بارت من

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -4

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -4

فقال نمر إذا غدا نذهب ونسأل عمك حسن وانت ستسمع ما سيقوله عمك حتى تقتنع
فرجع ذو إلى البيت وأخبر جدته بالموعد الذي حددوه مع عمه حسن
فلما أظلم الليل قالت أم ذو ما رأيك نزور عمك حسن فذهب ذو مع أمه فلما طرقت أم ذو الباب فتح حسن فشعر بشيء من الخوف لقدوم أمه في هذا الوقت فلما رأى ذو معها لم يقل لها تفضلي
خوفا أن يغضب زوجته لأنها ترى ذو أبن من نزوة شيطانية
كانت أم ذو تعرف أن القرار ليس بيد أبنها حسن وأنما بيد زوجته فرفعت صوتها تنادي أم سلمى وقالت أنا أعرف أني لا أحتاج أن أرفع صوتي فأنتي تسمعيني ولو همست همسا
فخرجت أم سلمى وملامح وجهها قد بان عليها الغضب فقالت نعم ما تريدين
فقالت أم ذو تريدينا أن نبقى على حافة الباب فقالت أم سلمى أنت تفضلي أما من معك فلا وألف لا (وكانت تقصد ذو)
قالت أم ذو لا مانع أن أتكلم من عند الباب ولكن أخشى على سمعتكم
فعرفت أم سلمى ما تقصده فأدخلتها مع ذو على مضض
فطلبت أم ذو من ذو أن يذهب ويلعب مع بنت عمه سلمى
لكن أم سلمى أنفعلت وقالت إلا هذه فبنتي لا تلعب مع
فقاطعتها أم ذو وقالت لا تلعب مع أولاد مع أن أم سلمى كانت تريد أن تقول أبن شوارع
لكن أرادت أم سلمى تكرار ما قالت فعاجلتها أم ذو وقالت هل تذكرين أسامة وأنت يا حسن إلا تذكر صديق شقيقك جابر
أعتقد أنك تعرف أخلاقه جيدا وأن كنت لا تعرف فأنا سأدلك على من يعرفه عز المعرفة فقد كان بين أم سلمى وأسامة قصة غرام فاشلة لم تنتهي بالزواج
فخشيت أم سلمى أن تعيد ماضيها الأسود وقالت كفى أذهب يا فتى وألعب مع سلمى
ثم قالت ماذا تريدين
فقالت أم ذو أريد حسن غدا أن سأله الأولاد عن ذو أن يقول الكلام الذي سأقوله الآن
وبعد أن أنتهت من الكلام الذي على حسن قوله قالت إن قلت غير هذا الكلام فأنا أيضا عندي كلام عن عاشقان كانا يتقابلان في الظلام ويعصيان الرحمن
عرف حسن أن أمه تقصد زوجته فصرخ بأعلى صوته وقال أن أم سلمى تابت إلا تفهمي
فأبتسمت أم ذو وقالت أن كانت زوجتك تابت فذو بريء بريء من أخطاء غيره
ثم نادت أم ذو ولدها وقبل أن تغادر قالت أتمنى أن لا تجبرني على قول ما لا أحب
فما كان من أم سلمى إلا البكاء والدعاء على من ظلمها وهي تقول أمك تكرهني كرها شديدا فقال حسن لا عليك غدا سأسمع ولدها ذو كلاما أجعله يموت مكانه
فسكتت أم سلمى من البكاء فهي تعرف ما قد يحدث إن خالف حسن قول أمه فبدأت ترجو حسن أن لا يثير المشاكل
لكن حسن أصر على كلامه حينها صرخت أم سلمى في وجهه وقالت إن قلت كلام غير ما قالته لك أمك سأترك لك البيت
حينها رضخ لأوامر زوجته
ولما مر اليوم الثاني وبعد أن أنتهى الأولاد من حلقة القرآن
ذهبوا إلى الشجرة المعمرة(سميت بذلك لطول حياتها) تواعدوا أن يلتقوا فيها لأن أبو نمر رفض أن يجعل ولداه مشبب و نمر أن يذهبا لحلقات تحفيظ القرآن فألتقوا بنمر عند الشجرة المعمرة
فلما وصل ذو و نمر والأولاد سألوا حسن عن قصة المها وجابر
فقال حسن ما طلبت منه أمه قوله فغضب نمر وقال لحسن أنت كذاب قد سمعتك في مجلس أبي تسب أخوك جابر وتقول فضحنا مع بنت أبو سالم وأبلشنا بهذا الولد الحرام
لكن حسن أنكر هذا الكلام
رجع ذو إلى البيت ومن شدة السعادة نسي أن يذهب لإسطبل الخيول التي يحبها لأنه يريد أن يخبر جدته بما حدث

ذو العيون 14

ومع مرور الأيام بقي نمر ينعت ذو بإبن الشوارع فلم يعد يحتمل ذو ذلك فذهب للشيخ معيض وسأله وقال إذا لقيت كلب ينبح عليك فهربت منه ماذا يحدث
قال الشيخ معيض يشتد نباح الكلب
فقال ذو وأن رميته بحجر قال الشيخ يسكت ويفر
قال ذو فأنا كلما هربت من نمر زاد من وقاحته فأنا أريد منك الأذن قبل أن أغير ملامح وجهه
قال الشيخ معيض يا بني وكما قيل أبعد عن الشر وغني له
ثم مسح على رأس ذو وهو يقول أصبر سيأتي الفرج
شعر ذو بأنه يكاد أن ينفجر من الغضب فبدأ يفكر في شيء يفجر فيه غضبه
وبالفعل ذهب ذو إلى بعض أشجار الطلح وبدأ يقطع منها بعض الأشواك ثم ذهب لبركة الماء الذي تجمعت بعد سقوط الأمطار
وبدأ ذو يمسك بالضفادع من جوار البركة ثم يغرس الأشواك التي معه في عيناها ويبقى يراقبه وهي تتألم وتحاول العيش وهو يتلذذ بذلك لأنه كان يتخيل أن هذه الضفدع نمر بن عبدالرزاق
ولكن المشكلة التي رأها هو أن الضفدع لا تموت إلا بعد مرور وقت كبير وهذا يسبب له الملل
فبدأ يفكر بطريقة تجعل الضفدع تتألم لبضع دقائق أو حتى ساعة ثم تموت
فلما وصل البيت سمع صوت أمه تصرخ من الحضيرة فأسرع لها فلما دخل وجد أمه واقفة ومعها عصا طويلة وبجانبها دجاجة قد ماتت وهي تقول لقد أختبأ تحت أحواض الماء
نظر ذو وقال من الذي إختبأ فقالت أمه الثعبان أذهب إلى بيت فايع وقل له وجدنا في حضيرتنا ثعبان
وبالفعل نادى ذو فايع فلما وصلا إلى الحضيرة طلب فايع من أم ذو أن تذهب للبيت مع ولدها فخرجت أم ذو ونادت ذو ولكنه رفض وقال سأبقى معك
فقال فايع أخشى أن ينقض عليك الثعبان فيؤذيك
قال ذو لن يصل لي
كانت أم ذو خائفة على ولدها فأعادت النداء له
أحس فايع أن هذا الفتى عنيد ولن يستجيب لأمه فقال لها لا تخافي على أبنك فبإذن الله سأحميه
فبدأ فايع يبحث عن الثعبان وذو كان يقلب الدجاجة الميتة ثم قال ذو كيف تموت هذه الدجاجة من عضة مثل هذه وأشار لعضة الثعبان على جسد الدجاجة
فقال فايع لم تمت من العضة وأنما من سم الثعبان
فقال ذو وما هو السم
لكن فايع بدأ يقول أنصت ها هو ذا وبدأ يدخل عصا ليسحبه إليه ولما أخرجه من تحت أحواض الماء أمسكه من رأسه وقال يا ذو إذا أمسكت الثعبان من رأسه فسيصبح ما دمت ممسك رأسه حيوان أليف ولكن أن تركت رأسه فأنه يتحول حيوان مفترس
ثم بدأ فايع يفتح فم الثعبان ويضعط عليه ليخرج السم ثم يقول أنظر يا ذو هذا هو السم الذي قتل الدجاجة
فقال ذو هل أستطيع أن أمسك بالثعابين مثلك
فقال فايع أنا لن أقول لك تستطيع أو لا تستطيع وأنما سأوضح ذلك بشرح مختصر ثم توجه لمكان شبه المغلق بحيث يستطيع أن يطلق الثعبان ثم يحاصره
ثم اطلق فايع الثعبان وقال إن كان قلبك يسكنه الجبن ويمتلكه الخوف وينتشر فيه الذعر فإن الثعبان سيصدر أصواتا ويركز نفسه فأن عرف أنك من النوع الذي يخاف فأنه يزيد في ذلك حتى تفر ثم يولي هاربا
أما أن كنت ممن كان نصف قلبه شجاع والنصف الأخر يملأه الحرص فأنت ستستخدم عصا تضغط بها على رقبته ثم تمسكه
أما أن كان قلبك كقلب فايع وأنا أختصر كل المعاني التي تصف القلب الشجاع بقلب فايع
فأنت تستطيع أن تمسك الثعبان بيدك
فقال ذو هل قلب فايع أشجع من قلب ذو
فقال فايع نعم والبرهان بيدي وأشار للثعبان
ثم رماه مرة أخرى لكي يحرج ذو وقال هذا الثعبان أرني أي الأنواع هو قلبك
فأنقض ذو على الثعبان وأمسكه من رأسه ثم أدخل رأس الثعبان وهو ممسك به بين أسنانه ثم عضه بكل قوته فأخرجه من فمه بعد أن مات الثعبان وقال هذا ما يفعله قلب ذو فأرني ما يفعله قلب فايع
وقف فايع مندهش مصدوم مما شاهده وبدأ فكره يسرح في شائعة كان قد سمعها عن وجود ذئاب بشرية فشعر أن هذا الولد من هذا الجنس فبدأ يركض من شدة الخوف وهو يقول ما هذا ببشر
نظرت أم ذو لفايع وهو يركض فأستغربت فذهبت للحضيرة فرأت الثعبان مهشوم الرأس و ذو يحمله فقالت هل قتله فايع فقال نعم
ثم قالت ما به يركض هكذا فقال ذو قال أنه نسي في بيته الكيس الذي يضع فيه الثعابين مفتوح فخاف أن تهرب داخل البيت
ولم يعرف أحد قط بما حدث داخل الحضيرة

ذو العيون 15

وبعد أن عرف ذو أن سم الثعابين فتاك أصبح يبحث عنها لكي يستخرج السم منها
وبالفعل كان يمسك الثعابين ويستخرج سمها في صحن ثم يضع الشوك في الصحن لكي يمتلىء بالسم
ولكن المشكلة أن الشوك ينكسر و يتهشم وبدأ يبحث بديلا عنها وبالفعل وجد الإبر التي تستخدمها أمه في رقع الثياب وبدأ يبحث عن أي إبراة تصل له يده
حتى ألتقى ببائع متجول يأتي إلى القرية كل شهر وأشترى منه جميع الإبر التي معه
وبعد أن ذهب جاء بعده السيف لهذا البائع فأم سليمان التي هي زوجته طلبت منه أن يحضر لها إبر فلما طلب من البائع ذلك قال البائع قد أشتراها كلها قبلك فتى عيونه صغيرة
عرف السيف أنو ذو ولكنه أحتار ما الذي يريد بجميع هذه الإبر ولكنه لم يهتم لذلك
وبدأ ذو يضع الإبر التي معه في الصحن المليء بسم الثعابين ويتركها لعدة أيام ثم يخرجها ويضعها في علبة محكمة ثم إذا أمسك بضفدع أخرج هذه الإبر من جيبه ويغرسها في عينا الضفدعة ثم يراقبها وهي تصراع الألم وما تلبث دقائق معدودة حتى يفعل السم مفعوله فتموت الضفدعة من أثر السم
ثم ينزع الإبر ليستخدمها في ضحية أخرى أستمر ذو على هذا الحال لعدة أيام
حتى لاحظ السيف أن هناك ضفادع كثيرة ماتت بجوار بركة الماء فخشي أن هناك ثعبان فتاك يقوم بذلك فخاف أن يهاجم هذا الثعبان الأولاد الذين يسبحون في البركة فبدأ يجلس خلف صخرة كبيرة ويراقب ما يحدث حول البركة وكان بحوزته عصا طويلة ليستخدمها في قتل الثعبان إن ظهر
ولبث اليوم الأول ولم يظهر شيء وفي صباح اليوم التالي وكان قد غلب على السيف النعاس لكن أصوات صادره من جوار البركة تشبه خطوات إنسان فشاهد العجب
حيث رأى ذو وهو يمسك بضفدع ثم يغرس شيء في جسد الصفدع لم يستطع السيف رؤية ما يغرسه ذو بجسد الضفدع
ثم أنصرف ذو فخرج السيف وأتجه إلى المكان الذي كان ذو يجلس فيه فوجد الضفدع قد مات وعيناه تنزف دما فعرف أن ذو غرس شيء حاد في عينا الضفدع تعجب السيف من وحشية ذو وعدم رحمته
وذهب إلى الشيخ معيض ليخبره بما رأى
طبعا لما عرف الشيخ معيض بذلك عرف أن ذو يغلي من الداخل وأن لم يوقف عبدالرزاق وأبنه ومن معهم من السخرية من ذو فقد تصبح الأمور خارج السيطرة
ومرت الأيام وبعد أن أستمتع ذو ورفاقة بإجازة العام الدراسي
بدأ العام الدراسي الجديد وكأنهم لم يقضوا يوما واحدا في الإجازة لسرعة مرور الأيام
أصبح ذو في الصف الثالث الإبتدائي وكعادته كان معلميه يثنون عليه فهو يمتلك سرعة فهم وسرعة حفظ مذهلة
وبعد أنتهاء وقت الدوام وأخذه لقسط من الراحة في البيت ذهب للمسجد لصلاة العصر وبعد أنتهاء الصلاة جلس ليسمع سور الإخلاص و المعوذتين بأخر ما تعلمه من السبع القراءات
وبعد أن أنتهى قال الشيخ محمود أنت أصبحت مجاز في تعليم الأخرين القرآن بالسبع القراءات وأتحدى أحد يسمع قراءتك ثم لا يجيزك
وعندي لك أقتراح أن كنت تريد الإستمرار معي فقال ذو ما هو
قال الشيخ تبدأ معي في حفظ الأحاديث التي وردت بصحيح البخاري
فوافق ذو بشرط أن يمنحه إجازة اسبوع لكي يستمتع بها في ركوب الخيل لوقت أطول
فوافق الشيخ محمود
ولما كان ذو ذاهب لإسطبل الخيل وجد السيف ومعه عبدالرزاق ومعه أبنه نمر فلما رأى عبدالرزاق ذو قال للسيف ما رأيك نجري سباق بين إبني نمر وبين هذا الفتى الذي علمته ركوب الخيل
فوافق السيف على ذلك لكن ذو رفض فأمسكه السيف وقال هل ترد كلمتي ثم تنحى جانبا بعيدا عن مسامع عبدالرزاق وقال له يا ذو أن هذا الرجل يتباهى بحصانه الأبيض ذلك وأيضا يظن أن أبنه نمر أنه أمهر من تعلم الفروسية
فقال ذو أخشى أن إذا فزت عليه يسبني وأنا صبري قد نفذ منه
قال السيف لا تقلق أنا سأردعه وأشرط عليه أن لا يتفوه بكلمة أن هزم
فبدأ السباق حيث ركب ذو خيل كان ثاني أسرع خيول السيف بعد المشهر وكان هذا الخيل لا يسمح لأحد غيره أن يمتطيه لشدة محبة السيف له وكان يسميه بالريح
وقبل أن يبدأ السباق جاء بقية الطلاب من الحلقة ليتعلموا ركوب الخير ولكن الآن عليهم مشاهدة السباق فلما بدأ السباق أنطلق ذو بسرعة جنونية وأصبحت المسافة بينه وبين نمر بعيدة جدا فلما وصل النهاية جعل الخيل يدخل بالخلف أي مؤخرة الخيل قبل رأسه ليهين بذلك نمر
فلما وصل نمر وهو يشاهد ما فعله ذو
غضب وقال هل تهينني يا أبن الشوارع فلما سمع السيف ذلك أمسك بخيل نمر وقال أخرج من أسطبلي ولكن جاء عبدالرزاق وبدأ يعتذر من السيف على وقاحة إبنه
وقال لم يفز هذا الفتى على نمر بمهارته ولكن بسرعة خيلك الريح فأنا أعرف أنك لا تسمح لأحد أن يركب هذا الخيل غيرك فليس عدلا أن يركب هذا الفتى خيلك الريح
وكان ذو صامت يستمع وهو يعرف أن عبدالرزاق يستخدم كلمة الفتى من باب التحقير له
ثم قال عبدالرزاق إن كان سيركب هذا الفتى خيلك الريح فيجب أن نغير المسابقة لتصبح من يسقط الأخر من على خيله
لكن السيف رفض ذلك
ولكن ذو أمسك بكتف السيف وهو فوق الخيل وقال أنا وافقت لما ألحيت علي مسابقته فأن الآن أطلبك وألح عليك أن تمنحني أن أخوض مسابقته الثانية
علم السيف أن ذو يفكر في أمر ما
فوافق السيف ولكنه أمسك بذو وقال له أسقطه فقط ولا تؤذه
وبالفعل بدأ السباق فيمن يسقط الاخر من فوق خيله وكان ذو يحمل غلا في قلبه
فلما أقترب ذو من نمر رفع ذو رجله وضرب بها وجه نمر بكل قوة فسقط نمر من على خيله ثم أراد ذو أن يطأ بالخيل على نمر الذي وقع مغشيا ولكن الخيل الأصيل كحال الريح أبى أن يستجيب لما أراده ذو ولكن ذو شد عليه وأراد إجباره لكن السيف أندفع بسرعة وأمسك بخيله ثم قال لذو أنزل ثم أرحل من هنا
كان السيف يريد من ذو أن يذهب لكي يحاول حل الأمور مع عبدالرزاق
لكن عبدالرزاق بعد أن رأى إبنه شبه الميت أندفع لذو يريد ضربه لكن السيف حال دون ذلك وبدأ يمسك بعبدالرزاق ويحاول تهدئته فلما أحس عبدالرزاق أنه لن يستطيع أن يصل له بدأ يسبه بكلام طالما كره ذو سماعة وبالذات كلمة يا إبن الزنا
فخاف السيف من أن تزداد المشاكل فالتفت إلى ذو وهو واقف ملتزم الصمت فصرخ في وجهه وطرده من اسطبله
خرج ذو وهو يكتم غضبه فكل النظرات تنظر له بمقت مع أن هذه النظرات قبل قليل ولما كان نمر يسبه كانت تنظر له بالشفقة
خرج من الإسطبل يركض فلما وصل إلى البيت وجد أمه خارجة من الحضيرة فأندفع لها وبدأ يبكي يبكي يبكي بكاء مرير

ذو العيون 16
عرفت أم ذو أن أحدا قد سبه وعيره
فبدأت تبكي معه ومن شدة غضب أم ذو بدأت تصرخ يا جابر ياجابر ياجابر
وفجأة سمعت شخصا واقفا يقول لبيه يا أماه لبيه
فأمعنت النظر فإذا بها ترى إبنها جابر فشعرت بشعور غريب هل تبكي لعودة جابر أم تفرح هل عودته ستكون خيرا أو شر
فقالت أم ذو وهي تحاول أن تكذب ما ترآه هل أنت جابر
فأجاب نعم أنا إبنك جابر
فلما سمع ذو ذلك توقف عن البكاء وبدأ يلتفت ليرى ولإول مرة أباه
فلما نظر ذو إلى أباه أرتعب ولأول مرة يشعر بالخوف وهو يقول في نفسه هل هذا الوحش أبي
أما نمر فقد حمله أبوه وذهب به للمركز الصحي وأجتمع أهل القرية في المركز بما فيهم الشيخ معيض والسيف
فطمأنهم الطبيب على صحة نمر وأنه سيفيق بعد دقائق وبالفعل أفاق نمر ولكنه يشعر بألم في أنفه فلقد كسر ذو أنفه بركلته القوية
فدخل مشبب أخو نمر وكان بالمرحلة الثانوية فلما رأى وجه أخيه قد شوه استشاظ غضبا وبدأت أعصابه تتفلت ثم أقسم بالله أن يقتل ذو بيده فبدأ الناس يحاولون تهدئته دون جدوى
فأتجه الشيخ معيض والسيف إلى عبدالرزاق وطلبا منه أن يساعدهم في نزع غضب إبنه فنظر عبدالرزاق إليهم بغضب وقال ليس مشبب الذي سيقتله بل أنا من سيقتله فأخرج خنجره وبدأ يركض خارج المستشفى وتبعه إبنه مشبب تعثر الشيخ معيض مع الزحام لكن السيف أمسك به فقال الشيخ معيض دعنا نتبع عبدالرزاق وإبنه قبل أن يقتلوا ذو
وبالفعل بدأت الناس تركض خلفهم
لكن مشبب ولأنه بريعان الشباب بدأت خطواته تسبق أباه وأباه ينظر له وهو يصرخ نعم الشبل أنت
أحس عبدالرزاق بالسعادة لما رأى إقدام إبنه وجسارته
سمعت أم ذو صرخات عبدالرزاق وإبنه ورأتهم يركضون بأتجاه بيتها فقالت اليوم يوم الملحمة وتقصد المعركة ثم طلبت من ذو أن يأخذ الفأس ويدافع به عن نفسه ثم أتجهت إلى قطعة عصا فأخذتها ثم أتت بها مسرعة
وجابر يناظر لولده وهو يحمل الفأس ثم ينظر لأمه وهو تسرع متجهة نحوه فقدمت له العصا فنظر لأمه وهو بغاية الإستغراب فقالت أمه إلا ترى عبدالرزاق وإبنه يركضون نحونا والخناجر بأيديهم
فضحك وقال من متى أصبح عبدالرزاق وإبنه رجال دعيك منهم فأنهم مجرد فئران
حين يروني سيهربون
وأيضا أنا لا أحتاج لعصاك فأنا أمتلك أشد منها وأشار بيده وكان جابر جالس وظهر للقادمين
فلما إقترب مشبب بدأ يتأمل من هذا الرجل الذي معهم الذي لم يحرك ساكنا بل أنه ملقي لنا بظهره فلما أقترب قليلا توقف وهو يقول إنه هو إنه هو
كان جابر بالماضي كلما التقى مشبب وهو لا زال صغير يضربه ضرب مبرحا فأن سألوا جابر عن السبب يقول لا أحب أن أرى وجهه حتى أصبح مشبب أن رأى جابر يطلق ساقيه للرياح
أستغرب عبدالرزاق فلماذا توقف إبنه فلما اقترب من إبنه سمع إبنه يقول إنه هو فنظر عبدالرزاق فرأى ظهر هذا الرجل فقال لا ليس هو
فقال إبنه أقسم أنه ظهر جابر
فبدأ الرعب يسري في جسد عبدالرزاق
وكان الشيخ معيض يركض خلفهم وكانت المسافة لا زالت بعيدة بينهم فلما شاهدوا عبدالرزاق وإبنه واقفان مع أن ذو أمامهم شعروا أن هناك أمر عظيم
فوقف السيف وقال إنه ظهر جابر فنظر له الشيخ معيض وقال أمتأكد أنت قال السيف كما أني متأكد أنك الشيخ معيض
فلما رأت أم ذو أن عبدالرزاق وإبنه قد أوقفهم الخوف سألته بصوت عالي من إبن الزنا يا عبدالرزاق
فقال عبدالرزاق أنا أبن الزنا وهذا وأشار لإبنه مشبب أبن عاهرة
ثم بدأ يتراجع ثم بدأ يركض هو إبنه هربا من جابر
فلما وصل الشيخ معيض ومن معه تقدم الشيخ وقال أنت جابر فالتفت جابر له وقال ألم تعرفني أيها الشيخ الهمجي
فلم يرد عليه منهم أحد لكن ذو وقف في جه ابيه وقال بل أنت الهمجي
فقال الشيخ أسكت يا ذو فمهما أخطأ أباك فهو لا زال ضيفا علينا له حق الضيافة وغدا سنقيم له وجبة غداء بمناسبة رجوعك بخير وسلامة
ثم أنصرف
فنظر جابر إلى إبنه وقال يبدوا أن أهل القرية أفسدوك علي
ثم ذهب للبيت وبقي نائم حتى عصر اليوم التالي فلما أفاق سأل عن ذو فقالت هو الآن في الحلقة يتعلم القرآن والحديث وبدأت أمه تحدثه عن ذو وما فعله فلقد حفظ القرآن كاملا وليس وحسب بل وأيضا أجاد قراءة القرآن بالقراءات السبع وأيضا
فقاطع جابر أمه وقال هل سيعود أم أذهب وأحضره
فقالت قد قلت له أن يأتي بعد أن ينتهي من الحلقة وبالفعل لم تمر دقائق معدودة إلا و ذو أمام أبيه فأمسكه بيده وبدأ يمشيان ولم يكن ذو يعرف أين أبوه يريد أن يأخذه
فتوجه جابر لبيت أبو سالم ليصفي حسابه مع سالم فهو لا يزال يذكر اللحظة التي دخل سالم فيها غرفته وهو في حالة سكر شديد وكان يريد من ذلك أن يقتل جابر إبنه
فأراد أن يهينه فلما وصل البيت تقابل وجها بوجه مع مشبب فلما رأه بدأ يركض بأسرع ما يمكن وهو يصرخ أهرب يا أبي جابر قد أتى
فسمعه عبدالرزاق فخرج وهو يعتذر ويحلف ويقسم أن ما حصل منه كان نزوة شيطان
بينما كان جابر ينظر بإستغراب فقال ما الذي جاء بك هنا فعرف عبدالرزاق أن جابر يبحث عن سالم فأخبره أنه قد باع كل ما يملك له
فقال جابر كنت أعرف أنه ما فعل ما فعله إلا وهو مخطط للهرب
فقال جابر سوف أذهب أنا وذو إلى المرعى الذي يقع خلف بيتك فرحب عبدالرزاق به وقال هل تريد أن أرسل لك قهوة أو شاهي فقال جابر لا فقال عبدالرزاق فستجد ماشيتي هناك فخذ الخروف الذي يعجبك فنظر له جابر وقال إذا أردت خروفا فلن أنتظر أذنك
ثم قال تذكرت أين أخوك أسامة فقال عبدالرزاق أنه ذهب هو وزوجته وإبنه إلى القرية المجاورة من أجل أن تزور زوجته أمها وأباها
فقال جابر أن عاد فأخبره أني وصلت

ذو العيون 17

فبينما هما يمشيان قال ذو لأبيه لماذا لم تحضر الغداء الذي أقامه الشيخ معيض لك
فنظر جابر وقال ما كنت لاحضره
فقال ذو إذا لماذا وافقت
فقال جابر وهل تريد أن أعود ولا أحد يأبه لأمري أن الشيخ معيض لما دعاني للغداء لم يدعني حبا بي او فرحة بقدومي وأنما قام بذلك مع أنه يعرف أني لن آتي لكي اكف شري عنه
لأنه يعرف أنه أن لم يقم لي الوليمه سأعتبر الأمر إهانة لي
يحق لي بعدها أن أعاقب جميع أهل القرية بطريقتي
أبتسم ذو ساخرا من أبيه وقال يبدوا أنك لم تقع بيد السيف لتعرف أنك لا تستطيع أن تفعل شيء
إن ما أقامه الشيخ معيض من وليمة غداء لك أنما كان ذلك بسببي لأنهم يحترموني ويحبوني
ضحك جابر من كلام ابنه ولكنه ظل ساكتا
حتى وصلا عند صخرة جلسا بجوارها ثم بدأ جابر يتأمل وجه أبنه
و ذو مندهش من نظرات أبيه التي يتضح أنه نظرات تدقيق وتفحص
ثم بدأ جابر يضحك بهستيريه
ثم قال أتعرف يا ذو أن ملامح وجهك ذكرتني بالمها ما عدا عيناك الصغيرتان القبيحتان التي أخذتهما مني
فغضب ذو وقال بصوت عال خسئت والله لو صدر هذا الكلام من غيرك لقطعت لسانه
فزاد جابر ضحكا بصوته المرتفع الاجش ثم قال لست أخشى عليك الآن من صبيان القرية لأن عيناك تشبه عيناي التي نفذ رعبها في قلوب ساكني هذه القرية
أحس ذو أن أباه لا يحترم أحدا أبدا ولا يجيد أنتقاء كلماته
فقام من مكانه وقال العيب ليس عليك وأنما على من يجالسك ثم أراد أن يغادر المكان
لكن جابر سكت وبان الغضب في وجهه ثم قال بصوت مجلجل
يا ولد قف مكانك وعد وإلا والله لأجعلك تندم
فوقف ذو ورجع مكانه لأنه أحس أن أباه ليس ممن يقول ولا يفعل
ثم قال جابر أنظر خلف هذه الصخرة
فنظر ذو خلف الصخرة ولم يرى شيء
فقال جابر أتعرف أني أمضيت ثلاثة أيام خلف هذه الصخرة من أجل عيون المرأة التي أنجبتك
أن عيناها الكبيرتان هي السبب الحقيقي فيما حدث
بل أن عيناها الواسعتان هي أشرس مجرمتان قد رأتها عيناي
فمن تقع ناظريه عليهما تجعله أسيرا شارد الذهن مسكينا
بل تجعلانه يفعل أي شيء من أجل أن يصل إليهما
فقال ذو أتقصد أمي
فضحك جابر نعم أقصد أمك التي سنحت لي الفرصة الإمساك بها هناك (وأشار لمكان يبعد عنه أمتار ترعى فيه الماشية)
ثم قال كنت أراقب المكان فلم أرى أحد سوى المها التي كانت تدير لي ظهرها دون أن تعلم أني خلف الصخرة
فلما تأكدت أن أباها ليس معها تسللت إليها فلما أمسكتها ونظرت في عيناي أمتلكها رعب شديد لدرجة أنها لم تتجرأ أن تقاوم
بل أحسست أنها فقدت وعيها حينما نظرت لعيناي البشعتين
ثم فعلت بها ما أردت ثم تركتها
وكنت متأكد أنهم سيأتون لي يطلبون مني أن أتزوجها لكي استر الموضوع
فقال ذو وهل جاءو
قال جابر نعم
فقال ذو منهم
فقال جابر أرسل لي أخو التي أسميتها أمك الشيخ معيض ثم السيف
فقال ذو ثم ماذا حدث
فقال جابر جلست أماطلهم ثلاثة أشهر لأنهم أشترطوا علي أن يكون زواج دون دخول
ثم أغروني بالمال فوافقت على شرطهم
فقال ذو والله لو كنت موجود في ذلك الوقت لما رضيت بأقل من رأسك أيها الوغد
ثم قام ذو يركض مسرعا إلى بيته
وهو يكلم نفسه ويقول أن ما كان نمر يقوله عني كان حقيقة الكل يعرفها ما عدا أنا الذي تمسكت بأكاذيب جدتي
فلما دخل البيت وجد جدته تنظف البيت فلما أقترب منها ناداها يا جدة
سمعت أم ذو كلمت ياجدة لكنها لم ترد
لأنها كانت لا ترد عليه إلا إذا ناداها بأمي
لكن ذو ناداها مرة أخرى بجدتي فلم ترد
فكرر ذلك ثالثة ورابعة ولكنها لم ترد
فقال يا أم جابر هل كنت تكذبين علي
حينها نظرت أم جابر له وفزعت وخافت أن يكون أبنها السكران جابر قد أخبره بما فعله بأمه المها
فقالت أم جابر بدهاء هل تقصد العشاء الذي وعدتك به
فلك وعدا مني أني سأعده لك في الغد
أبتسم ذو وقال لا تتهربي يا جدتي فأنتي تعرفين ما أقصد
لماذا كذبتي علي
حينها ايقنت أم جابر أنه أكتشف الحقيقة فوضعت يدها على رأسه تمسحه وهي تقول من حبي لك فعلت ذلك
حينها قال ذو فأسمحي من اليوم وصاعدا أناديك جدتي
لأن أمي التي أنجبتني لو كانت على قيد الحياة لكانت لعنتني ولعنت من فعل بها هذا العار
فأنا يا جدتي عار أنجبته أمي فجلبت لنفسها ولأهلها العار
فأنا سأحاول من الآن وصاعد أن أنسى كلمة أمي حتى لا أتعذب بذكرها فما أقبح أن يشعر الفتى أن أقرب الناس له وأرقهم وأرحمهم تكرهه
فبدأت أم جابر تبكي وتدعو على جابر فهو من تسبب في كل هذه المشاكل

ذو العيون 18

بينما كانت أم جابر (أعدنا لها أسمها نزولا عند رغبة ذو)
تبكي دخل جابر وهو في قمة غضبه لأنه أعتبر إنصراف إبنه من عنده إهانة لم يتجرأ أحد على فعلها
فلما رأته أمه وقفت والشر يتطاير من عيناها ثم قال أخرج أيها الولد العاق لم أعد أريد أن أراك في هذا البيت
فقال جابر
مما أنتي غاضبه فلم أفعل لكي شيء يغضبك
فقال أم جابر وهل تسأل عما أغضبني كل افعالك تغضبني تتباهى بما فعلته بأم ذو أمام ذو
هيا أخرج من هذا البيت ولا تعد إليه
كان جابر يعرف حب أمه لذو
فقال إذا ما دمتي طردتني من بيتك فسوف أخذ أبني ذو
فقالت أم جابر وما شأنك بذو فأنت قد تركته بلا رحمة وهو لا يزال رضيع في غرفة لا تسكنها حتى الحمير
والآن تقول إبنك
فقال جابر مهما صدر مني أتجاه أبني فأنا أحق الناس به
فلما سمع ذو ما يحدث خرج وهو في قمة هيجان الغضب
وبدأ يسب أبوه ويقول من أنت أيها الرجل السكران الوضيع لكي تكون أحق الناس بي
حينها أكتمل غضب جابر فأمسك برأس ذو وأراد أن يضرب به الجدار لكنه أحس أن شيء قد لامس ظهره فلما إلتفت وجد أمه وبيدها مسدس
فقالت اقسم بالله لو ضربته ساجعل هذه الطلقات تخترق ظهرك
فقال جابر صدقتي فأنتي ممن يقول ويفعل
ثم رفع يده عن رأس إبنه وقال لأمه هل لا زلتي تريدين أن أخرج من البيت وبرفقتي هذا الفتى

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات