رواية حكايات من خلف الجدران -54

رواية حكايات من خلف الجدران - غرام

رواية حكايات من خلف الجدران -54

بوجعهـا ...تذكـر نظـرات الناس ,, الجـوع الي حسـه... البرد الي جمـده... والحـر الي امـرضـه .. كل شيء اتعبه هالسنين الي راحت ..وكل شيء يشهـد فيه على ضياعه ابتـداء من شوارع الرياض لجسمـه الي كله خدوش وطعنات والي بقت اثر فيه وعمـره ماراح تروح ...اخيـر واحـد منهم نطـق
شهق فارس بدون تصديق : عمـر
تغيرت ملامحه المفتاجئـة الى شراسـه وحقـد وكـره كل لحظـة صعبة مـر فيها اوجعته بهذي اللحظـة قفـز بحركـه غريبـه وهجـم عليه بغضب اعمـى بصيرته ..و دفـه بيده على صدره وارتطم راسـه بالجدار ومسكـه بطـرف ثـوبه وهـو يهـز فيه بقـوة تفاجئى هو بذاته عنهـا
فارس كانت صدمتـه اكبر من انـه يدافـع عن نفسـه..شوفته لعمـر شلته بالكـامـل والحنين لاسـره القديمـه ضعف قلبه .. وما حس بكثـرة الضربات الي تلاقهـا من عمـر
صرخ سلطان وسحب فارس وهو يبعـده عن وجهه : عمـر هدي بالله ايش بلاك هـذا فارس ولـد عمك
تفل عمـر بوجهه وهو ينفس بسرعه ويمسح فمه : يخسا هالاشكـال اعترف فيهـا ..
فارس وهو يبعد عن وجهه ويكح : عمر ايش بلاك هدي
ضربه عمر بحرارة على وجهه اوجعت فارس
وهالمـره فارس دفـه عن وجهه ومسكـه من اكتافـه بقوة وهزه بشـده : اذا انت انظلمت كلنـا انضلمنا
عمـر بانفاس متلاحقـة : كلامك اضحك فيه على عيال خالتك امـا انـا لاء ضيعتني وضيعت اخواتـي وضيعت امي ولك وجهه تضحك بعدها
حس فارس ان الكلام ما منـه فائدة معه مسح الدم بكمـه ولحظة انشغاله بمسح الدم هجم عليه عمـر وصار يضرب فيها بجنون
حـاول احمـد وسلطان ومحمد يفكـوا بينهم.. احمد يبعد فارس وسلطان يسحب بعمـر
بعد عمر وهو يصـرخ : انـا بطـلع ومـالي جلسـه مع اشكـال مثلكم
وطلع وهو يجـر معه جسمـه المتهالك ..لحقـه سلطـان ونـاده : عمـر عمـر
طنشـه عمـر و لا حيـاة لمـن تنـادي
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
على طـاولة الاكـل.. جالسين يتعشـوا الهدوء مجتاح المكـان ومافي الا اصـوات الملاعق وارتطام الصحون ببعضهـا.. قطع الصمت الي بينهم نغمـه اعتادوا سماعهـا هالايـام "
مهما اللـيـالـي والـزمــان امـتـحـنـّي
لاصـد بـي وقـتـي فـأنـا مـاقـدر أنـساك
وإن صـدبـك وقـتـك فـعـساك مـتـهـني فـأنـت الـبـعـيـد اللي عـيـونـي تـمـنــاك
عــذري إلى مـن جــاك والــعــذر مـني
ويــقـــبــل مـعــاذيـري كـريـمِ شَــرواك
وحـسـن ظـني لـين الـزمان الـصـعب يسمـح بتـلقـياك
انا ادري اني غـبت وابـطيـت .........
طلعت احلام جوالها وحولته على الصامت ورجعت تاكل تحت نظرات الكـل
ام سالم بشيء من الضيق : احلام ايش بلاه جوالك هالايـام ما يسكت اربعه وعشرين ساعه شغال
رفعت عينـها بابتسـامه غامضـه لسالـم بعدهـا وجهتهـا لعمتـها : ايش اسووي ..تعرفت على وحدة عوضتني عن الي فقدته الشهور الي فاتت
رفع عينه لها والمعلقة بقت معلقه عند فمـه يتأمل ابتسامتـها الي صـار نادر ما يشوفهـا بلع الشـوربه وبعدهـا قطع خبز واكـله بدون ما يغمسـه ببشيء وعينه لسـه عليهـا
تكـلم ابو سالم وهو بقمـة انشغاله بالاكـل : هـا يا سـالم نبـي نشوف ولدك ..اخـوك محمد من اول شهـر زوجته حملت وانت لك ثلاث شهـور وما انتـم ناوين تفرحـونا
رفع عينه بصدمـه وكلمـة أبـوه هـزته من الداخـل.. لف عينـه بعيـد عن نظـرة احـلام المستهزئة وقال : ان شـاء الله
قطعت احـلام بقيـة كلامـه : يمكـن يا عم مهـو مقسوم تشوف عيال سالم
اشتدت حمرة عيونه وهالمره ماقدر يصبـر ضرب الطاولة بيده : احـلام
ضحـكـة ضحكـة مفاجئه عكس النار الي تطبخ بداخلها : امـزح معك ولفت على عمهـا .. ان شـاء الله ياعم تشوف عيال عيال سالم واذا ربي ما رزقـه مني انا متبرعه اخطب له بدل الوحدة ثلاث
ابو سالم : فيك الخير يا احلام اصيله طالعه لابوووك و ان شاء نشوف عيالكم انت وسالم
تضايق من كلامهـا وعرف انها تجرحـه وتطعن بقلبه وتتظاهر الطيبه قدام اهله رفع عيونه لملامحهـا الي انحرم انه يتاملها باريحـه وبقرب وبعدهـا قام وهو عاجـز حتى عن الرد عليها ومهـو بيده كل شيء طلع من يده حتى علاجـه قصـر يكمـله بعد ما اخبره الدكتـور ان عـلاجـه ربمـا علاج نفساني
بعد العشـاء وفي جلسه طووويلة قامـو بعدهـا مع بعض وقبل ما يطلعــوا وقف يوسف وشده وهو يسلم عليه : اتمنـى تكـون صدقت كـل حرف قلته لك بخصوص اختـي
رتب احمد على كتفـه : صدقينـي لو ما ني واثق بسمـه كان ما فكرت لو مجرد خاطر اني ارتبط بانسانه بشكل كـذا بس بسمـه الريبه ما تخطـاها
شـد يوسف على كتفـه ممتـن : فيـك الخير يا احمد والله يوفق بينكم
كانت تسمعـه وقلبها مقبوض سمعت كل كلمه قالها يوسف وتوقف قلبها عن النبض وهي تنتظـر ردة فعل احمد ارتـاحت نفسيا وتنفست بعمق ورجع النبض بانتظام من جديد لما سمعت كلامـه واول ما شافت احمد نـزلت رأسها و ما تقـدر تـرفع عيـونهـا بوجهه
قـرب منـها وهـو يهمـس : ما قلنـا الراس هـذا نبيـه فووووق دائما
ابتسمـت وهالمـره نزلت راسها اكثـر
هـز احمد راسه وهو فاقد الامـل من انها ترفع عيونها عليه .. وتنهـد من التعب والارهـاق ..ومـد له شماغه وطاقيـته ودخـل غرفـة النـوم اخـذته منه واختفت عنه ثووانـي ..وبعدها طلت براسهـا وبيدهـا عصيـر بـارد حسه انه جـاء بوقتـه مـد يده بابتسامه: ربـي لايحرمنـي منك
ابتسمت على جنب وهمست بخجل غير مسمـوع : ولا منك
شـربه ومن التعب ما قدر يكمله تمدد على السرير وثوووانـي ماحس بنفسـه الا وسلطان النـوم متمكـن منه ..دخلت بسمـه الغرفـه و شافته نائـم بثـوبه والتعب واضـح على وجهه..ضعف قلبهـا وحـن عليه قربت منه وتاملته بعشق وموده وحب وبحركـة خفيفه خلعت جزمـاته بهدوء وغطتـه وطفت النـور وتـركته وقفت بالصالة وهي بقمـة سعادتهـا ماتوقعت احمد كذا ..ماتوقعت تعامله راقي وله اسلوب جذاب ..ما هي طماعه وتطلب اكثر من كذا هي ما كان تحلم ان احمـد بيـوم يكـون زوجهـا والحمد الله ربها حققها لها ولا خيبهـا
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
اعطـى فارس شغالة عيال شاعر كيس وبعض من الفلـوس وبعـدهـا ركب السياره وتحـرك ولمـا بعد عن المكـان وقف بسيارته وهو ينتظر اتصـالهـا
اخذت شروق الجوال من الشغالة وطـارت من الفـرح ومهي مصدقـه انها اخير بتكلم احـد من اهلها وفرحتـها بفارس الي كـان بالنسبة لها اكثر من اخ قفلت باب غرفتها عليهـا ..وفتحت الجوال بعجله وشافت رقمـه وبسرعة اتصلت عليه
تكلمت بلهفـه عجزت تخفيهـا : هـلا فارس
فارس بفرحـه : اهلـين شروق
شروق بعجله وهي تأكل الكلام أكل: شخبارك وشلـونك اخبار امـي روعـه وبندر
فارس بضحكة مسموعة : هـدي ايش بلاك طائرة
شروق بحرج : حرام عليك فرحانه وطائره من الفرح ماني مصدفة اني اكلم احـد من اهلي.... وبصـوت خانقته العبرة : فارس والله ما ابـي اجلس هنـا دقيقـة وحـده
فارس عشان كذا انا كلمتك اسمعـي ابيك تقولي لابـوك انك بتزوري بسمه وتباركي لها بالزواج ومـن هناك باخذك وبنروح المزرعـة
شروق : وغـروب
فارس بحـدة : مالـي دخـل فيـهـا
عصبت وهالمـره صوتها انرفع : فارس ما راح اترك غروب هنـا تأخذنا مع بعض ولا تتركنا مع بعض
فارس بضيق واضح : خـلاص اجـل بكـره نتفق ونتواعد في بيت خالتي
شروق : خلاص ..وابتسمـت بامتنان : الله لايحرمنـا منك
فارس: ولا منك
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
ان الـرقم الذي طلبته غير موجود بالخدمـه موقتـا
طـاحت دمعه متجـجرة وحـار تحـرق قلبـه قبل ما تحرق وجهه.. وهـو مشلـول عن الفكيـر والحركـه .. عرضه يلعب فيه عمـر وهو عاجـز انه يحميـه ..شـرفه يدنس وهـو ينتظـر الفرج ولا قادر يتحرك وهو بيده الي دنسـه وين يروح يبلغ عنه..ولا يدور بالشوارع مثل المجنون
رمـى نفسـه على الكنب بثقـل وبيده الجوال يعيـد اتصاله بعمـر
وكـان نفس الجواب الاول .. ودور بالاسمـاء واتصـل على اسيـل بامـل مفقـود
ردت اسيل بخـوف وضعف واضح : نعـم بسـام
بسام بانكسـار عجز يخفيـه : ابيك تساعدينـي ابي وسـن باي طريقه طلعيها
همسـه من بين دمعاتهـا على ضياع وسن المسؤله عنه : خـلاص
وقبل ما تنتهـى من كلمتها قفل بسام الخط بوجهه كعادتـه
وهالمـره الدمعـات توالت على بسـام .. رمـى الجوال وغطـى وجهه بيديه وهـو يصيـح مثـل الاطفـال .. بايش راح يجاوب اخوه عن بنته ايش راح يرد عليه يقوله بعتها لصاحبه لعبت بعرضك ضيعت سمعة العيله بتهوري
وبلحظـة تذكـر شيء غفـى عنه .. تذكـر علام الغيـوب انكب بكـل جسمـه ساجـد اتجاة القبلة وهو يدعي ويبكـى ويتوسل لله بكـل خليه بجسمـه بكى بحرقة واول مـره يحس بطعم الندم ويتذوق حلاوة التوبـه
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
سمعت صوت فتح الباب بعدهـا صوت ارتطامـه في الجدران من يوم ما غروب راحت عنها وهي خائفه وما تجلس معه واذا شافته ترتعد وترتجف
سمعت صوت تكسير وخبط وتبعه بعده هدوء .. وزاد الخوف بقلبهـا وقفت عند باب غرفتها متردده تطلع ولاء ولما ما سمعت أي اثـر صوت تشجعت وطلعت .. شافت الصالة ظلام ونـور من المجلس متسرب مشت بوجل وهي تدعي بداخلها فتحت باب المجلس وشافت كل شيء مكسر فيه رفعت حواجبها باستنكار وبعدها تغيرت نظرتها لصدمـه ...لما لمحت عمر رامـى نفسه على الكنب
قربت منـه بخـوف وهو مغمض عيونه وتوقعته نائـم وبقت تدقق بتفاصيل وجهه
حس عمر بحركتـها وفتح عيونه ببط ..ونـاظـرها نظـرة طووويلة وتنهد بصوت موجوع حبسه داخل اضلاعـة هـذا الشيء الصـح الي سـواه بحيـاته.. لف وجهه عنها وسحب رجوله لقدام وطـلع ابـرة هرويـن ورفع عينه وقبل ما يغرزها في عضدها انتبهـه رفع عينه لهـا و شـاف بعيونها دمعة غريبه وعلى وجهها اكبر علامـة خيبـة .. عصب ورفع صـوته عليها بتهديد :انقلعي بــرا
ما تحركت من مكانها ولا اهتز فيها شيء الا الدمعات تتابعت من عيونهـا على شكـل عمـر
عصب عمـر وقام والابـره لسه بيده : انت ما تفهمي انقلعي عن وجهي
اخير تكلمت بعد صمت مفاجـى وسألته بعبرة مخنوقه وصوت مكتوم عن النفس : عمـر انت تسكـر
قام بعصبيه شديدة وقف بوجهها وتكلم بقسـوة جارحـة : وازنـى بعـد واسـوي كل شيء ما يخطـر بالك ارتحتي الحين يلا انقلعي
هـزت راسهـا بصدمـه كانت تتوقعه من الشباب الطائش الضياع بس ضياااع عمـر يوم عن يوم يصدمها ويوجعها بقلبهـا
تحركة بحركة مفاجئة ونزعت ابـرة الهرويـن منـه وكبت الي فيـها ورمتها بعيد تحت ذهول عمـر الي لسه ماتحرك فيه شيء
عمـر بصدمه لسه ما استوعبهـا : ايش سويتـي
وسن وهي تمسح دموعها : ماراح اخليك تسكـر ولا تضيع عمـرك انت مجنون تذبح نفسك وانت ما انت داري
عمره ما شاف الحرص بعيون احد عليها .. عمره ماحس نفسه لها قيمة عند احد دائما هو الموجه الوحيد لشهواته ولذاته تكلم بكلام متقطع ينطق بشرر : بــتنـدمـي تـراك
صرخت بصوت عالي وهي مهي منتبه لنفسهـا : ايش تبي تسوي تذبحي اصلا تاخذ في اجر وتريحني
رد بتلقائي وبصـوت غريب : تبنـي اريحك واتعذب وراك.. وبعـدهـا
سحبهـا من شعرهـا وقفهـا بوجهه المحمـر : لاتتجري اكثـر من كذا لانك بتندمـي وبعدها عن وجهه ودخـل غرفته بشيء من الهروب
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
جلست ام بندر بوسط الصالة وهي تنزل اكمامها وبيدها الثانيـه سبحه تستغفر فيها بعد ما انتهت من صلاة الضحـى.. شافت روعه تسوي لهـا فطور
نادتها بصوت مبحوح وهي تستغفر بصوت عالي : روعة يا روعـه
جاءت روعه وقفت على باب المطبخ بابتسامه : هلا يمه بغيتي شيء
ام بندر : ابيك تصحي بندر اول مـره يتاخر ما يصحى
روعه بملل : افففف الله يعيني على ثقالة دمه.. ورمت الاغراض الي بيدها وغسلت يدها وطلعت ... دخلت الغـرفة وبحركة سريعة شغلت الانـوار وطفت المكيف وفتحت الشبابيك وصرخت بصوت عااالي : بندر قووووم
شافتــه ما تحرك ولا تغيـر من مكانه زفرت بصوت عالي وهي عارفه نوعية نومه الثقيلة سحبت البطانية ورمتها بعيـد وهي تصرخ بندر
قـام على ازعاجـه وعبس بوجهه وانقلب على ظهـره وحط يديه وراى راسـه وهو يتكلم بغيض عجز يخفيه : ابي اسألك بالله عمـرك شفتي وحـد تصحـي زوجهـا كـذا
روعه بزفـر طووويله : يا هالكلمـه الي غاثني فيهـا صبـح ومسى..وبستخفاف ...يلا علمني شلون اصحيك
جلس بشكل مفاجـئ وسحب يدها :تعالي اجلسي اعلمك شلون بكـره تصحينـي من نومـي
انحرجت وما بينت إحراجها : يا ثقـل دمك قوووم امـي تبيك تفطـر معهـا
بندر باستفزاز وهو مستمتع باحراجهـا : امـي ولا انت
رفعت روعه طرف شفائفها وصغرت من نظرتها: ايش قصدك
بندر بابتسامـه عجـز يخفيهـا : مـدري اخبر امي دائما تفطر بدوني وانت شكلك مشتاقة لي وتلبسيهـا فيها
عصبت وزمت شفائفها : من زينك عشان اشتاق لك مالت على هالوجهه ونزعت يدهـا المتمكـن منهـا بندر وقامت وهي تنافخ وتسب
يحب يحرجـها ويمـوت بشكلها خاصت حمرة خدوها الي تقتلها بمهـدهـا
مسكـها قبل ما تطـلع ونـاظـر بعيونها بنظرة غريبه ممزوجـه بنظـرة ماكـره : على وين لسه ما صفينا الحساب
روعه : بندر تـرا واصله معي بعـد عن وجهـي وخلي اليوم يعـدي على خيـر
جاءت ام بندر على اصواتهم الطالعة : ايش بلاكـم
بندر : ما في شيء يمـه بس روعـه تسـالنـي كيف بكـره تصحينـي لتزوجنـا وجالس اطبق لهـا
انحرجت وكل شيء فيها تولع هالمـره وردت بسـرعه :كـذاب
وطلعت وهـي متفشلـه وحالفـه انهـا بعد هاليـوم ما راح تصحيـه
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
على وقت الغروب وحين امتزاج الألوان يبعضها واندماجهـا كالوحـة فنيـة تعددت الالون بين الاحمر والازرق والاصفـر والبرتقالي..وبلحظـة غياب السراج المتوقـد .. وانطفاء نـوره وبروز رفـيـق العاشقيـن وانيس المحبين
تنفس بندر بعمـق وشـد يده على جذع الشجـرة وهو متحمس بالمكالمـة : بندر : عقبال مايفرجـوا عني وتظهـر براءتي
فارس : اللهـم اميـن .. المهـم فارس شخبار امـي وكيف روعه معك لاتقـول مجننتك
سكت فجـاة وناظر بالمغيب نظـره طويلة وبعدهـا مشـى بعيـد ناحيـة البركـة : فارس
فارس بشيء من الخوف : هلا بندر خير ايش صاير ليه ساكت
بندر بهدوء : فارس أنـا ملكـة على روعـه من اكثر من اسبوعيـن
سكت فـارس بصدمـه ومهو مستوعب ان اخته روعه صارت زوجة لاخوه بندر كيف تزوجها وليش.. ومتـى وليش ما قال له بالاول تكلم بصدمـه : لــيـش
بندر وحس بنوعية صدمته : هـذا النصيب
سكت فارس وبعـد فتـره طال صبر بندر فيهـا همس بجفاف : مبـروك
بندر: الله يبارك فيك عقبالك
كان بيتكلم فارس وقبل ما ينطق داهمتـه فكـرة سريعة خطرت باله رد بابتسـامـه : اجـل انت اخذت اختـي انـا بـاخذ اختك
كشـر بنـدر بوجهه وقال بصوت حاد : ايش تقصـد
تنهـد فارس تنهيـده طووويلة وهو يبي يتزوج باي طريقـه يبي يستقـر مل من العزوبيه مل من حياته يبي زوجـه مهما كانت هذي الزوجه تصير بالنسبة له
سكـت بندر وتكلم بصـوت جاف: اذا وافقت مبروك عليك اختي
فـارس بابتسامـة : اجـل اذا جاءت شروق هنـا ملكـنا بشكـل سريع
ما اعجبـه بندر كلامه بس فـارس بالنسبه له اخـوه ولـد عمـه ولـد خالته وقبل هـذا كـله صديقـة وصاحبه الي افـداه بعشر سنين هـز راسـه وكـانه يشوفه : يصـير خيـر
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
قـام من السريـر وبعدها سمعت تسكير باب غـرفـتها دفنت نفسـها بالمخـدة وهـي تصيح بشهقات تقطع القلب .. استعبـدهـا .. وصـارت بلا قيمـة .. ما توقعت ان يـاسـر يكـون مـن هالنـوع ولا خطـر بالها ان هذي نهاااية حركاتها المتهـوره ..بكــت وزادت دفن راسها بالمخـده وهي تلوم نفسهـا على غباءها وسخفاتهـا
وفجـاة رفعت راسها ومسحت دموعهـا ودخلت الحمام وغسلت وجهها وطلعت لغرفته البعيـده عن غرفتهـا
فتحت الباب بكبـره وشافته واقف على المـرايـا ينشف شعـره كـرهت تصـرفاته .. وابتسامته الخبيثة ونظراته الحيوانيــة وصرخت بصوت غاضب ومنفجر من القهـر : والله ما راح اخليك تلمسنـي مـره ثانيـه فاهـم
لف عليها وابتسم على جنب : هـلا بدلوعة ياسـر
زادت حدة عصبيتها : لا تكلمنـي اليـوم بتكلم اهلك ونتزوج قسـم بالله بعد هاليوم ما راح اسلم نفسي لك ورمت الحبوب المانعـه بوجهه
ياسر بحـده ما اعتادتهـا منه: اجـل بتحملي ولا تحاولي في زواج قبل ما اتخرج ما فيـه
ذبلت عيونهـا تنذر بنوبه بكـاء واهـتز فكهـا وهي مصدومـه من عنـاده ولا هـو عايش بالرعب والخـوف الي عايشته وصارت تحس العالم كلها عارفيـن عنـها ويتكلمـوا فيهـا ..وهـي عـارفـه نفسها تحلف وتحلف وبلحظـة سيطـرة منه يقـدر يستـولي على كل شيء بدون اراده منـها
ناظرته بكـره عميق وبعـدها طلعت من عنده وهي تحمل بقلبهـا حقـد لكل رجال على شاكله ياسـر
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
ركـز نظـرة على الشباك..ناحيـة الشجـره الوحيـدة والصامـده .. وهـو يسمـع لـ كلامهـا وصوتهـا ونبرتهـا الغريبـة.. ماصدق اخيـر انهـا ترد عليه وتـرحم اتصالاتـه المزعجـه ..كلمهـا بصوته المعتاد الي طوى فيه شوقه ولهفته فيه و هالمـره كـان حـاد ويكلمهـا مثل كل مكالمـه مرت بينهم بعصبيـة وشـده : وفـاء تختـارينـي انـا ولا الطب انـا ما ارضى زوجتي تشتغـل بمجال فيه رجال واختلاط
وفاء بـرجـاء : بس هذا طموحي
قاطعها سلطان بصرامـه : وهذا راي وقناعاتي محد راخ يغيرها وصدقنـى مهما حاولتي تقنعيني ما راح اغير راي انـا غيوور وغيرتي زايده عن الحد الطبيعـي فالافضل انه تنهـى المشوار وتريح نفسك من الحين
وفاء ببرود من القهـر الي فيها : والمطلـوب
سلطان بحده : انـا ولا الطـب
صرخت وفـاء بصـوت عالي : سلطان
سلطـان : لاترفعي صوتك علي اختاري انـا ولا الطـب
وفـاء بعصبيه عجزت خفيها :دراستـي مقدر اتنازل عنهـا
سلطان باستهزاء: يعني انـا تقدري تتنازلي عنـي
سكتت بتفكير وسرحان مـر عليها كل لحظة التقت فيها بسلطان مـر عليها لما اتهمهـا انهـا اعطت الرقم لـ سامر عشان شروق لما يتمهـزء على حبها ويشوف نفسه عليها ..لما يطنشها ولا يسأل عنها و نست كـل لحظـه نادر حلوه كانت بينهم تكلمت بثقـه ما تدري من ويـن مصدرهـا : اجـل بختـار الطب وانت ربـي بيعوضـك بالـي ترضي غرورك ..وقفلت الخط بوجهه
طارت عيونه ولسـه ما استوعب كلمتهـا وجالس يناظـر بالجـوال عصب وكل شيء انفجـر فيه مستحيل يتخلى عنهـا ومستحيل بيخليها تكمـل طب رجـع اتصل عليهـا وانفجـر لما شاف الجوال مقفل
ضغط على الجوال ورفـس برجـوله ثلاجـة القهـوه وهـو قمة غضبة وثورانـه الي صارت وفاء تتفن في طبخهـا على نار مشتعله
حاول يهدي انفعلاتـه لما شاف احمـد جاااي لـه : شخبار العـريس
احمد بابتسامـه : بخيـر
وجلس احمد مقابل له واخذ الريمتوت وقفل التلفزيـون وتوجهه له بجسمـه : سلطـان لازم سامـر يتعالج هالايام هذي احس صحته تغيرت المفروض ما ينقطع عن القراءه والرقيـة ..
سلطان : طيب مين بيوديه
احمـد : اذا انت قـادر
سلطـان باستنكار : انـا اسافر فيه ..وسكت وهو يفكر وبعدها تكلم: اذا سامر متقبل اني اسامر معه انا موافق
احمـد: وهـذي مشكـله بحد ذاتها عامـر مشغـول ونادر ما حد داري عنـه وسامـر محتاج احـد يوقف معـه .. انت كلم ولد عمه محمد او احـد قريب لهم.. واتفقـوا مع الشيخ الي بالمدينـه وحاولـوا فيه لازم يتابع بالقراءه بشكل متواصل حتى السحر يخف
هـز سلطان راسـه بمعنى انه موافق وطـلع وهـو متضايق من زوجته وخطيبته الي انقلبت عليه بشكـل عمـره ما تصوره
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
في بيت سالم وتحديد في مجلس الرجـال طلع سالم من المجلس يجيب اوراق وبقـى ثلاثتهـم كل واحـد له نظـره تختلف عن الاخـر .. حرك فارس ساعته وناظر بالوقت بملل وبعـدهـا كشـر بوجهه للي قدامـه وطـلع جواله..وكتب رساله لشروق يذكـرها بالمـوعـد.. قطع تفكيـره صـوت محمـد وهو يستفسـر :كيف الشغـل معاك ان شاء الله مرتـاح
فـارس وعينه ما ارفعت عن الجوال : مهو مهم ارتاح المهم انـه يكـون حلال
محمـد بحـده : ايش قصـدك
فارس ببرود : سلامتـك
عامـر بستخفاف : خلك من هالاشكـال ما بقـى الا هـي تتكلم
رفع فارس طـرف من عيونها باشبه بالاستحقـار وبعدهـا طنشـه ولا عبـر كلمتـه
عصب عامـر من نظـرته ومن الاستحقار الي يشوفه بعيونه ولف على محمـد بضيق .. ومحمـد هـز راسهه بقلة حيلة احترام لاخـوه سالـم
قفل فارس الجوال ودخله بجيبه و مـد رجوله بطولها : الا اقولك شخبار شروق
رفع عيونه عليه بحدة وشدة وشيء تحرك بقلبـه فهمـه من اول ما نطق اسمهـا انحرج من تفكيره الغبي وغيرته العمياء عليهـا..وكلمه تلقائيا تدفقا على لسانها وبسرعه تراجع عنهـا : بخيـر ...قالها بضيق واضـح
فـارس : وايش بلاك تقوولها وكانك حاسدهم على الخير الي هم فيه .. لاتخـاف جلوسهـم مـاراح يطـول
عامـر بعيون بارزه: ايش تقصـد
فارس باستفـزاز وبعض من طرف شفتـه ارتفـع : ايش دخلك .. غرورهـم متقـارب .. كـل شيء فيهـم متـوازي الا الحظ
مايدري مين حظه هالمـره راح يقوم بشروق
\
\
\
طـلع وهو متضايق بكـره ويكـرة نظرات التعالي منه من يوم وهم مراهقين كان اكثر واحد من بين اخوانه الكره واضح بعيونه يعرفـه مافي احد يقدر يكسر خشمـه الا بندر
لمـح عيونها وعرفهـا بسرعة هي البنت الـوحيدة الي قلبـه عمره ما اهتز لهـا..ولا تزحزح من مكااااانه ..دائمـا أي وحـده يفكـر فيـها تجـي على باله تستغرق وقت بالتفكـير الا هـي مجـرد خيال وصـوره تمـر قدامـه ولا يهتـز لهـا لبس النظارته الشمشيه وركب سيارته وانطلق بعيد عن نظراتهم
\
\
دفتـهـا احـلام بعد ما لمحتـها وقفت فجـاة :وجـع يلا امشـي قدامـي
انتبهت لنفسـها مـرام :لاتخـافي ما كنت اطـالع فيـه
احـلام بضحكـه لئيمـة : أيـوووه واكبـر دليل ان نظراتك كانت بين عامر وفارس وكانك تقارني بينهم
مرام باحراج وما انتبهت لنفسهـا: وليش اقارن ولد عمـي ما يجي ضفـر عند هالمجـرم الي مدري كيف طلع براءة
احلام بستخفاف : اعتبريني مصدقتـك اصـلا انت مستحيل تكذبـي
عفست مرام وجههـا : نفسي اعـرف ايش عاجب اخووي فيك تجيبي الهم شكاكـه درجـة اولا
سحبتـها احلام واول ما عينـها طاحت على سـالم ابتسمت ابتسامـه مستحقـر قـدام نظـرة سالم القـوية
وهالمـرة نظـرة سالم كانت اقـوى وماقدرت تكسر حدة نظراته
ومـرت من قدامـه ولا عبرت وجـدوه
انقهـر منها ومن نظراتها وابتسامتها الغريبه الي بين لحظـة ولحظـة تفاجئه فيهـا وعيونه ما قدر ينزلها عنها وهـي طالعـه لغرفتها الي المفروض تجمعه هـو وهـي تحت سقف واحـد انتبـه لنفسـه ومسك مـرام مع يدها بقوة :وين كنتم
مرام بخوف : عند عمي ابو ياسر
سالم باستفسار ماقدر يخفيـه : مرام مين صاحبة احلام الي توها متعرفها عليها
بلعت ريقهـا مرام وخافت ان سالم يكشفهـا : هـااااا مدري
سالم بشك : متاكـده ما تدري وبعدين ايش بلاك خايفـه
حاجه تنولد بداخله وكل ما كبرت اقتلعها من جذورهـا وحبه لحلامـه مستحيل يخليه ينمى هالشكوك بداخله
طلعت روعـه من غرفتـها بلباسهـا المعتـاد.. طالعت فيهـا ام بندر
و ما اعجبهـا تشوفهـا لبسهـا دائمـا بتنورنها السوداء او الجنز والبلوزه هي الي تغيرها وشعرها لالمتـه بشكل عشوائي تحسها ما تهتم بنفسهـا .. وعمرها ما تزينت لبنـدر
نادتهـا بصوت حنون وجلستها جنبهـا وهي تسالها :روعـه ناقصك شيء تبي تنزلي السـوق
استغربت روعـه امهـا وهـزت راسها وهي تقوول : ايش ابي يمـه بالسوق وانـا بين اربعـة جدران
ام بندر بحكمـه :يمـه البنت لازم تتزين لزوجـها وانت اشوفـك ما تهتمـي بنفسـك وشكلك تعود عليه بندر من كثر ما يشوفـك
روعه بخجل :بس انـا حلوه
ام بندر :ما يخالف يابنتي بس لو حطيتـي كحـل ولاحمرة بتكوني احلى
حكت شعـرها باحراج وبعدها لعبت باطراف شعرها : بس انـا ما عندي شيء ...وقطـع بقيـة كلامها دخـول بنـدر
جلس بندر مقابل لروعـه ورمـى الكـاب والجـوال قدامـه وهو يسلم بصوت مرتفع
ام بندر : وعليكم السلام ورحمة الله .. شلون الشغل معك
بندر : الحمد الله زيـن بس ناقصنـا دعواتك
ام بندر : الله يفتحها بوجهك ويوفقك واشوف عيالك
رفع نظـره لروعه الي بسرعه لفت نظرها بعيـد وتظاهرت انها ما سمعت شيء وما غاب عن بندر حمـرة اذانيـها وكيف تغطـيها بيدهـا.. ابتسـم على شكلها الي على طولة لسانها وعنادهـا وجراتهـا الا انهـا خجوله لدرجـه فضيعـه.. هو بذاته ما تصورهـا منهـا
قطع سكوتهم كلمـة ام بندر : يمـه تـرا بنزل السوق انـا روعـه عندي اغراض ناقصه نبي اشتريهـا
بنـدر بغرابـه: ضروري يمـه هالاغراض
ام بندر وعيونهـا على روعـه : انت تودينـا ولا نكـلم غيرك
بندر : خلاص بس بشرط بكـره الصباح
***
في بريطانيا وفي احدى مستشفياتها الكبيرة والمزدحمـه وداخل احدى غرفهـا متكـى على طـرف الكـرسي وعيونه مغمضه واضح من ارتكائه انه مهو مرتاح بنومته وبين فتـره وفتـره يصحـا وهـو يتثاوب ويرجـع ينام
فتح سعيـد عيونه ببط وبعدها رجع غمضهـا من شدة الالـم والاضاءة .. بعـدها فتحهـا وهـو ينـاظـر بالمكـان بشكـل سريع وغير واضح وشاف شاب لمح من اول يوم صحى من العمليه .. استغرب وجـوده وحاول يتكلم ويرفع درجـه الصوت حتى يصحا وبالمره الثالثه نجح انه صـوته يطـلع وتكلم بصوت جاف ومبحوح : مين اانت
صحى مازن بربكـه و وعدل من جلسته بشكل سريع وهو فرحان انه اخير صحى والعملية نجحت رد بفرحة عجز يخفيهـا : الحمد الله على السلامـه
سعيد بتعب : الله يسلمـك.. وبعدهـا دارت عيونه بالغرفة لمرة الثانية وبستفسار متقطع : ويـن بنـاتي
مازن : بناتك بخير وبالحفظ والصون اهم شيء انت تقوووم لهن وانت بصحة وعاافيه
سكـن قلبه وغمض عيـونه بشيء من الارتيـاح بان على ملامحـه
***استغفر الله العظيم واتوب الية***
كـانـوا واقفيـن بوسط المجمـع بعد سلسلة من المحلات بندر كان يرفض بعض الملابس الي تختارهن روعه اما بسبب الالوانها الي ما تعجبه او بسبب اخـر كانوا اغلب الوقت النقاش يحتد بينهم وبالنهاية تزعل ام بندر وتطلع من المحل بندر وسيطرته على روعه وتدخله حتى بملابسهـا وروعه بعنادهـا وطوله لسانها ..جلست ام بندر على كراسـي الي بالانتظار بعد ما حست ان السكـر ارتفع عنـدهـا من عصبيـه بندر وطفولة روعـه جلست روعه مقابله لها وهي تقوول : يمـه زعلتـي
ام بندر وراسهـا صدع : روعه تـر عنادك وطولة لسانك هـذي ما ابيها بندر زوجك وهـو حـر يختار الملابس الي يحيبهـا
روعه عصبت وقامت : انـا الي البس ولا هـو حلوه كل شيء يتدخـل فيه
بندر سمع كلمتها : زوجتـي وانـا حـر بايش تلبس
انقهرت وجلست وحطت يدها على خدها ولفت وجهها بعيد عنه وما تبي ترفع السكـر عند امهـا اكثـر من كـذا
حط بندر الاكياس على الطاولة وجلس مقابل امـه وملاصق لـروعـه
وما انتبـه لطاوله الي قدامـه والي عليهـا مجمـوعه من البنات
وبالطاولـة المقابلة لهم
تكلمت وحـد منهم بصوت مسموع : طالعـي يجنن وهـو عيـونه السوداء الواسعـه
الثانيـه بصوت اعلى : الله على العيـون والله عليه زين عمري ما شفت مثل حلاتـه
روعـه الي كانت تسمـع اصواتهن وضحكهن وكل شوي عينهـا على بندر تخاف انه انتبـه لهـن

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات