رواية وشايات المؤرقين -9

رواية وشايات المؤرقين - غرام

رواية وشايات المؤرقين -9

يعني يقدرون يجيبون بدال المربية عشر ..
ام سعيد بإمتعاظ : هذا اللي بتجلطني .. اللحين المربية الأجنبية مثل بنت العرب المسلمين اللي بتخاف الله فيهم و تراعيهم بذمة و ضمير
وداد تزفر الضيق : زين أمهم الله يرحمها مالها أهل يقابلونهم ..
أم سعيد تصرخ في وداد : انت شفيج هبله .. اللحين جايبه لج شغل و انتِ تعنطزين ... و ليش و ما ليش .. العيال أبوهم مطلق أمهم و جدتهم أبتلشت فيهم و أنتِ عاد أن عجبتيها بتعطيج راتب ينسيج الفقر ... ها و شقلتي ؟
وداد تطلق ضحكة قصيرة : الله يهداج يا أم السعيد شفيج هديتي علي
أنا خلاص ارتبطت با الشغل اللي أنعرض علي . أعتذريلي من زبونتج ..
ام سعيد تقرص أذن وداد : إلا بتروحين معاي و تقابلينها ..
وداد تفرك أذنها : يا أم سعيد ما اقدر أتراجع عن كلامي مع الناس اللي واعدتهم خاصه انهم أدفعوا لي راتب شهر مقدم ..
ام سعيد بعد تفكير قصير أتت با الحل : مو انتِ تقولين يبونج بس الصبح ؟
وداد : أي
أم سعيد : أي خلاص وهذي تبيج العصر .. و هذا عز الطلب تنشغلين طول اليوم و لج معاشين أحسن من مقابل ها الخرابة ..
وداد تزفر بضيق : و سالم يا خالتي .. منو يقابله لما يرد من المدرسة ..
ام سعيد : سالم اللحين كبر و لا أنتِ قادره تحبسينه في البيت و هذا أنتِ بيصير لج معاشين دخليه نادي و إلا مدرسة لتقوية و خليه يتعلم مثل خلق الله شي يفيده أحسن من الهياته في الشوارع ..
وداد تعيد التفكير : أي معاج حق أدخله في نادي يستانس و يوسع صدره و يتعلم شي يفيده .. أحسه معاي معزول .. لا عاش طفولته و لا قدر يكون صداقات ..
...........
متعلقاته الشخصية التي هي موضع شكي حيث أعرف يقينا أن بها اختزل حياته لسنوات بعيدا عنا كلها أصبحت اليوم بحوزتي .. وها أنا أدير المفتاح و ألج لأول مره لأسراره !
لم يتغير شي !
هكذا اذكرها منذ أيام الدراسة .. صور اللاعبين و جداول المباريات ملصقة على طول الحائط و ميداليات لبطولات مدرسية ملقاة بإهمال على الرف الجانبي حيث سرير أصيل الذي تفانى بصنعه في ورشة أنشاها هو و علي في الصيف الذي أعقبه تدهورت صحة علي العقلية .. وها هي كتبه المدرسية التي كان يلتهمها مركونة من غير ترتيب فوق مكتبته العتيقة التي نقش عليها علي فسلفاته الغريبه.. حتى الكرسي الذي تميز بشكله الهندسي المعقد الذي أهداه له علي أهترأ في مكانه من دون حراك متوسطا الغرفة الكئيبة ..
لا تشبه هذه الغرفة أصيل اليوم .. هذه غرفة أخي !
أخي أصيل النابغة المتفرد في كل ما يفعل ..
التلميذ النجيب و الرياضي المتميز و مثال لصديق الصدوق ..
أصيل الذي رحل عنا منذ زمن طويل و هنا فقط بعض آثاره ..
لكن من يشبه ذاك المسمى بأخي يقبع في الركن البعيد ..
كمبيوتر شخصي يبدوا شاذا في محيطه و يشبه كثيرا أصيل الذي بت أعرف .. و فقط هذه الآله هي من أثارت فضولي بين كل الجمادات التي تراكم عليها غبار الزمن ..
اقتربت و كأني سوف أميط اللثام عن مخلوق غريب لا أعرف إن كان أليف ام متوحش .. و فقط الاقتراب و الاكتشاف هو الحل الوحيد للمعرفة .. لذا في لحظات كنت قد بدأت القراءة من ملف كان على سطح المكتب .. و بدأت بآخر ما دون بتاريخ يرجع لنفس يوم إصابته ..
" منذ تلك الليلة التي زفت له توقفت عن اقتناء التقاويم فا لا حاجة بي لعد الأيام عندما اعرف يقينا بأنها تبعدها أكثر ..
و لم أعد أهتم بأي فصل نحن بينما أنا دوما أشعر با البرد ..
لكن با الأمس فقط قررت أن أبدأ بصنع تقويمي ..
بحيث تطلع علي كل يوم و لا تغرب أبدا إلا و هي بأحضاني ..
و كل الفصول سأختصرها بفصل عنوانه هي ... "
*
أرتبكت مما قرأت .. عاشق أخي هذا ما كنت به أشك ..
و آآآآآآآه و خيبتي لو ما يدور الآن في عقلي حقيقة دونها ها هنا !
*
" طلقها .. نعم طلقها و أنا تحررت "
" أريد أن أكون أنا منقذها حتى لو كنت أنا سببا في كشف أمرها ..
لكن لا فائده من تسليط الضوء على ما كنت أكابده في الظلمة لسنوات بعيدا عن الكل "
" صراخها و الزجاج المتكسر متماثلان ..
لم يعد يوما من مهام العمل الذي يطلبه دوما هربا منها إلا و هي تستقبله با اللعنات .. و دوما انا هنا أقبع في الظل داعيا لها و لي با الخلاص "
" هذا الصباح بدت جدا تعيسه .. أختار أن يتصل بأمي و بكل بساطة تجاهلهم .. لم يسأل عن طفلتهم المريضة .. و لو رأى لهفت أبنه و هو يلتصق بأمي محاولا ألتقاط السماعه منها ليبث له أشتياقه لرق قلبه و عاد في أول رحلة متوفرة " ..
" تريد أن تنجب الطفل الرابع و هو يردد أنه اكتفى ..
هكذا حمل الهواء أصواتهم ليصب في أذني مؤرقا لي في منتصف الليل ..
أناني و قلبه خالي ..
لم يفهم أنها تمد جسورها و تحاول أن تقترب بكل ما أوتيت من قوة لقلبه لو عبر طفل يأسر حواسه .. هي فعلا تعتقد أنه إلى الآن لم يشعر بمشاعر الأبوة و هكذا أنا اعتقد .. أنا الذي تمنيت أن يدعونني با أبي بدل عمي و كم من مره حاولت أن أحقق الحلم و كم من مره هي انتبهت لمحاولاتي و صدتها بكل عنف "
*
معقول .. يعشقها .. و هي تعرف .. و كان هناك مواجهة ..
كانت دوما تتذمر من السكن مع أهلي .. أيعقل أنها كانت تخفي عني
خيانة أخي " !!
أكاد أفقد عقلي .. و أنا أكتشف ذاكرتي المثقوبة !
أيعقل أن تهرب ذاكرة أصيل منه لتلاحقني بصور عجزت عن ملاحظتها من قبل ؟!
*
صحوت من نومي مذعورة وصوت رنين هاتفي النقال يصدح با القرب مني .. و كل ما تبادر لذهني هم أطفالي .. لابد أن أحدهم أصابه مكروه .. و هذا ما تعمق في اعتقادي عندما رأيت أسم عذبي متوسطا الشاشة المضيئة ..
*
وصايف بهلع : صاير شي على العيال ؟ ..
عذبي المتفحم من الغضب : شسالفتج مع أصيل ؟
وصايف بذهول : أصيل !! .. شسالفتي معاه ؟!!
عذبي يحد لسانه : أنتي اللي تجاوبيني عن ها السؤال مو أنا ..
وصايف بغضب ترامى في صوتها : أنت اللي سألت لأن عندك جواب مقترح .. قوله لي خلني أختار صح و إلا خطأ ..
عذبي يأخذ دقيقه ليجمع أنفاسه : أصيل تعرض لج ؟
وصايف بجزع : طبعا لا .. شلون يجي في بالك أن أخوك يخونك و إلا أنا أرضى اسكت له ..
عذبي : أحلفي ..
وصايف بعمق جرحها : أنا طليقتك اللحين و مالك علي أي حق و هذي آخر مره تتصل فيني .
*
أطفأت الهاتف كليا لأني على يقين أنه سوف يعيد الإتصال و ينهال علي بكل ما يجود به قاموس اللعنات .. هكذا هو عندما يغضب .. يختلف كليا و يصبح لسانه منبع لسم .. به يسمم كل خلاياي ليمتصه بثواني بلطف و أعود أنا ممتنه و معتذرة عن خطأ لم أرتكبه !
لا أعرف لما هذا الاتهام فجأة و نحن تطلقنا منذ مده ..
هل يريد أن يعود بي لأحضانه و هو يرفع راية النصر بينما أنا من أنكس راياتي ؟!! ..
لم أعد أفهم و لا أعرف .. كل ما أنا متأكدة منه أنني جدا منه مجروحة .. كيف يصب بأذني صوته و يتهمني با بأبشع التهم و أنا هنا أغرقت الوسادة بدمعي الذي انهمر شوقا له و لعائلتنا الصغيرة..
*
خطه .. لابد أنها كانت خطه منه عندما رأى منها الجبن في المواجهة ..
لم تكن راضيه و جدا لي مخلصة لكن هو ثعبان ألتف حولها بينما أنا كنت بعيدا اعتقد أنها بأمان ...
طلاق سببه خيانة الأمانة اخف من طلاق سببه خيانتها معه ! ..
و بعد شهور و من أجل الصغار المتعبون .. يلتم الشمل من جديد ! .. نعم .. كيف لم أرى بعيني أصيل و هو يعد العدة و يتبنى دور البطولة دوما و هو يرتدي قناع الأبوة و يمارس دوري بنيابة .. حتى أبني الوحيد يريد أن يكون نسخه مطابقة له و أبنتي الرقيقة تريد أن تذهب معه فقط لمدينة الملاهي .. حتى الصغيرة التي لم تنطق حرف تشير له دوما بإصبعها الصغير وتبتسم فقط له هو !
سلب مني عائلتي وأنا في غفله .. و أول من شككت به هو أبن عمي الذي كنت دوما أراه غريما لي من دون إثباتات . .مجرد وشايات صبها أصيل في أذني في أكثر من مناسبة ..
................
*
*متيقنة من قراري وان العودة له خسارة لي مستقبلا ...
لكن رغما عني أجد قدماي تسوقني لنافذة كلما سمعت عجلة سيارة مقتربة من منزلنا ..
فا كبريائي يرفض استسلامه لرغبتي في ابتعاده ..
أخبرت والدته عندما زارتني أني لا أرضى بغير الطلاق حل و كان هذا آخر اتصال لي معهم .. و ها أنا لا أعرف على أي أرض أقف . .هل أنا حرة أم مقيدة ؟
*
أنفال : فكيها شوي وأمشي معاي لجمعة البنات ..
هند تجلس أمام المرآة تتشاغل بتسريح شعرها : مالي خلق ..
أنفال : مالج خلق و إلا حاسه أنه غلط تطلعين من البيت قبل ما تاخذين أذن سي السيد ..
هند ترمي فرشاة الشعر بقوة على التسريحة : يخسي استأذنه . و أنا با النسبة لي ماله علي كلمه من يوم مد ايده علي ..
أنفال بحماس : أجل قومي معاي و عيدي أيام العزوبية ..
هند بتوجس : أخاف أمي ما ترضى ..
أنفال : أفا عليج قبل ما اقولج خليت عمتي تقنعها . .يله أستعجلي لا نتأخر على البنات ..
*
*
ندمت .. و جدا .. عندما اصطدمت سيارة أنفال با الطائش سند ..
*
سند المذهول يتأمل سيارته : لا بارك الله في اللي عطاج ليسن .. ما كثر الحوادث إلا الحريم و السوواويق ..
أنفال بغضب : احترم نفسك و سيارتك القرمبع بنصلحها لك لا يوقف قلبك ..
سند زاد اشتعالا : متنازل عن فلوس التصليح بس بشرط تفصلين لج نظارات يا العمية ..
أنفال كادت أن تبكي : ماني راده عليك يا الخبل ..
*
*
خالد : و هي صاجه .. لو ما أنت بخبل ما وقفت تلاسن لك حرمه في الشارع ..
سند الذي يعرف بمدى خطاه : يا أخي أدري بس وجهها يقول تهاوشوا معاي .. تنرفز ..
خالد : عطني مفاتيح سيارتك أنا بروح أصلحها ..
سند : مو معاي .. حرمكم المصون لما قعدت أتهاوش مع أختها نزلت بعجله لبيتهم و جابت أبوها اللي هزأني و اخذ مفاتيحي ..
خالد : زوجتي ؟!!
سند : أي مو هي كانت معاها .. أكيد كانوا مندمجين بسوالف تعرف حريم ما يقدرون يسكتون لو هو ربع ساعة .. عشان جذيه ما انتبهت لي عند مدخل الحاره .. في أحد يدعم عند مدخل الحاره إلا إذا هو غشيم .. و إذا غشيم و شله بسواقه . .بفهم أنا ..
*
*
تركت سند و هو مازال يثرثر أكثر من الجنس الآخر الذي حصر به كل العيوب البشرية .. و توجهت لغرفتي و أنا أنوي الأتصال بها
لأول مره منذ ما حدث ..
*
*
تدفق الدم لوجنتاي .. و ارتعشت أطرافي .. حاقدة و غاضبه و إحساس آخر مبهم تسارع بسببه النبض في قلبي ..
*
*
أنفال : ما تردين عليه . .تلقينه بيكمل اللي نقص من أخوه ..
هند : إلا تلقينه بيتفلسف و يقول و شا اللي مطلعج من دون استأذان
و إلا نسيتي أني ولي أمرج يا مدام ..
أنفال : أجل خليه ينطق في مكانه .. كافي بسبته هو و أخوه أنحبسنا في البيت ..
*
*
فعلا لم أستقبل مكالمته لكن لم امنع نفسي من قراءة الرسالة التي بعث بها ..
" أنا بس أبي أتطمن عليج . .أنتِ بخير ؟ " ..
لم اغضب بل حزنت جدا .. و بدأت دموعي با الهروب من مقلتي متسارعه ..يسأل عن حالتي .. و أي حاله .. ناتج إصطدام بسيط بسيارة أم جرح عميق أحدثه بيديه عندما طمس الكرامة ؟ ..
لم يعنيني سؤاله و لم أحتج لأن أجاوبه .. تجاهلته .. و قررت أن أغير رقمي و اقطع عليه أي طريق لتواصل ..
و أمنع نفسي أن تهوي لدرب الهوان ..
لا أريد أن تتسبب رسائله بضعفي أو أن أتجاوب في لحظة اختلال المشاعر مع أحد مكالماته .. لأنتهي بتنازل و فقد ما بقي من كرامة .
*
لأنهم يتواجدون بوفرة نبخس بأثمانهم
بينما المقارنة ترفع أسهمهم ..
و فرق بين العدل و القسط ... خاصة بما يتعلق منها با المشاعر .
*
*
*
انتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجزء التاسع :

*
*
كا الغيمة كلما ثقل ما نحمل أنهلنا ..
أحيانا بحب .. و أحيانا با غضب .. نمطر ..
لنبلل المساحات التي منها لفضنا !
*
*
*
من كل الزوايا تصرخ بي المرايا .. لم تعودي طفلة !
و نفسي تحدثني بأني انتقلت لسبات الشيخوخة بلمح البصر فا روحي مجهدة با عواطفي الموبوءة .. نعم لوثت علاقتي بأمي
أحاسيسي و لم أعد أفهم ما معنى أن نُحِب و أن نُحَب !
فا عقلي بات عاجزا عن تفسير الحب الذي تتحدث به أمي ..
فا كل أجوبتها المتعلقة به غير مفسرة و تزيد في عمق الأسئلة ..
لِما انفصالها عن والدي بينما مازال هناك عقد زواج يربطهما ؟!!
لِما بعيدا تدفعني عن أحضانها باتجاه أحضان زوجة أبي بل تحاول أن تقنعني من غير تصريح بأنها أمي التي لم تلدني ؟!!!
مبرراتها التي حصرتها بفرص عظيمة لا يمكن أن توفرها إلا زوجة أبي لي لم تعد مقنعه .. و ها هي تدور و تدور في حلقة مغلقة تمتنع بها عن البوح !
*
*
أم ديمة بنبرة زاجرة : عيب عليج . .أنتِ اللحين كبرتي ما أنتي الجاهل الصغيره اللي ينغفر لها زلة اللسان في لحظة غضب ..
ديمة : لأني كبيرة صارت مشاعري أوضح و أنا صرت أشجع . أي ما أحبها إلا أكرهها و ابيها تعرف و يا ليت تعتقني و تطردني من بيتها عشان تستسلمين و تقتنعين أني راضيه با العيشه معاج لو فوق السطوح ..
أم ديمة تمسك برأس أبنتها العنيده لتقبل جبينها : شنو قاصرج يا ديمة .. هذا أنتِ كل ما بقيتي زرتيني و ابوج لو تطلبين عيونه ما بخل فيهم عليج . .وأم عذبي لو تعذربين فيها منيه لين باجر الحق ينقال فيها ما قصرت عليج في شي .. مثلا غرفة نومج تغيرها لج كل سنه و ما تسافر هي و عيالها إلا و تاخذج معاها و ..
ديمة تقاطع والدتها با غضب تنامى منذ سنين : كلامج هذا مرددته علي و لا مليون مره و مليون مره قلت لج الدنيا كلها بصوب وانتِ بصوب عندي .. انا ابي أنام و اصحى وا نا بحضنج .. يمه أنا خايفه أكبر أكثر و ما عاد أقدر أناديج يمه !.. يمه أنا بديت عليج أقسى و صارت زيارتي لج ألم .. حسي فيني .. كفاية يمه .. كفاية هجر ..
أم ديمة تبتلع عبراتها : لما تصيرين أم يا ديمة راح تعرفين شلون الأم تحب من غير أنانية و تحط عيالها فوق مصلحتها و رغباتها ..
انا أقدر أحارب ابوج و ردينه و الدنيا كلها و آخذج بحضني بس أنا متأكده أن معاي بتحطمين و تضيع منج فرص كثيره ..
ديمه تنتفض بيأس : ما ابي شي .. افهمي .. ما ابي إلا أنتِ .. اللحين ابيج تقررين .. يا توقفين في وجه الكل و تاخذيني بحضنج و إلا أنسي " ديمة " ..
*
*
صمتي اعتبرته تنازل عنها .. و الحق . .أنها لن تفهم كم أعاني من من ذنبي الذي كلفني آخرتي.. كيف أخبرها بأني نسيت قول الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم ..
(وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 102]
.................................................. .......... .
*
*
كا ساحرة قادتني للغابة و أطلقت سراحي لتعذبني ! ..
تركتني أم سعيد با الباب و قالت أنتِ مسئولة عن نفسك و وجودي بجانبك لن يعزز موقفك كا شخص واثق !
و قبل أن أخبرها انني فعلا لست واثقة ظهرت خادمة تبدوا لأناقتها سيدة هذا المنزل ! ..
متشامخه بنظرة ثاقبة أرسلتها لي بصمت تحثني على أن أتبعها و هكذا فعلت .. حتى وصلت لأحد المقاعد الوثيرة في ممر أشبه بقاعة و عندما همت لتركي خلفها نطقتُ أخيرا متسائلة " متى المدام ممكن تستقبلني . .انا مستعجله وراي شغل "
تصريح غبي هذا ما رددته في داخلي و أنا أؤنب نفسي و ألومها في سلب الفرصة التي سعت بها أم سعيد لي .. لكن لحسن حظي نطقت الخادمة أخيرا با اللغة الانجليزية لتخبرني أنها لم تفهم مرادي .. و با كلمات بسيطه من قاموس مفرداتي المحدودة بهذه اللغة أجبتها بأن لا تبالي ! ..
و انتظرت .. كثيرا .. بدا لي أن الساعة التي أمامي على الحائط ماتت منذ أن سلطت نظراتي عليها !
لكن و أثناء انتظاري الممل و من حيث لا اعلم مرت شابه صغيره بدت شاردة و على ملامحها التعاسة ! ..
لم تنتبه لوجودي و هي تقف أمام المرآة التي توسطت الممر لتمسح خديها التي ببلها الدمع و كم بدت لي غارقه جدا بأفكارها كأنها تخاطب نفسها با المرآة بان عليها أن تلبس القناع و تبدوا أسعد و هذا ما حدث ! ..
ألتفت و هي ترسم ابتسامة أشرقت بها كل معالم و جهها الرقيق
لتقطب بحاجبيها فجأة حالما لمحتني لتقف مراقبة لي بفضول يناطح فضولي !
*
*
ديمة تقترب من الفتاة التي بدت لها جدا بسيطة في وسط قصرهم الفاخر : منو حضرتج ..
وداد وقفت بارتباك : أنا وداد ..
ديمة أبتسمت و علامات التعجب تراقصت بعينيها : وداد !
وداد مازات تحاول أستجماع أفكارها : انا جايه هني عن طريق ام سعيد ..
ديمة بشقاوة : امممم ... أم سعيد .. أم سعيد ... و من تطلع حضرتها أم سعيد .. الوزيرة الجديدة اللي عينوها في الحكومة ؟
وداد شعرت أن الفتاة التعيسة في طريقها لإتعاسها هي : انا هني عشان تقابلني المدام بخصوص الوظيفة ..
ديمة بجدية : أي وظيفة ؟!!
وداد : مشرفة على المربيات ..
ديمة أطلقت ضحكة من أعماقها : هههههه ... يعني مربية المربيات !! .. حلو توصيفج الوظيفي ...
وداد بدى الضيق على ملامحها : الظاهر مالي نصيب با الوظيفه .. عن أذنج ..
ديمة كرهت الإحساس الذي راودها عندما همت وداد با الرحيل فاتبعتها : و ين رايحه .. جناح عيال أخوي با الصوب الثاني ..
تعالي معاي أعرفج عليهم على ما أتقابلج ردينه ...
*
*
تبعتها و أنا لا أعرف ما هي صفة هذه الفتاة .. و لا أعرف من هي ردينه التي سوف تقابلني .. أتكون ردينه هي مشرفة المربيات السابقة ؟!! .. تساؤلات كثيرة حامت فوق رأسي و لم أجد لها جواب عند الفتاة التي فضلت الصمت طوال الطريق ..
و ما إن وصلنا حتى تعرفت على ثلاثة أطفال .. الصغرى فيهم أسرت قلبي فور أن وقع نظري عليها .. طفلة في غاية الجمال بدأت لتو أول خطواتها و أخيها و أختها الأكبر حولها فرحين ينادونها .. كل من إتجاه و كل منهم يحاول أن يقنع الصغيره بأن تحتضنه أولا .. و عمتهم .. نعم عمتهم التي نادوها لتشاركهم الفرحة هي نفسها الفتاة التي أربكتني !!
*
*
ديمة : أنا راح أبلغ طرفه أنج وصلتي و هي راح تبلغ العجوز ردينه
و أنتِ خليج هني مع عيال أخوي و تعرفي عليهم .. تراهم بسرعه يتأقلمون مع الغرباء .. هم متعودين على المربيات على كل حال و اعتقد إذا عندج أي سؤال بخصوص عملج هم أفضل من يجاوبج !
*
*
تركتني قبل أن أنطق با حرف !
لأسمع حرفين من كلمه مبتوره " ما " لألتفت خلفي حيث الطفلة الصغيره هاربه من إخوتها أتجاهي و لي فاردة ذراعيها بأقصى ما يمكنها !
.................................................. .......... ...
*
*
خبيث .. يستغل ضعف هذا البريء ليوهم قلبي بأن يمكن له أن ينبض حبا من جديد !
*
*
سعاد و شهد يتناوبون على لفت أنتباه علي الصغير الذي يرفض التواصل البصري : وضوح شكله خايف منا لدرجة انه مو قادر يرفع عينه عن لعبته ..
وضوح التي كانت تتشاغل بترتيب ملابسها با الحقيبة : علي عنده توحد .. ما تهمه العلاقات الأجتماعية .. علي اللحين ما يشوف إلا
تليتابيز ..
شهد بتأثر : و المرض هذا ماله علاج ؟
وضوح بنبرة أسى : ما فيه على حد علمي ..
سعاد في محاولة لتغيير الموضوع الذي بدى انه ضايق وضوح : بس واضح أن علي ماكل الجو على الكل بس شفتيه على طول رتبتي جنطتج ..
وضوح تبتسم محاربة لعبرات تجمعت بصدرها : علي يذكرني بعلي أخوي .. أحسه يحتاجني و محد يقدر يحن عليه كثري ..
شهد بفضول : زين بسألج .. أم علي متنازله عنه لأبوه ؟
وضوح ترفع كتفيها : الله أعلم .. انا ما أعرف عنها شي ..
شهد : غريبه أنتِ يا وضوح شلون ما عندج فضول تعرفين عن المره اللي خطفت زوجج منج و جابت بعد منه ولد ..
سعاد تضرب با قبضتها كتف أختها : قص اللسان ..
شهد تمسك بكتفها و بنبرة تدل على التألم : و أنا و شقلت ؟
وضوح تطلق ضحكه شرخها الحزن : ما قلتي شي ما جى في بال غيرج .. الواقع أن أنا وزوجي منفصلين عن بعض .. و تبون الصج كنت حاسه أن سفراته وراها وحده بس ما أهتميت إلا قلت بنفسي أحسن ..
شهد تبتعد عن سعاد لتقترب من وضوح : أقول و ضوح تكفين لا تزعلين مني بس عندي كلمتين يقرقعون في قلبي بقولهم ..
وضوح تبتسم بحنان لشهد : لا تخلين شي في قلبج .. قولي ..
شهد : أولا أنا و الله أحبج ..و انتِ حسبة سعاد صرتي .. لو سعاد في مكانج قلت لها تراج أنتِ حيل غلطانه ..
وضوح بأسى : و بشنو غلطت يا شهد ؟ ..
شهد : غلطتي في نفسج .. اخذي صورة لج قبل سبع سنين و طالعي المنظره و غمضي عيونج و شوفي من تشبهين اليوم ..
*
*
أشبهه .. أشبه ذاك البيت الذي أحترق ... أنا و هو تجردنا من دلائل الحياة .. فا في أركان قلبي ماتت البهجة و على شفاهي لم تعد تزدهر البسمة .. حتى صوتي تجرد من فتنته و تهاوى مكسورا يجر المفردات با صعوبة ..
لم أعد أبدا أشبه نفسي .. و كم من مره أرتعت و أنا أحاول أن أعود و أرى نفسي تتهاوى في أول خطوة ..
أذكر عندما أرغمت نفسي على ارتداء الكعب العالي و تطاولت لأعلى الدولاب محاولة أن أجد ما نهيت نفسي عن ارتدائه لسنوات لتهاجمني الذكريات على غفلة من خلال صور الطفولة التي تساقطت على رأسي ...
و تهاويت ...
و عندما حل العيد مجددا و مجددا حاولت أن أسير في الركب خانني أحمر شفاهي .. تنامى و أصبح بحجم جمرة ملتهبة تحرق شفاهي !
و عدت .. لتهاوي ...
حتى ما كنت اهتويه من رقص عنه أعتضت با التريض بين ردهات
بيتنا المحترق محاولة أن أصل لنقطة النهاية حيث لا شيء بعدها مهم !
و دوما .. ودوما أعود و أتهاوى في سريري وحيده لا أشبه إلا بيتنا المهجور و الظلمة تحيطه ..
*
*
*
أقدمت على محاولتي التي لم أعتقد أبدا بان هناك أي فرصه لنجاحها
لكن دهشت بأنها فورا اتصلت بي متسائلة .. متى ستعود لتأخذنا أنا و علي !
الآن .. أخبرتها .. الآن أريد أن أعود بكم لمنزلنا ...
*
*
ساري بنبرة أجتمعت بها أحاسيس الشوق : البيت من غيرج كأن ما فيه صوت ..
وضوح التي كانت ترسل عينيها عبر النافذة : شملان تأخر ..
ساري يقترب منها و بنبرة حملت اللهفة ليستمر فيما خطط : وضوح أنا للحين أحبج ..
وضوح تلتفت لساري لتتفاجأ من قربه : لا تقرب ..
ساري صم أذنيه عن رجاءاتها و فرض نفسه لتختلط أنفاسه بإنفاسها
المرتاعة ....
وضوح انتزعت نفسها بصعوبة منه لتصرخ به و هي باكيه : و أنا .. و أنا مو مهم .. مو مهم إذا كنت للحين أحبك أولا ..
ساري يطبق با كفيه على وجهه و هو يحاول إستعادة أنفاسه : بس حرام عليج .. عذبتيني .. حملتيني ذنب ما اذنبته و عاقبتيني لين اذنبت .. بس .. بس .. أنا تعبت ...
وضوح بين شهقاتها تنطق بحسرة : وانا تعبت أكثر منك .. قلت لك طلقني .. اعتق نفسك .. مالك عازه فيني ..
ساري يفيق من أنهياره : الطلاق مو وارد و لا راح أناقشه أبد ..
وضوح تصرخ به : و انا لا يمكن أتحمل ها الوضع .. لا يمكن أتحمل انك تفرض نفسك علي .. انا مو طايقتك .. انت ما تفهم ..
ساري جن مما رددت ليعمل عقله بغير مساره : و لنفرض طلقتج وين تبين تروحين .. تبين شملان يشيل همج .. مو كافي همه و إلا يريحج يتعذب هو بعد مثل ما انتِ معذبتني .. خلاص كافي خلي الضحيه وحده و لا تمادين أكثر ..
*
*
لم استطع أن أجادله لأن جسدي الواهن أرتمى ليحتضن الوسادة كأنها قارب النجاة ... بكيت .. بكيت و كأني لتو شعرت بحروقي
.. لتو ألتهبت .. و تقيحت .. لتلتئم بثوان تحت الضمادات الخشنة .. و أصبح الاقتراب منها مخيف .. فا ذكرى الألم قابع في كل الخلايا

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات