بارت من

رواية وشايات المؤرقين -2

رواية وشايات المؤرقين - غرام

رواية وشايات المؤرقين -2

تكفى أصيل عشان عيال أخونا و عشان عمتنا الطيبة ..
أصيل : و الله ما في طيب غيرج يا فينوس .. عادي عندج ينوكل حقج و تصيرين مظلومة أهم شي ما تصيرين في نظرهم قبيحة ..
*
*
*
اكتفيت بسياط كلماته التي أختزلها سنوات في جوفه و وليت ظهري له هاربة أتعثر بخطواتي الجبانة .. ألعن
دموعي التي تتمرد دوما علي و تظهرني با قمة الضعف ..
*
*
*
كان بإمكاني أن أتجاهلها كما فعلت لسنوات .. لكني أردت أن تعرف أن انتقامي من أجلها و من أجل أبن عمي
الراحل .. أردت أن تعرف أنني أنتقم لها و له و لكن لأنها لم تكبر يوما عن ذاك اليوم .. و ما زلت تتخبط
في عباءة السذاجة قررت أن لا مجال لتفاهم .. يجب أن تًجلد ألف مرة و مرة حتى تموت أو تولد من جديد ..
قاسي .. أعرف و متأكد و اعترف .. لكن قلبي يكاد ينفطر من أجلها .. و مصدر قسوتي عليها هو غضبي
من كل من آذاها .....
و منها غضبي يتصاعد .. منذ أن جعلت من نفسها أضحوكة .. مسخ سخره عبد متمرد ..
و أغتاظ كلما تساءلت كيف لها أن تتناسى .. جرحه و امتهانه هو .. و خيانتها و استعمالها با عبث من قبلها
هي ..
كيف لفينوس أن تتمسك با صورة متجعدة لصديقة الطفولة العذبة ..
ألم ترى كيف كبرت لتصبح وصايف الحسن و سبب كل التأوهات ..
وصايف تلك الأنثى المتباهية با اجتماع كل ذرات الحسن في صفها .. المتفردة الجمال ..
تلك الأنثى المغرية . .الحرباء .. السامة ..
تلك التي أوقعت الكل في هواها ! ..
واحد تلو الآخر تساقطنا أمامها .. صياده ماهرة كانت ..
ابتدأت با شملان و أحالت حياته جحيم بإدخال أخيه علي با المنافسة ..
أما أنا المختال أبن الجاه و المال فا كنت فريسة سهله .. رفعت راياتي منذ أن قررت أن تضعني على القائمة
هو فقط الذي استعصى عليها .. هو من تمرد على حسنها و رآها عادية !
و خدعها و خدعنا .. و مارس ألاعيبه حتى استسلمت هي .. ليفوز هو و يخسر الكل !
فاز بها و تداعى الكل .. موت علي و تشوه وضوح و ثورة شملان و سقوط فينوس ضحية ...
و كلما حرمت على نفسي تغذية الحقد و هربت من طقوس تأجيج الكره تلقفني صوت أحد أبنائها يناديني عمي
لأسمع صداها أبي ! .. لأعود لطقوسي أكثر عزما ...
و أخيرا انتقمت منها و منه و من نفسي قبل الكل !
لكن شملان .. ماذا أفعل به ؟
فا هو يقف با الجهة الأخرى عدو مشترك بيني و بين عذبي و حليف لي ضد أخي !
سبقني شملان و لعب بقذارة ..
و جعل فينوس تعاني فوق معاناتها و ادخلها شريكة صامتة و مثل بها كا ضحية !
بينما أنا كنت في غيبوبة رثاء ..
و عندما استيقظت على مصيبة جديدة ..
تظاهرت بعدم المبالاة .. و أن ليس بيدي حيلة ..
لكن على الرغم من معرفتي بعظم ألمه و تنامي أحساس الفقد في جوفه .. و أن هو و أنا متشابهين لحد
التناسخ إلا أن من المؤكد أن هناك ما يفصلنا و يجعلنا دوما في تباعد
فا عند .. فينوس .. يتنحى كل التعاطف معه ليصبح موجة انتقام مؤجله ..
.................................................. .......... ........................
*
*
*
مهملة .. هذا هو إحساسي في هذه اللحظة ..
اعتدته .. نعم .. أعتدت التجاهل و الإهمال .. منه !
يعتقد الكل أن بحسني استوطنت مضادات الحزن .. و الحقيقة أن حسني جلب لي الهم ..
تمنيت أحيانا أن أكون بتواضع مظهر فينوس حيث يوجه كل التعاطف ..
و با الأخص منه هو ..
حياتي مع عذبي لم تكن وردية كما يرى الكل ..
فا هو يردد لي دوما أنه يحبني و سلوكياته اليومية تخبرني انه مل ..
مل من الدمية الجميلة فا قد حفظ تفاصيلها .. و جردها من كل الغموض .. و ركنها على رف التحف القديمة ..
و على الرغم من أني صرفت أحاسيسي المنتهكة و صببتها في منبع الأمومة إلا أن أشباح مهدده بدأت اقتحام
دائرة الرضا ... اتصالات متتابعة لنساء منتهكة و رسائل تحمل الصور لعذبي و لهن ..
و مواجهات و غضب و قلق و أسى و دائرة لا تنتهي من الحزن ..
و مرت سنتين و أنا في صراع معه .. أتهمه با الخيانة و يتهمني با الجنون ..
و على خط النهاية أصبحت رسميا أنا الخائنة و المجنونة ...
فا في لحظة غضب و تمرد اتفقت مع أبي متغاضية عن أحاسيسي التي لا تخيب ..
إحساسي العميق أن شملان يقف هناك وراء أبي متخفيا يدير المشهد من خلال لوحة تحكم ..
شملان و على مر السنين أصبح واقعا في منزل عائلتي .. ضيف و صاحب بيت .. ثقيل بكل حالاته ..
كنت في عقلي الباطن أتساءل متى ستكون اللحظة التي سينقض بها علي منتقما ..
و أعتقد أنني ساعدته و تواطأت معه عن رضا حتى و إن أنكرت ... أردت أن أنتقم و أن أنهي مسألة
انتقامه .. أردت أن أصل لنهاية حتى و لو خسرت !
لكن التخيلات لا توازي الواقع شعورا ... فا شعور الخسارة مر ...
و لسذاجتي اعتقدت أني كأم لا يمكن أن أخسرهم .. و أن مهما غضب علي الكل إلا أنهم سيعترفون بحقي
في حضانة أبنائي ... لكن خالي أول من تخلى عني و وقف مع ابنه ضدي ..
و فينوس الطيبة أصبحت شرسة و هي تلعني عبر أسلاك الهاتف .. و تصفني بأقبح الأوصاف حتى أنني تهيأت
صوت أصيل لبرهة يصل لأذني بمفرداته الملغومة ...
*
*
*
أنا و هي فقدنا التواصل منذ ما حدث .. حتى أصبحت غريبة لا تهمني با شيء ..
لكن عندما وصلني صوتها اليوم و هي تصرخ با الكل " أريد ابنائي .. أعيدوهم إلي " ..
وجدت قلبي يتحرك بكل المشاعر .. أحسست بها فأنا في النهاية أم ..
و شعرت بخفقات قلبها تدق با التزامن مع خفقاتي .. ألم تكن تؤم الروح في يوم ..
و موضع السر .. الشاهدة على عشقي لساري و الحليفة لي .. من خططت و دبرت و وضعتني أمامه
في كل تقاطع ... حتى تحقق لي ما أتمنى و أصبحنا زوجين ..
حتى أمي لم تفرح لي بقدر فرحة وصايف بتلك الليلة و هي تحارب دموعها و تعدل لي طرحتي و تمنع الكل
من تقبيلي حتى لا يفسدوا زينتي لتهمس سرا في أذني و تحقق الحلم ...
يااااااااا .. كم تبدوا تلك الأيام بعيدة و مبكية يا وصايف ..
*
*
*
وضوح بعد طرقات قصيرة : ممكن ادخل ..
وصايف تنتفض عن سريرها و تسارع لفتح الباب على مصارعيه لتلقي بجسدها المتعب بأحضان وضوح ..
وضوح تتبلع عبراتها : بس أهدي يا وصايف و أن شاء الله الأزمة بتعدي ..
وصايف المنتحبة : أبي عيالي يا وضوح .. أبيهم ... اشتقت لهم ..
وضوح تبعد وصايف بتأني عن احضانها : ممكن تهدين و تخلينا نفكر با عقل ..
وصايف تحاول استجماع قواها و نهر ما تبقى من الدمع : با فكر معاج يا وضوح بس دليني ..
وضوح : ردينه .. كل الحلول عندها تنتهي ..
وصايف بجزع : وضوح أنت شتقولين .. أنا بايقتها و تبينها تساعدني و تحل لي الموضوع !
وضوح : و ليش لا .. زوجة عمي عملية و مو عاطفية .. بتحل الموضوع إذا شافت لها مصلحة .
وصايف : و شنو مصلحتها بأنها تعفي عني و ترد لي عيالي ؟!
وضوح تثبت عينيها بعيني و صايف : أنتِ تعرفين ..
وصايف بجزع : خالي لا يمكن يطيعني .. خالي على الرغم من جبنه وخوفه إلا انه لهذا اليوم ما تنازل لها
فا شلون ممكن يتنازل لي .. أنا رحت له و ترجيته يكلمها لي و يلين قلبها بس هو رفض لأنه عارف الثمن ..
وضوح : أنا ما أتكلم عن عمي .. و لا عن زواجه المعلق من عمتج ..
وصايف و قلق ظاهر في صوتها : أجل عن شنو تكلمين ؟!!
وضوح : عن فينوس ..
وصايف بأستغراب : فينوس ؟!!
وضوح بتاكيد : أي فينوس .. قلب أمها و روحها .. فينوس اللي تشوف ردينه نفسها فيها ...
وصايف : فينوس معصبة علي .. و هي أصلا تهاب أمها و لا يمكن تتوسط لي عندها و هي عارفه أنها غضبانه علي ..
وضوح : معقول للحين ما فهمتي علي ؟!!
وصايف بتذمر : وضوح تكلمي بشكل مباشر عشان أفهم مو ملاحظة أني صايرة غبيه لدرجة طيحت نفسي
با مصيبة ..
وضوح : ردي شملان على فينوس ..
وصايف ترفع احد حاجبيها بعدم فهم :أردهم لبعض ؟!! .. شلون .. و بأي صفة ؟
وضوح تبتسم بمكر : أنا أقولج شلون ..
.................................................. .......... .....................
*
*
*
هربت من المنزل فا أسألتهم لم تتوقف و بكاء ردينه الصغيرة مازال يرن في أذني ..
كلهم يريدونها .. و أنا أريدها أكثر !
عشر سنوات لم يفارق محياها صباحاتي .. و لا دفء أحضانها مساءاتي ..
عشر سنوات بحلوها و مرها كانت هي فتاتي .. ملكي .. و رعيتي ..
و أنا بعيد عنها أكاد أجن .. ومن صدمتي با عظم ما فعلت أكاد انتحر .. كيف خانتني .. وداست على كل
ما يعني لي و لها .. كيف لم تزن حياتي معها في ميزان المصالح شيء ؟!
أيعقل .. أنها كانت محتاجه و لم تنطق .. أم أنها كانت تعد العدة لرحيل و تجمع ما تستطيع من مؤنه ؟!!
*
*
*
لا اعرف كيف يكون من صلبي و يكون بهذه القسوة على فلذات كبده ..
و خانت .. و عبثت بمصيرهم .. أتنتهي حياته ؟!!
لو أتبعت منذ سنوات ما ينتهج الآن لكانت حياتهم مختلفة .. لحرمتهم من والدهم و جلبت آخر بديلا عنه لأنجب
منه أرواح أخرى تلهيني عنهم .. أليست أموالي دوما كانت مطمعا للكل ؟
*
*
*
ردينة عبر أسلاك الهاتف : تعال اللحين و أحفظ عيالك ..
عذبي : يمه الله يخليج لي ما عليج من عيالي و هم مو بروحهم عندهم عمتهم و الخدامات ..
ردينه الغاضبه : أي عمتهم المربية .. اللي أنت و الهانم سخرتوها لكم ..
عذبي : لا حول و لا قوة إلا با الله .. الهانم راحت با اللي ما يحفظها و أختي لها الحشيمة ..
ردينة : أجل تعال و قابل عيالك يمكن تقدر تفكر بشكل أوضح ..
عذبي : شنو افكر فيه ؟!! .. في حياتهم و مصيرهم .. في يتمهم و ضياعهم .. أنا حتى أفكر أردهم لها
مهما يكون هم عيالها با الأخير حتى لو كرهتني و كرهتها ..
ردينه بهدوء : يا مجنون .. أنت بيدك كل الحلول .. تعال و خلنا نتفاهم ..
.................................................. .......... .......................
*
*
*
هند تغلق السماعة لتنادي بعجالة على أختها : أنفال الحقيني ..
أنفال تترك الكتاب الذي بين يديها : شفيج .. خير ..
هند : خالد يقول أهلي طلبوا مني أطلقج و انا أبيج . .
أنفال بتوجس : أي و بعدين ؟
هند : يقول لي الليلة لازم أقرر .. أروح معاه و إلا اقعد في بيت أهلي مطلقة ..
أنفال بأستهزاء : يعني شنو .. بيجي قدام البيت و يطق لج هرن وتطلعين له ؟!!
هند الغاضبه : أجل تبينه يكبر قدر أبوي الحرامي و ينزل له في ديوانه ..
أنفال تُسقط كفها بقوة على خد أختها الأكبر : قطع لسانج .. أبوي أشرف منج و منه ..
هند تمد يدها في بداية لتعارك إلا ان والدتها استوقفتها زاجرة ..
أم ساري : أنتم ما تستحون .. كل وحده أطول مني و كل يومين في هوشة ..
أنفال : تعالي يمه أسمعي بنتج تبي تهج من البيت مع عريس الغفله ..
هند تسارع لدفاع عن نفسها : جذابه يمه .. أنا كنت اقولها ان خالد شاريني و واقف ضد أهله ..
أم ساري : شسالفة ؟ .. شفيهم أهل خالد ..
أنفال : أهله مستعرين من نسبنا .. و السيد خالد مو بعيد عنهم ما يبي يسوي عرس و لا يتعب نفسه و ويوقف في وجههم يبي ياخذ بنتج ليلة و إلا ليلتين و يقطها مره ثانيه في وجهنا ..
هند تسارع للانقضاض على أنفال بينما أم ساري تهب لتفريق بينهما ...
*
*
*
أم ساري : حسبي الله و نعم الوكيل ..
أم ديمة : أذكري الله يا أم ساري .. و فكري بعقل ..
أم ساري ترد النظر لأم ديمة : أفكر بعقل ؟!!
أم ديمة : خالد شاريها و أهله ما علينا منهم .. خلي هند تتصل عليه و حنا لوقف عند الباب خليناه ينزل
و يكبر قدرها قدام الكل .. قومي اللحين أعزمي كم وحده من معارفنا و جاراتنا و خلينا نسوي للبنت حفله
تستانس فيها ..
أم ساري تصمت للحظات : أخاف أبوها ما يرضى ..
أم ديمة : أخوي اللحين مو يمنا .. خليه بمصيبته ...
أم ساري : و ساري ؟
أم ديمة : و ساري وينه يا أم ساري ؟
.................................................. .......... .....................
*
*
*
نعم .. هذا صوت وضوح لا يمكن لي نسيانه ..
بحة تميزه و نعومة تغلفه .. و سحر يتخلله .. تشبهه !
لكن .. ما الذي ذكرها بي ؟!!
*
*
*
وضوح : أكيد انتي مستغربه من أتصالي ..
فينوس بخجل و اضطراب : يعني تقدرين تقولين مستغربه شوي ..
وضوح : لا .. لا تستغربين .. الموضوع و ما فيه أن بكره عرس هند و بنسوي لها حفلة صغيره في البيت
و أنتِ أول المعزومين .. ممكن تشرفينا باجر و تخلينا نجتمع مثل أيام قبل ؟
*
*
*
ترددت .. بماذا أجاوب ..
أعود .. لهناك حيث كنت و كان .. حيث امتهني و أهانني أمامهم ..
حيث طردني في منتصف الليلة كا قطة مشردة ..
أعود .. لأراه في ملامح وضوح .. و أحس به في زوايا ذاك السجن !!
أأعود لحيث تأبى الذاكرة أن تغادر ..
*
*
*

........... من ذاكرة فينوس .............

*
*
شملان : تبين أطفال ؟!! .. قلتيها ألف مره .. فهمت .. بس أنا ما أبي .. فهمتي يا زوجتي ؟ ...
فينوس بمهاودة : حبيبي شملان أنا أبيهم مو لأني ابي أكون أم اكثر من زوجة لك .. بس لأنك بتكون أبوهم
متشوقه اشوفهم .. تعرف ها الأطفال أكيد بيشبهونك ..
شملان بمرارة : و بيشبهونج .. و يشبهون أمج .. و ما راح يلقون احد يحبهم إلا لمصلحة ..
أنتظري علي شوي خليني أكوّن نفسي و نجيبهم في عز يجذب لهم الحظ مثل ما جذبني لج ..
فينوس تتعثر بما واجهت : شملان .. أنا ..
شملان بقهر يزفره بأعلى صوت : انتي اصبحتي عبأ .. خلاص ما أقدر أتحملج أكثر .. واضح اني عاقبت نفسي أكثر مما عاقبت أهلج يوم عصيتج عليهم ..
فينوس التي بدأت البكاء بخوف : شملان أنت شتقول ؟!!
شملان الذي هب كا أعصار لخزانتها يفرغها من كل محتوياتها : أقول خلاص ما عدت طايق أشوفج ..أطلعي من حياتي ... أطلعي قبل ما أتورط أكثر ..
*
*
*
لازلت أتذكر كلماته با التفصيل و حتى نبرته و هو يلقيها بلا هوادة مخترقة قلبي تمزقه و تلوعه
حتى بعد مرور السنين ..
ما زلت أتذكر .. عندما وقفت في وجهه اثنيه عن قتل حبي له ليرميني بعيدا عنه .. و يصرخ بأعلى صوت ...
أكرهك .. أكرهك .. و لم أقدر و لن أقدر أن أحبك في يوم ...
لم أتحرك من مكاني من هول ما سمعت .. كيف مثّل علي كل هذا الوقت أنه متيم .. و لماذا و كيف ..
و كل .. كل الأسئلة اغتالتني في لحظة ... و في غفلة مني وجدت نفسي أُجر كا الذبيحة أمام أنظار الكل ؟!!
لم يهب أحدا منهم لنجدتي .. و لا لتخليصي من قسوته .. لم يقف أحد أمامه ليحتضنني و يسكت صرخاتي التي
مصدرها أحتضار قلبي و سفك كل أحساس نابض به ..
رأيت في عيونهم الشماته و صورة أمي تنعكس في خلاياها .. أيعقل أنهم تخيلوني بصورة أمي ..
أيعقل أنهم رضوا أن أهان و أجرح و هم يتفرجوا أنتقاما منها ؟!!
و تريد مني وضوح أن أعود ! ...
لماذا ؟!!
.................................................. .......
*
*
*
عندما نزور القبور تضل ذاكرتنا تستحضر أشباح كل من نخاف
و من الجنون أن ندعي الشجاعة حتى نختال بأننا قهرنا الجراح ..
*
*
*
نهاية الجزء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منارة الاحلام و روح زايد منورات الرواية حبيباتي (:

الجزء الثالث :

*
*
*
البكاء حين توطنه التفاصيل المتجهمة يقود لهمة الحواس المعطلة
لنجمع بتصميم كل ما تبعثر منا طوال السنين من تفاصيل تكوين الكارثة !
*
*
*
تطاول نظري ليخترق الدخان المتصاعد من فنجال القهوة الذي أمامي لتثير
ابتسامته المخفية خلف صلابة تعابيره كل التساؤلات التي أحتفظت بها لسنوات ..
و ها هو يجلس أمامي بكل التيه و التبجح مدركا أن الرهان كسبه منذ أن عرضه
علي , نعم راهن و هو واثق و أنا كلي يقين أن كل ما فعله في سبيل الكسب هو
الانتظار و المتابعة عن قرب لا غير !
في أي خانة ممكن لي أن أصنفه .. أخ أم عدو ؟
أشعر به دائما يترصد بي . .بمفرداته الملتوية و أفعاله الغير مفسره ..
دائما يقبع بظل خلف والدتي و كأني به موشوشا لها أنظري ما هو فاعل !
ما بك أخي تبدوا دائما ضدي ؟!! ..
*
*
عذبي على مائدة الإفطار التي تضمهما فقط : ربحت يا أخوي .
أصيل يرفع عينيه عن جريدته ليصل لنظر أخيه متسائلا : ربحت ؟!!
عذبي يتناول فنجال قهوته ليرتشفه على عجالة منهيا تردده في المواجهة : أي ربحت .. تذكر أول ما وقفت قدام أمي و قلت لها بتزوج بنت عمتي و رفضت و ثرت أنا و قلت ما عاد راح أقعد في ها البيت ليلة ..
أصيل يستعيد الذكريات : وركضت انا وراك و قلت لك أرجع .. أمي وافقت من لقيتها ظهرك يا ظالم .. بس تذكّر بيجي يوم بتندم بتندم يا أخوي ..
عذبي : وقلت لك لجى هذاك اليوم بقول لك ربحت يا أخوي .. بس من غبائي فكرت أن سبب موقفك هو وقفوك بصف علي و أمي بس اللي الحين فهمته أن الموضوع اكبر و أنا توني أنتبه ..
أصيل يشعر بعدم الراحه من اتجاه هذا الحوار المفاجأ لذا سأل بتردد : و شنو السبب في ظنك و إلا لأنك خسرت بدور سبب يطلعك مظلوم و أنا الظالم .
عذبي يركز نظره بحده على ملامح أخيه و هو يسأل من دون مقدمات : أنت ليش للحين ما تزوجت ؟
أصيل يرتد بسرعة لظهر الكرسي حتى يستند عليه و يجمع أفكاره : ليش للحين ما تزوجت ؟!! .. سؤالك غريب ..
عذبي يضع قبضته التي يشعر بها تتكور رغما عنه تحت ذقنه ليثبتها : و إجابتك أغرب .. بس خلني أعيد صياغة السؤال : أنت كنت حاط وصايف في بالك ؟
أصيل ينهض بغضب من كشف سر كل عذاباته : أنت شفيك أنجنيت .. جننتك وصايف ..
عذبي الذي مازال على نفس الوضعيه أبتسم بضعف : فهمت ..
أصيل يعود للجلوس و يلتقط ببرود جريدته : أفهم اللي تبي ما يهمني .. و بعدين أكيد انا ربحت لأن فبيت عمتي الكل طمعانين فينا , و بحسبة بسيطه وصايف فكت خطبتها من علي عشان تاخذك .. ما فكرت ليش ؟ و شنو زودك على علي الله يرحمه ؟
عذبي : أنت عارف شنو في علي ..
و على العموم الله يرحمه كان مفروض عليها عائليا و أنا اختيارها ..
أصيل بنبرة تشكيك : و ليش أنت بذات اختيارها ؟ .. ما سألت نفسك ؟
عذبي بتصريح : قصدك ليش أختارتني و ما اختارتك .
أصيل يتخلى عن هدوئه و يعود لأمتطاء ظهر الغضب الجامح : أنت شفيك .. علمني .. ليش الحين بذات قمت تشكك فيني . وصايف أشتكت مني ؟!!
عذبي : ما اشتكت منك بس دايما كانت تتحاشاك .. أنا مو أعمى .. و صايف اللي دايما واثقة من نفسها كانت بوجودك تختفي ..
أصيل : طبيعي لأنها تدري أن علي كان اقرب لي من روحي و أن هي سبب موته
عذبي أختار هذه المره أن يكون هو من يقف بغضب : وصايف ما لها دخل علي كان مجنون . .مجنون ما فاد فيه لا طب شعبي و لا طب المستشفيات .. صديقك أو خلنا نقول تجربتك الخيريه الفاشله حرق نفسه لأنه فقد عقله كليا ..
أصيل أنفجر با البكاء فاجأة و عذبي الذي أرتبك قفز ليكون بجانبه ..
عذبي بنبرة تحمل كل الخوف : أصيل شفيك ؟
*
*
*
بماذا أجيبه .. أأخبره أني سبب فقد علي لعقله كليا و سبب توقفه عن تناول دوائه الذي كان يساعده في مكافحة الآفة التي أستقرت في خلايا دماغه التي كانت تلازمه منذ أيام الطفولة .. أأخبره بما حدث تلك الليلة حيث انتهت حياته بتحول جثته لرماد ..
*
*
..................... من ذاكرة أصيل .........................
*
*
علي الثائر يشد قميصه بحرقه : أحترق .. أحترق .. أنا أحترق .
أصيل يبحث في أدراج علي عن دوائه: وين حبوبك ؟
علي يلتفت على أصيل و هو يضرب على صدره : ما عاد تنفع يا أصيل ما عاد ينفع معاي شي ... صدري شاب فيه حرايق .. كله منك كله منك ..
أصيل يلتفت عليه فجأة و كأنه كُشف على حين غره : كله مني ؟! ..
علي بنبرة تدل على حوار داخلي يموج في عقله الغائب : شلون ما فهمت .. أي أكيد .. ليش .. أي .. أكيد أنت المستفيد .
أصيل يقترب منه ليدفعه لخلف أسوار جنونه و يبقى هو بعيدا : و شنو مستفيد أن أخوي يتزوج بنت عمتي اللي حاولت أخلصها منك يا ولد عمي ..
علي باستغراب يقترب أكثر و يترك الأسوار خلفه : تخلصها مني ؟!
أصيل يتمادى : أي أخلصها من ولد عمي المجنون اللي رافض يتعالج و اللي يبي يمرضنا كلنا معه .
علي بنبرة منكسرة : أصيل أنت صرت مثلهم .. تشوف أني مجنون ؟
أصيل أصيب في مقتل و تردد ليلوح بيده لإنهاء الحديث: ما عليك مني أنا بس معصب من عذبي ..
علي يضع كلتا يديه على إذنيه ليسكت الأصوات التي بدأت تضج في رأسه : ما أبي .. ما أبي ..
أصيل بنبرة تحمل الخوف : علي شفيك ؟
علي بمفردات غير مفهومة : ما أبي أحرقهم .. ما أبي .. ينتهون .. أبي أتنفس .. اختنقت .. اختنقت ..

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات