رواية مقيده بالاحزان -6
كأن كلمات أختها كانت بمثابة إذن الموافقة لعيناها بإفراز المزيد من الدموع المكبوتة
وضعت رأسها على كتف أختها بخنوع المستسلم لدموعه
وقالت بين شهقاتها الباكية:
- أكرهه يا رحمة, أكرهه, ليش يسوي ( يعمل ) بي كذيه ( هكذا ) ليش؟!! ليش ؟!! وش سويت به عشان يعاقبني ها العقاب؟!!! جاوبيني رحمة, ريحيني وجاوبيني, أرجوك, جاوبيني.
وأمسكت بثوب أختها
لتترجم بمسكتها هذه رجاءها
وتطلعها لجواب يهدأ نفسها الحائرة الضائعة بدون جواب يشفيها
ويضع حد لتساؤلاته التي لا تنتهي
وضعت رحمة ذقنها على رأس أختها المتوسد كتفها
وقالت بصوت نقيض للدمع المسكوب بداخلها :
- إنتِ ما سويت شيء له, ما سويت إلا كل شيء زين, هو الغلطان , هو السبب لأنه تخلا عن جوهرة مثلك, حبيبتي ريم, لا تعورين قلبك على واحد مثله, ما يستاهلكِ.
لتغرس ريم نفسها أكثر في حضن أختها المستقبلة لها بكل رحابة صدر
فلم يعد للكلمات وجود
في حضور الدمع المهيب
____
دخلت الصالة, ونيران الغضب تقدح من عيناها
وزجرت أخوتها
المنغمسين باللعب
والذين لا يعون ما يصير من حولهم
ولم يستشعروا بالموج الهائج الذي يريد أن ينقض عليهم
فزجرتهم قائلة:
- هي أنتم, صدعتوبي ( أزعجتماني) ترانكم بهذا البليس تشين, ما خليتون ( جعلتموني) أعرف أنام.
ليتصدى لرد عليها المدعو حمدان بقوله ببرود ينافس الثلج به:
- والله يا فطوم عندك غرفة وعندك باب, سكري على نفسك الباب, وما بتسمعينا.
ليثرها رده الهادئ وترد عليها بغضب أكبر:
- هي أنت جب ( اصمت ) تراني لا يك أعطيك كف الحين, ويلا بندو ( أغلقوا ) ها الزبالة الحين, يلا.
ليتكفل الأخرى لتصد لرد عليها هذه المرة
,وهو المدعى بحامد:
- تبين تستخدمين أسلوب التهديد, طيب, أنا وحمدان بعد بانستخدمه معاك, الحين بروح ليدوه ( جدتي ) وبقولها إنك ما تخلينا نلعب, وإنك أنت يوم تصدعينا بالأغاني ما نقول شيء.
وابتسم ابتسامة نصر
وينظر إلى أخيه الجالس بجواره
ويمده بتلك الابتسامة
ومن ثم عاد كلهما ينظران نحوها والبسمة لم تتركهما
فضخم فعلهما هذا من حنقها
فصرخت:
- أووووووووووووووووووووووووف, ما يكفيني واحد منك, ما أرد على واحد, إلا نقز ( قفز ) عليه الثاني بلسان أطول عن الأول, أفففففففف , تكفين والله نسخة وحده منك, تكفيني...
وقبل أن تكمل كلامها
على صوت جرس الباب
ليعلن عن قدوم ضيف
ليسابق حمدان بقوله:
- يلا فطوم, روحي فتحي الباب, يلا بسرعة.
لتلقي عليه نظرت تعجب, ما لبثت أن تحولت إلى شرر:
- وش قتل حضرتك, روح أنت أفتح الباب, مو أنت رجال البيت مثل ما تقول؟
ليرد عليها الآخر مدافعا كعادته:
- وبما أنه ريال البيت, فمو لازم يفتح الباب, أنتِ الحريم لازم تسونه الشيء, يلا بلا تأخير الناس ينتظرون بره, يلا بسرعة روحي.
بدأت تحك أسنانها ببعضهما البعض
وهي تحاول أن تتمالك أعصابها المنفجرة بداخلها منهما
وأخذت تقول من وراء أسنانها:
- طيب يا حمدان وحامد, خلوني ( أجعلوني ) بس أشوف من بره, ويذلف ( ويذهب) وبعدين بوريكم دواكم ( عقابكم الذي تستحقونه ).
ابتسما عليها باستهزاء
وعاودا الانهماك في اللعب بدون اكتراث لتهديدها
طوال طريقها نحو الباب الرئيسي
كانت تسب وتشتم أخويها الذين لا يعطيانها أي قيمة
ودائما يتجاهلان كلامها
كأنهما هما الأكبر سنا منها
أخيرا وصلت الباب الأسود المعدني
وقالت وسألت بصوت جهوري:
- من في الباب؟
ليرد عليها ثقيل الوزن والطبائع:
- هذا أنا أبو أحمد, صالح, من يكلمني؟
لتتأفف فاطمة بضيق, وتقول بينها وبين نفسها:
(( هذا إلي ناقص, عشان اليوم يكمل, كيف بفتك ( أتخلص ) منه هذا الحين ؟!! ))
ليعود صوته البغيض يسم أذنيها:
- ها .. ما جاوبةِ من معايه, لا يكون عروسنا؟!!
ودوت ضحكته من وراء حاجز الباب
جحظت عينها عندما تسلل سؤاله الأخير إلى طبلتي أذنيها
وقالت والدهشة المحاطة بأسوار الاستغراب تتكفل برسم تعابير وجهها:
- عروسنا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بظلمة طوقت بعباءتها المكان
وبهدوء ينذر بريح هوجاء
دخل غرفته ليبعث بعض خيوط الضوء التواقة لقتل الظلمة في غرفة
كان منهك القوة
بالكاد يقوى على المشي
فدورانه بدون هدى هربا من أعيون أمه وأخواته المستنكرات بفعله في شوارع المدينة الغناء
أرهقه
دخل وهو يريد أن يغلق أجفانه لساعات طوال
ويعيد الحلوية لجسده المتهالك من شدة التعب
والمرض الذي لا يرحم
ما إن خطى أول خطوة نحو سريره الوفير
حتى هج على عيناه الناعسات
حشود الضوء
المنبثقة من لمبة غرفته المتدلية من السقف
وضع أصابعه بردت فعل لا أراديه على عيناه التين لم تتوقعا هذا الهجوم المباغت لضوء
لكن هذا لم يكون الهجوم الأخير
بل جاءه هجم أشد وأمر منه
يغرس في طبلتي أذنيه:
- وأخيرا شرفت, إذا ما جيت أحسن.
أبعد أصابعه ببطء عن عيناه
لينكشف من وراء ستارها
أخته
واقفة
تنظر إليه بغضب يلهب عيناه أكثر من الضوء
فأبعد عيناه التين انصهرتا من نظراتها النارية نحو الأرض
وقال بصوت واهي, مسلوب القوى:
- كيف تدخلين غرفتي بدون أذني؟
حدقت به بتعجب شد محياها
وقالت:
- من متى أنت كنت تطلب منا نستأذن عشان ندخل غرفتك, أنت دايما كنت تقول غرفتي مفتوحة لكم في أي وقت.
وأكملت قائلة وقد شكلت ابتسامة ساخرة:
- وألا هذا كلام كنت تضحك علينا به, مثل ما ضحكت على ريم؟ والله كل شي جائز منك ها الأيام.
وعادت تضربه بسياط عيناها
نظر نحوها بطرف عيناه
ومن ثم طأطأ رأسه
وهو يحاول تمالك نفسه المحطمة
الراجية له بأن يقول الحقيقة
ويرحها
لكن
لم يصغي لها
كتم صوتها بقول, وهو يعاود النظر نحو أخته
بصقيع يجمد وجهه
وقال:
- والله هذا مو من شأنك, يلا أطلع, أنا تعبان وأريد أنام.
وأومأ لها برحيل
هنا لم تعد تتمالك نفسها أكثر
فالغضب بات يزلزل داخلها بعنف
ويحطم كل المشاعر الجميلة التي تكونها نحو أخيها
فهبت نحوه كعاصفة هوجاء
وقالت بصوت هز من في الغرفة :
- أنت وش فيك؟ وش غيرك؟ قبل أسبوع ما كانت كذيه, قولي وش غيرك, وخلاك تصير ها الشخص الوسخ الأناني (وأخذت تحدق به باشمئزاز وهي مسترسلة في حديثها) إلي ما يفكر إلا بنفسه بس؟
نظراتها كلماتها كانت بمثابة الضربة القاضية التي أودت بحياة قلبه
ضل ينظر نحوها بدون أن ينطق بحر ولا يفعل شيئا
فالوجع فاض من داخله
لم يعد جسده يتحمل
كمياته الكثيرة
التي لا تفتأ
تجيء
بدون توقف
أما هي فلم تخرج ما في جعبتها بعد
فعاد تصرخ به:
- أزين لا تجاوبني أنا, جاوب ذيك ( تلك ) المسكينة ريم, إلي ما سوت لك إلا كل خير, وأنت بكل بساطة تي لها قبل كمن يوم عن العرس وتقول لها أنتِ طالق, طب ليششششششششش, ليشششششششششش؟!! أنا لو كنت مكانها, ما بهتم بطلاق, بهتم بسبب الطلاق, بيقتلن القهر والحسرة لأني ما عرفت الجواب عن هالسؤال, خاصة إني ما أسأت لها الشخص, وأنا متأكدة بأن ها الشيء إلي يصير الحين لريم.
صمتت لبرهة فصوتها بدأ يبهت لون غضبه
أمام تحاشد دموعها في عيناها
لا رد شافي منه
فالكلمات خذلته
واللسان استسلم لمرارة الألم
والجسد هلك من طعنات المحب لهم
قبل أن يهلكه الخبيث
صمته جلجل الغضب فيها
فغرست أصابع يديها في قبة ( كندورته ) وصرخت به والدمع يسبق كلماتها القاضية عليه:
- ليش؟!! رد .. ليش ساكت ؟!! ريح الريم قبل لا ترحني أنا وأمي واليازية والعنود, ريح ذك المسكينة إلي ما تكن لك إلا كل حب, ريحها وريحنا, أرجوك ..أرجوك ...يا حميد , ريحها...ريح...
وخارت قوى الغضب
فقد كنت حرقة الحزن أقوى منها
وسيول الدمع أجرف منها
فهوت برأسها في صدره
وحررت ( كندورته ) من سيوف أصابعها
لكن لم تتركه لحالة
فهي تريد أن تعاقبه كما يعاقبهن على ذنب لم يرتكبنه
فأطلقت عليه
سلسلة ضربات بكلتا قبضتي يديها
وهي تكرر بنبرة شوهها البكاء:
- ليش .. قولي .. ليش ؟؟؟ ليششششششش ...ليششششش؟!!
لم يتخيل يوما
بأنه سوف يكون الجزار الذي يذبح من يحب
كان دوما اليد الحنون
والصدر الآمن
الذي يضمهم وبقوة
حيث يسكنون في قلبه
إحساسه الآن لم يعد يوصف بالوجع أو الألم أو حتى الحزن..
كلا
هو أكبر من ذلك بكثيـــــــــــــــــــــــــــــــر
رفع يده
فغريزة الأخوة تدفعه لضمها
والتخفيف من حزنها
فهو لا يقوى على رؤية أخته هند والدمع يحرق عيناها ويصهر جلد وجنتيها..
لكن يده تجمدت بين السماء والأرض
ولم تصل لوجهتها
وهو يستجيب لخاطرة مرة على باله
" فوجع الكراهية أخف بكثير من وجع الفراق"
فعصر عييناه
وعض على شفته السفلى
ليمتص ذلك الشيء الذي يسري في جميع خلاياه
والذي لا يوجد كلمة في القاموس
تصفه
ومن ثم
غير وجهت يده
ودفع بها بعيدا عنه
وصرخ بها بصوت هزه قبل أن يهز أخته:
- بس خلاص, لا أنتِ ولا أحد له دخل بي, أنا حر, أعيش حياتي مثل ما أريد, وعشان أريحكم وأرتاح منك, ها أنا بأهج ( أرحل ) من ها البيت النكد, إلي ما فيه حرية.
وبالفعل هم بتنفيذ ما نطق به لسانه
بدون تفكير منه
فجسده هذه الأيام بات تحت رحمة شخص آخر
يتحكم به كيف يشاء
رغما عنه
أما هند
فالصدمة لردت فعل أخيها أجفلتها
و جعلتها لا تعي ما الذي يصير من حولها
فما كان منها إلا النظر إليه بعينان مشرعتان أبوابها على مصراعيهما
_____
عندما أصبح خارج جدران منزله
نظر إلى خلفه حيث الباب قد أغلق
فشعر بصاعقة تضرب رأسه
وتوعيه لفعله
فق كانت مقودا في الدقائق الماضية
سأل نفسه وقد باتت أنفاسه تهرب من حواجز رئتيه:
- وش سويت؟!!!
وجه بصره على الذي يثقل يده اليمنى
ليجد حقبة الرحيل تقيدها بأثقالها
لقد فعلها
لقد خطى الخطوة التي كان يحيد عنها طوال الأيام الماضية
بدون أن يهيئ نفسه
ولا حتى
ولا حتى يودع أحبته
رفع رأسه نحو السماء المتزينة بملك الألوان
والمرصعة بلآلئ
وناج خالقه بخشوع قلب مضرج بالأحزان:
- يارب أعني, يا رب.
انزل بصره نحو الباب المانع لدخوله
والذي في العادة يفتح أبوابه مرحبا به
أما الليلة
يغلق
مانعا له لدخول
فهو بات شخصا غير مرحب به في هذا البيت
وقال بأنين يدمي القلب:
- وحميهم يا رب, أرجوك أحميهم يا رب.
وخطى بتثاقل الجريح نحو الصفحة الجديدة والأخيرة في سيرة حياته ...
_______
كانت تسير يمنتا ويسارا
والضيق ينحت تجاعيد وجهها, فيزيد من عمرها أعواما أخرى
كانت ينظر إليها والحيرة تخرم رأسه
ولما وجد أن صبره طال
قرر إنهاء عذابه
وسؤالها:
- وش فيك يا حرمة تتحرقصين كذيه؟!! دوختيني ( أصبتني بدوار ) وأنت تروحين( تذهبين ) يمين ويسار لك ربع ساعة.
نظرت جهته وقد أختل وجهها معالم الدهشة, وقالت بصوت لا يقل عن ما يكسو وجهها:
- تسألني بكل برود وش صار؟!! كأنك ما سمعت كلام أبو عمر؟!!!
هز رأسه وهو قد أدرك سبب ضيقها
ومن ثم قال مبتسما:
- عشان هذا السبب قاعد لك ربع ساعة تدورين مثل المينونة ( المجنونة ), الريال وش قال؟ قل الكلام الصحيح, وإلي إذا ما يي اليوم وقاله لي, أنا كنت بروح بنفسي وأقوله محمد ما يستاهل بنتك.
بعينان ضيقتان قالت, وهي تعصر يديها من الغضب القابع بداخلها:
- تعرف مرات تقهرني بتصرفاتك, وش هالكلام؟!! كأنه محمد مو ولدك من لحمك ودمك!!!
قلب فنجان القهوة الساكن بين أنامله
ومن ثم رد عليها بعد أن ارتشف رشفة منه
ورفع مزاجه به:
- والله للأسف هو ولدي, ولو كان بيدي لتبريت منه, بس ما أقدر, حرام.
وعاد يشرب المزيد من القهوة
غير آبه بالغضب الذي أشعله في جوف زوجته
قبل أن تنفث نار الغضب من حلقها نحوه
سابقها بقوله, وهو يمسك بركبته الممتدة أمامه, والمتوسدة الأرضية:
- خليك يا صبحة من ولدك ومن مشاكله إلي ما تخلص, وتعالي همزي ( دلكي ) لي ركبتي, اليوم من قمت من النوم وهي تعورني.
أخذت تضرب كفيها بقلة حيلة, وقالت:
- تعرف أنت ما ينفع فيك الكلام, الأحسن أروح ( أذهب ) لذك المسكين, إلي ما يدري وش سوى به ها الأبو عمر.
وهبت في المسير
لينادي عليها بصوت عالي:
- وركبتي من بيهمزها؟!!!
لكن لا جواب يرد على صدى صوته
فتبسم ضاحكا وقال:
- خلي ها الخديه ينفعك, رايحه تراكضين له, وهو مو معبرنك, ولا سائل عنك حتى.
وعاد يبل ريقه بآخر قطرة من جوف فنجان القهوة
______
أقبلت عليها تحيها بالأنف قبل الكلمات
ومن ثم قالت وابتسامة تشرق من شفاهها المندسة خلف حجاب البرقع:
- أش حالك ( كيف حالك ) شمسة؟ وأخبار مريوم ؟
لترد عليها بابتسامة نادرا ما تعانق شفاهها المكبلة بالأحزان, وتتبعها بكلماتها:
- كلنا بخير الحمد لله, أش حالكم أنتِ عمتي وعمي والعيال؟!!
قالتها وشوق الأمومة ينسج محياها
لترد عليها بعيون باسمة:
- يسرك الحال, كلنا بخير وسهاله, نسأل عنكم بس.
لتعود تسألها بشغف لرؤية أولادها الذي طال بعدها عنهم:
- ما يبت العيال عندك عمتي؟
لترد وقد مسحت من عيناها البسمة وهي تشعر بأنها سوف تخيب أمل شمسة التواقة لرؤية أبناؤها:
- لا والله, تعرفين ما أقدر أخلي ( أترك ) عمك لوحده, وألا هم حليلهم كانوا يريدون ييون ( يأتون ) معايه عشان يشوفونك إنتِ ومريم.
لمحت نظرت الخيبة في عيون شمسة
فحاولت أن تمسحها عن عيناها بقولها:
- لكن إن شاء الله المرة اليايه بدبر أحد يقعد عند عمك, وأبيبهم ( وأحضرهم ), بس إنت لا تتضايقين.
وأخت تمسح على كتف شمسه
التي غلفت يد عمتها التي خلفت السنون عليها علاماتها
وقالت وهي تغتصب طيف ابتسامة على شفتيها :
- إن شاء الله, يلا تفضل عمتي, قربي استريحي.
وأشارت لها برأسها بالجلوس.
لتعود البسمة من جديد تطبع على عيناها المحاطتان بخيوط العمر, قالت:
- قبل لا أقعد وين مريوم, أبا أشوفها, اشتقتُ لها وايد.
وأخذت تقلب الغرفة الطاغي عليها البياض بعينيها بحثاً عن مريم
لتخط شمسة ابتسامة لم تدم في ثنايا شفاهها المتشققة
ومن ثم قالت:
- لا تتعبين عمرك عمتي بتدوير ( بالبحث ) مريم في الحمام تتسبح ( تستحم ), ما طاعتني ( ما وافقت ) أسبحها, تقول أنها كبيرة الحين, كل ما أحول أشوفها تصرخ في ويهي وتقول أطلعي, أنا أعرف أتسبح لعمري ( بنفسي ).
فابتسمت ضحاكة وهي تعيد شريط وجه مريم الغاضب في خلدها
ولتضحك أيضا عمتها لفعل حفيدتها, وتردف قائلة:
- تقولك كبرت ها, ها الشيطانة عليها حركات.
ومن ثم ما دلفت أن قالت وقد فرغت من قهقهاتها
- على العموم يوم مريم في الحمام, فأعتقد هذا أنسب وقت أقولك الخبر المهم إلي عندي, وإلي أهو السبب الثاني لييتي ( لحضوري ).
قوست شمسه حاجبيها السميكان للأعلى وهي تقول والعجب لغة لكلماتها:
- خير وش هناك يا عمتي؟!!
+++ يتبع غدا +++
للي حاب يحرك مخه معايه
ويختبر ذكاءه
فا ليشاركني بتوقعاته للجزء القادم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في شوق لقراءة توقعاتكم
*(( القيد السادس ))*
هوى بكفي يديه
يجلد ذلك المقود المستدير المسكين
الذي لا ذنب له
إلا أنه كان أمام منظار عيناه
الناطقتين بالغضب
لا يسعه الكون قاطبة
على الخبيث الذي ينخر جسده
كخشب بالي
لم يعدد صالحا للعمل
ضرب
وضرب
وضرب
وزمجر بكل قواه النابضة في عروقه
ثم نفذت قواه
وانهار رأسه الذي ثقل وزنه على عنقه
إلى المقود المنكوب
وأنفاسه يترجاها لكي تسكن رئتيه
كان قد فرش خده الأيمن على المقود
وهو يجول بعيناه الحائرتين
بما سوف يأتي بعد هذه النقطة التي وضعها في سجل حياته
طوال الليل كان يبحث عن جواب يسكن صدره المرتاع
والذي لم يسلم من إعصار الغضب على الزائر البغيض الذي تفشى بجسده
وجعله مجبرا يتخلى عن كل من أحب
وينحرهم رغما عنه
وقعت ضوء عيناه على بقاله صغيرة تقبع على يساره
رفع رأسه وقد لمعت في رأسه فكرة
ترجل من فوره من السيارة
وهب مسرعا نحو البقالة
ما إن دخل كريح هوجاء البقالة
حتى أخذ يتلفت يمنتا ويسارا
بحثا عنها
استطلعها أخيرا
لم يتأخر ثانية
ركض نحوها
وامسك بها
لأول مرة في حياته يمسك بها
لم يتجرأ قد حتى أن يفكر بها قبلا
لكن الآن
الحسبة اختلفت
سوف يتحدى هذا المرض اللعين
لن يسكت له
شرع بفتح العلبة
ثم تذكر بأنه لا يملك شيء يلهبها
فعاد يرفع رادار عليناه بحثا عن ضالة أخرى
لكن بدلا من أن يلتقط هدفه التالي
وقع منظار عيناه على طفلة صغيرة
يلتهم الحماس قسماتها البريئة
وهي تقول لأباها, وهي مادة يدها أمامها:
- بويه .. بويه أبا هالعروسة ..بوي ...
صفعته صفحة البارحة
وذكرى مريم المقاتلة
ووعده لها
نظر نحو ساعة يده
ليجدها الساعة 12 ظهراً
فاتسعت حدقت عيناها
وقال:
- تأخرت عليها...
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك