رواية سجينات خلف قضبان القصور -22
عمرها شلون تعامل ابوها وتداريه .. ماتذكر انها بيوم زعلته او ضايقته او حتى
ردت له طلب ..
وصلو للشرقية وللشاليه اللي حجزه قبل فترة .. اول مانزلت حست بنسمة هواء
بارد تلفحها .. انكمشت على نفسها ومشت وراه .. شال الشنطة ودخل معاها ..
وراها الغرفة .. : اذا تبين تنامين نامي .. انا بطلع اقعد برا شوي مافيني نوم ..
وقفت مكانها قدامه وقالت بدون تفكير : وين تروح والدنيا برد ؟
رفت عيونها بتوتر وهي تشتت نظرها بأي شي بعد ماحست باحراجها الفظيع
منه كانت حمرة خدودها تزيدها جاذبية .. قاوم كل احساس بداخله وهو يتحرك
من قدامها : اذا حسيت البرد دخلت .. انتي نامي ولا تشيلين هم ..
طلع على طول لخارج الشاليه وقعد قدام البحر كان الجو بالليل بارد حس بارتعاشة
تسري بجسده وقاوم احساس البرد .. مدد رجلينه وحط يدينه ورى ظهره يتسند
عليها وقعد يتأمل امواج البحر حوله ..
اما هي وقفت عند الشباك الزجاجي الكبير اللي يطل على البحر .. كانت تناظره
او بالاصح تتأمله وهذي اول فرصة لها تشوفه بدون مايدري عنها .. فيه شي
مريح رغم انه غامض وماعرفت وش هي شخصيته .. ماتدري ليش اخذت عنه
انطباع انه مغرور .. بس ماقدرت تعرف اي شي ثاني عنه .. حست انه هادي
وكلامه قليل مو بس معاها حتى مع اهله .. بس الشخص اللي كلمه كان يسولف
معاه .. رغم انه سوالفهم كانت عن الشغل بس حست انه قريب منه .. ماتدري
كم الوقت اللي وقفت فيه تتأمله .. راحت توضت وقامت تصلي لربها .. بعد
ماخلصت صلاتها .. تمددت على الصوفا الطويلة اللي بنفس الغرفة .. ماقدرت
تنام على السرير .. حست انها بتكون قليلة حيا لو سوتها خصوصا انها ماشافت
منه اي تقرب منها .. كانت تضحك على نفسها وهي تشوف اشياء كثيرة حولها
ماتدري وش هي .. ذابحها الفضول انها تعرف مسمياتها .. اللي عرفته شي واحد
كل الاماكن اللي راحت لها كانت الغرفة الوحدة فيهم ممكن تساوي نص بيتهم او
حتى اغلب حجمه نزلت دمعتها وهي تقاوم احساس الحنين الفظيع اللي بصدرها
ماتبي تصيح عنده .. هالشي اللي امها وصتها عليه لازم تكون قوية وماتضعف
ابد ..
/
\
/
\
ببيت ابو زوجة خالهم كانو معزومين على الغدا بعد صلاة الجمعة .. ماكانت
تبي تروح بس امها حلفتها تروح .. بدون ماتقول لها الاسباب .. كانت تبي
الكل يعرف انه ولدهم ماعاد يعنيها وانها تعيش حياتها مستانسة قربت منها
موضي : تكفين ياشيخة اضحكي على كل شي .. حتى لو مافي شي يضحك ..
بس ابيتس تستانسين ..
طنشت كلامها وقامت : شايفتني مهبولة مثلتس اضحك على كل شي .. مانيب
ضاحكة على قل سنع .. موضي والله اني اخاف انها تمدحه عندي وربي لتشب
الغيرة بقلبي ..
مسكتها من شعرها وشدته بقوة : الا والله مهبولة ومافيتس عقل .. من قال
سعد فيه شي ينمدح اصلا .. وماعليتس فيها هي تبي تحرتس وتكيدتس مير
عليتس فيها وكيديها ..
تجهزو وقعدو يستنون خالتهم وبنات عمهم يخلصون .. امهم وحصة ومنيرة
سبقوهم وقعدت هي مع شيخة تكشخها .. تبيها تكون حلوة وتقهر سحر زوجة
سعد : شيخة ماتحسين ان اهل نايف ابطو علينا ؟ من قال بيجيب اهله ماعاد
شفناه ولا جانا علوم عنه ..
وقفت عند الباب تبي تشوف احد من بيت خالتها اذا طلع او لا : اصبري عليهم
بيجون ان شاء الله
مسكتها من طرف عباتها : والله انه قليبي قارصني .. حاسة انه ماهوب جاي
لا هو ولا اهله .. هذا هي نورة تمت امورها واعرست وراحت مع رجلها وهم
للحين ماجو ..
التفتت عليها ورفعت برقعها : موضي وراتس انتي دايم تتفاولين بالشينة .. ان
شاء الله بيجون وبتزين علومتس مير اركدي ياملا الصلاح لا تصيرين مطيورة
وقبل ترد عليها جاتهم سارة تمشي بسرعة : يالله بسرعة خلونا نلحق الغدى والله
ان مصراني تقطعن من الجوع ..
لحقتها موضي ومسكتها : اللي يشوفتس يقول كل حزة وانتي تاكلين .. تراتس
يالله تلقين اللقمة .. احمدي ربتس على النعمة ..
لحقتهم شيخة وهي تسرع خطواتها وهي تشوف خالتها وهيا ماشين وراهم اول
ماقربو من البيت شافته من بعيد .. ماكانت متأكدة اذا كان هو او واحد غيره بس
خالها ماعنده ولد غيره .. ومستحيل عيال خواله يشبهون له لهالدرجة الكبيرة ..
سرعت خطواتها ومسكت يد موضي : هذا هو .. والله انه هو ..
هدت شوي وشافت المكان الي تناظر فيه شيخة وشافته .. حست الدم يفور بقلبها
هذا اللي حرق قلب اختها ونزل دموعها .. هذا اللي باعها عشان وحدة ماتسواها
تمنت لو كان لحاله ماكانت راح تحرم نفسها من فرصة انها تقول اللي بخاطرها
له .. تبيه يعرف انه خسر اثمن شي بحياته يوم فكر يروح لغيرها وان هالانسانة
اللي فرط فيها ماتقدر بثمن .. : امشي ولا تناظرينه لا تخلينه ينتبه لتس ..
اول ماقربو منه تصاعدت نبضات قلبها تغير كثير مع السنين كان عمره 18 يوم
سافر والحين صار بعمر الـ 28 كانت صغيرة وقتها وتعلقت فيه بعد ماراح اكثر
لانها كانت تنتظر رجعته وزواجها .. وترسم احلامها باتقان .. لكن الخبر اللي
وقع عليهم مثل الصاعقة بعد 4 سنوات من سفرهم بنفس السنة اللي توقعت انه
خلاص جاي لها وبيتزوجون .. انه تزوج بسحر .. دخلت على طول بدون ماتلتفت
له لانها ماتبي تشوف احلامها اللي هدمها بصورته .. سمعت صوته وهو يكلم
خالتها .. حتى صوته تغير .. اكسبته هالسنوات رجولة اكثر .. كانت مكسورة
من الداخل اجزائها مهشمة الى حد كبير .. وجروحها تنزف حنين والم .. وقفو
يفصخون عباياتهم وقربت من اذنها موضي : هالمرة مو عشاني .. عشان نورة
اللي طلبتس قبل ماتروح .. واللي من مشت الى هاليوم ماوقفت دمعتس عليها ..
استانسي ولا تبينين لهم شي وانا بسولف وبضحكتس بس اضحكي يابعد عمري
انتي .. ومسكت دقنها تترجاها ..
حبست دموعها لا تنزل وسحبت نفس عميق وزفرته : ابشري .. بس اذا شفتيني
ضعفت قويني .. محتاجتس ..
جاتهم سارة من وراهم : وش عندكم ؟
قالت لها موضي كل شي وقعدت تتوعد زوجته انها تكرهها بحياتها لو تكلمت او
قالت شي يضايق شيخة او تعمدت تزعلها او تضايقها بكلامها .. ضحكت شيخة
عليهم وهم يتوعدون فيها .. هالثنتين مجانين واي شي ممكن يصدر منهم ..
هي من شافت شيخة حست بنار في قلبها .. كانت تبي تحرق قلبها بأي طريقة
مثل ماهو يقهرها بسوالفه عنها .. : والله مادري كيف تتحملو العيشة هنا بدون
جوالات .. المسكين سعد مايجي الليل الا وهو مرة مشتاق لي طول اليوم مايقدر
يكلمني .. والله انو البارح يقول ابغى ارجع لجدة اليوم قبل بكرة ..
موضي ضغطت على يد سارة وهي تهمس بين اسنانها : يازين من قص لسانتس
هاللي لاويته على غير سنع .. تكفين فكيني عليها والله لا ذبحها ..
ابتسمت سارة لها بخبث : بلاتس ماخذتن واحد رخمة ماهوب ضاري على علوم
الرياجيل ماغير يتبع مرته وين ماتوجهه راح وراها ..
صرخت عليها امها تسكتها وضحكو كل البنات حتى شيخة اللي ماقدرت تسكت
وهي تسمع هجوم سارة عليها ..
ردت بكل عصبية : هو انتو كذا يالبدو اذا الواحد يحب مرته قلتو مو رجال وانتو
رجالكم رامينكم ومشغولين عنكم ..
ضحكت باعلى صوتها : ترفقي على عمرتس لا تقطعين انتي وهالخلاقين اللي
متمزعة عليتس وبدت اصوات الحريم تعلى قبل تكبر المشكلة \موضي كانت ميتة
ضحك ومو قادرة تمسك نفسها .. كانت ناويتها بس سارة ماقصرت فيها قالت
اللي بخاطرها واكثر .. وقلبو هالثنتين الغدى هواش ومشاكل ما انتهت الا يوم حطو
غداهم وقتها قامت سارة تبي تاكل وآخر همها تفكر بسحر .. شيخة رغم انها جات
لهالمكان وهي مكرهة الا ان سارة اشفت غليلها .. وحست نفسها حيل مستانسة ..
/
/
\
بعد تفكير عميق نزلت لامها فكرتها المجنونة راح تنفذها بس بالاخير ماتبي
تحس انها بهالمعركة خسرانة .. تبي تثبت له انه هو اللي خسرها مو هي ..
جلست جنبها وقالت بضيق : يمه ..
كانت كبيرة في السن وهي آخر العنقود عندها .. تكلمت بدون ماتلتفت لها او
تناظرها : هلا ..
شبكت يدينها في بعض وقالت بتردد : خلاص انا موافقة على عزام ..
التفتت عليها وناظرتها نظرة غريبة : وشو ؟
تكلمت بدلع : انا موافقة على عزام ولد عمي .. كلميهم وقولي لهم اني خلاص
رضيت اتزوجه ..
شالت عينها عنها وهي تحرك راسها : لا حول ولا قوة الا بالله الظاهر انتس
من دريتي ان طلال اعرس انهبلتي ..
قاطعتها بعصبية : وش فيه زود عني عشان يتزوج وانا لا .. وعزام من زمان
خطبني وانا الحين ابيه .. عشان يعرف من اللي خسر فينا .. والله لاخليه يندم
على اليوم اللي اخذ فيه القروية ..
ماكانت تبي تجاريها في اللي تقوله .. تحس انها مجنونة بهاللحظة وتبي تسوي
اي شي عشان تثبت لهم انها خذت نصيبها هي بعد : الناس متكلمين من زمان
وانتي رديتيهم .. والله ما اكلمهم الحين واقول تعالو بنتي تبي ولدكم ..
قربت منها اكثر وهي تترجاها : يممممه تكفين .. يرضيك تتشمت فيني لطيفة
وبناتها ؟ بيقعدون يقهروني كل ماشافوني .. بعدين هم ماخطبو له بعدي واكيد
اذا سمعو بموافقتي بيعجلون بالزواج ..
طنشتها وماردت عليها وهي قاعدة تتقهوى ومو معطية لكلامها اي اهمية تذكر
انقهرت من برودها ومسكت يدها : يايمه طلبتك ؟
بعدت يدها عنها : لطيفة ماعندها علومتس الشينة انتي اللي تدورين للشر وتبينه
ولا الرجال كان صاينتس ومدلعتس وانتي تبطرتي على النعمة .. وجايتني الحين
تبين تقلبينها حروب .. تبين روحي انتي وكلميهم مانيب مكلمة احد ولاني قايلة
شي .. وش اللي يحدني على النقادة مع الناس ..
جلست تترجاها وقت طويل وهي ترفض .. كانت تشوف انها اذا تزوجت ولد
عمها معناها هي اللي بتربح هالمعركة .. يكفي انه انسان من نفس قبيلتهم ونفس
مستواهم المادي والاجتماعي .. وشهادته جامعية .. صحيح انه مطلق لكن هي
راح تشوف انها متفوقة عليه وهو اللي تزوج وحدة قروية وتعليمها ابتدائي ومن
عائلة فقيرة .. وزواجها هالفترة تقدر تحرق قلبه فيها .. لانها بتكون متأكدة انه
بعده ماحب زوجته الجديدة وهذا هو اللي تبيه الحين ..
اخيرا وافقت بعد ماترجتها هالوقت كله .. انها تسولف معاهم وتجس النبض اول
اذا للحين يبيها ولا بيشوفون له وحدة ثانية .. واذا حست انهم للحين يبون بنتها
بتقول لهم انها موافقة ..
ابتسمت بخبث على مخططها .. وهي تهدف لزواج بالنسبة لها مايعني لها اكثر
من مجرد قناع لمعركة تبي تخوضها ضده .. وضد زوجته الجديدة ..
اما امها كانت مقهورة من تفكير بنتها السقيم .. ولا مرة بحياتها قاست الامور
صح .. تبي العالم تطاردها وتركض وراها .. وهي تتغلى عليهم كانت متأكدة
لو تزوجت ولد عمها راح تعامله مثل ماكانت تعامل طلال نفس الغرور ونفس
التكبر واللا مبالاة .. هي اللي عودتها من صغرها على الدلع والانفلات .. وكل
شي تبيه يجيها حتى لو ماكانت تحتاجه .. وحتى لو ماقدرو عليه .. والحين هي
تحصد ثمار تربيتها الفاشلة بنت مدللة وفاشلة بحياتها واحساسها يقول انه حتى
بتجربتها هذي ماراح تنجح اذا تمت على نفس تفكيرها ونمط حياتها ...
/
\
/
\
انتهى الجزء السادس
هذا البارت لعيونكم وانا راح
اكمل تعقيب على الردود
الجزء السابع
[ الفصل الأول ]
/
\
/
\
دقيقه بس من وقتك!؟
قبل لا تغيب أبي منك
ترجّع عمري وسنيني ،،
تهّد اللي إنبنى فيني
أبي تفهم بأني مت ..
وأنا بفهم بأني هنت ..!
حقيقه ودي تسمعها ..
وقبل هجرك تراجعها !
( كانت دنيتي قلبك
وكانت دنيتك غيري )
هانت دنيتي وقلبي ..
وزانت لك دنيا من غيري !
تحسْب إني أنا براحة ؟
في بعدك وين هالراحة !؟
يا ليت الوقت يسعفني ،،
أوصل لك بقايا نزف ..
بقايا إحساسي المكسور ..
بقايا دمع أبد ما جف !
دقيقه بس من وقتك!؟
قبل لا تطعنه ظهري ،،
أبي طعناتك بوجهي ..!
عشان أقوي أنا قهري ..
عشان عيوني تشوفك
لأنها تكذب همومي ،،
وترفض هجرك وصدّك !
ولا تقدر معي تعوفك
دقيقه بس من وقتك!؟
أنا أدري بأنه كان ،،
وجودي والعدم " واحد "
يا سيدي طيب إعدمني ،،
وقول إن الخطا وارد ..!
دقيقه بس من وقتك !
دقيقه..
بس..
كانت طول الليلة سهرانة تكمل خياطة الملابس اللي ابتدو خياطتها مع نورة .. تبي
تشغل نفسها عن اي تفكير ممكن يعيدها للماضي .. او تفكير في نورة اللي فقدتها
كثير .. ورغم انها نامت بعد صلاة الفجر بس قومتها الصباح مبكر .. ماكانت مدة
كافية انها تشبع نوم ورجعت نامت بعد صلاة الظهر .. فتحت عيونها وهي تسمع
اصوات بالخارج .. ماكانت تدري كم الوقت بالضبط .. مدت يدها وسحبت الساعة
الحديدية اللي على التجوري شافتها تجاوزت الـ 4 ونص .. قامت رتبت شعرها
وتوضت وصلت العصر اللي فاتها بوقته .. قعدت مكانها تردد اذكار بعد الصلاة ..
وسمعت اسمها يتردد بالجلسة اللي بالخارج .. قامت من مكانها وقربت من الباب
المردود شوي وسمعت صوت ابوها وخالها .. ركزت سمعها اكثر ووصلها صوت
امها وهي تتكلم بهدوء : والله ياسعد ماظنتي ترضى انها تاخذك بعد مارحت وخذيت
الحضرية
كان الكلام كالصاعقة اللي نزلت على راسها .. بدا نبض قلبها في التسارع وركزت
اكثر بالكلام .. سمعت صوته يطلب الطلب اللي زمان كانت تتمناه : وهي لها غيري
ياعمتي الله يصلحتس ؟ ومرتي ماعليتس فيها رضت ولا تروح لا هلها ماصبرني
عليها الا هالولدين اللي الله رزقني بهم ..
ضحكت بسخرية بداخلها .. الحين بس جاي يدورها لانه مو مبسوط بحياته معاها ..
جاي يصلح غلطته اللي ادمى قلبها فيها .. لو سمعت اول انه يبي يتزوجها كان راح
تعتبر هالطلب نابع من حب .. لكن هالمرة اعتبرته استحقار لها وتقليل من قيمتها ..
مهما حبته ومهما عانت في بعده مستحيل ترضى تكون مصححة لاخطاء غيرها ..
قد تكون حسرتها عليه لانه كان الفرصة الوحيدة لها .. لكن هي الحين تعودت على
هالشي .. تعودت انها تمشي خطواتها في طريق العنوسة .. او يجيها نصيبها اللي
يعوضها عن غلطته في حقها .. اللي قهرها كانت صيغة الثقة اللي يتكلم فيها وكأن
هالانسانة ماراح يكون لها زوج الا هو واذا مارضت فيه معناها ماراح تتزوج ابد
بداخلها تدري ان هالكلام ممكن يكون صحيح .. لكن مستحيل تقبل انها ترجع له
بهالطريقة .. نزلت دموعها على خدودها وهي تسمع كلام ابوها اللي ماكان مقتنع
ابد باللي يسمعه : يا سعد انت رحت من الاول لنصيبك .. وماعاد لك نصيب في
بناتي .. وهي بيجيها نصيبها ان الله احيانا ..
قاطعه برجاء : ياعمي الله يهداك لا تسدها بوجهي .. والله اني جايك ندمان واللي
تبيه والله لاسويه .. انت انشدها عن رايها واكيد انها مابتردني ..
كانت تتمنى اي وحدة من خواتها معاها بهذيك اللحظة بس للاسف مافي في البيت
احد .. ولا حتى نورة اللي بهالوقت تقوي قلبها حتى لو لان .. استجمعت شجاعتها
وتنحنحت شوي قبل ماتتكلم من ورا الباب : يبه ..
حست انها بتطيح من طولها من الموقف اللي هي فيه .. عمرها ماكانت قوية ولا
عمرها قدرت تتحكم بمشاعرها .. اول ماسمعت رده اللي ريحها : سمي يابنيتي ..
غمضت عيونها بقوة وهي تضغط على قلبها ومشاعرها .. : يبه قول له تراه ولد
خالي وعلى عيني وراسي .. اما العرس لا يطريه ابد .. ماهوب انا اللي يرخصني
واغليه .. واذا هو باعني مرة باتسر يدور الزمن ويبيعني ..
سكتت يوم حست انها ماعاد تقدر تقول اكثر .. كانت تبي تبين قوتها حتى لو انها
بقمة ضعفها .. ماعاد سمعت اصوات ثانية الا صوت قلبها اللي يئن بهاللحظة ..
اما هو ماكان يخطر على باله ولو واحد في المية انها ترفضه .. كان واثق انها ما
راح تصدق انه رجع لها وبترضى فيه على طول .. لكنها خالفت جميع توقعاته ..
استأذنهم وقام بسرعة .. هالمرة راح يعتبر رفضها رد اعتبار لكن ماراح يوقفه
هالرفض .. راح يرجع يكلم عمته تقنعها يمكن تقتنع مع الايام ..
اما هي دخلت للغرفة وقعدت على الارض كانت تحس ببرد وجسمها كله يرتجف
لمت نفسها وهي تقاوم رجفتها .. وعيونها مركزة على الشباك المفتوح .. ماتدري
كم قعدت على هالوضع .. ماحست الا باصوات خواتها داخلين .. وحصة تكلمها
وهي مو مننتبهة لشكلها : شيخة وراتس ماجيتي العصرية اليوم عند صيتة ؟
موضي اللي من فصخت عباتها انسدحت على طول .. : ياشين التعب من اصبح
الصبح وانا ادوج .. ماخليت احد الا سيرت عليه تسني اودعهم .. " في هاللحظة
انتبهت لشيخة اللي ترتجف من البرد قامت لها على طول " بسم الله عليتس وش
فيتس ؟
نزلت دمعتها اللي عاندتها من اول على خدودها وبدت ترتجف بشكل اكبر لفت
على حصة : حصة جيبي البطانية اللي عندتس شيخة وش فيتس " وحطت يدها
على جبينها حست حرارتها شوي مرتفعة " مصخنة الظاهر ..
خذت البطانية تغطيها وهي تسمع شيخة تتمتم عليهم بكلمات مافهمتها .. قربت
اذنها منها : وشو ..
شدت البطانية حولها اكثر وتكلمت بكل وضوح : كان يبيني ورديته .. قلت له
مابيك .. عقب هالسنين كلها رديته ..
موضي على طول فهمت ان قصدها سعد .. من فرحتها صارت تغطرف : يا
بعد عمري يالشيخة والله انتس بنت ابوتس كسرتي راسه انا دارية انه ماهوب
مستانس مع هالشيفة اللي خذاها .. " وتكلمت بحماس " علميني متى ؟ وشلون
ابتسمت بصعوبة على حماس موضي .. وحطت راسها بحجرها وتغطت زين
وغمضت عيونها : بعدين اقول لتس ..
حطت يدها على راسها .. وخلتها ترتاح شوي .. اكيد ماكان قرار سهل عليها
ولا هو بالسهولة ترده وهي ماكان لها غيره وبدت تقرا عليها شوي تبي تحس
انها ارتاحت ..
/
\
/
\
/
\
/
\
اليوم كان وضعهم افضل من اليومين اللي راحو دار بينهم حوار ولو كان بسيط
الا انه افضل من الصمت اللي صاحبهم بالاول .. مع انه انسان مايسولف ولا
يتكلم كثير الا مع الناس اللي يرتاح لهم .. بس هي زوجته واكيد لازم يعرفها و
تعرفه .. خصوصا وهو يحسها انسانة فيها الكثير من الغموض وهالشي مكسب
حياته معاها اثارة غريبة .. كان توه مخلص صلاة العشا وقاعد على البحر ..
الجو كان بارد والهوا عند البحر يزيده برودة بس هو يحب البرد ويعشق البحر
وجلسته .. التفت وراه وشافها واقفة تناظره او تناظر البحر من خلف الزجاج
اشر لها بيده تجيه .. كان يدري انها جدا خجولة وهالخجل مخلي بينهم حاجز
كبير .. لف وجهه عنها لانه لو قعد يطالعها ماجات ابد .. وبداخله كان يتمنى
انها تجي تجلس معاه .. انتظر شوي واستانس انه سمع صوت خطواتها الهادية
تقترب منه جلست بعيد عنه وهي تطالع البحر وبصوت اقرب للهمس : صليت؟
رفع حاجبه وناظرها كان يبين الخجل عليها مهما حاولت تخفيه حمرة خدودها
ورفة رموشها .. وحركة يدينها المتوترة .. : ايه ..
حست بنظراته لها وماقدرت ترفع عيونها تشوفه .. نظراته تحرجها كثير وهو
ابد مايراعيها .. ومع هذا كلامه قليل جدا .. رغم انه يحاول يسولف معاها لكن
ماحست انه الانسان اللي ممكن يقول كل شي لها .. حست انه كتوم ومحد يدري
اللي بقلبه وهذا شي واضح عليه وبنفس الوقت غامض وهالغموض مخليها تحس
انه غريب عليها .. ماقدرت تحس للحين انه نصفها الثاني .. واللي راح يشاركها
العمر كله .. قعد يسولف لها عن اهله وشغله وعن خواته .. وعن لمياء اللي هي
تعرفها واللي جمعتهم مع بعض ..
ماينكر انه بلحظة عرف برفضها حس بقهر كبير منها ومن هالرفض اللي ماتوقعه
بس فيها شي مايخليه يقسى عليها .. ملامح تصور حزن فظيع مهما اخفته خلف
خجلها وابتسامتها .. مايدري هل حزنها على فقد اهلها او انه في حياتها اشياء
مسببة لها الحزن اكثر .. هو يتذكر كلمة لمياء يوم تقول له انها عانت بحياتها و
ماتبيه هو يزيد الهموم عليها .. بس مايبي يفتح عليها الجروح ولا يبيها تتكلم عن
اي شي محزن بهالفترة .. صحيح انه ماحبها ومستحيل يحبها في 3 ايام بس ..
لكن يحن عليها بشكل كبير وحاس بوحدتها وغربتها حتى ولو كانت في بلدها ..
شافها تلعب في الرمل بيدها بتوتر : نورة
رفعت عينها بسرعة والتفتت له : سم ؟
ماقدر يقول شي وهو يشوف عيونها اللي جات بعيونه .. كانت نادرا ماتكلمه وهي
تطالعه .. شعرها الطويل المتناثر واللي يطير الهوا بعض خصلاته اكسبتها انوثة
اكثر .. مايدري وش كان يبي يقول لها او بالاصح ضاع كل الحكي منه : قربي
ابتسمت بخجل : وين ؟
شاف حمرة وجهها اللي زادت وابتسم بخاطره عليها : قربي مني ليش جالسة بعيد
قربت شوي منه وهي تقاوم خجلها .. بس اشر لها بيده : قربي بعد اكثر .. تعالي
هنا جنبي .. " واشر لها على مكان جنبه بالضبط "
تسارع نبضها وهي تقترب منه .. قعدت قريب وحس انه ميت ضحك عليها بداخله
لو قال لها تقرب اكثر يمكن تذبحه كثر ماهو محرجها بهاللحظة : بس هذا اللي الله
قدرك عليه ؟
كانت بتصيح مكانها من الاحراج رفعت عينها وناظرته : هذاني جيت ..
قام من مكانه وجلس جنبه .. لف يده على خصرها ولمها له .. ونزل عينه يناظرها
يبي يكسر هالخجل اللي فيها : وين تبين تتعشين .. هنا ولا نروح لنا مطعم ؟
بلعت ريقها من هالموقف اللي هي فيه وطلع صوتها هامس : اللي تبيه ..
مسك يدها اللي تلعب فيها بالرمل وبدا ينفض الرمل عنها : وانا ابيك انتي تختارين
اي شي تبينه قوليه .. وماراح اسوي شي الا اذا تكلمتي ..
حس انه يدينها ترتجف كان ميت ضحك عليها وعلى حركاتها .. بدت ترف عيونها
اكثر وعرف انها بقمة توترها : خلاص نتعشى هنا ..
قرب وجهه منها وهمس في اذنها : بردانة ؟
هزت راسها بايه .. وهي تحس هالموقف زاد باحساس البرد اللي تحسه لمها اقوى
ومسك دقنها رفع راسها يناظرها .. حست بحرارة انفاسه على وجهها .. وبثواني
لثم فمها .. زاد احساس الخجل بداخلها اكثر .. مسك خشمها باصبعه وهو يضحك
على شكلها بهاللحظة : وش رايك نخلي العشى بعدين ؟
كان يدري انها مستحيل تجاوب عليه وهي بقمة احراجها ..وماكان يهمه اصلا اي
رد بوقتها .. ورغم انه مايحس بمشاعر حب جارفة تجاهها الا انه مايبي يقصر
ابد بحقوقها .. مايبيها ابد تحتاج لاحد بوجوده .. ورغم هذا كله مايبي يضعف لها
مع الايام ..
/
\
/
\
فتحت عيونها ببطء وهي تسمع صوت تلاطم امواج البحر في الخارج .. ناظرت
حولها وعلى طول غطت نفسها .. ماشافته جنبها وهالشي خلاها تحس بارتياح
كبير .. قامت بكل هدوء وهي تتلفت حولها .. دخلت تتسبح كانت الساعة بحدود
الـ 7 الصباح .. هذي ثاني مرة تفوتها صلاة الفجر بوقتها استغفرت ربها وصلت
وطلعت تشوفه بس ماكان موجود .. " والله مدري هالآدمي وين يروح " قعدت
بالصالة وقربت من التلفزيون .. قعدت تحوس فيه لحد ما اشتغل .. فزعت من
الصوت العالي ورجعت على ورى شوي .. اول شي جا في بالها تدوره لا يكون
شافها .. على طول رجعت تحوس بالازرار تبي تقصر الصوت .. طلعت لها
قائمة الشاشة والالوان .. ويوم حست انها بتجيب العيد سكرته وقعدت مكانها ..
ماعرفت وش تسوي هالوقت كله مو قادرة ترجع تنام ولا عندها شي تتسلى فيه
وماحولها احد .. تنهدت وهي تفكر بخواتها وبنات عمها وش يسوون الحين اكيد
جالسين مع بعض وهي قاعدة هنا لحالها .. ماحست بنفسها الا وهي تغط في نوم
عميق مكانها ..
اما هو من صحى وصلى الفجر كان حاس بملل فظيع .. ماكان يبي يصحيها ولا
يبي يزعجها .. طلع للبحر وبدا يمارس هوايته اللي انقطع عنها من زمان .. ورغم
ان البحر كان بارد الا انه استمر في السباحة .. ماكان عارف انها صحت او حتى
قعدت تدوره رجع للشاليه وهو يرتجف من البرد شافها نايمة في الصالة وابتسم
اكيد قامت وماشافته رجعت كملت نومها .. تسبح وبدل وطلع يجيب فطور بعد
حول الربع ساعة رجع وشافها على نفس وضعها شكلها مستغرقة كثير في النوم
ومو حاسة ابد باللي حولها ... حط الكيس على الطاولة وقرب منها .. يدري انها
خجولة جدا والحين لو صحاها اكيد بتموت مكانها من الخجل .. بصوت اقرب
للهمس : نورة ..
ماتحركت ابد او ابدت اي استجابة لندائه .. قرب منها اكثر وناداها .. فزت على
طول من سمعت صوته .. وبدون شعور تكلمت : وين رحت ؟
قام واقف على طول : صباح الخير بالاول .. تعالي افطري
جلس ينتظرها تجيه .. قامت رتبت شعرها .. ويوم تذكرت انها مكحلة عيونها
شهقت .. خافت ان الكحل سال من عينها وشاف شكلها وقفت على طول وراحت
للغرفة .. يوم شافها تروح فتح عيونه على آخرها استغرب انها طنشته " لايكون
بتكمل نومها بعد ؟ " ما اطال التفكير الا وهي جاية تمشي وهي مبتسمة .. قعدت
في الكرسي اللي مقابله وهي تناظر بيدينه اللي ماسكة الكيس ويوم شافته ماتحرك
رفعت عينها وشافته مبتسم : كل هذا نوم ؟ كل ماجيتك حصلتك نايمة ..
توردت خدودها خجل : وش اسوي يعني اقعد بلحالي بالطفش .. انت مدري وين
تروح وانا ماعندي شي يسليني .. وماعندي من يسولف معي ..
شبك يدينه تحت دقنه وركز نظره فيها : هالشي اعرفيه عني من الحين عشان لا
تنصدمين بعدين .. انا انسان ما اسولف كثير .. واذا رجعنا ان شاء الله وجلستي
مع خواتي بتعرفين هالشي منهم ..
ناظرته مستغربة : اجل وش اسوي انا اذا انت ماتبي تسولف معاي ..
هز كتوفه وهو يحط الفطور قدامها : مشكلتك هذي مو مشكلتي ..
كشرت على طول وبخاطرها رددت " مغرووور وربي مغرور " .. اول ما انتبه
لها لاحظ عليها التوتر .. هو ماكان يقصد اللي قاله بمعناه .. كان يبيها تفهم ان
هالشي فيه ومايقدر يغيره ولازم تتأقلم مع هالوضع .. لكنه قالها باسلوب ابد ما
كان مناسب .. ابتسم وهو يشوفها تهز رجلينها بتوتر : اليوم بعد المغرب بوديك
السوق .. منها نغير جو .. وبعد تشترين اللي خاطرك فيه ..
هزت راسها له بدون ماترد بشي .. تحس انها مشتاقة لاهلها كثير ودها بس لو
تلقى فرصة وتشوفهم لو شوي .. تحس ان هالثلاث ايام بالنسبة لها عمر .. على
الاقل لو تشوف راكان اهم شي تشوف احد من اهلها .. رفعت راسها وهي تشوفه
يقوم .. كانت خايفة انه يطلع او يروح مكان ويخليها لحالها .. حتى لو كان ساكت
او ما يتكلم بس على الاقل تحس بوجود احد معاها بنفس المكان .. : وين بتروح؟
لف من ورا الطاولة وقرب منها : بروح انام شوي قايم من صلاة الفجر .. وانتي
مابتجين تنامين ؟
حست بلهجته فيها نوع من الاستهزاء : انا وهذا نومي ماعجبك .. تبيني انوم اكثر
وتمسكها علي ..
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك