بارت من

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -9

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -9

فقلت تعال معي وأيضا ناديت الرجلان أن يأتيا
حتى وصلت للمكان الذي صفعني فيه وقلت له قف هنا فوقف فقلت له في نفس مكانك كنت واقف وأنا لا زلت بالمرحلة الثانوية صفعتني على وجهي أشعلت تلك الصفعة نار الأحقاد في قلبي وآن الآوان أن أطفىء هذه النار
فقال أمين عبده والله إني لا أذكر ذلك ولكن خذ حقك مني وأصفعني ولا ترفع بالأوراق
فقلت لن أصفعك بيدي بل بحذائي التي بيدي
فقال أمين عبده أما هذا فلا
فقلت إذا سأرفع الأوراق اليوم
فقال أمين أصفعني بحذائك وأترك الأوراق في درجك
فنزعت حذائي من قدمي وصفعته بكل قوتي
فنظر لي أمين نظرة ذكرتني بنظرتي حين صفعني كنت أشعر حينها بغضب شديد ومع ذلك لا أستطيع فعل شيء
بعد ذلك أرتحت وشعرت أني حققت بعض ما عزمت على فعله
ثم بدأت أبحث عن شريكة حياتي وكنت أعرف شخص منذ أيام الثانوية أستمرت صداقتنا وكنا دوما نتراسل بل قد خدمته أكثر من مرة فجئته إلى البيت ورحب بي واستقبلني خير استقبال وكنت أعرف أن له أخت متخرجة من الجامعة فقلت له أريد أن أخطب أختك
فتلعثم وتغير لونه فقلت له ما بك
فقال لا شيء ولكن تذكرت مثل يقول إذا أردت صاحبك يبقى صاحبك مدى الدهر فلا تشاركه ولا تناسبه
فضحكت وقلت له لا تخشى فأنت تعرف أخلاقي وتعرف مدى صبري وصدقني لن ترى أختك ما تكره أن تزوجتني
فقال أنا لا أشك في أخلاقك ولا صلاحك ولكن سأقول لك شيء أتمنى إلا يغضبك
فقلت له قل ولا تخجل
فقال كلمة جعلتني أدخل في دوامة من الحزن والضيقة
قال لي أنت لست مثلنا
عرفت بسرعة ما كان يقصد فأنا ليس لي أب ولا أم مثلهم أنا مجرد نزوة شيطان
أتعرف يا خالد معنى أن تكون نزوة شيطان
أتعرف معنى أن تكون نزوة شيطان
والله لو أعرف أبي وأمي أو أقول هذان الحقيران اللذان فعلا فعلتهم الشنيعة وحملوني ذنبا ليس لي فيه ذنب
فوالله لو قابلتهما لقتلتهما وأنا أضحك والله أني سأقتلهما وأنا أضحك والله أقتلهما وأنا في غاية السرور
ثم قام وأمسك بكتفي خالد وهو يبكي ويصرخ في وجه خالد ويقول وأنت تبكي لأنك قتلته وأنت نادم على أنك قتلته لما تبكي من أجله أو تندم على فعلتك
فهو يستحق ما فعلته به يستحق ما فعلته به
فكسر عاصم الباب بعد أن سمع صراخ مازن وعرف أن حالة غضب هسترية أصابته مازن فحقنه بإبرة مهدئة وبالفعل هدأ مازن
بينما خالد ساكت يشعر أن ما سمعه وشاهده مجرد حلم ولكن المشكلة أن هذا الحلم أصبح يشعر أنه حقيقة بل تأكد أن كل ما حدث كان حقيقة
فأمسكة الدكتور عاصم بيده وأخذه لمكتبه وبدأ خالد يتكلم ويقول هو يستحق ما حدث له
فقال عاصم من تقصد
فقال خالد أبي يستحق ما حدث له أبي يستحق الموت وبدأ خالد يصرخ بأعلى صوته وكان أمين عبده موجود فقال أصبحنا في مصحة نفسية لا لمركز أحداث
فأضطر عاصم أن يعطي خالد إبرة مهدئة
ثم أخذ خالد لغرفته وبعد أن أوصله أبتسم


ان رديكما المستمر والمثمر لاحداث القصة يساوي عندي مليون رد لان كل حرف تكتبوه يحتوي على الكثير من الحنكة والمعرفة فشكرا لمتابعتكما
ذو العيون 32
فسأله أمين لما تبتسم فقال أبتسم من تشابه شخصية مازن وخالد فهما أن أرادا أن يحققان شيء فلا يتوقفان حتى يحققانه
لكن هذا الكلام لم يعجب أمين ولكنه بقي ساكتا
ومع مرور الأيام نشأت صداقة حميمة بين مازن وبين خالد حتى أصبحت كالعلاقة بين الأب والإبن
وكان مازن حريص على مستقبل خالد فبدأ يتابع وضعه في الدراسة بل من حرصه عليه سجله في حلقة التحفيظ التي تقام في المركز الذي كان يشرف عليها الشيخ عبدالرحمن فوصاه مازن بالعناية بخالد وأن يساعده على حفظ القرآن
ولم يكن يعلم أن خالد يحفظ القرآن بالسبع القراءات
ولم يخبر خالد أحد بذلك وبالفعل بدأ يحفظ معهم لكن الشيخ عبدالرحمن بدأ يشك في وضع خالد فهو حين يقرأ لهم لا يتبع معه ولا يردد ولكن أن جاء دوره في التسميع يسمع وبدون أخطاء
بل شعر أن خالد ليس فقط يحفظ القرآن بل ويجيد قراءته بعدة قراءات
فخطرت على باله خطة حيث تأخر في الحضور حتى قاربت صلاة المغرب فدخل الحلقة ولم يجد إلا ثلاثة طلاب كانوا يريدوا الذهاب وكان من ضمنهم خالد لكنه طلب منهم الجلوس واعتذر عن تأخره وبدأ يعطيهم المقطع الذي يجب أن يسمعوه له ولكن آذان صلاة المغرب قاطعهم فقال الشيخ عبدالرحمن أقم الصلاة يا خالد فقال خالد لا زال هناك طلاب سيأتون للصلاة لكن الشيخ عبدالرحمن كرر طلبه
فأقام خالد الصلاة
فصلى بهم الشيخ عبدالرحمن وبدأ يقرأ الفاتحة بقراءة أهل سما فكلما قال ملك يوم الدين ردا عليه الطالبان اللذان كانا مع خالد وخالد ساكت وهكذا حدث في الركعة الثانية فلما أنتهى الشيخ عبدالرحمن وبعد أن فرغ من التسبيح نظر لخالد وقال لم أسمع صوتك تصوبني
فقال خالد أنت لم تخطي لكي أصوبك فأنت قرأت بقراءة أهل سما
فقال الشيخ عبدالرحمن هذا ما كنت أشعر به فأنت تجيد قراءة القرآن بغير قراءة حفص
فتلعثم خالد وشعر أنه أنكشف فما كان منه سوى أظهار الحقيقة وأخبر الشيخ عبدالرحمن بأنه تتلمذ على يد شيخ مصري أسمه الشيخ محمود
وكان مازن حريص جدا على أن يحفظ خالد القرآن لأن ذلك سيجعله أكثر صمود في وجه صعوبات الحياة التي سيواجهها
فأتصل على الشيخ عبدالرحمن وسأله عن مستوى خالد فأخبره الشيخ عبدالرحمن بما حدث وأيضا قال له أن خالد يحفظ القرآن كاملا وليس ذلك وحسب بل وبالسبع القراءات
فأندهش مازن وشعر بشعور غريب شعور سعادة ممزوج بحزن
فهو سعيد كون خالد حافظ للقرآن ولكنه حزين كون خالد أخفى ذلك وتظاهر كذبا أنه يسعى لحفظ القرآن
لكن مازن أخفى هذا الحزن حين واجه خالد لأنه يعلم أن الأشهر القليلة ليست كافية لبناء ثقة ولنسميها ثقة عمياء بحيث لا يكون هناك أسرار بينهم
حيث أقام مازن حفل تكريم وكان خالد هو بطل هذا الحفل كونه حفظ القرآن وبقراءته السبع في هذا العمر الصغير يعتبر اعجاز يستحق الإشادة بها
وبعد أنتهاء الحفل دعا مازن خالد لمكتبه وقال اختر الهدية التي تتمناها
فلم يطل خالد التفكير حيث أجاب وبسرعة أريد حصان
ابتسم مازن وشعر بشغف خالد للفروسية
كان مازن يعتبر خالد ولده وليس ولد في الأحداث مسؤل عنه
حيث شعر أن خالد يمر بما مر به واقصد عداوة المجتمع لذنب ليس لهما ذنب فيه
أراد مازن أن يجعل من خالد عالم اسطوري يجيد كل شيء ليضرب أروع مثل عن أن الإنسان هو من يصنع مكانته وليس نسبه وحسبه
طبعا أكمل خالد دراسته في المركز وكان مازن يعتبر ذلك ضروريا مع علمه مسبقا أن هذه الدراسة لن تفيد خالد كثيرا من الناحية العملية
ومن هنا بدأ مازن في صقل مواهب خالد وبدأ يعلمه اللغة الإنجليزية التي أصبحت في هذا العصر شيء من ضروريات سوق العمل وأيضا شرطا اساسي لمن أراد أن يرتقي لأعالي السلم الوظيفي
وكان مازن يستغل حب خالد للفروسية وخاصة بعد أن أشترى له حصان أسماه خالد بالشهاب وكان مازن يستخدم ذهاب خالد للإسطبل من باب الثواب فإن أهمل في دروسه استخدم حرمانه من الذهاب للإسطبل كنوع من العقاب
وبالفعل مرت سنتان وأصبح خالد يجيد حفظ خمسمائة كلمة قراءة وكتابة وأيضا يجيد أستخدام قواعد اللغة الإنجليزية في تركيبه للجمل
فشعر مازن بشيء من الراحة والسعادة في تحقيق الخطوة الأولى
ثم بدأ مازن يحاول أن يعلم خالد الحاسب الآلي
لكنه مازن واجه صعوبة في ذلك فخالد كان لديه نفور جدا من تعلم الحاسب الآلي لأن ذلك يتطلب الجلوس خلف الكمبيوتر والجلوس بسكينه وهدوء وكان ذلك ينافي طبيعة خالد الحركية
فحاول مازن أن يستخدم اسلوب الحرمان من الإسطبل ولكن هذه المرة فشل هذا الإسلوب وذلك لإن خالد سئم ومل من ركوب خيله الشهاب والجري به داخل مكان محدد يحدده أسياج حديدية فأصبح ركوب الخيل والدوران به في ذلك المكان أمرا مملا
فهو كان في قريته أحيانا يسمح له السيف بمرافقته والذهاب معه على ظهر خيل اسمه الحوت ويتجول في القرية بلا قيود
وأضف أيضا أنه مشاعر حب خالد للخيول أنصرف لحب خيل واحد اسمه المشهر
فشعر مازن أن عصاه التي كان يستخدمها لتحفيز او عقاب خالد قد كسرت
ومر عام كامل وخالد لم ينطلق أنطلاقه المعهود في تعلم الأشياء لأنه لا يوجد رغبة في تعلم ذلك
ولكن هناك أحداث بدأت تظهر في حياة خالد قد تبدل هذا العزوف عن تعلم الحاسب الآلي أن أجاد مازن استخدامه كإسلوب تحفيز وعقاب ضد خالد


ذو العيون 33

حيث تم استبدال طاقم المسؤل عن التغذية بسبب سوء النظافة بطاقم أخر أغلبه مكون من الفلبين
وكان من ضمن هذا الطاقم رجل أسمه ستيف وكان دوره صرف الأطعمة للأولاد الموجودين بالمركز
أطلع مازن لملفات العاملين الجدد والذي كان من ضمنهم ستيف فدهش مازن حيث اكتشف من خلال ملف ستيف أنه يجيد خمسة أنواع من الفنون القتالية
وقد سبق له أن جاء للسعودية قبل خمس سنوات كمدرب للكارتيه ولكن تم ترحيله بسبب أنه في ذات يوم وفي صالة التدريب ضرب خمس عشر شاب كان يدربهم
فلما تم التحقيق معه أفاد أنه فعل ذلك بسبب أستهتار هؤلاء الشباب بتعليماته وأيضا أضاعة وقت التدريب بالتنكيت والضحك
وكانت طبيعة ستيف طبيعة جدية لا تحب التهريج
فأراد أن يؤدبهم ويعلمهم ما تعني الفنون القتالية أغلق مازن الملف وأخفى هذا السر
ثم أستدعى مازن الشخص الذي سيشرف عليهم وهو أمين عبده
وأخبره أن العمالة الفلبينة ستستلم غدا صباحا عملهم في المركز
فهز أمين عبده وكأنه يقول وهل هذا كل الأمر
طبعا كان من ضمن الأشياء التي رصدها مازن على أمين هي جلافته في التعامل مع العمال بل أنه أحيانا يصل به الأمر إلى أن يمد يده عليهم
وكان العمال لا يبدون أي مقاومة أمام هذا العملاق ويكتفون بإنتظار اللطمات
أراد أمين عبده أن يخرج من المكتب لكن مازن قال أسمع يا أمين أريدك أن تحسن التعامل معهم
فإلتفت أمين له وقال هؤلاء العمال لا ينفع معهم إلا الشدة
فقال مازن أنا لا أقول لك ذلك خوفا عليهم بل خوف عليك
وأحذر من رجل بينهم أسمه ستيف فأنا لست مسؤل عما سيحدث لك
ضحك أمين وقال ستيف ستيف أعدك أن أجعله رجل لطيف
ثم خرج وفي صبيحة اليوم التالي
جاء الطاقم الجديد ليستلموا عملهم وبالفعل بدأو بتجهيز الفطور
ثم بدأ الأولاد يمشون صف واحد وكل واحد ممسك بصحنه وكان خالد من ضمنهم
جاء أمين عبده وبدأ يلطم ويبكس الأولاد الذين تأخروا عن الحضور ثم بدأ يصرخ على العمال ليسرعوا في تقديم الطعام
ثم أتجه امين نحو أحد العمال وضرب الطاولة بقوة فتوقف هذا العامل عن العمل وبدأ ينظر لأمين بنظرات غاضبة فجاء أحد زملاء هذا العامل ثم قال ستيف ثم بدأ يتكلم بالإنجليزية وكان يقول نحن جئنا من أجل لقمة العيش وليس من أجل إثارة المتاعب
فعاد ستيف في تقديم الطعام
وأمين يبتسم سخرية وهو ينظر لستيف لأنه كان قصيرا القامة جدا فبدأ أمين يحدث نفسه ويقول هل مازن كان يمزح معي لما حذرني من هذا الرجل لكنه كان جادا في كلامه ولم يظهر أي ملامح تشير أنه كان يمازحني
فدار في نفسه أن هناك ستيف آخر فنادى المدير المسؤل عنهم وسأله هل هناك ستيف آخر غير هذا فقال لا هذا فقط الذي أسمه ستيف أنه رجل عملي ومخلص لكن عيبه أن سريع الغضب
ضحك أمين عبده بسخرية وقال إذا كان هو سريع الغضب فليس هنا إذا أراد أن يغضب فليغضب على زوجته
ولكني أعدك أن أعالج مشكلة (وأشار لستيف ) سريع الغضب
وأثناء تناول الاولاد الموجودين لفطورهم


ذو العيون 33

حيث تم استبدال طاقم المسؤل عن التغذية بسبب سوء النظافة بطاقم أخر أغلبه مكون من الفلبين
وكان من ضمن هذا الطاقم رجل أسمه ستيف وكان دوره صرف الأطعمة للأولاد الموجودين بالمركز
أطلع مازن لملفات العاملين الجدد والذي كان من ضمنهم ستيف فدهش مازن حيث اكتشف من خلال ملف ستيف أنه يجيد خمسة أنواع من الفنون القتالية
وقد سبق له أن جاء للسعودية قبل خمس سنوات كمدرب للكارتيه ولكن تم ترحيله بسبب أنه في ذات يوم وفي صالة التدريب ضرب خمس عشر شاب كان يدربهم
فلما تم التحقيق معه أفاد أنه فعل ذلك بسبب أستهتار هؤلاء الشباب بتعليماته وأيضا أضاعة وقت التدريب بالتنكيت والضحك
وكانت طبيعة ستيف طبيعة جدية لا تحب التهريج
فأراد أن يؤدبهم ويعلمهم ما تعني الفنون القتالية أغلق مازن الملف وأخفى هذا السر
ثم أستدعى مازن الشخص الذي سيشرف عليهم وهو أمين عبده
وأخبره أن العمالة الفلبينة ستستلم غدا صباحا عملهم في المركز
فهز أمين عبده وكأنه يقول وهل هذا كل الأمر
طبعا كان من ضمن الأشياء التي رصدها مازن على أمين هي جلافته في التعامل مع العمال بل أنه أحيانا يصل به الأمر إلى أن يمد يده عليهم
وكان العمال لا يبدون أي مقاومة أمام هذا العملاق ويكتفون بإنتظار اللطمات
أراد أمين عبده أن يخرج من المكتب لكن مازن قال أسمع يا أمين أريدك أن تحسن التعامل معهم
فإلتفت أمين له وقال هؤلاء العمال لا ينفع معهم إلا الشدة
فقال مازن أنا لا أقول لك ذلك خوفا عليهم بل خوف عليك
وأحذر من رجل بينهم أسمه ستيف فأنا لست مسؤل عما سيحدث لك
ضحك أمين وقال ستيف ستيف أعدك أن أجعله رجل لطيف
ثم خرج وفي صبيحة اليوم التالي
جاء الطاقم الجديد ليستلموا عملهم وبالفعل بدأو بتجهيز الفطور
ثم بدأ الأولاد يمشون صف واحد وكل واحد ممسك بصحنه وكان خالد من ضمنهم
جاء أمين عبده وبدأ يلطم ويبكس الأولاد الذين تأخروا عن الحضور ثم بدأ يصرخ على العمال ليسرعوا في تقديم الطعام
ثم أتجه امين نحو أحد العمال وضرب الطاولة بقوة فتوقف هذا العامل عن العمل وبدأ ينظر لأمين بنظرات غاضبة فجاء أحد زملاء هذا العامل ثم قال ستيف ثم بدأ يتكلم بالإنجليزية وكان يقول نحن جئنا من أجل لقمة العيش وليس من أجل إثارة المتاعب
فعاد ستيف في تقديم الطعام
وأمين يبتسم سخرية وهو ينظر لستيف لأنه كان قصيرا القامة جدا فبدأ أمين يحدث نفسه ويقول هل مازن كان يمزح معي لما حذرني من هذا الرجل لكنه كان جادا في كلامه ولم يظهر أي ملامح تشير أنه كان يمازحني
فدار في نفسه أن هناك ستيف آخر فنادى المدير المسؤل عنهم وسأله هل هناك ستيف آخر غير هذا فقال لا هذا فقط الذي أسمه ستيف أنه رجل عملي ومخلص لكن عيبه أن سريع الغضب
ضحك أمين عبده بسخرية وقال إذا كان هو سريع الغضب فليس هنا إذا أراد أن يغضب فليغضب على زوجته
ولكني أعدك أن أعالج مشكلة (وأشار لستيف ) سريع الغضب
وأثناء تناول الاولاد الموجودين لفطورهم


ذو العيون 34

أتجه أمين عبده إلى ستيف وأمسكه برقبته وبدأ يشده لناحيته بقوة ويقول أسمع يا سريع الغضب إذا نظرت لي مرة آخرى بهاتان العينان الحقيرتان أخرجتهما لك أريدك أن تسمع وتطيع
ولكن لم ينتهي أمين عبده من كلامه حتى أصبح مستلقي على الارض حيث بأحد حركات ستيف القتالية ألقاه على الأرض
ومع صوت سقوط أمين على الأرض إلتفت الطلاب الموجودين لينذهلوا من رؤية أمين على الأرض
قام أمين والكل أيقن بهلاك العامل
فأمين غاضب بشدة وستيف واقف دون أي حراك فأندفع عليه أمين لكن أمين تفاجأ بضربات قوية على بطنه ورجليه من شدتها سقط أمين على الأرض مغمى عليه
فنهض خالد وهو يقول يا الله أطاح بأمين وهو لم يستخدم سوى قدميه فكيف لو استخدم يديه فقام ولد أخر وقال لو استخدم يده لمات امين على الفور
فبدأ الطلات بالتصفيق والتصفير لستيف الذي أخرج غلهم من رجل كان يذلهم
في مساء ذاك اليوم لم يذق خالد طعم النوم وهو يعيش في خيالاته أنه يجيد جميع الفنون القتالية وأنه يفعل في أعدائه ما فعله ستيف لأمين
وفي صباح اليوم التالي جاء خالد متأخر لأنه عرف أن أمين يرقد في المستشفى حيث أفاد أمين أنه سقط من على الدرج من أجل أن لا يصبح ما حدث له فضيحة يتداولها من هم بخارج المركز
وكان سبب تأخر خالد هو أنه كان يريد أن يتحدث مع ستيف ويكون علاقة صداقة لعله بعدها يرضى أن يدربه
فلما أعطى خالد لستيف صحنه قدم له التحية باللغة الإنجليزية فلم يرد عليه ستيف ثم ناوله صحنه فشكره خالد باللغة الإنجليزية وستيف بقي صامتا
واستمر خالد على هذا اسبوع كامل
وفي الإسبوع الثاني أصبح ستيف يرد التحية على خالد
ثم تطور الحال إلى أن أصبح يتبدلان السؤال عن الحال
وأصبحت هناك علاقة وطيدة بينهما
وبعد إنتهاء خالد من وجبة الغداء أتجه لستيف ثم بدأ يتكلم معه وكان يريد أن يطلبه أن يدربه لكن ستيف غضب غضبا شديدا ثم طلب من خالد الإنصراف
أندهش خالد من تصرف ستيف بل أن الأمر ساء بحيث وصل الى أن ستيف لم يعد يرد التحية على خالد واستمر ذلك الأمر أربعه أيام
وفي اليوم الخامس استيقظ خالد مبكرا وذهب للمطعم ليقابل ستيف وبالفعل وجده يجهز الإفطار فطلب أن يعطيه خمس دقائق ليفهم سبب غضبه
فقال ستيف أن السعوديون يكذبون على أنفسهم
أستغرب خالد وقال وكيف ذلك
قال كنت مدرب في أحد الصالات لفنون الكاراتيه
وكان يأتي الكثير من الشباب فيسجلون وأغلبهم لا يستمر أسبوع واحد وبعضهم يأتي من أجل أن يمزح ويضحك ومن هو أكثرهم نشاطا لا يكمل أكثر من شهر
وها أنت تريد أن تذكرني بهم وتطلب مني شيء أنت لا تستطيع تنفيذه
فقال خالد أعدك أن أكون عند حسن ظنك
قال ستيف وهل الكلام يكفي
فقال خالد أطلب ما تريد
فضحك ستيف وقال هل تقصد النقود فقال خالد أي شيء تريده
فقال ستيف أنا لا أريد منك نقود لكن عندي شرط واحد فقط أن اجتزته سوف أقوم بتدريبك
فقال خالد بلهفة قل ما هو


اشكركم فردودكم كالهواء والماء بالنسبة لقصتي فشكرا لتواجد ردودكم
ذو العيون35
قال ستيف الشرط أن أضربك بقدمي على بطنك ثلاث مرات بشرط أن لا تحاول أن تتلافى ضرباتي أو تغمض عيناك وأيضا أن لا تصرخ
تذكر خالد ضربات ستيف الذي وجهها لأمين عبده الذي يمتلك جسدا كالثور ومع ذلك سقط مغشيا عليه
أحس خالد أن شرط ستيف شبه المستحيل تحقيقه ومع ذلك لم يتراجع و اتخذ قراره بتنفيذ الشرط
وبالفعل هيأ جسمه لتلقي الضربة على بطنه
واستعد ستيف لتنفيذ ذلك وبالفعل وجه أول ضرباته التي أتضحت معالمها على وجه خالد الذي يظهر من معالم وجهه أنه يخفي آلام لا تطاق
فأبتسم ستيف وقال محاولا أن يحبط خالد لينسحب أنا لم استخدم سوى ربع قوتي
وأنت تكاد أن تصرخ من الوجع فأنسحب فالضربة الثانية ستكون أقوى
لم يتكلم خالد ولكنه اومه برأسه أن أكمل
وبالفعل ضرب ستيف بطن خالد للمرة الثانية وهذه المرة ومن شدة الألم اتسعت عينا خالد الصغيرتان
وبدأ يهز رأسه أن أستعجل بالضربة الثالثة
لكن ستيف نظر لخالد وقال هذا يكفي أنا قبلت تدريبك فأذهب الآن وأغسل وجهك بدأ خالد يمشي ببطء شديد وستيف واقف ينظر له
وكان أحد زملاء ستيف واقف يتابع المشهد فأتجه لستيف وقال أنا أعرفك جيدا فأنت لا تتراجع عن أي قرار تتخذه فلما لم تضربه للمرة الثالثة
فقال ستيف أتعرف لما لم أضربه قال زميلة رحمته
قال ستيف لا
وبدأ يمشي ولكن كان يعرج وقال أن هذا الفتى له عظام من فولاذ فلقد أصيبت رجلي بشص حتى كدت أن أصرخ ولكن خجلت أن أشرط عليه عدم الصراخ ثم أصرخ أنا
ثم استأذن من مديره ليكشف عن قدمه
أما خالد لم تمر ساعة إلا وهو يبحث عن ستيف ليبدأ معه التدريب فبحث عنه ولم يجده فأتجه له زميل ستيف وقال أن ستيف لن يأتي لهذا اليوم ولكن قل لي كيف استرديت عافيتك بهذه السرعة فقال خالد قل ما شاء الله
ثم تمتم خالد في نفسه كلمات وهو يقول حتى أنتم أيها الفلبينيون لكم اعين حاده
وفي صبيحة اليوم التالي وبعد الإفطار حدد ستيف مع خالد موعد التدريب وهو الساعة الرابعه عصرا
وبالفعل قابل خالد ستيف في صالة الطعام لأن الموضوع سر بينهم لا يعرفه أحد غيرهم
لكن مازن كان يراقب من بعيد ويريد أن يصل للحظة التي يستفيد منها في استخدامها كنوع من التحفيز أو العقاب لتعلم الحاسب الآلي
وبالفعل بدأ ستيف تدريبه لخالد ببعض الحركات الإحمائية وأيضا وضح لخالد الكثير من الإرشادات التي يجب أن يتبعها أثناء التدريب ومن ضمنها التقيد بتنفيذ ما يطلبه المدرب دون زيادة أو نقصان
ومضت الساعة سريعا على خالد فهو يريد معرفة كل شيء في أسرع وقت
ولكن المدرب أعطى خالد بعض التمارين التي يجب أن يفعلها كل ساعتان وهي بعض تمارين الكف والساعد والكتف ويختمها بتمرين الضغط(البشم)بخمسين مره
وفي اليوم التالي وبعد أن أجرى خالد الحركات الإحمائية طلب ستيف من خالد أن ينفذ التمارين التي طلبها منه
وبدأ خالد يطبقها حتى وصل لتمرين الضعط حيث بدأ ستيف يعد لخالد فلما وصل خالد للعدد خمسين حدث أمر أزعج المدرب ستيف مما جعله يثور ويغضب بل أراد أن يتخلى عن تدريب خالد


ذو العيون 36

حيث أن خالد لما وصل العدد خمسين استمر في العدد حتى وصل إلى المائة
فلما توقف خالد ونظر لمدربه ستيف الذي كان يظن أنه سيكون سعيدا بذلك
لكن هذا الظن تلاشى لما رأى وجه ستيف الغاضب
وبدأ يذكره بإرشاداته التي قالها وبعده أعلن أنه لن يكمل تدريبه
تمسك خالد بأقدام ستيف وهو يستسمحه ويطلب منه الصفح
لكن ستيف لم يصغي لإعتذارات خالد وبدأ يأمره أن يتركه لكن خالد تمسك بقدميه بقوة وقال أن أردت أن ترحل فأقتلني أولا
شعر ستيف أن خالد من النوع الذي يفعل ما يقوله
فأراد أن يشرط عليه شرط تعجيزي فقال ستيف سأعفو عنك بشرط أن تعمل الآن الف عدة من تمرين الضغط
عرف خالد أن المدرب يريد أن يعجزه
وما كان أمام خالد سوى الرضوخ لهذا القرار وبدأ بالعد وستيف جالسا على الكرسي وهو يرى الإجهاد الذي وصل له خالد وهو لم يتجاوز 200عدة فبدأ يحاول أن يدخل اليأس في قلبه بكلمات تجعله يحبط وأن محاولتك ستبوء بالفشل
ولكن خالد لم يصغي له وبعد أن تجاوز الخمسمائة عدة بدأت حركاته تصبح بطيئة جدا ولكنه لم يتوقف وستيف صامت يتأمل ملامح وجه خالد التي لا يرى فيها سوى الإصرار على النجاح وكذلك ثقته بقدراته أنه سيحقق ما يسعى له
ولما وصل إلى العدد تسعمائة نظر خالد لستيف لعله يرحمه ويكتفي بذلك لكن ستيف صرخ بصوت عالي أكمل أو انسحب فما كان من خالد سوى تحمل كل الأوجاع التي يشعر بها وكذلك التحامل على نفسه مع كل الإرهاق الذي يحس به
وبدأ العرق يتصبب بغزارة من جبينه
ولما أكمل خالد العدد ألف ألقى بنفسه
وستيف يبتسم ويقول إلا تريد أن تزيد عدة واحدة فقط
وخالد مستلقي على الأرض وقد انهكه التعب يقول توبة أعلنها أمامك أن لا أزيد ولا أنقص عن ما تطلب
ضحك ستيف وقال أتعرف كنت دوما أفكر أن أترك تدريبك ولكن بعد ما شاهدته منك عزمت أن أعلمك كل ما أعرف من فنون قتالية
واستمر ستيف يدرب خالد لإسبوع كامل
ولكن خروج أمين عبده من المستشفى وعودته للعمل ستكون عائق كبير في وجه استمرار خالد في تعلم الفنون القتالية
وبالفعل أول شيء فعله أمين عبده حين باشر عمله هي محاولة فصل ستيف أو نقله من المركز
وقدم معروض للدكتور مازن يبين بعض الملاحظات على ستيف لكي يتم الموافقة على نقلة
أخذ مازن الخطاب وقال سوف أقوم بدراسة ما يحتويه خطابك وتقصي صحته ثم بطريقة ذكية أومأ مازن لأمين عبده أن نقل ستيف ليس إلا مجرد وقت
وكان يقصد من ذلك أن ينشر أشاعة نقل ستيف فيسمع ذلك خالد فيلجأ له ويضطر أن يخبره الحقيقة التي لم يخبره بها مسبقا


استمر في الشكر على الردود التي اعتبرهاكالتصفيق لي تحفزني دائما


ذو العيون 37
وبالفعل وصل الخبر لخالد ولكن خالد أراد أن يتأكد من صحة الخبر فجاء لمكتب مازن ومعه كتاب من كتب الحاسب الآلي وكأنه يريد معرفة طريقة تشغيل هذا البرنامج وبعد أن وضح مازن لخالد طريقة تشغيل هذا البرنامج بدأ خالد يحاول أن يخرج من مناقشة برامج الحاسب إلى منقاشات عامة ومازن يخفي في نفسه ضحكة كادت أن تفضحه وتبين لخالد أنه يعرف كل شيء
حتى أوصل خالد الكلام إلى الإشاعة المنتشرة في المركز عن نقل ستيف
فقال مازن هذه ليست اشاعة بل حقيقة أنفجع خالد وبدأ يتلعثم بالكلام وهو يريد الدفاع عن ستيف
فأخرج مازن خطاب أمين عبده وأعطاه خالد فبدأ خالد يقرأه وكلما قرأ ملاحظة يقول أنه يكذب ستيف لا يفعل ذلك فلما أنتهى من قراءة الخطاب قال أن أمين عبده حاقد على ستيف وهو يحاول ان ينقله لينتقم منه
فبدأ مازن يحاول أن ينظر لخالد بإستغراب وهو يقول هل أنت تدافع عن ستيف
فتلعثم خالد وقال لا وأنما أوصل لك الحقيقة لكي لا يخدعك أمين بأكاذيبه
فقال مازن أنا أعرف أن أمين كذاب وأنا حين أنقل ستيف فأنا أفعل ذلك من أجله ليبعد من الوقوع في مشاكل جديدة مع أمين
شعر خالد أن الأمر لن يحل إلا بالمصارحة فأخبر مازن عن كل ما حدث وأخبره أن ستيف يدربه
فقال مازن لما تخبرني الآن لما لم تخبرني من قبل أن تحدث هذه الأمور
بدأ خالد يعتذر ويطلب الصفح
فقال مازن بشرطان أصفح عنك واجعل ستيف يبقى هنا وليس ذلك وحسب سأوفر لك غرفة للتدريب فيها بدل من صالة الطعام
أندهش خالد وقال وكيف عرفت أننا نتدرب في صالة الطعام فأبتسم مازن وقال كنت أعرف كل شيء من البداية للنهاية
ثم قال مازن وليس ذلك وحسب بل سأفرغ ستيف لتدريبك وتدريب الراغبين من شباب المركز بالتدرب معك
فقال خالد وما شرطيك
فقال مازن الكتاب الذي تحمله أريدك أن تحفظ كل البرامج الذي يحتويه
فهز خالد برأسه وقال والثاني
فقال مازن أن تكتب في الدقيقة خمسين كلمة
فأراد خالد أن ينصرف
فقال مازن يجب أن أتخذ القرار على هذا الخطاب بعد أسبوع من الآن والقرار بيدك أنت لا بيدي

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات