رواية سجير الانتقام -4
حواليها وماسكين شي مخيف معطينو لدكتورة التوليد الجت كرمال تعملها عملية... فتحاول ترفع بحالها لتفهم شو فيه وهي عم تنادي ع البنت الجميلة العم تكلمهم بالبرتغالي: يورا فهميني شو فيه!
وترد تنزّل ضهرها من التعب الحاسة فيه وفجأة سمعت بكى بنتها المتعرضة لنقص الأكسجين أثناء الولادة... فبكت بدها بنتها العم ينقلوها للحضانة برا فتطالع الممرضات والدكتورة البقوا معها وهي مش فاهمة شو عم يحكوا معها فتطلب منهم: بـنـتي!!!
بـدي بـنـتي!
وتلف ليورا العم تحاول تهدي فيها لكن مش سامعتها من فرفطة روحها ع بنتها الأخدوها معهم طالبة منها: يـورا خــلـيهـم يــجـيـبـوهـا لـعـنـدي!!
يورا ترد عليها ع أمل تبطّل ضغط ع حالها: جودي البنت عندها نقص اكسجين فراحوا ~~~
جودي ما فهمت شو يعني نقص اكسجين ولا حتى عندها القدرة لتسمع بقية كلامها فتضغط ع إيدين يورا العم تمسح فيهم ع إيدها وكتفها اليمين بمآزرة وهي متنمية تمسك بنتها... فتحاول الممرضة تقرب منها لتهوّن عليها... لكنها هي مش فاهمة شو عم تقلها فتحاول تدفع فيها وهي مش قادرة مع وجع الولادة والمسكن الأخدتو رافضة الدكتورة تتفحص وضعها بعد الولادة وثواني بسيطة سلمت جسمها للصحوة واليقظة من الصدمة العانتها من أخد بنتها الردتلها بعد كم ساعة الكانت عم تنام وتصحى فيهم في غرفتها الخاصة الكانت مليانة هداية ما بتعرف مصدرها والخالية من كاظم الشرير التاركلها يورا العم تحاكي بنتها المتمددة في سرير حديثي الولادة قبالها... كرمال تخفف عنها وتفهمها شو عم يحكوا معها الأطباء والممرضين...
وبكت بحرقة وهي عم تطالع سرير بنتها الكادت تروح بروحها من خوفها وكرهها من يلي دبح جدها وحرق قلبها ع عمها ومن قلقها لتموت متل أمها وقت الولادة... فنطقت طالبة غصب من يورا المو حاسة عليها من كتم حس بكاها: يــ ـورا هـ ـاتـيها!
يورا وهي عم تحمل بنتها الرقيقة خبرتها: ما تبكي حلوتك بسم الله عليها ما فيها شي... وقربت منها معطيتها بنتها الحملتها وهي عم تغرق وجهها بكى عليها وعلى حالها معها وقربت منها بايستها وهي عم تقلها: آسفة....
وتشهق بحسرة ع غباءها بتعرض بنتها للخطر... فحاولت تضمها لصدرها وهي عم تعتذرلها عن تقصيرها معها: آسفة... أسفة أنا ما بفهم... وتحتفظ فيها بين إيديها لحد ما بكت بدها تطعميها متل ما عم تترجملها يورا كلام الممرضة الردت لعندهم...
لكن طفلتها ما تشبع منها وتضلها تبكي من رخي فكها لدرجة اضطروا يرضعوها برضّاعة... فتبكي بغصة لإنها حاسة بنتها عم ترفضها رغم شدها ع إيدها...
وعدت الأيام ع هاليوم الخلاها تدرك كم كانت تتصرف بغباء بس تستاء من حد... لدرجة كانت رح تضحي بروح شهور عم تكبر معها يوم عن يوم... فتشد عليها رافضة التخلي عنها بسهولة متل ما كانت بالمخاض عم تساوي... ولهالشي خلاها تتمسك أكتر باسم ساندي... ليكون من نصيب بنتها... وبتسجيلها بشهادة الميلاد بدون ما تفكر هل هالشي هيخليها مكشوفة هي والمكان اللي هي فيه ولا لأ... من سعادتها بامتلاكها شي بهالحياة من بعد موت جدها وفراقها لعمها كنان والرجّال اللي كانت عشانو مستعدة تتنازل...
فترعى بنتها وهي مصممة تمتلك شي لتكون امرأة ناجحة متل النساء العم يشتغلوا تحت إمرة "أوامر/ سلطة" يورا وكاظم في حقول الورود الضخمة كرمال يستخلصوا زيوت هالورود ويصنعوا عطور ومكياج مصدرة للخارج...
فهي رح تشتغل معهم وتتعلم منهم لتصير...
وبالفعل صارت وأبرعت بهالشي رغم نسيانها وشكها في اللي حفظتو... محاولة تتعلم لغتهم جنب التطريز البرازيلي الكانت تستخدموا في فن الديكوباج الخلت كاظم يستثمر فيه في بيع التحف والأثاث المكملة...
فكبرت جودي جاسر دهب وتحولت من بنت هشة ومنغلقة ع حالها لبنت منفتحة ع العالم كرمال بنتها الما عادت ترضع منها من جف حليبها ورخو فك ساندي العم تكبر ليلة ورا ليلة مزدادة حلاوة بشعرها الكثيف المموج وبعيونها الخضر الكبار وخدودها الحمر الملزلزين ووجهها البدر المنور... وجسمها العم يمتلي أكتر من رعاية العاملات العم يشتغلوا في الحقول...
وسبحان الله يلي بشوف هالانجازات بعتقد إنها طايرة من الفرحة وما بتعاني شي وقلبها مرتاح وعقلها رايق وروحها مستكينة... لكن الحقيقة غير هيك بس تكون بين حيطان غرفتها وهي مع بنتها... لإنها بتكون عم تبكي متل ما عم تبكي هلأ ع حالها وحال بنتها الخلقت ع هالدنيا بدون أب جنبها... متل ما هي خلقت بدون أم...
فتبكي خوف قلق حيرة...
تبكي كسرة... وجعة... غصة... حسرة ع زوجها المو قادرة ترد لعندو وتتطمن عليه من بعد ما جروها بعيد عنو لعند كاظم الخبرها الحقيقة الكريهة الخربت حياتها...
فتشهق عاجزة تصدّق هي كانت عايشة عند ابن الخيّال الكان معيّشها بوهم كبير... لكن ثمرتهم العم تغفى بين إيديها عم تخليها تصمد مقابل هالشك وتتيقن إنو مو خيال ولا درب من جنون فتكمل بتهويدتها لإلها كرمال تغفى بسلام: كان فيه بيبي كتير صغير...
وعيونو خُضر وكبار...
وخدودو متل حبة الرمان...
وعليه رموش كتير طوال...
وقلبو رقيق وريحتو مسك وريحان...
وبنادوا عليه ساندي بل...
وترد ساندي ترخي تمها مستسلمة للنوم ع إيديها وهي عم تطالعها... عاجزة تكمل بتهويدتها لكنها جبرت حالها تكمّل لإنها مناها تنجمع هي واياها مع المسؤول عنهم واللي بكون جزء منهم: أبوها بعيد وأمها قلبها زي الحديد حانة لأرضها وبيتها الكبير... البقولوا عنو مسكن الخيّال فيه شجر كتير كبير والليل فيه مهيب ~~~
ما قدرت تكمّل بس سمعت بنتها عم تتنهد بين إيديها... فجت بدها تنزلها ع سريرها المصنوع من القش البسيط كرمال ترد تكمّل بموهبتها الما كانت هتدري عنها لولا ست سمية المشتاقة لإلها وعلمها وحكياتها خيرات الله... فتحاكي بنتها بهمس: أبوكي هلأ صاحي كعادتو بكون بشغلو... وأنا بكون نايمة... بس هلأ هو مشغول وأنا بكون صاحية معـ ~~
انفجرت بكى منزلة راسها قريب من غطا بنتها اللاففتها فيه... لكنها مسكت حالها لافة بحالها شبه لفة لتنزلها ع السرير المجاورها... وبحرص شديد نزلتها بخفة خوف ما وجع عرقها البزيد وبخف مع حالتها النفسية وقعداتها غير المريحة لجسمها... وهي عم تسمي عليها وتحوطها متل ما كانت مرت عمها ريم تحوط بنتها لمى قدامها وهي طفلة ما كانت تفهم شي من كلامها غير صوت الوشوشة... ونفثت عليها محررتها من إيديها وهي ممتنة للست سمية وابن الخيّال لتعليمها كيف تحوط حالها رغم إنو جدها علمها من قبل لكن مع انشغالها بالمدرسة والدراسة والكرتون سهت عنها من غوص عقلها الصغير المنغلق بأمور تانية... فنزلتها بالكامل ع السرير ولفت بحالها لكنها ترد تطالع بنتها مفقدة وجهها الخدودو محمرة وشعرها الكثيف الوارثتو عنها وتمها المضموم ع بعضو بكل براءة... فتنهدت بتقل عاجزة تقول شي لبنتها ع اللي صار فيها من وراها هي وأبوها ولفت بحالها ساحبة طاولة عدتها للقص والرسم والتلزيق... مكملة بقصتها المصورة عن حياتها المتذكرتها من الطفولة لحد ما التقت بعبد العزيز الكانت خايفة منو... وصارت مع الوقت ترجى قربو لكن من بعد هداك اليوم المشؤوم الحرمها شوفة وجهو والنوم ع صدرو بغباء قرارها كلشي تحول...
فتمسح دموعها لكنها ترد تدمع غصب وهي مناها تقول متى الفرج... فتوقفت ع رجليها عاجزة تكمّل بدفتر قصتها المصورة والمتنوعة بين الرسم وتلزيق صور وتعليق بكم كلمة قصيرة لتطفي بعد "أبعاد" للمشاعر البارزة بالصور وتصير متعددة الأبعاد يلي تعلمت عليه مع الست سمية... فسحبت الروب متحركة لعند باب غرفتها المطل مباشرة من الطابق التاني ع الحديقة المزروعة ورود ونباتات متعددة الألوان وعم تلمحهم من ضو العمود المنور بالليل...
كارهة مكانها هون من تحسسها من الجو ومية الشرب الما قدرت تتخلص منهم رغم تنقلهم من عدة أماكن في البرازيل والمكسيك من حقدها ع هالأماكن يلي هي فيها من رفضها تبقى فيهم مفكرة بهالحركات ممكن ترد لدولتهم الما كانت عارفة قيمتها غير لما بعدت عنها راكبة بالطيارة مع كاظم ورجالو المخيفين بدون ما تفكّر بهويتها ولا بجواز سفرها الما عمرها طلعتو من الجوازات... طالبة الرجوع من كاظم يلي طمنها بعد ما حلقت الطيارة فيهم: ما تقلقي ع أي شي إنتي هون بأمان فبلاها لهالدموع...
فلفت عليه مطالعتو وهي حاسة راسها هينفجر من يلي قلها إياه: كيف ؟ لك إنتا مستوعب أنا شو عملت في حالي؟ ورفعت إيديها العم يرجفوا ع تمها من العار العم تقدم عليه بهروبها منو وشهقت من كل قلبها الهش معلقة: عبـ ـد العزيز أكيد رح يمـ ـسكنا و يقتلنا!
كاظم ابتسم غصب عنو لما سمعها كيف عم بتحكي بخوف... ولف بوجهو مطالع السما بدون ما يرد عليها بحرف وهي مستمرة بهذيانها معو بأواعيها الغيرتها غصب عنها من كرهها لتقاتلو: إنتا ليش جيت هون؟ كلو منك رجعني محل ما أخدتني هلأ عبد العزيز رح يقتلني!
وتبكي بالوقت يلي هو صامت لإنها مش فاهمة لا هي ولا زوجها اللعبة الكبيرة الواقعين فيها... فنطق مخبّرها وهو عم يلف وجهها عليها: هو ع الحالتين رح يقتلك... فحطي لسانك بتمك ومن تم ساكت... بلاش لتشوفي مني شي ما بريحك...
جودي طالعتو بنظرات كره متل النظرات الهلأ عم تطالع فيها كاظم بمخيلتها من مص حيلها بمزاجية تعاملو معها بالشد والرخي... فتضم حالها شاعرة بالفقد الكبير لنصها التاني الفكرت تعطيه فرصة من بعد يلي صار بينهم كرمال تعتذر من مرت عمو كوثر الرفضت شوفتها واعتذارها... فتتنهد بغصة لإنها من قعدتها مع حالها وأوجاعها وشوقها لإلو ولكلشي جمعهم سوى فهمت كتير أشياء ما كانت لحظتها تربطها ببعض ولا حتى تفهم سببها... لكن الوجع والمرار بخلي الموجوع والمحرور يفهم كلشي مش بالضرورة يكون فهمو صح... لكنو على الأقل بدرك الناس يلي هما منا وفينا مش متلنا... فشغلت التلفزيون الموصول بالنت ع موقع واحد بتقدر تحضر عليه الكرتون وأفلام ديزني... إلا فتح ع فيلم الجميلة والوحش وهي رافضة تفكر باللي مخوفها من كم يوم من ورا كاظم الشرير... ولفت طالعة من الغرفة تجيبلها شي تشربو بكل اطمئنان دام المفصوم كاظم مش بالبيت فنزلت الدرج بخفية وع فجأة قبل ما تعبر المطبخ إلا بصوت خشخشة واصلها من غرفة الصالون المقابلة للمطبخ... فارتعشت بس سمعت صوت كاظم وهو عم يشرب شي بارد... وبسرعة لفت بدها تطلع الدرج قبل ما ينتبه عليها لكن للأسف كان منتبه عليها وهو قاعد وراها ع كرسيه الكبير موقفها مكانها: شو فكرتي بالكلام الخبرتك عنو؟
تنهدت بقهر... بعدين معو... ما مل من صدها وكرهها لإلو فلفت مجاوبتو وهي مش مفكرة بستر شعرها قدامو لإنو يعتبر أخوها دامها رضعت مع فهد البكون أخوه: قلتلك ما رح طلقو...
كاظم ضحك بمرار: نصحتك ما تجاوبي هادا الجواب وفكري ببنتك وبحالك... يعني مش ضروري ضل عيد وزيد لتفهمي المنيح لإلك...
جودي مسحت ع وجهها بغل من حبو للتحكم فيها وهي عم تسمعو عم يحاكيها بصوتو الخايف عليها: بتعرفي لو رجعتي لزوجك يا هياخد بنتك منك ويرجعك عند أبوكي الراح يموْتك... يا هوه رح يموتك لإنك هربتي منو وفضّلتي تكوني بعيد عنو...
جودي ردت عليه بحرة: والله إنك إنتا يلي رح تموتني قبلهم... لإني مش فاهمة شو رح يفيدك طلاقي منو...
كاظم نزّل الكاسة بقوة ع الطاولة الرخامية مخبرها: ما إلك شو رح يفيديني... بالنهاية يا بنت جاسر زوجك بدور عليكي دوارة فأول ع آخر ما رح تقدري تهربي منو... فقلت ذكرك عشاني شايفك كتير مبسوطة بدونو...
جودي ردت عليه بحرقة بالألماني: schäbig!
"دنيء!"
كاظم ضحك عليها بكل برود وهو عم يوقّف ع رجليه غير معبرها للي ردت لغرفتها هي وبنتها غير دارية عن يلي بدور بعقل كاظم المجبور يتصرف معها هيك لصالحها بكل هاللعبة العم تصير من ورا الجد شامخ المستاء من حفيدو يلي بعتلو رسالة متكونة من كلمة وحدة "مسافر" بدون ما يقلق بقصة الشركة... فكان مناه يقلو الشركة لكنو خشي يقلو "آخر همي مرتي أهم منها" وتولع بينهم... فبلاها يكبت هلأ غيظو بصدرو مطالع جواد ابنو العم يعلق مع بدران وزيدان وجميل عن أخبار الملف السوري العم يسمعوه ع التلفزيون... غير مركز معهم من حرقتو ع حفيدو يلي كسرو بتقييدو بالمستشفى من خوفو عليه من الموت...
هو بكفيه ضرغام وجابر يروحوا ويجي هلأ يفقد الحفيد الكبر ع إيديه وربي كأنو ابنو الصغير...
ما بتحمل!
ولا رح يتحمل...
بكفّي كلامو لإلو بالمستشفى وهو عم يترجى جدو باللغة الفصحى من حب جدو لقصة عثمان بن عفان رضي الله عنه عند قتلو لما قلهم لا يراق دمُ أحدًا لأجل عثمان: لا تراق الدماء لأجل عبد العزيز... ويضغط ع حالو طالب منو... رح تجلطني يا جدي... ما تكسرني فوق كسرتي...
لكن الجد يتماسك رغم وجع كلماتو... ويصمت لإنو مو بس الصبر حيلة لمن لا حيلة له إلا السكوت لما ما تعرف الصبر هيفيد ولا لأ... لكن مرات السكوت يخانوا ليرد عليه ببيت شعر كان يسعى زمان يحفظو إياه: إذا جارَيت في خُلقٍ دنيئاً فأنت ومن تجاريه سواء...
ويشيح بعيونو عنو منتظر فيه مع المخدر ينام لكن ما ينام وكأنو جسمو مضاد للمخدر... فيعجز معو كيف يداوه وهو عارف ومدرك حالو متل مقولة سمعها مرة ريح يوسف لا تأتي نسائمها إلا لقلبٍ كان هواه يعقوبُ... كرمال هيك هيتجلد ويصبر ع وجع حفيدو لإنو هينال قربها بإذن من ربها لا منو ولا من غيرو... صحيح كسرة وطعنة لإلهم بس الوجع ولا إنو يفقد حد منهم...
الفقد انهكو لو ما قال...
الفقد خلاه يجبن وقت الجرأة...
الفقد خلاه يسترخص كلام الناس ويحط "ينزّل" من مكانتو بعيونو كرمال ما يروح حد منهم... فالحمدلله يلي جت الضربة بكتفو مو بمكان تاني ممكن بخلفلو إعاقات... فاللهم لا اعتراض ع حكمك ولطف منك عديت هاليوم ع خير... وبلع ريقو سامع حوصة الخدم في المطبخ كرمال ينقلوا يلي رح يحتاجوه في الطبخ لبيت كوثر الرح يتجهز الأكل فيه من كبر مطبخها...
فتبسم بمرار ع حالهم... لإنو من قبل بس يكون فيه عزيمة بكون الكل متجمع من قبل ليلة أو على الأقل بنفس يوم العزيمة من الصبح بكير... عكس هلأ يلي ما حد نام في بيتو غير سهر وبنتها الصارلهم كم يوم نايمين عندو... أما وفاء ما جت غير قبل شوي لحالها تاركة بنتها رنيم وبنت زوجها يلحقوها لبعد الظهر أما أمل تعذّرت عن الجية لإنو قريبة سطام عم تنازع والكل راح عندها ع المستشفى بس سمعوا الخبر من ساعتين... وهي من حبها لزوجها ومن حبها لقريبة سطام واللي عمرها قريب من مية سنة لغت الجية إلا في حالة إذا تحسنت هتمر عليهم...
وشو حالها ما بشبه حال أختها نداء الكانت تكون أول الجايين هي وزوجها عاصي وكتكوتهم جنرال من قبل لكن هلأ ما عادوا يكونوا أول الحاضرين ولحد هلأ ما حد منهم وصل.... في حين بدران وجميل وزيدان وجواد وأرسلان وجبر ما تغير عليهم شي مقارنة بحفيدو عبد العزيز الما عاد يجتمع معهم كتير متل قبل ولا متل عنقودو الصغير كنعان يلي ما جد عليه شي معهم غير إنو يبقى عندهم ويضل يسافر لشغلو العم يوسعو...
فمسح بإيديه ع تمو مطالع بعدي ابن بدران الرجع من بريطانيا وهو مقرر بشكل مفاجئ بالاستقرار بينهم بطلب إيد أبو إصبع المناه تكون من نصيب أرسلان السنه "السنو" ضحوك... واللي مو فارق عندو جوري تروح لغيرو... فتنهد باستياء ع حال عيلتو من تغير بناتو العجيب... إلا ع صوت جواد ابنو وهو عم يهمسلو: شاللي متعب قلبك يابا؟
الجد أجى رح يتنهد للمرة التانية لكنو كتمها وهو عم يسلكو بأي رد من عندو بدون تفكير: ما في شي تاعبو غير ابنك وجبر الرافضين يتجوزوا... والله الولاد كبروا ومو سائلين بعمرهم اللي بمرق هيك بدون استقرار...
العم جواد علّق بهدوء مسايرو فيه: والله هالجيل يابا صار همهم النجاح والجيبة أما العائلة الصغيرة صارت مهدمة لإلو وبدو يتأنى ويجرب هالحياة ومن هالفكر السادح راسنا ع الراديو والتليفزيون والدراسات والأفلام والمسلسلات... خليهم ورا هالفكر الغربي الدخيل لحد ما يدركوا لا هما ماشين صح ولا يلي مفكرينو كلو صح... فادعيلهم يابا بالهداية والزوجة الصالحة التعينهم ع دينهم... صرنا بوقت القابض ع دينو كالقابض ع الجمر...
الجد غصب عنو تنهد: آه والله والنعم بالله... ولف وجهو ناحية جميل وبدران وزيدان اللاهين مع بعضهم متل أرسلان وعدي وجبر يلي كعادتو بكون مستمع لإلهم... فنطق ع فجأة بس تذكّر روحة كنعان ع الدكتور من شان يفحص ابنو الما سكت هو وأخوه العيي وراه: شو السيرة كنعان تأخر كتير شو الشغلة بدها فحص وبس...
فضحك العم جواد ع حال كنعان: والله عشنا وشفنا هالكنعان بطارد بشي هون دايمًا قاعد بكون ببرود مخيف...
الجد حرك راسو بعدم رضى عليه: قصدك هيجلطنا ويقعد فوق قبرنا من العقل التيس الناتعو...
العم جواد علّق بمزح كرمال يرطّب الجو عليه: والله إنتا أبوه وادرى فيه... بس رغم هالشي ما تخاف لسا ما وصلتش الشغلة للجلطة بس إذا صار قلبك ضعيف شي تاني.... فاكشف عن قلبك خليني اكشف عليه...
الجد رد بمرار ع كلامو من أكلو هم الكل: شكلك إنتا يلي رح تجلطني... بتقلي قلبي ضعيف... هو ضل فيها قلب أنا من زمان شلت المرارة وهالقلب معها وحطيت محلو حجر قام تفتت ووحدة من هالتفتيتة هرميها ع قلبك وورجيك مين الضعيف هون...
العم جواد انفجر ضحك لافت الكل عليه باللحظة السحب فيها الجد تليفونو بدو يتصل ع كنعان... إلا برن التليفون بين إيديه كاشف عن اسم "أبو أحمد" صاحبو واللي بنشر الخبر بينهم أول بأول فبسرعة رد عليه متعجب اتصالو ع هالصبح دامو رح يلقاه بالجامع ويجي بعدها ع عزومتهم مع عيلتو الكريمة: ألو!
أبو أحمد رد بعجلة: قوم قوم يا أبو ضرغام أم أبو محمد الأشقر توفت بقولوا من حرقة قلبها ع ابنها وحفيدها الراحوا من فترة بسيطة فالله يرحمها ويغفرلها...
أبو ضرغام مسح ع وجهو ناطق بنبرة لافتة الكل: إنا لله وإنا إليه راجعون كلنا إلها انشالله سكة الطريق وبنروح ع ابنهم ناخد بخاطرو والله صعبة ما حد بقي من هالعيلة غير ابنهم يلي بعمر الشباب... فخليني سكر منك وخبر ولادي... بحفظ الرحمن...
وسكر منو قبل ما يسمع أي كلمة منو وهو عم يقول لولادو الشبه فاهمين من كلامو مع المتصل عليه في حد مات: يلا يا رجال خلونا نقوم ناخد بخاطر ابن الأشقر لإنو جدة أبوه ماتت...
أرسلان جفل وبلع ريقو بصعوبة... وهو غير مستوعب وعم يسمع صوت الجد عم ينادي ع الخدامات:
يا علا!
يا رولا!!!
ما حد رد عليه لإنو الكل ببيت كوثر عم يطبخوا بالأكل الموزع بين المناسف والكبة والحلويات الباردة والدافية غير الحلو المعمول من قبل وتفقيد كل المشروبات الباردة إذا وضعها تمام وهل القهوة بعدة أنواعها جاهزة بالسخنات... لإنو ما بقي كتير وقت ع روحة رجالهم لخطبة الجمعة ورجعتهم مع الناس يلي رح تيجي معهم أو بعدهم بشوي... فاستفز الجد من عدم رد الخدم عليه وهو عم يقول: والله أعمارهم بتضيع بالنفخ والطبخ والترتيب و~~
العم جواد نطق مهون عليه وهو عم يطالع ابنو أرسلان الما كان معاه خبر بموت جدة أبو مهد صاحبو من أيام الطفولة: يابا هدي هلأ بتصل ع وحدة منهم...
فنطق الجد بانفعال: اتصل ع عاصي يلي تأخر بالجية شوف وينو وقلو يسبقنا...
إلا بصوت زيدان العم يحاول يهوّن عليه: يا عم هلأ بنخلي حد من هالشباب يروح يخبرهم لإنو ما حد رح منهم يفضى للتليفون..
فبادر جبر وهو عم يقلهم: أنا بقوم خبرهم ما صار شي... وبسرعة تحرك لبيت أهلو كرمال يخبّر أمو وعماتو ومرت عمو أمينة من شان بسرعة يتركوا الطبخ ويجوا معهم ليوقفوا جنب أم مهد الروسية... تارك الجد بسرعة يقوم يحاكي صحابو الرح يروحوا معو بالوقت يلي بدران وقف ع رجليه وهو عم يقوللهم: طالع أخدلي نفس برا ودخنلي سيجارة...
إلا بصوت العم جواد وهو متبع معو ومع جميل يلي انزعج من أول ما سمع خبر موت جدة مهد: خد راحتك....
ولف وجهو ليحاكي ابنو أرسلان إلا بأرسلان طالب منو: يابا ممكن تعطينا مفتاح سيارتك!!
أبو أرسلان أعطاه المفتاح وهو عم يقلو: خدو وما تتعجل بطريقك لعند مهد فاهم...
أرسلان سحب المفتاح منو بدون ما يرد بحرف وبسرعة طلع متخطي أبو عدي وهو عم يضغط ع مفتاح سيارة أبوه من بعيد وسحب الباب بس قرب منها راكب فيها ومحركها بعد كم ثانية بدون ما يستنى عليها تحمى مع البرد... وطار فيها وهو عم يسحب تليفونو متصل ع مهد الصارلو شهور وشهور مانو حاكي معو... لكن هلأ الضرورة بتتطلب يحاكيه كرمال يعزيه فمهما صار بينهم ما لازم ينسى فضلهم مع بعض من قبل... لكن باينتو مهد مصر ينسى من كتر ما بسد الخط بوجهو بشكل مستفزو فيه... فتحرك للشمال لبيت عيلة الأشقر... وهو عارف ومتأكد مهد منهار لإنو بعد ما فقد أبوه وجدو سوى بحادث مأساوي من خمس أسابيع بفقد هلأ جدة أبوه الكانت بتعنيلو كلشي بشدها ع إيدو ومسكو عن المشي بطريق الحرام الربي عليه عند أبوه وأمو يلي ع كبر التزمت أكتر بالدين وبقت أكتر عند ابنها الوحيد الكانت تخليه للخدامات تربيه... فتنهد لما فقد الأمل من ابنها متصل ع رقمها المعاه من يوم ما رنت عليه بس عرفت نية مهد ليتجوز بالسر من نغم دهب بشكل مفاجئ ع أمل يعقْلو لكنو ما عقل وكبرت المشكلة بينهم لحد ما وصلت للتخلي... وللأسف الشديد حتى أم مهد ما ردت عليه لإنها ما كانت سامعة اتصالو من قعدتها بين حريم الدبش البكونوا أهل الجدة عم يستنوا جثة الجدة تصل كرمال يودعوها قبل ما يروحوا فيها ع المسجد ويصلوا عليها... وهي غير مفكرة لا بتليفونها ولا بشكلها ولا بابنها وبمرتو المحبوسة فوق ومحرّم عليها النزول والمخالطة أهل جدتو لإنها هي نجسة بعيونو ولازم تتربى ع اللي عملتو... لإنو مش مهد يلي بلتعب عليه...
وهالشي ما بعجب أرسلان السكر من أمو ورانن ع عدنان أبو سلاح كرمال يضمن العزا وين... وهو مو مفكر بعيلتو يلي رجالهم عم تعجّل بنسوانهم وبناتهم الركضوا ياخدوا حمام ع السريع من ريحة الأكل العالقة فيهم... وركض للسيارات متحركين ياخدوا بواجبهم مع عيلة الأشقر المش كتير بالعلاقات معها... وهما مو فاقدين نداء الكانت قاعدة ببيتها وهي منقهرة من لعب جنرال مع ولاد كنعان ومربيتهم حليمة الكانت من قبل تخدم أمهم الكريهة التركها أخوها من ساعة عندها كرمال يحاكي زوجها ولهلأ ما خلصوا حكي مخليين بنت القتالة القتلة عندها...
فتوقفت ع رجليها نافرة من بنت دهب السبب بخراب حياتهم... وضمت حالها بكره للي صارلها من ورا أخوها الحقير ونداء عمتها يلي الله لا يوفّقها لإنها خلتها تكون بهيك منظر قدام عاصي المو قادرة تنسى شكلو وهو عم يقلها بصوتو المغلول وعيونو الطالعة من مكانهم من الصدمة: لك أنا وبرا البيت بحافظ ع اسمك من احترامي لإلك وإنتي نازلة ع العلن تجيبي سيرتي وسيرة أبوكي وأخوتك الفضلهم مغرقك~~
ما قدرت... ما قدرت تتحمل هالكلام لا وقتها ولا هلأ... فلفت فورًا بوجهها المقهور بس سمعت صوت شي انكسر إلا كانت مزهرية وقعت بالغلط من جابر ابنها... فاعتذرت إميرال مباشرة بس شافت نظرات نداء وهي عم تبعد ابنها عن القزاز: آسفين حقك علينا... وبسرعة حاولت تلم شي من القطع...
إلا بصوت نداء الحاد منادية ع الخدامة: يا سانتيا يا سانتيا تعالي لمي يلي انكسر...
بس الخدامة سانتيا ما سمعت كلامها لإنها كانت بغرفتها فمشيت بعجلة لعندها رغم إنها بتقدر ترن عليها بس عقلها مش متفرغ ليفكر بهيك شي هلأ... وتحركت بكعبها العالي وبلبسها البسيط الما بشبه لبسها الكلاسيكي أيام زمان من كسرتها وقهرتها من زوجها وعيلتها... غير شاعرة بإميرال الضمت ضرغام الرد يبكي من وجع أسنانو ومش ملحق سيلان من أنفو من الفايروس اللقطو من الجو تاركة لم القزاز للست حليمة الحطتو ع جنب رادة لعندها بالوقت الكانت عم تضم فيه جابر القرب منها وهو عم يقلها شي بعيونو وعم يكاغيلها: كخخخخ وو!!
فقربت المربية حليمة منها مهونة عليها: ما صار شي...
إميرال بلعت غصتها من شعورها المستمر بنفور أخت زوجها منها ومن كرهها لتبقى هون هي وضرغام وجابر... ونزّلت راسها باللحظة القرب منهم جنرال طالب منها تضمو معهم... فتأثرت ساحبتو لعندها وهي عم تسمع نداء وهي عم تقول للخدامة: بسرعة لمي القزاز قبل ما يجرح حد!!!
وردت لعندهم وصوت كعبها العالي سابقها... فبسرعة بعّد جنرال عنهم وهو عم يقلهم بهمس: خلوكم عنا...
إلا ع إيد نداء وهي عم تقول لجنرال ابنها: روح يا حبيب أبوك ع قعدتو برا وقلو متى بدنا نروح ع بيت جدو فاهم!!
جنرال بدون ما يطالعها هز راسو وتحرك بلبسو المريح للطلعة واللي ما بعجبها لإنو هي بتحب اللبس الرسمي واللي لازم يبقى أنيق بدون ما يتوسخ... بس شو تساوي مع أبوه البحب يدلع ابنو المشي ببطء شديد لافت انتباه إميرال يلي بسرعة لفت وجهها بس لمحت عيون نداء كيف عم تطالعها... فكشّر جابر بوجه نداء بس طالعتهم وبس شافها لفت وجهها عنو متحركة ناحية الدرج بكى جابر كاره يبقى هون... إلا بصوت الخدامة سانتيا بس لمحت نداء عم تطلع بقية الدرج: ممكن لو سمحتوا تتريحوا بالناحية التانية من القاعدة لإنو بدي أكنس محلكم...
فتحركت إميرال بمساعدة من المربية حليمة الحملت جابر وشنطة حاجاتهم ناقلين للناحية التانية من القعدة تاركين الخدامة سانتيا تساوي المطلوب منها وترد لغرفتها وهما عم يضحكوا ع مراقبة جابر لشو بتساوي بالوقت يلي ضرغام راخي حالو ع أمو من الفايروس الماكلو مع تسنن أسنانو بشكل ما بشبه فيه أخوه جابر يلي بس عندو وجع تسنن وبضل يعض بإيدو...
وتحركت الخدامة ماخدة معها القزاز المتكسر مخلية جابر بدو يلحقها يشوف شو رح تسوي بالباقي رغم إنو مش أول مرة بشوف هيك شي من كتر ما بكسّر القزاز... فهمست إميرال للمربية حليمة براحة: الحمدلله يلي أجاه تليفون من عاصي ليأجل فحوصاتي مالي خلقهم...
المربية حليمة ردت عليها بتفاعل: إنتي يا ست احمدي ربك لإنك ما عملتي الفحوصات يلي جيت معك عشانهم تبالآخر نبقى هون والله أني خجولة وحاسة قعدتي لازم تكون برا البيت قبل منك...
إميرال ردتلها بعجلة: حقك عليي يا حليمة والله ما كنت عارفة هيك رح يصير... كان لازم روح أنا... بس هينا رحنا عشان الولاد ونيجي بالآخير هون... مش بتضلك تقولي الدنيا صندوق مفاجآت شوفة عينك شو طلعنا من هالصندوق المفاجآت... فلعلو خير...
ولفت وجهها مطالعة بفتور من جيتها لهون بدون تخطيط لكن شو بدها تساوي غير تختصر ع حالها وجعة الراس والمقاتلة معو قدام النانا حليمة والولاد عشان قعدتها ببيت أختو... فدارت بعيونها بديكور البيت السايد فيه الأبيض والأسود والرمادي ومعطي شعور بالنظافة والبرود القاتل... فطالعت في جابر الكان عم يلعب بأصابعها بالوقت يلي ضرغام غفي ع حضنها... فنطقت محاكية جابر: إنتا يا حرك "كثير الحركة" أكيد زهقت عشان أخوك نام... وجنرال راح عند أبوه...
جابر تنهد وكأنو مهموم فتنهدت متلو وهي عم تمسح عليه مخبرتو: شكلك بجد هتعي مع أخوك مستحيل ما تشاركو كلشي... شو إنك بتشبهني بهالشي... وبلعت ريقها بغصة دافعة المربية حليمة تقلها بمواساة: بس صفة حلوة يا ست مش عارفة ليش مش حاببتيها...
إميرال نزّلت عيونها ع الأرض حايرة ترد بالوقت اللف جابر وجهو عنهم مطالع وراها مفقد ع شي يعملو من الزهق وبس لمح جنرال واقف عند الباب الشبه مسكر ضحكلو... فرفعت إميرال عيونها تشوف لمين عم يبتسم هيك بلكي يكون كنعان أجى يقلهم يلا... وبهتت بس لمحت وجه جنرال الواقف عند الباب وهو شابك أصابعو ببعضهم ومحتار يعبر من الباب فنطقت فورًا من قلبها الأكلها عليه: تعال يا حبيبي ليش واقف عندك... سكر الباب وتعال مع جابر كمّل لعب...
جنرال بكى من مكانو وهو عم يقلها: بابا مش هون...
إميرال نطقت بدون تفكير: طيب وخالو كنعان؟
جنرال هز راسو: مش هون...
إميرال عيونها كبروا من الصدمة شو جوزها مش هون بسرعة نزّلت ضرغام الملتف بغطاه ع الكنب وفورًا قامت تتفقد سيارة زوجها وجفلت بس ما لمحت أي سيارة برا... وكملت معها شو تبقى هون لحد ما يرجع... ففركت إيديها وهي ودها تقول لجنرال "روح عند أمك خليها تتصل تشوف مين هيرجعهم" لكنها ما استرجت من خوف جنرال من أمو... فقربت منو وهي عم تنزّل من مستوى طولها بلبسها المستور وشعرها الصارت تغطيه من يوم ما سمحلها الجد تدخل بيتو وانقلبت حياتها قلب من ورا الست الغصب عنها جت للغرفة الكبيرة الكانت تبات فيها لتمسكها من إيدها من بعد ما صحت ع فتحها الباب وصوتها الحاد المخيف وهي عم تقلها: عشانك يا ***** و**** كنعان هيك بساوي... قومي من هون يا **** وتعالي معاي يا ****...
فحاولت تهرب منها لإنها مش واثقة فيها ولا بجنونها... لكنها بتعرفها من صورها وكلام كنعان عنها... وبالقوة والصريخ والشتم طردتها من بيتها وهي مالها حيلها من لعة نفسها من ريحة الهوى مع البرد والمطر... وقلبها عم ينبض بخوف من مواجهة المجنون الورطانة معو واللي بدون خجل بس قابلها نزّلها من سيارة عمتو وهو متحمل استفراغها عليه بكل شهامة ما بتشبه شهامتو لما تخلّى عنها ببيت أبوه الصف بجنبها قبل زوجها يلي خبرها: مش بدك تورطي حالك معي تحملي أشوف...
وما أصعبها من لحظة... لإنو متل ما أهلها تركوها تغوص بهالدنيا بدون توجيه واحتواء... هو ساوى ذات الشي معها... وهالشي شو وجعها من قبل وهلأ عليها وع جنرال الما حد داري عنو... فضمتو لصدرها وهي عم تقلو: شو رأيك تقعد معنا ونحكي قصص حلوة...
جنرال جمد مكانو من خوفو من أمو عشان النانا سمية راحت من الصبح تاركتو مع أبوه يلي راح بدون ما يقلو إنو رايح... فحزن كتير لإنو بقي لحالو عند أمو المانها هون واللي ياما أكل منها بهادل عشانو كان يروح يقعد بحضن إميرال مع ولادها... فبوّز كعادتو بضعف وع فجأة دمّع وهو عم يحاول يبتسم بشكل فتتت قلب إميرال الما قدرت تتحمل شوفة دموعو العم تحسسها بمعاناة كبيرة رغم صغر سنو... فدمعت معو بقوة وهي عم ترد تضمو لصدرها وعم تعتذرلو عن تقصير الكل معو: حقك علينا... ما تبكي حبيبي...
وبعدت عنو ممسحة دموعو وهي عم تقلو: البكى مش لعمرك... إنتا لازم تلعب وتنحب...
لكن جنرال يرد يبكي لإنو خايف يبقى مع أمو العنيفة والمتسلطة لحالهم... وهالشي جنن إميرال مخليها تمسح دموعها وترفعو ع إيديها وهي عم تتحرك فيه لعند جابر العم بكاغي بدون صريخ كعادتو لما يكون ببيت الجد: كمكك ججججج... ويضحكلو وهو عم يأشرلو يجي لعندو ليضمو متل أمو... فضحكت إميرال ع جابر يلي بشبهها بالمشاعر وحب المشاركة والحنان والعطف ع الغير... وردت قاعدة مكانها مقعدتو بحضنها وهي عم تقوللهم: شو حاببن نعمل... نحكي قصة ولا نغني...
جابر صار يحرك براسو بدو إياها تغني... فنطقت إميرال: الصغنون بدو أغنيلو وإنتا يا جنرال...
جنرال حرك كتفو مش فارق عندو... فتنهدت ع حالو وهي عم تقلو: طيب يبقى رح نغني بعدها إذا ما حبيت رح نحكي قصص...
جنرال هز راسو بموافقة... فمدت إميرال إيدها ع شعر جابر الصار يتمتم قبل أمو الصارت تغني: أنت الأمان
أنت الحنان
من تحت قدميك لنا الجنان...
وتتمايل بحالها وهي عم تماشي بعيونها بين جابر وجنرال الكان عم يطالعها بحب كبير كيف هي عم تغنيلو بدفء:
عندما تضحكين تضحك الحياة تزهر الأمال في طريقنا نحس بالأمان
أمي أمي أمي نبض قلبي نبع الحنان
أنت الأمان أنت الحنان من تحت قديميك لنا الجنان
من عطاءك تضحكين أبدا لن تتململين
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك