رواية وشايات المؤرقين -18

رواية وشايات المؤرقين - غرام

رواية وشايات المؤرقين -18

أعقبت جوابه بأسئلة متلاحقه كل منها يرمي لجمع أكبر قدر من المعلومات عن تلك الوداد .. و ما خلصت إليه أنه بعد وفاة والدها اختفت بأخيها و لسنين غابت و لم تعد إلا قبل شهرين .. و لا أحد يعرف أين كانت ! ...
.................................................. .......... .........
*
*
*
الصامت بتجهم بجانبي انفرجت أساريره منذ أن ركبت وداد السياره
و لم تتوقف عيناها عن مراقبتها من خلال المرآة العاكسة .. يبستم لها حينا و حينا آخر يغدق عليها بكل ما يحفظ من معلومات تخص البيئة !
*
*
وداد الضجره من حديثه : علي أنت كنت تحلم تكون مذيع لنشرة الجوية ..
علي : لا أنا طموحي كان أكبر ..
وداد بفضول لمعرفة كل تفاصيله : و شنو كان طموحك ..
علي يصمت ليسرح ليجاوبها شملان : علي كان له با الهندسة كلها .. من هندسة الكلمة لين هندسة الجينات .. كان شاطر جدا في المدرسة و تخرج بمجموع عالي و دخل الكليه للي بيها و تخرج منها بعد ..
علي يبتسم ليلقي نظرة سريعه على أخيه : تذكر لما قلت لك أسمع .. الناس حولنا يوشوشون هذا المجنون صار معاه شهادة بعد !
وداد تفاجأهم و تطلق ضحكه تحاول بها تشتيت التوتر الذي بان على وجه شملان الذي لمحة جانبه : يعني اللحين أنا زوجة المهندس
علي يعقب ضاحكا : المفلس ..
شملان : علي أنا تعبت من الفراره بردك البيت .. شقلت ؟
علي يغمز لوداد من خلال المرآة العاكسه : مدام معاي وداد ودني أي مكان و أنا راضي و ممنون ..
*
*
ها هو علي بشخصيته التي أعرف .. مغازلا بمفرداته المنمقه .. و المضحك أنه و لسنوات لم يطبق أي من الذي يمرره لي في عينيه
و مفرداته المعسولة .. حتى بدا لي أن علي يكرر مفردات سمعها يوما من لسان أحد المغازلين المحترفين لأحد الحسنوات !
*
*
علي بعدما وصلوا للمنزل و دخل زنزانته : يعني ردينا على طير يا اللي ..
وداد من وراء الباب : علي أنا موجوده معاك بينا باب أو بس الهوى
..شنو اللي يفرق ؟
علي : محتاج لدفى أنسان .. معقول أنا و أنتِ سنين مع بعض و لا مره حطيت راسي في حضنج ..
وداد : ثواني يا علي و بتبعدني عنك .. يمكن لو ألمس اللحين أيدك تنفضني لين أطير فوق السطح ..
علي يطلق ضحكه عميقه منكسره تخص صوته : ذكرتيني با السطوح .. مشتاق أنام فيها و أشوف النجوم فوقي .. لما كنت صغير أنا و وضوح كنا نركب لسطح و هي تمثل أنها أمي و تحط راسي في حضنها و تغني لي لين أنام و لما كبرت كانت تقول لي راسك صار ثقيل و ما ينفع لك هوى السطوح .. قفلوه عني يا وداد .. أنا المجنون .. و من السطوح لين ها الغرفه .. و يا خوفي باجر يحطوني بسرداب و ما عاد اسمع صوتج ..
*
*
*
و غاب .. غاب بعد أن لان قلبي و كدت أتجه للقفل حتى أفتحه و أتلقف رأسه بين أحضاني و أعده با الأمان ...
الأمان .. الذي يمكن أن يخلق من ضعيفين يحتاج كلاهما للآخر
.................................................. .......... .....................
*
*
*
أخلق ما قد يلهيني لأطرد كل ما يعتريني من مخاوف ..
لا أريد أن تنبت في رأسي نخله لتثمر بما لست مستعده لقطفه ..
لكن تجهمه و إنطوائه ينذر بشر !
*
*
هند مقتربه و تردد بهمس : خالد .. خالد ..
خالد المغمض عينيه : خير ..
هند : الخير بوجهك .. ما أنت قايم ؟
خالد يفتح عينيه ببطء : قصدج ما أنت ذالف ؟
هند بردة فعل تلقائية : لا حشى .. مو هذا اللي قصدته .. بس مو عادتك تغيب عن الشغل و تنام لنص النهار .. فيك شي ؟
خالد ينهض ليعتدل جالسا على سريره : طلعي لي ملابسي بتسبح ..
هند : زين ما رديت علي .. شفيك .. حاس بتعب و إلا مكدر خاطرك شي ..
خالد ينهرها : أنا أكره ما علي المره الفضوليه اللي تقعد فوق راس زوجها لين يعطيها كل علومه ..
هند بدهشة : اللحين لما الوحده تسأل زوجها شنو اللي مضايقك تصير فضولية ؟!! .. يعني انا لصرت متضايقه ما راح تجي و تسأل علي .. تبين لي انك مهتم و ضايق من ضيقي ؟!!
خالد يتمتم بعبارات الذكر ليستعيد هدوءه : يا بنت الحلال لو أبي أقول لج ما يحتاج تجين تسأليني .. و بعدين ما في إلا العافيه .. أرتحتي اللحين ..
هند تجلس على طرف السرير : يعني تبي تفهمني أن لما تضايق من شي و إلا تحتار بمسألة ما تفكر بشخص معين تروح له و تشكي له
خالد : الشكوى لغير الله مذله ..
هند : و نعم با الله .. بس معقول ما في أحد قريب منك تحب تقول له اللي في خاطرك و اللي مزعجك ..
خالد يصمت لدقيقه ليتأملها ثم بصوت أقرب للهمس : و هذي هي .. لما أبي أعرف منو مني قريب أطالع فيه بس و يفهمني و ما يحتاج أنطق و أفسر ..
هند فهمت أنه يريد أن يخبرها كم هي بعيده و هي ستحاول أن تخبره با العكس : في ها النقطه معاك أختلف ..
خالد يبتسم بعد طول تجهم : شلون يا ست الحسن ..
هند لا إراديا غمرها شعور الخجل : أقولك بس قوم با الأول تريق معاي ترى ما اكلت شي أنتظر حضرتكم ..
خالد يتعكر مزاجه مجددا : هند لله يهداج .. تراج تحملين روح بتصومينه يعني ؟!!
*
*
*
طبعا لم أفرض على جنيني الصيام بل أطعمته مع زغزغة العصافير الجائعه هذا الصباح ... لكن أنا بت أعرف ما يجعله حولي متأهبا ليغدق علي باهتمامه .. خالد يترقب ولادة هذا الطفل على أحر من جمر .. يريد أن يراقب نموه و يحرص على توفير ما يسعدني ليسعده هو !
*
*
خالد بعد أن أنتهت هند من تناول طعامها : ما أكلتي شي ؟
هند تبتسم : إذا كثرت اللحين ما راح أقدر أتغدى ...
خالد يتناول الجريده من أمامه ويهم با القراءه ليتوقف لدقيقه ..
هند : شفيك أطالعني جذيه ؟!!
خالد : بشنو تختلفين معاي ؟
هند : أنت تعتقد اني بعيده عنك بس أنا أعتقد أني قريبه .. مدامني لاحظت أنك متضايق فمعناها أنا أحس فيك حتى لو ما تنبأت بشنو مضايقك و طبعا التنبأ حرام و مستحيل ..
خالد : التوقع او خليني نقول الاستنتاج مو حرام .. و انتِ ما تحسين فيني أنتِ بس تعرفين سلوكي و نمط عيشتش و روتينيو لما كسرت دائرتي لاحظتي ..
هند لم تستطع أخفاء الحزن في صوتها : زين مو الاستنتاج يحتاج معادلة .. و انت في أبتعادك حارمني من تفاصيلك .. يعني شلون تبيني أستنتج و انت ما تكلمني بشي يخصك ..
خالد بدهشخ غمر نبرته : أنا اللي مبتعد .. مو أنتِ اللي ماده البوز أربع و عشرين ساعه و لجيت لمكان قمتي منه .. أنتِ يله تقابليني على الوجبة اللي طبعا تعذرين فيها عشان ما تكلمين و لا تسمعين ..
هند مهاجمه : لكل فعل ردة فعل .. و البادي أظلم ..
*
*
*
أنسحبت بعدما فرضت الأنتصار على الرغم من أننا لم نبتدأ من الأساس ... كيف لي أن أتخاطب معها و هي تريد فقط أن تلبس ثوب الضحيه لتذكريني بخطأي الذي لا يغتفر ... يكفي أني هنا بأختيارها هي و ليس أنا ..
يكفي ان هذا المنزل الذي يخنقني هو سبب ما حصل با الأمس ..
*
*
*
................ من ذاكرة خالد ..................
*
*
خالد : يمه مو كنتِ موافقه ..شنو غير رايج ؟
أم خالد : لا ما كنت موافقه .. قلت خلني أفكر ..
خالد : الله يطول لي في عمرج ما في شي مهم يحتاج كل ها التفكير
سند الذي كان منزوي بصمت أنفجر : يعني حنا مو مهمين و انت المهم .. انت ولدها و حنا ما جينا من بطنها ؟!!
خالد : لا حول و لا قوة إلا با الله .. انت اللحين من كلمك ..
أم خالد تنهر أبنيها : عيب عليكم تناحرون قدامي ..
سند : ما تشوفينه يمه يقول ما في أحد دونه مهم !!
أم خالد : كلكم عيالي و كلكم مهمين عندي ..
خالد بمهاوده : زين أنا عندي حل .. خليج أسبوع عندي و اسبوع عندهم ..
أم خالد تنظر لخالد بعمق لتمد كفها لكفه : أنا يمك عجوز مالي غير مكاني .. و هذا أنت كل يوم عندي و شبي بعد ..
خالد يغمز لها بتحبب : أنا أعرض عليج التقاعد .. تقعدين في وسط البيت تامرين و تنهين و باجر أن شاء الله بيشرف حفيدتج و ما في أحد غيرج بيسنعه .. أنا ما أبيه يصير مثل عيال ها الوقت .. أبي تربيتج ...
أم خالد تبتسم سارحه في الخيالات حتى دمعت عيناها : متى يا خالد متى أشوفه بين ايديني .. الله يجيبه متعافي و تقوم أميمته با السلامة
سند يسارع با الاقتراب ليرمي رأسه في أحضان والدته : أفا يمه أشوف ولد خويلد أخذ الغلا و هو توه ما شرف ..
خالد قبل أن تجاوب أمه : إذا تغليني يمه تجين معاي على الأقل ها الأسبوع ..
أم خالد : أفا يا خالد و الغلا يا أمك ينقاس ..
خالد : يمه طلبتج تعالي معاي لبيتي ..
أم خالد : هذا بيتك يا امك أما هذاك بيتها هي ..
خالد الذي صعق بجواب أمه : يمه أنتِ اللي حنيتي علي أأجر لها في المكان اللي هي طلبته .. و اللحين تعايريني ؟!!
أم خالد : انا حنيت عليك لما شفتك متشفق عليها و على ضناك .. أنا ما ابي أحرمك منهم و أنت يا ضناي لا تحرمني من عيالي و بيتي .
*
*
*
و أنا ..
أبزواجي انتهى دوري كأبن .. ألا أستحق وجود أمي في حياتي أم علي أن أفاضل بين امرأتين لا تجوز المقارنه بينهما !!
و كلما مر الوقت علي هنا أستشعرت الظلم .. و بدأت أشكك بأرباحي و هل تستحق ... أنا لست مرتاح أو سعيد .. بل مشتت و حزين .. و عقابي كان اشد من ذنبي .. نعم ضربتها و انتهى الوجع بأيام معدودة بينما جررت لهنا بابتزاز ليطول عقابي في مده مفتوحة
لا يمكن لي أن أعد أيامها متأملا في قرب لحظة الإفراج ..
.................................................. .......... ...............
*
*
*
منذ أن جرني ساري للمنزل في محاولة إدعاء بحق ليس له و أنا غاضبه .. فا من أين له الجرأة في إدعاء دور الأخ المهتم ؟!!
و من المضحك أني بمواجهته لم أجد إلا شخصا متنمر يريد فقط أن يقوم بدور أعجبه و علينا كلنا أن نسايره ..
*
*
أم ساري : و قص اللسان .. قصري حسج و إلا قصرته لج ..
وصايف : كل هذا دفاع عن ولدج ..
أم ساري : أنتِ اللحين جايتنا مثل عجة أبليس تصارخين و تهددين و بعد لا تردون علي ...
وصايف تحاول أن تنظم عملية تنفسها لتسترخي : يمه أسمعني .. اللحين يرضيج مره طول بعرض أم عيال ينوخذ منها تلفونها بدون حتى ما تنعطى سبب ..
أم ساري : يمه يا جورج يا وصايف .. اللحين ساري ماخذ تلفونج من غير سبب .. ما اخذه إلا من سين فعولج ..
وصايف تتقافز الدموع في مقلتيها : ليش شايفين علي شي .. مكلمه فلان و مغازله علان ..
أم ساري : إلا مكلمه طليقج و هو ما يحل لج ..
وصايف : اللحين المسج صار كلام .. و بعدين كا اللي كتبته له جيب عيالي يزوروني يومين ..
أم ساري : أي و يجي عذبي في عيالج ويقول لساري جبتهم على حسب طلب أمهم بس يا ليت التواصل ثاني مره يكون بيني و بينك و رقمي ينمسح من تلفون أم عبد الله ..
وصايف بهتت : هو قال جذيه .. الحقير ...
ام ساري : و ساري يا بعد قلبي جاني ضايق يقول خلتني بنتج بنص هدومي .. فشلتيه و بعد ما تبينه ياخذ تلفونج ..
وصايف تجهش با البكاء : الله ياخذني و ترتاحون ..
أنفال التي كانت إلى الآن فقط مستمعه : وصايف تعوذي من الشيطان و لا تدعين على نفسج .. إلا ربي يخليج لعيالج و لنا .. و عذبي الحقير ما سوى ها الشي إلا من حر ما يونس .. خليه يولي و لا تشغلين بالج ..
*
*
*
لا يوجد في هاتف وصايف ما يدعوا للخجل .. حتى الرساله القصيره اللي أرسلتها لعذبي كانت جدا مختصر و لها هدف واضح
لو أنني غير موجود و أبي الحاضر الغائب غير مستعد لتواصل مع عذبي .. من كان سوف يتواصل معه أفضل من فينوس بما يخص أبنائها .. لا .. لا من المعيب لها أن تتواصل مع غريب .. نعم هو غريب حتى لو كان اب أبنائها و ابن الخال .. الخال .. نعم .. هو من يجب أن يكون همزة الوصل بينها و بين عذبي بما يخص اطفالها ..
أطفالها ...
لكنها تخلت عنهم له .. و لما الآن تريد أن تستعديهم تدريجيا لعالمها
أم تريد من غير وعي أن تستعيده هو !
لا .. وصايف أقوى .. لا يمكن لي أن أتخيل أنها خرجت من زواجها بأبشع طريقه حتى تعود له في تذلل .. و لو كانت تريد العوده فقد طلبها و هي من رفضت .. إذا ما قام به عذبي فقط انتقام مني و منها با الأخص .. هذه عادته عندما لا يستطيع امتلاك اللعبه يحطمها حتى لا يصل إليها أحدا من بعده ...
*
*
*
ساري يمد الهاتف النقال لوصايف : أخذيه و أنا آسف . .لحظة غضب و أنتش مالج دخل ..
وصايف تناولت هاتفها : و انا آسفه حطيتك بموقف محرج .. بس ما توقعت بيصير جذيه .. من تطلقنا اصلا و هو لبغى شي يخص عياله دز لي رساله .. يعني مو بس انا .. للأسف مسحتهم كلهم و إلا جان خليتك تحطهم في عينه عشان يتسحي على وجه الحقير ..
ساري : حصل خير .. و أنتِ إذا تبين شي أفضل تقولين لي وأنا اكلم خالي .. لأن عذبي صاير ما ينطاق و صعب معاه التفاهم ..
وصايف : ما أبي شي .. و عياله هو ادرى بمصلحتهم .. بس اكد على خالي انهم على الاقل يزوروني كل أسبوع ..
ساري : خلاص صار ...
وصايف بعد أن طال صمت ساري من دون أن يتحرك من مكانه : في شي ثاني بخاطرك تقوله .. قوله ترى عادي ما أظن با أنصدم من شي بعد اللي صار اليوم ..
ساري : أنا ملاحظ أنج صايره مثل وضوح ..
وصايف بإستغراب : مثل وضوح ؟!! ..
ساري : أي .. تعرفين شنو اللي يشوه نفسيتج و ترفضين العلاج متعمده ..
وصايف : و شنو اللي يشوه نفسيتي ؟
ساري : أنتِ طول عمرج نشيطه و مشغوله .. ردي أشتغلي و أستعيدي ثقتج بنفسج .. أصلا أنتِ ما تصيرين أجمل إلا لما تد\خلين دائرة التنافس ..
وصايف تبتسم بمتعه تتخيلها : فعلا أنا مشتاقه لجو العمل و التنافس .. فعلا احس أني ميته بين اربع جدران بدون هدف بس مقابله أمي تهاوشني و ازعل ..
ساري يطلق ضحكه عميقه : أنتش و أمي عاد لجتمعتوا تسون حفله ... ها شقلتي .
وصايف : بشنو ؟
ساري : أكلم لج خالي يردج الشغل ؟
وصايف مصدومة : أنت من صجك ؟ .. شلون .. خالي ما يسوي شي إلا بموافقة ردينه و عاد ردينه اللحين تكرهني كره العمى .. خاصه أني بقيت أبوقها ..
ساري : و أنا وياج نعرف شلون تفكر ردينه ...
وصايف التي ألتقطت الفكره : خل أعدائك الأقرب .. بس بعد يمكن ما توافق وأكون فشلت نفسي ..
ساري : بكلم خالي يجي الأقتراح منه و ما راح يبين أنه منج .. و إذا رفضت بتكون رفضت أقتراح ابو عيالها مو أنتِ ..
وصايف بخبث سبح في عينيها : يا أن عذبي بيموت من القهر إذا رديت توظفت با المؤسسه ..
ساري : إذا نجحنا و رديتي أبي تردين بروح جديده و طموحه و ما أطالعين ورى .. و بعدين اختياري للمؤسسة جدة عيالج جاي من حرص عليج في بيئة العمل .. انا أعرف أنج بتكونين مرتاحه هناك فلا تصعبين الأمور على نفسج ..
وصايف تطمأنه : خلاص لا تشغل بالك أنت بس كلم خالي و إن شاء الله يقدر يساعدني ..
.................................................. .......... .........
*
*
*
تعتصم في غرفتها الذي دوما اتخذتها ملجأ لها منا !
على أن أمي دوما كان تردد أن غرفتها متسع لنا من شرورها !
و لم أفهم يوما أي شرور يمكن لأختي الصغيرة أن تحمل فا عينيها البريئتين لا تنطق إلا با الحزن ..
الحزن الذي حاولت عنها تخفيفه و منعتني حتى من الاقتراب منها لتجفيف الدمع ..
و ها أنا أعاود محاولاتي كل ساعة لتصدني بكلماتها الجارحة ... كأنها لم تكن معي هناك عندما تلقيت بألم نفس الكلمات ..
لِما تعيدها علي ؟ .. أهي فعلا شريرة أم أنها فقط تحاول أن تحاكي ما يعرض أمامها ..
*
*
أم عذبي تنقل نظرتها المتفحصة بين وجه فينوس و بما تحمل بين يديها : ما أنتِ متغديه معانا ؟
فينوس تنظر لصينية الطعام التي تحملها لتعود بنظرها لوالدتها : لا ها الغدى مو لي .. لديمة .. بس عيت ما تبي تغدا ..
أم عذبي تأخذ الصينيه من فينوس : هاتي الصينيه و أنا بقنعها ...
فينوس مندهشة : انتِ ؟!!
أم عذبي : أي أنا .. و من غير مطرود روحي أشرفي على تحضير السفره على ما اجي ..
فينوس تريد الأعتراض : يمه ..
أم عذبي تقاطعها : من غير و لا كلمه .. مو تبين أختج تاكل و ترد طبيعيه أنا أعرف شلون أقنعها .. يله روحي ..
*
*
*
لم اعد قادرة على إنتاج الدمع فا بؤبؤ عيني تصلب و الجفاف له تسلل و جفناي أصبحا بثقل جبل .. لكن ما هو العمل بهذ الحزن و القهر .. أين له من متنفس غير الدمع الذي مني مل و هرب ؟
لم أكاد أن أطبق عيناي استسلاما لنوم حتى عادت لتطرقه ..
جدا مزعجه .. ألا تفهم .. لا أريد أن أتحدث لأي أحد .. أريد فقط أن أنسى هنا حتى أموت من الجوع و يأكلني الدود ..
*
*
أم عذبي : هذي أنا مو فينوس .. يله أفتحي ..
ديمة بفزع : ردينه ؟!! . .شتبين .. ما راح افتح لج أنتِ بذات ..
أم عذبي : عاد أنا بذات اللي بردج لأمج ..
ديمه تقفز من فراشها لفتح الباب : شلون ؟
أم عذبي تتجازوها لتدخل : سكرلاي الباب وراج و قربي ..
ديمه تغلق الباب و تقترب بتوجس : يله تكلمي .. شعندج ..
أم عذبي تتلاعب بديمه : أمج نفسها عزيزه و لما من سنين أقترحت على ابوج يجيبها تعيش في الملحق أرفضت و قالت مالي إلا بيت أخوي و بنتكم عندكم .. لأنها ما تقدر تاخذج و تفرض وجودج في بيت أخوها و عندهم بعد ولد تخاف تضيق عليه بوجودج ..
ديمه مقاطعه : و بعد ها الديباجه شنو ؟
أم عذبي تبتسم بإمتعاظ : بعدها يا قلبي مالج إلا تزوجين و يصير لج بيت و تاخذين أمج معاج .. و تفكينها من منة الناس ..
ديمة ارتدت للوراء متفاجأه من الإقتراح : و من قال لج أمي بتروح معاي ذا تزوجت .. أكيد بعد بتقول ما أبي أضيق على ولد الناس في بيته ...
أم عذبي : إذا تزوجتي واحد عنده بيت ثاني و انتِ شارطه عليه بيت بأسمج و مستقل تقدرين وقتها تقنعين أمج .. خاصه لما تقولين لها أخاف أقعد بروحي .و بتجيبين لها أحفاد و وقتها لا يمكن تهدج ..
ديمه باسى : يعني بتحب أحفادها أكثر من بنتها الوحيده ..
أم عذبي تغمز لها : ما أعز من الولد إلا ولد الولد .. فكري با الموضوع و بتلقين ربحج يفوق خسارتج ..
ديمه تضحك بتهكم : و أنتِ طبعا بزواجي أكيد رابحه ..
أم عذبي : أكيد راح أتخلص من وجودج في " بيتي " .
*
*
نعم هذا منزلها .. هي .. و ليس منزلي مهما طالت به إقامتي ..
محقة ...
بزواجي أضمن لي منزل يضمني طوال العمر من غير تحكم أحد حتى و إن تطلقت سيظل المنزل لي .. و أمي يمكن أن تحن عندما تجدني وحيده و بالأخص عندما أرعى بمفردي طفل .. ..
المنزل ليس المسألة الوحيدة .. و حتى المصروف ..
نعم النقود التي يغدق بها أبي علي و يحثني على إعطاء أمي منها بينما ترفضها هي بعزة .. من أين مصدرها ؟.. أليس من هذه العجوز الشريرة ..
بزواجي سأتخلص من تحكمها بي و با أمي .. و يمكن حينها .. يمكن لأبي أن يتحرر منها .. و يعود .. و تعود .. و نصبح عائلة واحده نعيش في منعزل عن كل هؤلاء الأشرار ..
لما لم أفكر بهذه الطريقة من قبل ؟! ..
هل كنت فعل أحتاج لرؤية ردينه الشريرة .. ألم يكن بمقدروي التفكير بمصلحتي من دون توجيه و نصيحه من خبيثه ؟!! ..
.................................................. .......... ................
*
*
*
وصلت منهكا كأني كنت اجري بسباق المليون ميل !
و كل ما كنت أفكر به .. من ستكون عليه وقع المفاجأة بهول ما كانت علي ..
و وجدتها ..
تبدوا قلقة و هي غارقة في أفكارها ..
إذا كيف ستكون بعد دقيقه من أخبارها بما رأيت و اكتشفت ؟
*
*
*
فينوس : أنت متأكد انه شملان ؟ ..
أصيل يرفع طرف حاجبه مستنكرا تشكيكها : تبيني أجذب عيوني ... صح أنا كنت بعيد بس لا يمكن أغلط في زول شملان و بعدين السياره سيارته أنا متأكد ..
فينوس تدعي عدم مبالاة : زين و ركبت معاه مره متغطيه .. شنو الغريب في الموضوع يمكن موكله عنده و جاي ياخذها من بيتها ..
أصيل يزفر بملل : أولا المحامين مو سواويق .. ثانيا المره المتغطيه اللي أركبت بسيارته أخذها من قدام بيت وداد المربية ..
فينوس و كل حواسها تتأهب : وداد .. و أن وشدراك انه بيت وداد .. و اصلا شموديك بيتها ..
أصيل لم يحسب حسابه للإجابه على مثل هذا السؤال ليصمت قليلا تحت نظرات أخته المستنكره ليعود بإجابه صنعها بحرفيه : يا طويلة العمر أنا كنت رايح الموقع المشروع الجديد و من بعيد شفت سياره فخمه داخله ها المنطقه الشعبيه و شبهت عليها بسيارة شملان و الفضول أخذني وراه و لما ركبت المره بسيارته نزلت أنا و سالت واحد بشارع منهو بيته اللي كانت واقف قدامه .. و عرفت ..
و ما تخيلين شلون انصدمت .. خاصة أن طلعت وداد عايشه فيه مع أخوها سالم بروحها ..
فينوس المبعثره : مو شي جديد نعرف أن وداد يتيمه و عايشه بس مع أخوها ..
أصيل : أي بس أنا أحسب ان أم سعيد البيعاه تقرب لها و عايشه معاهم طلعت القصه غريبه .. وداد توها من شهرين راده تعيش في بيتهم يعني بفترة قريبه من تعيينها عندنا .. و الجيران يقولون أن من مات أبوها و هي مختفيه ! .. و آخر شي شملان قدام بيتهم ؟!!
و أصلا أنا شاك أن المره المتغطيه اللي أركبت معاه هي وداد ..
فينوس شعرت باالأختناق فا نهضت للبحث عن متنفس ليلحق أصيل بها : وين رايحه ؟
فينوس با أنفاس لاهثه : أنت اللحين و ترتني بمعلوماتك الجديده .. بروح أدور رقم أم سعيد و أسال عن ها الوداد .. اشوف من أي مصيبه جابتها ..
أصيل : لا يا خبله .. العصر ما بقى عليه شي و بتلقينها مشرفه على الموعد .. خلينا نقعد لها و نتكتك .. و لما تجي نهاجمها با الأسئله اللي ما يمديها تألف لها أجوبة ..
فينوس تنفجر : خبله و قبيحه و ضيف عليها هبله ما بقى فيني شي ممكن أحد يعجب فيه ..
أصيل يمسك بذراع أخته قبل أن تهرب : أبلعيها .. واياني و أياج تبجين عليه ..
فينوس تخونها الدمعه تصرخ به : و من قالك أني أبجي عليه .. يخسي ..
أصيل بحنيه : و الله مو مخربط كيانج إلا هو ..
فينوس يعتريها الخجل لتنفض كفه عن ذراعها بكل ما أوتيت من قوة : أنتم كلكم خربطتوا كياني .. بعد عني ..
*
*
*
*
كل منا له طريقته في الوصول للحقيقة ..
مره كانت أم حلوه بكل ما فيها ..
و المحظوظ منا ينالها من دون طمس ذاته و محو كل ما فيها ..
*
*
*
على خير بأذن الله نلتقي ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجزء الثامن عشر :

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات