رواية وشايات المؤرقين -16

رواية وشايات المؤرقين - غرام

رواية وشايات المؤرقين -16

لكن إلى الآن أعتقد ان من الأفضل أن تبقى مده أطول ..
تبدوا أكثر سعادة هنا و هي في أحضان والدتها التي تدللها .. حتى المربية التي تعلقت بها لم تعد تردد اسمها .. و هذا جدا طبيعي من يكون برفقة وصايف و يذكر غيرها ! ..
نعم أتسلل كل صباح للمشفى و أبحث عن الأعذار للأقتراب ..
أترصد حركاتها لا لشك بأخلاقياتها لكن فضول بما أصبحت عليه من بعدي ! .. فا هي ملفته و لها جاذبيه تربك كل من حولها هكذا كنت أذكرها .. لكن هنام ما تغير بها .. تبدوا أكثر هدوءا تمشي بخطى حثيثة كأن هناك من يتبعها .. تقنن حديثها و تحصره با الممرضات و تهمس حتى لا يسمع صوتها إلا محدثها .. حتى الدكتور المعالج تركت مهمة متابعة حالة أبنتنا معه لي .. كأنها تخبرني أنها لن تحدث رجل آخر ما دمت حيا !
*
*
*
وصايف : لأنك أبو عيالي أسمح لك تكلمني في اللي يخصهم بس يا ليت ما تزور ردينه إلا العصر لما تزورني أمي .. لأن مثلك عارف في دينا و عرفنا اللي يصير ما يجوز ..
*
*
هذه كانت تعليماتها التي لم أرضخ لها .. فأنا لم أعتد الرضوخ بل أتقن المعاندة و استمتع بها ...
*
*
عذبي طرق الباب و دخل من غير أستأذن ليتمتم با السلام و ينطلق بما جاء به : الوضع مو مريح .. و أنا عنج عفيت و سامحتج تقدرين تردين لبيتج و تكونين مع عيالج و ما راح تحتاجين تردين وظيفتج لان معاشاها بينزل لج كل شهر با حسابج ..
وصايف ترفع رأسها بشموخ : بس أنا عنك ما عفيت .. لو تحب الارض اللي أمشي عليها ما رديت لك ..
عذبي بتكبر : الظاهر فهمتي غلط أنا أصلا ما ابيج و اللي بتردين لهم هم عيالج ..
وصايف بتكبر مماثل : عيالي عندك كأنهم عندي .. و متى ما بقوا يزروني حياهم الله ..
عذبي الذي لم يستطع كتم غيضه : فعلا شين وقواة عين فوق علومج الشينه تناحريني .. بدال ما تحمدين الله ترفعين خشمج اللي يبي له كسر ..
وصايف تهب لذود عن كرامتها : تخسى تكسر لي عظم .. ويله توكل على الله قبل ما اتصل في ساري يكسر خشمك ..
*
*
قبل أن أنتهي من جملتي بترها صوته زاجرا لي ..
*
*
ساري الغاضب : و يله قدامي للبيت ..و أنت يا عذبي لي معاك كلام ثاني ..
عذبي متحديا : عندك كلام قوله اللحين ما يحتاج تأجل ..
ساري : أجل أسمع يا ولد عمي .. ما يحتاج أعلمك العيب و المنقديه و مثلك خابر في سلم العرب .. لا عاد تعرض أختي و إلا ترى بيصير علم ثاني ..
*
*
*
قرعني ساري كا طفل و بدل أن أطأطأ رأسي معترفا بذنبي رفعته بتكبر في تحدي فانا لم أعتذر لأحد قط .. ليس لأني لا أخطأ لكن لمعرفتي با حاجة الكل لي و أنا من لست بحاجة لأحد ..
*
*
*
في بعض المسائل لا يعقد الحلول إلا من يطرحها !
بينما وقفة مع النفس تكفي لحل أي معادلة ..
*
*
انتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزء الخامس عشر :

*
*
*
تجهيز الضمادات فعل ينم على الذكاء
عندما يرصد الضعفاء السهم قبل الكل !
*
*
*
" الرقم المطلوب خارج الخدمة " ..
هذه الجملة التي ترددت على مسامعي طوال هذا الأسبوع و أنا
أحاول الوصول لديمة .. فانا أستحق تفسير .... أنا فقط أريد تفسير .. نعم أريده وأنا مستعده لسماعه من دون ملامة و لا تقريع ..
فا لا يمكن لي أن أصدق أن ديمة أصبحت بهذا القبح ..
نعم الكثير من سلوكياتها و تصرفاتها تغيرت بمرور السنين لكن من الصعب علي التصديق أنها انحدرت لهذا المستوى ..
*
*
هند التي وصلت في الصباح الباكر : لا تقولين سهرانه و بتنامين ؟
أنفال شاردة الذهن ارتعدت أوصالها بدخول أختها المفاجأ : نعم خير في شي ..
هند المستغربه : ما فيه إلا كل خير .. أبيج توديني السوق ملابسي ضاقو علي .. شكل ولد أختج بيصير من أصحاب الوزن الثقيل ..
أنفال : و سي السيد سمح لج تروحين معاي ؟
هند المتعبة تقترب من مقعد التسريحة : مثل ما أحرجني ووصلني لباب البيت كأني رايحه الروضة أحرجته قدام أمي و قلت له بروح السوق مع أنفال .. و أمي بعد عمري فهمت علي و قالت من أمس أقول لها ابيج تروحين مع أختج ما أبيها تروح بروحها و هي تقول بشاور خالد على أني قلت لها خالد ما يردج عنا ..
أنفال معقبة : يعني رقعت موقفج .. بس يا خبله ما راح يطوفها وبيطلع مراح السوق من عيونج ..
هند التي تملكها شعور ألا مبالاة : لو يرضيه شي مشيت برضاه بس هو أنسان معقد و بيعقدني معاه ..
أنفال المتوترة : زين مدام صرتي شجاعه ممكن تروحين معاي بيت خالي نزور ديمة ؟
هند برد عفوي : تبين يذبحني خالد ..
أنفال : توج طاقه برايه الطوفه و مو هامج ..
هند : لا عاد مو لهدرجة .. أنا بطلعتي معاج مستأذنه .. إذا تبين تشوفين ديمة واعديها بسوق ..
*
*
أوصلها اليوم و هو من لم يفعل طوال الأسبوع الماضي !
أيعقل أنه عرف با الأمر ؟!! .. لا .. لا أعتقد .. فا خالد مما عرفته عنه لا يمكن أن يتغاضى عن أمر بهذا الحجم .. لو عرف لاستجوب هند و بعثها لنا باكيه ..
أعتقد أنه حان وقت أخبارها .. فليس في التأخير أي منفعة .. فا ديمة ترفض التواصل حتى أحضى منها با تفسير و هند مع أي تأخير ستكون بدائرة الخطر القريب ..
فا الأمر لن يطوى لنسيان للأبد .. سيأتي اليوم الذي يتصافى الأخوان .. و لتقارب سيسرد سند كل ما فات أخيه من أحداث عنه كانت خفيه .. و خالد الذي أذنه لشر دوما مصغية سوف يكتفي بلسان أخيه سارد للأحداث كما رأتها عينه الناقصه ..
و عندما تتحقق مخاوفي ويصل من لسان سند لأذن خالد ما أخشاه ستكون هند أكبر المتضررين ..
لكن ..
هي حامل .. وتبدوا مرهقة نفسيا ..
أذا أين الحكمة من أخبارها ؟ ..
و أي حكمه من التسويف و تضييع الوقت في الخوف ؟!!
أن أخبرها أنا أفضل .. فا هي غير قادرة على مواجهة زوجها المعتوه و هي بموقف واضح فا كيف بها أن تواجهه با حقيقة لا تعرف تفاصيلها ..
أتمنى فقط أن لا أكون قد تأخرت ..
*
*
أنفال في منتصف اعترافها : تخيلي طلعت سارقه أداة اختبار حمل
هند بهتت ملامحها : لا .. لا أنفال ..لا يروح فكرج لبعيد .. ديمة من عمر تسرق .. هذا مرض .. و تسرق لمجرد السرقة أي شي ممكن توصل له من غير محد يلاحظها .. ديمة ما هي بصوره اللي تخيلنها
أنفال و التعجب يظهر في نبرتها : يعني هي حراميه .. و انتِ تدرين .
هند تصحح : هي مريضه .. كشفتها تسرق كذا مره من يوم كنا با المدرسة .. و سرقاتها أي شي تطيح أيدها عليه و با الغالب أشياء ما تستفيد منها .. و اعتقدت أني لما واجهتها و تكلمت معاها صحت على نفسها و خاصة أنها أكدت لي أنها تابت ..
أنفال بسخرية : أي تابت و الدليل فضحتنا قدام حماج سند ..
هند بذعر : سند !! .. شدخل سند با الموضوع ؟
أنفال تهدأ من روع هند : أول شي أذكري الله و هدي نفسج .. الموضوع أن أبو زيد راعي البقالة رضى فيه طرف محايد بينا بدال ما يطلب الشرطه و سند أول ما فتح جنطة ديمة طاح على اللي سارقته ..
هند و الدماء احتقنت في وجنتيها لتردد بهلع : حسبي الله عليها .. حسبي الله عليها .. أنا مو ناقصه مشاكل و تزيدها علي ...
أنفال : هند أنا خابرتج أقوى من جذيه ... مو أنتِ اللي تقعدين تولوين مثل الجهله .. أذكري الله و خلينا نفكر مع بعض و اللي كاتبه ربي بيصير ...
*
*
فكره تجر فكره و بعض الفكر تهاجم بعضها .. فا الحلول تتكاتف أحيانا و أحيانا تبطل إحداها الأخرى !
*
*
أنفال : قولي له .. هو بيدري اللحين و إلا بعد سنه .. تجي منج أحسن و اللي يصير يصير .. مو أنتِ اللي سرقتي عشان يعاقبج ..
هند بحزن منبعه خوف : إلا بيعاقبني و بيقول لا تماشين أختج ..
أنفال تهب دافعه : و أنا و شدخلني ؟ّ!!
هند : ها الكلام ما تقولينه لي ... تقولينه للي شاف و فسر .. سند أكيد يعتقد أنج و ديمة من نفس الطينة .. الناس يا أنفال مالها إلا الظاهر و اللي تقدر تشوفه ..
أنفال تقترب من هند : و هذي عاد مهمتج .. أنتِ اللي تخلينهم يشوفون الحقيقة .. وضحي له الموضوع ككل .. و برئيني ..
*
*
*
كيف و أنا المذنبة أمام كل حواسه ..
لا أنطق بكلمة حتى أجده يستمع لها بتركيز شديد قبل أن يجاوب أو يحاور كأني به يتصيد النوايا ليحشو بها كلماتي العابرة ..
فا كيف و أنا ألغي أمامه سيناريو نصه يشبه لنصوص خبير في فن الإثارة .. كيف أخبره تلك سارقه و تلك فقط مرافقه جاهله ..
حتى .. حتى و إن أخبرته الحقيقة و فضحت ابنة الخال و وصمتها بما لا تريد كشفه .. هل سوف يصدق شيئا مما أقول .. و النتيجة مرجومة و با العار ملطخة و ضميري الحي لن يقدر على التخاطب من جديد مع صديقة الطفولة ..
لو تعرفين أخيه أن ممكن لدفاعي أن يزيد في تشويهك بعد أن أكشف أمرها ..
*
*
هند بحزم : أمشي نروح لها ..
أنفال بتوجس : و خالد ؟
هند التي تحاول أن ترتدي درع الشجعان : المهم اللحين ديمة مو خالد .. خلينا نروح و نفكر معاها .. خلينا أحسن منهم كلهم ..
أنفال بخجل غشى عينيها الحزينة : أنا فكرت بس بنفسي .. مدري هذي بجيناتنا و إلا سلوك مكتسب ..
هند : بكل الحالات بيدنا نتغير ..
*
*
*
لهم من مكاني الكبير ركن خاص .. كأني بهم جوائز و كؤوس على ارتقائي بما احترفت ..
نعم .. أنا مدمنة على السرقة ... و لا أندم إلا إذا ضبطت با الجرم ..
فا نشوة سلب ما لهم تنسيني شدة العقوبة !
لكنها عقوبة تخصني أنا .. و أنا من أتحملها .. و لم أتخيل أبدا أن أكون سببا في جر أنفال للمستنقع الذي يلتهمني رويدا رويدا من دون أن يلاحظ غرقي أحد ..
الآن أنا في حيرة من أمري .. ما الذي علي فعله لإصلاح ما وقع مني و أنكسر ..
إغلاق هاتفي .. و الاختباء هنا بعيدا عن الكل ليس بحل ..
علي توضيح الأمر ! .. و تبرير تصرفي ..
و أي تبرير كان أعرف أن أنفال سوف تقبله .. كل ما علي هو أن أبدي أسفي و ندمي .. و كل ما عليها فعله هو مسامحتي و جعلي أقسم أن أتوب و لا أعود لمثل هذا الأمر .. .
أليس كل من كشفني قام بنفس الفعل ..
هو الحل الذي أستسهله الكل !
من هند .. لفينوس .. و عذبي .. و .. وصايف.. حتى أبي غض البصر و اكتفى بنهري و معاقبتي ثم الصفح عني ! ..
أما أصيل هو الوحيد الذي لم يكتفي بتمثيلية ندمي و جلعني أدفع ثمنا باهضا كلفني ضميري الذي مات .. ضميري الذي برر خيانتهم و جعلني سيف بيده ضدهم .. و أنا من أحبهم و دوما كنت في موضع الدفاع عنهم ! ..
و كم أنا خائفة أن تعرف الوحيدة التي يهمني أمرها ..
مهما غضبت منها و خيبت ظني بها إلى أنني لا يمكن لي أن أقبل رؤية خيبة الأمل في على محياها ..
*
*
*
حتى و إن خاب ظننا بها .. إلا أننا أتينا لنخبرها أننا نحبها مهما كان أتساع الرقعة التي انعكست عليها ظلال الشر في روحها ..
أتينا لنستعيد ديمة التي تربت معنا ...
*
*
ديمة تردد كا طفلة أخطأت و تستعطف من يحبها : أنا آسفه .. وعد .. وعد ما أعيدها .. أنا تبت ..
*
*
اكتفيت أنا و هند بتبادل النظرات و أعطيناها كل الوقت الذي ملأته بوعود نعرف و تعرف هي بفراغها من المصداقية ... و عندما توقفت و علقت نظراتها بنا لتستشعر النتيجة .. صدمناها ..
*
*
أنفال تلتفت لهند : تعتقدين ديمة بدت تجذب أول و إلا أبتدت بسرقة قبل ؟
هند تضع أناملها على خدها في تمثيل التفكير : أعتقد مو مهم لأن بكل الحالات هي ما تجذب إلا على نفسها ..
ديمة تنفجر با البكاء : يعني ما تبون تصدقوني .. خلاص ما عدت أهمكم ..
أنفال تنظر لساعتها : لو سمحتي لا اطولين بتمثيلية لأن ورانا شغل
ديمه تنتفض با غضب : محد ماسكم .. تبون تروحون روحوا .. و أنا مو آسفه ..
هند : و حنا مو جايين نسمع منج أسف .. حنا جايين بحل ..
ديمة بتهكم : حل لشنو ؟
أنفال جاوبت : بتقولين لخالي أنج مسجله معاي بدورة فوتوشوب في معهد قريب و بما انج محترفة جذب راح تقنعينه بسهولة و بعدها أنا وياج يوميا نراجع طبيب نفسي خاص و نشوف شنو علتج ..
ديمه تصرخ بهم : تبون تجننوني ؟!!.. تبوني أصير مثل علي ..
هند بجزع : الله يرحمه .. الطبيب النفسي مو بس للمجانين ..
أنفال : و حنا مو ناس متخصصين عشان نحل مشكلتج اللي مر عليها سنين .. و ما راح نوقف نتفرج لين تنصادين و يقطونج بسجن
*
*
*
هذه آخر جمله سمعتها ..
فا زيارة هند و أنفال التي لم نعتد عليها جعلتني أتجول با القرب من غرفة ديمة حتى أفهم ما الذي يجري ...
*
*
فينوس : يمه علامح واقف جذيه ..
ردينه تضع إصبعها على شفاتها في إشارة لفينوس أن تصمت ...
*
*
لم أصمت و اكتفي بمراقبة أمي و هي تمارس هوايتها با التنصت !
عادة قبيحة مارستها دوما و كادت أن تورثها لي قصرا لولا ممانعتي .. فا كم من مره حاولت أن تجعلني جاسوسه على أبي و كم من مره حثتني على التنصت على أي مكالمة تصل إليه !
و أخجل كثيرا من كونها والدتي عندما أدرك أنها أصبحت عجوز و هي ما زالت تمارس طبع لا يليق با مسلم .. لكنه طبع تمكن بها و تطبعت به و يبدوا أنها لا تريد أن تتخلص منه على الرغم من أني متأكدة ان ما عرفته و هي متنصته لم يجلب لها إلا التعاسة .. و لم تدرك أمي أن في التغاضي نصف الراحة .. و البحث و التقصي عما لا يريد الآخر أن يشاركه معها ما هو إلا أذى و الم نفسي لها !
و لا يجدي بها النصح مهما كررته ..
فانا مجرد مهزومة و هي من حافظت على مملكتها و أسرت زوجها
في عرينها ...
*
*
ردينه تبتعد بفينوس و توبخها : زين جذيه ما سمعت باقي كلامهم ..
فينوس : يمه مو حلو تنصتين .. ترى فشله لو تطلع وحده منهم و انتي أذنج على الباب .
ردينه : أجل تبيني مثلج أنام على اذوني و الناس تخطط من وراي .. قولي لي من متى بنات خالج يزورونا .. اكيد عمتهم الحيه دازتهم على ديمه .. شوفي شنو يخططون له ..
فينوس : يمه لو يبون يخططون ما يحتاج يخططون هني ... لزارتهم ديمة يخططون لين يشبوعون ..
ردينه سرحت بتفكيرها : اللي سمعته ما فهمته .. شنو يعني "ما راح نوقف نتفرج لين تنصادين و يقطونج بسجن " .. ليكون أختج مسويه شي أكبر من سواة وصايف ..
فينوس : وصايف كانت تشتغل با المؤسسة .. بس ديمة ما عمرها دخلت المؤسسه ..
ردينه : بس مكتب عذبي اللي في جناحه مفتوح بعد ما طست وصايف تقدر ديمه تدخله و محد يحس فيها ..
فينوس : يمه لا يروح تفكيرج بعيد .. يمكن أصلا أنتِ سمعتي غلط
ردينه : ما أقول إلا مالت على حظي . .عندي بنت وحده و قلبها مو على قلبي ..
*
*
كيف أكون على قلبها و هي تكره الكل .. و قلبي مهما حاول لا يعرف الكره .. حاولت .. حاولت كثيرا أن أكون بقوتها و لم أرى بقوتها إلا القبح ..
تصرفات أمي منفرة حتى و إن حفظت لها كرامتها و جعلت الكل يهابها .. لا أعرف كيفية الاقتراب منها أو الابتعاد عنها بمسافة كافيه تضمن لي هويتي التي رضيت بها و إن لم ترضها ..
و للأسف أجد نفسي أنجذب في طريق يحاكي إدارتها لمشاعرها لأحلل بإعجاب كيف استغنت بذاتها عن كل مشاعر الحب التي حرمها أبي منها !..
.................................................. .......... ....
*
*
*
سأحرمها من راحة الباب إن لم تكن أمامي غدا ..
كلما تذكرت ما حصل هذا الصباح أختنق .. فكم هو مخيف اجترار كل ذرة هائمة لتنفس ..
لا أعرف من أين له هذه القوة فا عندما يهيم عقله و تتلبسه الأشباح
يصبح بقوة عشرة رجال تصعب على شجاعتي مغالبتهم .
و هذه الحالة لم تفارقه منذ أسبوع .. هذا الأسبوع الذي غابت به وداد .. وداد التي لم أعد أصدق أعذارها ..
ماذا تخطط له ؟!!
هل بدأت التعرف على حياة أخرى بعيدا عن العالم الذي خلقته لها ..
أم أنها وجدت من تلاعب في مخيلتها ليمهد لها طريق الهروب من علي له .. !
*
*
شملان مهاجما : أمس و اللي قبله مريضه و اليوم بعد ؟!! .. اعذارج مو مقبوله ..
وداد : أنت لا يكون تحسب أني رهينة عندك ..
شملان الغاضب : و أنتِ لا يكون فهمتيني غلط .. و اعتبرتي تساهلي معاج ضعف .. أنا يا وداد أقدر أقطج ورى الشمس ..
وداد التي خانتها عبراتها و ذابت في نبرتها : قلت لك مريضه .. تعبانه .. يعني ما اقدر آخذ إجازة لو أسبوع ..
شملان بحزم : بكره من الصبح تكونين موجودة ..
*
*
*
أغلق الهاتف بعد أن قرر عني ..
ليس هناك ما هو جديد فا الكل يقرر عني خطوتي القادمة و كيف سأقضي ساعاتي و على ماذا سوف ينتهي يومي ..
فا قبل أسبوع أمرتني أم عذبي با مرافقة طفلتهم التي تخلت عنها والدتها .. لأقضي ساعات طويلة برفقة هذه الصغيرة . .
أحبها نعم ..
لكني كرهت رائحة المستشفى .. و بكاء الأطفال المرضى الواصل لمسامعي كل ليلة عبر هذه الجدران التي في ظاهرها تتجلى الصلابة بينما في الحقيقة هي هشة أمام أناتهم المتألمة ...
وذاك .. المريض با الجنون خلفته ورائي بينما صدى أناته يتردد في صدري .. و شملان زاد في قلقي و هو يصر على تواجدي و أصر أنا في ترديد كذباتي .. أما أخي سالم .. فا وكلت مهمة العناية به لام سعيد بينما هو من تذمر و ردد .. ليس في غيابك ما هو غريب ..
*
*
..... من ذاكرة وداد القريبة .....
*
*
وداد تصرخ بسالم : أنت ما تبي تسمع و لا تفهم .. طلت شبرين حسبت أنك صرت أكبر ..
سالم : كبير و لا صغير مخي يشتغل و أعرف أني آخر همج ...
وداد : لا عاد مو تلبس ثوب المظلوم .. انا اللي دايما أتصل فيك و أسال عنك و أنت تهرب و حتى لفضيت نفسي كم ساعه عشان أقعد معاك ما ألقى منك إلا التأفف ..
سالم يصد برأسه و كأنه ينظر لشخص آخر با القرب منه : ما أبي تجذبين علي كأني جاهل ..
وداد بيأس : و ش جذبت فيه عليك .. حفيدة المعزبة مريضه و با المستشفى و أنا بنام عندها .. و أم سعيد بتفضي لك المقلط في بيتها تنام فيه يومين با الكثير على ما أرد ..
سالم الغاضب يواجهها من جديد : و أنا كبير أقدر أقعد في بيتنا بروحي مثل ما أنتِ كبيره و تنامين برى البيت بروحج ...
*
*
*

نغمته جديدة ..

يمارس رجولته مبكرا .. و يريد أن يشملني بعنايته بينما هو من يحتاج كل العناية .. و حواري معه ما هو إلا تعب ..فا ليس منا أحد للآخر مستمع ..
و با الأخير اخترت الحل الذي يرضيه و يرضيني .. فأنا لا أريد تجرديه من رجولته المبكره و أريد في نفس الوقت التمسك بحقي في رعايته على الوجه الذي أراه صحيح .. و خلصنا إلى أن أم سعيد و أبنائها سيكونون على اتصال معه للاطمئنان عليه في غيابي .. بينما ينام هو في منزلنا الصغير ..
فا ليس من السهل إقناعه بأنه قاصر يحتاج لرعاية الكبار بينما في المقابل أطلب منه أن يستوعب أسبابي كا الكبار !
.................................................. .......... .........
*
*
*
منذ ولجنا لعالم الكبار و نحن نستصعب العبارات في التصريح بمشاعرنا .. فا في قلبي أنطقها ملايين المرات ..
أشتقت لك .. و أخاف عليك .. و أفتقد صوتك و مزحك و كل ما اعتدت عليه منك ..
علاقتي معه كا طفلة تختلف عنها كا امرأة .. قد لا يلاحظ من حولي ذلك لكني ألاحظه فا أنا المعنيه به .. فا لم يعد صديقي بل مجرد أخ يطبق أعراف العرب بما على الأخ فعله لملأ الدور !..
بينما لم يكن أخي فقط .. بل كان صديق طفولتي و معلمي ..
كنت به مغروره ..
شملان كان فارسي قبل أن أعرف ماهية الفارس في أحلام الفتيات .. و عندما أصبح فارسها و كل عالمها قتلتني الغيره عليه منها .. و عندما عرفت بخططه فرحت داخليا بل أقمت حفله تراقصت بها كل مشاعري .. و كانت " الأنا " الشريره تترقب اللحظة التي تشهد نهاية صديقتي بسيف فارسها ! ..
و كل فرحي تحول للعنه أصابتني .. و شعرت بما شعرت به هي ..
ما زلت اذكر نظرتها لي .. كأني بها تدعوا علي بضعف ما تلقى قلبها .. خذلتها و خذلت ذاتي الطيبة ..
و أكبر مخذول كان أخي أنا !
*
*
*
وضوح بعدما رأت سيارة شملان متوقفه أمام منزل عائلتها قررت التوجه لشقته لفتح موضوع تأخر الحديث به : شملان خل تلفونك شوي و رد علي ..
شملان يقلب هاتفه بين أنامله الغليظة : انتهى الموضوع ..
وضوح : ليش جذيه ؟!! .. عاد أنا كنت بصمم لمهرها صندوق خاص .. الله يخليك لا تقول وديته بظرف البنك ..
شملان يثبت عينيه بعيني وضوح : أنا أقصد ما في عرس ..
وضوح إلى الآن لم تستوعب : بكيفك لا تسوي عرس بس على الأقل نسوي عشى للعايله .. يعني فرصه نجمع الكل ..
شملان يعتدل بجلسته : وضوح أنا قصدي أنا و فينوس قصتنا انتهت و ما راح نرد لبعض ..
وضوح تشهق بخوف : ليش .. شنو اللي صار .. مو أنت تقول خطبت و عطوك . و ترميم ها البيت كله مو عشانها ؟!!
شملان بصوت متأثر أقرب للهمس : بس هي ما تبيني .. قالتها لي وجها لوجه ..
وضوح رق قلبها لملامح أخيها المتعب : ما عليه ترفض مره و مرتين و با الأخير بترضى ..
شملان يرفع حاجبه مستغربا : و ليش كل هذي الثقه ؟
وضوح تبتسم : فينوس مثل أي امرأة تبي تتأكد أن اللي صار ما يتكرر .. يعني مو معقول أطلقها من دون سبب واضح لها و تبي تردها بعد من غير ما توضح لها أسبابك .. أنا ما عندي شك في أنها للحين تحبك بس أنا متأكده انها مجروحة و مو سهل عليها تنسى ..
شملان يتعمق في عيني وضوح : يعني انتِ عارفه و فاهمه أسباب ساري ..
وضوح ابتسمت له : شاكي لك ساري من شي ؟

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات