رواية وشايات المؤرقين -7

رواية وشايات المؤرقين - غرام

رواية وشايات المؤرقين -7

ساري المرتبك كان خارجا من الباب بسرعة ليرتطم بأصيل الذي عاجله بسؤال: شفيك عسى ما شر وين طاير ؟!!
ساري توقف لحظة ليتأمل أصيل و تبدأ شكوكه تهيأ له أن أصيل يعرف بمكان تواجد وضوح : خالي وينه ؟
أصيل : مدري بس آمرني تبي شي أنا أسد محله ..
ساري بشك : أنت شعندك مسير علينا .. مو العاده ..
أصيل : الظاهر ما انتبهت لعيال أختك اللي توهم أدخلوا ..
ساري يلمح شملان من خلف أصيل : أعذرني أصيل أنا عندي مشوار مع شملان و إلا جان استقبلتك ..
أصيل لم يعجبه رد ساري : واضح أن في شي ما تبيني أعرفه .. بس تذكر أنا ولد خالك و أول واحد بيوقف معاك أنت بس آمر ..
شملان الذي أستمع لما قاله أصيل : و أنت أول واحد راح وشهد ضد أبو ساري ..
و أول واحد كبر قلب أخوه على أم عياله ..
أصيل أستفزه شملان ليقترب ويواجهه بكلماته المباشرة : و أنت يا ولد عمي أول واحد طعن و خان و ها المره و أنا متأكد أنك ورى كل اللي صار ..
ساري يتدخل : قصروا حسكم ترى لا المكان مناسب و لا الوقت ..
شملان بتحدي : أنا ماني متحرك من مكاني لين ولد عمي يجيب كل اللي عنده ..
*
*
*
خالد الذي لتو أوصل هند لمنزل عائلتها استوقفها بعصبية : لحظة وين رايحه ..
هند مستغربه : وين بعد بروح ! .. بنزل ..
خالد : أنتِ ما تشوفين أخوج و ولد خالج معاهم رجال واقفين قدام باب بيتكم ..
هند : هذا أصيل ولد خالي مسامح ..
خالد يدقق النظر في هند : أي ؟ .. و هذا بعد حسبة أخوج ؟
هند تحاول أن تتفادى التصادم : إذا ما تبيني أنزل أجل حرك اللحين قبل ما ينتبهون لنا و يعتقدون انك ما تبي تسلم عليهم ..
خالد بغضب متزايد : ماني متحرك لين تجاوبيني .. أنتِ ميانه مع عيال خوالج ؟ .. تسملين عليهم و يسلمون عليج و البساط أحمدي ..
هند تكبت غضبها : لاحول و لا قوة إلا با الله ..يا أبن الحلال السلام لله و إلا لا أنا هامتهم و لا هم هاميني ..
خالد : اسمعيني يا هند أنا أكره ما علي أن الواحد يستخف في عقلي و يردد بينه و بين نفسه خلني آخذه على قد عقله .. أهلج اليوم تقولين لهم ماراح أزوركم وولد خالي ماخذ راحته في البيت و قولي لأخوج الرخمه ترى البيت له حرمه و عليك حفظها ..
هند أستفزها خالد بكلماته التي أنتقص فيها من كرامة أخيها : لو فيك خير و رجال تنزل الحين و تقول لأخوي يا الرخمه و با المره تقول لولد خالي ...
خالد قبل أن تكمل هبط على رأسها بقوة يده ماعقبا : رجال غصبا عنج يا بنت الرخوم ..
*
*
*
اختنقت .. تلاشت كل ذرات الهواء مع تبخر الكرامة ...
كرهته .. كرهته في لحظة و أنا التي منذ سويعات كنت أعوم في أعماق غرامه
وحش .. نعم .. وحش .. مزق أنثى ظنت أنه الفارس ..
*
*
كنا في معمعة تراشق الاتهامات و لم يوقف سيل الغضب العارم إلا صرخات أنثى
مذعوره .. ألتفتنا كلنا في نفس اللحظة لنرى امرأة و رجل في سيارة متوقفة أمام
المنزل هو يصرخ بها و يمسك ذراعاها و هي تبكي بهستيرية و تحاول أن تخلص
نفسها منه في الحيز الضيق الذي كان ساحة لمعركة غير متوازنة الأطراف ..
و لم يقطع ذهولنا إلا صوت ساري و هو يردد هند .. هند ...
تبعنا ساري الذي أندفع مسرعا يقصد السيارة التي حبست فيها أخته و هي تحت
هجوم من شخص يفوقها قوة .. كان المشهد تراجيديا .. ساري الهادئ أصبح وحش
كاسر أنقض على الرجل الذي من المؤكد أنه زوج هند بقبضاته المتوالية ..
شملان حاول أن يفككه من يده و هو يحاول أن يكون الحكم .. أما أنا تصلبت
كل أوردتي و انقطعت إمدادات الدم لرأسي وقفت مذهولا و أنا أراقب أنثى منكسرة
بُعثِرت كرامتها تأن بضجيج أخترق مسماتي ووصل لعروقي ..
فينوس .. صورة فينوس تراءت أمامي لأندفع مواسيا ألملم ما تبعثر من حقيبتها
و أسندها لتصل للمنزل لحيث الأمان ولم أتوقف إلا عندما صرعني الثقل لتتلقفني
الأرض و أغيب على أصوات با القرب مني تلاشت ...
*
*
*
تتلاشى الظلمة في تجرد مواقفنا
لنتعاطى مع المواقف ببسالة عندما لم يعد الأمر .. من المهم !
*
*
*
*
انتهى ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجزء السابع :

*
*
لأنها عازمة .. تزدهر النبتة الصغير في تصدع الصخر !
*
*
ألبوم صور مثقل با الشجن هذا هو يومي منذ غياب شمسها ..
تبدوا حياتي مفرزنة .. باردة لا طعم لها و لا لون .. أمارسها على مضض و أقاوم بكل ما بقي من طاقة إنهزامات الشوق ..... متعب أنا من مرور السنين و حياتي مغفرة خالية إلا من الوجع .. حاولت و أقدمت و جدا جدا فشلت في استبدالها .. و ها هي صورها تهاجم الذاكرة في غير وقتها .. لسنين نجحت في حصر صورها و محاصرة طيفها في ظلمة الليل بعيدا عن الكل لكن مؤخرا أصبحت محاولاتي حربا أمارسها ضد نفسي ..
صورة مرسومة بدقة ... شعرها الحرير ترتبه يدي المتلهفة على وسائد الريش و قبلاتي تلفح خدها و صوتي يرتعش طالبا التصريح بأكثر من هذا التمادي ... تبا تبا لصورها !
*
*
ساري : شملان وين رحت ؟
شملان ينتبه من إستعراض الصور الذهنية : معاك ..
ساري : أسالك عن وضوح .. عرفت وينها فيه ؟
شملان يزفر الضيق : رايحه تزور جدتي ..
ساري : و اللي يروح زيارة ياخذ كل اللي له من بيته ؟! ..
شملان : لا تبالغ .. وضوح و شعندها عشان تاخذه .. اللي أخذته أكيد تحتاجه سواء أقعدت أسبوع و إلا شهر ..
ساري يأتي بكل ما عنده : زين تبي تزور جدتها ما قلنا شي يوم يكفي .. جدتك ما عاد تميز أحد و لا هي عارفه وضوح من غيرها و هي بتروح تقعد عندها شهر ! ..و البيت فيه خالها و عياله لا هي ماخذه راحتها و بتضيق على العرب .
شملان يلتفت بغضب على ساري : يعني كل من فقد عقله ما عاد يهم نتواصل معاه .. ننفيه من حياتنا مهما كان غالي و لا عاد له قيمة و لا عاد يهم ؟!!
ساري : يعني هذا بس اللي سمعته و فسرته ؟!!
شملان : و سمعت وشوشاتك و تلميحك الغبي .. عيال خالي فيهم اللي مسافر يدرس و اللي مثل ما تعرف طالع مع زوجته في بيت بروحه و ما في إلا خالي و حريمه و بنياته يعني وضوح أختارت المكان و الوقت الصح لزيارتها
إلا إذا أنت من كثر الخطا ما عدت تميز ..
ساري بنبرة تغلفها الدهشة : يعني أنت شايف أنه عادي تختفي من البيت من دون ما تبلغ أحد و با الأخص أنا يا زوجها .. و شدد على كلمة زوجها لأن مهما حصل انا ولي أمرها ولازم تستأذني ..
شملان : خلاص يا ولي أمرها روح كلمها بنفسك و قول لها ها الكلام ..
ساري بإمتعاظ : شفيك شملان بقيتك عون صرت علي فرعون ..
شملان : أنا دايما كنت لك عون بس مو عارف شلون بعينك و أنت اللي خشيت سر عنا كلنا لسنين .. اللحين تزوج و تجيب ولد من ورانا و بعدين تبيني عون ؟!!
ساري بإصرار : أي أبيك عون .. أنت أكثر واحد تعرف وضوح و تعرف اللي حاصل و كنت اعتقد أنك بتفهم أسبابي و بتعذر ..
شملان : مو المشكلة في فهمي المشكلة في فهمك اللي مو قادر يستوعب وضوح .. انا صارلي شهر واقف معاك و حتى لما طلبت وضوح الطلاق كنت أنا أول واحد وقفت في وجهها و حطيت علاقتي فيها على المحك و قلت لك صلح اللي أنكسر .. آخرتها مر شهر و ما تغير شي و هي اللي اتخذت أول خطوة لتغيير و أنا ها المره بوقف معاها و لعلمك بيتي برممه و بجيب أختي تقعد فيه المدة اللي تناسبها لو العمر كله و أنت عاد صرت بروحك حل موضوعك با اللي تقدر عليه ..
ساري المصدوم من تخلي شملان عنه : يعني بتقويها علي ؟!!
شملان بنبرة متعبة : أو يمكن بقوي موقفك ..
ساري المحتار : ما فهمت ؟!!
شملان الذي استنفدت طاقته لهذا اليوم : ساري خلنا من وضوح اللحين قولي شراح تسوي مع نسيبك ..
ساري الذي كان يحاول أن يتناسى المشكلة : شسوي فيه بعد .. هو اللي أنجن .. زين ما مات أصيل ..
شملان : و أنت عاد شايف أصيل صاحي هذا هو للحين ما قام .. الوضع ما يطمن ..
ساري : أنا أحاتي لما يوصل خالي و أقعد اشرح له الموضوع .. كافي صوته للحين يرن في أذني .. مرعوب و منصدم ..
شملان : أسمعني .. عذبي أكيد راح يشعللها و بيحط الغلط كله على خالد وأنا و أنت نعرف أن تصرفه كان عن حمية لو حتى تصرف مو محسوب بس مفروض نراعي ها الشي و نساعده و نشهد لصالحه ..
أخاف أصيل يموت و خالد ينعدم ..
ساري يدقق النظر في شملان : تبينا نقول لهم كلام غير اللي قلناه في التحقيق ؟!
شملان : أنا مدري شنو هببت في التحقيق بس أنا قلت اللي يرضي ضميري .. أصيل هو الغلطان و خالد بعد غلطان بس تصرفه مفهوم ..
و بعدين ترى مو حلوه هند تطلق بعد شهر با سبب مشبوه تعرف الناس و كلامهم اللي ما يرحم .. فكر في الموضوع ..
ساري يهاجم : شملان جيبها من الآخر تبيني أشهد زور ..
شملان بهدوئه المعتاد : لا أبيك تشهد با اللي حصل فعلا .. أصيل أستفز خالد وهذا كل الموضوع ..
ساري : زين .. و هند بعد استفزت خالد عشان يطقها با الشارع ؟!!
شملان : أنت عارف أن هند صغيره و احيانا لسانها يأذي عليها .. يمكن غلطت عليه أنت ما تدري و لا سألتها و سألته .. لا تطير في العجه ..
ساري بغضب : إلا بطير في العجه .. إذا شاف على أختي شي و إلا ما عجبه فيها شي يردها لنا حنا أهلها و نعرف شلون نتصرف مع بنتنا ولا حنا با عجزانين عنها ..
شملان : الكلام حلو بس الواقع أن خالد ما يعتقد أن لهند عزوه .. كافي طريقة زواجها ..
ساري وقف بغضب لإستفزاز شملان : اسمعني يا شملان خلك من خالد و صراعك مع عذبي طلعني منه .. و تذكر أصيل ولد عمك و هذا هو الوقت المناسب اللي مفروض تصلح فيه اللي أنكسر بينكم ..
شملان يقف با المقابل : اللي أنكسر عمره ما يتصلح ..
ساري بخبث : أجل أحلم .. احلم يا شملان لين هي تصير واقع في حضن غيرك ..
*
*
خنجر .. حاد .. و به سم زعاف غرزه على غفلة مني في منتصف قلبي
هذه الصورة التي أرفض بشده تخيلها .. فيها هلاكي و أنا أتنفسها !
و لي الحق .. كل الحق أن أقتله الآن لتجرئه بلفظ ما أخشى ...
لكن ها هم المتناسخان كا صورة و أصلها يقتربان و كل تفكيري توارى أمام ما أرى .. ذاك المتباهي السائر بمحاذاة عمي فاجأني بعد طول سنين ... تغير ... جمع الأصل و الصورة ... عمي له ملامح من أبي و عذبي نسخه طبق الأصل عنه ! ...
*
*
ابو عذبي المرعوب يقترب مسرعا من ساري : شفيه أصيل ؟
شملان من وراء ساري : بخير يا عمي .. بخير تطمن ..
عذبي من وراء والده : مدامك في السالفة ما أظنها خير ..
أبو عذبي يقطع أول خيط لنزاع : بس أنت وياه .. لا تحدوني على اقصاي .. خلونا اللحين في أصيل .. أقدر أدخل أشوفه و وين الدكتور .. و ش قال ؟ .. أشرح لي السالفة كلها ..
*
*
تجمهرنا حول الدكتور المعالج الذي أخبرنا أن أصيل لتو استفاق بذاكره مبتورة و حثنا جميعا أن نتناوب بدخول عليه ليتأكد من ظنونه ..
*
*
عذبي يسند والده : أذكر الله يا يبه و هذا هو و لله الحمد بعافية و الذاكرة عادي بأي وقت ترد ..
أبو عذبي : أخاف أخوك فقد عقله ..
شملان الذي كان قريبا أستفزه ما سمع : و فقد عقله و نساك يعني راح تنسى أنت أنه أصيل ؟
أبو عذبي يزجر شملان : أنت يا وجه البومه تقلع من قدامي ..
شملان قبل أن يستوعب ما نطق به عمه وقبل أن يكوّن رده با المقابل تفاجأ بطيفها مقتربا ....
*
*
شخصت أنظاره و كأن روحه سلبت .. جن .. لابد أنه جن كا أخيه هذا ما تبادر لذهني و هو يردد بتبعثر " مو وقته أتخيلها " !!
لكن عندما تابعت نظراته بالتفاتي لما ورائي تفاجأت بوجود فينوس !
.. تبا .. ما ذا تفعل هنا ؟!! ...
و تبا له .. كيف يقف أمامي و يهذي بها ؟!!
هكذا كان الحوار الداخلي لكن كل أطرافي التي أشتعلت بها نيران الغيرة تحولت لسلاسل تجر فينوس لتبعدها عنه ..
*
*
فينوس : بس حرام عليك .. تجرني وراك كأني بهيمة !
عذبي الغاضب : و شا الفرق .. أنتِ و البهيمه ما عندكم عقل ..
فينوس تنفجر باكيه : أنا شسويت اللحين عشان تنفجر فيني ..
عذبي يذكر الله و يكرر الإستغفار : انتِ شجايبج هني ؟
فينوس بأفكار غير مرتبه : جابني اللي جابك .. اصيل أخوي مثل ما هو اخوك و ابي اتطمن عليه .. أنفال تقول تهاوش مع زوج أختها و الإسعاف أنقلته هني .. قولي شلونه اللحين ..
عذبي بصرامة : بإتصال سريع كان ممكن تطمنين عليه مني بدال ما تجين ركض تبين تلحقين على حبيب القلب ..
فينوس كمن ألقي في وجهها سطل ماء بارد : يا ويلك من الله .. و لا جى في بالي اللي جى في بالك ..
عذبي بأنفاس غاضبة يحبسها المكان : واضح أن اللي جى في بالي جى في بالج و إلا شلون عرفتي منو أقصد با حبيب القلب ..
فينوس تباعدت أفكارها أكثر و هي تلمح طيفه من بعيد مراقبا : أنا ما راح أدافع عن نفسي لأني مو غلطانه با شي .. و أنت لازم تعتذر لي
و إلا انسى أن لك أخت ..
عذبي الذي لاحظ تشتت نظرها لثانيه أدار رأسه باحثا عنه : شفتيه ؟
فينوس بنبرة عتب : أصلا ما عرفت بوجوده إلا من تصرفك الهمجي
عذبي الغاضب : فينوس أن أتكلم عن ها اللحظة .. لمحتيه ؟!
فينوس بابتسامة تلاشى معها الخوف : و هذا هو جاي يعاقبك و ياخذ بحقي منك .
عذبي بإستغراب يلتفت بسرعه لمن أتى من خلفه : يبه ؟!!
أبو عذبي كمن يحرث الأرض ورائه غاضب و يريد أن يحصد أي رأس أمامه : وصمه .. ما عاد لي حشمه تجر اختك قدامي .. هذا و انا عايش و شمسي ما غابت اجل لخذ ربي امانته بتدفنها حيه ... و هي أختك من امك و ابوك أجل ديمة و شراح تسوي فيها يا سمي جدي ؟!
عذبي شعر با الحرج : يبه شكلنا غلط و حنا واقفين نتكلم با المصافط خل العتب في البيت ..
أبو عذبي يفشل في كتم غيضه : بتعلمني السنع . وينك عنه قبل دقايق .. و إلا يوم شفت العتب يمك !
فينوس في محاولة للفض النزاع تتجه لوالدها بسؤال : شلون أصيل ؟
أبو عذبي يلتفت لها و بنبرة حزينة نفت كل الغضب: ما عرفني ..
.................................................. .......... .......
*
*
كان التقريع من نصيبي هذه المره .. و للمره الأولى أفهم وصايف !
وددت لو أن خالد يأتي في هذه اللحظة و يخلصني من والدتي المتجهمة دوما و والدي الذي عاد ليمارس دوره في اضطهاد كل حي في هذا البيت ..
*
*
أنفال : خلاص هند طلبتج أخذي بريك من ها المناحه و أكلي و استعيدي نشاطج لجولة ثانية ..
هند تشهق بدموعها : لا تستظرفين دمج تراني حيل ضايقه .
انفال تمد كأس الماء لاختها :أبوي و امي يبون مصلحتج .. يعني كنتِ متوقعه يقولون كلام غير اللي قالوه ..
هند تتناول الكاس : لا .. و با الأخص منهم .. لان الأهل الطبيعين دايما تغلبهم مشاعرهم و يوقفون با الأول مع عيالهم . .بس أمج و أبوج حسسوني با الفشل و بأني عبأ عليهم .. تدرين أمي شقالت ... قالت روحي لبيتج خلي زوجج لما يرد يلقاج متمسكه فيه قبل ما يطلقج و يشمت الناس فيج ! .. تبيني أهين نفسي لواحد أهان كرامتي عشان كلام الناس ..
أنفال تعض على شفتيها و هي تحاول انتقاء مفرداتها : حاولي تردين ورى بس لشهر و قولي لي شنو تبين ؟
هند بعتب : تبين تعايرين في قراري ؟
أنفال بثقة : أبيج تعرفين أنج أنتِ اللي حطيتي نفسج في موقف هش و خليتي أساسج مكشوف .. خالد لما مد أيده عليج اعتقد انه يادبج و يقومج لأن ما يتعقد أن وراج ظهر لأن هذا اللي بينتيه له من زواجج اللي كله على بعض سلق بيض .... تدرين شنو يعتقد .. يعتقد أنج محدوده عليه بعد الزواج و انج بتمسكين فيه اكثر ما كنتِ متمسكه فيه و أنتِ ظهرج على السعه
هند تعاود البكاء بحده : أنا غلطانه .. غلطانه فهمت .. بس شتبوني أسوي أتمادى في الغلط و أرد له و أعيش طول عمري بخوف منه
انا ما عاد اثق فيه .. و لا أأمن على نفسي عنده .. تخيلي ما ردعه المكان عن التهجم علي و لو ما تدخل ساري يمكن ذبحني و الموضوع كله للحين ما فهمته ! ..
أنفال : الموضوع واضح .. غيرته مرضيه او أن عامل الحمية خربط عقله و ما قدر يميز .. يمكن لو صاير الموقف بعد سنه من زواجكم كان تصرفه غير بس لأنكم للحين في أول المشوار اللي أبتدى غلط صارت المشكلة ..
هند تقف مبتعده عن اختها : ما عرفت لكم .. معاي انتم و لا ضدي .. و إلا بس بتعورون قلبي ..
انفال بتأفف : محد معوره قلبه إلا أنا .. تعقدت منكم يا خواتي و كرهت الزواج كله ..
.................................................. .......... ....................
أحمق ..
مفردة مشتركة رددها حمد و أخي سند ..
لم أجادلهما و آثرت الصمت و أنا أنزوي على نفسي في المقعد الخلفي ..
نعم أحمق .. أهنت زوجتي و كدت أن أتسبب في مقتل أبن عمها ..
كدت أن أفجع أمي و أحزن أخوتي و أجعلهم في دوامة أنتقام و ثأر لا نهاية لها .. و لما هذا كله .. فقط لأني شككت للحظة بها و تناسيت أنني من رضت به زوجا !
*
*
سند : أمي للحين ما تدري عن شي وصيت العيال يبعدون التلفون عنها و يصرفون أي احد يجي يزورها .. لين أنت عاد تصير قدامها و تشرح لها الموضوع بنفسك .. ما نبي نفجعها ..
خالد المرهق : شقول لها .. اني غبي و متهور .. ما أقدر أستحمل أشوف أمي خايب رجاها فيني ..
حمد : بس هي امك و بتعذرك و تسامحك و تنصحك و آخرتها بتقول لك بقوم أسوي لك الأكله اللي تحبها .. هذا قلب الأم حنانه ما يخلص .. بس اللي مفروض تحاتيها اللحين زوجتك .. دورك لك حل بعد ما خربتها معها و مع اهلها ..
سند بغضب : خلها تولي .. راس المشاكل كلها الحريم .. خاصه حريم ها الوقت اطلع الرجال من طوره . .أنا اقول طلقها و أفتك منها و من أهلها العقوبة ...
حمد الذي بمنزلة الأخ الأكبر : أكرمنا بسكوتك هو متى تزوج عشان يطلق .. و بعدين يكون أفضل يحسن علاقته مع نسباه بدال ما يخربها مره وحده .. أبوها شفته اليوم شكله ما يبي المشاكل و ما عنده مانع يردها له و يسكر الموضوع .
سند : بس البلا في ولد خالها اللي جايب له بدال المحامي خمس .. شكله ناوي لنا بشر ..
حمد يرسل نظره من خلال المرآة لخالد الذي بدى غائب و هو يرسل نظره عبر النافذة : خالد وين سرحت ..
خالد : أنا معاكم .. بس محتار في أمري ..
حمد " أفا عليك يا الخوي ولا يهمك امورك كلها سهالات .. أنت بس أذكر الله و أستريح الليله و الصبح بوكل لك أحسن من ها المحامي اللي جابه سنيدان يركض فيه ..
سند يفهم روح الدعابة التي يحاول حمد ان ينشرها : سنيدان ما كول و مذموم .. و بعدين و انا شدراني ان خويك مكسر راس رجال طول با عرضو لا بعد ولد حمولة و واصل .. انا قلت حده ماهد له با العقال واحد من اللي يعاكسون البنات عند المدرسة .. و أي محامي مبتدئ بيطلعه ..
*
*
أنتقلوا من تقريعي لصف كل الدفاعات لي إلى محاولة الترويح عني !!
هكذا هم كا الأطفال يغضبون من أصدقائهم بلحظة لكن لا يمكن أن تقنعهم أن يتخلوا عنهم ..
.................................................. .......... .........
*
*
ندمت جدا قبل مضي يوم واحد من وصولي للخرابة التي كانت لنا في الأيام الخالية بيت آمن نستظل به .. لكن ها هو عاري .. لا نوافذ و لا أبواب و مكب للقمامة و مأوى لكل كلب ضال ..
حاولت أنا وسالم أن ننظف أحد الغرف و نعدها لنا بما توفر لنا من أدوات نظافة أمدتنا بها جارتنا البياعه أم سعيد .. هي الوحيده التي
ما زالت تناظل في هذا الحي الذي بات مسكنا للعزابية من كل أرجاء العالم الثالث !...
*
*
أم سعيد القلقة : طيعني و تعالي أقعدي عندي لين تصلحون بيتكم ..
وداد المتعبة من مهمة التنظيف : لا تحاتينا يا خالتي و بعدين الطوفه على الطوفه إذا نبي شي ما راح تاخرون علينا ..
أم سعيد بصوت هامس : وداد انتِ بنت صغيره و حولنا عزابية و أخوج ما هو راد أحد عنج .. طيعيني و تعالي معاي ..
وداد بروحها التي تود أن تتحرر : الله الحافظ . .لا تحاتينا و بعدين يا أم سعيد أنتِ ساكنه مع قبيله و ين نجي و نحشركم ..
أم سعيد : ما عليج منهم كلهم بطردهم ينامون في السطح ..
وداد تبتسم : تبينهم يموتون في ها الجو .. لا تحاتيني ..
*
*
كان من الصعوبة أن أقنع أم سعيد بأني قادرة على حماية نفسي لأني فعلا لا اصدق ما تفوهت به .. و لا حتى سالم الصغير مقتنع بما وصلت له من حل .. سالم الذي كان هذا الصباح مؤازرا لي الآن أنقلب علي و بدى يأخذ تفكيره منحنى آخر مخالف لي ..
*
*
سالم : با أتصل من بيت أم سعيد على شملان .. في بيت المجنون ارحم من ها الخرابة اللي تخرع ..
وداد تعزف على الوتر الحساس : أفا يا سالم حسبتك رجال و اقدر أعتمد عليك طلعت خواف ..
سالم ينتفض برجولة يحاول تلبسها : انا رجال غصبا عنك و افكر أحسن منج .. مو أنتِ انحشتي من البيت بدون حتى ما تاخذين شي تستفيدين منه ..
وداد تطلق ضحكه متهكمة : شنو كنت تبيني آخذ كرسي و إلا طاولة ..
سالم : هههه تبيني أضحك يعني .. أنا أقصد شي تخوفين في شملان و تخلينه يعطينا بيت احسن من هذا و يصرف علينا غصبا عنه ..
وداد : يعني قصدك أوراق نبتزه فيها؟!! .. هذا اللي استفدته من مقابل المسلسلات البايخه .. زين يا ذكي أنت عمرك شفت لشملان أوراق عندنا ..
سالم عجز عن إفهامها لذا توجه لحقيبته الصغيرة و اخرج الدفتر :
أخذي ها الدفتر و اقري اللي فيه و خليني اضحك عليج ..
وداد تتناول الدفتر و علامات عدم الفهم ترتسم على محياها : و شنو ها الدفتر ؟!
سالم يبتسم با خبث : هذا دفتر المجنون . .شوفي شنو كاتب فيه ..
.................................................. .......... .........
*
*
*
لأن انفعالاتي الطبيعية ماتت منذ ذاك الزمن ما عدت قادرة إلا على محاولة صنعها .. لم أختفي لأني أفقت بعد شهر .. لكن لأني انتفضت بعدما رأيت مجمل الموقف الذي أصبحت أساسه..
والدة علي ما هي إلا ممرضتي السابقة ! ..
هل رأيتم حجم الخيانة ..
زوجي المحب الذي كان يمثل لي جبل ثابت من المؤازرة ما كان إلا خائنا يغازل الإناث من خلف سرير المرض الذي افترشته لشهور طويلة في ذاك المشفى الذي تفوح منه رائحة الحرائق !
و أي حرائق اشتعلت بصدري عندما أدركت حجم خيانته في أول محاولة مني لصفح ...حاولت أن أتجاوز آلامي و أسخر نفسي لكائن ضعيف .. حاولت أن أمارس الأمومة مع علي .. وفي أول اختبار هببت كأي أم أحمله على كتفي للمشفى لأرتفاع بسيط في درجة حرارته .. و لأفاجأ نفسي باني في مهمة إنقاذ لذاتي .. أنقذت نفسي صدفة من من دهاليز الظلام الذي حبسني بها ساري !
و أنا من كنت اشعر بتعذيب الضمير اتجاهه ..
هي .. أم علي .. عرت ساري أمامي . أوراق علي الرسمية تحمل أسمها و أنا متأكدة من أنها هي غريمتي ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات