثق من قرار زوجته وهالشي خلاه يقعد للتفاهم معاه : وينها ؟
خلها تجي وانا اتفاهم معاها ..
حس بداخله احتقار عظيم له وهو متأكد من رضاها عليه مثل كل مرة : وش تبي
به ؟ تبي تغسل مخه مثل كل مرة وتحلف له انك تركت خرابيطك .. ؟ وهالمرة
التوبة ..
شافه ساكت وكأنه قاعد يفكر انتظره يتكلم لكنه اطال الصمت كمل كلامه : وش
فيك ساكت علمن ؟ .. وش اللي جاين تبيه اليوم ؟ مرتك ماهيب راجعة معك ابد
وبتقعد عندي هي وعياله وحتى لو كلمته واستسمحت منه ماهيب راضيتن عليك
لو تحب السما ..
لمح الثقة بكلامه.. و فك ازرار ثوبه العلوية : اذا ماتبي ترجع بكيفها بس
بناتي وولدي باخذهم غصب .. والحين يمشون معاي للرياض ..
ابتسم على كلامه وتكلم بصرامة : محدن يبيك ولا يبي الرجعة معك هذي اختي
وبناته بناتي ولهن مثل ما لبناتي عندي الخير واجد والله ماهوب مخلينا انا بربيهن
وبدرسهن وبزوجهن بعد .. وانت الله لا يشكر فضلك مانبي منك لاخير ولا شر ..
ضحك بصوت عالي وبانت اسنانه الصفراء القذرة : بناتي وتحت حكمي ومحد
يقدر يزوجهم الا انا .. واذا تبي تخليهم عندك انا باخذهم بالقوة والمحاكم بيننا ..
قام واقف وهو يأشر له على الباب : اطلع برا ولا اشوفك فهالبيت .. بناتك مالك
دخل فيهن .. دانا بزوجه ليزيد قريب وبتشوف انت بنفسك ..
ارتفع ضغطه من كلامه وفرضه قراراته على عياله وزوجته : بنتي ماتتزوج
الا اللي انا ارضى عليه .. وولدك مابيه ولابي نسبكم اللي ماشفت منه الخير ..
تعالت اصوات صراخهم للخارج .. كان يهدد ويتوعد انه ينتقم منهم اشر انتقام
وانه راح يحبط كل محاولاتهم اللي راح ينفذونها من وراه .. رفع صوته وهو
يهدد في زوجته وهو متوقع انها في البيت وتسمعه .. مايدري انها معاه وبنفس
المدينة بعد ..
بنفس الوقت على وقت صلاة العصر جات لها امها تصحيها : دانا يمه قومي
صلي بنروح لم بيتنا تاخذين كتبتس واللي تبين منوه .. ابوتس رايحن للقصيم عند
خالتس ..
فتحت عينها وهي تغطي بيدينها على عيونها .. من النور القوي اللي يدخل مع
الشباك : همممم
جلست جنبها ومسكت يدها تقومها : يالله وانا امتس لا تبطين اخاف يرجع قبل
لا نروح البيت ..
قامت وهي تمسح على وجهها : اي بيت اللي نروح له ؟
حست انها ماسمعت شي من اللي قالت لها : ابوتس رايحن لخالتس بالقصيم توه
يزيد معلمن .. قومي صلي هالحين نبي نروح نجيب كتبتس من البيت ..
اول ما استوعبت الموضوع فزت على طول .. قلبها عورها كثير .. تحس انها
ماتقدر تروح للبيت وتشوف كل الماضي الأليم هناك .. : يمه تكفين مابي اروح
روحي انتي وخوذي نجود او رغد .. اي وحدة فيهم بس انا لا تكفين ..
لاحظت توترها من الموضوع ورحمتها وحبت تتركها براحتها : ابشري هالحين
اروح لنجود اكلمه .. وقامت من عندها رايحة للصالة ..
ارتاحت كثير لتجاوب امها وتفهمها لوضعها .. ماكانت مستعدة ابد تروح للمكان
اللي ازهق برائتها وتركها انسانة تصارع الى الآن لاستعادة ذاتها اللي فقدتها في
لحظات طيش ابوها ورغم انها تتصنع القوة الا ان داخلها مازال يئن وواقع تحت
وطأة الماضي بكل صوره .. تحتاج لاحد يقويها احد يفهمها ان اللي صار انتهى
ولا يمكن يصير ابد .. وان حياتها الحين افضل من قبل مازالت الى هاليوم تعاني
من اللي صار لها من طفولتها وكل الصور اللي تكررت قدامها .. قامت تتوضا
وتصلي وهي تشوف نجود جاية تاخذ عباتها وشنطتها : جودي ..
التفتت عليها وهي تلبس العباية : هلا ..
قعدت تفرك يدينها بتوتر : جيبي لي كل الكتب والملازم والدفاتر اللي كاتبة فيهم
محاضراتي .. " نزلت راسها شوي وقالت بصوت موجوع " وجيبي لي ميكي
ماوس بعد ..
ماكان ودها تصارخ عليها او تقول شي .. اسلوبها كان كافي انه يوضح مقدار
المها : لين متى يادنو ؟ وربي مايستاهل حبك ابد .. كل هاللي يصير لنا والعذاب
اللي نعيشه بسبته .. ليش للحين تبكين عليه ..
حطت يدها على فمها ماتبي تصيح .. وسمعت صوت امها تصوت على نجود
تستعجلها .. قربت منها نجود وباستها على جبينها : عشان خاطر امي انسيه ..
شوفي وش كثر تحملت عشان تسعدنا ..
مسكت يدها قبل تطلع : جودي تكفين ابيه تعرفيني ما انام الا لا صار بحضني
فلتت يدها وطلعت من الغرفة رايحة مع امها .. وراحت هي تتوضا وتصلي ..
ماتدري ليش رغم ان الماضي مؤلم لها الا انها تحن له .. تحن للحظات كانت
فيه مثلها مثل اي بنت تعيش حياة مستقرة .. وهالهدية اللي جاتها من ابوها في
طفولتها مازالت تحتفظ فيها كأغلى هدية ملكتها ..
/
\
/
\
شافها وهي تصلي المغرب في الغرفة وقعد على السرير ينتظرها اول ماسلمت
انتبهت لرجلينه قريب منها .. حست بحرارة بوجهها من قربه وبعد تردد التفتت
له مبتسمة .. شافته لابس ثوبه وشماغه جنبه مد يده لها ومسكتها باحراج قربها
منه وقعد يناظرها ويوم شافها منزلة راسها مستحية تكلم : لو سألتك وش اكثر
شي تتمنينه الحين .. وش بيكون ؟
رفعت راسها تناظره وحست انه قريب منها حيل حست بتوتر من الموقف بس
ابتسامته شجعتها تتكلم : اشوف اهلي واسولف معهم ..
ميل شفته وهو يحس بلهفتها بكلامها : تشوفينهم ان شاء الله بعدين .. بس اذا
ودك تسولفين بخليك تكلمين واحد منهم الحين ..
على طول قاطعته فرحانة : راكان ؟
هز راسه بإيه ووقفت بكل حماس تبي تكلمه : تكفى ابي اكلمه الحين ..
ماكان وده يعاندها ويخرب عليها فرحتها .. مسك جواله ودق على رقم الثابت
في الشقة اللي يسكن فيها راكان .. سمعته يسلم ويطلب راكان باسمه .. : هلا
والله .. اي هذا هي جنبي .. اوكي خذها ..
مد لها الجوال وعلى طول اخذته منه .. : راكان ..
رد عليها بلهفة : يا هلا والله يالنوري هلا بعروسنا .. حي هالحس اللي فقدته ..
حست ان دمعتها على وشك النزول لكن قاومتها وجاوبته بلهفة اكبر من لهفته
وفرحة اعظم : هلا بك ياخوي .. وربي انا اللي فقدتكم وفقدت لمة اهلي ..
اخذ شماغه وطلع من الغرفة يبيها تاخذ راحتها بالمكالمة .. سولفت معاه وخذت
علومه وهي مستانسة حيل انها سمعت صوته .. : راكان اذا جيت تبي تروح
الديرة لا تنسى تمر علي .. ارسل معك غريضات لاهلي ..
ابتسم على طول من كلامها .. هالانسانة ماتنسى اهلها حتى لو بعدت : ابشري
اللي تبينه انا حاضر فيه .. الحين قفلي وروحي لرجلتس عيب تخلينه بلحاله ..
ضحكت بقلبها وهي تتذكر كلامه معاها : زين بروح .. " وتلفتت حولها وهي
تضحك " راكان شلون اقفله ؟
سمعت صوت ضحكته العالية وابتسمت : وراك تضحك علي والله اني سبيكة
بهالسوالف وما اعرف لها .. اخلص علي لا تفشلني عند رجلي ..
تكلم وهو مازال يضحك : والله اني ما اضحك عليتس انا مثلتس اول ما اعرف
لشي .. اجل اسمعي شوفي الزر الاحمر .. شفتيه ؟
بعدت الجوال وشافته ورجعت الجوال عند اذنها : ايه اضغطه هو ؟
رد على طول : ايه .. وماخلص كلمته الا الخط منقطع بينه وبينها مات ضحك
على حركتها وهو يدعي لها ربي يسعدها ..
اما هي حطت الجوال جنبها .. وقعدت على السرير مبتسمة .. حمدت ربها انها
سمعت صوت احد من اهلها هالشي خلاها تحس براحة كبيرة رن الجوال جنبها
وفزعت منه طلعت من الغرفة وشافته جالس بالصالة وهو كاشخ اشرت له بالجوال
وقام على طول اخذه منها .. ورد على المتصل : هلا والله وغلا ..
وقفت مكانها تناظره حست بفرحته من رده .. ماتدري من هاللي يكلمه .. التفت
عليها وأشر لها على ساعته .. فهمت انه يستعجلها يطلعون رجعت لفت طرحتها
اللي توها تصلي فيها .. وخذت شنطتها وراحت وراه .. وقفت عند الباب وهي
تشوفه يقفله .. واول مامشى مشت معاه .. " الحين من هاللي مايطلع الحتسي الا
معه .. ويقول ما اسولف " قالتها بقهر في داخلها .. ومشت معاه للسيارة ركب
السيارة وشغلها وركبت معاه .. شافها تهز رجلينها وابتسم في خاطره هذي ثاني
مرة ينتبه لهالحركة فيها واكيد انها الحين متوترة او متنرفزة منه .. : يالله اجل
سو كل اللي قلت لك مابي ارجع الا وكل شي خالص .. واي شي ناقصك دق
علي على طول تراني معتمد عليك بعد الله ..
جاه صوته المستهزيء : اقول ضف وجهك وقابل مرتك ابرك لك .. حتى وانت
توك متزوج ماتركتني بحالي .. قلت لك مليون مرة شغلي واعرفه وكل الاوراق
المطلوبة وقعتها يعني وجودك الحين مثل عدمه .. بس سكر وانقلع واللي يرحم
والديك ..
ضحك بصوت عالي على اسلوبه وهو يصارخ عليه : يالله فمان الله ..
وعلى طول مشى رايحين لمجمع الظهران .. هو مو بالعادة ينزل اسواق ابد بس
الاجواء هالايام برد وماعندهم مكان يروحون له الا المجمعات والمطاعم وهالمرة
كالعادة بهالطريق جمعتهم سوالف بسيطة .. بعد مابركن السيارة دخلو للمجمع ..
ناظر ساعته : وين تبين تروحين ؟
قعدت تناظر بالمحلات حولها ماتدري وين تبي تروح بالضبط : مدري ..
مسك يدها ودخلو اول محل صادفهم .. كان يبيها تاخذ اي شي لها بس عيونها
ماكانت على اللي بالمحل كانت مقهورة من اشكال البنات اللي تشوفهم .. طلعو
بعدها وراحو لمحل عطور .. راح لقسم العطور الرجالية يبي يختار له عطر ..
شافت قريب منه 3 بنات كانو يناظرونه راحت له ومسكت يده : طلال
على طول التفت لها هذي اول مرة تناديه باسمه : هلا ..
رفعت نفسها شوي تبي تقرب من اذنه : خلنا نرجع ..
التفت لها : ليش ؟
ماحبت تبين له اللي هي مقهورة منه : زهقت ..
حس بيدها تضغط على يده بقوة : طيب تعالي نروح لمحل ثاني ..
قاطعته على طول : لا .. لا ابي ارجع هالحين ..
توقع انها متضايقة من المحل او ماعجبها وقبل مايطلع من المحل انتبه للثلاث
بنات واقفين يناظرونه .. شعور غريب بداخله حس فيه وقتها على طول شال
عينه عنهم وطلع .. لفو بالمجمع شوي بس حس انها متضايقة وصوت اذان
العشا خلاه يستسلم اخيرا لرغبتها اول ماركب السيارة زفرت براحة .. كان
حاس انها متوترة .. ماكان عارف ليش بالضبط هل لانها اول مرة تدخله او
لانها تضايقت من البنات اللي في السوق رجح التوقع الثاني وهالشي ارضى

غروره بداخله .. 

ومشو راجعين للشالية يقضون ثالث يوم لهم من زواجهم ..


/
\
/
\
صار لها كم يوم تفكر باشياء كثيرة وماعرفت وش اللي تقرره او اي قرار
تتخذه .. فضلت تستشير اهم اثنين بحياتها تحتاج لنصيحتهم في اي مشروع
قبل تبدا فيه .. راحت له المكتب وطقت الباب ووقفت عند الباب تناظره ..
كان منغمس باشغاله مابين جهاز اللاب واوراقه اللي يناظرها .. رفع راسه
وشافها واقفة تناظره : هلا حبيبتي ..
دخلت وقعدت على الكرسي اللي مقابل له : مشغول ؟
حط الاوراق على جنب وابتسم لها .. : حتى لو مشغول افضي نفسي عشانك
انتي آمريني بس ..
قعدت تشوف كومة الاوراق المتناثرة على مكتبه : لا اذا مشغول اتكلم معاك
بوقت ثاني .. خلص بالاول وبعدها اجلس معاك واقول لك كل شي ..
قام من مكانه وراح جلس قبالها .. : لازم الرسميات بكل مرة نتناقش فيها ؟
انا عارف انه عندك شي تبين تستشيريني فيه تكلمي ياقلبي وش اللي بخاطرك
حست بامتنان كبير لتفهمه هي كانت مندفعة بهاللحظة وتبي تقول له كل شي
بخاطرها : شفت القرية اللي رحنا لها يوم زواج طلال ؟
تكلم على طول : ايه وش فيها ؟
حست باندفاع انها تقول له كل شي فكرت فيه وبدت تتكلم بكل شي : من يوم
جيت وانا في بالي افكار كثيرة ولا ادري وش انفذ فيها .. تمنيت اقدر اسوي
مشاريع هناك بس للأسف عرفت ان الأراضي لهم ومايبيعونها لاحد وادري
انه مثل مافي هالقرية اكيد فيه غيرها .. ابي اشوف اذا يرضون اني ابني لهم
مبنى صغير يعتبرونه دار لتحفيظ القرآن .. يكون وقف لأمي الله يرحمها ..
اشرقت ابتسامته وهو يشوفها تسولف عن المشروع وحماسها له : ما اتوقع
ابد يرفضون .. وانتي مو مسوية شي لك هذا لهم هم وانتي تبين الأجر لامك
منه ..
ارتاحت كثير لكلامه تدري وش كثر هالانسان كان اكبر سند لها بحياتها بعد
ابوها : وفي شي ثاني بعد .. ودي اكمل اللي بدته لمياء معاهم بس ابي الكل
يشتغل .. يعني انا اوفر لهم الخامات والمكاين وهم عليهم الخياطة ونحاول
نبيعها لهم .. تعرف هذا اللبس الشعبي يستخدمونه باحتفالات المدارس واليوم
الوطني وهالامور ..
هز راسه لها باقتناع : عاد هالامور انتي ادرى فيها .. بس اذا انتي دارسة
نجاحه ليش لا .. خلي الامر بالاول كمية بسيطة واذا حسيتي انه في طلب عليها
زيدي الكمية ..
ابتسمت له وكملت : وهذا اللي انا مفكرة فيه .. وفي شي ثاني بس مادري الى
هالحين اذا احد بيقتنع فيه او لا .. بشوف لي اي وحدة فيهم ترضى تجي تشتغل
عندنا بفرع الشركة .. يعني تكون مراسلة مسئوليتها تنقل الملفات والاوراق بين
المكاتب وتجهيز القهوة ومن هالامور ..
قاطعها على طول : مستحيل .. صدقيني مستحيل احد يرضى يعني شلون وحدة
بتترك اهلها وتجي تعيش هنا .. و وين تعيش اصلا ؟
سكتت شوي تفكر بعدها تكلمت بهدوء : ليش مستحيل الحاجة بتخليهم يرضون
يجون .. وانا ماقلت ابيها شغالة تنظف هي لها شغلة تكسب منها اللي يفيدها ويفيد
اهلها .. وبالنسبة للسكن بالملحق فوق .. انت شايف مافيه احد ..
قاطعها : ميساء انتي من جدك ؟ من هاللي يرضون بنتهم تعيش عند ناس مالهم
اي صلة قرابة فيهم ولا يعرفونهم ..
كملت بابتسامة : ومن قال لك اني مافكرت بهالشي .. عشان كذا حطيت ببالي
احتمالين .. اخت زوجة طلال او بنت عمها وبكذا احنا نكون اهلهم وما اتوقع
يرفضون ابد .. وكل الثنتين تقول لي لمياء انهم فوق الـ 25 ومو متزوجات ولا
حتى انخطبو هذا معناه انه ماعندهم اي ارتباط ممكن يمنعهم من هالاقتراح ..
حك راسه يفكر بكلامها .. مبين انها دارسة كل اقتراحاتها وسادة كل الثغرات
فيها : توكلي على الله مادام عندك هالحماس كله .. الله يجزاك الف خير على
هاللي تسوينه لهم .. واي شي تحتاجينه تعرفين اني ماراح اقصر معاك ابد
انتي بس اطلبي وابشري بعيوني لو تبينهم ..
قربت منه ومسكت يدينه وناظرت بعيونه : الله لا يحرمني منك يارب ..
ابتسم لها وباسها بين عيونها : آمين ويخليك لي يا ام بناتي ..
قام على طول وقامت هي معاه : يالله اجل اخليك تكمل اشغالك وانا بروح انام
الحين " باسته على خده وكملت " تصبح على خير حبيبي ..
مسك يدها قبل تطلع : اخذيني معاك قبل تروحين ..
طفت الانوار وطلعو من غرفة المكتب متوجهين لجناحهم كانت تحس بالرضى
بعد مالمست هالتشجيع من زوجها .. وكل اللي تبيه الحين انها تكلم لمياء على
كل هالقرارات عشان تمهد لها كل الطرق ..
/
\
كانت متطمنة ان ابوها مسافر وامها نايمة بغرفتها وطارق نايم اكيد بشقته ومعاذ
من اول الليل وهو نايم .. ومثل هالفرصة تستغلها عشان تكسب وقت تشوف فيه
حبيبها صلاح .. صار له ساعتين قاعد معاها وبكل مرة يحاول انه يتقرب منها
تتمنع عنه .. وماتسمح له بأكثر من تقبيلها .. : حبيبي قلت لك اكثر من مرة اذا
تبيني اخطبني ولا تزوجنا اصير انا كلي ملكك .. تسوي فيني اللي تبي ..
كانت تتكلم معاه بكل دلع وهو يشوف لبسها وحركاتها اللي تتعمد فيهم انها تفتنه
ومع هذا كله ترفض انه يتمادى معاها .. : وش اقول لاهلي ؟ و وش تقولين انتي
لاهلك ..
حست بفرحة كبيرة بداخلها لانه لاول مرة يتجاوب معاها في موضوع الزواج
وهذا معناه انه جد يحبها : عادي قول صديقة اختي .. وانت تفاهم مع اختك اكيد
بتساعدنا ..
مسك يدها وباسها : يسلم لي هالعقل الخطير ياعمري .. بس انتي اصبري علي
كم يوم ادبر كل اموري واضبط لك الموضوع واخطبك ..
قربت منه فرحانة : والله حبيبي ؟
ابتسم لها : ايه والله .. " ناظر ساعته " يالله حبيبتي بروح الحين قبل يأذن الفجر

ويقومون جيرانكم ..

مسكت يده وهو يقوم : حبيبي الوقت عدى بسرعة مابعد استانست ..
لبس جاكيته وسكره وهو يناظرها : الايام جاية ياقلبي ان شاء الله بعوضك ..
قرب منها وودعها مثل كل مرة وداع حميم الى ابعد درجة .. ابتعد عنها وطلع
مع الباب رايح لسيارته اللي موقفها ورا البيت ..
طارق اللي كان توه راجع للبيت لمح من بعيد شخص طالع من بيتهم بس ماشاف
وجهه قرب من البيت و نزل من السيارة وصوت له : معاذ ؟
واول ماشافه يركض رايح لورا البيت ركض وراه يبي يلحقه .. بس كان اسرع
منه ومالحقه .. رجع للبيت مثل المجنون يبي يعرف من هاللي طلع من بيتهم ..
منال يوم سمعت صوت طارق وهو يصوت على معاذ وصوت الركض بالخارج
رقت لجناحها قفلت عليها ودخلت الحمام ( تكرمون ) تبي تتسبح ..
اما هو راح لجناح معاذ فتحه وشافه نايم بغرفته ومستغرق بنومه .. طلع وهو
يحس الدم يغلي بداخله .. وشاف جناح ديما مولع .. فتح الباب بس ما انفتح معاه
طق عليها بجنون : ديموووووووووه افتحي بسرعة ..
ارتاعت من صوت صراخه وتزايدت نبضات قلبها وهي تسمعه يطق الباب اقوى
من قبل وهو ينادي عليها .. راحت تركض للباب : هلا
زاد طقه على الباب وهو يصارخ عليها : ديموووه افتحي الباب لا اذبحك اليوم ..
" يارب استر " رددتها بداخلها وهي تقرب من الباب وتفتحه بخوف .. ماحست
الا باعصار داخل عليها مسكها من شعرها وهو يتنفس بسرعة : من هاللي كان
عندك الحين ؟ " وبصراخ " تكلمي
حست انه يقتلع شعرها من قوة شدته : محد كان عندي والله انا جالسة لحالي من
اول ..
شدها بقوة من شعرها وطق راسها بالجدار اكثر من مرة وهي تصارخ .. قامت
امه ومروى على صوت صراخهم .. وقربت منه : طارق وش اللي صاير ؟
كان مايشوف اللي قدامه من الغضب : الواطية الحقيرة جايبة لي واحد مدري
من هو للبيت .. والله لاربيها .. انا اللي بعلمها السنع .. كان يتكلم وهو يضربها
بكل مكان بجسدها وهي تصارخ وتحلف انها ماسوت شي .. لحد مابدت تدوخ
من ضربه لراسها اكثر من مرة وماعاد صارت تستوعب الاصوات اللي حولها
كثير ..
ضحكت بأعلى صوتها وهي تقول بخبث : ماهي غريبة عليها سوتها امها قبلها
جاتهم منال وهي لافة الفوطة على شعرها : وش هالصراخ كله ؟ وش مسوية
بعد ؟ " قالت هالكلمة تبي تثبت التهمة عليها وكأنها ماسكة عليها اشياء "
قربت مروى منه تمسكه : طارق خلااااص طقيتها .. البنت وجهها وراسها كله
دم ..
دفها بعيد عنه وكمل ضرب وسب فيها الى ان اختفى صوت صياحها .. وقف
معاذ معاهم وهو يشوف جريمة اخوه البشعة .. وامه ومنال اللي يزيدون النار
حطب بكلامهم المسموم رماها على الارض وطلع من البيت وهو يحس بنار
تحرق قلبه .. مر عليه شريط حياته بهاللحظة كل شي سواه مع البنات شاف
واحد يسوي باخته نفس اللي يسويه .. رجع لشقته مقهور من اللي شافه وهو
مقرر يرجع لها من بكرة ويكمل اللي بداه اليوم .. حس انه لو قعد شوي كان
ممكن انه يذبحها مكانها ..
اما عند ديما اللي كان وجهها وراسها كلها دم ناظرتها مروى مفزوعة والتفتت
عليهم : ليش تناظرونها احد يشوف البنت ماتت ولا بعدها حية ؟
قعدو يناظرونها بخوف شكلها مايوحي ابد انها ممكن تعيش بعد اللي سواه فيها
طارق .. قرب منها معاذ ومسك يدها بيدين ترتجف : منال تعالي شوفيها ..
ضحكت امهم بسخرية وهي تناظرها : وش بيكون فيها بعد مثل كل مرة تنطق
وترجع لنفس طريقها ..
قربت منها منال ومسكت يدها حست فيها نبض خفيف : لا ما ماتت .. معاذ
ودها للمستشفى اخاف تموت البنت ولا يصير فيها شي ؟
رفع يدينه محتج : لا والله مالي شغل يروحون يلبسوني التهمة ويحطونها علي
وابوي مسافر من اللي يطلعني لا سجنوني ..
دفته عنها وهي تحركها : ديماااا .. قعدت تضربها على خدودها تبيها تصحى
بس كانت في هاللحظة جثة هامدة ماتتحرك .. التفتت على معاذ وهي تصارخ
عليه : معاذووه ودها المستشفى حرام عليك البنت بتموت ..
كل واحد فيهم كان خايف من خبر موتها بأي لحظة ومعاذ كان يناظرها بخوف
اكبر : كلمي عمي فيصل ..
شافتهم واقفين عندها وراحت لجناحها بدون لا تنطق بأي كلمة وركضت مروى
للتليفون تدق على عمها .. مارد اول مرة .. واعادت الاتصال مرة ثانية وردت
عليها ميساء من سمعت صوتها تكلمت وهي تصيح : خلي عمي يجي ياخذ ديما
للمستشفى ..
كانات توها صاحية على صوت رنة الجوال ومن شافت رقم بيت اخوه استغربت
الاتصال في هالوقت وردت : وش فيها ديما ؟
كانت يدها كلها دم وترتجف : مادري تكفين بسرعة .. اخاف تموت ..
سكرت منها على طول وصحت فيصل .. اللي قام بسرعة وراح لهم مجرد
ماشاف شكلها طايحة على الارض ووجهها كله دم حس بدوخة من هالمنظر اللي
يشوفه .. على طول شالها و نزل بسرعة ووداها على اقرب مستشفى ..


/
\
/
\


اول ماوصل للمستشفى فتحو باب الطواريء ودخلوها على طول .. ماكان يدري
شلون شالها وجابها للمستشفى الوقت بين طلعته من بيته الى وصوله للمستشفى
كان جدا سريع وهو للحين ما استوعب شي .. ولا يدري حتى وش سبب اللي هي
فيه الحين .. مر الوقت بطيء وهو ينتظر انه يسمع اي شي يطمنه عليها .. بس
للحين محد طلع وقال له اي شي .. كان يشوف المصابين اللي يجيبونهم للمستشفى
شاف من بعيد اثنين يصيحون ومبين عليهم ان اللي جايبينه للمستشفى توفى عوره
قلبه وهو يتخيل نفسه بهالمكان .. تعوذ من الشيطان وتجاهل كل التوقعات اللي
بداخله .. وهو يدعي ربي يطمنه عليها ماكان يسليه بهالوقت الا اتصالات ميساء
كل شوي تتطمن عليها .. شاف الدكتور جاي له حس في ملامحه شي مافهمه وهو
يردد بداخله " يارب احفظها "
اقترب منه وناظره بكل غضب : من اللي معتدي بالضرب على البنت ؟
قاطعه على طول : انت علمني الحين شلونها ؟
كمل بنفس عصبيته : الى الآن مغمى عليها وننتظر تفوق في اي لحظة ونقرر وش
هي حالتها بالضبط الحمدلله ماتعرضت لارتجاج في المخ لكن في رضوض بالراس
وهذا دليل انها تعرضت لضرب مباشر على الراس .. و احمد ربك انك جبتها في
هالوقت الحرج يمكن لو تعرضت لضرب اكثر يسبب لها نزيف داخلي في المخ ..
وغيبوبة قد تؤدي للوفاة ..
كان يسمع كل شي وبداخله غضب على اللي سوى فيها هالسواة .. : يعني شلون
الحين حالتها مستقرة ؟
ناظر الاوراق اللي في يده : الى الحين ما تطمنا عليها لازم نعاود الفحوصات بكرة
ونشوف وش اللي يطلع معانا .. بس الحين انا مضطر ابلغ الشرطة عن حالتها وهم
يتصرفون بمثل هالحالة ..
هالمرة ما اعترض ابد .. قد يكون بهالقرار ينقذها من هالوحوش اللي تعيش معاهم
رد على اتصال ميساء وقال لها كل شي قاله الدكتور بعدها رد على اتصال مروى
اللي كانت للحين تصيح : عمي تكفى وش صار عليها ؟
صر على اسنانه وتكلم بغضب : من الحقير اللي طقها ؟
سكتت شوي وتكلمت بعدها بخوف : طارق بس مدري ليش .. عمي تكفى شلونها
طنش سؤالها وقال بقهر : لا تسوين ان امرها يهمك وكل هاللي يصير فيها من ورا
راس امك .. وسكر منها بدون حتى مايقول لها وش اللي صار معاها ..
ماجا الصباح الا المكان كله انقلب لساحة تحقيق وسؤال وجواب .. هالمرة ماراح
يطاوعها مثل كل مرة ويسكت عن حقها .. تكلم وقال لهم عن طارق واستأذنو منه
يرجعون اذا رجع لها الوعي ..
راح للدكتور يتطمن عليها سأل عن مكتبه ودلوه عليه طق الباب واستأذن بالدخول
وسلم عليه : شلونها الحين يادكتور ؟
اشر له يجلس وبدا في الكلام : ما اقدر احكم على حالتها الا اذا فاقت واستجابت لنا
بس ان شاء الله يكون كل شي فيها سليم .. اللي عرفته من الممرضات انه جسمها
فيه آثار حروق هذا معناه انه مو اول مرة تتعرض للضرب صح ؟
نزل راسه بأسف وهو يسمع كلام الدكتور اللي كمل : يعني عارف من زمان عن
هالشي وساكت .. ؟ للأسف انت مشترك مع عائلة كاملة في هذي الجريمة البشعة
و اللي خلاك اليوم تتحرك وتتكلم يوم شفتها على مشارف الموت ؟ انا مضطر
اطلع الحين بتنتهي مناوبتي وراح يشرف على حالتها زميلي في العمل وانت بعد
روح لبيتك وجودك الحين ماراح يغير شي .. حط رقمك هنا وهم راح يتصلون
عليك اذا جد شي بحالتها ..
قام يبي يستأذنه لانه شافه مستعجل يبي يطلع : ان شاء الله يادكتور مشكور وما
قصرت .. انا بمشي الحين وان شاء الله راح ارجع قبل الظهر ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات