رواية وشايات المؤرقين -21

رواية وشايات المؤرقين - غرام

رواية وشايات المؤرقين -21

وداد بغيرة أنثى : بس أرفضت مشاعرك .. يمكن لأنك بسيط عقدتها
علي يقترب بجرأة و يبتسم بخبث لا يناسب وجهه البريء : و أنتِ تعقدتي ؟
*
*
دفعته و أرتد ضاحكا و اخبرني أنها خدعه تعقد البسيطات للأبد علمها له ذاك الصديق الذي اكتشفت اليوم من هو !!
.................................................. .......... ...
*
*
*
لا أعرف إن كان علي أن أتأمل أم أغرق أكثر في اليأس .. أهي علامة نصر مؤكده أم هي هزيمة ستلحق بي لا محالة ..
كل ما أعرفه أنها للعودة لي رافضة و أن عمي و عذبي هناك في صفي يترافعون في قضيتي حد الإستماته ..
ستعود لي .. نعم من المؤكد .. أعرف و أنا متأكد أنها ما زالت لي عاشقة .. ستعود لي و ستأخذ من إصرارهم أداة ضد كرامتها التي أهدرت ..
و أنا أقسم .. أني لن أجعلها في يوم تندم على قرارها .. سأحقق لها كل أمانيها .. حتى الطفل الذي تريده .. ستنجبه لنا وداد من علي و هذه خطتي التي سوفت بتنفيذها لكن بعودتها سوف أحققها !..
سيكون لأخي ابنة أو أبن سنكفله يتيما و أنا و هي نكون له أسرة ..
سترضى .. و تحبه .. و تصفح عني و تعيش راضية كما تفعل أختي وضوح .. على الأقل أنا لم أخنها .. و لم أفضل أنجاب طفل من غيرها ! .. نعم عندما تعود لي سوف ترى كل التعيسات في الحب من حولها و تعرف كم هي محظوظة بقدر حظي بها ..
*
*
*
شملان ترك هواجيسه و أقترب من أخيه يوقظه ليتناول عشاءه : علي .. قوم يا أخوي تعشى معاي ..
علي يأن من حرارة انتشرت في أوصاله : أنا تعبان ..
شملان يضع كفه العريضه على جبين أخيه ليتحسس حرارته : حرارتك شوي مرتفعه .. قوم أكل لك شي و بعطيك دواء يخفض الحرارة ..
علي المتعب برجاء : شملان جيب لي وداد ..
شملان : وداد في بيتها و حنا في الليل و لأصبحنا بتجي بأذن الله ..
علي بيده المرتجفه يبعد كف الشملان الذي أراد أن يساعده في الجلوس : بعد عني و خلني أنام عشان يصبح علينا الصبح و أطيب
شملان يبتسم بإستغراب : الله و أكبر اللحين مستمرض عشان حبيبة القلب .. و لا يهمك أروح اللحين و اجيبها لك ..
علي بلهفة لم يخفيها التعب الواضح في ملامح وجهه : شناطر ما تقوم تجيبها ..
*
*
*
هل يعقل .. أن اليوم هو سعدي .. أيعقل أن كل ما في الكون اليوم سيعمل على تحقيق حلمي .. هناك فينوس تقتنع با العودة و هنا علي يخطط لإهدائي طفله !
سارعت في قطع الطرقات للوصول لمنزل تلك اليتيمة التي سوف تصبح أم ! .. لأتوقف و أفكر .. وأسترجع كل خطأ ارتكبته بحقها
أجرمت و زورت و الآن أريد أن أزيد معاناتها بطفل من مجنون ؟!
لكن .. أنا لن أرغمها .. فقط سأذهب بها إليه و اتركها تقرر .. قد يكون هذا ما تريده .. أنا متأكد أنها تكن مشاعر خاصة لعلي لكنها تخافه .. و أنا سأكون با القرب لأضمن سلامتها ..
لكن .. الطفل .. هل يعقل أن أسلبها طفلها ..
لكني عمه و سأكون أحن عليه حتى من أبيه .. و أبيه فاقد لعقله قد ينساه بثوان في لحظات جنونه .. و هي عاقلة سوف توازن الأمور و تعرف أين يجب أن يعيش أبنها ليحظى بحياة سوية ! ..
لكن .. سوف تتعذب .. من المؤكد .. تبا لضميري الذي سيعود بي لدهاليز التعاسة .. ما الذي كسبته من صحوة ضميري إلا نفي من اعشق من حياتي ؟!
*
*
*
أم سعيد تطل من الباب المجاور و هي تختبئ وجهها بطرف حجابها : أهل البيت مو موجودين .. بغيت شي ؟
شملان مستغرب : ما تدرين وينهم فيه ؟
أم سعيد بكذبة تريد بها حماية خصوصية جارتها : رايحين يزورون أهل لهم ..
شملان بإستغراب : أهل لهم ؟!! .. أنا ماني خابر لهم أهل ..
أم سعيد : هو في أحد ماله أهل لو من بعيد ..
شملان : زين ما تعرفين متى بيرجعون ؟
أم سعيد تريد إنهاء الحديث مع هذا الغريب الذي تعلم هويته : علمي علمك ..
شملان بخبث : ليت علمي علمج يا حجيه .. بس شكلج تعرفين و ما انتي معلمتني ..
أم سعيد بتهديد : توكل على الله يا ولد قبل ما يكسرون عيال الحارة سيارتك ..
شملان يرفع حاجبه مستنكرا : ولد ؟!! ..
*
*
*
أغلقت العجوز سليطة اللسان بابها بينما عزمت أنا أمري و قررت أن أفتح باب آخر يدلني على مكان وداد .. لن أنتظر لصباح الغد حتى أتأكد من فرارها .. بل سأسبقها بخطوات ..
*
*
*
شملان الذي كان يراقب بيت أم سعيد لمح مراهق يتجه إليه : يا ولد بقيت منك مساعده ..
بلال بتجهم : أن كنت تشوفني ولد و شلون بساعدك ؟!
شملان يبتسم متحكما بأعصابه : معاك حق .. منك السموحة .. لو ما عليك أمر بقيت أسألك عن سالم جاركم .. أنا من جماعتهم و جاي أزورهم و انشد عنهم و ما لقيتهم ..
بلال : أنا أعرف من أنت .. مو أنت نسيبهم ؟
شملان متفاجىء : أي نعم أنا نسيبهم ..
بلال من غير مبالاة : أي قالي سالم عنك ..
شملان يبتسم في محاولة لكسب المراهق : أجل أنت من ربعه ؟
بلال باندفاع كأنه ينكر تهمة : يخسى .. كنت من ربعه و اللحين ما يشرفني عرفه ..
شملان مستغرب : أفا .. ليش ؟
بلال : ها الولد ضايع و يتبع كل صايع ..
شملان بخوف لم يستطع أن يخفيه : جيب من الآخر .. وشفيه سالم وش شايف عليه ؟
بلال : رح أسأله لا تسألني ..
شملان يعد للعشرة في محاولة منه لضبط أعصابه : زين وين أروح أسأله و أنا ما أدل له طريق ..
بلال : هو لصار مو في الساحة مع ربعه تلقاه عند أخته ..
شملان بنفاذ صبر : و أخته بعد ما هي في البيت ..
بلال : أخته ها الحزه في شغلها ..
شملان : شغلها ؟!! .. و أنت تدل شغلها ؟
*
*
*
كنت أعتقد أني سأرشي هذا المراهق لأجتر منه المعلومات لكن فاجأني بتبرعه بهذا التقرير ! ... لكن ما صعقني حقا هو العنوان الذي دلني عليه .. يشبه جدا عنوان بيت عمي ! ..
لذا لم أصدق .. وحاولت إقناعه بذهاب معي لحيث العنوان الذي أكد لي أنه قام مره بإيصال سالم إليه و مرات كثيرة أمه و حتى وداد و كل هدفي هو التأكد من ما أستصعب علي تصديقه لكنه رفض .. و لا ألومه .. غريب و يطلب منه أن يذهب بصحبته ! ..
لذا أذعنت و طلبت منه أن يعيد علي العنوان حتى أتأكد مما هو متأكد منه .. لأن إن كان ما يقوله هذا الصغير صحيح إذا أنا في ورطة و قد تكون وداد منذ مدة تعد لي فخ .. فخ و وداد .. جدا صعب .. و لِما لا .. هي الآن في بيت عمي و هناك من هو قادر على صنع الفخاخ .. أصيل .. نعم هو .. لكن.. متى .. و كيف ..
لا تهم الأجوبة ..
لأن من المؤكد أن وجودها هناك ليس صدفة .. إذا هكذا قررت وداد أن تتخلص من علي و من ابتزازي لها .. إذا قرأت مذكراته و استفادت جدا منها .. و عرفت من هو أقرب شخص له بعدي أنا ..
كارثة .. نعم أنا أمام كارثة .. و مقضي علي لا محالة ..
لاااا .. أرفض التصديق .. قد أكون إلى الآن محظوظ .. نعم ما زلت محظوظ تعيس ! .. لابد أن حظي اليوم قادني إلى هنا حتى أسبق وقوع الكارثة .. سأخفيه .. نعم سأخفيه قبل أن يكتشف مكانه ..
أم قد كشفته لهم و انتهت ؟!
لا يهم .. نعم .. لا يهم .. سأجعله حلم و أخفيه و لا أترك أثر يستدلون عليه به من جديد .. و هي .. منها سوف أنتقم .
*
*
*
يختطفني الحزن كلما أنتصف الليل و أجدني أقيس المسافات كلما أغلقت النوافذ .. لأعود خلال دقائق و افتحها من جديد لعلي أتنفس بكل قوة تمتلكها رئتي ! .. وهي .. لم يعد لها وجود في حياتي فقط زميلة تحمل عبئا ستنزله في القريب بين يدي و تستريح ...
كم أشتاق لأخوتي و السهر معهم و لقهوة أمي التي تستقبلني بعد صلاة الفجر .. و كم أتوق للهرب من دون أن يرافقني ضميري لتذكيري بمسؤولياتي .. أما قلبي فا بدأت أكرهه و لا أمانع التنازل عنه فا هو من قادني لهذه التعاسة ..
و ها أنا وحيد على شرفة هذا البيت العتيق الذي صاحبه قرر أن يعود الآن برفقة رجل غريب ! ..
*
*
*
هند : خالد شمقعدك ..
خالد يدخل بسرعة للغرفة بعد أن أغلق باب الشرفة وراءه : قصري حسج ..
هند مستغربه : شصاير .. شنو شفت و خرعك ؟!!
خالد : ولد خالج هذا ما يستحي مخلي بيته مفتوح للعزابية .. حنا نص الليل وتوه راد مع واحد من ربعه ومدخله البيت ..
هند و الدهشة بانت على ملامحها : غريبه شملان عادة يستقبل ربعه في المجلس الخارجي !
خالد بغيض : ما شاء الله تعرفين عادات و تحركات ولد خالج ..
هند مستنكره : لا حول و لا قوة إلا با الله .. و أن عرفت و شصار ولد خالي و ساكن في بيتنا سنين ؟!!
خالد يرتدي ملابسه : أي بس اللحين حنا مأجرين في ها البيت ولازم يحترمنا ..
هند : وين رايح ؟
خالد : بروح أشوف منو مدخل البيت في ها الليل ..
هند : الله يهداك يا خالد بيته و بكيفه .. بتحكم أنت في منو يستقبل في بيته ؟!!!
خالد بنبرة عالية : وهم عادي يتحكمون فيني ؟!!
*
*
*
نعم هذا كل ما تدور حوله حياتنا .. هدف ضد هدف يريد أن يصل للفوز في مباراة أقامها و اجبر الكل على اللعب فيها لأنه فقط خسر على ارض الخصم من دون مساندة من جمهوره !
.................................................. .......... ..
*
*
*
الإسراف في المكابرة يجعلنا نخسر من دون حد للاكتفاء
لنعاود استنساخ هزائمنا في محاولة أخيرة لتغيير النتيجة ! ..
*
*
*
على خير بأذن الله نلتقي ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجزء العشرون :

*
*
*
في محطاتنا الأخيرة يصبح الانتظار أخطر
لأن الوقت حينها يداهمنا على عجل ..
*
*
لممته لصدري كا طفل تائه بلله المطر و هربت به من كل عدو بنا يترصد .. يأن و قلبي يردد أناته .. متسائلا هل هو مريض أم أستشعر الخطر قبل أن أعرف به ؟ ..
إذا لهذا كان يطلب وداد .. أكان يرسل لي الإشارات ؟.. أكان يريد مني أن أنتبه من المترصدين لي في الخفاء ؟! ..
أعتقد أنني أفهمه من دون حتى أن ينطق .. ما الذي حصل ؟ .. هل يعقل أنني سخرت كل تفكيري في مسألة رجوعي لفينوس حتى فقدت بصيرتي ؟!!
أي كانت الإجابة .. فأنا تعبت .. نعم تعبت من الهروب و من هذا الإحساس الذي يجعل شراييني تمتلئ با الخوف.. و الأفكار بشتى اتجاهاتها تعصف برأسي حتى يكاد الصداع يفككه ليسقط أمامي .. و ها أنا مرة أخرى أهرب بعلي .. فا كشف حقيقة تواجده ستكشف الكثير من الأمور التي ستنهي حياتي كا شخص حر ! .. يااا كم تحمل هذه الجملة من سخرية .. أخي حي معناه موتي و موته معناه استمراري حيا .. و كم أنا خائف عليه من نفسي ! .. أعطيته الكثير من المخدر و هو مريض و الآن لا يبدوا لي أنه بخير .. لكن ما بيدي حيله .. علي أن أرتب الأمور قبل أن تطلع شمس يوم الغد .. و على الرغم من قصر الوقت إلا أنني متأكد أنني لم أفقد قدرتي على قطعه .. و أنا واثق أن كل شيء سيصبح كما أريد .. كل ما علي فعله هو البدء ..
*
*
*
شملان يفتح باب شقته ليفاجأ با خالد أمامه : خير بغيت شي ؟
خالد بعينين متلصصتان : طالع ؟
شملان بنبرة أصطنع فيها الكثير من ألا مبالاة : أي طالع للمخفر واحد من موكليني ماسكينه ..
خالد يرفع حاجبه متعجبا : و بتخلي ضيفك بروحه ؟
شملان بدهشة ظاهرة : ضيفي ؟!!
خالد : أي ضيفك اللي توك جاي معاه .. توني شايفكم من البلكونه ..
شملان يرسم ابتسامة ترافقها أحد كذباته التي يتقن صناعتها بمهارة : شكلك كبرت يا أبو نسب و ما صرت تشوف با الظلمة .. هذا عامل جبته يشوف شنو مشكلة التكييف ..
ما تشوفني غرقان بعرقي ..
خالد بسخرية واضحة : أوف عامل التكييف .. الظاهر فعلا ما عدت أميز .. زين وينه العامل ما له حس ..
شملان يطلق ضحكه متحكمه لينطلق بنبرة تقريع : شكلك أدور التعب يا أبو نسب .. أجل أخذ مفتاح الشقه و انطر العامل بيجي ومعاه عامل ثاني ياخذ مكيف الصاله .. منها تأكد من كلامي و منها تختصر علي التعب و الوقت .. أنا تأخرت على موكلي .. عن إذنك ..
*
*
أرجعت مفتاح شقته له قبل أن يغادر من دون أن أنطق أي حرف زائد .. اكتفيت بنظرة تشكيك و احتقار حتى يعرف أنني لم اصدق أن الذي أتى به تحت جنح الليل و من الباب الخلفي مترنحا يسنده مجرد عامل .. لكن لن أترك الأمر يقف عند هذا الحد .. سأنتهز الفرصة .. أليس منتهزوها هم الأكثر سعادة ! .. و هذه فرصة تخرجني ببسالة من هذا السجن.
*
*
شملني بأكثر من نظره بدئها بشك لينتهي با الاستحقار .. و كم وددت أن أحطم رأسه و اقتلع عينيه من محجرهما .. فليس على هذا الشكل يرد الإحسان .. ألم يستوعب أنني قدمت له فرصة أخرى .. أخرجته من مأزق و أعدت له حبيبته و وفرت له بيت يجمعه معها
بعيدا عن تدخلات الكل ... ألا يعرف كم هو محظوظ و كم هو كبير جميلي عليه ؟!! ..
على كل حال ليس الكل يحب كما أحبها ! ..
و كم أتمنى أن تؤمن فينوس بهذه الحقيقة و تهدم الأسباب التي خلقتها بيدي حتى لا تضعف و تعود إلي .. فا أنا كنت مدرك حينها أني في يوم سأضعف و أتخلى عن ضميري.. سأطلب عودتها لي و أختلق كل كذبه مهما كانت لئيمة حتى أحظى بها من جديد.. لذا حينها فكرت بشيء واحد قبل أن يموت قلبي العاشق و أنسى معنى التضحية .. يجب أن يكون نبذي لها جارح أمام الكل حتى تأبى كرامتها أن تستلم لي .. و حتى تنساني من دون أن تلتفت و تحلم با العودة من جديد !..
.................................................. .......... .....
*
*
*
عدنا من جديد لنقطة الصفر و خيمتنا البالية أصبحت من دون أعمدة
لكن هذه المرة أرفض أن يشار إلي بأصابع الاتهام فا هو من قطع كل وسيلة لتواصل فا منذ أن ثار و استرجع هديته ركب موجة التجاهل و أبى أن ينزل عنها على الرغم من محاولاتي الحثيثة لتفاهم ..
نعم الحثيثة .. فقد اعتذرت مرة و مرتان و حتى نسيت العد ..
و وصلت لمرحلة اليأس و رميت نفسي بصدره أرجو عفوه لكن أضاف على تاريخه و خذلني من جديد و أنا من كنت ألوذ بوجهه كلما أرعبتني كرامتي الثائرة .. كنت استمد قوتي من محاولاته المتكررة للم الشمل و أنبه نفسي لمدى احتياجي له حتى أن أبيت الاستسلام لمثل هذه الحقيقة ..
لكن أرفض أن يأخذ مكاني و يغير عنواني و يشملني بقهره
فليس أكثر جلبا لدموع من تصفية الحساب مع ضحية توجت مجرمة
من جاني ..
*
*
ماذا أفعل بها تلك الأنثى التي تأبى الاستسلام حتى أرقمها عليه بتسليط كل ما املك من أسلحة في وجهها الذي يهزم عزمي ..
و ما أنا إلا رجل أحمق أعتقد أن الخطأ يبدد بحجر .. لذا رميت بكل قوتي حجرا و راء حجر لعل واحد منها سيصيب رأسها العنيد لتفيق من غيبوبة الحزن التي أرغمت نفسها على دخول بها ..
*
*
*
وضوح مختنقة بعبراتها : تكلم .. رد لي الصوت .. لا ترد و تقسى ترى قلبي سامحك مره يعني ما يقدر قلبك يسامحني هذي المرة ؟
*
*
أكره الوقوف خلف ستار الصمت و هي تستجدي مني الصفح
و با الأخص أني من قبل كنت في مثل موقفها ..
*
*
ساري : المشكلة مو في قلبي لأن قلبي على كثر خطاج ما يزعل .. المشكلة في كرامتي ..
وضوح اقتربت بسرعة لتحيطه قبل أن يعيد إنزال سدوده : مستعدة أعتذر لك قدام الكل ..
*
*
ليس هذا ما خططت له .. كنت اريد أن أغيظه و استعمل غضبه ضده .. كنت أريد أن أعذبه و اجعله يندم و أفكر أنا كيف سوف أصفح عنه .. لكن أصبحت ضعيفة با التحكم في ردود أفعالي فا مجرد أن نطق حتى تبعت مصدر الصوت لأشكره !
*
*
ساري : تلبسين القلادة اللي جبتها لج و ما تنزلينها من رقبتج ابد ؟
وضوح بحماس : يله عطنياها و بلبسها اللحين ..
ساري : أي بس في مشكله .. أنا أهديتها ..
وضوح بصدمة بانت على ملاحها : أهديتها ؟ّّّ!! .. لمنو ؟!!
ساري يتأملها : تثقين فيني ؟
وضوح بتردد : أي ..
ساري : أجل أهديتها و خلصنا و أبشري با العوض ..
وضوح بدى عليها الوجع : جعل راسك سالم .. بس أنا ما أبي إلا سلامتك ..
ساري يقبل كفها : ها المره عاد بتعلم من خطأي و باخذج تختارين هديتج ..
وضوح : بس أنا تعلمت من خطأي قبلك و الهدية منك بمعناها مو في شكلها أو قيمتها ..أختار لي على ذوقك ..
ساري : لا يا بنت الحلال ما ترضين ان راعين الذهب يقصون علي .. تراني قعدت يومين عشان أشتري القلادة لج .. وصار لي موقف
لا احسد عليه ..
*
*
عاد من جديد ..
و كأنه صديق لتو عاد من سفر مشتاق لأعز أصدقائه و يريد أن يخبره بكل ما حدث له هناك في بلاد الخواجات ! ..
و الآن قدرت هديته .. فا مواقفه التي سردها مضحكه و مبكيه لكنها دلت على مدى تفانيه في اختيارها لي .. أم هذه خطته .. أن يجعلني أغرق في ذنبي حتى أعتذر كما يريد ؟
*
*
بسرعة أفقدها.. فا في لحظة تكون معي بكل حواسها و في الثانية التي بعدها تفقد اهتمامها ! ..
و يمكن لي أن أتخيل ما تفكر به في هذه اللحظة .. لابد أنها تحاول أن تنفي كل ما قلته و تبحث عن أجندة خفيه لكل ما أفعل و أقول ..
فا يبدوا أنها دوما ترى في حبي لها شيء من الخلل و لا تريد أن تستوعب أن قلبي أرض بكر لم تطأها إلا هي ..
*
*
اختفى صوته لكن في وجهي وجدت عِباراته .. كتب و قرأت و قرأ وأعدت أنا الكتابة حتى قطع ذاك الكريه انسجامنا !
*
*
وضوح : ليش يبيك بها الحزة ؟!!
ساري بقلق : مدري عنه .. تسمعيني أحلفه إذا هند فيها شي و هو يقول لا .. و أقول له اجل و شتبي فيني بها الوقت يقول موضوع ما يتأجل لبكره ..
وضوح بفزع : أخاف شملان فيه شي ..
ساري يسارع لطمأنتها : لا يا بنت الحلال لا يروح بالج بعيد ..
*
*
لن أرضى بطمأنته .. أريد أن أحدث أخي الآن و اطمأن عليه بنفسي .. و هذا ما سارعت لفعله ..
*
*
من دون تفكير مني استقبلت المكالمة أول ما لمحت أسمها .. فا وضوح لا تتصل إلا لأمر مهم ..
*
*
وضوح : الحمد الله أنك بخير .. الخبل خالد زوج هند هاجدنا بها الليل يبي يكلم ساري و يقول الموضوع ما يخص هند .. خفت احسب فيك شي ..
شملان بخوف حاول مداراته : و ساري راح له ؟
وضوح : لا هذا هو معاي يبي يتطمن عليك ..
شملان على عجالة : عطينياه ..
*
*
*
إذا لم يقتنع خالد بكلامي و أراد أن يصنع فضيحة في منتصف الليل
و لكن إلى الآن الحظ بصفي .. و كم أتمنى أن لا يخذلني في النهاية ...
*
*
ساري باستهزاء : و هذي كل السالفة ؟!
شملان : واضح أن نسيبك يدور حجه عشان يتهرب من وعده .. و أنا أعتقد ما قصرت بس إذا وصلت لحد هني قوله بيتي يتعذره و ما يشوف شر هو و مرته ..
ساري بتفهم : أنت رايتك بيضة و ما قصرت بس ها النسيب صار علينا عقوبة .. بس ما عليه أنا أوريك فيه ..
شملان : يا بن الحلال فكنا من شره و قل له مرخوص ..
ساري : هذي النوعية من الناس ما ينفع فيهم الطيب .
شملان : تكفى ساري لا تزيد الطين بله .. و هند قريب تولد ما له داعي توترها .. خله يلحق مشتاه و يطلع من البيت و يفكنا من شره
*
*
*
يقضي المساجين نصف مدتهم فقط عندما يحسنوا التصرف أما أنا أطلق سراحي في أول محاولة لتمرد .. من كان يظن أن هذه الليلة الكئيبة كانت ستنتهي بإطلاق سراحي ..
*
*
طبعا لا يمكن له أن يلاحظ ..
أمامه أبكي و الدمع يلهب عيني و هو في قمة التفاني يلملم حاجياته
يريد أن يعود لهم و لم يلتفت و يرى كيف سيكون حالي ..
سأأسر من جديد في مملكة سأكون أنا في بلاطها مجرد تابعة .. سأكون جارية أخدم الكبير و الصغير في ذاك البيت الذي تأبى صاحبته أن تستقدم له من يمكن أن يساعدها في أعماله ..
ستتقيد حركتي و كل سلوكياتي في محيطٍ يحتله الذكور ..
*
*
خالد أخيرا ألتفت لهند : بسج بجي يا بنت الحلال ذبحتي نفسج .. واحد و طردنا من بيته .. شتبينا نسوي يعني ..
هند بصوت مبحوح : يعني أنطردنا منيه و الطريق ..
خالد بعتب : يعني تبيني أشوف و اسكت ؟!!
هند : و أنت و ش شفت ؟!!
خالد : يوووه عاد ما راح نخلص ..
هند : يا بن الحلال حنا قاعدين في أمان الله محد ضرنا بشي و فجأة تبينا نغير حياتنا كلها ..
خالد : أنا غيرت حياتي على شانج .. و نسيت أن اللي يطلع من بيته يقل مقداره ..
هند : بس ..
خالد يقاطعها : ما أبي أسمع إلا أنج معاي للآخر .. يله تعوذي من الشيطان و نامي و لأصبحنا بساعدج تلمين اغراضج ..
*
*
*
هناك أكثر من بضع حاجيات عليك لملمتها .. و منها على وجه الخصوص مشاعري اتجاهك .. فيك من الخصل السيئة الكثير و الكثير منها تطفوا على السطح من دون أي تمهيد .. و أنا دوما على أهبة الاستعداد معك لا أعرف أي طريق سوف تسلك و أي طريق سيسعنا أنا و أنت !

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات