رواية وشايات المؤرقين -14

رواية وشايات المؤرقين - غرام

رواية وشايات المؤرقين -14

أصيل : و من غير ما تسعفني الذاكرة و لا تحركني أهوائي .. علي مات و عذبي له من بنت عمنا عيال .. و با لأخير تطلقوا .. و السبب ؟
ما لقى عذبي منافس و إلا ما لقت وصايف اهتمام ؟
عذبي أستفزه ما نطق به أصيل ليركن السيارة بعجل على قارعة الطريق : أنت .. أنت أكبر حقير .. خليت نفسك منافس لي من غير ما اعرف .. طعنتني با الظهر ..
أصيل الذي دهش با التصريح عذبي : أنت شقاعد تخربط ..
فينوس قبل أن ينطق عذبي : تعوذ من الشيطان .. هذا مو كلام تقوله لأخوك . .شلون يعني يخونك .. و شلون تفكر فيه بها الشكل أو حتى يطري في بالك أن وصايف مع كل عيوبها ممكن تخونك بها الشكل ..
عذبي يفتح أزرار ثوبه ليتلقط أنفاسه الهاربة : خانتني مرتين .. وحده بانت للكل و الثانيه حسيت فيها و أنقهرت ... الخيانه ما لها شكل يا فينوس ..
أخوي هذا اللي تشوفينه سنين سخر قلمه يخط فيه عواطفه اللي أسرها لزوجتي .. خاني .. خاني بتفكيره و بقلمه .. وزوجتي ما هي غبيه .. أكيد حست و أكبر خيانه أنها خلتني على عماي ما ادري ..
أصيل الذي كشف أمره و بدى الهلع على ملامحه نطق بتردد : أنا ما خنتك .. و لا فكرت في يوم أخونك ... و مشاعري و أفكاري احتفظت فيها لنفسي وما اقدر أعتذر عن شي مو بيدي ..
*
*
كنت أراقب من الخلف ما يحدث أمامي و أنا في قمة الذهول ..
هل عادت ذاكرة أصيل .. أم لم يكن فاقد لها من الأساس ..
و خيانة ! . . و حب؟!! .. أحتفظ بكل هذا كا سر في أوراق وقعت بيدي عذبي ؟!!
كل هذا كان يحدث أمام أعيننا و لم نلاحظ .. أقلوبنا طاهره لا تفقه في انحناءات العواطف الشاذة .. أم كل منا كان غارق في صنع عواطفه الخاصه حتى فقد الإحساس بمن حوله ؟!
و ماذا بعد ؟ ..
لم أكاد أنتهي من سؤالي حتى رأيت عذبي يخرج من السيارة على عجل ليلتف حول السيارة و يصل للباب الذي فتحه أصيل قبل أن يفتحه هو .. و يبدأ عذبي بضرب أصيل بشكل هستيري أعداني أنا لأصرخ و ابكي بنواح لم أعتد ممارسته ... أخي الأكبر الرزين المتحكم دوما بسلوكياته لم اعد أعرفه .. و ها هو من جديد يفقد التمييز و يتصرف بشكل غريب أمام العامة !.. وهو من كان دوما يصر على خصوصية الانفعالات و أهمية ضبط الذات و با الأخص أمام الغرباء ... و لكن ها هو يفرغ بقبضته كل الغضب الذي أنفجر في حواسه في جسد أصيل .. أخي المستسلم تحت قدميه كا مذنب تاب و أستسلم للعقاب ليطهر روحه ..
و لم يتوقف عذبي حتى عاد له صوابه بتوقف أحد السيارات و ترجل شابان منها محاولين فظ العراك .. ليعود عذبي لسيارة و يلتفت علي كأنه لتو يدرك تواجدي .. و عندما تلاقت نظراتنا صرخ بي أن أتوقف عن البكاء عليه " انا اللي ينبكي علي يا فينوس .. انا مو هو " .. و سار با السيارة تاركا أصيل ورائنا يساعده الغرباء !
.................................................. .......... ......
*
*
*
كأني أسير بقيد من حديد ألتف حول قدمي أعرج و أميل عن الخط المستقيم في هذا المكان الغريب الذي أصبح سجني ! ..
و سجاني ها هو أمامي يبتسم بحقارة و يتمنى لي طيب الإقامة و في عينيه أرى الشماتة ...
*
*
شملان المبتسم : لكم مدخل منفصل مثل ما تشوف و لك مصفط لسيارتك و الإيجار تقدر تدفعه بأي وقت يناسبك ..
خالد المتوتر و الغير متقبل لشملان بنبرة فيها الكثير من العنجهية : أنا مؤجر و بدفع الإيجار في وقته و إقامتنا بتكون مؤقته لين تولد زوجتي با السلامة ..
شملان ما زال مبتسما : أعتقد طول إقامتك يحددها اللي فرض مكانها ..
خالد الذي تملكه الغضب : أنا محد يفرض علي شي و أنت بذات ما أحب تدخل بشؤوني و لا شؤون أهل بيتي .. و هذا أنا قلتها بوجهك و أنذرتك و أظن بعينك شفت شنو ممكن أسوي إذا أحد تخطى حدوده معاي ..
شملان يرفع حاجبه من دون أن تغيب أبتسامته الهادئة : أتمنى يا أخ خالد إقامتك في ها البيت تريح أعصابك و تفهم أن ما في أحد ضدك أو يبي يتخطى حدوده معاك ...
*
*
تركته قبل أن يتمادى في الخطأ و ينهي ما خططنا له أنا و ساري ..
خالد رجل صالح و به الكثير من المميزات و تعود معرفتي لذلك مما جمعته من معلومات عن شخصيته و ظروف نشأته عندما تقدم لخطبة هند .. أما مسألة غيرته التي تحولت لعنف فا تلك آفه أصابته و لم يكن بمقدوري قياسها أو الاستعلام عنها من قبل .. لذا استثمرت في بذرته الطيبه و أقنعت ساري بان علينا أن نعطيه فرصه ثانيه لكن تحت ناظرينا و با القرب منا ...
فا لا يمكن أن أترك أبنة عمتي الصغيره للمجهول مع رجل غيور غير متحكم با أعصابه .. و لا يمكن لي في نفس الوقت أن أحطم زواجها و اسلبها الفرصه في أنجاحه ..
*
*
*
لم أكن بحاجة لترتيب حاجياتي فا كل ما أملك تركته في منزله و هو من عليه أن يحمله لحيث مسكننا الجديد .. لذا قضيت هذا الأسبوع بشكل مختلف و سخرت ساعاته لنفسي من دون أن أفكر به .. و أي فكره تتجه نحوه أنحرها في ثانية ..
فكرت في حياتي و كيف علي أن أكون أقوى و ما السبيل لذلك ..
استشرت وصايف و حتى وضوح أتجهت لها با الاستشارة أما أنفال فا قد أصبح التحدث معها صعبا و فيه الكثير من الملامة و لا يقدم لي أي فائدة ..
*
*
هند : وضوح انا أبي منج النصيحه .. ما ابي منج فلوس كافي شملان أجرنا الطابق الثاني بمبلغ بسيط و هو بعد اللي يدفع أيجار ها البيت ..
وضوح : أنتم للأسف مثل ساري .. كل ها الخير معاي و تبوني أشوفكم تعانون .. شا فايدة الفلوس إذا ما اشارك فيها و مجمدتها في البنك ..
هند : ساري قالها لج من قبل .. فلوسج أستثمريها في نفسج بس انتِ عنيده ..
وضوح : أي ساري يبني أدخل غرفة العمليات لترقيع للمره العاشرة .. بنظره بها الشكل أستثمر فلوسي بشكل صحيح !
هند : ساري يبيج ترتاحين بأي شكل .. و بما أن حروقج مسببه لج خجل و عدم راحة كرر عليج أقتراحه ..
*
*
*
سطح حلوله و أبتعد بذاته ...
كيف للعمليات التجميلية أن ترقع روحي و تجمل الذكرى التي وسمت في روحي .. كيف أنسى نظرته الأولى لي بعد أن عاين حروقي .. أشمئزازه و خوفه من الأقتراب مني ..
كيف أن أجمل ذاك الإحساس الأسود بهجرة مشاعره في ظلمة معاناتي ...
أنا مستعدة لتناسي جراحي و مسامحته على كل خطأ فرضته بشريته .. مستعدة أن أحيا من جديد عندما يكف عن تذكيري بما ينقصني .. فا لن يجمل ذاتي و يشعرني براحة إلا معرفتي بأن عينيه ما عادت ترصد تشوهاتي ..
*
*
*
ساري : كنتم تحشون فيني ؟
وضوح تبتسم : و ليش تظن ان كنا نحش فيك ..
ساري : لما دخلت عليكم سكتوا ..
وضوح : هند كانت تقول لي سوي العملية الأخيرة اللي مأجلتها..الظاهر تعتقد أن تشوهاتي مسببه مشكله بينا ..
ساري يتجنب النظر لها و يتجه لعلي الصغير الغارق في عالم ألعابه
: زرت اليوم مدرسة خاصة و فكرت أنقل علي لها .. بس ودي آخذ رايج فيها با الأول .. تروحين معاي باجر لها ؟
وضوح أخفت استيائها من تجاهله لسؤالها : أكيد من غير ما تطلب راح أروح معاك لأي مكان عشان علي ...
ساري يعيد النظر إليها و يبتسم : و الله علي كله بركه من نور البيت و أنتِ راضيه علي ..
وضوح تبتسم با المقابل : طلع الرضى أطعم من الصبر !
*
*
*
لا أريد أن أجادلها و أن أدخل معها في نقاش أعرف أنني با الأخير سأكون به المتهم الأول و الوحيد .. وضوح في كل يوم تحاصرني
في محاولات حثيثة لجري لخط النهاية .. و لو كنت أعرف بأنها سوف تكون عادلة أو على الأقل قادرة على أنتهاج الحياد لسلمت نفسي عن طواعية لتحقيق و المحاكمة ..
.................................................. .......... .....
*
*
*
ضمدت جراحي و عدت مع إشراقه الشمس متحاشيا الدخول من الباب الرئيسي ..
ليس خوفا من ملاقاة عذبي فانا على يقين أنه نفض عن نفسه كل الشحنات السلبيه التي علقت به منذ أن قرأ ما خطيته من خواطر
...تخلص من الغضب و بقيت فقط المراره .. سيشفى .. أنا على يقين فا أنا أعرف كم هو شخص قوي لا تهزه الريح و كم هي مملوكه عن رضى و غير مناضله للخلاص ...
عادت له أو لم تعد .. و تخلى عنها مؤقتا أم للأبد ..
ما رأيته با الأمس عند لقائهما أكد لي أنني خسرت .
*
*
*
ديمه التي صادفته في الممر : بسم الله .. شفيك ؟
أصيل يجول بنظره على هيئة ديمة : وين رايحه من ها الصبح ؟
ديمة التي استغربت سؤال أصيل الذي ما زالت تعتقد بأنه فاقد لذاكرة : بروح النادي ..
أصيل يفاجأ ديمة و يمسك بمعصمها : أي نادي يا الجذابه .. النادي اللي أطردوج منه لأنج بواقه ..
ديمه بهتت في مكانها : من قال لك ها الكلام الفاضي ..
أصيل : ذاكرتي .. ممكن أنسى كل شي إلا ذاك اليوم اللي رديت على أتصال عاجل بدال ابوي المشغول با أجتماع و التفاجأ بمسؤولة النادي تقول تعالوا حلوا المشكله قبل ما أتصل با الشرطة .. ما اقدر أنسى أني صرت بنص هدومي و المديرة توريني تصوير كاميرات الأمن و انتِ تبوقين موبايل موظفة الاستعلامات ..
ديمة بكفها الصغيره المحرره من قبضته تطبق على فمه بذعر : لحد يسمعك .. أنت وعدتني ما تقول لأحد ...
أصيل يبعد كفها و يعيد أسره لمعصمها : أنا وعدت مثل ما وعدتي .. و هذي أنتِ اول من فرح في فقدي لذاكره و بدى الجذب .. يله أعترفي و ين رايحه ...
ديمة : انا فعلا رايحه لنادي .. بس نادي ثاني مسجله فيه من أسبوع و ابوي بنفسه يوصلني كل يوم ..
أصيل يسترخي قليلا : ديري بالج يا ديمة أنا تراني للحين أراقبج و أي غلط يصدر منج با فضحج قدام الكل .. و أولهم أمج .
*
*
عاد أصيل .. و عدت للخوف من جديد ..
كنت أعتقد أني حظيت با فرصه جديدة و تخلصت من أصيل و مشنقته التي يلوح بها كلما أراد أن يستغلني ...
نعم .. أنا من ساعدته على كشف وصايف و الإيقاع بخالي .. و كم سيكون من المريع إن عرف الكل بخيانتي و مسبباتي ..
أكره نفسي .. اكرها و لم أعد أفهم لما أنا على قيد الحياة و ما أهمية تواجدي ؟!! ..
.................................................. .......... ........
*
*
*
تواجده مهم ... هكذا يشعرني شملان كلما عاد محملا بما يحب علي ... و كم أشفق على علي . . فا في صوته يتجلى البؤس حتى و هو ينطق بما يشتهي و يتمنى ....
يبدوا كا طير حر وقع في الأسر و رفرف في محاولة خلاص لتنكسر جناحاه و يفقد على أثرها قيمته و يصبح مجرد عبأ !
و ها هو على نهج واحد و وتيرة متناسقة يصر با طرقات حثيثه
على لفت أنتباهي .. و كلما طلبت منه أن يكف زاد في عناده !
*
*
وداد تقترب من الباب : و بعدين معاك . .راسي بينفجر و أنت من الصبح ما افترت أيدينك من الطق على الباب .. يا أخي ما تتعب .. أفففف ...
علي من خلف الباب : و أنتِ ما تملين و تتعبين من عنادج ..
وداد : ما راح افتح الباب .. و لما يجي شملان تفاهم معاه أنا مالي شغل ..
علي : أنا ما ابي تفتحين الباب . .أنا ابي تفتحين مجال لنقاش ..
وداد : بشنو ممكن أناقش مجنون ..
علي يفخم ضحكاته و يرتفع بها حتى ضج بها المنزل : ما جى في بالج أنج أنتش المجنونه و انا العاقل ..
وداد : و بعد تبي أتجنني معاك ؟!!
علي : انتِ أصلا مجنونه . .و إلا في وحده عاقل ترضى بعيشه مثل عيشتج . .يا مجنونه في وحده عاقله تزوج مجنون ؟!!
وداد بأسى : في هذي معاك حق .. أنا مجنونه و خبله بعد ..
علي : زين مدام أتفقنا أنج مجنونه اجل جيبي ورقة وقلم خليني اعلمج أبجديات الجنون .. عشان على الأقل تصيرين عظيمة في عالم ثاني ..
وداد تصمت قليلا لترد كاذبه : تكلم هذا أنا أكتب ...
علي : أكتبي أن أول ملامح الجنون تخيل ورقه وقلم ..
وداد تضحك بشكل مفاجأ : شدراك أني أتخيل ؟ . .هذا الورق و القلم قدامي و عيوني تشوف اللي ما تقدر أنت تشوفه ...
علي : حلو متفقين . .انتِ تشوفين و أنا أسمع .. يله هزي الورقه خليني أستمتع بصدى ...
وداد : بطل فلسفة .. شنو تبي تقول و جيب من الآخر لأني مصدعه
علي : أبي أطلع من ها المكان و إلا أنتِ في روحي أطلعي ...
وداد بحيرة : شلون ؟
علي : دفتري اللي أخذه سالم فيه فسحتي .. رديه لي .. أبي أكون معهم و عقلي صاير يخوني و ينساهم ...
وداد بفضول لا يناسبها : منو هم ؟
علي بدأ يهذي : مدري ..
*
*
*
تخلى عني من جديد بعدما مد لي حبل التواصل ...
أنا و هو كأننا عاشقان مسحوران .. نشتاق لبعض و عندما نلتقي يتباعد أحدنا عمدا عن الآخر !
...............................................
*
*
التقينا .. بعدما تركت هنا منتظرا لساعات كا تلميذ معاقب !
*
*
خالد بأول جملة نطق بها : أكره ها التعامل .. بس الشرها علي أنا اللي حطيت نفسي بها الموقف .. بس الشاطر يتعلم من أخطائه ..
هند احتارت في تفسير جملته .. هل هي اعتذار أم تحذير مما هو آت : أنا تعلمت أن في أول موقف توجه فيه لي أصبع أتهام و تشك فيني بيت أهلي هو مكاني و النقاش و الأستسلام للأتهام اكبر غلط أرتكبه في حق نفسي ..
خالد : لو عندي أدنى شك فيج ما خليتج يوم على ذمتي .. أنا أكره تجاهلج للي يغيظني .. لما أوصل لج أن سلوك معين ما أحبه يصدر منج أتوقع تحترميني و ما تمادين في استفزازي ..
*
*
هل يسخر مني .. أم .. أختار أن يقطع كل هذا الطريق حتى يقومني با طريقه أخرى بعدما فشلت طريقته الأولى ..
هذا إذا هو منهجك الجديد ؟!!
عقاب نفسي يغيض .. و كأن جسديا لم تكتفي من عقابي أيها المتنمر صاحب القلب الذي من حديد ..
*
*
هند مختنقة بعبرات هو صانعها : بس لا تقول شي ثاني يبجيني ..
يكفي أني كرهتك يوم هنت عليك .. خلي بينا شوية أحترام على الأقل ..
*
*
لم أجد التعامل مع الموقف .. و بدت المسافة الفعليه بيننا في تباعد
و يبدوا أنني على طريق الخيبات مستمر في المسير ...
عاجز أنا عن الوصول إليها فا مفرداتي شحيحه في التعبير عن ما أحبسه في قلبي .. و تصرفاتي دوما تعاكس ما أود في الحقيقه إيصاله ...
اعترف .. أعاني من إعاقة ليس لها مسمى أعرفه ..
.................................................. .......... .................
*
*
*
لم أخلد إلى النوم إلا بعد أن تأكدت بأن أصيل بخير و في فراشه نائم
يبدوا أنا و هو نعاكس الساعة اليت يلتزم بها الكل و أوالهم عذبي الذي أستيقظ بوجه جديد مليء بنشاط و اليقظه ... كأنه لم يحدث شيء في الأمس كأنه لم يكد أن يقتل أخيه الوحيد .. هكذا هو متماسك غير مبالي و يفكر دوما بما هو آت و لا يتطلع لما خلف وراءه !
*
*
فينوس قبل أن تستسلم لنوم العميق رن هاتفها لترد و هي بين الحلم و اليقظه : نعم ..
عذبي : نسيت أقولج .. جهزي نفسج بعد الغدى بنروح نسوي لج فحوصات الزواج ..
فينوس تهب جالسه : الزواج ؟!! .. انا قلت لك مو موافقه ...
عذبي بنبرة مسيطره : و انا قلت لج أنا عطيته و لا يمك ارد بكلمتي
فينوس با غضب لم يعتده أحد منها : و منو تكون حضرتك .. لا يكون ولي أمري ..
عذبي قبل أن ينهي الأتصال : أن رديتي لشملان برد وصايف .. ولج القرار ..
*
*
إبتزاز سخيف ..
يعتقد أنه ما زال يعرفني .. أهتم لمصلحة الكل و أضعها قبل مصلحتي ... لا . .أنا تغيرت .. منذ الآن لن أفكر إلا بنفسي .. و إن كان يريد وصايف عليه أن يغير عاداته و يصرح بشكل عادل انه من يحتاج لها و يبحث عن الأسباب التي تعيدها لأحضانه ..
و ليكف الكل عن استغلال طيبتي وأولهم هو ..
*
*
*
أغبى التعساء هم من يلتحفون أسمال الكبرياء
و أذكاهم إلى الآن لم يكتشف !
*
*
على الخير نلتقي بأذن الله ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
يتبع في [ 2 ] ..
روآية : وشايات المؤرقين ..
للكــآتبة ضحكتك في عيوني ..

[ 2 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزء الرابع عشر :

*
*
*
نهمل أحيانا ما نحتفظ به في أماكننا السرية
بدل أن نعيد تدويره و نعيده لحياتنا من جديد !
*
*
*
كنت أعتقد أن ترامي المسافة في سكننا الجديد سيتيح لي بعض الخصوصية .. فا كل ما علي فعله هو التزام حدودي ليلتزم بها هو مرغما ! .. لكن .. ظله و عبق رائحته يلاحقني في كل الزوايا .. و أجدني أحن له و أبغضه و أكره تواجده و أشتاق لقربه .. مزدحمة أنا بمشاعر متضادة و معقده ..
*
*
*
منذ ان أنتقلت لهنا و عادت هي لحياتي شكليا لم أخطوا لخارج المنزل لأكثر من دقائق لجلب حاجيات المنزل و لم اخرج لأكثر من ساعه لزيارة والدتي إلا و هي برفقتي مرغمه .. لكن ها أنا الآن من هو مرغم على العودة بعد إجازة قصيرة لعملي و هواجسي التي ما إن تنمو حتى أقطفها فورا زادت في إنتاجيتها هذا الصباح ! ...
*
*
*
خالد يتناول إفطاره بينما هند ترغم نفسها على تناوله من أجل جنينها : تقدرين تروحين لأهلج اليوم أنا اليوم برد الدوام ..
هند التي لم تقرأ في جملته أكثر مما أبدى : لا ماني رايحه اليوم .. أحس اليوم بنشاط بسوي الغدى و أغسل الملابس اللي تارسة سلة الغسيل ...
خالد مقاطعا : الغدا بجيبه معاي و البيت و شغله بتكفل فيه خدامه نص دوام بتجي العصر ..
هند من غير مبالاة : مثل ما تحب ..
خالد مستعجلا لها : أجل يله قومي أوديج لأهلج قبل ما أروح الدوام
هند و علامات التعجب قفزت على محياها : توديني ! .. يمكن ما لاحظت بس بين بيت أهلي و ها البيت باب مشترك أقدر أروح و أجي منهم من غير ما أطلع الشارع فما في داعي توديني و تجيبني
خالد بتذمر : أي نسيت .. زين متى بتروحين ؟
هند المرهقة من الحمل : برد أنام شوي بعدين لقمت أروح لهم على ما تجي ..
خالد مهاجما : توج تقولين أحس بنشاط ..
هند بهجومية مماثلة : تصدق ها الكلمتين معك أرهقتني و استنفذت نشاطي كله ..
خالد ببرود حمله التجاهل لما صرحت به : مدام أرهقتج انا أقول روحي لهم اللحين و غرفة العزوبية موجودة و نامي النهار كله لين أرد من الدوام ..
هند التي استشعرت أن وراء إصراره غيرته المقيته : زين ..
*
*
*
لم أرد أن أذهب بعيدا بنقاش لأني أعرف أن بتصرفي سأؤجج شعلة الخلاف التي لم تنطفئ حتى بعد رجوعي .. و رضاه الشكلي بما أشترط أخي من محل الإقامة الذي فرضه عليه ما هو إلا تصنع و مهاودة حتى يأخذ طفله و يلقيني خلفه ..
هل يعقل ؟!!
هذا مقصده من كل هذه التمثيلية . تركي والذهاب في طريقه ؟!!
*
*
سأذهب و سأترك كلي هنا معها .. لا أعتقد باني سوف أفكر أو أنجز أي شيء و هي تملأ أفكاري .. هل علي أن أجلس ها هنا حتى أتأكد من ذهابها لأهلها .. و حتى إن ذهبت كيف أتأكد بأنها سوف تبقى هناك طوال النهار و لن تعود لساعة أو أكثر لشقتنا ..
و لما تعود ؟! ..
أنا لست هنا و ليس لديها أي عمل عليها القيام به ! ..
تبا .. ها أنا أعود بتفكيري لتلك البئر السوداء التي لم تسقني إلا المرارة ..
*
*
لست غبية و قد أصبحت محترفه في قراءة تصرفاته .. وقوفه كل هذه المدة أمام المرآة ما هو إلا محاولة لتباطؤ بغية التأكد من رحيلي قبله .. يكفي أنني رأيته و هو يتردد مرارا على النافذة كأني به يتأكد من مغادرة شملان قبله ..
يا لتعاستي .. أعيش مع زوج لا يثق بي و لا با نفسه .. و ها أنا أجد نفسي مضطرة لتدقيق بخطواتي و كل مفرداتي .. و أجد نفسي في ألاوعي أتجنب كل ما يثير شكوكه كأني لص خائف من أن ترصد آثاره و تحلل تحركاته ..
الوقت مع قليل من الحظ ... هو كل ما أعتمد عليه .. فا في مروره أأمل أني سوف أكتسب ثقته و مع ولادة طفلنا قد يجد بعض الراحة و يعرف أنني لا أرى غيره زوج و رب لأسرتي الصغيرة ..
و يا لخيبتي إن عادت بي آمالي للوراء و تركتني في بوتقة البؤس
أبنة غير مهمة و عبأ آخر في ذلك المنزل ..
و يا لتعاستي أن عجلت مخاوفي الظهور لأصبح زوجة مهملة و موسومة با العار مع طفل منبوذ يحمل وشم يرمز لخطايا الكبار ...
لا ..
حتى وإن قرر نبذي لا اعتقد أن يمكن له نبذ طفله و الشك با نسبه ..
هذا جنون ..
ولما لا .. أليس هو نفسه من جن ورماني با القبح أمام الماره ...
ياااا .. أنا مقيده هنا بآمالي و مخاوفي و لا أعرف ما علي فعله أو تجنبه بينما اعرف يقينا أن المشكلة تكمن فيه لا فيما أبدي أو أخفي .
.................................................. .........
*
*
*
محاصره با العتمة في مكان ضيق با الكاد يتسع لي و غبائي هو من حبسني هنا .. نعم فا فاطمة مجرد طفله مشاغبة أما أنا فا بالغة بعقل ساذج ..
مرت ساعة كاملة و لم يأتي أحد لنجدتي .. و يبدوا أنني سوف أبقى هنا حتى يلاحظ أحد اختفائي .. و هو ما أشك به .. بما أن الصغيرة ردينه الوحيدة المهتمة بي ليست موجودة فا ليس هنا في هذا المنزل كائن حي يبالي بي ! ..
و كم أنا مشتاقة لتلك الصغيره فمنذ دخولها المشفى و هي في رعاية والدتها و لم يتسنى لي رؤيتها أكثر من دقائق فا والدتها لا تقل شرا عن أبنتها فاطمة فكلاهما أبديا لي مشاعرهن السلبية بكل مفرده و تصرف في اتجاهي ..
*
*
*
على مائدة الطعام أجتمعنا للمره الأولى بعد مواجهتنا الأخيرة .. و كا عادتنا تصرفنا بأعتيادية و بكل طبيعيه تبادلنا الأحاديث السطحيه
فليس هناك داعي للعدائية و با الأخص أمام والدينا ...
لكن من لم يكن طبيعيا و بدا جدا سلوكها غير اعتيادي هي فاطمة
لم تكف عن الابتسام و التهام كل ما قدم أمامها من طعام ..
كان الكل فرح با سلوكها الجديد أما أنا رأيت بها نفسي عندما كنت طفل شقي عاد لتو من ساحة مشاكسته حيث وقع في فخ مقالبه أكثر شخص لا يطيقه ! .. لذا ما أن انتهينا من تناول وجبة العشاء حتى توجهت لها مستفهما عن سر سعادتها .. وجاوبتني بكل ثقة و بعينيها يتراقص الخبث أنها تخلصت من وداد للأبد في أضيق مكان سوف به تختنق !

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات