رواية وكان اسمها صبح -2

رواية وكان اسمها صبح - غرام

رواية وكان اسمها صبح -2

التي كان أملها الخروج من دائرة عائلتها إلى دائرة تمارس بها بعض حريتها. كانت، تظن
أن الزواج سيوصلها لهذا. ولكن هيهات، مع رزق لم تصل إلا لمزيد من
سيطرة أهله عليها .كانت، تظن أن الزواج متعة وفقط . وانقلب، حالها إلى النقيض، فلقد
تزوجها رزق، ولكن لم يكن هو الزوج الحلم بالنسبة لها. تزوجت،
وهي تعد الساعات الباقيات لها بفلسطين، لتغادرها إلى بلاد أخرى، أي بلاد كان فقط همها،
رؤية العالم الذي تعرفت عليه من خلال شاشة التلفزيون. كانت تظن،
العالم كما رأته في التلفزيون. وتقوض، حلمها بعد أن فاجأها رزق بسفره. وأخبارها، أنه
سيتركها هنا، ولكن لفترة قصيره وانتظرته، وأصبحت، كخادمة لعم عليل
مريض وزوجته المتجبرة والمتسلطة . وكلها أمل، أن تأتيها تلك الورقة، والتي ستنقذها
مما هي فيه. ورحلت، السنة الأولى ولم يتحقق شيء من حلمها. رحلت،
وهي في أجمل سنين حياتها ولكن منكسرة من الداخل. فهي في التاسعة عشر، متزوجه،
وزوجها مغترب، فلم تتعرف بعد على حياة الاستقرار، فهي تعيش في بيت
والديّ زوجها ( عمها وزوجته ) ومرت، السنه الثانية بعد ان تقوضت احلامها تماما،
فحتى نعمة الأمومة حُرمت منها بسبب بعدها عن زوجها. كانت تحاول الإندماج،
في حياتها مع أسرة عمها، ولكن هيهات فزوجة عمها إتكلت عليها بكل أعمال البيت
وخدمتهم. بعد أن زوجت أبنتها وزوجت، رعد وسكن بمنزل مستقل. كان، يومها
مثل ليلها خدمة وتجهيز طعام، ومساعدة مريض، وكأن، القدر كان بالمرصاد لتلك
الجميلة صبح، ومضت، الخمسة سنوات وأصبحت، شابة بالثالث والعشرين من
عمرها، في قمة صباها، ولكنها منكسرة من الأعماق. أستقبلت، العائلة أبنها العائد ب
فرح غامر وعودته، غطت على مختلف مناسبات الأسرة. فالعائد، هو الأبن الأكبر
حامل أسم والده وحامي إسمه من الزوال. فتحت، صبح الباب حين طرقه زوجها فقد كان هذا موعده.نظر إليها ولم يحاول أخفاء نظرته الجائعة إليها، ولم يخجل، من
أهله فهو بشوق كبير لتلك الفاتنة صبح، بعكسها نظرت، إليه بخجل وكأنها تراه لأول مرة.
كان الوقت، عصرا وكانت مائدة الغداء عامرة، بكل أصناف الأكل، التي أتقنت
صنعها صبح. وكان، المنزل مليء بكل أفراد الأسرة والأقارب، والذين أحتفلوا بتلك المناسبة،
والتي نادرا ما يكون لها مثيل في العائلة، فرزق هو الفرد الوحيد المغترب
من العائلة. وبعدما أنتهت الأمسية. ودخل، والدا رزق إلى غرفتهما لم يتبقى إلا رزق وصبح في الصالون فتوجه بنظره إليها وقال: لساتك زي ما أنتي ما تغيرتي .
لم تجبه، وطأطأت رأسها خجلا. فقال لها: مالك، في أشي ؟
لم تجبه، فقام من مكانه وجلس، بقربها محاولا إحتضانها، فتغير حال صبح وأصبحت، كاللبوة
وقامت، من مكانها.
وقالت، بصوت كله عتب: مش حرام عليك تضحك عليا، وهيك تتركني خمس سنين، وانا
خدامه في دار أهلك.
فحاول، أن يراضيها فوقف قربها، وحاول ضمها فمنعته، وقالت: بديش تلمسني، وهربت،
إلى ركن الغرفه فنظر إليها، وفي مخيتله جسدها الرائع، وكيف، كانت
تعامله حتى يأخذ ما شرعه الله له منها. فهجم، عليها في ذلك الركن وحاول النيل منها،
وهي تقاوم وعلا صوت مقاومتها قليلا،
وسمعتها والدة رزق وهي في غرفتها، ورددت: فعلا، وحده ما بتستحيي على حالك.
وفي ظنها أن ما سمعته نشوة لقاء الزوج بزوجته ونال رزق من زوجته ما شرعه الله
له منها وهي على الأرض وبقيت هي في ذلك الركن، تبكي وتبكي،
ولم تستطع فعل شيء إلا البكاء. وخف، أنينها قليلا إلى أن هدأت. ولكن، رزق ما أستكفى
منها، يريد، النيل منها مرات ومرات، فلقد، أحب صبح بطريقة
هي لا ترغبها . فنظر، إليها برغبة أشد، وباغتها وحملها بين ذراعيه وأخذها إلى غرفتهما.
أراد، أن يشبع حرمانه منها . وفي الصباح، خرجت صبح من
غرفتها، وعلى عادتها، ذهبت إلى المطبخ تريد تحضير الإفطار للعائلة. ولكنها وجدت، أم رزق
على غير عادتها، قد سبقتها إلى المطبخ. وكانت، تخرج بعض
من قطع الجبن النابلسي من جرة فخار كبيره. ولم تجب، على صبح حين القت عليها تحية
الصباح. بل نظرت إلى صبح شذرا وقالت: هو أنتي أمك ما علمتك الحيا والخجل ؟!
فاستشاطت صبح غضبا، وأجابتها: أنتي اللي أهلك ما علموك الحيا.
فقامت، زوجة عمها وبكل قوة ضربتها على صدغها، فلم تحتمل، صبح الضربة فوقعت على الارض. خاصة، وإنها كانت، تعاني الإعياء التام من ليلة أمس.
ولاحظت عندها أم رزق، بعض الكمدات الحمراء على أرجلها وذراعيها.
فنادت، عليها: يمه يا صبح مالك يا خالتي شو فيك ؟!.
ولكنه، الإنهاك والضعف والإعياء، أخذها في غيبوبة بسيطه. وخرجت، من المطبخ لتخبر
أبنها حتى يأتي ويرى ماذا حل بزوجته. فما أن رأها،
على هذه الحالة حتى اخذ ابريق ماء، وسكبه على وجهها،
وبكل حنان قال: مالك صبح شو مالك؟!
لم تجبه، وبدأت ترتجف من الإعياء والضعف فحملها إلى غرفتها، وعندها لم يعجب ذلك والدته ،
ورددت، بينها وبين نفسها : أيوه أيوه دلل دلل والله لا تركبك بكره وتحتار شو راح تعمل معها.
وضع، رزق زوجته على السرير ورفع عليها الغطاء بكل حنان وخرج من الغرفة . يريد،
معرفة ما جرى من والدته .
قال لها مؤنبا: وهو أنتي، يمه ليش بتحكي معها هيك هي عملت ألك شيء .
فلم تجبه أمه بكلمة، وأكملت تحضير الإفطار وبدأ ثلاثتهم بتناول الإفطار. وعندما أستغرب،
والد رزق غياب
صبح، سأل عنها فقيل له أنها نائمة .
فعلق قائلا: آه ولا، نوم العوافي يا عمي، خليها ترتاح شوي.وأنت يابا، شو عملت عشان
جيتها عندك .
: الحمدلله يابا، كلشي جاهز، هيك بقعد معكم أكمن يوم وبنتوكل .
: ليش يابا، مش لو تخلي صبح هين، وهيك يابا بتخدمنا في كبرتنا .
أمتعض، رزق من كلام أبيه. ودافع عن صبح قائلا: طب، ليش ما تجي مرت اخوي تخدمك .
إنتهى، الحديث بينهما. حيث تعودت، والدة رزق على وجود صبح وخدمتها لهما بدون كلل،
فكيف سيكون حالهما
بعد رحيلها مع زوجها .قام ، رزق واستأذن والديه في الخروج ،للسلام على بعض الأصدقاء والأصحاب. وعاد، عصرا وكانت صبح ما تزال بغرفتها،
وقد أستشف، رزق هذا من بقاء مائدة الافطار كما هي، فقدّر، كم إعتماد والديه عليها، وكم معاناة زوجته صبح من خدمتهما، ومن فوره ذهب،إلى غرفته وهناك تظاهرت صبح بالنوم فنظر، إليها
وأبتسم وقال : صبح، يلا قومي بكفي عاد دلع .
: بديش أقوم .
: يبيي عليكي، طيب انا شو عملتلك .
: شو، شو عملتلك كنك مش حاسس فيا .
لا والله اليوم الصبح حسيت، هانت صبح أكم من يوم وبنسافر .
وهنا قفزت، صبح من رقدتها وتعلقت، بغنج بعنقه وصرخت بكل طفولة: امانة الله عليك، ولا بس هيك بتضحك عليا .
يتبع


الجزء السابع



: لا والله حتى قومي، شوفي، الورقه هياتها بالجكت .
ونهضت، صبح وتوجهت، إلى الخزانة ولكن رزق لم يمهلها، فلقد كان يريد الإطمئنان على صحتها وقدرتها، فأمسكها من خاصرتيها.
وحاولت، التخلص منه وهي تصرخ: لأ لأ ، أنا تعبت .
ولكن هيهات، فغياب خمس سنوات يفعل هذا وأكثر مع فاتنة مثل صبح. وأكمل، ما قد خططه .
و بعدها جلس، وقال لها: بدك تشوفي، الورقة .
فأعطته، ظهرها تظنه كاذب. وإتجه، إلى الخزانة وأخرج الورقة ( المنقذ ) بالنسبة لها وقال :هيها، لحتى تصدقي .
ووضعها، أمام عينيها فقالت: مش معقوله .
وحاولت الإمساك، بها وهي سعيدة. ولكن رزق عانقها قبل أن تمسك، الورقة ونال، منها
ولم يرحم تعبها أو يسمع
توسلها. ومن ثم إبتسم، لها ووضع الورقة على صدرها فأزحتها، فلم يعد، لها الرغبة
برؤيتها. وأنتهت، العشرون يوما، بأسرع ما كانوا يتوقعون. وكما امتلأ، البيت بالمحتفين
بالعائد، هم هنا اليوم لتوديع، من أستقبلوه، قبل أيام ولكن هذه المرة
سترافقه، صبح في رحلته. وكان صباح، الواداع والخروج إلى جسر الملك حسين. الكل
يتكلم، والاحفاد يلعبون، وكلٌ مشغول، بما يهمه ولا يسمع
أحدهم الأخر، رغم سماع أصوات من هنا وهناك واسئلة تنتظر إجابات، ولكن محال
والحالة تلك أن يفهموا أو يتفاهموا مع بعض. وصبح، بين فترة وأخرى
و تفقد، وجود الورقة من عدمها في حقيبة يدها. وبنفس الوقت كانت، تنظر، ناحية باب
البيت، فهي قلقة، بسبب تأخر والديها، وأخوانها الذكور، كان لها الرغبة،
في توديعهم. وفجأة سمعت، صبح صوت طرق الباب، رغم الضوضاء والضجة .
فأسرعت، تفتح الباب وبادرت أهلها: ليش، يمه تأخرتوا، والله خفت، أسافر بدون ما أشوفكم .
: هو معقوله، يمه أحنا مانجيش. أحنا، عنا أكمن صبح، تعي يمه أضب، معك أغراضك .
وقبل أن تجيبها، صبح بأية كلمة كانت، الأم قد أمسكت، يد صبح أبنتها وجذبتها، ناحية
غرفتها ودخلا، الغرفة
وأقفلت، الأم الباب ،وبدأت، فورا بالكلام :أوعي، يمه تزعل زوجك، أعملي، اللي بده
أياه تضليش، تعاندي فيه.
ديري، بالك على أكله وشربه. وحاولي، يمه تكوني زي ما بده اياكي دايما. وبدنا، يمه
تعبيلنا دار أبوكي، أولاد.
عوضي، يمه الخمس سنين. كل سنه جيبوا، ولد والله يمه ما بيخلي، الحياه حلوه غير الأولاد .
وفجأة، علا صوت رزق يقول : يلا، يا صبح التاكسي وصل.
أرتمت، صبح على صدر أمها واحتضنتها، وهي تقول : ادعيلي يمه ، أنه ،ربنا يوفقنا
هاي غربه، وبنعرفش،
ايمتى راح الله يجمعنا .وضمت، أمها إلى صدرها طويلا. وأقترب، منهما رزق
وقال : تخفيش، عليها مرت عمي راح، أدير بالي عليها منيح .
: الله يرضى، عليك يابنيي فيش ألكوا إلا بعض .
وركبا، التاكسي وطلب من السائق التوجه إلى وسط البلد حتى يستقلا من هناك باص
الشركة الذي سيقلهما إلى جسر الملك حسين إلى خارج فلسطين وعبرا
الحدود بين الأردن وفلسطين وكانت صبح غير مصدقة لما يجري معها فلقد كان حلمها
أن تغادر بيتها ومدينتها فقط وهاهي تخرج من فلسطين كلها بعدما
وصل الباص بهما إلى موقف لسيارات الأجرة حتى يستقلا تاكسي متوجهين إلى الفندق
وكانت صبح منبهرة بكل ما كانت تراه رغم انه مألوف ولكن شعورها
بالإنعتاق الحرية جعلها ترى الأشياء بطريقة أخرى وصلا الفندق وفي غرفتهما بعدما
تفقدتها بفرح رغم بساطتها جلست على حافة السرير وأخذها فكرها إلى
غرفتها إلى كم الألم الذي كات تعانيه بسبب قسوة حياتها هناك وأطلقت ضحكة خفيفة فنظر
إليها رزق
وقال لها : ربي يسعدك، كمان وكمان.


يتبع


الجزء السابع


فقامت وتوجهت ناحيته، وأحاطت رقبته بدلع وغنج وقالت : الله يسعدك أنت كمان .
كانت، حتى على رزق زوجها مقبلة غير نافرة، تحاول إستمالته شعرت بالراحة النفسية التي تبغي بعد أن تمنى لها السعادة الدائمة .وحاولت في كل مرة تذكير،
زوجها كيف يتعامل معها. فهي لا تريد، الجنس بقدر ما كانت رغبتها بالكلمات الحالمة والجمل التي تسعدها سمعيا. كانت تبحث عن السعادة والراحة النفسية،
بكلمات الغزل والإفتتان، كانت تبحث في زوجها على شيء بسيط، تقدره هي ولا يفهمه هو . ورغم مرور السنين بينهما ومحاولتها، للفت نظره إلا أنها لم تصل
إلى ما كانت تبغيه منه. وبعد مرور السنة الأولى، كانت طفلتهما الأولى وبالسنة الثانية طفلهما الثاني وهكذا إلى أن رزقها الله بثلاثة ذكور والأبنة الوحيدة كانت
في الثامنة والعشرون من عمرها. رغم تكرار الولادة إلا أنه لم يؤثر على جمالها، بل زادها جمالا . وكانت مازلت، تبحث في زوجها عما تفتقدة فيه ولكنها لم
تصل إليه. ومرت السنوات وأصبحت في الثالث والثلاثين من العمر، تعرفت هناك على قريبة لزوجها من ناحية أمه سيدة كبيرة بالسن. كانت ترتاح لها وتبثها
مشاعرها، وتشكو لها حاجتها لهذا الأمرمن زوجها . فكانت تستغربها ،تلك السيدة وتنصحها بأن غيرها يبحثن عن زوج لا يملهن مع مرور الأيام. كانت تشكو
لها همها بدون أي غرض ولا حتى النصيحة . وكانت تلك السيدة تنقل لزوجها الستيني، بعض او جانب من حديثها مع صبح. كانت كلاتا السيدتين تتعاملان مع
هذا الأمر بدون محظورات، ولكبر سن زوج قريبة رزق كانت تعامله كوالد لها وتتباسط معه في حديثها وكلامها .ولكن هيهات فذلك العجوز المراهق بدأت، صبح
وفتنتها تغريه إلى أبعد الحدود فهو عجوز متصابي، وبات يعرف ميول صبح وصبح سيدة فاتنة بمعنى الكلمة. بدأ، العجوز الستيني ينصب الفخاخ لهان ضاربا
عرض الحائظ قربه لزوجها وسنه الكبيره .فبدأ يتغزل بلباسها تارة، وضحكتها تاره ولون شعرها تارة، وأمام زوجته فهي لا تمانع طالما صبح كانت تنظر له كوالدها .
بل وكانت صبح تبادله المزح وتضحك له وتلقبه إحتراما ( بعمي )، ولكن هيهات هذا يقنعه وتلك الفاتنة أمامه والشيطان تمكّن منه. ويبدو أن هذا أرضى ،
غرورها الطائش فهي لم تحسن تقدير اخلاق من تناديه ( بعمي ). وزاد في معيار غزله وبدأ يطلب منها ترك شعرها طليقا لو رأه معقوصا، وهي تضحك بعنج
وبنفس الوقت ببراءة، لأن ذلك المتصابي أكبر من والدها سنا وقريبا لزوجها .وفي يوم وحتى يعرف مدى ممانعتها أو قبولها زارها صباحا، في منزلها
وفور خروج زوجها للعمل، فلقد كان يرقب لحظة خروج، رزق من المنزل بحجة أن زوجته تريد زيارتها عصرا. قال هذا من باب البيت ولكنها أصرت ،
على دخوله وقالت له: خليني أعمل قهوة ونشربها مع بعض .
وافق ودخل، وكانت ماتزال ببيجامة النوم وأدخلته الصالون وأستأذنته لعمل القهوة، وتركته وحيدا ولكن شيطانه
لم يتركه يهدأ فقام وتبعها الى المطبخ وتلك البريئة لم تشك به البتة، فهو أب لعائلة مكونة من سبعة أبناء
أكبرهم في مثل عمرها تقريبا. ودخل عليها المطبخ ،
وكلمته بكل براءة : شو عمو هيني جايه .
ولكنه باغتها ووقف، خلفها وأمسك بكتفيها ومسح على شعرها المنسدل، فخافت وأرتعدت وخرجت من المطبخ وأمرته بالخروج من المنزل فحاول أن يعتذر
وأنه لم يقصد. ولكنها أصرت، وكانت تلك بداية أنشغال فكرها فيه، فأهملت أبنائها وأهملت العناية بزوجها وشكاها إلى قريبته لعلها تعود كما كانت،
لكن ساءت حالتها وباتت تحب قضاء أكثر ساعات اليوم في بيت قريبة زوجها، وكانت تتحين، الفرص حتى تتلصص على نظراته النهمة ويسمعه
كلمات الغزل. فلقد أدمنت تلك الكلمات، وخاصة أن هذا ما كانت تبحث عنه في زوجها. الأشباع النفسي قبل الجسدي، وفي يوم كانت بمنزلها عصرا
وإذا بجرس الهاتف يرن فتوجست أمرا سيئا .
: الو ؟؟!!
: كيف حالك ، ألك يومين ما أجيتي عنا تعودت أشوفك ببيتنا .
: منيحه عمو ، بس لسه رزق ما أجا من الشغل ولا كان قلت ألك تفضلوا عنا .
: لعاد، خليها لبعدين مع السلامه .
وأقفلت، الهاتف وأستغربت هاتفه وأستغربت لهفته عليها، وفي صباح اليوم التالي كان يقود، سيارته في نفس شارع منزل صبح ، بنفس اللحظة التي
ركب فيها رزق سيارته، متجها إلى عمله وموصلا أبنته إلى المدرسة بطريقه لم ينتبه العجوز المتصابي، لسيارة رزق التي مرت بجانبه. وأستغرب رزق
تواجده في شارع منزلهما، في هذا التوقيت وتوجس أمرا ما ولكنه أستبعده، فهو قريبه. ورغم هذا صمم على العودة إلى منزله، ولكن بعد أن يوصل أطفاله
إلى المدرسة. أوقف العجوز المتصابي المراهق، سيارته أمام بيت صبح وكانت، هي بغرفة نومها ،وسمعت كأن أحدهم دخل البيت ، مستعملا مفتاح الباب لم
تشك بالأمر ،وأعتقدت صبح أنه لربما رزق نسي شيء ما، وعاد لأخذه .كانت بسريرها وبلباس شفاف فدخل ،المتصابي عليها غرفتها وأنقض عليها هو
وشيطانه وأنتزع ملابسها ،وهي تصرخ :لا يا عمو لا يا عمو .
وأغتصبها ،المجرم وما أن أنتهى من فعلته عدل من هندامه وخرج سريعا لا يلوي على شيء إلا الهروب .وفي لحظة خروجه ،من الباب كان رزق يصعد سلم
المنزل متجها لبيته. وتقابلا الاثنان على السلم، ولم يكن ذلك المتصابي بوعيه .ولكن رزق ما أن رأه على هذه الحالة، حتى أسرع إلى بيته وفتحه،وفورا توجه
الى غرفة النوم، فوجد صبح ممزقة الملابس وعلى الأرض، فأكمل عليها ضربا وركلا وشتما ،فكان يضربها ويتذكر ويركلها ويتذكر ويشتمها ويتذكر. كيف
كانت تعاتبه، قريبته على انه لا يسمعها الكلمات، التي كانت تحبها وتضحك لها من زوجها العجوز. وتعاتبه ،أن لباس زوجته ،كان في بعض الأحيان فاضح .
إلى أن أنهكت قواه، ووقع على الأرض. وبقيت على الأرض مضجرة بدمائها. قام رزق وركلها برجله ، بعدما تذكر، كيف كانت زوجته صبح، تحب ان تكون
دائما في بيت قريبته
وقال لها :حضري ،حالك بكره مسافرين على عمان ،ما في ألك قعده هون بعد هالعمله .


يتبع


الجزء الثامن

خرج رزق لا يلوي على شيء بعدما أعطى الامر لصبح للتجهز للسفر الى عمان،
فكما قال لها لم يعد مناسبا لان تبقى هنا بعد فعلتها تلك .وما ان تذكرت ما فعله
العجوز المتصابي،وربطت بينه وبين امر الرحيل الذي القاه رزق قبل قليل،
حتى صرخت : آه يمه وينك ليش تركتوني هين لحالي ليش ما قلتوا الي انه في ناس
مش مناح ،ليش يمه حبستوني وخلتوني احسب كل الناس مثلك ومثل ابوي،
ليش ما قلتوا الي انك يا صبح حلوه ديري بالك على حالك،
ليش يمه ما نبهت على رزق كيف يعاملني زي ما بيعملواباقي الامهات لما بتتزوج
بنتهم الوحيده، ليش يابه هو من دون الشباب قبلت تزوجني اياه،
واجهشت في بكاء مرير، ولم تشعر كم مر عليها من الوقت وهي تندب حظها الاسود.
وفجأة سمعت كأناحدهم يفتح الباب، فتوجست من الأمر وما فكرت إلا بذلك المتصابي
الخسيس فقفزت ،من على السريرواسرعت تقفل باب الغرفة على نفسها . وأصاغت
السمع جيدا فأحست كأن أحدا ما غير رزق، هو الموجود في البيت فأقفلت الباب بالمفتاح
وأصاغت السمع جيدا، لعلها تدرك من في الخارج وبعد قليل كان ذاك الشخص يقف على
باب الغرفة من الخارج حاول الدخول،
ولم يفلح فنادي :صبح ، عمو معلش الظاهر وقع مني مفتاح السيارة عندك أياه في
الاوضه،اعطيني اياه الله يرضى عليك قبل ما يرجع ،رزق .
وما ان أتم جملته تلك ،حتى صرخت ونعتته بأقذع السباب ولعنته اشد اللعنات فما
حصل لها منه الكثير .فكيف تواتيه نفسه ويناديها بعمو ألم يتذكر هذا وهي تستعطفه
ألا يفعل معها شيء، واشتد صراخها الى درجة انهيارها ،فقد سمعها وهي تسقط
على الارض وعندما حدث هذا لم يجد أمامه إلا الهرب قبل عودة رزق بأبنه الصغير
من مدرسة الروضة القريبة من منزلهم. ولكن حدث مالم يتوقعه أحدهما، فالمتصابي
يحاول الخروج ورزق يفتح الباب ليدخل البيت ،وما أن رأه حتى أنقض عليه وحدث
عراك شديد بينهما لم ينتبه رزق على أثره للطفل ،وصار الصغير يبكي لان
الأذى قد طاله حينما وقع احدهما عليه، فسمعته صبح بعدما افاقت من غيبوبتها
على صوت العراك وبحدس الأم صرخت ،بأسم أبنها وفتحت لترى العراك بين رزق
والمتصابي،فصرخ عليها رزق: خدي الولد وادخلي أوضتك فألتقطت الطفل
من على الأرض وأسرعت الى الغرفة وهي تقول: يا الله دخيلك يا الله دخيلك .
وما هي الا دقائق، ورغم كبر سن المتصابي إلا انه استطاع الإفلات من بين يدي
رزق وهرب لا يلوي على شيء سوى الخروج .وصرخ رزق وكأنه يصحو من
حلم مزعج ينادي صبح: ولك يا بنت شو اجا بده ابن ........ .
فأرتعدت صبح خوفا وقالت: وينك يمه وينك يابه انا معملتش أشي .
وهجم رزق على باب الغرفة وكسره ،مخترقا الغرفة وأتم ما فعله منذ
ساعات فضربها وركلها وشد شعرها وطرحها ارضا ،وبدأ يضربها على بطنها
وهو يصرخ ويقول: بدي اموتك وارتاح بدي اخلص منك ولك انتي جبتي العار للعيله.
ولكن فجأة صمت كل شيء، فلم يعد هناك بكاء للطفل ولا صراخ لصبح فنظر الى
موضع قدميه،أينما كان يركل صبح فرأى منظرا تحركت لـأجله كل عاطفة الأبوة.
فلقد رأى أبنه الأصغر صريعا بين ذراعي امه بعد ان اغمي عليها من أثر الركلات
محاولة أن تحميه من الضربات ،ولكن جسمهالغض تلقى كل الركلات فأختطف الطفل
من بين ذراعيّ صبح، وهرول به خارجا من البيت معتقدا انه مازال على قيد الحياة .
وفي المستشفى ابلغوه ان الطفل ميت ،ولابد من اجراء تبليغ عن حادثة الموت هذه .
وامام الشرطة وعند سؤالهم له عن سبب الإصابات، تلعثم في الإجابة ومن ثم تدارك
الامر وقال بصوت مبحوح جريح: وقع من فوق أعلى الدرج .
أنهت الشرطة التحقيق ،واعطته أمرا بالدفن وخرج من المشفى وترك جثة طفله في
عهدتهم حتى يتمموا كل الإجراءات الطبية .ورغم كل تلك الاحداث المتسارعة
والمتتابعة الا ان رزق استطاع حجز امكان لهم في احدى باصات للنقل البري والمتجهة
الى عمان غدا ، وفي عصراليوم الثاني كانت عائلة رزق تستقل الباص متجهة الى عمان .
كانا بحالة وجوم تام ،وسندس واخواها أشرف وأيمن يحاولون العودة الى طفولة سُلبت
منهم فجأة،،، بالضحك واللعب ولكن هيهات فحال والديهما، وفقدهم لاخيهم أكرم الصغير
تجعلهم يبكون بصوت مكلوم ملؤه الالم والحزن، فلقد كانوا سعداء وما حدث كبير على
ادراكهم، خاصة بعدما رأوا حال والدتهم وتلك الكدمات على وجهها وذراعيها .كانت صبح
دامعة طوال الطريق ورزق ساهما ،ولم يصحو من شروده هذا الا بعدما نادته أبنته سندس
تريد أن تأكل فأعطاها علبة بها بعض السانديتشات الجاهزة ،وطلب منها ان تأكل مع أخوتها
فلقد كان الطريق ممل والجو ساخنوحار رغم التكييف .الى ان حالهم ذاك افقدهم الشعور بأية
راحة والاستمتاع بدعة العيش . ووصلوا الى عمان بعد أكثر من نصف يوم ،وفي وسط عمان
حيث أستأجر رزق غرفة في أحد الفنادق القريبة من المكان، أودعهم فيها وخرج حتى يرتب
لرحلتهم الى جسر الملك حسين .وعاد ليلا ووجد صبح نائمة، بعدما صممت بتلك الليلة
اخذهم بحضنها وهم نيام على سريرها وسمعها فجأه كأنها تنتحب، وقد قامت من السرير،
وجلست على الكرسي الخشبي الموجود بتك الغرفة فقال لها: أخرسي
بديش يصحوا الاولاد ويعرفوا بفضيحتك.
: لا مش فضيحتي انا شو عملت فهمني؟
وصرخت كأنها تتذكر شيء قائلة :هو من وين جاب مفتاح الدار؟
وصرخ بها: اخرسي اخرسي بيكفي تذكريني.
:شو بدي أذكرك انت عارف انا ماليش دخل بس هو كيف جاب مفتاح الدار؟
وعندها انهار رزق وقام من على السرير ،وجلس على الكرسي بجانب صبح ولكنه لم
ينبث بكلمة فلقد تذكر كيف تمكن ذلك النذل من الحصول على مفتاح باب بيتهم .عندما
قال له ذات مرة أثناء زيارة رزق وصبح لهم: هات يا عمي مفتاح سيارتك مش عارف
شو مالها سيارتي مش راضية تشتغل عشان اشتري خبز للعشا.
وصرخ فجأة من شدة القهر ،وبدأ بقذف ذلك المتصابي بأبشع الصفات واقذعها وصار
يلطم خديهويصرخ: يا رب انا قديش حمار انا قديش ما بفهم انا قديش كنت على نياتي.
للدرجة التي اشفقت عليه صبح ،وامسكت يديه وصارت ترجوه ان يكف وكأنها ليست
هي المجروحة والمتهمة والظالمة والمظلومة، بنفس الوقت تململت الصغيرة سندس ،
فهجدت اصوات صبح ورزق، وخاصة ان آذان الفجر قد نُودي اليه فصليا واستغفرا
ربهما وحاولا النوم ،حتى ولو لساعتين قبل انطلاقهم الى جسر الملك حسين .وقبل
ظهر اليوم التالي كانت عائلة صبح ورزق ،على ضفاف نهر الاردن والفاصل بين
الضفة الشرقية الاردن والضفة الغربية .وتمت اجراءات


يتبع


الجزء التاسع

المرور بسلام ودخلوا الاراضي الفلسطينية، وفي السيارة
وهم في طريقهم الى
مدينتهم تذكرت صبح رحلة الخروج من فلسطين واحلامها، التي كانت تتمنى تحقيقها
فدمعت عينها فـ إلتفت إليها رزق وقال :صلي على النبي.
وصمت لانه أيضا تذكر تلك الرحلة والتي كانت من احلى ايام عمره مع الفاتنة صبح
والتي كانا فيها في منتهى السعادة ،كانا يعتقدان ان الحياة ابتسمت لهما اخيرا وان
رحلتهما هذه هي رحلةسيبحران بها على قارب السعادة الابدية. ولكن ذاك العجوز
وتلك الرصاصة الطائشة التي اطلقها بلا رحمة على بيت كانت ترفل به السعادة، دائما
ولم ينقصه شيء الا تلبية حاجيات صبح المعنوية ،والتي ما فتأت ولم تمل من تكراره
وطلبها منه ولكن حكم القدر أكبر واسرع من كل شيء. وصل ركب عائلة رزق الى
الحي الذي تسكن به عائلته ،كان قد غاب حوالي العشر سنوات ،واستغرب والداه
وصوله المفاجىء،كان الجد والجدة يعرفون ابناء رزق بالاسم فقط ،كانوا يعلمون
أن لديه ثلاثة ابناء وبنت ،ولكنهم ما أن رأوا فقط الولدين سأل الجد :وين الثالث
يا به مش عندك تلت ولاد
أجابته صرخة صبح عندما قالت: مات مات .....
وواجهشت بالبكاء وقامت جدة الاولاد تهدأ من روعها وتحضنها.
وتقول لها: البركه بأخوته وفيكم بتقدروا تجيبوا بدل اللي راح عشره.
وأكمل عمها :ما تزعليش عمي هيك عمره وموته قدر.
وارتاحت صبح قليلا لانها ما كانت تعلم ما تخبئه لها الاقدار ،واتى المهنئين من
كل مكان يهنئونبسلامة العودة ،وكلما أتى أحدهم بكت صبح الى أن قُرع الباب
فذهبت سندس لتفتح الباب، وما انرأتها جدتها ام صبح قالت : آه يابيي
ما أحلاكي مثل أمك
وسمعت صبح صوت أمها فخرجت اليها مستقبلة، وكانت تجهش بالبكاء عانقت
والدتها واخوانها ووالدها ومن ثم ارتمت على صدرأمها وأكملت بكائها نحيبا ،
فسألتها أمها :مالك يمه شو مالك احنا بخير فيناش ايشي .
ونظرت والدتها الى رزق وسألته : آمانة الله عليك شو في.
اجابها: خلص مرت عمي بعدين صبح بتحكي لك.
: ووين ابنكم الثالث؟
واكمل والدها :آه والله وين ابنكم الثالث؟
: الله يرحمه يا عمي مات قبل ما نيجي بثلاث ايام.
:الله يرحمه يا عمري البقية بأعماركم واعمار اخواته.
وفي المساء ارادت عائلة صبح العودة الى بيتهم، وهنا تعلقت صبح بوالدتها
وصرخت :يمه ما تسبينيش لحالي.
فأشار رزق الى زوجة عمه ،ان تذهب بصبح الى الغرفة المقابلة حتى تحكي
لها ما حدث معها ودخلت الاثنتين الغرفة ،وبدأت تحكي لأمها مصابها وعندما
اتمت صبح قصتها،صرخت الام قائلة : ياوردي عليكم، ليش بتعملوا هيك بالبنت
واشو قريبكم هادا حيوان الله يخرب بيته، وين ما هو وبدأت في الانهيار
وبدا الارتباك واضحا على كل من في المنزل ،فطلب رزق اخلاء
المنزل فورا ، وبدأ بتوديع المهنئين حتى لا تنتشر قصة زوجته صبح وبعدها
هدأ المنزل قليلا ،وهنا صرخ والد صبح: وهلكيت شو بده يصير؟
اجاب رزق : ولا أشي انا ما راح أسمح لصبح تترك هاي الدار، ولا تعتب
عتبة الدار بضلها محبوسه هان ومبديش اطلقها عشان الاولاد ، لكن ما تحلمش
يا عمي انكم تاخدوهم عندكم،راح يضلوا هين ،و انا بصرح لابوي وامي يعملوا
اي شيء عشان يمنعوا صبح من الدخول والطلوع من الدار.
قال هذه الجملة الاخيره، ولكن لم يفهمها احدهم فقط اكتفوا بتبادل النظرات ،
وهنا عانقتام صبح ابنتها وطمأنتها :تخفيش يمه راح اضل انا وابوكي واخوتك نزورك.
وكأن صبح كانت تعلم بمصيرها ، او بما آل اليه حالها فيما بعد . سافررزق بعد
ايام الى مقر عمله الخليجي . وبقيت هي في منزل عمها والد رزق مع اطفالها مرت
الايام والاسابيع مملة لها ولأطفالها، فهي لم تعد كما كانت في تلك الدولة الخليجيه،
فلقد تعودت على راحة العيش ووجود كل ما تطلبه او يطلبه صغارها، اما هنا فالموجود
قليل وحتى أن وُجد لا تجد النقود لشراء حاجاتها واطفالها .عادت كما كانت واكثر
محرومه من كل شيء ،حتى من الخروج مع اطفالها الى زيارة الاقارب والعائلة .
بقيت كالمنبوذة في دار عمها لا حول ولا قوة لها ولا لأطفالها .حتى الطفلة الصغيرة
سندس لم يسجلها جدها او عمها في المدرسة، بل تركوها لخدمة المنزل وافراد
باقي العائلة .مصيرها مرسوم كما كان مصير امها .ضاق بها الحال
ولم تعد تتحتمل الامر بل تمردت ،وهيض جناحها ولكنها لم تيأس ،وطالبت بحقها
في زيارة بيت اهلها ،ورفضوا وذكروها بما طالبه رزق من بقائها في المنزل ،
مهما كانت حاجتها للخروج .مرت السنة الاولى وودعت امها الحياة ، وما تركوها
تقف ولا تأخذ عزاء والدتها. رغم انها وحيدتها قلت وتناقص عدد الزيارات بعدما
ابتعد الناس عنها .مرض والدها فطلبت من عمها ، عيادته ولكنه رفض , وفي يوم
أتى اخاها الاصغر ،وأخبرها ان والدها بالمستشفى وحالته حرجة جدا ، ولكن ما
ان وصلت الى المشفى حتى ابلغوها بموت والدها ،فعادت منكسرة باكية .ورغم
هذا لم يواسيها عمها، رغم موت اخيه بل ترك زوجته، تسمعها اقذع السباب
والشتائم ولو لا ان اولادها حولها لضربتها وسجنتها في غرفتها،
مرت ايام العزاء، وايضا لم يُسمح لصبح بأخذ العزاء بوالدها فساءت حالتها
،واصبحتتثور لأتفه الاسباب .وهنا قرر عمها التحدث مع زوجته ،وأخذ رأيها
بما سيفعله فوافقته على الفور ،ومن الصباح الباكر اتصل،
والد رزق بأبنه وقال: له يابه يا رزق لازم تيجي تشوف حل مع مرتك .

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات