رواية وشايات المؤرقين -1
روآية : وشايات المؤرقين ..
للكــآتبة ضحكتك في عيوني ..
[ 1 ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدت من جديد لمكاني الذي به أستريح .. نعم هنا حيث أشارككم حكاياتي أجد متنفسي و راحتي ...
و كلي رجاء أن تقرئوا هذه الرواية من دون الرجوع للمقارنة لما خط قلمي قبلها من روايات ..
فأنا اليوم أختلف عمن كنت با الأمس .. حتى ولو كان اختلافا لا يُلحظ لكن أنا أشعر به ...
أتمنى أن يكون الاختلاف للأفضل لكني لا أدعيه ...
و أخيرا أريد فقط أن أخبركم أنني أشعر بشعور لذيذ لا يوصف و أنا ابتدأ الحكاية التي ستروى مرة في كل
يوم خميس من كل أسبوع ... و السبب .. أنني لا أريد لكم و لا لي أن ننقطع عن القراءة و أن لا نحصر
وقتنا في رواية .. و للأمانة هناك متعة أجدها في القليل الكثير ..
أحترمكم و أحترم نفسي .. و لا يمكن لي أن أخلف و عدي إلا إذا خالفتني ظروف قاهرة ..
فا المستقبل و ما يحمل ليس بيدي ...
ملاحظة : أنا مشتركة بأسمي " ضحكتك في عيوني " في منتديين كا كاتبة و أنشر من خلالهما فقط ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" وشايات المؤرقين "
*
*
*
الجزء الأول :
*
*
*
طرفه ...
أدعوها "طرفه" لأغيض والدتها التي هي سجاني ...
أختي الكبرى فينوس تعاني من تنادر التضادات !!
والدتها التي نسخت جيناتها الوراثيه ورثتها القبح و أهدتها أسما يناقض تفاصيلها ..
فينوس آلهة الجمال عند الإغريق و طرفه في قاموسي !
أما أنا فقد بدأت حكايتي قبل إدراكي .. عندما كشفت زوجة أبي الثرية خيانة والدي الذي انتشلته من
الفقر ..فا والدتي ابنة العم التي عشقها و هو في ربوع الصبا و خطفته الثرية شابا يافعا يبحث عن فرصه ,
لكن عندما اشتد عوده و رسم الغنى ملامحه الجديدة حن لتلك الأنثى التي أسرت مشاعره , و كيف لا و
هي تعيش تحت سقف بيت أخته ! .. فا رؤيتها و استشعار وجودها كان سببا خفيا لأواصر الأخوة القوية
بين والدي و خالي أبن العم المحبوب و سببا متينا لإعالة كل من سكن ذالك المنزل المتهالك ..
و لرد الجميل ! .. ضُحي بأمي زوجة با السر لمرعوب ... و هكذا اتفقوا على مداراة السر الذي أنكشف
بولادتي على ارض جرداء !
*
*
*
ردينه : لسانج يبيله قص يا بنت فديه ..
ديمه بنبرة تحدي : فاديه .. أمي أسمها فاديه .. لهدرجة لاقيه صعوبة بتهجئة أسم المره اللي خطفتي بنتها رضيعه
ردينه المشتعله غضبا : خطفتج !! .. قصدج انقذتج و حطيتج في حضن أبوج بس طلعتي مو كفو ..
ديمه بضحكه متهكمه : قصدج حطيتيني في حضنه عشان تلغين السبب في رجوعه لحضن أمي .. يا مسكينه ما تدرين أن الخيال لا يمكن تختطفينه و هذا هو متحضنها بأحلامه ..
ردينه تبتر كلمات ديمه بإطباقها بشراسة على ذراعيها : ما تهمني أحلامه و لا خيالات أمج اللي يهمني أن ذاكرتج تكون قويه عشان ما تنسين أني المعيل الوحيد لج و لهم بس ما أقول إلا أنا الغلطانة اللي حفظتك و أتمنت خالج الحرامي على حلالي ..
ديمه تتقيح مر الحقيقة : إن كنا نبي نتذكر كل شي أجل لا تنسين أن أنتِ السبب في أمتهان أنسانية كل حي في بيت خالي .. أنتِ من قيديتهم بظروف صعبه و رميتي قدامهم فرص تقيدهم أكثر عشان ما يجي يوم و يتحررون منج . .تبين تعاقبين الكل بذنب أبوي .. بس ربي مو موفقج حتى في بيتج ..
خرس لسانها و تصاعد غضبها لتكوُنه صفعه استقرت بقوة على خدي ..
لكن لا تتخيلوا أبدا أنني حزنت أو حتى غضبت بل أطلقت قهقهاتي عاليا أعبر بها عن سعادتي ..
سعيده .. جدا .. بإستفزازها و سلب مبرارتها السخيفه ...
أخرستها با مفرداتي الحره و تركتها تشتعل غيضا لأسلب منها الراحة لهذا اليوم على الأقل ..
و هذا أقل ما يمكن لي أن افعله انتقاما لهم !
*
*
*
تمنيت اليوم فقط أن يتم تأجيل كل القضايا و أن نتآزر لمواجهة هذه المصيبة !!
لكن تتلاشى الأماني أمام ضعفي و قوتهن .. لذا هربت من جدالهن لأقصى مكان في هذا القصر لا يصل له
صوت بشري ... فا يبدو أن والدتي و ديمه يُجيّرون كل المصائب لترافع عن قضاياهن الشخصية !
نعم أنا فينوس كما سمتني أمي و طرفه كما لقبتني أختي الوحيدة ...
*
*
*
حتى عندما نركن راضيين بما هو عليه الحال .. يصبح رغما عنا من المحال ..
و بين انتحاب والدتي و نشيجا مر مصدره عمتي ضعنا نحن الثلاث فا يبدو أن كل من له قوه ظاهريه في
هذا المنزل أعلن استسلامه أمام حالة الخذلان التي ترافقنا دائما على أيديهم !!
*
*
*
أنفال تزجر هند : مو ناقصني إلا أنتي بعد مو كافي أمي و عمتي ..
هند التي تسارع بمسح دموعها و تطلق غضبها باعتلاء الصوت : عاجبج اللي صار .. أنفضحنا قدام الكل ..
أنفال التي توازيها غضبا تصرخ بها هي الأخرى : قصدج قدامهم .. أكيد بس هذا اللي هامج يعني مو هامج
مصير أبوج ..
و هدير لصوت مسوم بشؤم يخترق الباب الموصد و يصرح با المزيد من الخذلان ..
......... و مصير أختكم ........
لينشق آخر ستر ... و يتداعى كل شيء !
لتهرول هند نحو الباب لتفتحه على مصارعيه باحثه عن الغراب .. و عندما لم تجده أرسلت عينيها لي تطلب
المساعدة ..
حاولت أن أصل لها و أنا أعرف أن صدمتها توازي صدمتي لكن قدماي لم تسعفاني ..
و اكتفيت بمجاورة الجمادات و الصمت حدادا ..
بينما وثبت هي كا لبوه مغدوره !
*
*
تركتُ أنفال و أنا أختنق أبحث عن الهواء لأتنفس من جديد ... و عندما انتهيت من آخر زفير ...
بحثت عن أبن الخال القاسي الذي منذ أن حكم هذا المنزل التعيس و نحن في بؤس !!
ووجدته هناك بين أمي و عمتي يمارس طقوسه في زرع الخوف و حصده بمتعه ..
هو .. و .. هي ... ناتج كل المعادلات الصعبة ...
فا وعود أختي وصايف الكثيرة و المتكررة با الانتقام لنا جعلتني أتفحص أكثر المذنب لأجد أنه ظالم وجد له
مساعد ! .. نعم .. والديً و عمتي الضعيفة لا يقلون عن ردينه ظلما .. هم من امتهنوا كرامتهم و سلبوا
بإدارة و إرادة وجة خالي الدميمة منا المستقبل ..
و ها نحن نُقبِل على ظلمة أبدية . .سوادها بلون هذا الغراب القبيح ...
*
*
وجدتها في ثواني أمامي تُلقي على مسامعي لعناتها و تصفني با الغراب الذي يتواجد فقط في الخرابات و
حول الرفاة !
*
*
أم ساري بصوت متعب : بس يا هند عيب عليج ..
شملان بأبتسامه متهكمه : خليها يا عمتي أطلع حرتها فيني خاصه أنها خايفه عرسها ما يتم بعد ها الفضيحه ...
*
*
أرتجفت مفاصلي و لُجِمت كلاماتي لكن عمتي الظالمة و المظلومة هبت بمحاولة ضعيفة لمؤازرتي و النتيجة
بضع كلمات رتيبة ..
العمه أم ديمه : يا شملان صحيح أن البيت بيتك و حنا ضيوفك بس مهما يكون ما يحق لك ترفع الكلفة بينك و بين بنات عمتك و تضايقهم في الكلام ..
شملان بابتسامه متلاعبة : هو فعلا بيتي بس ما أنتم ضيوف فيه .. هو بيتكم بعد .
هند تقاطعه : بيتنا با الإيجار يا ولد خالي و مثل ما أنت عارف المؤجره على الأكيد غضبانه على الكل و مو بعيدة بيلحقنا اللي لحق أبوي و اختي.. فا شنو خططك للمستقبل لأننا ما نقدر ندفع لك الإيجار لا لها الشهر و لا لباقي السنة ..
شملان أطلق ضحكه تردد صداها في زوايا منزلهم المتهالك ..... ليقطع بكلماته فجأة الصدى ...
.. الخطة أنتم اللي تحطونها لأن الدين بيزيد و إلا ما تبون محامي يدافع عن أبوكم و أختكم ؟!!
.................................................. .......... .
بمسح سريع للوضع ... و نظرة عابرة لكل تلك الوجوه .. أعترف أنا بذرة كل المصائب !
فأنا من رضيت بقيود ردينه و استسلمت منذ زمن بعيد حتى عندما رأيت أبنائي الذين من صلبي يتمادون
بعدائي .. رضخت و تركت نفسي أسيرا بين أيديهم ..
لكن آن لي أن أتحرر و لو خِلسة .. من أجلهم !
*
*
*
أبو عذبي يضع كفه على كتف أبنه البكر : اسمعني يا عذبي دقيقة ..
عذبي يلتفت لوالده و بين فكيه يموج الغضب : شتبيني أسمع .. أعتقد أنا و أنت سمعنا اللي يكفينا ..
أبو عذبي : يا ولدي مهما يكون هذي زوجتك .. أم عيالك و بنت عمتك ..
عذبي يقطع حديث والده : و كل هذا ما شفع لي عندها .. تخيل !! ...
أبو عذبي بنبرة رجاء : طلبتك و أنا أبوك سامح ..
عذبي و على ملامحه بانت ملامح الخيبة : كنت أعتقد أن ها المره بتوقف معاي .. بتحس فيني ..
و بتبديني عليهم و لو مره ...
ما أن نطق آخر حروفه حتى سارع با الابتعاد عني بينما روحي تركتني في مكاني و تبعته ...
و لم أستعدها إلا عندما وصل لسمعي صوت الآخر ...
أصيل يؤشر بعينيه لسيارة التي توجه لها عذبي : بتروح معانا و إلا بتروح لهم ؟
أبو عذبي بنبرة مستسلمة : معاكم و أنا أبوك ...
*
*
*
معنا عاد بجسده و كله رابط هناك ... و كنت أنا و هو متشابهين في اتشاح بسواد ...
لذا في الليلة السابقة عندما توقف بنا أصيل أمام المنزل لم استطع الترجل و طلبت منه أن يتركني أنا و
أبي للحظات ... حاولت أن أنطق و لو بكلمة تخفف عنه كل هذا الألم الذي أستوطن ملامحه لكني لم
استطع فقط تجمعت في رئتي كل صرخات القهر ... مقهور إلى حد سفك الدماء ...
*
*
و صلني ما أراد أن يقول و منعه القهر من نطقه .. لذا كل ما استطعت قوله مؤازرا..
تمالك نفسك من أجلهم ..
و أي نصيحة ثقيلة عليه و علي أن أتبع ؟!!
*
*
تركني و هرب كا عادته على الدوام ...
و كل ما ترك خلفه ... " تمالك نفسك من أجلهم " !!
و وسط التشتت و غياب العقل و طغيان المشاعر رددت نصيحته حتى حفظتها ...
نعم .. يجب أن أتمالك نفسي من أجلهم .. قبل أن أدخل المنزل و أجد أطفالي أمامي متسائلين أين
والدتهم ... و لكن كل ما طال بي الليل ... ضعفت قدرتي على استجماع قوتي .. أنهرت منتحبا تحت جنح
الليل و بين أحضان سيارتي الباردة ... و لم ينقذني من رثاء نفسي إلا صوت المؤذن داعيا لصلاة ...
*
*
*
مرت ساعات الفجر بطيئة و العصافير قررت اليوم أن تكون كسولة ..
بينما أنا هنا أشعر با الوحدة على الرغم من احتضاني لهم ...
ما سيكون عليه مصيرهم .. و مصيره ؟
هذا كل ما كنت أتساءل عنه منذ الأمس و فشلت بإيجاد أي إجابة له حتى الآن ...
*
*
الحل .. سأبسط لهم أجوبة أسألتهم المصيرية التي سينهالون بها علي بأصواتهم الطفوليه
سأكون صادقا معهم بقدر براعتي سابقا بخلق الأعذار لتلك .. و سألون الصورة الرمادية بقدر الإمكان
لعلي أترك لهم ذكرى سليمة ! ...
هذا كان آخر ما كنت أفكر به قبل أن أدخل شقتي الفخمة في قصر والدتي ...
لكن تفاجأت .
. فا لم أجد أي منهم باستقبالي !
... استغرابي مبرر .. فا هم شمسي التي تشرق قبل الفجر ...
و عصافيري التي تسبق الكل بأدعية الصبح ...
غمرني بلحظة شعور الخوف .. و رددت مستنطقا الفراغ .. أين هم ؟
ليقودني إحساسي لها ... هناك حيث يتجه الطاهرون فقط ...
ليصدق حدسي هذه المره بينما خاب دهرا ...
أطفالي نيام بأحضان تلك الطفلة التي لا تكبر .. أختي الطاهرة التي ما إن رصدت طيفي حتى طارت كا
الفراشة لأحضاني ..
*
*
عذبي يهدهدها بأحضانه : بس يا فينوس لا تبجين و تقومين عيالي و يسوون لي مناحه ...
فينوس تبتعد عن أحضانه متسائلة برجاء : ليش ما جبتها معاك ..
عذبي بنبرة عتب مملوءة ألم : و انتي بعد بتصفين معاها ؟!!
فينوس تلتفت لأبناء أخيها النائمون : أنا بصفهم ...
عذبي : و تبيني أغمض عيوني و اجذب نفسي و أنكر اللي عرفته عن دورها في مؤامرة الاختلاس و أمنها
مره ثانيه على نفسي و عيالي و بيتي ؟!!
فينوس تنطلق بدفاع صادق : صدقني يا عذبي وصايف ما تسويها تلقى أبوها قص عليها و آخر شي حط السالفة براسها ..
عذبي يبتسم بسخريه : أنت تكلمين عن وصايف اللي أعرفها و إلا وصايف بنت عمتج وصديقة طفولتج ؟
فينوس تبتلع دفاعها و هي تعرف أن عذبي محق : يعني تحسب انه ما راح يطلعها ؟
عذبي : أبوي ها المره بيوقف في صفي و هذا اللي فهمته منه ..
فينوس تجتر كلماتها : أنا ما أقصد أبوي ..
عذبي كأنه تلقى ضربة على رأسه بمطرقة : شملان ...
*
*
*
لا أعرف كيف تجاهلت شبح أبن عمي شملان كل هذه المدة .. كيف تركت السنين تركني لخانة الأمان !!
با الطبع شملان .. و من غيره ؟ .. هو الضلع الثالث في كل المجازر ...
*
*
*
في نهايات الغضب و على بدايات الخجل أقبع هنا متسائلة .. ماذا حدث ؟!!
كيف مهدت الطريق أمام فنائي بينما كنت أحارب من أجل بقائي !
و كل ما انتهيت له ..
أن هذه المرة أنا من ظلمت نفسي أكثر من كل المرات التي ظلموني بها !
أنا من تركت حريتي عارية على حافة النهاية و أنا من دفعتها عنه للهاوية ...
و الآن كل ما أستطيع فعله هو البحث عن من يلتقط ما أبث من صرخات الاستغاثة ....
و لها اهتديت ... هي ...
تلك المحطمة التي تتوارى كا الشبح في زوايا العتمة و تختفي تحت الضوء ..
ابنة عمي و زوجة أخي المهجورة .. و من كانت صديقة الطفولة !
*
*
*
وضوح بهدوء : أنتِ تحالفتي مع الشيطان و تخليتي عنا و جايه اللحين تطلبين أساعدج ؟!!
وصايف : الشيطان اللي تحالفت معاه أخوج اللي لو تطلبينه عيونه عطاج ..
وضوح : صحيح .. بس عيونه .. أما روحه في إشارة منج يتنازل عنها في لحظة ..
وصايف بغضب : وضوح أنا مو جايه هنيه أفتح الملفات القديمة .. أنا طلبي واضح ..
وضوح : و طلبج ما اقدر أنفذه لأن ساري علاقته فيني مثل علاقته فيكم يا خواته ..
وصايف : عارفه طبيعة علاقتكم و عارفه أنه ما عاد يمر البيت .. بس أنا متأكدة لو توقفين بصفي
بيوقف هو بعد بصفي ..
وضوح : هو بيوقف معاج بكل الأحوال .. و حتى لو نسيتي أنه أخوج هو لا يمكن ينسى أنج أخته ..
وصايف بنبرة قاطعة : وضوح انتي عارفه بشنو أبيه يوقف معاي .
وضوح بمعرفة مسبقة بكل ما يدور في عقل وصايف من خيالات تجذرت من أماني : لا يمكن يكلم عذبي و عيالج أنسيهم و القضيه شملان بخبثه بيطلعج و أبوج منها بسهولة بس عاد تحملي الثمن اللي بتدفعينه له ..
وصايف بانكسار يجبره رجاء : وضوح أعترف .. أنا غبيه اللي جاريت أبوي و نفذت كل خطط شملان كان مفروض أعرف أن هدفه أكبر و ابعد و أنه يبي يهدم حياتي مع عذبي في المقام الأول ..
وضوح بغضب : يا سلام اللحين بتبرئين نفسج و تحطين كل شي براس شملان ؟!! .. أنتِ معقول ما فكرتي أنج راح تنكشفين في يوم .. معقول حسبالج في هذاك البيت الكل عميان ؟!! .. نسيتي أصيل ؟!!
*
*
أكتفت وصايف بغمر رأسها الذي يموج مع أعاصير أفكارها المشوشه بين يديها المرتجفتين ..
أعتقد أنها لتو أدركت عمق الهوة التي كانت تعتقد بسهولة الخروج منها ...
و أصيل هو الهاوية التي تبتلع كل من يهدد راحة و استقرار تلك الغولة .
لكن ...
عندما تكون المحن هي من تعزز قوة السدود
فلابد من التيار الهدوء حتى استعادة مجمل القوى .
*
*
*
نهاية الجزء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
*
*
الجزء الثاني :
*
*
*
الرمال أول من يخون عندما تهب الرياح
لتتخلى عن أثارنا لجيوش الانتقام ...
*
*
هنا على جدار الكره رفض جنين الحقد أن يُجهض ...
تعلق بي حتى أصبح عضوي النابض الحي و الأساسي
حملته سنينا في ظل الخوف ... حيث كنت دوما مطارد بين جنبات هذا القصر ...
أرى انعكاس صورتي في كل المرايا المحدبة حيث وجهي يكبر و يصبح أوضح كلما اقتربت متفحصا تجاعيد
الحزن و نظرات الحقد و ابتسامة الوعيد التي لا تفارق محياي ...
مشوه بكل الآفات .. و هي سبب كل هذا التشوه ....
*
*
*
ذهبت له و عقلي متردد بين فكرتين .. أحداها تحث خطاي و الأخرى تقيدها ..
لا أعرف ما علي أن أنطق به في أول مواجهة لي معه بعد سنوات من الجفاء .. أعلي أن أكون مهادنة و
مستسلمة كما أعرف أن أكون أو أن أخالف طبيعتي و أهاجمه با قسوة ؟! ..
و بين رغبتي و خوفي و ما علي أن أفعل من أجل صغار أخي اخترت أن لا أعيد التفكير و أنطلق بما يعذبني
دون تمهل ...
*
*
*
فينوس بنبرة حزن : ليش صعب تحب أحد ؟ ..
أصيل با النصف ابتسامة : و ليش أنتي تحبين الكل ..
فينوس و دمعه خانتها لتسقط على شفتيها المرتجفتين : لأن في كل شخص شي ينحب مهما كان قبيح ..
أصيل و بعينيه الحادتين يطيل النظر لوجهها : بس ها الشي بياخذ وقت و جهد و نوايا طاهرة ..
فينوس بنبرة عتب : يعني أول مرة ترد لي الصوت من سنين و مع هذا اخترت تستهزئ فيني و تحور كلامي
و تصبه في مجرى الألم ؟!!
أصيل يعيد ظهره لكرسيه الوثير في علامة لبحثه عن الراحة : شنو تبين با الضبط يا فينوس و لو سمحتي اختصري لأني راد من الشغل تعبان و أبي أرتاح ..
فينوس بنبرة رجاء : طلّع وصايف من القضية ..
أصيل يزفر بضيق : اللي يسمعج يقول أنا متبلي عليها ..
فينوس تقاطعه : أدري أنك ما تبليت عليها و أعرف أنها مذنبة لكن أعرف أن من كلمة منك أمي بتنازل ..
تكفى أصيل عشان عيال أخونا و عشان عمتنا الطيبة ..
أصيل : و الله ما في طيب غيرج يا فينوس .. عادي عندج ينوكل حقج و تصيرين مظلومة أهم شي ما تصيرين في نظرهم قبيحة ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك