رواية سجير الانتقام -35

رواية سجير الانتقام - غرام

رواية سجير الانتقام -35

عجزت شو تسوي... فانفجرت بكى راجعة للورا كأنها عم ترجع لماضيها القديم معو رافضة الحاضر الصاروا عليه... فتضغط على بنتها لصدرها مش مصدقة عمها كنان مقعد صار... وتلف عيونها وهي حاسة بقطتها ساندي البدها تتفرج هما وين... فتحركت بدون تفكير لعند الست سمية معطيتها بنتها ساندي العم تتغرق بالمطر حايرة شو تساوي... من خوفها من يلي عم تشوفو... من جهلها كيف تتصرف بمتل هيك حالها... فتمسح ع وجهها وهي شاعرة بتغرقها بالمية وبكت مش مستوعبة فرحتها ورضاها باللي صار عموها عن تفكيرها بحالو وصحتو من طيشها وأنانيتها بتفكيرها بحالها... فدمعت وهي عم تمشي لعندو بهرولة... وهي عم تحاكيه: عمــي كِـنـان...
عمــي كِـنـان...
وقربت منو بايسة إيديه وراسو غير مصدقة وهي عم تقلو: ليش!!! ليشششش ؟؟! من متى!!!!!
العم كنان ردلها وهو عم يحاول يضمها لصدرو مخبرها: من لما ساعدتك تهربي مع جوزك...
جودي وجهها كبر بالعمر ع فجأة وقطرات المطر عم تمر ع حجابها ووجهها واواعيها غير مستوعبة شو عم يقلها: قـول غير هيك....
العم كنان ناظرلها وهو عم يمسح المي عن وجهها: هدي الحقيقة... سيبك من يلي صار انا حجر صوان ما بنخاف عليه... تعال نعبر جوا خوف ما تعيي...
جودي ردتلو بحرقة: أنا فكرت متت ولما عرفت عايش ارتحت... لكن مش قادرة استوعب... وتلخبطت مش عارفة شو تقوللو... كيف تعتذرلو وكيف تخبرو عن حياتها: انا اسفة واسفة كتير... وتحاول تكتم دموعها مخبرتو... صار عندي نونو صغير وسميتها ساندي أكيد خبروك... ولفت ماشية عنو وهي مش قادرة تسند حالها... من هول يلي شافتو... ومدت إيديها للست سمية كرمال تعطيها ساندي... لكن إميرال بسرعة قربت منها ضاممتها... وشادة عليها... وأشرت للست سمية والنانا حليمة يدخلوا فبسرعة الست حليمة لفت رادة للسيارة حاملة جابر معها إلا بجية مؤيد وفهد كرمال يحملوهم عنها... فنطق العم كنان: جودي شاللي عم بصير معك؟
جودي مسحت دموعها وهي عم تهمس لأميرال: ما فكرت يكون هيك...
إميرال خبرتها بحرقة: أنا هدي أول مرة بشوفو فيها ولفت عيونها ناحية مؤيد أخوها الحمل ابنها ضرغام الغافي ع تقيل... لكن بمجرد ما ركض فيه أخوها مؤيد صحي باكي مش عارف هو وين... فبعدت عن جودي راكضة لابنها ضرغام الصحّى معو اخوه جابر الصار جوا البيت... وفورًا سحبتو من أخوها مؤيد... وهي عم تسمي عليه وتهديه: ماما هش هش ما تخاف... هدا خالو مؤيد... ولفت ناحية مؤيد الاختفى من جنبها رادد للصالون المقابلها... فصحت ع حالها لحظة ما ضمها ضرغام طالب أمانها... فباستو ماسحة عليه... وهي عم تحاكيه: ما تخاف يا حبيبي احنا بخير هون...
ضرغام خبى وجهو برقبتها مبصبص خفية ع أخوه جابر الما زال محمول ع إيدين فهد المحبوب من الأطفال العم يحاكي أمهم: الحمدلله ع السلامة يا بنت العم... المنيح يلي شفنا بعض بعد هالسنين...
إميرال لفت عليه لامحة جابر ابنها عم يتململ بين إيديه فبسرعة فهد حررو
بين إيديه مخليه يطير لعندها ليضمها بتملك كأنو هو معهم وبس... فحس بإيدها عليه بالوقت الكانت ترد ع كلام فهد لإلها: خليها بالقلب يا فهد... ولفت عيونها لولادها محاكيتهم بحنان محتويتهم فيه: ماما شو رأيكم نرد نكمل نومتنا...
ضرغام ما ردلها بحرف في حين جابر همسلها: تام تام "طعام طعام"...
إميرال تبسمت بوجه الخدامات الواقفات وهي لامحة فتاش ورود واشياء مجانبتهم لكن ما همها من معرفته بديهياً لشو... طالبة منهم: ممكن لو سمحتوا تعملوا وجبة خفيفة ياكلوه الولاد هلأ...
جابر حاسس من الرعبة بدو ياكل كل شي... فطلب منها وهو عم يبلع ريقو وعيونو عم تلاحق البيت والأشخاص الغريبين عنهم: حيب وشكو وبت "حليب وشوكو وببض"...
الخدامة تبسمت عليه وهي عم تمشي بعيد تسويلو يلي طلبو من فهمها بعد يلي قالو ... تاركة العيلة مع بعضها... منتظرين جودي والعم كنان الحرك كرسيه لعندها وهو عم يعجلها لعندو: خلينا نعبر جوا وتكمل حكينا جوا ما بدنا حبيبة القلب تبرد...
جودي تحس مش قادرة تعبر... بدها تكون عند ابن الخيّال... بس مش هون... ولحظة ما مسك إيدها بدو يسحبها معو لجوا بيتو ارتعشت مخبرتو: قهرة يا كنان... ليش بس فكّر فرجت حسها ضاقت أكتر وشدت ع إيدو باكية أكتر وهي عم تقلو منزلة حالها لمستواه: ما توقعت والله ما توقعت... أنا غبية...
العم كنان احتواها وهو عم يقلها: بعد يلي صار معك كان من المفترض تتخيلي الأسوأ وما تتأثري...
جودي هزت راسها برفض معلنة: ما بقدر أتوقع الأسوأ طبع خرب حياتي... وسكتت ماسحة دموعها إلا بصوت بنت عم تنادي عليها بصراخ بشكل مخيف: جووووووووووووودي...
جودي بس سمعت صريخها انخضت لافة تشوف مين عم ينادي عليها بهالشكل المرعب وبس لمحت بنت لابسة عبايتها ومغطية شعرها وعم تنزل من سيارة عن بعد عشرة المتر غير قادرة تستنى تبقى بالسيارة لتصلها... وركضت لعندها شاكة هي شايفة صح ولا شو بالزبط... ولحظة ما بانت ملامحها كانت مذهولة مين بصدّق هدي نغم بنت عمها الكانت تروح معها مشاوير لتشوف مهد...
ما قدرت تنطق بحرف من دهشتها ليه هيك متغيرة ونحفانة... ولحظة ما قربت منها ضاممتها وهي منفجرة بكى: سامحيني سامحيني الله يخليكي سامحني ع كلشي سويتو فيكي... والله كل يلي بصير معاي خطيتك إنتي... والله ما بعرف كيف قصيت شعرك... وتبكي رافضة تبعد عنها... صدقيني بس سمعت أنغام وهي عم تحكي مع مؤيد قبل ساعة ما قدرت كون محلي... وجيت بس لاستسمحك... وتبوس كفها بهوان وقهر من يلي وصلتو... وتبعّد عنها منتظرة كلمة منها... لكن جودي تطالعها بذهول... هي نفسها ما فكرت فيها تكون ورا قص شعرها... لكن صدق عمها كنان المفترض تتوقع الأسوأ فصمتت غير حاسة بنغم يلي هتنجن لو ما سامحتها فاستعجلتها من رغبتها تسمع منها العفو والغفران كرمال ترتاح وتستكين: من شان الله قولي كلمة... اضربيني كف... وتنزل على رجليها بقهر... والله ما كنت واعية ع اللي عملتو فيكي... كنت وحدة **** الله رزقك بنت رغم محاولة أبوكي تما تحملي ومشيت معهم لأعطيكي حبوب منع الحمل بعلبة الفيتامينات... وتمسكها من رجليها راجية مغفرتها لكن جودي متخشبة مكانها وكأنو ما فيها حياة من عجب يلي عم تسمعو: بس أنا رغم كل يلي ما بعملو مش قادرة خلّف بنت لمهد الكان بدو يتزوجك... بس أنا اغريتو لإني كنت شوف أنا أحق منك فيه... لكن إنتي اخدتي يلي أحسن منو... فانقهرت وحاولت اتركلو رسالة مبطنة إنك مش هيك بنقل صور صورتك إياهم لتليفونك بعزومة الأهل بشهر رمضان... كنت منتظرة وقوعك وفشلك عندهم... لكن أنا يلي وقعت وفشلت... فتشهق بحرقة منتظرة جودي ترد عليها...
لكن لا سبيل...
فتصرخ نغم طالبة تتكلم لو بحرف: ردددي انطــقي... سبــي علــي...
فحاولت أنغام النزلت من السيارة بدها تمنعها مع أخوها مؤيد الأجى ع صراخها ليتدخلوا لكن العم كنان منعهم... وأشرلهم يدخلوا جوا... فنطقت أنغام وهي عم تمشي من جنبها: الحمدلله على السلامة جودي... وتجاوزتها تاركة أختها تبوس رجلين جودي بس كرمال تجاوبها... لكن جودي مش قادرة تستوعب يلي سمعتو لإنها كانت مفكرة هي بأمن عن أهلها من لما صارت ع كنية الخيّال... فنطقت جودي وهي عم تنزل لمستوى نغم: ما بعرف أحكي أنا يا نغم... لكني زعلانة عليكي وعلي... أنا كنت معجبة باللي بتعمليه رغم إنو غلط من التفاهة يلي كنا عايشين فيها... فبصراحة ما بعرف اسامحك ع شو...
فشهقت نغم معتقدة جودي ما رح تسامحها... لكنها صدمتها بس استرسلت مخبرتها: صدقيني أنا ما بعرف شي من يلي عملتيه وحتى قصة الشعر ما توقعتها إنتي... وشعري هيو طول... والباقي تمنيت لو ما عرفت عنو... بس ما أثّر علي لإنو علاقتي مع جوزي منيحة وبنتي معي... وضمتها لصدرها هامستلها: بس عشان جدي يا نغم سامحتك... بدي جدي يكون فخور فينا... بدي جدي عثمان يقول بنات دهب عال العال...
فبكت نغم بضعف وهي عم تضم فيها شاكتلها: تعذبت يا بنت العم... مش شان الله ما تحملي علي... ارحميني الله يرحمك...
جودي طبطبت ع ضهرها طالبة منها: قومي اسندي حالك وخلينا نفوت جوا نغير ونقعد مع بعض كتير حابه اسمع منك كيف تجوزتي مهد واصحك تفكري رح ازعل تراه ولا شي جنب وحشي...
نغم رفعت عيونها ناحتها متعجبة من يلي قالتو ومنذهلة من آخر كلمة قالتلها: وحشك!
جودي غمزتها: هدي اشاعة مغرضة مني تراه هو حبيب قلبي... يلا قومي...
نغم مسحت دموعها متنهدة براحة وهي عم تبعد عنها مساعدين بعضهم ليقوموا ولفوا منتبهين ع عمهم كنان يلي نطق مخبرهم: الحمدلله يلي عدت ع خير وغمز جودي... تراه ابن ضرغام ردلك حقك فيعني سامحي وامشي...
نغم شهقت غير مصدقة شو قال فجت رح تركض لعند عمها تضربو بمزح ع كتفو لكن جودي منعتها وهي عم تقلها: دوري احميه...
العم كنان انفجر ضحك بس سمع ردها... ولفوا مع بعضهم داخلين لجوا وهما لامحين عيون الكل عليهم... وارتجفت جودي بس سمعت صوت فتاش وورود عم تنزل عليها...
جودي خبت وجهها خجلانة من يلي صار... فنطق العم كنان: أيوة احفاد عثمان دهب هون...
فنطقت جودي وهي فاقدة لمى وصفاء معلقة: وين صفاء ولمى!؟
العم كنان ردلها: لمى اليوم بتيجي مع أمها لكن صفاء حاليًا صعب تكون هون...
إلا بصوت إميرال المتعجب من كلامو عن صفاء: ليش وينها هي؟!
مؤيد نطق قبل عمها كنان: بعدين بنحكي بخصوصها... المهم روحوا غيروا اواعيكم... ترى عمي كنان مجهز اواعي من زمان لإلكم فمنتظر هدي اللحظة تصير من زمان...
العم كنان ابتسملهم: اه ولاه هدول البنات كانوا وما زالوا بحفظي وصوني... وبصراحة ابصر إذا بتلاقوهم مناح ع مقياسكم بس يعني حاولت باللي بقدر عليه...
فتبسموا بوجهو... وتحركت جودي مع نغم وأنغام مع الخدامة لفوق وهي عم تأشر لإميرال تلحقها كرمال يصلوا الفجر... فبسرعة إميرال اشرتلها تسبقها لإنها مش فاهمة عليها... فتحركوا طالعين في حين العم كنان نطق لإميرال: أهلًا بأم ضرغام كنت بدي اعملكم استقبال الورود مع بعضكم... لكن جودي وعاطفيتها...
إميرال تبسمتلو بوجهو طالبة منو: بعدين بنحكي يا عم روح غير اواعيك خوف لتمرض إنتا كمان...
كنان هزلها راسو وحرك حالو لعند غرفتو كرمال ياخدلو حمام سريع بمساعدة فهد التحرك وراه تاركها لحالها مع مؤيد هي وولادها... فنطقت إميرال لمؤيد الواقف قدام الشباك وهو معطيها ضهرو: شاللي مخوفك لتطالعني يا مؤيد؟!
مؤيد بلع ريقو عدة مرات بصعوبة من ورا عجزو ليرد عليها من تذكرو آخر مرة شافها فيها وهي عم تترجاه وهو عم يمشي فيها لعند السيارة المايباخ فاتحلها الباب ومدخلها فيها وهو عم يدفشها لجواتها لامحها ع فجأة لفت عليه متمسكة فيه بدها تترجاه لكنو سفهها محاكي زوجها: ألف مبروك ... فتنهد بحسرة ع حالهم وهو عم يمسح ع جبينو مجاوبها: فكرك يلي صار بيننا بنتسى...
إميرال ردتلو بكل صدق: الله يقدرنا ننسى... مجنون يلي بلاحق المنطق بكل شي...
وقربت ضرغام منها... مناظرة بلا شي... إلا بصوتو مرجعها للواقع: كيف ابن الخيّال معك؟!
إميرال تنهدت مخبرتو: متل ما إنتا شايف حالي فأتوقع الجواب وصلك...
مؤيد تنهد براحة مخبرها: مش بقولوا ينصر الدين بفاجر... الله سترك لما رحتي لعندو إنتي وجودي وما كنتوا بعالم الفجور العمي جاسر كان ناوي يجرنا إلو...
إميرال جاوبتو بسخرية لطيفة: وهدا يلي رح يشفعلك فيه "قصدها ورطتها الدخلتها لحياة حد أحسن منهم"...
مؤيد لف مواجهها وهو عم يمسح ع وجهو ومخبي إيدو اليسار بجيبة بنطلونو: بصراحة ممكن نقول هيك بس أنا لهلأ مش قادر استوعب كيف كنا عايشين بهالعالم الدنيء... وزفر مخبرها من شعورو هي الوحيدة العاقلة من خواتو: وامبارح كان أكبر دليل لإنو هلأ احنا بنعمة من بعد ما شفت شفق وتحررها هي وماليد... حتى ولاد العز الأكتر منا طلعوا متلنا فشكلو جيناتنا بتحب الفساد...
إميرال لمحت الخدامة جاي لعندهم بالفطور لأولادها فسألتو مش فاهمة شو قصدو: كيف شفتها أنا بعرف إنها برا...
مؤيد ميّل راسو مطالع السقف بمرار مبشرها: لا رجعت وتزوجت حتى...
إميرال انبهرت من كلامو: بجد من مين؟!
مؤيد ضحك ببرود: من عاصي الخيّال...
إميرال بهتت مستذكرة كلام العم فضل الله... واسترسل مؤيد مخبرها: ما شاء الله عاملين احتكار ع رجال الخيّال... وسكت غير شاعر بإميرال يلي من الذهلة حركت حالها مش مستوعبة شو قلها مخبرتو: مش عارفة شو علق... لكن الله يكون بعون عاصي ع قتل ابنو... قلبي بس يتذكر جنرال مش هون بحس قلبي رح يتفتت... ورفعت وجهها تطالعو إلا لمحت الشمس ع وشك تشرق فبسرعة تذكرت الصلاة وقامت ركض تصلي الفجر وهي عم تسمع صوت ركض ولادها وراها خالين الغرفة لمؤيد الضغط ع شفايفو محتفظ باعتذارو لإلها لنفسو ولف وجهو بس سمع رجوع ولد من ولادها لياخد اكلو معو فتبسم عليه وهو عم يسمع صراخو وهو عم ينادي ع أمو: مــامــا... مــامــا....
فتنهد لافف وجهو مطالع تشقشق الشمس وهو مش طايق حالو من حرارتو ع كلشي وع عاصي والحال يلي وصلوه...
هو ما جن كرمال يسأل عن حال مرتو نداء يلي حبها بجد وقرر يتخلى عنها حتى لو عاصي طلقها لإنها قلة أصل منو...
وحتى لو صار الصلح بينهم ممكن يهاجر لبرا أو يتزوجلو بنت حلال تسترو ويعطيه العافية معها... فبلع ريقو وهو مستشعر جنون نداء ع ابنها الما كانت تحبو متل أبوه عاصي الكان يحملو معاه وهو مبسوط فيه...
لكن لراح ابنو هلأ وهو عارف حقيقة مرتو ما في شي ضل يتأسف عليه...
فحزن كتير ع وضعو ووضعها ووضع عاصي الما كان قادر يحزن ع حالو من حرارة روحو... مين متوقع ابنو يروح ووراها تنقتل مرت أرسلان... وكمان ينجروا لهون... فيطالع حواليه بالغرفة المعتمة الما فيها بصيص نور طبيعي ولا حتى اصطناعي بشكل مخليه يغرق بظلمة روحو من بعد قتل ابنو بين إيديه... مش ليستسلم ولا حتى لينهار إلا ليثبت ثبات عظيم ليقوم يصلّي صلاة الفجر والضحى لله تعالى وهو لا عارف القبلة وين وشاللي اتجاهات وكم ساعة هلأ وكم صارلو هون من بعد ما تركوه بهالغرفة يلي ممكن لو كان حد بمتل وضعو بمحلو هينجن فيها من ريحتها الدموية المعشعشة بأنفو...
لكن ولله الحمد الوهاب العظيم رابط ع قلبو ومثبتو...
ما هو خلص راح أعز واحد ع قلبو... شو ضل يستنى ليزعل ولا ليأسف عليه... حياة فانية وفي آخرة لا تبقي ولا تذر... فتنهد مستغفر ربو إلا بصوت فتح الباب وضو الغرفة تشغّل من برا... فرفع عيونو مطالع مين دخل عليه وهو قاعد ع الأرض وساند إيدو اليمين ع رجلو اليمين وراكي دقنو ع بقية إيدو الرافعها... وحرك عيونو أكتر مطالع الخالد العبر عليه بلبسو الفخم الأسود بأسود اللماع والخواتم يلي ع أصابعو والوشوم يلي ع إيديه برسمات افاعي ورموز... وتبسم بوجهو منتظر بالموظف يحط الكرسي محل ما واقف وقعد عليه مأشرلو يطلع... ولف وجهو بس سمع صوت طبقة الباب وراه معزيه: البقاء لله كلنا إلها...
عاصي ردلها: ما اختلفنا كلنا إلها... بس قلي شو وضع كاظم عندك...
الخالد جاوبو: تراك غالي وعزيز لو كان حد غيرك ما بعيش لحد هلأ يا عاصي... لكن انا بحب اقرص يلي قبالي كرمال يرجع ويحسب حساب لما يفكّر يغدر فيي... مش لاقي غير شفق تتجوزها... كان لعبت معاي بأشياء ممكن مشيلك إياها وقول عني بطوف لمعزتك عندي بس تاخد شي إلي هدي كبيرة فاختصرها وهي قصيرة وطلقها وبتطلع من هون إنتا ورجال وعيلتك وكأنو ما صار شي لكن لو عندت رح اضغط ع عيلتك... صدقني ما بهونلي فيك... تراك حميتني واحنا برا تتذكر برحلاتنا مع الشلة وكيف وقفت معاي وانقذتني ولولاك ما عشت لهاللحظة ومش بس هيك إلا إنتا كنت كاتم الأسرار لحد ما اختلفت مصالحنا وأولوياتنا بس رغم هيك بتبقى غالي وعزيز وبصراحة مش قادر اتقبل فكرة شفق معك خاصة إنتا...
عاصي جاوبو ببرود: همك بس شعورك وأنا شعوري تجاه قاتل ابني شو... وهو عندك وبين إيديك...
الخالد ردلو بكل وقاحة: كاظم ورقة قوة لأكسر فيها خصومي فهدا اعتبرو ورقة شفافة... فلو خلصت غرضي منو بعطيك إياه و~
عاصي ردلو بنفور وهو نافر يطالع ادوات التعذيب يلي معلقة قدامو ع الحيطان كعرض قوى: محسسني معاي سيف وكلمة الله ع الأرض... هيْ الدولة تقوم فيها "قصدو العقاب" شغل كون أنا القاص والداني مش عندي... ومن الأخر طلاق ما فيه وصدقني الفتوة والدهاء والشجاعة يلي عندك مش نصرة إلا هي عاقبة سوء أصحك مفكرني خايف منك ومترقب شو رح تعمل فيي... ومرتي هدي شرفي وبتمنى ما تذكرها ع لسانك... وروح لاقيلك بنت ناس وعالم غيرها...
الخالد هزلو راسو مبتسملو بوجهو: ما شاء الله ع الشرف يلي عندكم يا الخيّال... ومرتك نداء مع مين كانت بتحكي...
عاصي ما تفاعل معاه بحرف... وهالشي استفز الخالد العارفو وحافظو... ونطق بغصة: لك عاصي ما تخلينا نخسر بعض عشان بنت جاثم...
عاصي جاوبو بكل وضوح: أصلًا لو طلقتها إنتا رح تخسر شو عرفك أهلك ما كان رح يقتلوها عشان ما تتزوجك... راجع قصص عيلة الحكام والملوك وشوف شو صار بهالقصص... إنتا بدك موتها... لنفترض تزوجتها فكرك هتكون بأمان ولا رح تخلفلك فكرك يلي حواليك ما رح يخونوك عشان بضعة مال ولا ملك وجاه... إنتا عارف منيح كم بنت عندكم انقتلت عشان رجالكم... لليش مستعبد وضعك... ما أبوك كان منهم وكلنا عارفين ولو ما حكينا... فإنتا رح تموّت اهلك أو رح تموّتها وأتوقع مش حل يلي بتعملو...
الخالد عصّب من معرفتو يلي قالو لكنو مصر تكون إلو هي وبس من الغل يلي جواتو... فواصل عاصي بكلامو معو: إنتا كتير بتحب أمك وأمك نفس الإشي فبلاش تخسرها...
الخالد شد ع إيديه مش قادر يساير المنطق من حبو للتهور بالحب... هي علمت عليه وسرقتو... وسلبت عقلو بمواهبها الكتير... رقاصة باليه... رسامة ومتزلجة بارعة فيها وفي الكارتينغ... وعندها قدرة تغير أصواتها... ومش هاممها حد... ابداعها تنوعها ومواضيعها وعدم اهتمامها باللي حواليها... صريحة بشكل خطير... مجنونة متلو... ووقحة... وبتعرف حتى بفنون القتال... بحس هي الوجه المظلم فيه واللي مش لازم يبان ع العلن عشان أمو... لكنو هو معها أخد جرعات تمرد... وجرّب المجازفات معها... ووشم ع إيديه... ورغم معرفتو هي سرقتو ما همو وتسرقو كمان المهم تبقى... لكن فكرة حد يضرها هدي كبيرة عندو... ولا فكرة تكون من نصيب غيرو كارثة... فمسح ع وجهو سائلو بكل قهر: لمستها؟
عاصي ما عبّر سؤالو وجاوبو سؤال بسؤال: شاللي هيفرق لمستها ولا ما لمستها؟!
الخالد حس جوفو تضيق عليه لدرجة مخليه يحس مش قادر يبلع ريقو... الاسترسل بكلامو معو: روح يا ابن الأمرآ بنت جاثم فيها يلي مكفيها فما تقهر حالك وأهلك معها... يلي بحب ما بضر...
الخالد لف عليه مش قادر يتقبل تمسكو فيها: ليش؟! ليش ما بدك تطلقها... بدي أفهم...
عاصي ردلو بكناية: لا تشاور جائع وإن كان فطناً... والمشاعر عندي مش مهمة هلأ قد الأولويات... فخلينا ندخل هدنة بالعلاقات...
الخالد نطق سائلو: غريزة البقاء عندك غير مهمة... بحس كل تهديداتي معك ومع رجال الخيّال ما بتفيد لا بقتلكم ولا حتى بتعذيبكم وارغامكم... عندكم يخي عزة ملفتة حتى بكلامنا بين أهل البلد... طلعتوا شي تاني عن شيطان الأنس القائد ضرغام...
عاصي ردلو ببرود: بس المشكلة إني هنت عليك واصحك تقلي ممنون لإلي ومن هالكلام... وواضح إنك حابب تكون ذئب وحيد من قطيع الأمرآ... وواضح البويصلة القرارات يلي عندك يا الخالد تبدلت... بحب كون معك صريح عكس يلي حواليك مستعدين يرضوك لو ع تدمير حالك... وإنتا عارفني... والناس تعامل مش تبادل باللي عندها يا الخالد...
الخالد ردلو بحرقة: من وين جايب ثباتك... لك ابنك انقتل... لانك "مانك" قادر تمسك يلي ورا قتل ابنك ولا يلي قتلو... ومش عارف شو قلك غير يا آسفاه ع وين أنا وإنتا وصلنا... يلي بشوفنا بشبابنا بقول عز وأمان... وما في شي ممكن يتعرضلنا... بس يلي بتراهن ع الحياة بخسر...
عاصي جاوبو ببرود أكتر من يلي قبلو: في مقولة بتقول أن البشر يحلمون بالعودة أكثر مما يحلمون بالرحيل... تحمل نتيجة يلي صار...
الخالد ضحك بمرار مخبرو: أنه حب لم يعد له عقل ولا منطق ولكن له تاريخ جملة كتبها كاتب مصري... وشاللي بقهرنا غير تاريخنا... ولأول مرة بكى قدام عاصي... من الخنقة الحاسس فيها... ومسح ع راسو رح ينهار...
عاصي بدون ما يتعاطف معو نطقلو: صدقني خيرك لأهلك مش لبنت لا من دمك ولا من دم أهلك... وخيرك لازم يكون دايمًا وأولًا لأهلك مش يروح للي من برا... وصدقني يا الخالد رح تنساها متل يلي قبلها...
الخالد يضغط ع حالو بحرة: ليش يلي بختارهم بروحوا لغيري...
عاصي تبسملو بمرار: ما بتختار مين بكون عون إلك...
الخالد مسح ع وجهو خافي دموعو: ع كلٍ مبارك عليك بنت جاثم... لكن كاظم خليه لبعدين عارف السياسة مالها أخلاق... وشوية وقت ورح تطلع إنتا ورجال أهلك... حتى الأخ أرسلان...
عاصي ما ردلو بحرف لإنو عارف هو ورا يلي صار... ومن العقل ما يتشكرو ع شي سواه لكنو خبرو بكل صراحة: الحمدلله فيك الخير...
الأصدقاء كالسيوف بعضهم للحرب والبعض الآخر للعرض يؤسفني إنك ضيعت وبطلت تميز بين الباطل والحق.. وبلع ريقو محاكيه بمثل مصري: يا خيبتك لما تبقى واثق إنك متهونش وتهون...
الخالد تأثر باللي قالو لكنو ما جاوبو منسحب من عندو طابق الباب وراه وطالع من عندو وهو حاسس بشعور غريب... ليه كان يقاتل عليها بكل هالشراسة... هل عشان العمة ديدي... ولا عشان بحب يعنّد... هو العناد ما تعلمو غير من شفق... لدرجة صار يكافح ويصير طايش... واللي حواليه متلو... لكن عاصي بكلامو معو لا همو رضاه لكنو ما بكسب عداوتو...
فتنهد مدرك وين كان رح يروح بحالو عشان بنت... يدخل بمحطات غير محطات مسارو... كان هو مستعد يعقّد الدنيا ويدخل بالحيط عشانها مع العنكبة لكن هلأ راحت العنكبة وبقي ع نفس الأداة باللعب مع خصومو التانية وكاد رح يغير مبادؤو الثابتة في بعض المواقف... مين بتخيل هو الخالد الأمرآ يلحق بنت ومستعد يعادي أهلو وصحابو... وين باقي عقلو... واضح سفراتو الكتيرة برا ومعاشرتو للأجانب واتباعو نهج الليبرالية ضيّع القيم والمبادئ... وصار تابع للأهواء وشو بحس... فطلع من المكان المخصص للقضايا عالية الخطورة بالدولة... ومعاه حراسو الضخام غامقين البشرة وهو عاجز يستوعب هو وين باقي وليه هالقد انفعل عشان شفق يلي كان منبهر فيها صحيح ما كان راغب فيها بقوة قد ما هو راغب يحتفظ بجنونها وطيشها قدامو لإنها بتسحرو وبتاخدو معها لعالم ما بشبه عالمو لدرجة فضّلها كتحدي مع يلي حواليه نكاية بالكل غير مفكر باللي جاي وبالحرب الرح تكون نتايجها غير مرجوة ومالها طائل...
فتنهد حاسس بحالو هو مش قادر يخسر عاصي هلأ من شعورو ضروري يحافظ عليه في حالة مسك الدولة من ثقتو بصدق عاصي واللي رح يكونلو مخلص... على عكس يلي حواليه واللي عم يهيجوه ع كل حد ما بحبوه... فصبرهم عليه إن ما طلّع كل جنونو عليهم وقريبًا كمان... معروف عنو مضروب ومزاجي ومالو مربط... فمو شي جديد يلي تقلب أفكارو وأمزجتو... وركب بسيارتو محركها وهو بس بدو ينام بعيد عن زوبعة شفق يلي صحت من نومها مستففدة تليفونها والمكان يلي هي فيه... وفجأة بس تذكرت يومها امبارح حست متل يلي ماكلة كف... معقول هي تزوجت وسمحتلو يلمسها... هي ليش هون من متى هي بتقيد حالها... بعدين وين تليفونها....
هي معها تليفونها أصلًا... فطلعت من الغرفة الكانت نايمة فيها لامحة أخوها ماليد نايم برا... فمشيت لعندو ضاربتو ع كتفو: إنتا شو بتعمل هون يا *****... ما عرفت تمسكني من إيدي تقلي يا مخشخشة ما تتزوجي...
ماليد ما بعرف كيف غفى وهو خايف أختو المجنونة تسوي شي مع رجال زاجل الواقفين برا ناطقلها وهو مش قادر من النعس: والله حقيتني قلتلو اصحك هدي خطر عليك... بس تريحي تراه تزوجك من هون انسجن من هون...
شفق ردت خبطتو ع كتفو: شو قصدك وله أنا زوجة وجهها مش وجه خير... هبل ما بدها ترى عقلي حبتين فبلاش تطير حبة منهم... وقعدت جنبو رافعة رجليها فشلح جاكيتو راميه على رجليها: استريلي حالك شوي وما تنسي لا أنا ولا حتى زوجك ولا حتى عيلتو بتحب التعري الفاصخ المبسوطة عليه...
شفق رفعتلو حواجبها بملل... ولفت وجهها مستففدة عريس الغفلة: وينو يلي عم تحكي عنو مش شايفتو هون فكرك طيرتو...
ماليد تنهد رافض يجاوبها... فدقتو بإيدها يقلها وينو: هاي وين بلاش سب هلأ تراني بشبه الدواب اكتر من الانسان أكرمك الله فبلاش تشوف مستذئبة حقيقية معك...
ماليد طالعها ببرود: يختي قلتلك انسجن...
شفق قامت من مكانها مأشرة ع دماغها بحركة دائرية: بدك تجنني عربي بحكي معك قلي وينو؟
ماليد ردلها نفس الجواب: متل ما سمعتي...
شفق قربت مادة إيدها لإلو: هات تليفونك بعد ما ترنلي على ابن الأمرآ ال###### يلي فشر هو وأهلو يتحكموا فيي...
ماليد بلا مبالاة مدلها تليفونو... مخبرها: ورجيني شو رح يطلع معك ست مستذئبة...
شفق سحبتو منو رانة عليه بعد ما تأكدت من رقمو الحافظتو عن ظهر قلب... مش هي عندها ذاكرة خطيرة بحفظ المعلومات والارقام واستغلتها بالسرقة... لكن مرات ذاكرتها بتدخل ببعضها بسبب نوبة انهيارها لما تيجيها... وضغطت ع سماعة التليفون سامعة رنة اتصالها عليه لكنو ما رد عليها... فبعتتلو رسالة صوتية "رد عليي يا **** أنا شفق"...
ردلها فورًا كتابة "روحي استري حالك بعيد عني صرتي هلأ وحدة متزوجة وتطمني زوجك شوي وبكون عندك"...
شفق بعتتلو رسالة صوتية مستعجلة "مش لابقلك دور الأب الحنون... وزوجي والله لو بتقرّب منو يا ويلك مني... عارفني مجنونة باللي بحبهم... بحرق الأخضر واليابس وقد أعذر من أنذر" وارسلتها لالخالد ورمت التليفون لماليد أخوها العم يضحك عليها من وين لحقت تحبو... بجد إنها مرجوجة... وبهت بس لمحها لفت وجهها عليه متل الشريرة وهي عم تمشي: بجد كيف تزوجت... يخي والله انا عار ع البشرية... بس ما بعرف ممكن يطلع من أمري أمر... ولفت عليه سألتو... فكرك ممكن يجيني نونو صغير...
ماليد جاوبها: بدك تجيبي مستذئب صغير ولا صغيرة...
شفق رفعت حاجبها وهي عم تحرك اصبعينها: تنين ولو بجوا مع بعض منيح... المهم قلي فكرك يعني رح احمل... إلا برنة تليفون ماليد الرفع يشوف من مين إلا كانت واصلتو رسالة على ايكلاود من الأخ الخالد فلفها التليفون تشوف شو ردلها فسحبتو منو مشغلة شو بعتلها مفكرتو رح يردلها بالكلام... إلا بعتلها مقطع اغنية مغنيها بصوتو:
وقوليلو ياخد بالو منك
زى ما كنت أنا بخاف عليكى
ويحاول على قد ما يقدر
يحميكى و يحافظ عليكي
وسكرت التليفون مطالعة بماليد المش عاجبو ممشى أختو المريضة واللي مالها مربط... رافع حاجبو: تريحتي هيك...
شفق ردت عليه وهي عم تمدلو تليفونو فهمسلها بدون لا لف ولا دوران: تطمني ما معاي شي تاخديه مني غير روحي... أكيد ختمتي ع عاصي من أول ما شفتيه...
شفق راح عقلها للبعيد وضحكت بشيطنة: أنا ع كلشي بختم... المهم ليش إن شاء الله جاي عندي اليوم لتكون مفكر حالك أخت العروس مش أخوها وجاي تقوم بالواجب... شرف وما رح تشوف... وأهل وحبايب ما رح يجوا... ومصيبة ماني مسوية عشان رح ابلي يلي متجوزة فيه ومرتو معو بزواجي منو...
ماليد تنهد من عقلها الضارب مخبرها: شو بدك بمرتو... اقلقي بالنونو الصغير يلي بدك تجيبه وسميه ع اسم خالتك وفكينا...
شفق تبسمت بوجهو معلقة ع كلامو: ليش يا أخوي مفكر حالك برغي وأنا مفك يفكك... فكتك مني بس تتزوج... شو رأيك أزوجك زارا بنت الـ######...
ماليد رفع إيدو كاتم تمها وقبل ما تفكر تغدر فيه لتضربو بسرعة حوطها من إيديها طالب منها: طنيب ع الله والله إني بستحي من كلامك... اسكتي... واقلقي بحالك... بعدين ما بدي زارا لما بدي بجي قلك بس ها إذا بطلتي تسبي...
شفق جكر صارت تسب حتى وهو كاتم حسها... وبعد عنها تاركها توقف ع رجليها مستقوية بزوجها بمزح: بس يجي أبو النونو خليه يردلي حقي منك...
ماليد طالعها وهو حيلو هينهار من النعس: مصدقة حالك بريئة والقط باكل عشاكي وإنتي حضرتك ماكلة كل أكل القطط... أصلًا هو مسكين بدو مين يحميه منك... شرسة...
شفق تجقمت عليه ماشية من عندو ناحية غرفة المطبخ الواثقة هي بإحدى الغرف يلي قدامها وهي سامعتو عم يقلها: يا مستذئبة البسي لتبردي مش ناقصنا نبلي ابن الناس بمرضك...
شفق ولا معها خير دخلت الغرفة اللقتها هي غرفة المطبخ لتاكلها شي... ونطقت بصوت عالي ليسمعها: أنا مش عاجبني عيش بهالبيت... بصراحة البيوت الكبيرة بتحسسني بالخواء... بحب كوخ... تخيل اصير ست بيت سنعة... وصارت تعدد مواهبها... تراني بعرف أطبخ أكيد زاجل الـ #### قلك... لإنو من ورا أختو ملاك تعلمت منها كتير أشياء يعني فيي أمل بعدين عندي خير كتير وكبير ومستقلة وشكلي مقبول وبريء... وبنفع كون أم لإني أنا حنونة...
ماليد غفي وهو عم يسمعها... لكن هي وين تغفى متلو بعد ما صحت وشبعانة نوم فقررت تعمل أكل إلها وإلو وهي مستمتعة ولحظة ما لمحت الخدامة بدها تدخل فورًا اشرتلها تتركها لحالها منزوية بعالمها... وهي عم بتغني وتحاكي حالها... غير حاسة بعريس الغفلة الرد للبيت عندها... وهو سامع صوتها... ومندهش بحس البيت الما بشبه جمود البيت الكان مؤسسو مع بنت عمو شامخ بأول زواجهم... فكمل طريقو لغرفتو وهو غير منتبه ع ماليد المتمدد ع الكنبة الطويلة... وتحرك لعند سريرو بدو ينام وما يحس ع العالم...
وما بعرف كيف بعد ما شلح يلي برجلو غرق بالنوم... لكن القطة يلي عندو وين تخليه ينام بس لمحتو لحظة ما عبرت الغرفة النايم فيها بعفوية وهي عم تستكشف البيت العايشة فيه بلذة أطفال من مللها لحالها ومن ماليد البايخ الرفض ياكل معها... فكبروا عيونو بذهول ممزوج بحماس وركض لعند عريس الغفلة الما بتعرف عنو كتير... محاولة تصحي فيه وهي عم تقلو: قوم كل معاي... ما بحب أكل لحالي...
عاصي لا سبيل ليقوم من التعب الحاسس فيه... فقربت منو ماسحة ع وجهو وهي عم تقلو: شو هدا نازل نوم واحنا جديد متزوجين... زهقانة أنا...
عاصي ردلها وهو بس بدو ينام: بدي نام...
شفق حست عليه مالو شي فمسحت عليه كأنو طفل صغير بين إيديها هامستلو باللي عم تفكر فيه: أنا بدي يكون عندي نونو صغير... صح حلو أكون أم...
عاصي لا إراديًا بس سمع كلامها وهو بين النوم واليقظة بكى... حاسس روحو رح تطلع منو... فبكى بين إيديها غير حاسس بحالو ولا فيها يلي مسحت عليه وحنت عليه متأثرة معو لدرجة رفضت تقوم من عندو وغفت جنبو وهي شادة عليه كأنو مسؤول منها مش العكس... غير مدركة مدى وجع زوجها السرجوه هو وطلال وبقية الرجال قبل ما يرد بالسيارة الكانت عم تستنى فيه مع طلال الوصلو لعند البيت ليكمّل محلو يحل ويربط في أمور حماية العيلة يلي انحلت عتمتها بشوفة الجد وكنعان وعبد العزيز لكن لا جميل معهم ولا حتى أرسلان...

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات