رواية حكايات من خلف الجدران -4

رواية حكايات من خلف الجدران - غرام

رواية حكايات من خلف الجدران -4

سكتت بسمه واسترجعت الماضي بذاكرتها حيث الابتسامة العذبة ..والروح الطاهرة.. وبراكين تفجره للحظتها ..ردت بشده قويه.."ايه واكبر دليل على كلامك.. انه هو السواق الخاص لهم وما يرضي عليهم بشيء"
قامت بتذمر وبيأس غير ملامحها الجامده ومدت يدها باستخفاف"..كش عليك ..عفني في البيت ولا جامعه ولا زوج خيبه على اختي العانس"
شيعت اختها بنظراتها .. وهزت رأسها اســــى على حالها ..كل شيء عندها انتهى من يوم احمد خطب روعه كل شي سلبنه بنات عمها.. ثقتها نفسها..دراستها..كبرياها الي اختفى مجرد رويتها لهن...

***

بعد ست شهور من اللقاء المتواصل

وفي احدى زوايا المسجد ..متفرش المكان بهيبته وسمته وقاره ..تنفس ببط وبعدها اطرق راسه بالارض ندما
ندما انه فاتحه بالموضوع او انه تجرا وثق فيه كان منطلق من مبدا اخطب لبنتك قبل لاتخطب لولدك ..قلب جواله مفكرا وعيون فارس تسرق النظرا له
تكلم فارس بعدها بخجل .." صدقني بنتك على العين والراس بس انا ماضي مايشرف"
سعيد .."قلت لك انا اشري الحاضر والماضي كلنا نبي نتخلص منه"
سكت فارس وغاص بماضي مؤلم .." طيب خليني احكي لك ماضي وانت الحكم بعدها
رفع راسه سعيد مستغربا.." قول وانا راح اسمعك واحكم "
فارس بثقه عمياء.." وتوعدني انه راح يبقى سر بينا"
هز راسه سعيد .." اكيد "
***
اجتمعوا على سفره واحده يحيطهم قلب واحد ومشاعر منتميه لحب مخلص وبعدها توزعوا
عن السفره ليقضوا باقي الساعات بصلاة الترويح و تطمئن لها القلوب..وترتاح لها الاروح
بقت شروق ولمى وبعض من الاطفال .. طلعت من المطبخ وهي تتكلم بضيق
" يوووووه منك لمى كل مانجيك غير تعزمي وفاء تراك علتينا فيها"
لمى وتجلس بأقرب مقعد.." حرام عليك وش سوت لكم البنت عشان تكرهن انت وروعه تراها طيبه وماهي مثل اختها"
شروق.." يكفي انها اخت شريره..وبسبتها حرمونا اخواني"
لمى زفرت بغيض.. "ما اسود قلوبكم خلاص السالفه صار لها عشر سنين وانتهت وخوانك هذا هم عايشين بالدنيا ومحد رادهم عنكم.."
شروق بنظرت تفيضان بالألم..الغربة..والحاجه ..وش الفايده عايشين ومانعرف عنهم شيء ويمكن ميتين من سنين والدود شبع منهم .. وزفر واعادت الشريط بذاكرتها..عمري ماانسى كيف الشرطه طوقت بيتنا وفتشوا غرفنا غرفه غرفه..عمري مانسى ضرب ابوي لامي وقتها وكيف ذوقها الأمرين..ولا انسى عمر الي طرده ابوي من البيت بدون ذنب بس عشانه ولد مريم.. واخوا بندر.. ولد عم فارس .. ولا انسى ضحك الناس على امي وشماتهم بإخواني
ولا انسى الفقر والذل الي عشناه طول العشر سنن الي فاتت" .. وتنفست بعمق.." خلينا ساكتين ومانبي نقلب المواجع على أنفسنا يكفي انا اربع عورات ساكنات بيت بدون رجال والله يحفظ لنا احمد لولاه مدري كيف عايشين"
وبــــــعد ساعــــة
دخلت روعه بارتياح تحيط ثغرها ابتسامه برئيه .."هاااااي بنات"
شروق بمغايضه لفت وجهها الجهة الثانية.."استغفر الله العظيم انا ابي اعرف انت تصلي الترويح عشان احمد ولا عشان ربك"
روعه.."وانا ابي افهم ليش كل هالحقد "
شروق.."ابصم بالمائة انك مانت حول الصلاة لا حوليها..هاااا وش قرا بالركعه الاولى"
وشي دخلك ولفت على لمى .. وسفت وجود شروق.. "احمد بالمجلس خلينا نحط له الفطور تراه ماكل شيء"
بعدها..دخلت وفاء وسلمت على الجميع..كانت لابسه بدي عرض كل مفاتن جسمها وتنوره مدي ضيقه فوق الركبة واكسوارات كلاسيكيه زادت جمال وانوثه
مالت اسماء فمها على جنب .." الله لايبانا وش هالبس حتى برمضان ماتوب"
ليلى بنت ام محمد الكبيره.." وانت ماتوبي من الحش بالناس حتى برمضان "
وفاء دارت عيونها .." وشلونك ياخاله
ام محمد بابتسامه مشرقه.."الحمد الله يابنتي "
وفاءوالتفت على ام بندر .."وانت ياخاله وشلونك وكيف صحتك"
ناظرتها مريم بأسى يعصر قلبها ولذكرى داهمتها وعلقت بعينيها دمعه محبوسه وبصوت تعبان.." نحمد ربنا مانشتكي من بأس"
دخلت روعه وكشرت بوجهها وجلست جنب شروق .. "هذي وش جابها"
شروق .." وش عليك منها طالعي الهديه الي جابتها لخالتي"
روعه بنظرات خافته وابتسامه متمرده.." يعني لما احمد يملك علي لازم اجيب هدايا لخالتي ام محمد عشان تحبني"
ضربتها شروق بكوعها على جنب .." وفري كلامك يوم تملكي"
وفاء بخجل زاد الحمره بوجهه.." شخبارك روعه"
ناظرت فيها روعه من فوق لتحت وطنشتها والتفت لينا.." شخبارك لينا"
لينا.." الحمد الله"..وغمزة بعينها هاااا خلصت الاكل لـــ احمد
حز بنفسها وفاء هالنظرات وهالغربه الي تحيطها بس كان عزاها انها ماهي اول مره تسويها معها روعه الحركه ولا شروق..تنفست بكتمان واسدلت بعيونها بالارض
حست غروب بنظراتها المتشتته..والضائعه.. و قامت وجلست جنبها.."اش الحلاوه كل مانغيب عنك تزيدي جمال"
بادلتها وفاء الابتسامة بصدق.." مشكوره ياقلبي انا عارفه محد يرفع معنوياتي كثرك"
قربت منها لمى وهمسة بأذنها بهمس.." وش فيك محتكه في وفاء ترا انا حجزه سامر لي واذا تبي عامر خذيه بس تراه من الحين مايفرق عن اخته شريره"
ابتسمت غروب بخفيف.." شوفي تفكيرك لا ارتاحي انا ماافكر غير بدراستي ولا بلا عامر بلا بطيخ"
تظاهرت لمى بالارتياح وتمدت على الكنب.." اشوا المهم تعبي مايروح ماتشفيني رازه هالابتسامه على هالوجه "
سمعت صوت سلطان يهز البيت بنبراته الرجوليه بضحكاته المتواصله أبتسمت وفاء وسألت لمى بحالميه.."سلطان عنده احد"
هزت لمى راسها بلا واكملت باقي كلامها مع روعه
الكل التفت لها ولحركتها اخذت شنطتها ورشت لها عطر وبعدها تبعت صاحب الصوت
وقفت وفاء على الباب و بنعومة و أنـــوثة تنضج.." شخبارك سلطان"
ناظر فيها سلطان نظرات متفحصه وبعدها رمى عليه قنابله المعتاد وفجر بداخلها مكامن الاسى والحرمان من اشياء تمنتها بلحظة عقد قرانها.." انا كم مره قلت لك لاعاد تلبس هالملابس عند اهلي ايش بقولوا عنك بنت ماهي متربيه"
وفاء ناظرت بنفسها نظره سريعه.." بس انا ماتعودت البس مثلهم"
سلطان .." وليش ماتتعودي ولا ان شاء الله تظني اني احبك على هالملابس"
اخذت نفس عميق وغمض عيونها وبعدين قالت بهدوء.."ماهو هذا المهم ..انا؟؟"
قاطعها سلطان بشده وبنرة ساخره.. "عارفه سلوفك..انا بخير وتـــرا ما غازل احد وما هو بس احبــــك الا امـــوت فيك هااااا .." رضيتي وتركها بوحدتها الي عمرها مفارقتها
طالعت بالموجدين حولها وحمدت ربا بسرها ان المكان خالي.. ابتسمت بحزن على حالها وعلى قساوة قلب سلطان معها
***
رفع عينة مبتسما وحس نفسه احسن الاختيار ..وشعوره بالندم تلافى مجردا ماسمع كلامه ..همس بين نفسه "يارب لك الحمد والشكر "
سعيد.." واذا قلت لك انا راضي بماضيك"
فارس بحيرة .." وبعد كل الي سمعته "
سعيد .." قلت لك انا اشتري الحاضر والماضي راح بما فيه "
زادت حدة ابتسامته .." يعني ماعندك مانع لو خطبتها "
سعيد برضى تام .." اكيد وانت الشاب الوحيد الي ادور عليه من شهور وصدقني لو ماني مستمنك على بنتي كان مازوجتك لها"
فارس مقاطعه .." وبأذن الله تكون احسنت الاختيار "
سعيد .."بأذن الله وتراها غالية "
فارس بفرحة غمرته .."وبتكون عندي اغلى"
سعيد .." خلاص اول ماتنهي اشغالك تعال عندي في البيت واخليك تشوفها النظره الشرعية "
فارس بخجل .." لا مايحتاج انا راضي فيها بدون ماشوفها "
سعيد ويرتب على كتفها .." لا هذا حقك الشرعي "
وقاموا وضموا بعض بطريقة ملفته لنظرا .." على بركة اللة"
***
تقلب على الفراش بضيق ..وبعدها مسح العرق الي مالي وجهه
فتح عينيه بكسل يكتشف سبب الحر وشاف بسام مشاطره نصف المخده دفه بقوته "هييييي انت بعد عني ذبحتني بالحر"
تكلم بسام بنعاس.." انت الي ابعد نايم خمس وثلاثين ساعة وماشبعت نوم"
زفر عمربضيق ..." يوووه حاسبه لي ...وش دخلك لو انام نومت اهل الكهف "
قام بسام وجلس وهو يحك بجسمه بطريقة عشوائية .." والله لو النوم ينباع لكان انت اغنى رجل بعالم" والتفت له "وشاف ابرة الهيروين قدامه .."اهاااا طلع البلى من هذا.."واخذها وشمها .." انا استخدمها ليش ماتنومي مثلك"
نزعها منه ورماها بعيدا .."اعوذ بالله حاسدني حتى على الهروين "
بسام ويشرب علبة المويا ويرمي بقايها على وجهه دون مراعاة لحرمة هالشهر . اكيد "ممانت رفيق الفقر"
قام عمر وهو يسكر عيونه بقدر المستطاع من شعاع الشمس الساطع.." هي تراني صايم ..ودفه من الفراش " خليني اكمل نوم "
ضحك بسام بصوت عالي .."هههههه صائم ومتسحر على هيروين " وضربه مع كتفه يازينك وانت تنكت قم راح اطبخ لنا غداء اليوم استلامك "
طنشه عمر ولا رد عليه وغطى وجهه بالبطانية ونام
دفه بسام برجله وعدل فراشه ونام جنبه

***

بوقت السحور دخل البيت وهو يغني ويلعب بمفاتيحه ناظر بالصاله شاف السكون ملف البيت والوحشه تنفس فيه ..والضياع موزع بكل زاويه من زوياه ..وطيف ناصر ونادر يفوح مع كل نسمه عبير يشتنشقها..وصور من الماضي مازلت تعلقه بأمل في المستقبل
هز رسه بلوعة الفراق و نـــادى بصوت عالي ..سامر ..وفاء.. عزيزة ..ياهل البيت"
كرر النادى وعاد الصوت الموحش له..رمى بجسمه المثقل وركع بقامته يخلع جزمته
قطعت سكونه الشغاله.." بابا كله نفر مافي موجود"
رفع طرف من بصره وزفر بضيق.." وحمود وينه"
الشغاله.. بغرفته فيه نوم من زمان
تنفس بحزن على الحال الي تجمعهم..وعلى الاسره الي تحتويهم ..وعلى الميثاق الي يربطهم
دخلت وفاء بخطوات خايفه وخجلى..
ناظرها عامر بحده.." انت وين كنت"
وفاء بابتسامه هاديه.."عند خالتي ام سلطان"
عامر بشده.."وانت ماتستحي كل يوم رازه نفسك عندهم"
دخل سامر واقفل الباب وراه بكل قوته .."وش فيك تنافخ"
عامر.. "انت اص ولا كلمه كل اهل البيت ضايعين مافي احد صاحي ومنتبه على الي حوله نفسي بيوم نجتمع على سفره واحده.. نفسي بيوم احس انا اسره مترابطه مافي شيء يبعدنا عن بعضنا ويفكفكنا عن أخوتنا..والتفت على وفاء وبعصبيه.." وانت حظرتك ماكفينا في البيت مصيبه وحده وناويه تصيري مثله ضايعه.. وماهمك الا نفسك..والي حولك اخر اهتمامك فيهم
سكتت وفاء وبعدها طلعت بدموع تسبقها لغرفتها..
الفت سامر بخنق .."انت وش بلاك عليها"
رمى عامر نفسه على الكنب بثقل .."اسال نفسك وين اختك عزيزة حظرتها سهرانه برا وكأنها ماعندها زوج "..وزفر بشده.." كلكم ضايعين كلكم انانين.. بالله عليك متى اخر مره شفت نادر وجلست معه وعوضته عن بعض الشئ الي كان يعطيك ياه ..سامر حرام عليكم الي تسواه فيني انا اخوكم وليش مانكون يدا وحده..ليش احنا من بين الناس ضايعين ومشتتين ولا احد يسأل عن الثاني ويفكر بغيره قبل مايفكر بنفسه ..خليني احس بيوم اني مافقدت اخواني وهم حولي
لحظات من الصمت مرة بهم ، جلس سامر بقربه واطرق رأسه بالأرض خجلا
ابتسم عامر رغم حزنه.. "اليوم استلمت قضيه ناصر وبأذن الله مايمر رمضان الجاي الا وهم تحت التراب"
ناظره سامر بغرابه.." مين تقصد"
عامر بخناجر تطعنه من داخل .." مين غيرهم بندر وفارس"
ضحك سامر بستخفاف.." اشوفك واثق"
عامر بثقه بثت في جسمه وارتوي من عبيرها.."ايه واثق والايام بينا"
سامر هز راسه.." نشوف وش ورانا"
عامر..تعال خلينا نطلع لنادر اكيد محتاجنا حوله"
رفع سامر عينه وتذكر اخوه الي مجاوره الغرفه الا انه نادر مايدخل عليه
صعدوا الدرج بحركة مشتركة..وقفوا امام الغرفه وبصوت واحد بثوه.." ناااادر"


الجـــزء الثـالــ(3)ـث

بــدايــة الـمــشـوار
بثوبه الملطخ بالألوان وشعره المتناثر على وجهه وبداخل غرفته الي اصبحت من كثر الرسومات كمعرض خالي من الزوار.. فتح الباب بابتسامه غريبة وشعور اغرب.."هلا عامر"
عامر بنظرات تشع بالحب .." شخبارك نادر"
ارجع نادر الخصل المتناثره على وجهه الى وراء.." الحمدالله غريبه شفت هالوجهه"
تجاهل عامر سؤاله وبادله ابتسامه بحب واخاء.."طيب اسأل عن حالي" ..
ودخل الغرفة وسكر الباب
ناظر عامر بالغرفه المظلمة والاضاة الخافته.."ايش فيك عايش بظلمة تكفينا ظلمة قلوبنا"
نادر.."يعني تنكر انها هذي حياتنا"
عامر.." انا معامك بس".. وشغل الاناره.." هذا حال الدنيا وحال قلوبنا تطلب منا شيء بسيط تضىء لنا من جديد"
سامر.." فكونا من خربيطكم "..وطالع باللوحة المرسومة.." اما انك فنان "
رتب عامر على كتفه.." هذا نادر ماهو أي احد"
ابتسم نادر بهدوء وجلس على كرسيه الهزاز.." ايش فيكم واقفين ادخلوا برويكم صور رسمتها لبنت امس شفتها في حلمي"
قفز سامر بلقافته المعتاده.."حــــلـــوه"
ضحك عامر.." لا انت وش دخلك"..ولف عليه.." يمكن عروسة المستقبل الي شفتها"
شد من نظراته وتصلبت عضلاته وتكلم بيأس.." وتظن فيه وحده تأخذ واحد مجنون مثلي أكيد بتناظر بتاريخي المرضي الطويل..وبعدها...."
صرخ عامر بشده وقاطعه بغيض.." نادر وش والكلام"
ابتسم على مضض.." ليش تزعل هذي حقيقتي حياتي موقفه على الحبوب ان تركتها احتمال انتكس وارجع نادر المجنون الي راح ترميني أختي بمستشفى المجانين"
اغمض عامر عينيه وتذكر قبل عشر سنين لما اخته رمت نادر بالمستشفى بدون ماحد يعرف وتعب وهو يدور عليه لين ماكتشف انها مرمي بمستشفى المجانين بدون ماينظر لروح الصافيه الي بداخله
سكت عامر والتفت على سامر يسعفه بكلام ينقذه من دوامته
سامر بضحكة مصنوعه.." ماتلاحظ يا نادر ان اكثر رسوماتك عن الغروب"
تنهد نادر وتأمل منظر الغروب وكيف الشمس تودع الدنيا وتترك الامل لقمر وكيف بنوره اراح قلوب البشر.. وبسط ضياءه بكل حب وموده.. "لاني محتاج لغروب في حياتي محتاج ان الشمس تغرب عن ماضي ويبقى الليل يأنس وحدتي ويطفي المي.. محتاج ان شمسي تغب ويظهر البدر لي "
رتب عامر على كتفه .." كلنا بحياتنا محتاجين لشروق ماهو الغروب..كلنا محتاجين ان الدنيا تشرق علينا بيوم جديدا..وبأذن الله ربي يعوضك بالي تسعدك وتبني معها حياة جديدة..
***
خرجت من بيتهم بعد صلاة الترويح..انتبهت لعيون شباب الحاره الي تحاصرها..ناظرت باخر الشارع حيث البقاله الوحيدة..اول مره تحس ان البقاله بعيده والمشوار طويل تنفست بخوف وتسارعت نبضات قلبها..حاولت طمئن روعها ببعض من الآيات والادعيه الوارده
واخيرا..دخلت البقاله وبحرك سريعه اخذت اغراضها الي تحتاجها ووقفت عند المحاسب
جاءها صوت طول عمرها تكره.." لاتحاسبي انا بحاسب عنك"
رفعت عينها وشافت ولد عمها سيف بنظراته الخبيثة وبابتسامته اللئيمة
تافت بوضوح.."مالك شغل في وفر فلوسك لدخانك"
ورمت الفلوس واخذت الكيس وهربت من خياله الي دوم ملاحقها
حست بخطواته وهو يتبعها والتفتت بخوف وشافت سيف يأكلها بنظراته الحيوانية
تصارعت بالخطوات وتسارع قلبها بالنبضات..تعثرت بدون وعي..وتطايرت ضحكات شبان الحاره عليها
سيف بلطافه يرسمها على وجهه البشع.."عسى ماتأذيتي يالغاليه"
قامت شروق بألم ونفضت عباتها من الغبار..وصرخت بغيض اسكت ضحك الشبان المقابلين لها.." غلاية تغبي عظامك..سيف اقلبي عن وجهي لافضحك بالحاره كلها"
ناضر بالموجدين حوله وخفض صوته بوعيد.."لاترفعي صوتك علي لعلمك مين سيف"
طنشته بنظرات احتقار واخرجت حشرجات استخفاف
لحقها ومسكها بقوة مع يدها.." اذا تكلمت لاتسفهيني فاهمه"
نزعت يدها بقوة وخافت من نظرات الحريم المارات جنبها.."سيف والله لو مابعدت عني لخبر عليك عمي يتفاهم معك"
ودخلت البيت وسكرت الباب بكل قوتها بوجهه..وقفت على الباب تستعيد نفسها..وحمدت ربها ان امها ماهي موجوده بالصاله ..حطت الإغراض بالمطبخ ودخلت غرفتها وسكرت الباب وقفت عليه تبكي ودموعها شقت لها خطين على خدتها
انتبهت لها روعه الي كانت تكوى الملابس وصاحت بوجل.." شروق وش فيك"
شروق بدمعات حارقه تحرق قلبها قبل ماتحرق وجهها.." سيف ..سيف ..الله لايوفقه"
حطت المكوى على الطاوله وفصلت الطاقه منها..واتجهت لها بخوف طغى على قلبها
" ليش..ايش سوى لك"
حاولت تكفف دموعها النازفه وبغصه مخنوقه.." فضحني بالحاره..فضحني وخلى كل شباب الحاره يضحكوا علي"
تنفست ببط وادارت ظهرها جهة المكوى.."حسبي الله عليه قلت لك خليني انا اجيب الاغرض بس وش اسوي بعنادك"
سكتت بالم يعصر قلبها ومسحت دموعها براحتها الناعمه وجلست على طرف السرير
" تدري لوكان عندنا اخوان ماكان تجرا سيف يقرب منا ولا أي شاب من شباب الحاره"
روعه بحقد امتلى بقلبها منذ سنين.." تقصدي لو أخونا ماهم قتله..ماكان هذا حالنا"
سكتت شروق وماتبي تفتح جروج هي بغنى عنها..كانت عارفه بغيظ روعه من اخوها فارس الي تركها وهي مالها بالدنيا غيره..غيضها من بندر وعمر الي تركوها هي بأمس الحاجه لهم ..تنفست بعمق وصوت نفسها دوى بأذن روعه..وتكلمت بأشبه بالابسامه وهي تتامل غروب النائمه.."شوفي احناوين وهذي وين"
روعه.."اسحبي دوبها من حظنها وراح تعاف النوم بعدها"
قامت شروق بلقافه..وسحبت الدب الي اهداها لها نادر بهدوء..وقامت غروب بفزع..وهي تفرك عيونه من اثار الضوء المتسرب لها..
ضحكن مع بعض وعلقت روعه بلكاعه وهي تهز راسها بأسف.."مشكلة فاقده الحنان الله يعين زوجك بكره تحضني دبدوبك وتتركيه بحسرته "
ضربتها غروب بالمخده بقوة.."صدق قليلة أدب وماسخه وما تضحكي"
قطع ضحكهن الباب الي انفتح وارتطم بقوة على الجدار..وشهقن بصوت واحد
" يـــــمــــه"
تقدت ام بندر بخطوات ثقيله تملوها مشاعر الغضب.." شروق وش الفضيحة الي مسويتها بالحاره"
بلعت ريقها شروق بخوف وناظرت بروعه وبعدها علقت نظرها على امها
" يمه انا ماسويت شيء"
صرخت فيها امها بغيض وشدت شعرها.." كفايه فضائح من اخوانك
تبي تجي انت وتكملي الناقص..ولو اشوفك طالعه من البيت شبر واحد لتنكسر رجولك
فاهمه.."وطلعت من الغرفه
دمعت شروق غصب عنها وتعلقت عيونها بطيف امها وهي طالعه
تكلمت روعه بحزن.." اكيد فتحيه شافتك وسيف يكلمك وماصدقت خبر واتصلت على امي..تعرفيها رداد الحاره ومافي شيء يغيب عنها"
ماردت شروق عليها وحطت راسها على السرير وغطت نفسها ونامت او بالصح هربت عن حياتها ..ناظرن بعض روعه وغروب وطلعن بعد ماقفلن الانوار وسكرن الباب وراهن
***
ناظرت باختها وهي تنظف الصحون ورافعة تنورتها على خسرها وتتمايل وهي تغنى لنفسها اغنية اول مره تسمعها" وابوها جالس بالصالة ويتابع برنامج وثائقي عن الجرائم . رجعت ناظرت باختها وزفرت للمرة المليون .." احنا لمتى راح نعيش كذا لااهل لاقرايب حتى جيران مانعرفهم "
لفت عليها فتون واهدتها ابتسامة ورجعت كملت شغلها ..
وسن دقتها بأصبعها بقوة.." اكلمك انا "
فتون بلا مبالة .." واسمعك ترا "
وسن.." طيب خلينا نكلم ابوي نروح جده ولا المدينه ولا أي منطقه ابي ادخل الكليه واشوف العالم كيف عايشه "
فتون وتمسح على شعرها.." كلنا ملينا بس وش نسوي هذا قدرنا تبنا نعترض على القدر "
وسن وزفرت من جديدا .." اف ملل والله الحياة تقرف هنا"
وتكمل كلامها وهي تسرح باحلامها الوهميه وخيالتها .." نفسي اعيش بالمدن واشوف كيف هم عايشين نفس الي بالتلفيزون ولا غير وادخل الاسواق والملاهي والعب فيها " ياليتني اتزوج وارتاح" وسكتت ثواني معدوده ..."
لفت فتون عليها وناظرف فيها باستحقار .." استحي على دمك واحتفظي بشعورك لنفسك صح انا ابوي حارمنا من كل شيء وماخذ فكره ان العالم كلهم خون وحارمنا حتى انا نكمل دراستنا او نختلط بأحد بس مع هذا احبه واموت فيه ومستحيل اتزوج وافارقه"
وسن.." الي يشوفك يقلون الخطاب تارسين الباب ترس اصلا العالم يحسبوا ابوي عايش عزابي".. قطعت كلامها لفكر قفزت لها ..وش رايك نزوج ابوي"
فتون وتصفف الصحون بطريقه مزعجه .."...يوووووه والله انك مطفوقه صدق على الزواج لاتخافي اكلكم ابوي يزوجك البنقالي الي يكنس الشارع"
ترجتها وسن وعارف اختها لسانها متبري منها وراح تفضحها عند ابوها..
"الله يسعدك اسكتي لاتفضحيني"
فتون مدت يدها بنذاله .."كم تدفعي"
وسن قطبت حواجبها .."ماعندي شيء"
نزلت تنورتها ومسحت يدها بالمشفه .." اجل اخبر ابوي"
وسن بخوف سيطرا عليها دفتها وقفت بوجها .." خلاص اليوم انا الي انظف البيت"
فتون وهزت راسها.." بس لاياحبيبتي هذا الشيء مايسكت"
وسن.." خلاص بأحاول امسك البيت والمطبخ يومين "
فتون بتفكير .." اممم ابيك تكوني شغالتي الخاصه ولمدة اسبوع كامل ابي اجرب النبلاء كيف عايشين "
فتحت وسن عيونها على الاخر وبزدراء.." هذي الي ناقصني بعد"
فتون .."اجل خليني اقوله"
وسن بقهر روحي قولي له وماابي البنقالي ابي الهندي صاحب البقاله احلى على الاقل يعيشني قصة حب"
فتون بقهر .." اجل ماتخافي"
وسن وتهز بكتفها.." لا ابد طالبت بحق من حقوقي ويقال اذا المراءة خشيت القتنه لها الحق ان تطلب من ولي امرها ان يزوجها"
مسكتها فتون من شعرها.." من وين متعلمه هالكلام"
وسن بألم خفيف .."سمعت هالكلمه من شيخ في احدى القنوات الفضائية "
وشهقن مع بعض بصوت عالي لما شافن ابوهن واقف عند الباب والضحكة يحاول يكتمها بقدر المستطاع
شد خد وسن الي الحراره انتشرت بجسمها وحست نفسها بترمي بئر سحيق
"هاااا تبي تزوجي قبل اختك الكبيرة "
نزلت دموعها بحياء واضح.." بابا انا امزح "
ضحك ومسح على شعرها .."لاماراح ازعل وعلى قولتك هذا حق من حقوقك"
ماعرفت وين تخفي وجهارفعت عينها لابوها وبعدها حطت رجلها وهربت على الحمام وسكرت على نفسها بالمفتاح
ناظر بطيف بنت الهاربة وابتسم لفتون.." وانت ماتبي طالبي بحقوقك"
نزلت راسها خجل وتكلمت .." يكفيني انت بالدنيا كلها"
ضمها ابوها لصدرها وهمس بين نفسه .." يارب وفقهم واسعدهم"

***
فع عينه لمغيب..وازاح بعض من قطرات العرق براحتيه..تنفس بعمق..والقى نفسه على الارض بتعب ووهن وخصلات من شعره تطايرت على وجهه..اغمض عينيه بكسل وبلع ريقه بصعوبه وسرح بحاله وبحال الدنيا الي نبذته..وفجأة .. تذكر مامون قام من الارض بسرعه ورفع عينيه لمساحات الارض المزروعه والى الارض الخاليه بالجهه الثانية
قارن بين نفسه بحال المزرعه من اول قدم خطتها وحالها الحين..مشى خطوات متعبه وعيونه تسرق النظر الى الخضرة..الى مزرعته الي التي هي بالنسبه له جنته وماواه..فتح باب البيت المتهالك ونادي بصوت متقطع.." مامون ..مامون.."
خرج مامون من المطبخ وبيده صحن.."نعم بابا بندر"
ناظر بندر بوجهه البشوش وبصحنه.."هاااا خلصت الفطور"
مامون ويتجه لمطبخ.."نعم بابا فيه سوي شوربه سنبوسه وعصير توت"
دخل بندر المطبخ ورفع الغطاء عن قدر الشوربه وشهق بصدمه وهو يشوف رؤس الفلفل تطفح بالقدر.."مامون كم راس فلفل حاط بالقدر"
هز رأسه مامون بحركة اعتيادية.." بس فيه سبعه"
صرخ بندر.." الله ياخذك انت بتموتني ناقص عمر"
مامون بابتسامه.." استــغفر الله بابا مافي مـــوت الا بـــيومك"
بندر.." اقول انطم ولا كلمه والشوربه اشربها بروحك"
والتفت على السنبوسه واخذ له قطعه وقلبها بين اصابعه .." بايش حاشيها"
مامون بفخر.." كـــراث"
رمى السنبوسه على الطاوله ومسكه من مقدمه قميصه البالي.." انا راسلك قبل العصر تسوي لي فطور زين الناس بس الشرهه ماهي عليك الشرهه الي صابر عليك..افطر وخذ الهايلكس وبيع الخضروة والله ثم والله لو ترجع بصندوق واحد لعلمك مين بندر
ودفعه على وراء واخذ له كوب مويا وحبات من الرطب يفطر عليها وطلع لوحده يتامل الغروب
***
بالاستراحه..وعلى انغام الموسيقى وهي تصدح بخير الشهور..وداخل الاستراحه المجاهر لله بالمعاصي..كان الشباب فيها موزعين أقسام ..أقسام قسم متابع لاخلع الافلام الهابطه
وقسم يتجول بساحة المزرعه وهو يصيد له فريسه بكل سهوله وقسم اجتمعوا على العشب
سامر وهو يتمدد.."ايش فيك يارجال اختفيت وماصرت تنشاف"
سلطان بضحكة وعبس بوجهه.." يــــمـــه صاير علي وفـــاء الثانية"
ضربه سامر بحجر من احجار الضومنه.." هي كلش ولا اختي واحمد ربك اني زوجتك الغاليه"
طلع سيف من احد الغرف وجلس على العشب بتملل وبطبعه الحقود الحسود على الاخوة الي تربط بين سامر وسلطان من اكثر من عشر سنين وثقوا هالاخوة بعقد سلطان على وفاء
سامر وبناظر سيف بنظرات استفسار.." وش فيك ساكت"
سيف ورمى السيجاره.." شفتك طفشان قلت خليني اجلس اسليك"
سلطان وكشر بوجهه.."هذي كبيرة بحقي ليش انا ماني مالي عينك"
زم شفتاه سيف.." انا ماقصدت كذا" وسكت وسرح بكلام ابوه عنه وعن ضياعه
وسك اسنانه بحقد وهو يتذكر شروق بنت عمه واستحقارها له.. وفجأة قفزت له فكره وعدل من جلسته.."سامر ابي اعطيك رقم وحده واتحداك تجيب راسها"
ناظره سلطان بنظرات غاضبه.." مين هذي"
سيف بتسفيه.." انت مالك دخل هذي بيني وبين سامر"
سامر.." وليش تعطيني رقمها معقوله ماقدرت عليها"
سيف بقرف امتزج بحقد.." ماهو المهم ..هااا قدها تجيب راسها"
ضرب سامر بصدره بفخر.." لاتخاف انا قدها وتشوف كيف اجيبها"
رمى سيف الجوال على الرقم المطلوب
طالع بالرقم وسجله بجواله وبحدي وتهور.." ابشر وراسها لك" ورمى الجوال له
***
جالس بمكتبه والشرود والسرحان شاق طريقه له وتارك رجولة فوق المكتب بكل اريحه
تأمل اللوحة المقابلة وكيف الذئب مفترس الغزال..والنسر هاجم على الطير
تذكر لحظتها الليلة السوداء..والزمن الاغبر..تذكر خالته ودموعها واخته روعه ونظراتها القاسيه.. وشروق وغروب وبكاءهن..تذكر عمر الي تـــاه بقسوة الدنيا وماحد يدري
تذكر روحهه المفقوده هناك .. اخوه بندر الي فرقت الدنيا بينهم بندر الي ضحى بنفسه عشانه وعشان انايته وحبه التافهه بندر الي اهداه عمره وقتل ناصر غمض عيونه وسرح بمواقف كثيره جمعته بندر وباتسامة شقت طريقها لثغره لما تذكر سعيد ابو فتون وموعده اسبوع الجاي يشوف النظرة الشرعية
صحى من غفوته على ضربات بسيطه على الطاوله ..فتح عيون بالم وقفز بفرح من مكتب هلا وغلا با بو العز"
عبد العزيز بضحكة .."وين سرحان"
قام من مكان وضمه بأخوة فقدها.." فيك يالغالي"
ضم عبد العزيز لصدره اكثر.." ايه اضحك علي كعاده"
ضربه فارس على ظهره.." ليش شاك بنفسك انك ماتنحب"

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات