رواية وشايات المؤرقين -12

رواية وشايات المؤرقين - غرام

رواية وشايات المؤرقين -12

لم يعد بيدي أي عمل متبقي ..
ردينة الصغيره نائمة بينما عبدالله في نادي الناشئين و عندما يعود سيسارع لفراشه و هو بذات أكثر المستقنين عني .. فا هو دائما يقوم بعمله على أكمل وجه و لا يبدوا بحاجة لأي أحد !
يذكرني بسالم .. وكم أتمنى لو أن يمكن لي العودة الليلة مبكرا .. فا أنا مشتاقة جدا لذلك المشاكس .. أشتقت له و لأحاديثه الممتعه ..
و أشتقت أن أعامل بلطف ! ..
فا سالم أخي الذي يصغرني بأعوام ليست بقليلة هو الوحيد الذي أشعر با لطفه و محبته الخالصة لي ..
فا أنا لا أعرف شخصا آخر أحبني أو أهتم لوجودي ..
بلى .المجنون علي في ساعات صحوه يخبرني بأني أهمه و أنه يحتاج لي .. لكن عندما يغيب عقله ينكرني و لا أعود إلا مجرد غريبه لا تهمه بشيء ..
غريبه .. هكذا نعتني ذاك المتأصل با الغرور و التكبر ..
*
*
.............. من ذاكرة وداد القريبة ..............
أصيل : تذكري انتِ غريبه .. و ما يحق لج تحققين مع عيال أخوك في امور ما تعنيج بشي ..
وداد بخجل : انا ما حققت أنا بس كنت بفهم سبب كره فاطمة لي .. كنت أبيها تفضفض لي و أقترب منها أكثر ..
أصيل : الأخت معالجة نفسيه ؟
وداد و حمرة الخجل مازالت تكسوها : لا ..
أصيل : عندج أي شهادات معتمده فيما يختص با التربية الحديثه ..
وداد التي علمت بأنه في صدد تأنيبها : أنا ما أملك شهادات با المختصر و كل اللي أملكه أحساسي .. أنا أحب الاطفال و اعرف أتعامل معاهم ..
أصيل بضحكه قصيره متهكمة : و الدليل تعاملج مع فطوم و نتيجته
وداد لدفاع عن نفسها .. هاجمت : و من تكون حضرتك .. أبوها أو
مجرب لمعنى الأبوة .. و إلا عندك شهادة معتمدة في ..
أصيل مقاطع و على محياه ابتسامة ساحرة : في التربية الحديثه ؟ .. لا .. بس عندي خبرة صغيره مع ولد عمي الله يرحمه .. ما اقول أن فاطمة مثل حالته بس أعرف شلون أتعامل مع اللي أحساسهم متعب
وداد التي شعرت بان مجرى الحديث بدا يأخذ مجرى آخر أكثر خصوصية : حنا مو في مقابلة عمل أو نسوي بحث أجتماعي .. و أعقتد أن كلامنا كله ما له معنا .. إذا عندك ملاحظات علي تقدر تبلغ الآنسة فينوس أو الوالدة يعطوني باقي معاشي و أنا أتوكل على الله
أصيل : لا أنا مو قطاع للأرزاق .. و بعدين يكفي أن ردينه حابتج .. أكيد في سر للحين ما عرفته ..
*
*
*
بين حديثه الذي يبدوا جدا عادي هناك شبح التلاعب .. لا أعرف إن كان خبيث أم صريح أم متساهل بحديث .. أما أنا أتيت من عالم مغلق لعالم أكثر انفتاحا !!
قد لا يكون حديثنا شيئا مهما في نظر هذا المتباهي بعنجهيته و غروره لكنه لي حديث يحفظ و تكرره مخيلتي بتفاصيل مبهرة !
فا عندما يقطب حاجبيه أحفظها إعجاب و عندما يبتسم بسخرية أكررها ضحكه شجية .. و نظراته الوقحة أراها في منتهى العذرية
و ها أنا في رحلة أرق معتادة .. بين ضمير معذب و قلب ينبض بشيء لهذا الغريب .. لكن ماذا عن من زوجت له و هو فاقد للأهلية .. كيف أخونه في تفكيري .. هل أنا ملعونة ام مجرد حمقاء أصابها غريب بمرض العته و جنت من دون أن تعلم !
*
*
.................................................. ..........
عادت كما توقعت .. ماهرة في تنفيذ ما تضع إرادتها خلفه ..
هند ستعود مع شروط تبدوا جدا ملائمة .. و أنا أعطيت الضوء الأخضر بمتابعة مخططاتي .. و ها أنا في كامل أناقتي بانتظار أهل لعريس المستقبلي ..
*
*
هند تدخل غرفة فينوس و معها فاطمة : شوفي منو زايرج ..
وصايف التي تفاجأت با فاطمة تقذف بنفسها بأحضانها : حبيبتي فطوم .. منو جايبج ؟
فاطمة : بابا ..
هند من وراء فاطمة تصرح لأختها بمخاوف خفيه : و هو عند ساري في الديوانية .. تقول أمي ساري لزم عليه ينزل يتقهوى ..
وصايف : كلش مو وقته .. فطوم حبيبتي روحي مع خاله هند شوفي شنو شرت للبيبي لاني أنا يا ماما مشغولة بيجون ناس يزرون أمج العوده و لازم أساعدها ..
فاطمة : بس أنا علي أختبار و جبت كتابي عشان أدرسيني و ما ادرسني وداد ..
وصايف أستغربت من الاسم : منو وداد ..
فاطمة : وحده كل عصر تزورنا .. و عميمة ديمة تقول بتسكن معانا و تجيب لنا اخوان ثانين ..
وصايف صعقت : شنو ؟!!
هند التي تعرف من هي وداد من ديمة : هذي سوالف ديمة ما تعرفينها تحب الغشمرة .. وداد حطتها أم عذبي مشرفة على المربيات ..
وصايف التي لم تستوعب تبعثر مشاعرها : تكون اللي تكون مو مهم ..
*
*
*
عذبي يراقب علي الصغير الذي لا يكف عن الحركة : ما شاء الله ولدك نسختك ..
ساري : حتى أمي كل ما شافته تقول كأنك رديت لي صغير ..
عذبي يرتشف الباقي من الشاي : شعندك يا أبو علي ؟ .. آمرني ؟
ساري يبتسم بإستغراب : ما يامر عليك عدو .. ما ابي إلا سلامتك ..
عذبي : لا تشككني بحاستي السادسة .. من أصريت علي انزل و أتقهوى و انا أقول عندك شي ..
ساري : في هذي ما أخدمتك حاستك السادسه .. كل الموضوع أن .. الأهل مشغولين و أنا و علي منبوذين في الديوانيه و هو مثل ما انت شايف ما يحتاج أحد يونسه أما أنا أبي أحد يرد لي الصوت و ربي جابك ..
عذبي : عطني صوت و أرده ..
ساري حزم أمره : تخيل العالم صارت تخطب المطلقة حتى قبل ما تخلص عدتها .. ما عاد العالم تهتم با الحلال و الحرام و لا اللي يجوز و مفهوم با الأعراف ..
عذبي الذي كان يلعب بسبحته توقف : العده يومين و تخلص .. و ما يهم .. الله يوفقها ..
ساري بخيبة : معاك حق يطيب خاطرك بس ظنيت أن يهمك تعرف
عذبي : لا .. ما عاد يهمني إلا عيالي يكونون بخير في بيتي ..
*
*
*
لم أستطع أن أستجمع أفكاري و فشلت في إدارة أدوات التمثيل التي طالما امتلكتها .. و أحتجت لتنبيه من أنفال مره و من وضوح مرات عده حتى أشارك و لو با القليل في الحوار الذي دار و مركزه ما هو آت ..
*
*
وضوح تدخل المطبخ وراء وصايف : خلي من ايدج و قولي لي شسالفتج .. ليش عقلج مو معانا .. الحريم ترى لاحظوا ..
وصايف المتوترة : أسمها وداد ..ديمة تقول لعيالي أنها أمهم الجديدة .. شفتي مو بس أنا اللي أفكر أبدأ حياتي من جديد .. و أنتِ و ساري تلوموني ..
وضوح : شكلج أنتِ أولنا .. وهذا أنتِ تلومين نفسج و نسيتي هدفج الجديد في لحظة .. و إلا كنتِ تبين تحرينه .. و تقولين له شوف للحين أنا مرغوبة و أقدر أبيعك و غيرك يشتريني ؟!!
وصايف المقهورة تضرب بكفيها الطاولة : بس .. بس يا وضوح ..
أنتِ بس اللي تعرفين .. أنتِ بس اللي ممكن تفهمين .. لا تقهريني أكثر . لا تقهريني ..
وضوح تقترب من وصايف لتمسك بقبضتها : تماسكي يا وصايف و كملي اللي بديتيه .. خلاص عذبي ماضي و انتهى ..
ساري الذي أقتحم المطبخ و علي النائم محمول بين يديه : و هذا رايه هو بعد ..
فينوس ألتفتت للخلف متفاجأة من وجوده و ما ألقى على مسامعها : رايه ؟ .. و من قال له راي في حياتي أو أنا يهمني رايه
ساري : أنا .. أنا كنت أعتقد أن يهمج رايه و أنتِ تهمينه .. بس طلعت أقيس كل مشاعر البشر بإحساسي .. قلت له انخطبتي و قال ربي يوفقها .. طابت نفسه منج يا فينوس ..
فينوس تصرخ با ساري غاضبه : أنا اللي بعته .. أنا .. مو هو .. تفهم .. مو هو ..
وضوح المتوترة من فقد وصايف لأعصابها : بس قصري حسج .. نسيتي أن عندنا حريم ..
وصايف التي جنت : خليهم يسمعون ما يهمني .. خليهم يعرفون اني بايعته .. بايعته و ما ابيه و ما أبي أتزوج لا من ولدهم و لا من غيره .. كرهت كل الرجال .. كرهتهم كلهم ...
*
*
تحولت ليلتنا إلى مأساة .. عمتي التي وُضِعت في موقف محرج لم تكف عن الدعاء على وصايف و الخالة أم ديمة لم تبرح سجادتها
مستغفرة و داعية لنا كلنا با الراحة .. أما أنفال و هند استغلوا ما حدث لبدء معركة جديدة ..
*
*
أنفال : و جايز لج شرط ساري ؟!!
هند : ما عرفت لج .. أن طعت ساري و إلا عصيته النتيجه وحده عندج ..
أنفال : تطيعنه با المعقول .. لما يقول لج لا تريدن معاه حق و لما يقول ردتج مشروطه معاه بعد حق .. بس لما يحط شرط صعب و ألقاج طايره فيه و موافقه هني بحط ألف علامة تعجب .. و موقفج كله أفسره بجهل ... الشرط اللي وافقتي عليه يدل أن تفكيرج محدود
هند : يا سلام .. لما أوافق أنه يأجر شقه من شملان في بيت عمي اللي بصف بيتنا أصير صغيرة عقل و ما افكر ؟!!
أنفال : أنت صاحيه و إلا مجنونة .. اللحين شنو سبب خلافج معاه .. مو غيرته .. و تروحين أنتِ و اخوج تشرطون عليه يطلع عن أمه و أخوانه في بيت ولد خال مرته .. و ين صارت هذي ؟!!
هند : الظاهر ما عندج خبر ..
أنفال : ما يبيلها أحد يعطيني خبر لي عيون و تشوف .. شملان ما رمم البيت و زينه إلا يبي يأجره و يستفيد من إيجاره و يقعد فوق روسنا للأبد ..
هند : شفتي أنج خبله و ما تدرين عن شي ...
أنفال : لا تقولين خبله لأن ما في أخبل منج ..
هند : زين أنا الخبله أدري أن شملان خطب فينوس و كل ها الترتيب و الترميم لها و بما أن البيت كبير و قلب شملان أكبر هو اللي تزهل و قال لساري باجر لهم الدور الثاني بسعر معقول و بنتنا عندنا و ما راح نخاف عليها ..
أنفال المصدومة : فينوس بترد .. و شملان صار قلبه كبير من وجهة نظرج .. سبحان اللي يغير ولا يتغير ...
وضوح التي كانت جالسة معهم : الظاهر يا أنفال نسيتي أني قاعده
معاكم ...
أنفال با حرج لم يسبق أن شعرت به : انا آسفة وضوح .. جد آسفة ..
وضوح تنهض بهدوء : حصل خير ..
أنفال تلحق با وضوح : وقفي شوي و أسمعيني ..
وضوح : آمري ؟
أنفال : تلوميني في شملان .. من وعيت على الدنيا و كل مشكلة تصير يطلع وراها شملان ..
وضوح : أو يمكن كل مشكله تصير ما يحلها إلا هو .. حتى لو ما جاه من وراها خير ... حتى لو الكل أسئلوا بشك .. هو شنو مستفيد ؟
قلبوكم العمية و نفوسكم الموسوسة ما لقت إلا تفسير واحد لتصرفاته
أنفال بتحدي : و شنو سبب تصرفه القاسي مع فينوس ؟ .. تقدرين تبررين له .. شنو اللي خلاه يساعد أبوي و يخطط له عشان يختلس كم ألف من ردينه و لا تقولين لي أنه يبي يرد فلوسه لأن هذا مو منهج سليم و لا يبرر السرقة..
وضوح التي لا تجد تفسير واضح : لأني أحبه و اعرف قلبه أكيد بلقى له في يوم سبب ... و بجي و أقول لج شفتي يا أنفال .. هذا هو السبب ...
.................................................. .......... .......
*
*
*
السبب الذي سردته له هو نصف الحقيقة ..
عندما حاصرني و بشكه شوه طهر فينوس أخبرته بان والدته و قهري هو من جعلني أسخر فينوس كأداة انتقام ...
لم اخبره أن عجزي عن الإنجاب و رغبة فينوس الجامحة بتواجد طفل يربطنا أصاب عقلي بمقتل .. و جننت .. و تصرفت بشكل أهوج .. فا كيف تجرأت و با قلبي عبثت ... كيف ربطت حبي لها برابط لا نحتاجه .. شعرت بأنها توقف حياتنا على موضوع واحد .. كأني بها تخبرني في يوم .. كفى لما يعد هناك ما يربطنا .. و ما عاد القلب لك بنابض !!
و فرصه .. قدمها لي و بأنانية عاشق وافقت و أنا أتنفس من جديد ..
ستعود لك هكذا أخبرني .. و كم .. كم .. صليت و بدعائي لله اتجهت أن يفي عذبي بوعده و أن لا يكون أوهمني و مني أنتقم ...
فا ما عدت أقوى .. و الحنين يعصف بي و أنا على عتبة الشوق متعب أرتجف من البرد و أحلم با النوم ! ...
و كيف لي أن أنام و هي تحتل الوسائد و أنفاسها تتمخطر بين طيات الأغطية .. و رنين همساتها الباذخة من شفتيها المكتنزة يداعب مسمعي كلما خنت نفسي و عريت الذاكرة .. فينوس هي الأنثى التي غزتني و بسهام العشق سبتني و لها استسلمت للأبد ...
*
*
*
ماذا يريد هذه المره ..
فا رجل مثله لا يحتاج لجارية تردد على مسامعه قصائد حنين ..
و لا طفلة كلما رأته هرولت نحوه باحثه عن كنز جديد ..
بعنفوانه .. و شرقيته المتكبرة يمكن له أن يسطو على قلب أي أنثى
و ممكن له أن يأسر و يستعبد .. و يحرر و يملك .. نعم هو بهذه القوة ..عاطفيا .... أم .. أنا بكل بؤس قاحلة و رأيته غيمة ؟!
و كم يستهويني المطر ! ..
و رائحة العشب المبلل في جنائن عاطفته ... .. و العود المعتق بين طيات قميصه و رائحة عنقه الفارع و صوته المبحوح بسرمدية ينسج بها حكاياته المسائية ..
و متي يصبح الاكتفاء .. ممكن .. متى يحين إطلاق سراحي من أصفاد عشقه .. متى أتحرر .. و أنا من أتقن التزهد !
*
*
*
أبو عذبي : ما أنتِ بلاقيه أحسن من ولد عمج .. و هو شاريج و بيحطج فوق راسه ..
فينوس : و شنو يا يبه اللي بيختلف ها المره ؟ .. مو هو يقول ان السبب أمي .. و السبب للحين موجود ..
ردينه الأم : السبب الأول ما عاد مهم لانج أهم .. و هو أكيد حس بقيمتج و ان ما في شي يسوى قدامج ..
فينوس تتنقل بنظرها بين والدتها و والدها : تعتقدون أنه فرصتي الوحيدة .. قولوها بصريح العبارة و لا تقعدون تألفون له أعذار .
أبو عذبي يقف أمامها ليقبل جبينها المتوتر : انتِ عندنا محد يسوى ما طاج يا بوج .. لا تعتقدين أن مرخصينج .. بس حنا نبي لج الخير و ندري ان شملان مهما كانت عيوبه إلا أنه الأنسب لج .. بس القرار لج ..
ردينه بعد أن غادر أبو عذبي تحدثت بجدية : بتردين له ..
فينوس بخيبة لم تخفيها : بتقررين عني مثل ولدج ..
ردينه نطقت بما كانت تفكر به لأعوام : اللي صار بينكم من فعل فاعل ... وحده ما تخاف الله ..
فينوس باستغراب : من تكلمين عنه ؟!!
ردينه بعد أن تنفست بعمق : علي الله يرحمه كان مسحور و هذا اللي لخبط عقله بس محد درى و السبب أبوج .. أبوج اللي غطى على فعول أم ديمة ... كانت مسويه لي سحر عشان يطير عقلي و ما طار إلا عقل المسكين علي ..
فينوس ذهلت : سحر ؟!! .. يمه لا تبلين على الحرمه .. أنا من عرفتها و هي مصلية و مسميه ..
ردينه : لا يا أمج كلش و لا أني أتبلى على أحد خاصة با موضوع مثل هذا .. أنتِ تعرفيني .. هي بنفسها قالت لأبوج لما عرفت أن علي هو اللي أكل السحر .. كانت تبيه يساعدها تسافر لمشعوذ يفك عنه السحر بعد ما عجزت مع مشعوذتها المحلية ..
فينوس انهارت على المقعد : معقول ؟!!
ردينه : اي معقول تكون هي السبب في انفصالج عن شملان .. و إلا شلون فجأة قرر يطلقج و أنتم ما كان بينكم شي ..
فينوس التي تعقدت أفكارها : و ليش عاد تسحره ؟!! .. و بعدين مدامها أعترفت لأبوي و كانت تبي تساعد علي هذا معناه أنها تابت
ردينه : يا قلبج الأبيض يا فينوس و يطهر نواياج .. ما تعرفين ها الحية اللي ما تخاف الله شنو ممكن تسوي عشان ترد ابوج لها ..
*
*
*
هل يعقل أن يصل بها العشق إلى الكفر ؟!!
لو كنت في مكانها و شملان با الجهة المقابلة هل كنت سوف أتبع ما تجرأت و أتبعته ؟!! .. هل يعقل أن يتحول العشق للعنه تشوه طهر القلوب و تنفيه لهلاك محتم !
*
*
و لكم أترك الأجوبة !
انتهى
\
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


السلام عليكم ....
ما تحتاجون ترديد الأعذار ...
بس أوثقها لنفسي ... كانت حياتي ها الأسبوع دراما ...
*
*

الجزء الثاني عشر :

*
*
في البؤس يتحالف الضد مع الضد
ليكون العوز ناتج احتواء المتسولين من عدم ...
*
*
*
منبوذة كا ثكلى أرقت كل من حولها بسوداوية تقاسيمها من معطفها البالي حتى وشاحها المنهك الذي مزقته الريح العاتية رغما عنها ...
هكذا أشعر ..
فا الكل يتجنبني .. منهم من أعتدت على تجاهله و منهم من بدء لتو و لم أعتده منه ! ..
و السبب .. آرائي و صوتي العالي ... هكذا فهمت !
فا هند التي تردد أني لم أعد أفهمها اختصرت كل أسبابها بأنها أصبحت زوجة و في طريقها إلى أن تكون أم و أنا ما زلت آنسة و من الهموم خالية !
أما ديمة الصديقة ابنة العمة الحبيبة لا تشاطرها الرأي كليا و إن اتفقت معها بأهم جزئية .. فأنا أيضا على حسب ما ترى لا أفهمها لأن با الظاهر يبدوا أننا نتشاطر الكثير من الهموم و في الباطن تحمل هي همها من دون أن تفسر ! .. و ها هي تتجاهل اتصالاتي بعد انقطاع زياراتها الدورية لمنزلنا ..
أما فينوس صرحت من دون أن تجامل أنها تمقت فلسفتي الفارغة فما أعتقد يُنسب لتنظير فقط لأنه لا يستند على تجربة بكل تأكيد .. و " على رأس قائمة التجاهل " وضعت أسمي أنا !
أما ذاك الأخ فا هو دوما كان بعيد .. ليس كا أصيل و لا عذبي لفينوس و ديمة و لا شملان لوضوح أخته الوحيده ..
ساري في سجل العائلة أخ و في حياتنا الحقيقية مغترب نسينا ملامحه .. حتى عندما أراد أن يقترب و يمارس دور الأخ الأكبر بدا جدا هزيل و لا يمكن له ملأ الدور ..
و ما صرحت به هذه المره هو ناتج تجربة و ليس تنظير و فلسفة .. و ساري لا يليق به أن يغير الصورة بعد أن بروزت و في وسط الذهن علقت ..
لكن النتيجة من الكل هوجمت !
و أول المهاجمين هو والدي الذي رأى الفرصة له سانحة بتخلي عن مسؤولياته ..
أما والدتي التي ترى أبنها الوحيد شيخ القبيلة و اكبر حكمائها كانت من أقسى المهاجمين لي حتى أنها لقبتني با المعقدة سليطة اللسان !...
أما عمتي التي عرفتها دوما مستسلمة حاولت توجيهي بما تعتقد هي فقد أخبرتني بان من المؤذي لي أن أصرح بما أعتقد دائما لان طبيعة البشر تفرض التناقض و في خيالاتها ترى العدو في كل من يحاول أن يفسر الحلم بمعناه الحقيقي !
و ها أنا غريبة في عالمي الذي ولدت به و روحي تتوق لوطن فعلي لا مسكن وهمي في الفضاء الخارجي !
*
*
*
هي أكثر الغرباء مواطنة ..
و أنا أكثر العابثين قبحا ...
قبل عامين و نصف راهنت أصدقائي باني سوف أملك أكثر صفحات الأنترنت زيارة في عالمنا العربي .. و الفكرة جدا بسيطة
وطن لكل الغرباء ..
لا .. لم أكن ثوريا و لا مهتم في مداواة آلم شباب الأمة .. أنا فقط مهرج يريد أن يجد ما يضحكه حتى لا يضحك على نفسه !..
تسليتي كانت مشاكلهم المركبة و عواطفهم المهزومة .. كنت أقرأ و أتسلى و أحيانا أتندر و في قليل من الأحيان أتعلم !..
و لخيبتي أن كل المغتربين في محطتي يعتقدون أنها مصيف يقضون به شهور قصيرة و يعودون بعدها للوطن !..
لذا لم يكن من بينهم من يستحق أن يأسر انتباهي أو حتى كان له سهم مرتفع يطير للأعلى بعداد الزوار الذي أزمني .. فقط هي .. نجمة الغرباء ومواطنتي التي وهبتها رتبة من الدرجة الأولى .. فقط هي من أتشوق لقراءة همومها و سبر أعماقها لتكون قضيتي و أنا قائد ثوارها .. و من خلال هذه الأزرار أوجهها أنا المثالي ...
" صرير الخوف دوما هامس ..
عيشي بأكثر من وجه و أنطقي بأكثر من لسان و أهوي بقلب واحد لعلك تسعدي أو في أسوء الحالات يسعد الكل إلا انتِ ! "
*
*
*
خالد الغاضب يقتحم غرفة سند : أنت شقايل لأمي ..
سند يغلق متصفحه قبل أن يلمح خالد ما أرسل : قلت لها اللي خايف تقوله ..
خالد يزجر بغضب متنامي : و من قالك أني بطلع و أخلي أمي وراي ..
سند مهاجم : عيونك و حركاتك و نفسيتك و كل شي فيك يقول أعتقوني و خلوني أروح لها ..
خالد يطبق بقبضتيه على عنق أخيه : راحت روحك يا الغبي ... هذا اللي فهمته .. ما فهمت أني بصير أب و قاعد أفكر با اللي جاي ؟!
سند يتخلص من قبضة أخيه : و تفكيرك و قرارك طغى على تصرفاتك وبان أنك ضايق و كلنا ضقنا معاك .. و بعدين يا أخي أمي أرخصت لك خلاص فكها و روح راضي المدام و اسكن وين ما تبي ..
خالد بعتب : واضح أنك كبرت قلب أمي علي لأن نبرتها و نظرة عينها لي ما عرفتها .. ما توقعتها منك أنت با الذات .. على العموم أنا ما راح اطلع من ها البيت إلا و أمي معاي .
سند بفزع : وين بتاخذها .. ليش هي أمك بروحك ..
خالد بتصميم : أم خالد أمنا كلنا .. بس هي كبرت و تبي اللي يراعيها مو اللي يحملها هموم فوق تعبها .. أنا قلت لها أقتراحي و بأذن الله راح ترضى و بحطها أنا و زوجتي فوق روسنا و ندللها .. و أنتم عاد كبرتوا و تقدرون تعتنون بنفسكم ..
سند يلحق با خالد الذي غادر من دون ان يرى ما ترك وراءه : وقف و كلمني .. أنت اللحين بتعاقبني ؟!! .. أمي لو تروح معاك بينشغل قلبها علينا .. و حنا أربع من روحها و أنت طيرها اللي كبر
ولقى له عش ثاني .. لو تقيسها با التعب معانا بتكون أمي مرتاحة ..
خالد و على ملامحه بان الألم : أنت شلون تفكر .. با فهم .. اللحين أنا صرت واحد و أنتم أربع .. صرت غريب .. مو مهم .. مو أنا أخوكم الكبير اللي طول ها السنين سند لأمي و لكم .. شفيك فهمني .. شنو اللي تغير ؟!
سند بضيق : أنت اللي مو راضي تفهم و ما تفكر إلا بنفسك .. حنا أربع شباب غيرك عزابيه في البيت و جبت مرتك و حكرتنا لا هي ماخذه راحتها و لا حنا ماخذين راحتنا .. و أمي حطيتها بينا ..
و كل اللي أنا سويته اقنعت أمي أن هذا الحل بيريح الكل ..
*
*
إلا أنا من لن يجد الراحة .. كل الحلول لي تعاسة ..
لا أتخيل أن أعيش بعيدا عن أمي و لا يمكن لي أن أتجاهل شوقي لهند و ليس بمقدوري أن أمنع نفسي من الحلم بممارسة الأبوة لذاك القادم .. أنا في معضلة ... أولها يبدأ بأم أنا طفلها البكر الذي كلما شعر با الوجع سارع لأحضانها يشم رائحتها حتى يسكن كل ألم .. و ينتهي بحب ينمو لتلك الأنثى البسيطة التي عقدت حياتي ..
و شرط أخيها فاجأني لكن استوعبته مرغما حتى لا أتمادى بأخطائي !
.................................................. .......... .....
*
*
بعض الوجوه تذكرك با البكاء فا هي تنطق با الحزن .. فا فيها تتشوه كل بهجة بلمحة من مهرج يتذاكى با رسم التغابي ليسعد الكل و يبكي سرا على وجع مترامي ..
من وجهها عيناي دوما كانت تهرب حتى لا ترصد ملامحها المعجونة من عبرات و آهات .. كانت كابوس حي لضميري المعذب فقد كنت أحمل وزر أمي و أرى العاشقة أمامي تتعذب لأكتشف أني كنت بلهاء ساذجة تحاول أن تحوز على عفو من غير ذنب !
و ما أسرت به أمي فسر بعض ما كنت أجهله على الرغم من أنه شوش علي بوصلة إحساسي ..
نعم كانت تبدوا مؤمنة خاشعة و دوما مبتهلة لكن أنا متأكده أن امي لا يمكن أن تتهمها با هذا الفعل العظيم من غير أدلة .. لا يمكن أن تكذب أمي . و لا يمكن أن يكذب هو ...
*
*
أبو عذبي بنبرة مفزوع : و من قالج ؟!
فينوس تتملص من الإجابة : عرفت ..
أبو عذبي بتهكم واضح : يعني نمتي و قمتي و عرفتي !
فينوس بخجل : أكيد لا .. عرفت من أحد ما أقدر أجذبه ..
أبو عذبي بنبرة محقق : امج قالت لج ؟
فينوس التي تستصعب الكذب : أمي قالت يمكن السبب اللي جنن علي هو نفس السبب اللي جنن شملان و طلقني و حنا ما كان بينا شي ..
أبو عذبي بانت على ملامحه الغضب : و فرضنا . .و شخلى شملان يصحى من جنونه .. عالج مثلا ؟
فينوس عن جهل : ما عندي إجابة ..
أبو عذبي يؤشر لفينوس : تعالي أقعدي قدامي و خليني أفهمج ..
فينوس اقتربت و أصغت لوالدها باهتمام ...

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات