رواية سجير الانتقام -37
عادي قلك إياها فرح شاركك اسراري تمام...
جودي ابتسمت ع يلي قالو طالبة منو: بتعرف اشتقت تقلي قصة احكيلي... بدي نام... وتثاوبت مطالعة ساندي وهي عم تلعب من تم ساكت بتقليب البرادي هلأ بين إيديها مبسوطة على قماشها الشفاف...
عبد العزيز بلع ريقو ساردلها بقصة حافظها بالفصحى: طيب اسمعي هالقصة... يحكى أن غابة تعرضت لحريق كبير... فهربت الحيوانات خارجها ومن تلك الحيوانات كانت أفعى تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها لعل وعسى نجت من النار.. وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة مرهقة مصابة بالعطش نظرت فوجدت فأراً... في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها... فأراد الهرب فنادته وقال " لا تهرب أيها الفأر... فإنني نجوت الآن ولن أقتلك بعد هذا الخوف الذي رأيته"... توقف الفأر وقال لها " لم أفهم"...قالت له " أنا عطشى وأريد أن أكون صديقتك منذ الآن... فقط اسقني الماء"... قال لها الفأر "الحقيني"... فمشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة بالعطش... حتى وصلا إلى بيت كان قد أعده وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه... فشربت الأفعى حتى ارتوت... ثم قالت له " أريد النوم... هل من مكان هادىء؟" فأجاب الفأر الطيب " ادخلي إلى بيتي فهو معد بعناية"... فدخلت الأفعى ونامت واستيقظت بعد ساعات مستعيدة عافيتها كاملة فنظرت إلى الفأر فوجدته في البيت وقالت " اسمع... أنا أعقد اتفاق معك على أن أعيش هنا فلا نعتدي على بعضنا ونعيش براحة وأمن وسلام"... أجاب الفأر متردداً " نعم .. نعم .. أنا موافق"... بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد حسب ما وصفته ... قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار بعض الطعام فقالت له " لا تتأخر!" وعند وصول الفأر باب بيته التفت إلى الأفعى وقال "وداعاً إلى الأبد مبارك عليك بيتي فحياتي أهم"... فنادته الأفعى " لماذا تشك بي؟"... فأجابها " هذا اتفاق بين قوي وضعيف... ليس لي فيه حول ولا قوة بل إنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها"... فسكت متوقعها نامت لكنو تفاجئ بس سمع ردها: ههههههههه الفار بصراحة ذكي... بدل ما تخليني أنام تحمست اعرف الأفعى رح تاكلو ولا شو بالزبط... بس هو أنقذ حالو...
عبد العزيز غمّض عيونو مسترجع حالو كيف تفاوض مع الأفعى يلي بتمثل ديدي واشباهها بحياتو... ونطق معقّب ع كلامها بس وصلتو مكالمة تانية من عاصي: ممكن هدا حال بس مرات الافعى بتحمي اكتر من أشباه الفأر... المهم خلينا سكر منك عشان علي اشياء اعملها ما تنسي تاكلي إنتي وأم شبر ونص تمام...
جودي ردت عليه بنبرة حد زعلان: تمام وإنتا كمان ~
وجت بدها تقلو يا قلبي لكنها تراجعت... فنطقلها بعجلة: بحفظ الرحمن...
وسكر منها بعجلة رادد ع عاصي: كيف حالك؟
عاصي ردلو بجمود: تمام وين بدك نتلاقى عشان نجيب جثة ابني...
عبد العزيز خبرو: عند المشرحة لإنو بيتك بعيد عن المكان الممكن نلتقي فيه بروحتنا للمشرحة...
عاصي هزلو راسو وهو عم يطالع إبراهيم القاعد بجنبو: تمام...
وسكر منو لإنو مالو حمل الكلام لا مع نفسو ولا حتى مع غيرو... مكمل سواقة وهو مجافي ابراهيم الراكب بجنبو بعد ما أجى يوقّف بجنبو بطلب من الخالد...
رغم إنو هو هيك هيك كان رح يوقف معو بس ما عندو فكرة ابنو رح ياخدوه اليوم الإ بعد ما خبرو الخالد الحاكاه بأقل من الثانية عبر مكالمة صوتية: مر ع عاصي ووقف معو عشان يروح يستلم ابنو وطمنّي عنو...
وسد منو بدون ما يسمع جواب منو... مخليه يعجّل بالرن ع ماليد ابن أختو الغارق بالنوم كرمال يشوف شو وضع عاصي لإنو شفق المرجوجة ما عم بترد عليه... وانقهر لإنو مش مكفيه المرجوجة يطلعلو هلأ ماليد بالسحبة وما يرد عليه فبسرعة طلع مسفح بسيارتو لبيت عاصي الفتحتلو
الخدامة بابو لحظة ما وصلو طالب منها: ممكن تنادي شفق لو سمحتي!
الخدامة طالعتو باستغراب يعني مين هدا ليقلها ناديلي إياها فاسترسل بسرعة مجاوبها: أنا خالها...
وفتح الباب داخل... فتعجلت الخدامة مدورة عليها وهي حاطة إيدها ع قلبها من المجنونة المتجوزها صاحب البيت فقلبت بين الغرف بعد ما تدق البيبان "الأبواب" كرمال تعرف هي وين لكن ما لقتها أثر بأي غرفة من يلي فتحتهم وساعة ما دقت الباب الأخير الا شافت الباب بنفتح بوجهها بقوة لامحة المجنونة المستذئبة بوجهها وبصوت هامس ردتلها: هششش زوجي نايم...
الخدامة وجهها حمر منها مخبرتها: خالك طلب يشوفك...
شفق تعجبت خالها بدو يشوفها... بجد مين هدا المحترم يلي من كل خوالها الأجى يشوفها... فنزلت تشوف مين وبس شافت خالها إبراهيم نزلت بتقصوع طبيعي محاكيتو: خير جاي تراه ما رح يطلقني تطمن سرت ست بيت سنعة... تقصدت تحكيهم بالسين كممازحة معو...
الخال ابراهيم ردلها: وقت صقاعتك هلأ... وين زوجك وأخوكي ماليد...
شفق تخصر معترضة ع كلامو: هب هب مالك شادد ع حالك... شو بدك من زوجي...
إبراهيم جاوبها: بدي إياه ضروري في حكي بيننا ~
شفق قاطعتو بعجلة: بخصوص شو يا حبيبي تراه بحمايتي...
إبراهيم ضرب إيديه ببعضهم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... وقرب منها ساحبها من إيدها... اسمعي من الأخير بقلك تراه زوجك فيه يلي مكفيه الله يعينو ع قتلة ابنو ~~
شفق قاطعتو بانفعالية: شو قتلة ابنو ما قتلة ابنو احكي حكي واضح...
إبراهيم زفر معلمها: امبارح بعزا زوج أختو انقتل ابنو ما بقدر قلك كلشي... فهو لازم هلأ يجهّز حالو ليروح هو وأهلو يستلموه من المشرحة فاهمة...
شفق شهقت من يلي سمعتو معلقة: جد بتحكي!
وقبل ما إبراهيم يجاوبها بسرعة ركضت فوق لعندو داخلة الغرفة وهي سامعة ابراهيم عم يلحق فيها... وفورًا بس دخلت الغرفة سكرت الباب وراها بقوة مش صاحي عليها عاصي الركضت لعندو بعد ما قفلتو بالمفتاح الكان عليه... لتضم فيه بحب مآزرة فيه ومواسيتو: يا ويلي عليك أخدو النونو منك... أنا رح أجيبلك نونو... يا قلبي عليك... الله ياخدو يلي قتلو... قوم يلا... أنا رح أحميك... وانفعلت بس سمعت خالها ابراهيم المزعج عم يدق الباب عليهم... فمسحت ع وجهو مستوعبة ليش هيك كان يبكي بين إيديها... فتبوسو ع عيونو: ما رح اخليهم يبكوا وعد... ورح جيبلك كتير نونوات... وصرحت بشو جمع النونو... نونوز ولا نونوس... انوان... ولا نونوات ولا نونويات... فعدلتها.... نونويات... يلا قوم يا بيبي عشان تجيب ابنك...
عاصي سامع أصوات وهمهمة... مواقف وذكريات متداخلة ببعضها... بين ضحك جنرال وصوتو وهو عم ينادي عليه: بـــابــا تــعـال خــدنــي... فبكى وهو نايم... لدرجة شهق مخنتق غير حاسس بحالو ورحمة من الله حس بإيدين ناعمين حنونين عم يمسحوا عليه وهو عم يسمع صوت عم يبكي معو... ولحظة ما صحي سامع صوت إبراهيم وهو عم يحاول يضغط ع صدرو ليتنفس... فوعي هو وين وشاللي عم بصير معو... فرفع إيديه ع رقبتو بالع ريقو ومستوعب هو وين... فبسرعة قام بدو يروح لعند ابنو... فاستوقفو إبراهيم: ع وين رايح استنى شوي لترتاح...
عاصي ردلو وهو عم يلبس يلي برجلو: ابني مش قادر ابقى هون وهو لحالو...
إبراهيم ردلو: ما تقلق عليه لإنو جيت آخدك عشان نروح نستلموا...
عاصي حس رح ينهار... فبسرعة تحرك وهو مش قادر يوقف ع حالو... فلحقتو شفق وهي عم تتمسك بإيدو: حبيبي دير بالك ع حالك...
إبراهيم أشرلها تبعد عنو مش وقتها هي هلأ... فبعدت عنو وهي زعلانة عليه كتير وتمنت تدبح يلي دبحلو ابنو... هي ما رح تخلي غيرها يعاني يلي عانتو... فطلعت بسرعة تلبسها شي من يلي فوق هي رح توفق معو غصب عنهم كلهم وعن خالها العارفها شو قامت تعمل... لكن ما همو هلأ غير يوقف مع عاصي الأصر يسوق فيهم ليخفف شد ع اعصابو...
فأخد نفس طويل وهو تارك عاصي يسوق ع راحتو ببقية طريقهم للمشرحة الما صدقوا يصلوها لامحين كل أهلو وصحابو... فنزل من سيارتو وهو حاسسهم عم يتجمهروا حواليه محاولين يهونوا منو بكلامهم: أحسن الله عزائك... وصبرك على فراق فقيدك...
:لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيئ عنده بمقدار... نسأل الله له الرحمة والقبول وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة... وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه... عظم الله أجركم.
فتقربوا منو الجد وكنعان وعبد العزيز داخلين معو ليستلموا جثة ابنو جنرال من جوا ولحظة ما لمح عاصي ابنو المغتسل والمتجهز للدفن بكى... فتحرك لعندو بإيدو العم ترجف: يا صبر أيوب... يا صبرك يا عاصي... يا حوينة أيامي... وبكى بحرة... وجميعهم بكوا معو... فضموا لصدرو عاجز من النار العم تاكل فيه... شو قلك يابا... وديتك للموت بإيديي... لما ادخل البيت لمين بدي روح لمين بدي غني لمين بدي اضحك... وشهق بحرقة حاسس حالو رح يموت فقعد ع الأرض محاكي الجد شامخ بحرقة: قهرتوني والله قهرتوني... انا شو سوي بدونو... حسرة بقلبي يا عم شامخ... والله حسرة... قرب الجد شامخ منو ضامو فتأوه عاصي بغصة: آآآآه يا رب رحمتك...
فنطق كنعان وهو عم يمسح دموعو: الله يكون بعونك يا عاصي الله عالم بحملك فتجلد خلينا نريحو بقبرو...
عاصي عض ع إيدو كاتم صوتو وصرخة قلبو ع ابنو البريء الرح يدفنوه بدونو... يا حسرة قلبو يا غصة عمرو... فسمع حماه عم يقرأ عليه ويدعيلو: الله يقويك ع حملك يابا بس ما قول غير الله يقويك ع حملك ويربط ع قلبك...
فبلع عاصي ريقو شادد ع حالو كرمال يقوم وهو مش قادر لكنو تجلد لياخدوه معهم لبيت الجد وهو نفسو يموت ليرتاح من عذاب قلبو...
كلشي بهون عندو إلا فلذة كبدو... لكنو يرد يهوّن ع نفسو وهو عم يذكر حالو "ماذا تفيد الدموع الحزن نذرفها أيرجع الدمع ما أودى به القدر" فتحرك مع جثة ابنو بسيارة نقل الموتى وهو مغصوص وملتاع وطول الطريق يطالع تابوتو مش مصدّق إنو فقدو... لكنو فقدو وخلص والحياة ما رح تستنى فيه ليصدّق ولا ما يصدّق دامها هتستمر فيه ولا بدونو... دامها فانية وغير دايمة... فيجاري الواقع وهو مناه بس يركض ورا ابنو... الحاسس حالو عم يشتاقلو من هلأ...
ويا عذابو وقهر روحو بس توقفت السيارة ناقلينو لداخل بيت الجد سامع صوت مرتو نداء الباردة عم تبكي وتركض لتستقبلو: جنراااال ... جنرااال يما... وتدافعت من بين أهلها وناسها كرمال تكون أول حد بشوفو ولحظة ما نزلوه ع الأرض نطقتلو وهي فاقدة عقلها: جنرال حبيبي ... جنرال يا قلبي ... جنرال هيني جيت يما... وتقرب منو ضاممتو لإلها مخبرتو... لك انا بحبك قوم ... والله إلا راح احملك متل ولاد خالك... وانيمك جنبي ... لك قوم ... والله أني آسفة حقك عليي... يا روح وقلب أمك... ولما ما رد عليها صرخت عليه من كل قلبها: جنراااااااال ...يماااااااا... رافضة أي حد مقرب منها وهي عم تعتذرلو من كل قلبها: آسفة... وتمسح ع وجهو الما كان مشوه من أثر الرصاصة كباقي دماغو المغطى باكية عليه بصوت عالي... يماااااااا... يماااااا ... قوم رد عليي... بس رد...
لكن ما عاد قيمة للكلمة... ما الوقت فات والعمر مضى وما عادت الدموع ولا الصريخ تفيد... لفات الفوت ما بفيد صوت... وما صار يلي بدها إياه العمة ديدي وراح طفلها ضحية عداوة ما كان إلو دخل من البداية فيها... مطبقة مقولتها الشهيرة عليه في الحب والحرب يقتل الأبرياء دائماً... فتطالع نداء يلي حواليها لامحة خواتها منهارنين وبنت أخوها ضرغام الآنسة جوري القلبها رقيق وبتموت بابنها غير مصدقة يلي عم تشوفو وهي عم تطالعو بذهول بالوقت يلي فيه أريام بنت أختها سهر اختفت من المكان في حين بنت أختها رنيم عم تبكي بصمت بجنب جيهان العم تضم فيها قريب الخدامات الواقفين وراهم وهمه منقهرين ع جنرال حبيبهم فتقرب منو علا باكية بحرقة وهي عم تسمع العمة نداء عم تهمسلو من حرتها من موتو وهي ما أعطتو شي يتذكرها فيه بالخير لا لإلو ولا إلها في الآخرة: اسفة يا حبيبي لاني ما اعطيتك المحبة يلي كل امي بتعطيها لابنها لإني ما كنت بدي أي شي يخليني مع ابوك... كرهتك من كل قلبي أيام الحمل... لإنو ما كان عندي رغبة لأكون أم وأنا أصلاً ما بعرف شو هي الأمومة... وتبكي من قلبها طالبة منو... سامحني ... اااخ... يا ربي ارحمني... وضمتو أكتر لجسمها محسرة قلب العمة كوثر وأم عبد العزيز الحاولوا يهونوا عليها بس ما قدروا لإنهم هما بدهم مين يهون عليهم... فقربت أم سطام وهي ماسكة دمعتها وعم تحاكي أم جنرال: نداء يا خيتي فوضي أمرك لله... ابنك راح عند اللطيف الحكيم واللي أحن عليه منا كلنا... ولفت ع اللي حواليه داعية... يا الله لا تجعلنا نعرف قيمة الفرصة بعد فواتها ولا قيمة الأمر بعد انتهائه ولا قيمة الشخص بعد رحيله ولا قيمة العافية بعد ذهابها... يا الله اجعلنا نستشعر نعمك طالما هي بأيدينا وأن لا نغض الطرف عنها وهي أمام أعيننا... الله يربط على قلبك ع فقدان ابنك... بس هدي هي سنة الحياة وعلينا نقبل...
العمة نداء تحرك براسها برفض لرحيل ابنها عنها... مقطعة قلب خواتها واخوتها عليها... فلف كنعان مش قادر وبهت بس لمح إميرال نازلة بسرعة من السيارة وهي مفجوعة من لحظة ما خبرها عمها كنان "دفن ابن عاصي اليوم الظهر" فبسرعة قامت تلبس أي شي قدامها وركض لهون... فهرولت
مسرعة محاكية كنعان وهو منفجرة من البكى: ويـنــو؟!
وقبل ما يرد عليها دخلت مبعدة الحريم من قدامها وهي حاسة قلبها بدو يوقف لحظة ما لمحت تابوتو... فوقعت ع رجليه مقربة منو وهي عم تبكي مو قادرة تتخيل يلي صار لجنرال... لسا امبارح كان قدامها... وكأنو امبارح كذبة مش حقيقة... ريتها منعتو ليروح من عندها امبارح... هو ما عمل غير طلع من غرفة ولادها... بس هالفعل وين وداه... سبحان مدبر الأمر... سبحان مقدر الأقدار الحكيم العليم...
فبكت من قلبها وهي نفسها تضمو... ونداء بس شافتها همستلها: كنتي عليه احن عليه مني... ضميه ليرتاح...
إميرال قربت منها ماخدتو لحضنها وانفجرت بكى... وتبوس فيه... وهي عم بتقلو: رح اشتقالك يا الشاطر حسن... رح اشتاق لقصصك وحكياتك... تركتك عند من لا تضيع عنده الودائع يا روح قلبي... الله اختارلك الأفضل... وتمسح عليه بحنية أمو يلي انحرم منها... وهي شفقانة عليه ومبسوطة لإنو ما كمّل حياتو ببرود أمو البتضلها تذكرها بأمها غنج يلي خلتها تهرب منها لعالم تاني كان ممكن يخليها تخسر حياتها وآخرتها... وكتمت شهقتها لامحة من طرف عيونها أمو نداء العم تناظر ابنها الملفوف بكفنو ... مو قادرة تبعد عينها عنو... من الحسرة والندم العم تاكل فيها ومن وجع قلبها العم يوجعها عليه ... ندمانة كتير... ومتمنية بس ترجّع يوم واحد... لتعطيه لمرة وحدة الأمومة... تحتى ما تحس بالذنب ... تحتى ما تموت معو... فالدموع عم تنزل ع خدودها... وهي مفصولة عن اميرال القريبة منها وهيه عم تبكي بحروقة عليه فرفعت راسها بس حست حد قرّب منها فلفت وجهها لامحة بنت عمها جودي وراها عم تشد على كتفها بسند لإلها وهي موجوعة ع حال هالطفل يلي قدامها واللي ممكن تكون بنتها محلو... فمسحت دموعها متنهدة لحظة ما شافت الست سمية عم تبعّد فيها هي وإميرال كرمال تودعو هي والنانا حليمة وهما عاجزين ينطقوا بحرف... لإنو مين مصدّق طفل يروح غداة امبارح وكأنو لم يكن... بس هدا الطبيعي واللي بخاف هالفطرة بكون هو المانو طبيعي... والست سمية كانت مدركة هالشي لكن رغم إدراكها لهالشي إلا إنو ما حرمها تدمع عليه هي والنانا حليمة جنب أهلو وصحابهم...
فكم كان بكاءهم عليه بكاء حقيقي وصادق لا فيه نفاق ولا رياء... في لوعة وغصة... محبة واحترام... فكم كان مشهد مهيب للعين ومؤلم للقلب لكن لما التموا الجميع عند الباب من صحاب عاصي ومعارفو كرمال يودعوه لإنو ما قي وقت حتى لياخدوه للديون... بسرعة الحريم انفضوا من مكانهم الإ العمة نداء الأبت تتحرك من مكانها لإنها ما بدها يندفن او يبعد عنها... الذنب عم ياكلها آكل... من رغبتها لترجع لأيام قبل وتعطيه كلشي بحتاجو أي طفل... لكن كنعان ما أعطاها مجال وسحبها بين إيديه وهي عم تحاول تدفش فيه... فبسرعة دخلها غرفة ولادو وضمها من كل قلبو وهي عم تنتفض بين إيديه... ما حد بلومها صار وقت تنال ردة فعلها... ما عرفت قيمة ابنها غير ساعة ما خسرتو...
للأسف كتير من الناس ما بتدرك قيمة يلي بين إيديها غير لما تخسرو... والعمة نداء كانت من هالناس... فتسمع صوت همهمة الرجال ليودعوا ابنها الما كان يعينها قد اليوم... متذكرتو بأول أيام ولادتو... لحد الزحف وهي رافضة الرضاعة والتغيير لإلو ولا حتى تحميمو... كارهة شكلو بس يعيى وأنفو بس يكون مسيّل... ونافرة من التراب بس تكون على أواعيه من لعبو من وراها بالتربة برا... ياما حرمتو ومنعت عنو كتير أشياء بس لشفة خلق من نمط حياتها وزواجها غير مناسب...
كم من قبل قرصتو ولا حتى دفعتو ولا ضربتو وضميرها كان ميت... لكن ضميرها هلأ صحي وصار ينهش فيها ع كل لحظة جارت فيه... وهون بتكمن العدالة الربانية يلي بتخلي الانسان يتذكر أفعالو وإذا كنت انتا كإنسان قد فعلتك تحمل... لإنو الكان عم يحميك بأمر منو عم بعاديك بطلب منو مخلي كل حصونك المتينة تنهار...
فبكت بدها تضلها تعتذر منو... لكن لو تعتذر منو من هون لبكرا فاضت روح ابنها وما عاد شي بفيد...
وبس سمعت حد عم يقول: يلا احملوه يا رجال...
بكت بجنون... بدها تطلع لكن ما قدرت فصاحت منادية عليه: يمـــا جنراااال...
فبسرعة ركضوا خواتها لعندها باستثناء وفاء يلي بقت فوق... وحاولوا يهونوا عليها رحيل ابنها بعيد عنها: استهدي بالله يا نداء...
العمة نداء تهز راسها وهي عم تأرجح بجسمها منهارة: راح خلص... وتطالع حواليها... بدي إميرال وين إميرال... وين جوري... نادوهم...
عاصي كان سامع صوتها لكن ما قدر يروح لعندها... خلص يلي كان رابط فيما بينهم راح... وما عاد في شي مخليه يفكر يبقى معها... لتهدا الأوضاع خلص رح يباشر باجراءات الطلاق...
الله يسهل عليها ويوفقها مع غيرو لو بدها مش متأسف ع شي... فرفع ابنو طالعين فيه مع البقية حاملينو لبرا وهو خفيف فبسرعة كنعان طالع خواتو ليديروا بالهم عليها... وفتح الباب بعجلة ملحق بقية الرجال... فركضت أختو بدها تلحق ابنها... وهي عم تنادي عليه: جنرااااااال يما مع السلامة... مع السلامة...
لكن خواتها وبنات الدبش وقفوا بوجهها مانعينها تطلع... فنزلت ع الارض قاعدة بحسرة... مش هاممها شكلها وبرستيجها قدام أهلها ومعارفهم... وبس طالعت حواليه مدورة ع إميرال... تحركت عندها وضمتها من قلبها وبكتلها تأنيب ضميرها... إميرال احتوتها وهي عم تقلها: خلص راح ما تحرقي قلب ابنك... هو ما راح عند حد رح يجور فيه ولله الحمد...
نداء ردتلها بهمس من بين دموعها: زعلانة ع حالي... زعلانة ع حالي...
إميرال مسحت ع ضهرها... وهي مش قادرة تفهم كيف إلهم قلب يقسوا ويجفوا ع ولادهم هي وأمها... فما قدرت تهون عليها... ولا قدرت حتى تقلها كنتي ام رائعة لتهوّن عليها لكنها خبرتها: الله رحيم فينا... استغفريه...
نداء خلص انهار باقي حيلها وصارت بدها تنام... بس تنام... خلص عقلها طفى وحيلها انهد... فركت حالها ع إميرال طالبة منها: خديني إنتي وجوري ع أي غرفة بدي نام...
فبسرعة اميرال هي والنانا حليمة مسكوها قبل ما تنهار ومشيوا معها لغرفة ولاد كنعان كرمال تنام لكن وين تنام واسم جنرال على لسانها طالبة منو السماح... وهي عم تتخيل ابنها عم ياخدوه بالسيارة للجامع مصلين عليه دام أذن الظهر قبل شوي ليصلوه قبل ما يصلوا عليه صلاة جنازتو...
أكيد رايحين فيه للقبر هلأ...
فتتقلب من فكرة هو اندفن وما عليه ذنب بس لو اندفنت هي عليها ذنوب كتيرة... فتحلمت فيه وهو عم يدفن والتراب عم تتدثرو... فصحت مصيحة... بدها تروح تجيبو لعندها... لكن كيف وابنها اندفن... وما عاد إلو وجود حقيقي فوق التراب...لا هو ولا حتى للارين وأمها بلقيس التم الصلاة عليهم مع جنرال الدفنوه قبلهم بمقبرة بعيدة عنهم... قبل ما ينتقلوا رجال الخيَال ليوقفوا مع ارسلان ابنهم وجوزيف صاحبهم... والناس مو دارية عن لارين وزواجها وحملها من أرسلان ابنهم الودع مرتو وهو ماسك دمعتو... مين بصدّق هي تعمل فيه هيك... وهو يلي حماها... فيطالع جوزيف المو قادر يدمع عليها كيف يدمع ع حد ما بعرفوا ولا حتى قلق فيه من قبل... لكن مشتاط ع اللي صار فيها وهو متوعد لنفسو ليعرف مين ورا قتلها لينال جزاتو...
هو ما اختفى هيك بالمجان خلال الساعات بالأخيرة بالمجان...
فصبرٌ جميل ولله المستعان...
ولف بعد ما تم دفنهم مع رجال الخيّال لديوان العيلة قايمين بالواجب... لساعات وساعات... ووجوه عيلة الخيّال شاحبة...
لكن أشد الوجوه شحوبًا وجه العمة نداء من العذاب وتأنيب الضمير...
ووجه عاصي ووجه أرسلان من الصدمة والخيبة العايشين فيها وهمه منتظرين الأيام تمضي ليرتاحوا من شوفة الناس وتكمّل الحياة بعيد عن هالمحطة... لكن الساعات تطول وبنات دهب بينهم... سواء كان بالليل ولا بالنهار تاركين ولادهم عند خدم عمهم كنان الطاير فيهم طير هو ونغم وأنغام ولمى يلي انضمتلهم جديد مع أمها ريم الحالهم كلهم غير عنهم لإنهم همه مانهم قادرين يقعدوا بدون ولادهم وهما ببيوت رجالهم فيحسوا عذابهم أشد كل ما يشوفوا فيديوهات عنهم وهما عم يركضوا ولا عم ياكلوا مع الأهل ولا هما عم يلاحقوا فهد ومؤيد مع ساندي أم شبر ونص وهي بس تصيح عليهم وتطرد فيهم... فتتقطع جودي وهي عم تطالع مقاطعهم متنمية تركض لعندها هي وأبوها كرمال تنام جنبهم وتحس بالأمان... وما صدقت خلّص تالت يوم لتمشي مع جوري لبيت أبو عبد العزيز وهي مناها تقعد مع عبد العزيز يلي كانت بس بتلمحو نايم ع كنب جدو بعيد عنها وقدام عيونها وهي مو قادرة تقرب منو لتحتويه من خجلها من أهلو... فما تصدّق تشوف المكان فاضي لتمر لعندو كرمال تضمو خطف وتبوسو ع خدو بعجلة ومتل الفارة تهرب خوف ما حد يمسكها... لكن لمتى هيك رح تضل مش حالة بنسكت عليها... لهيك لازم تلاقيلها طريقة لتشوفوا... ويا ساعة الفرجة جتها وهي قاعدة بالمطبخ ع طاولة الأكل وتجهيز الطعام قبال الباب والآنسة جوري العم تاكل بالمكدوس معلقة عليها: انا بس أفهم شاللي باقي مخليني اموت بالمكدوس... من قبل هلأ بحس رح استفرغ لو قربتيه مني...
جوري رفعت حبة المكدوس قدامها: جكر ها وفتحت تمها...
جودي ما همها دخلت تمها ولا ما دخلت من طيف عبد العزيز المر من قدامها... بسرعة رجعت الكرسي لورا مخبرتها: بدي روح شوف عزوزي...
جوري بس سمعت كلامها شرقت بأكلها... جودي دقت ع ضهرها بقوة معلقة: ما هو وقتك هلأ... بدي ألحق أشوفو...
جوري ردتلها بعد ما نحنحت: دخيل الله يعني هو بإيدي لما شرقت...
جودي جحرتها وركض لعندو لفوق وبسرعة فتحت باب جناحهم عابرة منو سامعة صوت المي ع المغسلة... فبسرعة طبقت الباب وراها ماشية لعندو بخفة وبس لمحتو واقف قدامها عم يمسح إيدو... انتظرت فيه يشوفها... ولحظة ما لف لامحها قبالو دهش فاتح عيونو ع وسعهم ورافع إيدو حاكك راسو غير متوقع جيتها هلأ... فقطعت المسافة يلي بينهم وهي عم تمد إيديها لإلو كرمال تضمو بطفولة سائلتو: ما اشتقتلي...
عبد العزيز كتم ابتسامتو من كتر ما هو منهار من التعب الحاسس فيه وهي عم تضم فيه طابقة راسها ع جاكيتو بفرحة كبيرة... لإنو كم كانت مشتاقة لتركي راسها ع صدرو لترتاح لو دقيقة... فشدت أكتر ما بدها تتكلم ولا بدها تسوي شي غير تكتفي منو بهاللحظة هاي... سائلتو: ما اشتقت لساندي...
عبد العزيز بادلها الضمة مخبرها: شفتها اليوم...
جودي بعدت عنو مش مصدقة شو قلها... فتبسم عليها هلكان من مقالبة الناس: أم لسان قويانة... مسيطرة ع جابر وضرغام وممشية الكل ع كيفها... كأنها وارثة عنادك...
جودي حاسستو عم يمدح فيها مش متل الكل... فتبسمت بوجهو مخبرتو: عشان تعلم الكل هي بنت جودي مش لحد...
عبد العزيز رفع حاجبو فاهم منطلق كلامها هلأ من خوفها من قبل لتنحرم منها... وقرب منها ساحبها لعندو طالب منها: نيميني تعبان وبدي ارتاح...
جودي باستو ع خدو هامستلو: ليش ما جيتني من قبل...
عبد العزيز ما عبّر كلامها لإنو حملها بدو ينام... وتحرك فيها لعند السرير وهو عم يقلها: انا والله ليجوني سراقين يسرقوني ما رح وقفهم... ونزلها ع السرير شالح جاكيتو بعجلة ومحرر رجليه من جزمتو... فضحكت عليه... ساحبتو لعندها بشكل غير متعود عليه معها... فغمض عيونو تارك راسو ع كتفها مخبي وجهو برقبتها حاسس بقربها منو... فتطمن وهو عم يحوطها بإيدو اليمين... طالب منها: طلعلي يلي ع طرف لسانك وبقي يلي عندك...
جودي نطقت بدون تفكير: بحسك مش ع بعضك... لما تختفي كأنك طيف موجود حواليي... بحسك حامل كتير أشياء جواتك... وأنا بصراحة ما بعرف اتحمل شوفك هيك بحس لازم أهون عليك وما بعرف كيف... بحس كأني بعيدة عنك... لاني فاهمة ابن عاصي كيف انقتل... ولا فاهمة شاللي بصير... كلشي بحسو غريب عني... ولفت عليه شايفتو كيف عم يطالعها من نص عيونو النعسانة... فحركت أنفها ع أنفو مستوضحة منو... مالك عم تطالعني هيك...
عبد العزيز رفع إيدو ماسح ع شعرها... مغير مسرى الموضوع: فديت الخايفة علي وحاسة فيي... يسعدلي القلقانة فيي...
خجلت منو محاولة تداري عيونها بعيد عنو... فنطقت محاولة تغير الجو: احم شو رأيك احكيلك قصة لتنام ولا غنيلك...
عبد العزيز هزلها راسو وغمض عيونو مسلم حالو للنوم سامعها عم تقلو: كان يا مكان في بنت نعومة كتير اسمها جودي وبطلها اسمو ~
عبد العزيز رفع حواجبو رافض يكون بطلها: بطل شو عم تحكي عنو... إنتي إذا بعطيكي تحكي رح تجلطيني... تقولي تزوجتي فارس المغوار البطل الشجاع أنا الجمل الشاعرية بالقصص من هلأ بقلك بتمغصني... واقع بدي...
جودي سبلتلو بعيونها ضاحكة عليه بخفة... معلقة: والله إنتا حر بس أنا شو بتذكر وقفتك معاي لما كنت بمزرعة اهلي... وكيف بعز العتمة لقيت مكاني... وربي أني مفهية كنت...
عبد العزيز عند سماعو اخر كلمة انفجر ضحك غصب: هههههههههه بسيطة ع مفهية كدتي تجلطيني لما شفت حالك بعدين... وكلو قوم قال جوعانة... انا مولعة معاي وانتي همك الأكل... لك جلطتيني بسكوتك... بس يعني حاولت ردلك باللي بقدر عليه...
جودي مسحت ع وجهو محاولة تسحب الكلام منو: يعني شو أفهم... نغم احكتلي عن حياتها وانا بعيدة عنهم... وبصراحة زعلت عليها... وشكيت للحظة إنتا ورا يلي صار بس قلت عزوزي ما بقرّب من البنات...
عبد العزيز داب قلبو ع براءتها وهي عم تقلو عزوزي سائلها: عزوز مين... راحت الهيبة يا قلبي... بعدين أنا لو بصحلي ردلك حقك من كل حد وانا من بينهم ما بقصّر... تراني حالي حالهم والله لما شبهتيني بأبوكي مش من قليل... سبحان يلي بضل من يشاء وبهدي من يشاء...
جودي رفعت إيديها ع راسو متفحصتو وهي شاكة واقع ع راسو... مخبرتو: هاي ما تحكي عن بطلي هيك... إذا إنتا ما بدك إياه أنا بدي إياه... وباستو ع خدو... وانفعلت بايستو ع عدة أماكن بمزح معو وبس حست حالها بالغت فيها فجت بدها تبعد عنو لكن وين تبعد وهو عم يقلها: إنتي يلي جنيتي ع نفسك... فجت رح تهرب منو لكنو قلبها ع السرير محاوطها بين إيديه وهي حاسة حالها مع انسان مفترس فضحكت عليه بدها تهرب ولما حاول يقرب منها عضتو مش بالقصد وانصدم منها متل ما هي انصدمت من حالها معتذرة: انا اسفة...
ردلها وهو ناوي يجلطها: تعالي ورجيكي العض الصح... فضحكت هي مش عارفة تبكي ولا تنفجر من الضحك... فاضحتهم.... فكتم حسها مترجيها: لك صايرة فضيحة يا بنت...
جودي دمعت من الضحك وصدرها عم يرتفع وينخفض من انفعالها مع يلي صار... وبعد عنها محاكيها: يلا من هون بدي نام من شان الله...
جودي رفعت إيدها ع تمها كأنها ما رح تحكي بس تبقى معو... فسحبها نايم بحضنها وهي عم تمسح ع شعرو ومبسوطة من كل قلبها لإنو معها وبحضنها مخليها تحس كأنها مسؤولة عنو وشخص بنوثق فيه... ولحظة ما لمحتو ارتخى مسلم حالو للنوم فرفح قلبها فاقدة ساندي معهم وسرحت بحالهم لكن ما اكتمل عالم سراحانها من شعورها برج تليفونو يلي بدون تفكير سحبتو من جيبة بنطلونو مسكرة بوجه المتصل وكملت ع طفيه بدون ما تشوف المتصل مين... ومع التململ نامت جنبو... غير حاسة لا هي ولا هو بحال جوزيف وأشرف وعاصي وعدنان وسفرجل وعمو كنعان ومهد وأرسلان العم يستنوا فيه كرمال قعدتهم بخصوص يلي صار معهم... فاضطروا يرنوا ع أم عبد العزيز تشوف ابنها شو وضعو ليه تليفونو مسكّر من بعد ما دخل بيتهم... فتعجلت لبيتها تشوف وينو ولحظة ما شافتو نايم بحضن مرتو قربت منو بخفة هازة فيه: يما قوم الرجال بدهم إياك...
عبد العزيز انخبط بس تذكر القعدة يلي اتفقوا عليها بأول يوم العزا... وبسرعة قام وهو مناه يعض جودي يلي نستو ليش دخل وشو في عندو... وبسرعة سحب تليفونو من جنبها وقام ركض لابس برجلو وهو عم يقول لأمو: المنيح إنك صحتيني... ويطالع تليفونو وهو عم يمشي ناحية الدرج بهرولة منصدم من تليفونو يلي مسكر لااااه قطتو قويانة ع الآخر ماخدة جرعات من التمرد ع نمط حياتو فتبسم عليها مقارنة بالبنت يلي دخلت حياتو بأول أشهر وبين يلي عم يشوفها هلأ... وبسرعة ركض لسيارتو العم يستناه فيها أشرف الخبرو بمجرد ما ركب جنبو وحط حزام أمانو: خيّال لقينا اشياء رح تنذهل منها...
عبد العزيز فرك وجهو معجلو: بخصوص أي موضوع؟!
أشرف ردلو: موضوع الحج يلي من عيلة غوالبة...
عبد العزيز لف عليه بكل تركيز بالوقت يلي حرّك أشرف فيه السيارة: بتعرف جدتك أم أبوك "مرت شامخ/أم ضرغام" الله يرحمها بتكون أختو يلي متزوجة الرجال الكانت بأمانتو مرت عمك أيام ما كنا ندور عليها... وضيفك من الشعر بيت وهالرجال بكون خال العنكبة اللي أمها اصلًا كانت مرت الحج يلي شفتو...
عبد العزيز ضيق عيونو رابط كلامو: إنتا قصدك... وصفن رابط شبكة العلاقات... مرت جد أبوه التانية بتكون أم نداء... ومن قبلها كانت مرت الحج يلي قابلو وهو بقالب بقصص الأراضي... والرجال يلي كانت عندو إميرال كان متجوز أخت الحج يلي كمان كان ماخد اختو... شو القرابة بينهم يبقى...
أشرف ردلو: بكونوا ولاد عم... واللي هيصدمك مش هون... الحج إلو ابن اخدو الجد جاسر ورباه واعطاه بنت من بناتهم... مخلف منها تلات بنات من بينهم أم مرتك... يعني مرجوع مرتك مش درباس إلا غوالبة الأصل... جدها لمرتك خلال اللعب بجميلة خالتها كان مسجون ع قصة ما حد فاهم رجلها من راسها لكن في حد قال عشان تعدى ع شخصية مهمة حاولت تعتدي على بنتو جميلة وهالشخصية وفق التليمحات والسمات المعروفة عن هالشخص بكون أبو الخالد يلي هبل أبو جميلة هو ورجالو بالسجن وفق ما سمعت... لكن بعدين في حقوقية بتشتغل بجمعية حقوق الانسان للعرب وطلعتو من السجن من تردي وضعو واخدتلو عفو من وصف زمايلها من الدكاترة يلي بالسجن...
عبد العزيز بلع ريقو ورافع اكتافو متأهب من يلي رح يسمعو: أيوة مين هدي الحقوقية يخي... ولوين رح توصلنا...
أشرف ردلو وهو مش عارف إذا عبد العزيز رح يستوعب يلي هو قعد مع حالو كتير عشان يقلو كل يلي وصلو خلال هالتلات تيام وفق المعلومات الخبرها عنو عبد العزيز ليتعامل معهم مع المحققين الخاصين: وضعو رد شبه تمام وتزوجتو مخلفة منو ولد قبل موتو ~~
عبد العزيز قاطعو مستعجلو: طيب هالولد عايش ولا ميت؟؟
أشرف زم شفايفو مجاوبو: عايش وبكون وليد رحمة الله... بس الباقي خواتو من أب تاني... وأخد كنية الأم... بتعرف في بعض العيل هيك صار معهم... بتغيير عيلتهم كدفن للماضي...
عبد العزيز مسح وجهو معلق: أحلوت الدنيا بعيوني... طلع السيد وليد رحمة الله خال مرتي... فبلع ريقو رادد للسؤال المهم: طيب والحج شو وضعو وين أراضيه...
أشرف بلع ريقو وهو عم يطالع الطريق: الحج بآخر أيام عمرو بقولوا عم ينازع في بيت السيد وليد...
عبد العزيز مسح ع وجهو مشاركو يلي عم بفكر فيه: يخي شو هالتعقيد يلي احنا فيه شبكة علاقات كلها داخلة ببعض... لك المنيح يلي الناس كرهتنا عشان ما تنقاملنا قامة... يخي جد أبوي وأبوه مفظعين هما وصحابهم قول البلد بلدهم والناس ملكهم...
أشرف ما شاركو بأي رد معطيه المجال ليحكي يلي عندو... لكنو اكتفى باللي نطقو رافض اتصال اي حد عليه من الشلة كرمال يعرفوا وين صار... مخبرهم برسالة نصية "بالطريق" وسكر التليفون مفكر بجودي الكان مفكرها مالها حد غير أهل أبوها...
طلعوا أهل امها أكبر وأضخم واغنى وأصحاب نفوذ بتخطوا كل أهلو... بس الغريبة ليه فضّلوا هيك يمشّوا حياتهم عادي بعيد عنها وعن أمها... فتنهد راكي راسو ع الشباك مش عارف يلاقيها من شو ولا من شو... ونطق محاكي أشرف: وصلنا لمرحلة يا أشرف نشك بحالنا... والله المستعان بس...
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك