بارت من

رواية حكايات من خلف الجدران -3

رواية حكايات من خلف الجدران - غرام

رواية حكايات من خلف الجدران -3

وفي السطح وتحت ضوء القمر وانعكاس نوره.. قام فارس بعد ماشاف احمد وبندر داخلين والضحكة مرسومه على وجيهن.."ايش فيكم تاخرتوا"
احمد بضحكة.." فات عليك نص عمرك..سوية لبنات فلم اكشن"
بندر.."احمد صار فارس الأحلام لهن شكله بيحلم فيه الحين"
فارس بعد ماسمع السالفه.." ايه احسن سكتهن عنا لايفضحنا"

***

الكل يلعب بالمطر .. ويغني معه ..الكل يتراقص مع حبات المطر ..ويترك لمطر يطهر باقي الهموم من زخاته البارده ..ويتهاتفوا بدعوات ربما بيوم قد تستجاب.. كان الحاره تنتشر بها الفرحه..بالسحب وهي مكتملة فوقهم..وببساطتهم وهي منشره بها
اشر احمد لسيارة الايس كريم.."واشترا لجميع البنات"وزاد لهن الفرحه فرحتين
طالعت بسمه بضحكاتهن.. وتقدمت خطوات لهن وبعدها تأملت الفرحه على وجههن
روعه بنظرات استعلاء.."خير يابسمه وش عندك واقفه معنا"
بسمه.." ابي العب معكن"
شروق.." بس احنا نبي نلعب مع لمى بنت خالتنا"
طالعت بالايس كريم وبلعت ريقها .." مين اشتراها لكم"
شروق.." هذا حماده اشتراها لنا.."
احساس..بالنقص..بالوحده..بالحرمان...عمره ما فارقها تركتهن ورجعت لبيت وهي تجر خلفها جبل المشاعر المتناقصة.. لمح طيفها احمد وهي راجعه لبيت والدموع ماليه عيونها..وقف سيارة الايس كريم ..واشترى اثنين..وتقدم لها وقبل مايمد الايس كريم اهداها ابتسامه عمرها ما حلمت فيها من اخوانها.."هذا مثلهم ..وهذا عشان تصيري افضل منهم"
طالعت فيه بخجل.."بس انا ماطلبتك"
احمد.."حتى هم ماطلبوني ومع هذا اخذوه"
مدت يدها بحياء واختهن بعدها تركها احمد بعد ماسجل اعجاب بقلبها ودون ذاكره بعقلها
الغيرة امتلكت قلوبهم..تقدمت روعه بخطوات عصبيه.." وش حضرتك احمد يشتري لك"
بسمه واخير صارت افضل منهم.."احمد قال هذا لك وهذا عشان تكوني افضل منهن"
شروق بعصبيه ممزوجه بغيره.." كذابه احمد مايقول الكلام"
روعه .." لا اكيد راحت طلبت منه يشتري لها"
بسمه .."لا انا ماطلبتها هو اشترى لي كذا"
صرخن عليها بصوت واحد.."كــــذابه"
هزت بسمه راسها بدون ماتتكلم وبعدها اكتفت عيونها بالأرض كملجأ
شروق.."لو ان منك ماخذت لانه اكيدتصدق فيها عليك يحسبك فقيرة"
تجمعت الدموع بعينا لمره الثانيه ورمت الايس كريم بوجهن وركضت على البيت تصيح
***
يوم الخميس يوم اجتماع العائلة
صوت صدره يرتفع ويهبط ..وانفاسه متسارعة .. والنار مشتعله بجوفه .. ومع هذا لم تطفها لا زخات المطر المتساقطه ولا نسمات الربيع الناعمة .كانت يديه مربوط برباط وثيق ومعلقه على الشباك ورجليه مقيده بقيود اشد من يديه..حاول يخلص نفسه من هالقيود ..وينزع الرباط بكل قوته بس نفسه الضعيفه ومراهقته المبكرة حطمته .. صرخ بصوت عالي ووعيد حار.." والله لحرقكم كلكم والله لدمكركم "
اقتربت منه بنات عمه وبطفوله جاهله .. تاملن شكله وكيف مقيد حس بنيران تاكله تفل بوجيهن وصرخ بصوت عالي .." انقلعن عن وجهي "
تمم بين نفسه راح يقتلها ويقتل عمه وزوجة عمه وعمه الثاني وبناته كلهن ..
صرخ بصوت مؤلم وهو يلتوي من الم النفسي قبل الجسدي .." فكوني والله غير تندمون "
ضحك ولد عمه سالم عدوه اللدود الي اكبر من بعشر سنين .."وش فيك تصارخ"
وهز راسه باستخفاف .."ذكرتني بالخروف المسلوخ "
بسام .." والله لعلمك مين الخروف المسلوخ " وتفل بوجهه "حسابنا قريب"
قرب من وصفعه بكل قوته على وجهه .." تعال وريني كيف الخروف المسلوخ "
انتفض جسمه كله وزاده نار على ناره
دخلوا عيال عمه المتوفي شاف ناصر وعامر ونادر وسامر حس بالحسرة منهم حس بالحقد والحسد مالي قلبه عليهم هو وحيد ماله غير سعيد واخوه تخلى عنه من سنين وعزاه الوحيد انه راح يرجع بيوم ..شاف كيفوا يمشون بفخر ولا كانهم معتبرينه انسان ودخلو جوا
نزل عيونه بالارض بذل..وساوس تقوده لاخذ بالثار
"بسام مين سوى فيك كذا "
رفع عيونه شاف عمته ..امه الثانية ..الحنان الي مفقده .. الامان الي يحسه بوجودها
عمتي عايشة .. وماقدر يرفع عيونه من الذل الي انحط فيه
نزلت دموعها بسرعه ومسحتها بطرف طرحتها وبصوت متحشرج .." الله لايسامحهم اخواني "
وتركته ثواني معدوده وبعدها جات وهي ماسكه السكين
عايشه بنفس مخنوقه ورحمة ملكتها .." لا تزعل ياوليدي والله لاخذا حقك منهم واحد واحد" ..وتقطع بالحبال بكل قوتها فكت الحبال منه ورمى نفسه بحظن عمته الي افتقدها افتقد الاحنان عندها بقى فتره وهو ضام نفسه عليها وصوت اناته مخنوقه
عايشه وتمسح على ظهره" لايضيق خلقك ياوليدي انت رجال والرجال الضرب يزيده قوه ماهو ذل "
شد يدينه عليها بقوة .." ذبحوني ياعمه ذلوني سعيد راح وتركني لهم "
عايشة .." لا ياوليدي الغائب عذره معه وسعيد " وسكت كانت بلحظه تبي تفضح نفسها وتخبره ايش سر اختباء سعيد بس تداركت نفسها بالاخير
ابتعد عن حظنها شوي .."على قولتك الغائب عذره معه "
ومسح دموعه بطرف كمه .."سامحيني ياعمه انا عارف ان اعمامي راح يأذوك عشانك فكتيني "
عايشة .." ماعليك وهذا اخواني ماحدى يوقفهم عند حدهم غيري "
ابتسم ولمح بنت عمته نوف ماسكة بطرف عبايتها ..وباتسامة يتيمة ارنسمت على شفايفه شدها من خدها "وشلونك يالدبه "
تلون خدوده ومسحت خدها .." مالدب غيرك " وطلعت لسانها وتخفت وراء ظهر امها
دخل اصابعه بشعرها وخربطه له .." ياقلبي على الدلع "
والتفت لعمته .."مع السلامه ياااعمه يمكن روحه بلا رجعه" وحبها على راسها وطلع


***

رموا الكوره من بعيد على الشباب وجلسوا على عتبة الباب بارهاق وتعب
فتحت روعه الباب وشافتهم جالسين على العتبه وشهقت.."بسم الله خوفتوني"
احمد.." لا يكون شايفه جن عند الباب"
روعه وتذكرت حركته ونافخت من الغيرة بقلبها.." صح انت ليش تشتري لبسمه اثنين واحنا واحد"
ضرب احمد رأسه بخفه والتفت لفارس وعمز بعينه بــلـــوم.." مالي دخل"
فارس بتكشيرة واضحة.." انت وش دخلك لا يكون غيرانة على احمد"
روعه.."وع من زينه اصلا انت احلا منه"
ضحك فارس.. "خلاص انا احلا منه بس ماراح اشتري لك ايس كريم"
طالعت .."عاااادي بندر ولا عمر يشتروا لي.." وحركت بيدها بغيض.."موت حره"
بندر.."خلاص اشتري لك بس اذلفي عن وجهنا"
روعة.."اصلا انا ماني جايه لك جايه لاحمد..والتفت عليه.." احمد خالتي تبيك جوا"
احمد "خلاص ادخلي وانا اشوي وادخل"
تذكر فارس شيء.." صح وين سلطان"
احمد بعد ماقام من جلسته.." سلطان مرافق سامر ولد الشاعر واكيد تلاقيه الحين معه"
فارس.." وليش تارك اخوك يرافق هالاشكال"
وقف احمد على الباب.."مالي دخل والولد ما أشوف منه شر عشان امنعه "
وما انتها من كلمته حتى دخل البيت وتركهم يتخبطون بحيرتهم
طالع بندر باخر الحاره ولمح نور سياره داخله بالحار .."شوفوا هذا سياره ناصر والي وراه سياره أخوه عامر.."
فارس.."وش جابهن الله يأخذهم"
نزل ناصر من سيارته وقفت بعدها سيارة عامر ونزل بروحه وبكبريائه وشموخه الدائم
وقف بندر بطوله الصلب وبحده امـره.."اقول ناصر خذ أخوك واقلبوا وجهكم عن حاره"
ناصر.." ضحكتني لايكون بيت ابوك واحنا غافلين"
تجمع الدم بوجهه فارس وانتفض من الغضب.." ناصر اقلب وجهك هالمره اخذت علقه من بندر وهالمـــره انا اعلمك مين فارس"
ناظر فيه نظرات متفحصه ومزدريه وبعدها تفوه بكلمته الي فجرت كل المشاعر بداخله.. "كل هذا حقد عشان جنان تحبني"
شهق بصدمه وبعدا صرخ بصوت افزع كل الموجودين.." تخسا ياولد الكلب"
ناصر والتفت على اخوانه.." اها يعني انت تحب جنان..وانا اقول وش عندك كل يوم واقف عند بيتهم طالع تنتظر نظره من عند ست الحسن والجمال.."
حاول فارس ان يسطر على غضبه .."انت مالك دخل"
عامر واخير تفوه .." بس انت غبي لانك تفكر فوق .. الافضل لك تناظر بالارض لان هنا مستواك.."
بندر.." احترم نفسك يا عامر ولا تأخذ الي اخذه اخوك"
عامر.." شكلك مضيع ماهو عامر الي ينقال له هالكلام"
ناظر ناصر فارس بمكر وانفرجت شفائفه عن ابتسامه خبيثه.."ترا جنان بأخذها انا وتشوف مين ناصر.."
فارس بعدما عجز ان يسيطر على اعصابه.."صدقني لو فكرت تأخذها وقتها تكون باعداد الميتين"
ضحك ناصر بسخريه .."يمه خوفتني"
بندر.."فارس اتركهم هذولا ناس حقيره ولو ماهي حقيره ماكانوا يدوو على المشاكل"
ناصر.." انا اعرف كيف اكسر رقبتك انت.. بس انا جاي لاهذا واشر على بندر يحقد وكأنه سلاح.."
بندر.."ولف يديه حول بعض وقف بطوله الفارع.."وهذا انا بوجهك ايش عندك"
تقدم ناصر وبصق بوجهه بكل قذاره.." هذا اقل شيء اسويه لك"
بندر ومسح البصقه بطرف كمه وطالعه فيها وطلع سكينه وهذا اقل شيء اقدمه لك
وطعنه مع يده بكل قوته..وتلاشت الطنعه بيد عامر القويه
دفعه عامر بكل قوته على وراء وصدم بندر بالجدار بالم..".ماهو انت الي تتمرجل على اخوي بسكينك المريضه مثلك"
بندر بعدما صحى ما ضربته ومسح على راسه.."وصدقني الموت راح يكون على يدا هالسكين الي تضحك عليها.."
ناصر.."شكل حلو وانت تنكت وقوة بعد"
فارس.."اقلبوا وجهكم عن حارتنا وش تبوا بنا ياخوان هالشريرة"
مشى عامر خطوات بسيطه والتفت عليهم .."لك يوم تندموا..صدقني يابندر راح تندم..وراح تندم يافارس..والدنيا بينا.."
حط ناصر يده على طرف ثوبه..وناظر بكم ثوبه الممزق..وانزرع الرعب بقلبه
ركبوا السياره بخوف ملى قلب ناصر..وبحقد تمكن من قلب عامر

***

واقف بسيارته عند بقالة الحارة..وتارك باب السيارة فاتح..واحدى رجليه تاركها لهواء يعبث فيها ..وراسه مرمى على الدركسون بألم ظاهر وحزن واضح
لمحت غروب نفس الشخص ونفس السيارة وتقدمت بخطوات بسيطه
و أطبقت كفها بهدوء على كفه وقالت بحزن.." فيك شيء"
رفع رأسه فالتقت عينيه بعينيها الصغيرة.. كان شعور الذل كاسي وجهه والإحراج قوس عينيه من ملابسه الممزقة..وحالته الرثه.. نظر إليها نظرة كسيرة ولم يرد عليهاّ وتركها بحيرتها تتخبط
وضعت غروب يدها على جبينه وبنظرات ملؤها عاطفة البراءة.." انت تعبان راسك يعورك"
لم يرد عليها وبقى حالته السابقة..ولربما مسمتع بالراحه العجيبة وهي حوله..او بالكف وهو مطبق عليه
تركته غروب بدون ما ترد عليه وبعد دقائق بسيطة وقفت أمامه بكوب المويا ومكعبات الثلج تطفح فوقه.." خذ هذا بارد"
رفع رأسه نادر ومال فمه بابتسامة شكر.." ومين قال اني ابي مويا"
غروب .." شفتك تنفس بصعوبة وقلت أكيد عطشان"
اخذ الكوب من أناملها الصغيرة ومسح على شعرها .." تدري انك حلوه"
نزلت رأسها بالأرض وبخجل.."شــكــــرا"
تسمرت عينيه بوجهها الطفولي..وبعدها تذكر شيء والتفت على وراء وطلع الدبدوب الي كان مشتريه لأخته وفاء.. وعلى رغم من تعبه والمه مده بكل محبه ووفاء.."وهذا لك"
غروب بعين تصارع الدميه .."لا انا مابي شيء"
نادر.." يعني ترديني"
سكت والتفت على وراء وكأنها خجلا.."بس أنا ما أبيه"
نادر.." طيب خذيه العبي فيه واذا صرتي مانت محتاجه له رجعيه"
ضحكت وهي تضم الدب لجسمها النحيل.."خلاص بس وين القاءك"
نادر تنهد بصعوبة وحاول ان يصارع الابتسامه.."بكل مكان ولا اقولك انا اجيك واخذه منك
كشرت بوجها غروب وهمسه ببراءه وبدون مجاملة.." بس عيب تقول ابي دودوب وانت رجال كبير"
هـــز راسه .."اجل انت جبيه لي"
مشت غروب بخطوات والتفت على وراء ونادت بصوت عالي..شكرا

***

فتح الباب الخارجي وتسابق بناته قدامه ترك الهواء يلعب بجسمه ويزيح الهم من قلبه الي يشوفه بالعمر يظن انه في أواخر الستينات ما هو في بداية الثلاثينات. تأمل المطر وهو يداعب ملامح وجه بناته مما أثار فيه فيها مكامن الحب والشوق لأقدس حب عاشه واجمل لحظات قضاها . رفع عينيه لسماء وهي ملبدة بالغيوم تكسوها ظلمه غامضة ..وربما قاسية.. وهتف بدعوة لم ينساها بيوم "اللهم ارحمها واسكنها فسيح جناتك" مسكت بنته وسن بطرف ثوبه وهمسة ببراءة مشاكسة .."بابا صح تشوف ماما في السماء" ابتسم لكلمتها ومسح على شعرها وهمس بحنان.." وليش أشوف أمك وانتم حولي. وتنهد من قلب نزف بما فيه الكفاية .."يأرب تحفظكم من أولاد الحرام "
ناظرت فيه فتون بغرابة وبعدها نفخت صدرها دلالة على القوة .." بابا أنت ليش دائم تقول كذا " أنا قويه وما خاف من أحد"
ضحك أبوها على كلمتها ونزل بمستواها.." يا حبيبة بابا حتى أمكم كانت قويه وصار لها آلي صار.."
وقبل ما يرفع جسمه مسكته "وسن" من طرف ثوبه.." طيب ماما وش صار لها"
كلمة بنته فتحت جروح عمره ما نساها ولا عمره راح ينساها. اخرج من قلبه تنهيدة أوجعته من كثر هي محبوسة فيه و ابتسم ابتسامه باهته ورفع عينه لقمر
المتربص بوسط السماء " طيب ايش رأيكم نكمل مذاكرة دروسكم "
***
تسلق الجدار..بحبل وهمي يقوده الى الهاويه.. وبقيود تقيده عن الصواب... كان العقل مختفي لحظتها والقلب هو الي يتحكم بالمصير ..تخبى بالمستودع بعدما استعاد توازنه من سقوطه..وربما كان سقوطه الابدي..
وبعدها تسلل لمسبح..ابتسم بعشق مراهق لما شافها جالسه بالارجوحه تذاكر احدى مواد دراستها والهواء يعبث بشعرها وبملامحها..ويجعله اسير لها بحبه وعشقه الغير معقول
لمحت طيف فارس امامه وصرخت بهمس وبأشبه بالتقطع وتراجعت لوراء بالارجوحه.."..فارس"
وقف بمكانه ونادى بحب.." جنان ..جنان.."
انتبهت لشكلها ولملابسها الخفيفه ولشعرها المتطاير وقامت ومن الخوف طاحت على الارض
قرب منها ونزل بمستواها.." جنان فيك شيء"
رفعت عينها بعينه والتقت بصعوبه وابحرت بلا اشرعه وتاهت بلا معاني.. " ابعد عني وش تبي في تلاحقني دائما"
قفز ومسك يدها وصرخ.." يامجنونه انا احبك ليش تعذبيني معاك"
جنان صرخت بهلع .."ابعد .فك يدي..انا مابيك..اتركني بحالي "
فارس شدها بقوة من يدها..".."مستحيل..انت لي فاهمه كيف انت لي"
جنان وجميع احاسيس الخوف طغى عليها.." بس انا ماحبك اكرهك"
ارخى عضلات يده..وناظرها بقسوة.."يعني صادق ناصر بكلامه انك تحبيه.."
جنان وقدرت تسلل من يده وتبتعد بعيدا عنه.."إيه احبه و اكرهك عندك مانع"
تصنم في مكانه و كل عضله بجسمه متصلبه و حس ان الدم يجري فعروقه مثل السم
بقى واقف وكل الي ادركه من الموقف..وكل الي استوعبه.."ايه احب ناصر واكرهك"
خرج بعد ماطعن قلبه بيده ..وجرح كرامته بحبه..تنفس بالم ظاهر والتفت على وراء
وبعدها اكمل مشوار حياااته..يأئس من كل شيء موجود حوله
***
بليلة الخميس ..هـــرب القمر..واخذ معه ضوءه ..اشتد الظلام.. واحتدت النظرات. وتسارعت نبضات قلوبهم وازدادت أنفاسهم. والفرحه والابتسامة كان لها طريق اخر لقلوب
كان جالس امام عتبة البيت المهجور ومتكور على نفسه وهموم وغموم الدنيا اجتمعت عليه
لمحه بندر من بعيد وقوة نظراته وقارب بالخطوات وقف عندر راسه بوجل وباستفسار مشفق.." فارس فيك شيء.."
هـــز راسه بيأس والم من الحياة وتنهد بحرمان.." لا بس مضايق شوي"
بندر وفهم ضيقته وحزنه والمه ورفع راسه لسماء.." اكيد جنان"
نزل رأسه وسحب نفس وتكلم بصوت واطي .." ايه .. جنان الحقيرة..القذره..وبصق بقوة بجهة بيتهم ..طالعه تحب ناصر وشكلها لها علاقات معها وتنفس بقوة واشياء من لحظتها قتلها بداخله.." وما هو فارس الي ينذل لها"
قرب منه بندر وجلس بقربه.." تستاهل ياما نصتحتك بس انت عنيد وقلت لك عرقهم وعرق عيال الشاعر واحد بس انت ماصدقت.."
التفت عليه وبمشاعر البغض والعداوة المتمكن بداخله والمسيطره على تصرفاته.."صدقني لاخذ حقي منه ومنها ومن عيال الشاعر كلهم.."
زفر بندر بضيق وهز راسه.." يافارس ايش بتسوي وهم بكل شيء مسيطرين علينا"
فارس وانتفض وقام من الغضب.." وعشان كذا لازم نعلمهم مين عيال الشقاء"
ابتسم بغيض وبروح بزغت بداخله من جديدا.." معاك حق بهذي"
فارس.." اجل خلينا نتوكل على الله" وحلق حيث غربان تنعق..وصقور تجرح
حرك بندر السكين بقسوه وعيونه يتطاير منها الشرر وصدقني جاء اليوم المفروض يهابوا الشقاء ..ويتذكروا ان لهم فيها شقاء.."
حط يــــده بيـــده واتجــــه نحــــو الهـــــاويه..

بليلة جمعت بين قلبين..وبفرحة طغت على المشاعر..وبابتسامه تصلبت على الوجوه
وبأنوار السعادة..وأضاءت الفرح...وداخل خيمة العرس..
دخلت عزيرة والتفت بعينها وكأنها ذئب يبحث عن فريسة .. تقدمت بخطوات وبعدها ابتسمت بنفاق .."وشلونك يامريم"
طنشتها مريم ولا ردت عليها وتركتها تأكل بعضها بعضا
انحرجت ام محمد من تصرف اخته.." هلا بعزيرة وشلونك"
عزيزة ومالت فمها بجنب.." الحمدالله"
ام محمد.."والله فرحتينا بزيارتك.."
عزيزة.." الله يفرحك" .. والتفتت يمنة ويسرة.."الا اقولك وين بناتك ما يجون يسلموا علي وبنات مريم ماشفت منهن احد"
ام محمد.." البنات مع اختهن بالمشغل ..والصغيرات يلعبن بكل مكان"
جاءت ام سالم وبابتسامه.." ياحيالله عزيزة زين انك شرفتينا بعرس سالم"
عزيزة بعيون ما نزعت من مريم.."اكيد احضر ولا انت ناسيه اني صرت منكم وفيكم"
وبعدها جلست مع ام سالم وتتظلم وتشكى من ظلم حمود لها ومن قسوته عليها
وتمزج كلامها بحسره وتنهيده مزيفه...وام سالم ساعه تصدقها وتتعاطف معها وساعه تستغرب من الكذب..ومن التناقض العجيب الي تحتويه شخصيتها
روعه.." شوفي هالبنت محلى فستنانها"
شروق.. "ايه بس هذي جئت مع شريرة"
روعه.."يمكن بنتها"
شروق بعصبيتها المعتاده.."انت غبيه كيف بنتها وشريرة ما عندها بنات"
جاءت لمى تركض ومعه مجموعه بنات بعمرها.."ايش فيكم تناظر هناك"
شروق.."طالعي ذيك البنت الي لابسه فستان فوشي بذهبي وحاطه طوق ورد"
لمى بتكشره اشرت على البنت.." هذي اخت سامر"
روعه بتافف.." ومين سامر"
لمى .."صاحب سلطان ..دائما اشوفها معه"
شروق باستيعاب.."يعني ماهي اخت شريرة"
لمى بغباء. "قلت لك لا"

***
بوسط حارة الشقاء ..ومن بين الحواري .. وعلى انغام الموسيقه وهي تصدح بالحاره..والأرواح وهي محلق بتلك الفرحه..كانت هناك روح تختلف عن ارواحهم
كانت هناك ..روح تحلق الى الافق..كانت الجريمة تنزع من الروح..وقطرات الدماء لطخت المكان..والسكين ملقاه واشخاص يتراكضوا ويتخبطوا بكل جهه ..واصوات تصرخ .. ودموع تنزف بغزارة..وسيارات الإسعاف تنعق بالحاره ..وكل الي فهموه
ناصــــر مـــــات
ناصــــر أنــقــتل
ناصــــــر راح
شخص هارب بسرعه.. وسكين بندر ملقاه.. واثار قدمين مختلفتين...هذا كل ماراه اهل الحاره
؟
؟
؟

وتمت القضية ... كانت السكين لبندر..والهارب فارس...وأثــــار الأقدام لهمــــا
ومضت عشرت سنوات بماتحمله من الالم واحزان سطرتها حارة الشقاء
يتبع...
مع الأجيال جديدة..؟؟؟؟؟؟
مشهـــد من نـــافـــذة أخــرى..

بصفحات من الماضي..وأسرار من باااقي الحياة ..وبأرواح سطرت بالذاكرة وطمست من الواقع..وقفت على ورقه من ورقات عشر سنين قد مزقت بأيدي خبيثة..ولطخت بدموع برئيه..ودنست بإقدام حقيرة
لتقف ولتروي للعالم..قصه ..دماء جريمة توسطت قلب الحارة ..قصه.. رذيلة طعنت من نفس برئيه..وقصة ..ظلم وزعت على جدار من الزمن وخلد تاريخ مشرف.. وقصة شموخ انكــســر رغم الصمـــود..وشروق كان من جهة الغروب ..وغروب كيف أشرق مع الفجر..وليخفي الزمن بقـــايـــا الفضيلة..والمعروف..والحب والتضحية..
ولتصرخ القلوب قبل العقول كفاكم قسوة والـــم وعيشوا بحب فهناك بالجهة الأخرى جزيرة اندثرت بأفعالنا..وبزمننا..ومن مصائبنا.. ولنعزم من جديدا على استخراجها وان كانت معاولنا من جمره تلهب بنا..وتحرق بقايا الروح القابعة بنا..فمدام أنها سعادتنا فنسعى اذن اليها!!!
***

"الجـــزء الثـــانــ(2)ــي"

ارواح محــلــقـــه

برمضان وبخير الشهور..وبأقدس العبادات..وقبل الإفطار بساعات
جالسه بالمطبخ تعد طبقها المفضل..غلفت الصحن وناظرت بالساعه وبعدها رفعت خصلتها الشاذة بلونها القرمز وتاففت بملل..واصوات معدتها تتضارب وتتاصايح
دخلت شروق المطبخ وضحكة بهدوء وهي تناظرها بتعجب.. "دوبي ماحلف انها بسبوسة بالقشطه ولخاطر ابو حميد"
رفعت عينها روعه لها وبعدها طنشتها وكملت التغليف .."وش دخلك"
شروق .." مالت عليك عاد ياليتك تعرفي تسويها زين الناس"
ناظرت فيها فتره واحتارت باي العبارت تسكتها وبعدها فتحت الصحن وأخذت بطرف الملعقة قطعه ومدتها لها بكل ثقه وحطتا بمفها.." تذوقي طعمها يالفاطره"
شروق بتذمر عكس على شخصيتها".. اففففف منك مافي مسلم في البشريه الا وخبرتيه اني فاطره الله لايفضح مسلم عندك.." ومضغت قطعه البسبوسة وتكلمت .."مالها طعم وع "..وتفلتها بحوض المويا.." بالله عليك لاعاد تطبخي ولا تدخلي المطبخ رجاء حار
تصلبت ملامحها واشتدا خنقها..مسكتها مع شعرها ودفتها بكل قوتها لبرا لمطبخ وصارخة بغيض.." اقلبي وجهك قسم بالله لو ماطلعتي لعلمك مين روعه"
دخلت عليهم غروب بهدوئها وابتسامتها الجانبية.."ايش فيكم صوتكم طالع ترا فضحتونا"
شروق بشماته.." هذي الاخت روعه مسويه لحبيب قلبها بسبوسه وياليت طمعها زين"
روعه.." المهم انها تعجب احمد وماهو شرط انت "
غروب "هاااا جاهزات الحين يجي احمد"
شروق وروعه بصوت واحد .."أيـــــــه "
بعدها تكلمت روعه باستفسار .."وامـــــي"
سكتت غروب فتره طويلة وبعدها طلعت من المطبخ .. وهي بداخلها تكفكف أحزان زرعت من سنين وتحاول تحطم أشياء حلمتها لوحدها .."إذا جاء احمد ناديني"
شروق بحيرة عكرت صفوا ملامحها "وش فيها"
تنهدت روعه تنهيده دوت بأذن شروق.." انت عارفتها غروب حساسه مــره واكيد مرت على امي وشافتها تبكي على سجادتها وهي تدعي لاخواني.."

***
بلحية وجهه الخفيفة التى تضفي عليه مسحة من السكينة والوقار..وبروحه المحلقه دوما الى القمه..وبابتسامته التي دئما تأسر أصحاب القلوب الرقيقة..وبقلبه المعانق ذالك الحلم
احمد بضيق.." اقول خلص الناس ينتظروني"
سلطان يعدل بشماغ احمد.." الله يرحك ولدينك بس مره خليني اجيب البنات"
احمد.."اقول توكل على الله واذلف"
سلطان بضحكه المعتاد .."ماوصيك عدل المرايا الاماميه..واعطيها نظره تذوبها..وابتسامه تخدرها.. بس لحظة .."وريني اسنانك..لا ماينفع روح فرشي لازم تكون تنصع البياض عشان اذا نفعت الضحكة يمكن يقبلوك بدعاية معجون الأسنان"
ضحك احمد ودفعها على خفيف.." لو انك مانت خاطب لاقول سوابق بهالموضوع"
دخلت لمى تركض وهي مشمره ثوبها.. وتتنفس بضيق" وين زياد"
احمد بضحكة يكتمها.. "ليش"
لمى .."حسابه عندي والله لاوريه ولد ليلى "..وطلعت وهي تتوعد وتسب وتسخط

***
طرق الباب طرقات بسيطة ثم استعاد نفسه وتوازنه ..ومسح جبينه وخلع قبعته وطوقها بين أصابعه بتوتر..سمع صوت من داخل ينادي فتح الباب بهدوء وأغلقه بعدما فرض طوله وشموخه أمامه...وقف امـــام الرائد بابتسامه ربما امتزجت بماضي لاينسى..ومستقبل يطمح لوجوده..وأمل لازال ينشده.."نعم حظرت الرائد"
نزع الرائد نظراته واشر الى مكان خالي بدون ان ينظر اليه.." تفضل"
جلس عامر بكبرياء بعدما ازح الكم الجاثم على قلبه بكلمه لاالــــه الا الله..وافترش المقعد بهيبته وبرجولته السمته
قام الرائد من مقعده وجلس امامه وبدون مقدمات.."على ما اظن استلمت القرار"
عامر بنور شع بوجهه وزاده فرحه واتسعت ابتسامته.." أيـــــه ومشكور حظرت الرائد وصدقني ناصر قبل ما يكون اخوي ابن لها وطن وبأذن الله طول ما راسي يشم هالهواء ماراح تقر لي عين ولا يهنا لي بالي غير لما يكونوا تحت يدي ويلاقوا جزأهم"
ابتسم الرائد ورتب عى كتفه.." واظنك قدها وما سلمناك هالقضيه الي المفروض تكون من القضايا المنتهيه..اوبالصح بالأرشيف.. الا واحنا عارفينك قدها وبأذن الله حلها بيديك.." ثم قام منصرفا تاركا عامر بفرحه لا تتسع لقلب..تنهد بسعاده
ورفع عينه لسماء وحلق بالأفق مع غبار ورمال وأعاصير تقتل من يقف بوجهها وتخــره صريعا بلا موى .. وتيــــتم من يظن انه شامخ بيوم امامه.. تمتم بحقد وهو يزيح الستاره عن الشباك ويتأمل الظلام كيف هو موحش ومولم .."واخير يابندر ويافارس جاءكم عامر جاكم عامر انحرم من اخوانه ..عامر الي ماهو بس حرمتوه ناصر حتى نادر راح وكله منكم ..كله منكم" وضرب بيده بكل قوته على الجدار
***
في بيت ام سالم..وبحارة الشقاء..وبيت الشقاء الموزع على كل فرد من افراد العائله
رمت نفسها على الارض بثقل وقربت لها ثلاجة القهوة وصبت لها فنجان وبعدها نثرت كلامتها الثقيله وعباراتها الجارحه...." هاااا تروحي معي"
بسمه.." اسفه قلت ما قدر يعني ما قدر"
اسماء.."مالت عليك اجلسي في البيت وقابلي غرفتك وماتنلامي بعدها لو تعنسي وماحد فكر فيك.."
بسمه.." اعوذ بالله منك ما عندك غير هالكلام"
اسماء برجاء.."طيب روحي معنا وش وراك " وتذكرت شيء.." وابيك تشوفي خطيبه سلطان الي علوني فيها.."
بسمه.."وبحضرتي ايش اروح..مرت ولدهم ولابنت خالتهم"
اسماء.." عادي وش فيها وش دراك يمكن يوم بتكوني زوجه لواحد من عيالهم"
ضحكت بسمه وبعدها تكلمت بجديه تعصرها الالم .."من مين ياحظي من احمد لمغرم بروعه ولامن سلطان العاقد"
اسماء .."ومين قال ان احمد مرغم بروعه لو مغرم على قولتك كان تلاقيه عاقد عليها من زمان.. يالله بالعافيه تنحنح بعد زنت الراس وخطبها والحين له سنه خاطب وماهو ناوي يملك وتقولي مغرم.."
سكتت بسمه واسترجعت الماضي بذاكرتها حيث الابتسامة العذبة ..والروح الطاهرة.. وبراكين تفجره للحظتها ..ردت بشده قويه.."ايه واكبر دليل على كلامك.. انه هو السواق الخاص لهم وما يرضي عليهم بشيء"
قامت بتذمر وبيأس غير ملامحها الجامده ومدت يدها باستخفاف"..كش عليك ..عفني في البيت ولا جامعه ولا زوج خيبه على اختي العانس"
شيعت اختها بنظراتها .. وهزت رأسها اســــى على حالها ..كل شيء عندها انتهى من يوم احمد خطب روعه كل شي سلبنه بنات عمها.. ثقتها نفسها..دراستها..كبرياها الي اختفى مجرد رويتها لهن...

يتبع ,,,

👇👇👇

تعليقات