رواية سجينات خلف قضبان القصور -20

رواية سجينات خلف قضبان القصور - غرام

رواية سجينات خلف قضبان القصور -20

كانت تضحك معاهم ومستانسة على بساطتهم .. اختياراتهم كل شي كان يتسم
بالبساطة .. كانت تبي تختار لهم فساتين مناسبة لمحيطهم وبنفس الوقت تكون
راقية وعلى الموضة .. بعد ما اتفقت معاهم على كل شي واخذت قياساتهم
خصوصا انهم كلهم تقريبا اجسامهم واطوالهم مشابهة لبعض .. كانو اضعف
منها .. لكن الطول مقارب لها .. سلمت عليهم واستأذنتهم بترجع الرياض من
بكرة ..
بهالموعد كان يصادف رجعة راكان اللي يبي يساعد اهله باحتياجات العرس
وطلباته في ديرتهم .. مدت له نورة مبلغ من اللي عندها بدون حتى ماتعده ..
وهي مبتسمة له : هذي خلها معك اشتر لك ولابوي ولسلمان وعيال عمي كل
اللي تبونه بالعرس .. واهم شي لا تنسى البشوت ابي اشوف ابوي وهو لابس
البشت ..
يا الله وش كثر هالبنت تحمل تضحية بقلبها .. هذا كان احساس الكل وهو
يناظرها .. مد يده واخذ المبلغ منها وابتسم لها التفتت عليهم وشافت نظراتهم
لها .. لمعت دمعة بعينها وحاولت ماتصيح : وربي مدري شلون اقدر اعيش
وانا ما اشوفكم .. ولا ادري وشلون احس اني مستانسة وانا بعيدة عنكم في
ديرة ما اعرف فيها احد .. ولا ادري هالعالم شلون عايشين ..
وقامت على طول لانها ماتبي تصيح قدامهم .. بالايام الاخيرة كانت تقاوم
كل مشاعرها .. تبي تظهر لهم انها هي نفسها القوية اللي تعودو يشوفونها
حتى في اصعب الظروف تتحمل وماتنزل دمعتها .. هالمرة عشانهم راح
تتحمل كل شي بس ماتطفي هالفرحة اللي بعيونهم ..
كانو خواتها حاسين باحساسها .. الفرحة اللي بقلوبهم لها .. لكن احساس
الحزن لفقدها اكبر مايقدرون ينكرون هالشي .. بس مايبون يزيدونها على
همها هم .. كانو يضحكون لها وهم يكتمون احساس الحزن بداخلهم ..قعدو
شيخة وموضي يرتبون في الاغراض اللي جابها لهم راكان من الرياض
سمعو صوت امهم وهي تكلم راكان : لا تنسى بيت خالك وانا امك .. تراه
ناذرن لا اعرست نورة انه يحضر عرسها ..
التفتت لها شيخة معصبة : لا يعزمه ولا يجينا يمه .. هذا هو صار له 10
سنين ما نشد عنا وش نبي فيه الحين ..
ناظرتها بحزم وسكتتها : هذا خالتس ولازم يحضر عرس اختس .. ومن
اللي قال لتس انه مانشد عنا .. الحمدلله دايم تجينا علومه وتاصله علومنا ..
نفضت الغبار اللي بيدينها وضحكت : وينه ماجاتس ولا نشد عنتس وماقال
عندي خوات ولازم اشوفهن .. وينه مايجي لخالتي هيله اللي مالها بعد الله
غيره ..
هالمرة سكتها ابوها منهي النقاش : شيخة اقصري حستس خالتس ونبي
نعزمه تسانه بيجي حياه الله ..
دخلت للغرفة عند نورة وبدت في نوبة صياح .. وش اللي يجيبه الحين ..
هذا معناه سعد بيجي وبتشوفه وبتتجدد كل احزانها اللي حاولت تنهيها ..
قربت منها نورة : شيخة اذكري ربتس .. تراه خالتس لا تاخذينه بحوبة
ولده .. وسعد هذا شيليه من راستس بيجيتس نصيبتس اللي احسن منه
بعد ..
رفعت راسها وناظرتها .. بلعت ريقها وتكلمت : انا ماعلي فيه هو ..بس
ليش نقدرهم ونذكرهم وهم من راحو ماعاد ذكرونا ..
سحبت المخدة وحطتها ورا ظهرها ومددت رجلينها : ماعليتس فيه ؟ و
رسايله اللي تقلبينها ودموعتس اللي حفرن خدودتس .. ووقفتس كل يوم
على الدريشة وش تسمينهن ؟ ياشيخة تراه راح ولا عاد هو براجع لتس
ارميه ورا ظهرتس وعيشي حياتس .. خليني اروح للرياض وانا متطمنة
عليتس ومرتاحة ..
هزت راسها باقتناع .. وكملت بابتسامتها النقية : اجل شقيهن الحين ..
تكفين طلبتس ياشيخة عشاني هالمرة ..
قربت منها وحبت خدها : وربي انتس اغلى من عيوني .. ولو تطلبينهن
مني مايغلن عليتس .. الا هالرسايل تكفين يانورة وربي حتى لو احرقتهن
اللي بقلبي هو نفسه ماتغير ..
سكتت وماجادلتها ماراح يغير حبه الا حب جديد يدخل قلبها .. " عسى
الله يرزقتس بابن الحلال اللي ينسيتس سعد وينسيتس امن جابته "
/
\
/
\
في هالليلة شخصين كانت بيوم من الأيام تجمعهم حياة وحدة واحلام وحدة
الليلة كل واحد فيهم يفكر بالثاني كنهاية .. شي مضى وانتهى .. هو كان
يفكر بزواجه اللي بقى له 3 ايام بس .. بعد ما اجرو كشف ماقبل الزواج
وطلعت نتائجهم ايجابية اما هي مازالت في دوامة حزنها اللي ابتدت من
سمعت خبر خطبته ..
كان بغرفته اللي تغير كل شي فيها .. كل شي بجناحهم تبدل باشياء جديدة
وغرفة الملابس اللي قفلتها لمياء ماتبيه يشوف اغراض نورة .. كان قاعد
يبدل ملابسه يبي ينام .. يناظر بهاللي حوله كله .. غير عن قبل كل شي
اختيار امه الراقي في الاثاث .. تمدد على سريره وسحب الجوال من علي
الكومدينه ناظر الساعة كانت 1:36 ص .. كتب مسج قصير وارسله ورجع
الجوال مكانه .. دقايق وسمع صوت رنته .. : هلا والله ..
جاه صوته الهادي : هلا بك طلال .. فيك شي ؟
رفع نفسه شوي وسند ظهره على المخدة : لا مافيني الا العافية بس بغيت
اسولف معاك شوي .. لاتقول المدام جنبك الحين ..
ضحك على سؤاله : ايه جنبي بس نايمة اليوم بدري .. والله مدري عنها
يمكن تمثل علي والحين تسمعني .. اصبر خلني اطلع من الغرفة ..
اتسعت ابتسامته : وربي احسها بتطلع من الجوال تذبحني ..
سكر باب الغرفة وطلع بالصالة : حلال فيك الذبح .. بس مردودة بإذن
الله كل لحظة ازعاج وقلق عيشتني فيها راح اعيشك نفس اللي حسيته
قبل .. لعنبو ابليسك احد يدق الساعة 2 الا ثلث ..
قاطعه على طول : انا مادقيت ارسلت لك كانك فاضي كلمني واذا بتقعد تمن
علي سكرت هالسماعة في وجهك ..
مثل عليه العصبية وقال بتهديد : اذا انت رجال سوها .. " واختفى صوته
بعدها " ناظر الجوال وشافه فعلا سكر .. مات ضحك على حركته ورجع
اتصل عليه : ياخسيس تسكر السماعة بوجهي ؟
اطلق ضحكة عالية : انت متحديني وتعرفني ابد العناد يجري بدمي .. لو
هو ابوي عاندته ومشيت اللي براسي ..
صرخ بأعلى صوته : يااامسكينة هاللي بتاخذك والله ان امها داعية عليها
ورب البيت بتذبحها بعنادك وشخصيتك اللي تمرض ..
كتم ضحكته على اسلوبه اللي تعوده منه : بس تحبني ولا تقدر تستغني عني
ابد ...
استمرت مكالمتهم وقت طويل يدري انه يحب يسهر وارسل له المسج مايبي
يزعجه اذا كان مع زوجته كان محتاج يتكلم معاه كل ما اقترب موعد زواجه
زادت الهموم بقلبه .. كان اوقات يحس انه وده ينسحب .. يترك كل شي وراه
ويرجع يعيد حساباته .. يخاف من الفشل يخاف انه يحبها ويتعلق فيها وتعامله
بنفس برود حنين اللي اتعبه .. مايبي يتأمل بهالزواج شي لانه مايبي ينصدم
يبي يترك كل شي للأيام تعرفه من هي وكيف شكلها وش هي صفاتها .. هو
متأكد من كلام لمياء عنها انها انسانة اخلاقها عالية وهذا اكثر شي هو يطمح
له .. حاول يريح نفسه من تفكيره اللي اتعبه هو وعد نفسه انه يبعد حنين من
تفكيره وحياته مادام هو بدا حياة جديدة مايبي يكون مع زوجته بمشاعر منهكة
ومستهلكة .. ذكر ربه وتغطى وهو يطمح بنوم هادي بعيد عن اي منغصات او
أرق ..
/
\
/
\
وصلو مطار الرياض من ساعة والحين راجعين للديرة هو وامه وزوجته
وخواته الثنتين وعياله .. احساسه جدا غريب مشاعر مربكة تجتاحه من
فترة .. الندم اللي بدا يحسه على قراره اللي اتخذه في لحظة طيش وتسرع
والحنين اللي ياخذه لها ولذكرياته معاها .. كانت بريئة تحبه بجنون وهو
يحبها اكثر .. ويوم سافرو لجدة وعدها يخلص دراسته ويجيها يتزوجها
مثل ماكانو يحلمون .. راح هناك وتعرف بعد فترة على سحر .. جذبته
جرأتها كلام الحب اللي كانت تغرقه فيه .. واندفع بكل جنون لها تحدى
اهله عشانها .. وبعد صراعات ومشاكل رضو يخطبونها له .. تزوجها
ومن اول ايامهم بدت المشاكل.. عجز انه يعيش بدون مايشك فيها .. كل
لحظة تمسك فيها التليفون كان يحس انها ممكن تخونه وتكلم غيره مثل
ماكانت بيوم تخون اهلها وتكلمه ..
وكل لحظة يطلع فيها من البيت تزرع شكوك بقلبه وش اللي ممكن تسويه
من وراه ..كبرت بينهم المشاكل وطلقها .. لكن اضطر انه يرجعها بعد
ماعرف انها حامل بطفله الاول .. هو يدري انها مستحيل تسامحه ابد
مافي شي يغفر له اللي سواه .. هو خانها وخان براءتها واحلامها .. وبكل
برود اهدى لها الوداع .. اشتاق للديرة ولاهلها ولعماته .. يدري ان كل من
في هالديرة يكرهه بس هو ندمان ووده يصرخ بأعلى صوته ويعلن ندمه
يتمنى بس يعرف اذا هي تحبه او مازالت تحمل له مشاعر بقلبها .. تجاهل
نظرات سحر اللي في السيت الخلفي ومسلطتها عليه .. من اول ماعرفت
بروحتهم للديرة بدت سيل الاعتراضات والاحتجاجات .. تدري انه لا راح
للديرة بيذكرها .. كان دايم لا تهاوشو تكلم عن شيخة لها .. يبي يقهرها
ويستفزها .. وهالشي زرع بداخلها غيرة من هالانسانة اللي تجهل من تكون
تبي تشوفها .. تبي تعرف وش اللي فيها زود عنها عشان يعايرها فيها ..
اصرت تجي معاهم رغم انها مستحقرة هالديرة باللي فيها بس مستحيل
تخليه يجي من دونها .. مستحيل تتركهم يسوون اللي يبون في غيابها ..
كانت تتصور الكل مثلها متفتح ومنفلت .. ماكانت تدري ان شيخة رغم
صغر سنها في ذاك الوقت الا انها كانت تستحي منه كثير وبصعوبة
تكلمه .. وصلو للديرة عند بيت ام محمد راح يقضون هاليومين في الديرة
في بيت اهل ام سعد .. كان الاستقبال حافل لقاء بعد قطيعة دامت 10
سنوات .. منظر بيتهم المتهدم نصه وبيوت هالديرة رجع مشاعر قديمة
كانت تسكن قلوبهم .. هالبساطة اللي افتقدوها وقلوب هالناس اللي رغم
كبر ذنبهم سامحوهم .. اللقاء كان مؤثر بين ابو سعد وخواته اختلطت
الدموع بالضحكات .. وهو كان واقف يناظرهم شاف بعيون ابو راكان
عتب كبير له .. كان يدري انه مايستحق تسامحهم هو اخطأ ولازم يتحمل
نتائج غلطته كانت هالليلة مختلفة عن غيرها مشاعر حزن عميق اختلطت
مع مشاعر الفرح وبعد بكرة راح يكون زواج نورة اللي كلن كان ينتظره
ويتمناه ..
/
\
/
\


من الصباح بدري جاتهم لمياء اللي قدرت تجيب لهم نقاشة من الرياض
كانت تدرك صعوبة هالشي خصوصا ان هالديرة بعيدة عن الرياض بس
زيادة المبلغ المالي كانت كفيلة انهم يجون قامو البنات من بدري واستعدو
لهاليوم .. تحنو وجابت لهم لمياء فساتينهم والاكسسوارات اللي يحتاجونها
بدا هالبيت خلية نحل كانت طول اليوم تصيح ودموعها مو راضية توقف
وهي تحسب انها ماراح تقعد بهالبيت اكثر من يوم ونص .. وبكرة في
الليل راح ياخذها زوجها للرياض .. حاولو يهدونها يقولون لها اي كلام
يشغلها عن التفكير بأهلها .. بس ماكانت تقدر تتجاوز هالتفكير ابد .. مر
هاليوم بسلام وجا يوم الزواج الموعود .. من الصباح بدا الازعاج في
البيت .. التجهيزات في الخارج واغلب اهل الديرة صاحين من بدري
وكل واحد فيهم يحس انها بنته ولازم يستقبلون ضيوف ابو راكان ..حطو
خيمة كبيرة للرجال بمدخل الديرة .. وخيمة اخرى للحريم قريب من بيت
ابو راكان في المساحة الفاضية اللي بين بيتهم والمزارع .. وجزء من
هالخيمة مغطى عشان تقعد فيه نورة وقت دخول طلال عليها .. ووقت
مايجون يسلمون عليها .. لانه في ديرتهم ماتنزف العروس .. جو كلهم
من بدري بيت ابو طلال وابو سلطان .. ورياض صديق طلال .. سما
من اول مامشو وهي تحس بحماس مو طبيعي حتى غلبها النعاس ونامت
بنص الطريق .. اما رسيل كانت مقهورة انهم اجبروها تجي هالمشوار
سيارة سلطان كان فيها ابوه وميساء وبناتها .. وسيارة احمد فيها لمياء
والكوافيرات اللي جابتهم معاها .. اما في سيارة طلال كان معاه رياض
وام طلال وبناتها وسامي مع ابوهم .. وصلو قبل صلاة العصر .. فتحت
رسيل عيونها على اتساعها وهي تناظر ديرتهم وعلى طول نزلت دمعتها
الناس وجمعتهم وفرحتهم بشوفة اهل طلال جايين مناظر بيوتهم الصغيرة
اذهلتها .. ماكانت متصورة ابد اللي كان ينقال لها كانت تتوقع الكلام فيه
نوع من المبالغة ولايمت للواقع بصلة .. لكن انها تكون بهالمكان صدمها
طقت سما على كتفها تصحيها : سموووي قومي شوفي قريتهم .. شي
يحزن وربي ..
فزت على طول من نومها وقامت تتلفت وهي متفاجأة مناظر ماتخيلت
وهي بنت العز والدلال انها بيوم تدخلها كل من في السيارة كانت وجيههم
تحمل ذات الملامح الدهشة والحزن والترقب .. اكثر واحد كان متضايق
هو سامي اما رسيل تحولت مشاعرها بهاللحظة لشفقة .. نزلو وهم مو
عارفين شلون هالناس اللي راح يستقبلونهم .. الترحاب الكبير وابتساماتهم
النقية اللي تجمل وجيههم ومشاعرهم اللي ماتعرف الكره ابد .. وبساطتهم
اللي تحبب الناس فيهم .. دخلو كلهم في القسم المخصص لنورة عشان
يجهزون وتجي نورة تقعد بعد مايخلصون كلهم عشان يبدأون فيها .. سما
كانت فرحانة عرفت خوات نورة وصارت لازقة فيهم وتسولف معاهم ..
واللي جات على جوها موضي .. اعجبها خبالها اللي يشابهها .. فيها نفس
الشقاوة والفضول .. رغم اختلاف طبقاتهم رسيل كانت مبتعدة عنهم بس
تتأملهم ومشاعرها مابين غرور وشفقة .. ام طلال تركت كل شي خلفها
وتعيش هاللحظة بكل تفاصيلها هالليلة اللي تمنتها من زمان اخيرا صارت
وماراح تتعب نفسها بتفاصيل ثانية .. ميساء كانت تطالعهم وبداخلها الف
فكرة وفكرة تتمنى تنفيذها .. بدو الاستعداد لهالليلة كل شي جابوه معاهم
اشياء حتى يمكن اهل القرية ماعمرهم شافوها او سمعو فيها ..
على صلاة المغرب جهزو كلهم .. وطلعو لهالخيمة الكبيرة اللي نصبوها
للعرس .. وجت نورة من بيتهم لهالقسم المخصص لها وبدأ مشروع تجميل
عروس هالليلة ... كانت ترتجف خوف وغصب عنها دموعها كانت تنزل
بغزارة بدو يهدونها شوي يبون يعرفون يحطون لها الميك اب بدت تهدى
وتسبح وتذكر ربها في هالوقت اللي يزينونها فيه .. انتهو منها وطلعو من
عندها .. لبست فستانها وساعدتها شيخة اللي كانت عندها..
شوي ودخلت عليها لمياء اللي تفاجأت من شكلها : ماشاء الله تبارك الله ..
لا اله الا الله عز الله بينهبل طلال اليوم ..
نزلت راسها بحيا وهي تمسك يد شيخة .. سمعو صوت راكان يناديهم من
برا وراحت شيخة تكلمه شوي وقالت لها انهم جايبين لها الدفتر اللي لازم
توقع فيه .. انسحبت لمياء وهي مبتسمة : خلي اخوك يدخل ..
دخل بعدها وجا عندها مد لها الدفتر يبيها توقع .. ارتجفت يدينها وطالعت
في شيخة برجاء : تكفين وقعي عني .. ماعرف شلون اوقع ..
على طول صرخ راكان : لااااااا تكفين الا شيخة هي وخطها اللي مدري
وش يبي ..
ضحكت على طول وخذت القلم : زين علمني شلون اوقع ؟
قعد يفكر شوي وبعدها قال لها : اكتبي اسمتس وحطي خط عليه يصير
توقيع ..
ناظرته باستفهام : راكان ؟
ضحك على طول عليها : والله مدري وشلون اللي يجي معتس ..
وقعت بالطريقة اللي حست انها اسهل شي ومدت له الدفتر .. حب راسها
وبارك لها : الف مبرووووك يالنوري عسى الله يكتب لتس السعادة يارب
ضحكت له ولشيخة اللي جات تسلم عليها وتبارك لها وقعدت كل شوي
تستقبل احد يجي يسلم عليها .. واصوات الطق والاهازيج من الفرقة اللي
حجزوها .. والحماس اللي تحسه من اصوات البنات .. دخلو عندها اهل
طلال ونزلت راسها اول ماشافتهم .. الكل انبهر من شكلها ابدا ماتوقعوها
بهالجمال وهالنعومة .. كانت بليلة عرسها حورية تبهر كل من شافها
سلمو عليها وباركو لها ووقفو يسولفون معاها .. كانت مستحية ومو قادرة
ترد عليهم ابد .. الوحيدة اللي تاخذ وتعطي معاها كانت لمياء .. رسيل و
سما كانو يتهامسون : وااااااااي ريسووو تجنن .. احلى من حنينوه ..
ناظرت فيها رسيل متعجبة : تبين الجد ؟ والله اني احسب لمو تبالغ بجد
ماتوقعتها بهالجمال .. رسيل اللي كانت متضايقة يوم شافت اهل الديرة
ارتاحت شوي بشوفة نورة .. على الاقل شكلها حلو وبيقولون خذو قروية
لانها حلوة .. دقايق وجاهم راكان يقول ان طلال بيدخل عندها هنا بس
وقف قلبها .. نادت امها ومسكت يدها بقوة : لا تروحين عني تكفين ..
ربتت على كتفها : بتغطى وانا امتس واجيتس ..
لبسو كلهم عباياتهم ودخلو عليهم راكان وطلال .. مشى معاه راكان لنورة
اللي جا ووقف جنبها سلم عليها .. وبعد ماوقف يناظر اهله التفت عليها
يبي يشوفها ..
انتهى الفصل الاول
صباح الورد حبايبي
العذر والسموحة على التأخير .. هذا الجزء
لعيونكم وراح اعقب على الردود وانتو تقرون هالبارت

الجزء السادس

[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎

/
\
/
\
{ ... يافاتنة .. !
ما بال احلامكِ تهوي بك ِ نحو سرادق الأحزان .. ؟
وما بال عيناك ِ تحكي تفاصيل الحرمان ,,
ورجفة يداك ِ تصور آخر لحظات الوداع .. ؟
قولي لهم ..
سينتهي العصر القديم بأوجعه ..
ستحلق طيور الحلم نحو بلاد الأفراح ..
سأمضي معه وبه وله .. وسأكون ملكته المتوجة
بكل فخر على عرش قلبه ..
قولي لهم ..
سنلتقي يوماً على مرافيء السعادة ..
ستجمعنا الأقدار مرة تلو الأخرى ..
وسأبقى انا ..
كما انا تلك البريئة الطاهرة العفيفة ..
وحتى ذلك الحين .. احتفظوا لي بين
اضلعكم دعوات صادقة .. وذكرى جميلة .. !
من بين كل اللي حوله وكل اللي ينقال واصوات التبريكات .. كان جاي هاللحظة
يبي يشوفها اول مارفع نظره لها خفق قلبه بشده .. وتسارعت نبضات قلبه بشكل
جنوني ماقدر يشيل عيونه عنها .. ابهرته ملامحها ونعومتها .. ركز نظره عليها
ونسى كل اللي يدور حوله .. كان يسمع تبريكاتهم بس عيونه كانت عليها رغم انها
ماكانت تناظره ولا رفعت عينها له .. كانت فاتنة الى حد صارخ .. ملامحها عربية
اصيلة يكسوها الحزن مهما حاولت تخفيه بابتسامتها الخفيفة .. التفت على طول
يدور لمياء شافها واقف تأشر له بيدها فهم انها تبيه يمسك يد نورة .. كان يحس
بارتباك فظيع لاول مرة يحسه .. مد يده وشبكها في ايدينها .. كانت باردة كالثلج
وحس برجفتها اول مامسكها .. : مبروك يانورة ..
لفت وجهها بحيا تدور امها وخواتها .. وجات عينها بعين راكان .. كان مبتسم لها
لمح في عيونها نظرة استنجاد .. يعرفها اخته خجولة جدا تستحي حتى من الحريم
اللي ماتعرفهم .. شلون وهي الحين تمسك يد رجال ماعمرها شافته ولا تعرفه ..
ظل يسترق لها نظراته بين فترة وفترة .. قرب منها سلمان اللي جا يركض وهو
فرحان ان اخته عروس .. ومو داري انها الليلة بتودعه .. جلسو على الكراسي
اللي حطو لهم بهالمكان .. كانت تطالع بكل شي الا هو .. واشغلت نفسها بسلمان
اللي يناظر فستانها وخيوط التطريز اللي فيه بانبهار .. اشر راكان لخواته يطلعون
وطلع هو بعد واخذ سلمان معاه .. وبهالوقت خذو ام طلال وخواته راحتهم معاه
كانو يباركون له بهالمناسبة .. ويرد عليهم برسمية .. ارهفت سمعها له ولكلامه
حست انه انسان ثقيل وراكز .. من بين الكل كانت لمياء مستانسة .. تحس انها
اعجبته .. ماقدر يخفي نظرته لها ولو انه حاول يكون جامد قدامهم .. بس كانت
تشوف شلون يستغل اي غفلة منهم او كلام عشان يناظرها ,, باركو لها وطلعو
سلمت امها عليها وقبل تطلع مسكت يدها .. كان ودها تصيح تبيها تقعد معاها ..
همست لها في اذنها تهديها : نورة الله يهداتس تراه رجلتس وبعد شوي بتروحين
معه بروح اشوف ضيوفي لاتفضحيني معهم .. استسلمت لها وفكت يدها اول
ما التفت لها شاف حركة صدرها اللي قاعد يطلع وينزل بسرعة .. رحم وضعها
وحاول انه يسولف معاها شوي يضيع ارتباكه وارتباكها وخجلها .. : شلونك ؟
قدر بصعوبة انه يسمع تمتماتها .. : بخير ..
صوتها وشكلها ابدا ماتخيلها بهالشكل .. قالت له لمياء انها كبيرة .. وهالشي هو
كان يظنه بس شكلها مو علي عمرها .. اللي يشوفها يعطيها عمر ببدايات العشرين
كانت نحيفة شوي .. وطولها متوسط امام طول طلال .. مكياجها كان ناعم والكحل
اعطى لعيونها سحر خاص اشغلت كل تفكيره وتجرد من اي تفكير في الماضي
هو يدري انه مانسى ماضيه ابد .. بس هو قرر ولازم يكون قد قراره ومستحيل
يظلم نفسه او يظلمها معاه .. اما الحب مازال مشروع مؤجل بالنسبة له ..
بمكان آخر وبين المعازيم جلست رسيل تناظرهم باستغراب كان اغلب هالحريم
لابسين براقعهم رغم ان كل اللي حولهم حريم ماكانت منسجمة ابد مع هالاجواء
حتى لبسها هي وسما اللي كان مصدر انتقاد اهل الديرة .. لانهم يشوفون انه مو
لبسنا ابد .. وحتى صوت الطق والاغاني الشعبية ماراقت لها .. كانت مستغربة
وناسة امها اللي نست كل شي بوقتها وكانت تعيش احساس ام العريس .. وسما
اللي كل ماقعدت معاها شوي قامت مع موضي وسارة يضيفون الحريم ..
جات وقعدت جنبها وهي تضحك : ريسو وش مزهقتس ؟ ههههههههههههههه
ياحلو لهجتهم ياناس ..
التفتت عليها وكشت على وجهها : بزر محد يشره عليك اصلا ..
طقتها على يدها وهي تضحك : اقسم بالله انهم فلة موضي هذي مجنونة ماخذه
الدنيا سعة صدر .. انا يوم شفت بيتهم قلت هذول ماتوقف دموعهم ..
حركت اصبعها بمعنى اخلصي علي : ايه ايه وش بعد ؟ ممكن توفرين سوالفك
لا رجعنا ترى راسي مصدع من هالطق ومن صجة بزرانهم ..
قربت من اذنها : ريسوو تتوقعين وش يسولفون الحين ؟
ابتسمت غصب عنها : ماتعرفين اخوك يعني ماعنده سالفة .. اذا ماكان يهددها
ويعطيها اوامر بداية حياتهم الزوجية ولا ما اكون رسيل على بالك يعني يعرف
للرومانسية وسوالف الحب والغزل ؟
كتمت ضحكتها وهي تناظر موضي من بعيد : لا ادري فيه بس كنت ابي اعرف
هالانسان اللي مابحياته قال سالفة شلون الحين يسولف معاها ..
ضحكو ثنتينهم وكل وحدة فيهم تقول شي متوقعته .. واستمرو بحشهم في اخوهم ..
وهم متوقعين انه نورة الحين قاعدة تندب حظها اللي رماها على هالانسان الجامد ..
/
\
/
\
/
\
/
\
بنفس المكان كانت تحس بضيقة كبيرة بصدرها من شافتها .. من بدا العرس وهي
قاعدة مع نورة .. ماتبي تشوف بيت خالها ولا زوجته .. ويوم اضطرت تطلع
عشان تقعد نورة مع طلال حست نفسها مخنوقة تبتسم وهي بداخلها غصة كبيرة
وجودها .. نظراتها اللي مسلطتها عليها .. ابتسامتها اللي حست فيها سخرية كل
شي كان قاتل بالنسبة لها قاومت كل احساس للحنين انها تشوفه .. مجرد شوفتها
لزوجته عمقت جراحها اكثر .. وجسدت صورة خيانته بوضوح .. تمنت بهاللحظة
تكون نورة معاها هي اللي تفهمها .. هي اللي لاشافتها بعدت عنهم وراحت لحالها
جاتها تواسيها موضي رغم طيبتها الا انها ماخذه الدنيا وناسة وماتهتم لهالتفاصيل
وتشوف من تعلقها بماضيها ضياع عقل .. وحصة ومنيرة بعدهم صغار .. كانت
تخفي مواجعها خلف ابتسامتها المزيفة .. وداع نورة وجروح سعد وشوفة زوجته
تجمعت عليها وانهكتها .. جلست جنبها موضي بكل دفاشة : الحقي علي ياشيخة
هالصندل كسر رجليه .. وربي احس اني شوي واتكرفس قدام الله وخلقه .. مدري
شلون يلبسونه ياوجه الله لو البس مثل اللي لابسته اخته المغرورة والله اني لاغرز
متساني .. " التفتت عليها شافتها غارقة في تفكيرها " هيه انتي تراه عرس النوري
لاتقلبينه نكد عشان هالرخمة اللي رجع عساه يروح ولا عاد نشوفه ..
التفتت عليها معصبة : وانتي وش عليتس انا اللي بتنكد ولا انتي .. ولا تدعين عليه
تراه ولد خالتس ..
هزت كتوفها وهي تزم شفايفها : تخلخلت حنوتسه .. مالت عليه هو وولده غايب
هالسنين كلها وجاي الحين مسوي ان عنده خوات ياشيخ طير انت تعرف الاخوة
خوى راسك يابعيد ..
ضحكت على شكلها وهي معصبة : والله انتس عجيز بدو .. قومي ارقصي بس
استانست انها شافت شيخة تضحك : ايه اضحكي ولا عليتس فيه ولا عليتس في
مرته الحضرية وربي انها حومة تسبد هي وخلاقينها اللي مشققة من كل متسان
ليت من يسترها ..
قبصتها في فخذها : اسكتي الله يقلعتس كليتي لحوم خلق الله .. لعنبو ابليستس من
بقى ماحشيتيه ..
شافو امهم تأشر لهم يجونها وقامو ثنتينهم لها .. قالت لهم يروحون معاها يودعون
نورة اللي بتمشي الحين مع زوجها واهله .. ومن قالت هالكلمة بدت الدموع تسيل
كان الوداع محزن الى حد كبير .. ودعوها اهلها وخواتها وبنات عمها وخالتها ..
كل اللي يقربون لها من قريب او بعيد بكو على فراقها .. حبت راس امها ويدها
وضمتها بقوة : يمه تكفين ادعي لي ..
مسحت دموعها بطرف شيلتها : الله يوفدزتس ويسخر لتس رجلتس وييسر لتس
كل امورتس يابنيتي .. انتبهي لنفستس ولبيتس .. ولا تسمعين لاحد اي شي عن
رجلتس .. وبابتس لاقفلتيه خلي سرتس دونه ولا تطلعينه لاحد ترى يدور الزمن
ويفضحون سرتس ومحد نافعتس وصوني رجلتس وراعيه ولاتقصرين بحقوقه
واسعي لرضاه عسى الله يرضى عليتس دنيا وآخرة ..
هزت راسها لامها وهي تصيح .. ماكانت قادرة تتكلم او حتى تقول شي وهي
تشوف هالوجيه اللي تعودت عليها يودعونها هالوداع الأليم .. قربت منها شيخة
وضمتها .. كانت تحس باظافرها تنغرز بظهرها وهي تلمها بقوة .. : النوري
لاتخليني تكفين وربي ضايقة فيني .. شلون انوم الليلة ومنتي بجنبي .. ولحافنا
واحد ..
قربت فمها من اذنها وتكلمت من بين دموعها : تراه مايستاهلتس .. تكفين مابي
اروح وانا دارية انه حارق قليبتس .. طمنيني طلبتس ..
بعدتها امها عنها يوم حست صوت صياح نورة زاد .. بس نورة رجعت سحبتها لها
وكملت كلامها : بيجيتس نصيبتس ان شاء الله .. واحسن منه بعد خليه مادامه راح
لنصيبه ..
مسكت موضي يد شيخة وقربت من نورة تضمها : ياويل قلبي يالنوري مدري
شلون نعيش وانتي منتي بحولنا .. اثاريتس صدز بتروحين ..
ضحكت من بين دموعها : ايه توتس تدرين وتراتس انتي بعد لاحقتني .. موضي
تكفين خلتس مع شيخة لا يضيق خلقها على هالردي اللي رجع وزود همومها ..
استمر وداعهم وقت طويل .. كانو اهل طلال يناظرونهم بتعجب .. كل هالدموع
وكم المحبة لنورة معناها انها انسانة عظيمة بينهم كان وداع مؤثر نزلت دموعهم
غصب وهم يشوفونهم .. صوت عليهم راكان يبي نورة تطلع .. راحت لها شيخة
لبستها عباتها وغطتها .. رجعت مرة ثانية سلمت على امها وخالتها ومشت .. من
طلعت شافت راكان مسكت يده وضغطت عليها : ابي اسلم على ابوي ..
قرب منها اكثر : ابوي عند الرياجيل شلون تروحين له ؟
هزت راسها باعتراض : والله ما اطلع من الديرة وانا ما استسمحت منه .. ترى
عمري ماراددته الا على هالعرس .. مابي اروح الا وهو راضي علي ..
تكلم بعد تفكير : اجل اركبي مع رجلتس وانا بروح اجيب ابوي بموتر مشاري
سحبت يده قبل يروح : والله ما اركب معه بلحالي ..
ضحك عليها بصوت عالي : هماتس بتروحين معه للرياض ؟

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات